اختفت الكلمات على صدره .. لو عاشت ايف الف سنة لما نسيت تلك اللحظة بالذات .. فقد اندفع جسدها بارادة خاصة به لملاقاته الى جانب روحها .. خافت ان يغمى عليها قبل ان تعيش لتحس به .. يا الله .. كيف يختلف عناقه ؟ شعرت بانها لم تعانق قط احدا 0
ما ان وصلت بين يديه الى نصف الجنون ، حتى تركها . ابعدها عنه فوق العشب الندى وقال بقسوة : باردة حقا ؟
-كنت مخطئة 0
وكيف لها ان تقول غير هذا بعد تجاوبها المسعور ؟
-التفسير بسيط .. كنت اعانق من هو غير مناسب 0
-وكنت تحزنين قلوبهم .. مسكين جايسون العجوز .. ومسكين انا .. شعرت جدتى بعذاب دائم وهى تتساءل عما يحدث لك وانت بعيدة عن البيت 0
صاحت : استطيع العناية بنفسى 0
نظرت الى وجهه المتعجرف الجميل .. كانت اهدابه كثيفة ، وكانها جناح غراب اسود حول عينيه الزرقاوين العميقتين .. لم تر قط مثل هذا اللون المثير للاضطراب ، حدقت النظر اليه مذهولة اما هو فبدا وكانه يقاوم رغبة قوية فى معاقبتها 0
قال محذرا : لن اعتمد على قولك ! فى الواقع ، بدات اؤمن بقوة القدر .. لقد ارسلتنى جدتى لاحضارك فكان ان وصلت فى الوقت المناسب 0
-هيا .. استمر فى تذكيرى بما حدث 0
-ساذكرك به دائما لاننى لا استطيع نسيانه ابدا .. لم اشاهدك قط مرتدية ما هو اقل مما كنت ترتدينه 0
-حسن جدا .. اذن لم يعجبك ما رايت ؟
-وجدته غير مقبول ابدا . فى الواقع ، يذهلنى خروجك من التجربة بريئة ولكنك على اى حال انت فتاة عجيبة 0
منتديات ليلاس
دارت فى راسها صور رهيبة لها ولغارث . تصورت يديه حول قدها الرشيق ، لكنها لا تستطيع السماح لنفسها بهذا التفكير لئلا تكتشف ما هو فظيع 0
-باردة .. يا لها من سخرية !
قالت بصوت منخفض متوسل : لا تغضب منى غارث .. اكره نفسى حين تغضب منى 0
-لكنك تفعلين ما بوسعك لاغضابى ام ان هذا امر عابر ؟
احست بالحزن .. فما قاله صحيح 0
-اعدك بالا اقلقك او اقلق جايسون او الجدة من الان وصاعدا . لقد فهمت اخطاء طريقتى فى الحياة 0
-هذا واضح .. والان ستنالين قليلا من العبث معى 0
-لا .. صدقنى لا .. فانا راهبة دير بالمقارنة معك 0
انحنى فوقها ثانية : يمكننا تغيير ذلك 0
قالت رغم ارتجافها شوقا : لا ، لا تفعل غارث 0
الى اين سيقودها هذا الجنون ؟
-ظننتك ترغبين فى الصراخ حتى يبح صوتك ؟
شعرت بانها ستسمع هذه القصة دائما 0
-انت لن تسامحنى ابدا .. اليس كذلك ؟
منتديات ليلاس
التفت اصابعة السمراء النحيلة على عنقها البيضاء العاجية : لا .. وليس هناك ما يمكنك فعله بهذا الصدد 0