كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
اما الورد نفسه فبعد ان وصل الى غرفته واحتمى خلف ابوابها الموصدة ابتسم لذكرى شجاعة تلك الطفلة الجرئية، وعن الانكسار التي سترتسم على وجهها عندما سيهديها الى باميلا في الصباح، ستكون عقوبة عادلة لتلك القطة الصغيرة.
كما شعر بان استياءه البالغ بسبب فزع و جزع باميلا كان مبالغ به فالجرح كان صغيراً جداً اما جاريته الصغيرة فكانت يدها متضررة بشكل مؤلم، وابتسم لنفسه فرغم كل مساوئها كانت العبدة طفلة لطيفة ومؤنسة ولها عواطف جياشة وحاول ان يوهم نفسه بأن عواطفها ستتحول الى حب سيدتها الجديدة بمجرد ان تعطف هي.
لاشك في الموضوع فباميلا جميلة جداً وشعرها الذهبي وبشرتها البيضاء وعيونها الزرقاء الكبيرة كافية لسحر اي مخلوق وايقاعه بحبها، اخيراً دخل الفراش ونام بهدوء بدون احلام ولم يعرف مايدور بمخملية بري.
شاءت الصدف ان يتأخر احتفال توزيع هدايا اللورد اياماً اخرى بسبب تأخير امتعته على ظهر السفينة وبالتالي ستبقى بري يوماً أخر في دار العجوز، ولم يزر اللورد دار العجوز باليوم التالي عقاباً لبري على فعلتها ولكنه جاء باليوم الثالث لتقبيل وجه السيدة بيرشور والسؤال عن جاريته.
دخلت بري للغرفة وحيته بانحناءة عميقة ولم ترفع له عينيها ابداً بل وقفت امامه بملابسها الجديدة ورأسها المنحنى وقد عنيت بشعرها كثيراً الى ان اخذ يلمع وقد صنعت منه عقدة كبيرة فوق رأسها وسمحت لثلاث خصال ان تتأرجح كلما تحركت.
منتديات ليلاس
نظر لها ملياً فهي الآن جميلة ومثيرة وازعجه انها لا تنظر اليه، فلماذا لا تنظر اليه بعينيها الساحرتين الكبيرتين؟ ولكنه قال :
- تبدين رائعة.
وصلح لفظه بسرعة وقال:
- لائقة تماماً.
فابتسمت ورمقته بابتسامة خاطفة وعادت لتنظر الى الأرض واجابت :
- نعم ابدو جميلة ولكني اكره هذا المشد.
ابتسم اللورد وايقن ان الضعف و الطاعة سطحيان فقط فقال:
- انك تنحنين بالتحية بشكل رائع.
وطبطب على رأسها مشجعاً وهو يريد ان يرى عينيها الساحرتين تنظران اليه ولكنها سمرت بصرها على الارض.
ففقد صبره وقال بحدة:
- لحب الله انظري بوجهي عندما تكلميني.. مابك؟
دهشت ونظرت اليه بعينين واسعتين وقالت:
- لا افهم فالسيدة بيرشور امرتني ان لا ارفع بصري وان لا ابحلق ايضاً.
تحرك بشيء من الارتباك وقال:
- اعتقد بأني فعلاً لا انظر للخدم عندما اكلمهم ولكن كيف ستتكلمين مع سيدات القصر؟ فانا اريدك ان تنظري لوجهي كلما اكلمك لأني اريد ان اعرف بم تفكرين ولن اعرف ذلك بالنظر الى قمة رأسك، فهمت؟
فاجابت قمر الليل بفرحة صبيانية:
- جيد، سأقول للسيدة بيرشور بانها مخطئة واعتقد بأنه .. كيف تقول.. خبائة.. .. أن ننظر للارض طيلة الوقت .
فأجاب:
- لا تكوني بهذه الصراحة ياصغيرتي ، يجب ان لا تؤلمي السيدة بيرشور، عليك ان تتصرفي بلطف وان تطيعي الاوامر فوراً، ولا ادري لماذا فضلت ان تبقي نظرك الى الأرض.
*********************
بتبع...
|