كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
تركت الغرفة وعادت ومعها وشاح سميك وضعته على كتفي ضيفتها وهي تقول :
- سيدفئك الى حين تصل ملابسك.
وعادت مرة أخرى وهي تحمل طبق الخبز ومعه الزبد ومربى البرتقال، ووضعت الشاي على نار الموقد، ثم اقتربتا بجلسة مريحة قرب النار وهما تشربان الشاي وتأكلان ، درست العجوز تقاطيع وجه الطفلة وهي تنكمش من طعم الشاي تقابل الفرحة والسعادة بطعم المربى لدرجة إنها قالت:
- آه لذيذ..رائع.
تدريجياً زالت مخاوف بري واخذت تتكلم وتقص تاريخها بسعادة فاخبرت السيدة بيرشور كل ماتعرفه عن افريقيا والقرية التي نشأت بها كما روت عليها قصة اسرها و بيعها و المسيرة الطويلة التعسة ضمن رتل العبيد المكبلين خلال الغابات النائية ولكن آخر المطاف ورغم استفسار السيدة بيرشور لم تقص بري قصة الرحلة البحرية تنفيذاً لاوامر اللورد بأن تنسى الرحلة وكل تفاصيلها.
بهذه الفترة قضت بري وبدون خجل على آخر شريحة من الخبز و المربى، وعندما سمعتا صوت عربة تقترب نهضت بخفة وركضت الى الشباك الواطي وقالت:
- بيرشيـ انها عربة مثل التي جلبتني.. ولكنها كبيرة جداً وهناك رسوم ملونة على ابوابها...آه لم تقف.
فقالت السيدة بيرشور :
- ذلك الرسم هو رمز عائلة اللورد اونيل وكانت السيدة والدته خارجة بزيارة وهي الآن تعود مبكرة كي تتهيأ للعشاء.
فقالت بري بشيء من خيبة الأمل:
- لم أر بها احداً.
وعادت الى مقعدها واكملت:
- ولكني رأيت السيدات في ذلك المكان ..مااسمه..حيث تقف السفن؟
فاجابت بيرشور:
- على المرفأ ياطفلتي! واشك بانهن سيدات.
فتحت بري عينيها:
- لا.. اكيد سيداتّ ..سيدات انيقات جداً.. يرتدين فساتين هكذاً.
وهنا مدت ذراعيها الى ابعد الحدود واكملت:
- ولا يمكن رؤية سيقانهن.. ولكن صدروهن بيضاء سمينة.
هنا ضحكت ضحكة اطفال واشارت ال صدرها الصغير عابسة وقالت:
- كانت صدروهن تتراقص خارج الملابس,, غريب انها لم تبد طبيعية.
www.liilas.com/vb3
- اعرف ماتقصدين ولكن الملابس التي سترينها في القصر لن تشبه تلك الملابس ولا حتى ما ستلبسينه انت ، والآن اجلسي بهدوء ريثما اتناول كوباً من الشاي بانتظار مارثا، وسيكون عندك شغل كثير بعدما تصل.
- لن البسها...لن البسها..انها تقطع انفاسي فكيف اسير؟ سانزع هذا الشيء اللعين والبس جلبابتي الخفيفة لا ياشريرة يامارثا، لا تشديني بهذ الشيء!.
كانت بري ترتعد من الغضب بسبب الفستان الزاهي الالوان وماتحته من طبقات متعاقبة من التول الخشن وما تحت ذلك من جوراب صوف طويلة وقد شد خصرها مشد قوي وحصر اصابع قدمها حذاء ضيق وهي تعالج سدى لتنزع المشد في حين كانت مارثا تضحك من المنظر وتحاول ربط اشرطة الصدرية في الظهر.
*********************
يتبع...
|