سألتها لين وهي تتعمد أن تكون لهجتها لا مبالية:
" وهل لديه صديقة؟".
" لا أعرف بالضبط , أنه منغلق على نفسه في هذه الأمور الخاصة , هناك أبنة مدير بنك بيكيا وتدعى رودا مورز وقد شاهدته يتحدث اليها عدة مرات , أنها شقراء وفاتنة وتناسبه , هي من أصل هولندي وقد نزحوا من زمن الى هنا".
" وكيف تعرفين ذوقه في النساء أن كان متسترا في علاقاته العاطفية؟".
منتديات ليلاس
" لقد خطب منذ عدة سنوات فتاة أسمها سونيا وكان أيضا شقراء وجذابة".
" وماذا حصل بينهما بعد ذلك؟".
" لا أعرف بالتحديد( فتحت سوزان الفرن ووضعت بداخله صينية الخضار واللحم) كنت فتاة صغيرة جدا ولم أكن على دراية بما كان يجري , لقد رافقها لزيارتنا مرات عدة ووجدت أنهما مضجران... كان يفضلان الألتقاء في الزوايا ... ويؤثران الأنفراد".
ضحكت لين من وصف سوزان ... ولكنها تخيلته مع الشقراء سونيا يعرض عليها الزواج ... أمر غريب , ربما هذا الحب هو الآفة الفاسدة التي سببت كرهه لنساء عامة , هذا ما أحسته عند أول لقائها معه , ربما الفتاة الشقراء هجرته ... وتسببت في ألمه وحزنه ونظرته القاتمة الى المرأة , وربما تتكرر المأساة معه من جديد...
وقطعت سوزان عليها حبل تلاحق الصور في مخيلتها وقالت:
" لم يحضر سورين فتيات الى البيت بعد ذلك ... وهو لا يزال محافظا على عزوبيته بالرغم من وسامته وجاذبيته , ما رأيك فيه؟".
" أوافقك الرأي أن كان الشاب الأشقر يعجبك".
" أنا أفضل الرجل الأسمر , والذي يميل الى التفكير والتأمل , هل بأمكانك أن تحبي سورين؟ أم يجب أن لا أسأل؟".
أحمرت سوزان وهي تطرح سؤالها الشخصي , ولكن لين أبتسمت لها أبتسامة رقيقة لئلا تشعرها بأنزعاجها وقالت:
"بل عليك أن لا تسألي , سورين وأنا لا نبالي واحدنا الآخر".
" ولما لا ؟ صحيح أنكما قليلا ما تتكلمان مع بعض ... بسبب ضجيج العائلة حولكما , في كل حال أنا لم ألاحظ أي شيء بينكما (ضحكت سوزان وهي تفكر ثم أكملت) ربما هذه هي البداية .. هناك من يقول أن الحب هو الوجه الآخر للكره !".
" ولكننا لا نكره بعضنا ... نحن لا نتفق سوية , هذا كل ما في الأمر".
سوزان الصغيرة تحاول أن تجمع بين لين وسورين بأفكارها .... أليس هذا أمر غير مستحب .... حاولت لين تغيير الموضوع وسألتها:
" هل أستطيع أن أساعدك بأعداد الطعام؟".
" لا , شكرا , اليوم هو عطلتك , على فكرة أخبريني أين أمضيت النهار؟".
ولحسن حظ لين أن سوزان فهمت مرادها , وجدت لين نفسها تنخرط في شرح تفاصيل يومها والأماكن التي أستطاعت مشاهدتها.
وحين أجتمعت لين بسورين للمرة الثانية لم تجد صعوبة أو غضاضة لأن أفراد العائلة كانوا يحيطون بهما , ثرثرت بطريقة ودية وهي تحاول أن تخفي شعورها بالأمتعاض , وكذلك سورين تكلم بعفوية طبيعية.
قال:
" أهلا لين".
أعتادت مناداته لها كما أعتادت نظراته الساخرة الفاحصة , وبعد العشاء غسلت الصحون بمساعدة دافي ونظرت الى غرفة الجلوس حيث كان سورين يتحدث مع والديه وتمنت لهم ليلة سعيدة ودخلت غرفتها مبكرة وهي تمني النفس بمشاهدة برامج التلفزيون في غرفتها الخاصة قبل أن تأوي الى فراشها , كانت تعرف أن تريزا وراي يرحبان بوجودها معهم في السهرة لو رغبت ولكنها كانت تفضل عدم التطفل , والحقيقة أنها كانت تتهرب من وجود سورين قدر المستطاع .... فأمضت السهرة في غرفتها تتابع تمثيلية هزلية.
لم يكن محتملا أن تبتعد كليا عن طريقه ,وبعدما أعتادت رتابة حياتها العملية بدت أقل تعبا وأكثر سعادة في علاقتها مع آل وينغارد , لقد تمكنت من أن تتعامل مع سورين بأدب ومجاملة وشعرت بالعداوة بينهما تتلاشى تدريجيا ومع ذلك بقيت تحاشى الأنفراد به مهما كلفها الأمر.
وسورين أيضا لم يحاول الأنفراد بها , وتقبل الواقع بأنها لا ترغب في محادثته , كلامها معه لا يتعدى الطلبات العامة وآداب المجاملة الضرورية ... ولكنه لا يزال يراقبها , خلال الطعام ومن وسط الجميع كانت لين تشعر بثقل نظراته ... كان يركز نظره على وجهها بطريقة جريئة ... وفي المساء نزلت تريزا الى بيكيا لشراء بعض الحاجيات , وعادت تروي لهم القصص الطريفة التي حصلت معها وسوء التفاهم بينها وبين الفتاة التي تعمل أمينة الصندوق في مركز البريد.
" هذه الفتاة المسكينة لا تفهم حتى طبيعة عملها , بالحقيقة لو لم يكن والدها مديرا في المركز لما بقيت في هذه الوظيفة يوما واحدا".
قال سورين:
" من الخطأ أن تعطى هذه الوظيفة منذ البداية , أنها تعقد الأمور أكثر مما تسهلها ".
قالت تريزا:
" أنها غبية ... ولكنها تقوم بأقصى جهدها , وهي طيبة القلب".
قال سورين:
" هل هذا يشكل سببا وجيهاو يبرر عدم كفاءتها في العمل , أليس من الأفضل لو أن والدها فتش لها عن عمل تستطيع أن تؤديه بنجاح ويتوافق مع مؤهلاتها وقدراتها ".
" الكلام سهل ولكن العمل به صعب للغاية ... لو أبتعدت عن نظره لوقعت بمشاكل أكبر ... أنها جميلة كما لا يخفاك!".
" صحيح ... وهي تستغل جمالها لتغطي به عيوبها الأخرى في عملها وغيره ,ولا أرى أنها من الممكن أن تقع في مشاكل أكثر من غيرها من بنات جنسها ممن يذهبن بعيدا من أجل العمل , هل هي مختلفة؟".
" لا... يا ألهي أبدا , ولكنك لا تلوم والديها أن أبقياها تحت أشرافهما وحمايتهما".
" بل ألومهما كثيرا .... وخاصة أن كان وجودها في هذه المنطقة سيعود علينا جميعا بالضرر والأذى , أضطررت لطلب كشف حسابي ثلاث مرات وكنت أحاول في كل مرة أن أرتب الأغلاط التي أرتكبتها , وأخيرا طلبت من والدها أن يوضب الحساب وينهي الموضوع قبل أن ينفذ صبري وأفقد أعصابي".
نظرت لين اليه لتجده يحدق بها كأنه يذكرها بما حصل يوم وصلت .وتقابلت النظرات , أبتسم لها أبتسامة خفيفة وهز رأسه يؤكد لها وقوع الحادثة يوم ألتقاها في البريد ساعة وصولها الى بيكيا , لم يذكر أحدهما لقاءهما القصير في مركز البريد من قبل وألا بدا الأمر غريبا لأن أفراد العائلة لم يعرفوا بأنهما تقابلا عفويا قبل أن تقدمها تريزا في المنزل.
كانت سوزان وترايسي لا تتابعان الحديث الدائر حول الطعام لأنهماكهما بالجدال بصوت خفيض , نظرت سوزان بعد قليل وقالت تخاطب والدتها:
" هناك حفلة راقصة مساء السبت , هل بأمكاننا أن نذهب اليها؟".
نظرت سوزان الى والدتها ثم الى والدها وهي ترجوهما السماح ... ثم تطلعت تريزا الى راي تستطلعه رأيه وكانت ترايسي تحدق في الجميع بعينيها الزرقاوين بلطف وتمني .
" سيذهب العديد من الرفاق الى الحفلة ... يتذهب كارول أنسون , لقد سمحت لها والدتها بالذهاب".
سأل راي:
" هل الحفلة الراقصة مقتصرة على المراهقين؟".
منتديات ليلاس
قالت سوزان:
" لا ... بل يستطيع الشبان المشاركة أيضا( رمقت سورين بنظرة جانبية ماكرة ثم أكملت) قالت رودا مورز أنها ستحضر الحفلة أيضا".