كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" ولكنني لا أفهم قصدك , أنت لا تعرف عني أي شيء".
" كنت أنتظر شابة صحيحة ممتلئة وخبيرة وتستطيع تحمل العمل الشاق...".
" وأنت تحصل على ذلك؟".
" هراء , كنت متعبة من الرحلة وعلى وشك أن يغمى عليك يوم وصلت , كانت تريزا تحنو عليك عناية الدجاجة بفراخها الصغار , والآن وبعدما أمضيت أسبوعا بالعمل خسرت من وزنك وبدا التعب جليا على محياك والدوائر السوداء تحيط بعينيك من نتيجة التعب والأجهاد".
" هذا كرم منك أن تهتم بصحتي( قالت ساخرة) ولكنك تتخيل بعض الأمور التي لا وجود لها ... وأعتقد أن السيدة وينغارد راضية عن عملي و....".
منتديات ليلاس
" راضية... أنها تسايرك خوفا عليك من التعب , وأنا أخاف أن تابعت جهودك كما تفعلين فأن قواك ستخور وستضطر تريزا لخدمتك بالأضافة الى خدمة والدي".
" أن صحتي ممتازة , وأنا آسفة أن كنت تمني النفس بفتاة كبيرة قوية لترضي ذوقك في النساء أكثر مني.....".
" ظننت أنني أوضحت لك بأنك تروقين لي كثيرا ... لسوء الحظ".
"صحيح "
نهضت لين مسرعة وقد عاد أرتعاشها وأرتباكها بعدما طرق الموضوع من جديد.
" ربما... ولكنك لا تعني لي أي شيء".
حاولت أن تمشي بأتجاه الباب ولكنه قال مسرورا:
" لندع هذا الأمر للتجربة".
جذبها اليه ووضع يدا حول كتفيها وأمسك رأسها باليد الأخرى , لم تجد وقتا لمقاومته , حاولت أن تدفعه عنها ولكنه شدد قبضته أكثر حولها , كان الشعور دافئا ومندفعا حتى أنها حبست أنفاسها وشعرت بالدنيا تدور فيها وكادت تسقط.
وأخيرا رفع رأسه ونظر الى وجهها بعينيه الساحرتين الضاحكتين , قالت بصوت ختنق:
" دعني أذهب أرجوك".
كانت مترددة أكثر مما هي غاضبة , أبتسم سورين كأنه يعرف سبب أرتباكها , غضبت من نفسها أكثر من غضبها منه , العناق ليس رديئا لكنها حاولت أن تحارب رغبة ملحة في داخلها ... رغبة في الأبتعاد أكثر علّه يعيد الكرة وبالفعل هكذا فعل سورين وكأنه يقرأ أفكارها ,خافت كثيرا لأنه أثارها بشكل لا يحتمل وهذه المرة كان لطيفا حانيا ناعما ... وأذا بها تتجاوب تلقائيا وتذوب مثل كتلة من الأحاسيس الغريبة المرتبكة.
وتمتم في أذنها بصوت خافت:
" أخبريني يا لين ... لماذا جئت الى هنا؟ هل تهربين من شيء معين؟".
دفعته عنها بقسوة , تركها تبتعد قليلا عنه ولكنه تابع تحديقه في وجهها , بدأت تستعيد جأشها وتوازنها , قالت متحدية :
"ماذا تقصد؟ أنا لا أهرب من أي شيء.....".
نظر اليها سورين من أخمص قدميها الى قمة رأسها , أمسكها بذراعها وأرتجفت تحت تأثير لمساته , صوتها ينبىء بألم مكبوت ... لقد نجح في أثارة أحاسيسها وبرهن لها عن أهتمامها به بوضوح:
" لماذا تقول ذلك؟".
" لأن هناك بعض الأمور المحيرة , أنت شابة غنية يا لين ولا تحتاجين لهذا العمل".
" ماذا تقصد؟".
" أنا لست غبيا ولا أعمى , أنا كثير الشكوك ولا أثق بك ثقة عمياء كما يفعل والدي , لقد وصلت الى المزرعة وأنت ترتدين أفخر الثياب وتركبين سيارة جديدة وتحملين معك متاعا في حقائب جلدية غالية , العمل الذي تقومين به هنا هو جديد عليك ولم تعتادي القيام به".
" هذا لا يبرهن أي شيء!".
" طبعا , ولكنني أتساءل ... أما أن تكوني هاربة من أمر ما أو أنك تفتشين عن شيء معين وتلهثين خلفه ... وأنا لا أعتقد أن ما يوجد في هذه المنطقة يغري فتاة مثلك ,ولذا فأنت لا بد تهربين من شيء معين".
أكتشفت لين أنها لن تتمكن من أخفاء الحقائق عن سورين وعينيه الكاشفتين , ومع أنه أخطأ السبب الذي أتى بها الى المزرعة , قالت بلهجة نافية ساخرة:
" أنت حتما واسع الخيال , ولكنني متأكدة بأن تفسيرا معقولا سيقنعك في الوقت المناسب بخطأ تقديراتك".
" هل أنت متأكدة؟".
" نعم , أنا متأكدة بأن النتيجة سنذهلك ... هل أستطيع الآن أن أعود".
قال ساخرا:
" من يمنعك؟... سأوصلك الى المنزل".
" لا , شكرا, أستطيع العودة لوحدي ".
فتح لها الباب وقال بلهجة متشوقة:
" هل هناك رجل آخر في حياتك؟".
أستدارت لتنظر اليه بحذرثم قالت بمكر ودلال:
" هل تغار؟".
قطب سورين هنيهة وقال بحدة:
" لا... ولكن أياك أن تقولي أنك لم تتمتعي برفقتي!".
حاولت أن ترد عليه بلا مبالاة:
"أنا فتاة طبيعية ... وخبرتك في هذا المجال لا يستهان بها !".
" أشكرك , أفهم من كلامك أنك أنت أيضا خبيرة في هذه الأمور؟".
"ألست مثل معظم فتيات اليوم؟".
" صحيح".
منتديات ليلاس
أبتسم بسخرية وهو يفتح لها الباب لتخرج :
" أشكرك لأصطحابي في الجولة حول المزرعة".
كان لطيفا في رده وأنتظرها لتبتعد وهي تمشي بسرعة ظاهرة ثم أغلق الباب خلفها بهدوء غارقا في أفكاره.
...........نهاية الفصل الثاني..........
|