كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم يجب فتابعت:
" أرغب في المشي بين الأشجار , هل هناك أمان؟".
" بالتأكيد".
لم يفتح عينيه , نهضت ومشت وحدها ... الأرض مفروشة بالأوراق اليابسة ,الشمس لا تدخلها لكثافة الأشجار وتشابك أغصانها , سمعت عصفورا يغني ويخترق الصمت المحيط بها , لم تستطع أن ترى العصفور المغني ,ولكنها أحست برفيف أجنحته قربها قبل أن يختفي في الشجرة الكبيرة.
وجدت لين ياسمينة برية فمدت يدها الى الغصن وقطفت زهرة متفتحة جميلة , غرزتها في شعرها الأسود بالقرب من أذنها اليمنى وعادت من حيث أتت.
كان سورين يقف قرب شجرة كبيرة يراقب قدومها نحوه , لم يعلق على وجود الزهرة البيضاء في ثنايا شعرها مع أنه لاحظ وجودها على الفور .
" عرفت طريقي وحدي , لم أضل".
" لو خفت عليك من الضلال لما تركتك تذهبين وحدك , هيا بنا لنعود".
" نعم ".
لماذا يتكلم بهذه العصبية ؟
" آسفة أن تركتك تنتظر عودتي ".
" لا سبب للعجلة , لدينا الوقت الوفير".
كان يسرع في سيره حتى أنها وصلت الى أسفل الوادي وهي تلهث تعبا , لاحظ سورين تعبها وتمهل قليلا في مشيته , لم يتكلم كثيرا بل كان يجيب عن أسئلتها , حين وصلا الى بيته فوجئت به يقول بعدما فتح الباب بمفتاحه.
" تفضلي , لقد وصلنا".
وقف ينتظر دخولها أمامه وقبولها دعوته ,كان من الواضح أنه أعتقد أنها ستقبل دعوته دون حرج , نظرت اليه مترددة ولكنه شجعها قائلا:
" تفضلي الى صالون المنزل يا لين".
دخلت أمامه الى غرفة الجلوس ,نظرت حولها لتجد بابا مفتوحا وقد ظهرت غرفة النوم مرتبة ونظيفة يغطي سريرها حرام قطني مضلع , هناك مطبخ صغير في الطرف الآخر.
" أجلسي".
دعاها لتجلس على الأريكة المخملية , هناك كرسيان كبيران مريحان وبعض الطاولات الصغيرة بالقرب من كل واحد منهما جلست على كرسي كبير بأسترخاء , وبعد أن أغلق الباب سألها:
" هل تفضلين الشاي , القهوة , أم عصير البرتقال".
" عصير البرتقال ,شكرا".
دخل سورين الى المطبخ ليجلب ما طلبت وبقيت وحدها في غرفة الجلوس تتفحص المكان من حولها , لا يوجد صور على الجدران , هناك سجادة شبه مهترئة وفوقها طاولة مستديرة وقد وضع فوقها تمثال لنمر متوثب من الخشب الأسود برزت أنيابه بوضوح .
حضر سورين يحمل كأسين من العصير وكانت لين تحمل تمثال النمر بين يديها تتفحصه وتقلبه , وسألته:
" من أين جلبت هذا التمثال ؟".
" من سرواك".
" ماذا كنت تفعل هناك؟".
جلس على الأريكة مقابل الكرسي الذي جلست عليه ونظر اليها ببرودة وقال:
" عمل".
ضحكت ضحكة خفيفة وقالت بلهجة أستهزاء:
" لماذا أنت متكتم؟".
" وأنت أيضا متكتمة ولا ترغبين في الحديث عن نفسك ... أليس كذلك؟".
" أذن أنا لست الوحيدة المتكتمة هنا؟".
" وأنا أيضا".
ألقى سورين نظرة عليها وهي تداعب النمر , كانت تفكر في نفسها (كم يشبه سورين هذا النمر المتوثب , سينقض عليّ في أية لحظة ويمطرني بالأسئلة , ربما عرض مرافقتها حول المزرعة من أجل الأستفسار عن ماضيها وليتمكن من التعرف عليها أكثر , ولكن لماذا تشك بأمره؟ لماذا هي شديدة الحساسية من الأمور التي تتعلق بتصرفاته معها).
منتديات ليلاس
|