كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ولم تكبت لين سؤالا:
" ماما... هل يناديك بهذا؟".
ضحكت تريزا:
" نعم , لقد بدأها بمزحة ولكنه يحب أن يتظاهر بأنني حقا والدته , أنها قصة طويلة ولا أعتقد يهمك سماع تاريخ العائلة".
قالت لين في نفسها:
" بل هذا ما أريده بالتحديد ".
وتمنت لو تسمع كل شيء فورا.
" وماذا تريدين أن أفعل الآن؟".
قالت تريزا ساخرة في تعجب:
" يا ألهي , أنت أكثر عنادا من سورين , تعرفين غرفة الجلوس ... أذهبي وأبقي برفقة راي فهو سيسر بمحادثتك كثيرا".
كان راي ينزه عينيه بين أعمدة الجريدة , وحين دخلت طوى صفحاتها ووضعها جانبا فجلست بقربه ,وبادرته قائلة:
" ظننت أن بأستطاعتي بدء العمل اليوم , وهذا أيضا كان رأي سورين ولكن تريزا قالت أن علي أن أرتاح من عناء السفر ويمكنني أن أباشر عملي في الغد".
" لا بأس عليك نريدك واحدة من أفراد العائلة , أرجو أن تفهمي ما أقصد".
" شكرا".
أختنقت لين من شدة تأثرها ,ولم تستطع أن تضيف أي كلمة أخرى , أستدار راي في مقعده بصعوبة , فسألته بلهفة:
" هل تشعر بألم , لقد أخبرتني تريزا عن الحادث الذي ألم بك".
" لا أستطيع أن أتحرك بسهولة , لحسن حظي أن سورين أسرع يساعدني على الفور وألا لكانت النتائج أسوأ بكثير".
" وهل كان سورين قربك يوم الحادث".
" هذا من حسن الحظ وألا لبقيت ساعات عديدة تحت الجرار , كما حصل مع آخرين غيري , لكنه هرع ورفع الجرار كمارد وأخرجني من تحته , خلع قضبان الحديد من السور بيديه العاريتين وحمل بعض الصخور الضخمة التي تحتاج الى رجلين لحملها , أنا فخور به , لقد عمل بقوة خارقة وحده".
شعرت لين بغصة في حلقها وألم غريب أختلط بالكآبة والحزن...
الصغير سكوت يلعب في غرفة الجلوس أمامهما بجرافة بلاستيكية صغيرة وتقدم من والده وتمتم بكلمات غير واضحة , لم تفهم لين ما دار بينهما لكنها شاهدت الصغير يرمي لعبته أرضا ويصعد الى ركبتي والده يجلس هانئا ويحدق بلين من بعيد , ضحك راي مسرورا من حركاته ومر بيده على شعره بحنان وقال:
" ستجدين أن عملك هنا سيقتصر على ملاحقته , هل تعرفين الكثير عن الأطفال؟".
لقد تأكد لها أنها لا تستطيع أن تكذب أبدا , قالت:
" أنا لا أعرف الكثير , ولكن الأطفال بشر مثلنا, أليس كذلك؟".
شكرت حظها لأن سورين لم يسمع جوابها وألا رمقها بنظرة ساخرة أخرى , أعاد راي رأسه الى الوراء وقال ضاحكا:
" لا بأس عليك , يمكنك أن تتعلمي بسرعة".
تناول سورين الشاي في غرفة الطعام , وقد فهمت لين أن تلك الغرفة لا تستعمل ألا وقت العشاء , طعام الفطور والغداء يتناولونه عادة في المطبخ الى الطاولة المستديرة الصغيرة , عرفت لين أيضا أن سورين لا يعيش في البيت مع العائلة ولكنه ينفرد بنفسه في كوخ كان يستعمل لعمال المزرعة وقت الحاجة , يتناول سورين طعام العشاء مع العائلة كل يوم ويمكنها أن تعتاد عليه مع الوقت
لا يزال وجوده يزعجها ونادرا ما تنظر اليه ولقد ألفت الجميع وألفوها وأحست أنها وسط عائلتها الحقيقية فعلا الا معه , كان غريبا ومزعجا ... ولولا وجوده لما أحست بأية غربة في هذا المنزل , شعرت بحنان الجميع نحوها وصدق عاطفتهم في تقبلها وقد خلبوا لبها ببساطتهم وصدقهم ولكن سورين.... بقي باردا في معاملته لها
|