كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الأعلان الذي نشر في الجريدة ساعدها على تحقيق رغباتها , أنها مصممة ولن يثنيها عن عزمها أي شيء أو أي أنسان.
مدت يدها الى حقيبتها وأخرجت الأعلان كأنها تستمد منه القوة , قرأته من جديد:
" شابة صحيحة البنية لتعمل مساعدة في تدبير المنزل ولتعتني بطفل دون السادسة من عمره أثناء غياب والدته في أعمال المزرعة , غرفة خاصة مع تلفزيون , عطلة في نهاية الأسبوع , مرتب محترم , الأتصال بالسيد وينغارد طريق بيكيا ,خليج ....".
كانت لين تدرس في مخيلتها طريقا توصلها الى السيدة وينغارد ... دون جدوى , كانت تحلم ليلا نهارا بخطة محبوكة ومقبولة لتتعرف الى السيدة وينغارد ... ووافتها الفرصة المنتظرة في الأعلان المنشور في الجريدة اليومية , أنها فرصة لا تعوض ستؤمن لها مبتغاها بأقل جهد.
كتبت ترد على الأعلان , أتجف القلم بين أصابعها وهي تخط رسالتها , مزقت عدة أوراق قبل أن تنتهي من هذه المهمة الشاقة , لم يكن من السهل أن تكتب عن نفسها بوضوح ... لا يمكنها أن تدعي أنها خبيرة في أعمال المنزل أو في الأعتناء بالأطفال ,هل تعرف أن تطهو وجبة طعام سريعة؟ وأعمال المنزل لا تحتاج لبراعة ... ولكنها لا تحب ممارسة الأعمال الرتيبة , لا يحتاج العمل خبرة معينة بقدر ما يحتاج لقدرة على تحمل الأجهاد الجسدي.....
كتبت تقول أنها في الثالثة والعشرين من عمرها وتحب الأطفال كما تحب العيش في الريف...
" لقد أمضيت بعض العطل المدرسية في المزرعة ولا أزال أحمل ذكريات جميلة عنها في ذاكرتي , قوية البنية وصحيحة الجسم ومستعدة للعمل".
وأضافت تعدد خبرتها وقالت:
" لدي بعض الخبرة في أعمال المطبخ حيث أنني خدمت في المطاعم خلال العطلات المدرسية وعملت في قطف العنب والتفاح في مزارع أستراليا".
تذكرت العمل المضني وتعبها وأصابعها المشققة وجلدها المجروح وأظافرها المقصفة ... الذكرى تخيفها ولكن الخبرة ضرورية , والعمل ممتع وهي لا ترغب في تكراره من جديد , فكرت في نفسها:
" هل أضيف بعض السنوات الأخرى على عمري؟ لا ,لن يكون ذلك ضروريا ".
ضحكت وهي تسقط ذكر شهادتها الجامعية ... كذلك معرفة التاريخ والأدب ليس مؤهلا مطلوبا لتأدية هذا العمل...
أرسلت طلب الوظيفة بالبريد وأنتظرت الجواب بفارغ الصبر , وبعد عشرة أيام زعق جرس الهاتف وأذا بصوت دافىء حنون يقول:
" هاللو , أنا تيريزا وينغارد , لقد أتصلت بنا كتابيا من أجل العمل عندنا".
أمسكت لين السماعة بيد مرتجفة وشرع قلبها يضرب ضربات سريعة :
" نعم, نعم".
كانت لين تتمنى أن تحصل على هذه الوظيفة , بدأت تتخيل وجه المتكلمة,حنونة ذات صوت دافىء ... لكنها فشلت فلا بد من أن تصبر لتراها...
" نحن بأنتظارك , متى تستطعين الوصول؟".
" مع بداية الأسبوع المقبل".
أخبرتها تيريزا عن العمل ثم ذكرت لها الراتب ... مع أنها لم تسأل عنه أبدا... وذكرت لها الصبي الشقي الذي ستتولى مهمة تربيته.
تابعت لين قيادة السيارة وهي تتباطأ كلما مرت بلوحة لتقرأ أسم المالك , أوقفت سيارتها فجأة وهي تقرأ أسم وينغارد بأحرف كبيرة سوداء على علبة صغيرة بيضاء مخصصة للبريد , دخلت بسيارتها الممر المؤدي الى المزرعة وسط أشجار السنديان الصغيرة ... فعندما تنمو هذه الأشجار سيصبح الممر ظليلا ممتعا.
وصلت الى مؤخرة المنزل حيث الكاراج , وبدا أن هناك أضافة حديثة العهد الى المنزل , شرفة كبيرة أمامية وقسم منها أغلق بزجاج شفاف مما يزيد من مساحة البيت , السور المحيط بالحديقة طلي حديثا , والعشب الأمامي مقصوص بشكل مرتب لكن بعض العليق نما دون ترتيب أو نظام , والباب الخارجي مطلي باللون الأبيض.
ظهر كلب من خلف الكاراج وراح ينبح وأقترب من سيارة لين وهو يهز بذيله , فنزلت من السيارة وقدمت له يدها ليشمها في حين خرجت سيدة من المنزل تنادي الكلب:
" ريموس ... تعال".
أطاعها الكلب مبتعدا عن لين التي بقيت متمسكة بباب سيارتها وهي تراقب السيدة المتقدمة نحوها:
" أهلا وسهلا , أنا تيريزا وينغارد وأنت لين" كانت أبتسامتها تتماشى مع دفء صوتها ... الصوت نفسه الذي سمعته على الهاتف , ولا زالت تسمعه يرن في أذنيها , منذ ذلك الحين , بقيت لين دون حراك.
." ريموس لا يؤذي أحدا , لا تخافي".
" أنا لست خائفة منه".
كان صوتها يرتجف وقد أرتبكت كثيرا .... عليها أن تتمالك توازنها بسرعة وألا ستعتقد تيريزا وينغارد أنها مريضة أو مجنونة .
منتديات ليلاس
حاولت أن تفكر بشيء تقوله لكن تيريزا أقتربت منها وأمسكتها بلطف من ذراعها وقالت:
" أنت متعبة من السفر الطويل , المسافة من أوكلاند بعيدة ولا بد أنك مرهقة , تعالي معي الى الداخل لتتناولي فنجانا من الشاي سنهتم بأمر الحقائب فيما بعد.
|