كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
مر اليوم بأكمله ولم يلاحظ والدها بأنها كئيبة حزينة وضائعة , خرج بعد الظهر ليلعب الغولف , لم يسمح لها بمرافقته أبدا , أقترحت عليه مرة أن يصحبها معه فقط للمراقبة ,ولكنه حدّق بها مستغربا طلبها وأجابها بأقتضاب بأن مشاهدة لعبة الغولف لن تسرها.
ووجدت نفسها مرة أخرى وحيدة , هدوء المنزل كان يسبب لها حالة من الضجر , فقررت أن تخرج من البيت وتمشي في نزهة بعيدة ,
كان الطقس لا يشجع , الغيوم متلبدة في السماء والأمطار تتساقط من وقت الى آخر , حين عادت من نزهتها كان والدها قد وصل قبلها , فلم يرقه أن تمشي تحت المطر , قالت له صارخة:
" ولكنك أنت أيضا كنت تمارس لعبة الغولف على الرغم من المطر ".
" ولكن لم أكن أسير على غير هدى".
أبتسمت أبتسامة حزينة ... لقد كان والدها يلعب بهدف الربح وقد ربح الجولة , سألها فجأة:
" من أوصلك البارحة الى البيت؟".
" شخص ألتقيته في الحفلة".
" هل تعرفينه ؟".
" قابلته من قبل".
فوجئت لأهتمامه بحياتها الخاصة , أنها أول مرة يظهر لها هذا الأهتمام ,نادرا ما يسألها عن رفاقها ... ثم فاجأها بسؤال آخر:
" أليس لديك صديق خاص؟".
" ليس بالمعنى الصحيح في الوقت الحاضر".
قطب قليلا ونظر اليها كأنها لغز مميز وقال:
" لقد بلغت الرابعة والعشرين من عمرك أليس كذلك؟(هزت رأسها موافقة فأكمل) معظم صديقاتك تزوجن أيضا".
لم يكن لديها صديقات عديدات وهي لم تتصل بهن منذ عهد الدراسة :
" أعتقد ذلك".
" أنت شابة جميلة( كانت لهجته لطيفة وتنم عن أهتمام أكيد) ألم يتقدم بطلب يدك أحد بعد؟".
" هل تخاف أن يفوتني القطار؟".
ضحك والدها قليلا , ثم بدا منزعجا بعد ذلك :
"هل أنت عازمة ... على البقاء ... مضربة عن الزواج الى الأأبد؟".
تنهدت لين وسحبت نفسا عميقا ,كأنها أحست أنه يسألها أن كانت مزمعة على البقاء في منزله الى الأبد... ثم غيّر رأيه في آخر لحظة وأستبدل كلمة بأخرى ,كانت لا تزال تفكر بقوله حين فاجأها مرة أخرى:
" الحقيقة... أنا أفكر بالزواج من جديد".
وقع كلامه عليها كالصاعقة , منذ توفيت زوجته لم تلحظ أي أهتمام لديه بالجنس الآخر ... ولكنها ربما كانت على غير علم بأسراره , وربما له علاقات سرية خاصة تجهلها ,جلست لين على كرسي مريح وسألته:
" هل ... هل ... أعرفها؟".
" طبعا... أنها سكرتيرتي الآنسة أكسفورد وأنت تعرفينها جيدا!".
قاومت لين رغبة جامحة بالضحك , مسكينة الآنسة أكسفورد , أنها تثير الشفقة , لقد نجحت أخيرا في لفت نظره ,قرر والدها ضمها الى أملاكه الخاصة ,
لقد برهنت طوال السنين عن كفاءة نادرة وأخلاص أكيد , أنها سيدة متوسطة في العمر وليس هناك ما يثير الضحك في أن تقع سيدة مثلها في الحب وترغب في الأستقرار والزواج ...
دائما تسمع بمثل هذه الواقعة تحدث مع الناس ولكنها وجدت خيالها عاجزا عن تصور الآنسة أكسفورد تحمر خجلا كعروس ... وكذلك لم يسعها أن تتصور والدها في دور العاشق الحبيب.
" ما أسمها الأول؟".
" بيرتا".
" أنه أسم جميل".
شعرت لين ببعض الشفقة نحو الآنسة أكسفورد وهي تتذكر أن والدها ليس سهل المعشر وحاد الطباع ولن يكون زوجا رضيا ...ولقد قيل أن السكرتيرة تعرف مدير العمل أكثر من الزوجة ... أذن فهي تعرف ما هي مقبلة عليه حق المعرفة وترضى به وهي مفتحة العينين , تذكرت أن عليها أن تجامله :
" أهنئك ... هل قررتما موعدا للزفاف؟".
" لا , ليس بعد , ليس هناك سبب للعجلة".
احست لين بأنه أحرج بسؤالها بقيت تفكر بالأسباب الداعية لأحراجه, هل هو الخجل؟ لا... لا هناك أمر آخر يبدو ملحا ... يتناول وجودها معه في المنزل , هو حتما يريدها أن تخرج من المنزل قبل دخول عروسه الجديدة ... ولكن مصارحتها بالأمر تربكه , أنها ليست صغيرة ... فهي تفهم الواقع فهما صحيحا , العروسان لا يرغبان بوجود فتاة بالغة النضج معهما في المنزل ... هذا أمر طبيعي ومسلم به.
" من الأفضل أن أفتش عن شقة لي".
شاهدته لين يرتاح كثيرا لسماع قرارها وشعرت بألم يجتاحها ويغمرها :
" أن كنت في حاجة مادية فأنا مستعد أن أساهم في بدلات الأيجار ... أقصد فتشي لنفسك عن سكن مريح يا عزيزتي ولا تهتمي بالمصاريف".
منتديات ليلاس
وفي اليوم التالي تذكرت موعدها للغداء مع سوزان فهرعت لملاقاتها قبل أنقضاء الموعد , ساورتها فكرة التهرب من هذا اللقاء , ولكنها أبعدت الفكرة تماما لأن صداقتهما عزيزة على قلبها وحتى لو رغبت في قطع علاقتها مع آل وينغارد نهائيا فأنها ستقطعها مع سوزان تدريجيا لئلا تجرح شعورها .
|