كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أبعدت لين نظراتها عن وجه سورين وهي تقول في نفسها : كم يجهل مقدار الألم الذي يسببه لي من هذا القول.
" آسفة , لا أستطيع أن أفعل أي شيء".
" كم أنت فتاة جاحدة وعابثة!".
شعرت بألم حاد في كيانها وبأنها لا تستطيع أحتمال المزيد من تهجماته , رمقته بنظرة يائسة وقالت:
" هل ستوصلني الى البيت أم أمشي بقية الطريق؟".
" سأوصلك عندما أنتهي من حديثي معك".
بدا صوته خانقا , حاولت أن تعالج قفل الباب قربها ولكنها لم تفلح , أحست بغضبها يتصاعد ... أمسك سورين بيدها وأبعدها عن القفل , حاولت أن تصارعه بيديها وتبعده عنها , شعرت بجرح كبريائها من تصرفه وتلا محاولتها صمت ثقيل بينهما وقد أمسك يديها بقسوة جارحة مؤلمة ومال من جديد يعالج قفل الباب ويتأكد من أحكام أقفاله.
أبعدت لين خصلة من شعرها تطايرت على وجهها ثم نظرت اليه طويلا , بعدما شعر بأنتصاره وبدا مزهوا بتفوق رجولته ,حاولت يائسة أن تحرر يديها من قبضته الفولاذية , ولكنه ضاعف قسوته حتى شعرت كأن عظامها سحقت , فتنهدت:
" أنك تؤلمني".
" أنت تتألمين لأنك تحاولين مقاومتي (خفف شدة قبضته قليلا وأضاف) فكري بعقلك ... أنت باقية هنا حتى أنتهي من حديثي معك ولن تتمكني من الهروب........".
" ماذا تريد مني يا سورين؟".
برقت عيناه فرحا وهو يقول:
" هذا سؤال جيد".
مر بأنامله وأبعد خصلة من شعرها عن وجهها , مالت برأسها الى الوراء لتتفادى لمساته , فهي تعرف تأثيرها جيدا ,أنها تحتاجها وترغب فيها ولكن..
بقي سورين هادئا وهو يحدق في وجهها بقسوة ظاهرة ثم قال:
" لقد كتبت رسالة لتريزا ولكنك أغفلت فيها ذكري... حتى ولا أشارة واحدة".
قالت بعصبية وصوت متوتر:
" هل كان من الواجب علي أن أفعل!".
" نعم , أستحق تفسيرا لما قمت به من تصرفات".
" لا حق لك عليّ يا سورين!".
أمسك كتفها بيده وشد عليها بعصبية وعلى الرغم من سماكة الفراء أهتزت وأدارت وجهها لتنظر اليه.
" أنا لا أتكلم عن الحقوق , أنت مدينة لي بتفسير وأنت تفهمين قصدي جيدا ,هل أنت معتادة على ممارسة لعبة الحب مع الرجال وبعد ذلك تهجرين دون مبرر؟".
أرادت لين أن تنكر كلامه بشدة , ولكن عقلها منعها , لقد أعطاها بقوله عذرا مقنعا يجعله مقتنعا بأنها لا تحبه أو تهتم به.
" كل هذا لأننا تبادلنا العناق؟(رمته بنظرة ساخطة ) يا ألهي سورين , أنت لست الرجل الوحيد الذي عانقته وأنت تعرف ذلك".
لقد أستفزته , صعق من كلماتها وأختفت تعابير وجهه كليا , شد بقبضته من جديد على كتفها وكادت تصرخ من شدة الألم ثم تركها فجأة وأبعدها عنه... تكلم بصوت خال من الأنفعالات:
" أخبريني شيئا مهما , هل حضرت الى أوكلاند لأن رجلا ينتظرك؟".
" أخبرت تريزا...".
" أعرف ماذا قلت لوالدتي (شعرت لين بهستيريا ضاحكة وهو ينادي تريزا بهذا القول), لو كان في قولك بعض الصدق لكنت أخبرتني بذلك منذ البداية وقبل سفري , أنت لا ترغبين في تمضية عيد الميلاد مع والدك ... هل هناك رجل آخر؟".
لا تستطيع لين أن تقول نعم... ولو نفت زعمه لأعطته المبرر الضروري لمتابعة ملاحقتها في كسب ودها ... وهي لا تجرؤ على خوض التجربة معه من جديد.
" هذا ليس شأنك يا سورين! أرجوك أن تكف عن أستجوابي وتوصلني الى البيت".
منتديات ليلاس
رفع قبضة يده بعصبية ثم أنزلها بقسوة فوق مقود السيارة , أرتعدت فرائصها وخافت أن يتمادى في غضبه , بقيت هادئة في مجلسها وقد أسرعت ضربات قلبها.
أدار سورين محرك السيارة دون أن يتكلم , مد يده وأقفل نور السيارة الداخلي وتابع قيادته في الشارع حسب تعليماتها الدقيقة , أوقف السيارة وأبقى محركها يهدر على مهل:
" أشكرك. أستطيع أن أنزل هنا".
" هل تسكنين هنا؟".
حاولت الخروج وهي تقول :
" أسكن في مكان قريب من هنا ".
" سأرافقك حتى الباب ......".
" لا داعي".
" قلت سأرافقك حتى الباب , عليك أن تخبريني بالتحديد مكان سكنك لأنني لن أتركك قبل أن أتأكد من دخولك المنزل وأنك آمنة".
ترددت لين بعض الشيء ثم رضخت لطلبه وهي تعرف عناده الأكيد .
|