نظرت الى كأس الشراب وقالت حزينة:
" كنت أحاول التحدث معك".
بقي سورين ينظر اليها نظرة فاحصة وهو يشرب من كأسه ببطء شديد , مد يده الى جيدها وأمسك بالقلب الصغير الذي تدلى فوق صدرها , رفعت لين يدها بعصبية الى القلب الصغير تمسك به , قال:
" جميل... هل هو هدية أخرى؟".
" ماذا؟".
" هذا , هل هو هدية مثل الساعة الذهبية والسيارة و.....".
" نعم , هدية أستلمتها بمناسبة عيد الميلاد وهذه أول مرة أتزين به".
منتديات ليلاس
أرتاحت بعدما أبعد يده وعاد القلب لوضعه االسابق فوق صدرها ... تذكرت لين الثور المحفور بقرب سريرها ووجدت نفسها تسأله:
" لماذا أعدت هديتي؟".
وقف منتصبا بعصبية ظاهرة وقال بحدة:
"لا أريد الأحتفاظ بأي شيء يذكرني بك".
كان صوته قاسيا جارحا مؤلما, وقالت هامسة:
" أرجوك يا سورين , لا تكرهني!".
وضع كأسه على طاولة صغيرة بالقرب منه , ثم نظر اليها من جديد نظرة قاسية فيها أحتقار وأزدراء:
" أكرهك؟( لهجته عابثة ماكرة) يا فتاتي العزيزة , أن كنت لا تستأهلين الحب , كما هو واضح , فأنت أيضا لا تستأهلين الكره".
شعر بألم حاد لا يحتمل , شدت ظهرها وألتصقت بالحائط , هزت رأسها يائسة ولكن نظرته القاسية لم تتبدل , لاحظت أن الكأس ترتجف بين أصابعها وبسرعة رفعته الى فمها ورشفته دفعة واحدة... وبعدما تمالكت أعصابها وقالت:
" لا أعتقد أن لدينا المزيد من القول... أليس كذلك؟".
رفعت رأسها بكبرياء وحاولت الأبتعاد عن طريقه , ولكنه مد يده بسرعة وأمسك بذراعها بعنف وقسوة وقال:
" لدي الكثير أقوله لك , لا تتهربي مني".
أمتلأت القاعة بالمدعوين وكذلك الصخب والضجيج , هناك زوجان يرقصان وسط الغرفة وقد جلس الآخرون على الوسائد فوق السجادة , كانت رودا تتحدث مع شاب بسرور وسوزان تستقبل المزيد من الوافدين على الباب وترحب بهم.
حاولت لين بنعاد أن تفلت ذراعها من قبضت , بقيت تنظر اليه متحدية :
" أريد أن أنضم الى الحفلة".
أبتسم لها فجأة بعد عبوس طويل , ولكن نظراته بقيت قاسية , وقال:
" حسنا , لنرقص".
ودار بها في وسط الحلبة غصبا عنها , لم ترغب في أن تتسبب في مشكلة فلم يكن لديها خيار سوى مراقصته... وفهم سورين وضعها وأستفاد منه.
حاولت الأبتعاد عنه قدر المستطاع وهي تراقصه وتركها سورين تحاول....
توقفت الموسيقى وذهب أحدهم ليلقم تلك الآلة أسطوانة أخرى .أبتعدت لين عنه وتركت الحلبة ,ولكنه تبعها ولم يسمح لها بالهروب .... وتتابعت الحفلة بشكل يحاكي تماما حفلة عيد ميلادها , أحست لين أنه سحب نفسا عميقا سريعا وقال:
" هيا بنا نتابع الرقص".
دار من جديد في حلبة الرقص والموسيقى وخضعت لين كليا لجنونه في مرافقتها رغما عنها... ماذا ستفعل؟ أنها لا ترغب في التسبب بأفساد حفلة سوزان ,
ولكنها بدأت تحصي الثواني والساعات ليحين موعد أنتهاء الحفلة لتخرج منها دون أن تلفت الأنتباه ,
أغمضت عينيها أخيرا وأستسلمت لأفكارها تتخيل نفسها في بيكا وأن الحفلة هي حفلة عيد ميلادها , ورغبت لين في البكاء والضحك معا , كانت رودا محاطة بالمعجبين فقالت لين:
" أليس من الواجب عليك أن تهتم قليلا برودا".
نظر سورين الى حيث وقفت رودا وقال على الفور:
" أنها محاطة بالعيون النهمة".
لم تجادله ... وحين بدأت سوزان ورودا تقديم الطعام للمدعوين تركت لين حلبة الرقص بحجة المساعدة , دخلت المطبخ وألقت نظرة عابرة على رودا ,
كانت الفتاة طيبة ودودة وكأنه لا يهمها أبدا أن تستولي لين على أنتباه سورين... ربما عزة نفسها وكبرياؤها يمنعانها من أظهار عواطفها الحقيقية ,
أختفى سورين قليلا وبعد ذلك خرجت لين من المطبخ لتجد رودا وقد أمسكت بذراع سورين وهي تتمتم له بعض الكلمات.
ضحك سورين قليلا ثم وضع ذراعه على كتفها ثم نظر بأتجاه لين التي كانت تقف وتراقب قرب المطبخ , ثم جذبها اليه وأحاطها بذراعيه ومشى بها الى حلبة الرقص.
تقدم شاب من لين يطلب مراقصتها , ولم تتردد كثيرا في القبول , وهكذا رقصت لين مع بعض الشبان بينما كان سورين يراقص الفتيات ويعود من وقت الى آخر لمراقصة رودا التي أخذت تشع بهجة وتثرثر مسرورة وهي ترقص معه.
بعدما بدأ المدعوون بالأنسحاب شعرت لين أن بأستطاعتها الهروب بنفسها , أنفردت بسوزان وأخبرتها بأنها ذاهبة وودعتها.
" هل نلتقي الأثنين لنتغدى معا؟ أريد أن أتكلم معك عن الحفلة! هل كانت ناجحة؟".
" نعم".
راودتها فكرة أختراع عذر للتهرب منها ولكنها لن تستفيد بتأخير الحديث عن الحفلة لفرصة ثانية.
" نلتقي الأثنين ظهرا وفي المكان نفسه".
الطقس البارد في الخارج ربما تسبب في تعطيل السيارة , حاولت لين أن تدير المحرك عبثا , نظرت حولها علها تجد مركزا للهاتف في الشارع ولكنها لم تجد , ليس أمامها ألا أن تعود من جديد الى الشقة لتتصل هاتفيا بسيارة أجرة لنقلها لمنزلها.
فتحت رودا الباب ثم حضرت سوزان تستفسر:
" سيارتي لا تدور, علي أن أطلب سيارة تاكسي".
قالت رودا:
" لا هاتف لدينا... ربما يستطيع أحد الشباب أصلاحها لك على الفور".
" لا , لا أريد أن أحرم أحدهم من الأستمتاع بالحفلة".
حضر سورين ووضع يده على كتف شقيقته وسأل:
" ما المشكلة؟".
منتديات ليلاس
شرحت له سوزان ما حدث بأقتضاب فقال :
" سأوصلك الى منزلك".
"لا".
وشعرت بتسرعها ... نظرت سوزان الى ا بأستغراب.
أضافت لين على الفور بكلمات متعثرة:
" لا... لا أريد أزعاجك يا سورين ,أشكرك .... ولكن....".
" لا أزعاج , سيارتي معي,( أخرج مفاتيح السيارة من جيبه ومشى أمامها) .
" سيهتم سورين بأمرك يا لين , لا تهتمي".
وضع سورين يده على خصرها ودفعها بسرعة الى خارج الشقة , لم تنظر لين الى رودا وهي تغلق الباب دونهما حزنة يائسة....
...........نهاية الفصل الثامن..........