بقيت لين تبتسم لوعد سورين ... ألتفت ماتي يكمل حديثه مع راي حول الأستعدادات المطلوبة لتلك الوليمة , أبتعد سورين ولين عن نار الموقد ومشيا بأتجاه الموسيقى التي كانت تنبعث من آلة التسجيل الصغيرة.
,بقيت لين برفقة سورين الليل بطوله , رقصا سوية وعيناه شاخصتان في عينيها , جميع المدعوين أختفوا وأصبحوا أشباحا لا وجود لهم ,
كانا يتمشيان قليلا بين رقصة وأخرى ويرددان مع طوني بعض الأغاني الشائعة , شاركا الضيوف بعض الضحكات والتعليقات الطريفة ,
ولكنهما لم يفترقا ولا لحظة , أبتسمت رودا أبتسامة صغيرة ماكرة ولكن لين تغاضت عن ذلك , وتابعت حلمها الجميل وهي سعيدة سعادة عامرة ,
أنها ليلة من ليالي العمر بالنسبة الى حبها... كانت بأعتراف جميع المدعوين ( فتاة سورين الخاصة ).
رقصت معه وضحكت على نكاته ,وتبادلت وأياه نظرات الحب وأستمتعت بلمساته الدافئة وأحست به بكل جارحة من جوارحها.
منتديات ليلاس
وحوالي منتصف الليل رافقها الى الطاولة حيث كعكة عيد ميلادها الكبيرة لتقطعها وتطفىء الشموع التي أضيئت فوقها بحماس وسعادة ثم مشى بها الى طرف الحديقة بعيدا عن ضوضاء الحفلة وصخبها الى زاوية منعزلة تكتنفها العتمة وسحر الليل , عانقها بعطف , فأحست بشعور رقيق , مالت برأسها الى الوراء راضية مسرورة وهي تتمنى أن لا تنتهي الحفلة أبدا ويدوم عناقه فتمتم:
" لين........".
فزعت من لهجته الحانية ومما سيقوله لها:
" لا تتكلم. أرجوك , لا تقل أي شيء....".
حرك يده فوق شعرها وأبعد خصلة شاردة فوق كتفيها , سمعت لين تريزا تناديها بلهفة ... لدقائق بقيا هادئين صامتين كأنهما لم يسمعا النداء ,ثم قالت لين متمتمة:
"والدتك تناديني...".
" وأنا أريدك قربي أيضا".
كررت تريزا نداءها من جديد ,وشعرت لين بأن عليها واجب الأسراع لتلبية طلبها , تركها سورين وهو يردد بصمت صدى أفكار متضاربة في رأسه:
" لن أدعك تفلتين ... ولن تكوني لغيري".
مشت لين متثاقلة , أمسك سورين بيدها ومشى الى حيث وقفت تريزا وتذكرت قولها : أن سورين متطلب في حبه , وقالت في نفسها( لا يهم أبدا).
كانت تريزا تقف في وداع بعض الضيوف وتود من لين أن تودع المدعوين معها ,قال أحد الشبان مازحا:
" أين كنت مختفية عن الأنظار برفقة سورين؟".
نظر اليه سورين نظرة قاسية وأخرسه على الفور.
وبعد ذلك أنسحب معظم المدعوين ومعهم وصلت الحفلة الى نهايتها السعيدة ,وبسرعة رتبوا المكان قدر المستطاع وأطفأوا الأنوار الأضافية التي وضعت في باحة الحديقة , أحست لين بدي سورين تحيطان بها وهو يقول بصوت خفيض:
" يجب أن أودعك الآن..........".
أغلقت لين عينيها لئلا تبكي من شدة تأثرها لأن ساعة الفراق قد حانت , ثم هزت رأسها موافقة , فشاهد الدموع في عينيها , سألها ملهوفا:
" ما الأمر؟".
" لا شيء".
" أنت مرهقة , أذهبي الى سريرك , أتمنى لك أحلاما سعيدة , (عانقها مودعا) مساء الخير يا حبيبتي لين".
دفعها الى داخل المنزل وأسرع خطاه وسط العتمة.
وفي طريقهما الى المطار ركزت لين تفكيرها على قيادة السيارة , بقيا صامتين ,والألم يلفهما ,كانت تحاول أن تبعد من عقلها التفكير بساعة الفراق.
المطار صغير والمسافرون قلة ولكنهما أكتشفا أنهما بعدما غادرا السيارة , لم يعد هناك أية حركة أنفرادية , كانت لين تفكر بهذه اللحظات الأخيرة التي ستمضيها برفقته وهي يائسة وكان لسانها قد عقد والكلمات هربت منها , وحين سمعت النداء الأخير للمسافرين ألتفتت اليه بسرعة ... عانقها على الرغم من نظرات الناس حولهما.
" سأراك في عيد الميلاد".
أغمضت لين عينيها حتى لا يرى دموعها , تركها مسرعا وذهب بأتجاه باب الخروج , فتحت عينيها تتابع مشيته القوية القاسية الى الطائرة , لم يلتفت حين وصل الى نهاية السلم المؤدي الى الطائرة , بل دخلها وأختفى ... راقبت لين جميع الوجوه المرسومة أمام نوافذ الطائرة ولكنها لم تر له أثرا .. ولن تراه بعد اليوم.
منتديات ليلاس
أختفت الطيارة في كبد السماء ,ووقفت لين أمام سيارتها تتمنى أن تتمالك أعصابها وهدوءها بأسرع وقت لتتمكن من القيادة عائدة الى المنزل وأنتابها ألم موجع بعد سفر سورين ,كانت ترايسي وسوزان تتبادلان النظرا ت الخفية بأنهما يعرفان سرها الدفين ,لم تستطع أن تخفي تعاستها عنهم , كانت تريزا وراي يتصرفان على أساس الأمر الواقع ... علاقتها بأبنهما أمر حقيقي ومألوف ولم يعقبا بأي تعليق , كانا يتكلمات عن سورين دائما وتسر هي لسماع حديثهما عنه.
شعرت بأنها أقترفت ذنبا أو أنها خنثت بالوعد , هي واثقة من أن سورين لن يتقبل رحيلها بسهولة بل سيفتش عن الأسباب التي دعتها الى الرحيل , ربما لم يكن شعوره نحوها بكثافة شعورها نحوه , هو لم يتكلم معها عن الحب , ولم يربط نفسه بأي وعد, ربما ينساها بعد رحيلها ويكون شعوره نحوها لا يتعدى الأنجذاب العادي , سينساها حتما.