كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
6-عرفت من تريزا ان رحيلها عن المزرعة بات مقررا,تلقت لين ذلك الخبر برباطة جاش خافتة حقيقة شعورهانحوتلك المراة التي بحثت عنها طويلا .....لكن الرياح تجري بما لاتشتهي السفن!
تحركت لين في السرير ,وأكتشفت أن الشمس قد ملأت الكون بنورها , رأت الضوء يطل من خلال فتحات صغيرة من الستائر الداكنة المنسدلة على النوافذ, أكتشفت أنها ليست في غرفتها ,جلست فزعة وضربت رأسها بحاجز السرير الخشبي من شدة أرتباكها , تألمت كثيرا وشعرت بالأحتقار يغمرها...
نظرت الى باب الغرفة , كان الباب مواربا وشمّت رائحة البيض المقلي تنساب من المطبخ الى غرفة النوم , نفضت الأغطية عنها ببطء لتخرج من السرير وأذا بها تسمع قرعا خفيفا على الباب وبسرعة عادت الى السرير وغطّت نفسها بالأغطية قبل أن يصبح سورين أمامها.
"سمعت صوتا في الغرفة كأن شيئا قد أرتطم , وعرفت أنك أستيقظت , الفطور جاهز ... هل ترغبين بتناوله في السرير أم في المطبخ؟".
وضعت لين يديها بسرعة على شعرها تحاول ترتيبه وقالت خائفة:
" لماذا أنا هنا؟ ماذا حصل الليلة الماضية؟".
قطّب سورين وهو يسمع تساؤلاتها ثم مشى الى السرير وجلس على حافته:
" ألا تذكرين؟".
نظر اليها نظرة عابثة ماكرة وبقي صامتا:
" هل وضعت لي مخدرا في الشراب؟".
ضحك من قولها وهز رأسه نافيا وقال:
" لا, ولم يحصل أي شيء ... لقد غفوت فحملتك الى السرير... هل خاب أملك؟".
" خاب أملي؟.... بالطبع لا... ولكن... ".
نظرت الى بنطلون الجينز المرمي على الكرسي أمامها , فلحقها بنظره وفهم ما ترمي اليه فقال هادئا:
"ظننت أنك لن ترتاحي بالنوم وأنت ترتدينه ... أنت محتشمة بلباسك الداخلي... لا تنزعجي...".
" وهل خاب أملك؟".
كانت ترد له جملته التهكمية وتحاول أثارة غضبه .
"ماذا كنت تنتظر ؟ الدانتيل المزركش الشفاف؟".
" لا , لم يخب أملي أبدا ,السترة القطنية الوردية اللون التي تتطاول على الركبتين جميلة... جميلة جدا".
شعرت بالدماء الحارة تسرع الى وجنتيها , وبقي سورين ينظر اليها نظراته الماكرة بصمت , ثم قال من جديد:
" لم تقرري بعد أين تفضلين تناول فطور الصباح؟".
" لا أستطيع أن أتناول الفطور معك, عليّ أن أهرع الى المنزل وأحضر الفطور للعائلة هناك , كم الساعة الآن ؟".
رفعت معصمها ونظرت الى ساعتها وصرخت:
" أوه , علي أن أسرع , لماذا لم توقظني؟".
" لا سبب للعجلة !".
" ولكن الوقت داهمني ... ماذا ستقول تريزا وراي عن غيابي؟".
"لا شيء , لقد أمضيت الليل في سريري".
" ماذا؟ ....سو... رين!".
" أهدئي , أنهما يعلمان أين أنت , لقد ذهبت البارحة مساء وأخبرتهم بنفسي , لقد وافقا على أن ترتاحي قدر ما تشائين هذا الصباح ,لأنك مرهقة وتحتاجين للراحة......".
" وماذا قلت لهم بالتحديد؟".
" قلت أنك غفوت من الأرهاق وقد حملتك الى سريري ... ونمت أنا معهم في المنزل.......".
" أوه".
أرتاحت ملامحها بعض الشيء وأبعدت نظرها عنه قائلة بعصبية:
" أنت شقي , كان بأمكانك أن تخبرني ذلك منذ البداية....".
" لم تسنح لي الفرصة ثم أنت تستيقظين كالملاك الجميل ".
منتديات ليلاس
ضحك كثيرا ووقف قائلا:
" للمرة الثالثة أسألك أين تفضلين تناول طعام الفطور؟".
" سأقوم من السرير فورا... هل يمكنني أن أستعير مشطا من عندك؟".
مشى الى طاولة الزينة الموجودة بالقرب من النافذة وفتح درجا وأخرج لها مشطا من النايلون وناولها أياه وقال:
" جديد, لم يستعمل بعد, ولقد وضعت لك مناشف نظيفة في الحمام , وفرشاة أسنان جديدة.....".
|