‘ الفصـل الثـالثْ والثلاثـون ‘،.
^ مـاقبل الأخيـر ^
..
(.. إبتِــلآء ..)
،‘
{ وصرنا كبآر تركضنآ الشوآرع !..
يلتحفنآ جدآر .. نغنينآ
نغنينآ بلا أسمآء .. بلا أشيآء .. ونبكينآ
تموت أحلام .. بدون المساء
تستبشر الأعذار .. بأمآنينآ نهز البآب
[ وتتسآقط خطاوينآ ]
بلا
بلا
بلا أوتاد
سمَينآ النوافذ
قبلة الأشجار
وعدنآ
لاوطن فيهم
ولا }~
ولا حتّى وطن فينآ .!
00
ضربْ الجدار بيده وقلبـه واصل لأعلى بلعومه من كثر مايدق ..
بيموت من الخوف .. تعرفون وش يعني بيموت ؟!
هو مايدري وش صار بـ الضبط ! فعــلاً مايدري وش إلّي حصلْ ..
كـان يكلم نجـلا وبعدهــا ..
،
حس بـ شـي قوي يرتفع بالسمآ و يطيح على كبوت السياره من قدام ، ثبتت أطرافه وتجمّد بخوف ..
شوي بس وبعدها إستوعبْ إنه صـدم ! ..
فتح الباب بسرعه وقوّة طّلعتْ ضجيج خصوصا إن الحي يلي هو فيه شبه فاضي ..
وقف على طول وبقوة بعـد أول ماشاف إلّي شـافه .. حط يده على فمه وعيونه بتطلع مترين قدام من الخرعـه .. وش هـــــــــــذا ؟!!!
تلفتْ حوله مثل المجنون وعقله مابقى له شي ويطير ..
نزل للأرض ورفع الطفل المرمي قدام سيارته بـ الضبط ودمه حوله بطريقه مُفـزعه ..
رجع وقف وحطه بسيارته و.....
،
صحّـاه من سرَحانه خبطات خفيفة على كتفه .. لف راسه وإنتبه للدكتور بزيّه الأخضر والكمام للحين على وجهه ..
إنسحب اللون من جسمه للون الأصفر وبهت كل شي فيه ..
نزل الطبيب الكمامه وناظر فيه " تعرف من أهله ؟"
وليد بخوف وإرتباك واضح " ....... لأ .. لل.."
الطبيب " ولا حتى المكان يلي صدمته فيه ؟"
وليد " والله العظيييم مدري عن شي .. أصلا حتّى مدري شلوون طلع بوجهي على فجئه .. دكتوووووور تكفى صاار فيه شي ؟؟"
إبتسم " لا تطمّن كـان فيه نزيف لكن الحمدلله قدرنا نسيطر علييه .. وبعض الرضوض يلي ماتخوّف أبد .."
إمتلت عيونه دموع لا إراديـاً وقال بعدم تصديق " دكتوووور متأكد ؟ متأكد دكتوور ؟!!!!!!!!!!!!"
ضحك مايدري ليه " إيه أنا من سوا العمليه ....... ممممـ بس شوف راح نحتاج نبلغ الشرطه .."
بخرعه " شرطه ؟؟؟؟ ليييييييه !"
د." لازم عشان نشوف وش لازم نسوي .. الولد الحين تحت تأثير المخدّر يعني ننتظره يصحى ونسأل عن أهله وبعدهاا نشوف وش راي الشرطه .."
وليد بخوف " يــاااااااارب !"
....
في بيته ..
كـانت للحين تنـاظر الجوال متنحَه .. تنتظره يرجع يتصل يرجع يدّق يرجع يسوّي أي شي بس للأسف ولا شي من يلي تمنتّه صار !
رفعته من حضنهاا ودقت من جديد على رقمه لكن جاها نغمة عدم الرد الكريهه ..
حذفت جوالها جنبها بضجر وهي تمرر يدينها على راسها لعل وعسى تهدا .. قـال عشر دقايق والحين صاارت ثلاث ساعـات !!
وينك يـ الوليييييد وينك ؟!
دخلت عليها روان تركض " جووولي جووولي نااظري ريان وش سوا ..!" ورفعت كتاب الإنقلش يلي مشخبط بالقلم الرصاص ..
نجلا بخنقه " روان ماما مو وقته !"
روان شوي وتصيح " شلون مو وقته نااظري وش سوّا نااااااااااااااااااظري هئ هئ والله أبله ليلى تهزئنـ.."
صرخت فيها " قلـــت لك مو وقتــــــــه .."
نزلت يدها بصدمه وناظرت في خالتها والدموع يلي طاحت على خدها بعد هـ الصرخه العاليه ..
روان " جولي !"
نجلا " ....... هئ هئ "
هزتها من كتفها " جولي وش فيك تصيحين ؟ فيه شي يألمك ؟!"
نجلا " هئ هئ هئ أبوووووك للحين ماجاا وهو قالّي عششر دقايق ، عشر دقايق ويكون عندي بس صارت 3 ساعاات الحيييين !"
رمشت ببلاهه تبي تستوعب مجموعة الكلمات " المتقاطعه " يلي طلعت من نجلا الشبه منهارة ..
شوي بس وبعدهاا طلعت من الغرفه ركض ..
غطت وجهها بكفوفها والظن بدا يلعب فيها لعب " يااااارب .. ياااااااربي هئ هئ .."
دخلت روان تركض من جديد لكن هـ المّره وراها رياان يلي ماسكه بيده وتجره بقوة ..
أشرت على نجلا " شوووف والله تصييح ماأكذب علييك أناا .."
نزل براسه إلى إن صاار تحت راسهاا المرخي بـ الضبط .. وبإستغراب " جولي ؟!!! إنتي تصيحين ؟"
روان بقوة " إيه تصيح إنت وش شايفها تضحك مثلا ؟!!!"
ريان " وش فييك ؟ من ضربك ؟!"
بعددت يدينهاا وناظرت فيهم شوي ، وبعدها رجعت تصيح تحس إنها مخنوقة كل شي يألمهاا كل شي ..
" خايفه !"
::::
نـاظر وجـه فارس أو لأ ................... وجـه " عبدالله " البـارد ..
وبـ داخله صراع بيذبحه من موقف شذى يلي شافها منهارة عند الباب تصيح ، لـ منظر فـار... أأ منظر عبدالله المنهدْ ع الكنب .. كل شي يخليييييه يصحى ويوعى ويعرف إنه غبي .. غبي وستين غبي بعد ..
يعني كل هـ الملامح ولا قدر حتى يشبك بينه وبين ملامح إخته .. كل هـ الملامح يامشعل ولا قدرت تعرف في مين مشبهه ؟!!
بس قالوهـا .. الدنيـا تمشي وحنـا وراها وإلي كاتبه ربي بيصير .. ربي كتب إن أخو ليـان يكون قدام عينك أغلب الوقت .. وكتب إن بنت عمه تكون بجنبك " كل " الوقت .. ومع ذلك ماقدرت تجمعهم ببعض ..
لأن ربك ماكتب .. وماكتب هـ الشي إلا اليوم يمكن وفي بيتك ومن قبل زوجتـك ..
صدمه ورى صدمه ورى صدمه .. بس فـ النهاية مصييييير المصدوم يصحَى وينتبه للي يصير حوله ..
أزفـر براحه وعيونه للحين متعلقه بوجه عبدالله النايم أو المغمى عليه بمعنى أصح .. وهو الحين بس تأكد إن الذاكره رجعت له كُلياً ..
نزل من عنده وسكر باب الغرفه بهدوء .. ثم لف بنفس الهدوء يمكن ونـاظر بـ الإنسانه يلي جالسه ع الكرسي وذابحه نفسها صيااح .. لدرجة إن الصوت إختفى ومابقى غير الشهقات ..
رفعت عيونها له وناظرت فيه شوي .. وبعدها رجعت دفنت راسها بين كفوفها وصاحت بأنين حـاد ..
وش هـ الحلم ياااارب وش هـ الحلم ؟!!!!!
وش هـ الألم يلي نهش قلبها أول ماشافته .. ماتوقعت بيووم إنها بتشوفه من جديد .. لأنه بعيون غيرهاا ماات والميت لاصار تحت التراب مايرجع ...
لكنه الحين رجع .. رجـع وفـ بيتهاا وعند زوجهـا !!!
والله كثييييييييييير ، كثيييييير ياعبدالله كثيير !
حسّت بيدينه على كتفهاا .. رفعت راسها له وناظرت فيه بعيون غايره ..
وقفهاا ، وبهدوء " قرتْ عينك برجعت ولد عمّك ياشذى!"
بهدوء موازي لهدوءه بـ الضبط نزّلت راسها وحطته على كتفه ورجعت تبكي بنفس قوّة البُكى إن ماكـان أكثر ..! وبهمس " صَحينّي .. خلااص يكفي صَحيّني والله شبعتْ نوم !"
....
أول ماوقفّت السياارة بمكانها فتحت بابها ونزلت بسرعه وصوت صياحها يوصل للي مايسمع ..
لحقها وهو يقفل بابه بقوّه فضيعه وقلبه واصل لحلقه من إلي سمعه من مشعل ..!
يحس نفسه يحلم .. والحلــم شي قليل قليييييييييل حيل !
أول ماوصلت لباب المستشفى .. وقفـت .. وقفـــت وحاسه عروقها بتنفجـر من كثر الدم المندفع ..
راسهـا يضرب وتحس بضرباته يلي بتفتتهاا ..
ماقدرت تدخل .. مــاقدرت .. كل خليه فيها ترجف .. تـرجف .. تـــــرجف ..
× ليـان ×
،
سنَدتْ يدي على باب المستشفى وحـاسه نفسي بموت .. والله بموت ! ماعـاد بي قوّة تسمح لي أكمل ..!
حاسه نفسي بدوامه وش كبرهاا ..! عبدالله موجود !! تعرفون وش يعني عبدالله موجوووود ؟!
يعني هـ الروح يلي راحت منّي كانت موجودة طول الوقت معي .. والله كانت موجودة وأنا مو داريه .
موجودة وقريبه بعـد ! وين كنت ؟ ليييييه مو من زمان ياخوي ليه مو من زماان ؟!!!
حسيت بيد تشد يدي بقوة .. لفيت وإنتبهت لتركي يناظرني وعيونه تلمع .." خل ندخل ..!"
هزيت راسي بالنفي وأنا أسكر فمي بقوة لعل وعسى صوت شهقتي العاليه ينطَفى !
شد أكثر وبهمس " لياان ، عبدالله دااخل .. دااخل وش تنتظرين ؟!"
" والله تركي مو قادرة .. مو قـادرة أشوووفه أحس إنّي بمووت !"
جرني من يدي بقوة .. ومدري شلون صرت بوسط الأصنصير !
نـاظرت مؤشر الرقم يطلع وروحي تطلع معه .. إلى إن إنفتح البـاب ..
كتمت أنفااسي على عكس تركي يلي أصدر زفييير كبير ودليل إنه مرتبك يمكن أكثر مني ..
لف ناظرني وهو يرص على الزر أبو سهمين متعاكسين <>.." تهقين صدق ولا يمزحون ؟!"
مسحت دموعي براحة يدي وأنا اشهق " ....... "
مشى قدامي ولحقته أنـا .. وهنا بس تأكدت إن طعم الدموع مالح ! بدت دموعي تطيح بقوة ..!
لدرجة إن عيوني آلمتني لكن وش يجي هـ الألم ؟!
بديت أزيد من سرعتي فجئـه .. وتوني الحين بس أصحى من الصدمة يلي كنت فيهاا .. الحين بس فهمت وش تعني " عبدالله حيْ ..!" ،
عبدالله يلي عشت 19 سنه أسمع صووته وضحكته بس ماأشوف ولا شي منه .. ماأشووف شي منه غير شاشه سودآ .. ســودا مثل اللحظة يلي عرفت فيها إنه تركني !
وقفت وأنـا بآخر الممر و أشوف شذى ومشعل جالسين على كراسي بعيده شوي .. وقلبي كسر ضلوعي من كثر مايدق ..
شي بـارد غلفْ المكاان حولي .. وطنين قوي يصرخ بإذني و .............. حَييتْ !
....
وقف وراها وهو يشد على قبضة يده المعرقّه .. من سمع الخبر وكل شي فيه تلخبط .. بداها بصدمه وتكذيب لكنه إستوعب يوم سمع صياح إخته ..
رجعَـتْ عبدالله لحياتهم بعد الوقت هذا كله بحد ذاتها معجـزه .. بحد ذاتها شي وش كبره بحيااتهم !
حرّك عيونه وناظر ليان يلي تناظر قدام بسرحاان وجسمها يلي يرجف بقوة والرجفة واضحـه ..
إذا هو يلي كان إحتكاكه بعبدالله قلييل حس نفسه مـات من الصدمه شلون هي ؟!
مايدري كم جلس يناظر فيهاا .. لكنه أول ماشاف جسمها بدا يميل تقدم بسرعه وحط يدينه ورا ظهرهاا ..
رفعهاا وبخوف " ليان وش فيك ؟!!"
ليان بصوت مو واضح " ماأشوف تركي .. أحسس نفسي مـاأ... هئ هئ !"
إرتااع " لياان تكلمي وش تحسين فيه ؟!"
غمضت عيونهاا وبتعب " دايخه تركي دايخَه .................. – إنحاست ملامحها بألم – و أخووي داخل ياتركي أخوي داخل ! والله مو مصدقـه !"
إبتسم غصب " ويبـي يشوفك تناظرينه زي أوّل .... يلا ليان مابقى شي !"
إعتدلت بوقفتهاا وهي تشد وتضغط على يده .. رجع إبتسم بوجهها وكإنه يشجعها مع إنه هو يبي من يشجعه ..
مشوا بخطوات بطيئــه .. على عكس قلوبهم يلي مشت قدام ورجعت مكانهاا ..
" م..مششعـل !"
أول ماسمع أحد يناديه لف وشاف تركي ولياان يلي في حاله مو أحسن من شذى الميته صياح بحضنه ..!
بعدّهـا شوي ثم وقف " أخيرا جيتوا !؟"
ناظرت شذى .. ثم رجعت ناظرت مشعل وبتشتت وهي تأشر على باب الغرفه " عب..الله هنـ..ـاكـ...ـ ؟!"
هز راسه بصمت .. وإنصدم يوم شاف تركي يتقدم له ويحضنه بقوة ..
إعتبرها شُكر .. ولأن الشكر من تركي صعب بادله بنفس الحركه " ربك كبيييير ياتركي ربك كبيير !"
بعد عنه وناظر فيه وعيونه تمتلي دموع " ما.."
قاطعه " ولد عمك دااخل .. كان عندي من فترة بإسم فارس والحين بيوم وليلة صار عبدالله ..! إن كانك فاهم شي من الفلم يلي يصير حولي فهمني .. لأني من جد للحين ضااااااايع !"
تركي " ...................................... – وأخيرا – وشلونه الحين ؟!"
تنهد " نايم وللحين مايحس بـ الناس حوله .. إنتظروا شوي مصيره يصحى بإذن الله !"
ليـان برجفه واضحه " أقـ..ـدر أشوفـ....ـ.هئ ـه ؟"
مشعل " ماراح يحس فيك أبد !"
ليان بصياح وأنين واضح " حتى لو .. بس أشوفه الله يخليك بس شوي .."
ناظر تركي " والله ماراح يحس فيك .."
ليان برجا يقطع القلب " طلبتك ، تكفى الله يخلّي لك من تحبْ بس أشوفه ....... ودي أشوفه من زماان تكفى .."
مشعل بثبات وعيونه على تركي " بتتعب كثير !"
تركي بأسى على حال هـ اللي تترجا وراه " خلها تشوفه حتى لو من بعييد ..!"
مشعل " .......... – لف ناظر بشذى يلي ماأبدت أي ردة فعل ، ثم ناظر ليان – شوي بس وماراح أقدر أدخل أحد غيرك ، حالته ماتسمَح ! .."
هزت راسها بقوة وهي تمسح دموعها بجوانب يدهاا ..
مشى ومشت وراه وكل شوي تلف لتركي يلي أخذ له مكان بجنب إخته ..
حط يده على كالون الباب ولياان وراه محطيه يدها على فمهاا خايفه صوت شهقاتهاا يصحيها من هـ الحلم ..
حـاسه نفسهاا بترجّع .. بطنها يألمها وقلبها مو راضي يرتااح شوي .. كل شي فيهاا سريع إلا عقلها إلّي مو راضي يتقدم بـ الإستيعاب شبر واحد ! ..
إنفتح البـاب وغمّضت عيونها بقوة .. وصوت عالي داخلها يردد " عبدالله داخل .. عبدالله داخل .. عبدالله داخل .. عبدالله داخل .. "
رجعت تفتحهم من جديد .. وفكرة إنها بتشوفه بعد الفترة هذي كلهاا مخليتها اقرب للجنون ..
وإحساسين داخلها يتضاربون بعنف × الوعي واللّا وعي ×..
،‘
مشت أول خطوّة بصعوبه وهي تشوف مشعل يدخل ويترك الباب مفتوح وراه ..
سندت يدها ع إطار الباب وهي تاخذ نفس .. مو قادره تتقدم ، ولا قـادره ترجع !
ذكـرى قديمه بعمرهاا .. لكنهـا للحين تعيش معهاا ومستحيل تنساها أبـد !
‘
" لا يفووتك ليِلي تعاااالي شوفي وش أبوي قال لأمي ..!"
تحسست الجداار وهي تضحك على صراخ عبدالله إلى إن وصلت للمكان يلي هم متجمعين فيه " وش فيك تصرخ ؟"
وقف بسرعه وسحبها من يدها وجلسها ع وحده من الكنباات وجلس هو جنبهاا وبحماس " فاااتك والله فاتك ، قبل شوي أمي وابوي عادُوا تاريخ العرااق الرومنسي القديم .."
أبو عبدالله \ ماجد ، بنوع من الإحراج " خلاص عبييد عييييب ، شي شفته لاتقعد تتكلم فييه !"
عبدالله بخبث " ليه يبه خل نتعلم أقـ..."
صرخت فيه أمه \ نهيل ،" عبدالله .. خلااص إسكُت لا والله أذبحك هسَّ "
عبدالله " يمااااااااه .. كلنا عيالك وهذا زوجك يعني عاادي .. يلا تكفيين عيدي المقطع يلي قبل شوي ههههه .. قال إيش قـال تعرفت عليه يوم كنت أغرف التمّن هههههههههههه يلععععن أبوو الموقف ياشييييييييخ هههههه !"
ليان " هههههههههه عبداااالله ههههه .. – ودارت بعيونها لمكـان ماتدري وشو – صدق يبه شفت أمي وهي تغرف تّمن ؟ ههههه "
أبو عبدالله مبتسم " إيه ! أبوها كان عازمنا في بيته ومدري وش صار ونزلت للحوش شفتها واقفه عند
مطبخ صغيرونْ وماسكه القدر وتغرفْ هههه ومن يومها وأنا ماغير أهوجس بذيك النشميه .."
،للحين ضحكهم وقعدتهم بمخهـا .. أبوها راح وأمها راحت وأخوهـا راح ، لكنه الحين رجع .. رجع يمسكها مثل قبل .. رجع يقودها ويشوف لها طريق مثل قبل .. رجع يضحكها ويلعبها ويغني لها ..
رجع .. وهـ الحين بس بتشوفه حقيقي .. بتسمعه وبتناظر فيه لا جا يحكي ..
بتقدر تمشي معه وهي تناظر فيه .. بتقدر تمسكه حقيقة مو مثل قبل ..!
قوّت قلبهاا .. وعيونها على السرير الأبيض يلي هو نايم عليه .. مايبان منه شي غير يمكن طرف دقنه ومع رؤيتها الضبابيه كملتْ !!!
تقدمت بصعوبه واضحه لمشعل يلي واقف عند راس عبدالله وبخطوات متخبطه ومهزوزة ..
للحين مو مستوعبه .. للحيــن والله للحين !
شدت بيدهـا على حديدة سريره والحين بس الحييين قدرت تشوف ملامحه صدق .. بدون تخيّل وبدون صور حتّى !
الحين بس قدرت تشوف ملامح عبدالله حقيقة .. حقيقـة بعد 19 سنَه !
....
بـرا .. وهـ الإخوان في حـالة صراع نفسي عظيم ..
تركي وهو يناظر قدام مكان ما ليـان معطيته ظهرها .." شذى!"
شذى بصوت مبحوح " ليه رجع بعد مامُتْ أنـا لييه ياتركي ليه ؟!"
لف ناظرها وإبتسم بشفقه " لو كـان لك نصيب معه كان أخذتيه بس ربك ماكتب .."
شذى " ............. تخيل ! تخيل طلع حيْ وأناا وش كثر متْ عشانه !!"
تركي " الحمدلله على كل حال والحمدلله إنه رجعْ وشفناه مره ثانيه .."
مشتْ بيدها على تقاسيم وجهه الباهته وعيونها بتطلع من مكانهاا !
الحين هذا هو أخوهـا صح ؟! هذا هو عبدالله صح ولا لأ ؟!
إذا صح ليه قاعده تصيح ؟ ليييه حاسه قلبها بيوقف وهو قدامهاا كذا لا حول ولاقوّة ؟!
لييه حاسه نفسها بتموت ، بتموت بس لأنها شافتــه قدامهـا !
::::
بإرتباك وهو يفرك يدينه ببعض " ياربييييييه !"
جلست جنبه " وش فيك ياخي مقلقنا !؟"
بإرتبااك زايد وهو يحط جواله على إذنه " كنت أكلم فارس وبعدين مدري وش صار وأدق عليه من متى و جواله مغلق !"
فجر بجمود " يمكنّه جواله طفى ولاشِ!"
فيصل " إن شاء الله يكون كذا مايكون شي ثاني !"
وقفت " وش شي ثاني لا تخاف ولا شي .. – جات بتمشي لكن ناداها فـ لفّت – هلا ؟!"
إبتسم " متى موعدك الجااي ؟"
ماقدرت تبادله الإبتسامه لكنها تجاوبت مع سؤاله " مابعد آخذ مواعيد وأنتظم بس بكره أو بعده مدري متى بالضبط ، بروح إن شاء الله لـ دكتورة ثانيه وأحلل من جديد ..!"
فيصل " أحسن بعد عشان ترتاحين .. لأني حسييت ذا الدكتورة تهايط واجد!"
ضحكت " شامْ على قفى يدك يعني ؟!"
فيصل بضحكة باردة " لا والله توني فاك الفال هاهاها "
ضحكت وكملت طريقها لبرا غرفته .. تمدد ع السرير وناظر بالسقف وهو مبتسم للي قاعد يدور حوله ..
سبحان الله الواحد مايدري وش ممكن يصير فيه مع الوقت ، ولا من يصدق فجر بيجيها السرطان ؟!!
الله يشفيها بس ويشفي من هم مثلهاا !
دق جواله المحطوط على بطنه .. رفعه بسرعه توقعه فارس لكنه إنصدم يوم شاف إسم عمر ..
تردد يرد ولا لأ .. لكنه على آخر رنّة ضغط آنسر " ألووه ؟!"
عمر " السلام عليكم .. شخبارك فيصل ؟!"
فيصل " وعليكم السلام ، والله تمام إنت وش مسوي ؟ - وبدقه - وينك يارجال غطيّت لك غطة ومحدٍ درى عنك أبد !"
عمر بإحراج واضح " ههه..هههه تدري مشاغل ياخوي ..!"
فيصل ، ماعمر الشين تعدّل ." وش مشاغله ذي يلي تشغلك حتى عن أهلك ؟!"
عمر " ........... "
فيصل بهدوء " دريتْ بإلي صار في فجر صح ؟!"
عمر بتنهيده " إيه وصلني خبر !................. شلونها الحين ؟!"
فيصل " تعاال شفها بنفسك !"
عمر بعد فتره " إن جيت بزيدها ضعف وهي مو ناقصهاا .."
فيصل بتريقه " أهاا .. تزيدها ضعف أجل !"
عمر " فيصل . إنت مو فاهم لاتقعد تت.."
قاطعه بقوة " لا يا أخ أنا فااهمك وفاهمك زين بعد .. شفْ ، كاانك تحب إنهاا تموت وإنك تطيح من عينهاا وتذبحها زود خلك متخبي ل.."
عمر " فييييصل .. – وصرخ من جديد يوم تكلم – فيصل طلبتك إسمع !"
سكت وهو يتعوذ من أبليس وينفث دخان حاار من القهر " ....... "
عمر " أدري وش تحس فيه إنت .. وأدري بعد إنك متأثر من إلي صـار لهـا .... وحتى أنا حالي من حالك إن ماكان أردَى .. ورب البيت من يوم دريت وعيوني ماذاقت طعم النوم أبد .. تحسب سهل يعني أشوفها تعااني وتكتشف هـ المرض كله فيها وأسكت ؟"
فيصل " ......... وتدري بعد إنه حااز بخاطرهاا إنك مارفعَت حتى سماعة التليفون تسأل عنها صح ولا لأ ؟"
عمر " أدري .."
عصّب " داامك تدرري لييه للحين هاارب ؟ تعااال حرام عليك إرحم حالها والله إنها تموت باليوم مليون مرّه .. مو يكفي يلي فيها ؟ مو يكفي الموت يلي صدم فيهاا ؟؟"
عمر " سلم لي عليهاا كثير وخل تعرف إني منيب ناسيها أبد .. بس محتاج وقتي يافيصل محتااج وقتْ أصفَى فيه من هـ الخبر .."
فيصل بقهر " خذ الوقت يلي تبي بس تأكد إنه لا فات الفوت ماينفع الصوووت أبد ياعمر .. تعرف وش يعني أبــد ؟!"
عمر " .... "
فيصل " لاصرت رجااال وعرفت إن عندك وحده بذمتك للحين ومحتاجتك أكثر من قبل ، تعاال! بيتنا وتدّله محدن بيقول لك لأ .."
عمر " في..- طوط طوط طوط طوط – "
سكر بوجهه وحذف بجواله بعيد عنه بقهر .. " قال ماأبي أزيدها ضعف قال أففففف بس .."
بـرا .. حطتْ يدها على فمها بصدمه ودمعتين شقّوا طريقهم على خدهـا ..
ناظرت السقف وبضعف " اللهم لا اِعتراض ، اللهم لا اِعتراض .. اللهم لا اِعتراض "