كاتب الموضوع :
dlo
المنتدى :
القصص المكتمله
× الفصـل الثـالث والعُشـرون ×.
صدقني " قربكگ صعب { .. وفراقكگ أصعب !
..
نـاظر بوجه إخته وبضيقه كمل هـ الحوار " والله ياريتان مليت من أمي .. كل يوم وحده مدري على إيش ناوية ؟"
ريتان " شدعوه مشعل ..! تعرف أمي إنت ، مستحيل تسوي شي يضرك .."
مشعل" مستحيييل ؟! ويلي سوته وشو ؟"
ريتان " هي أدرى بمصلحتك .. ويمكن خيرة وش يدريك إنت .؟"
مشعل " ... خلاص وش فايدته التحسر الحين ؟ خلاص البنت تملكت على ولد عمها وراح كل شي .."
ريتان " هذا هو المكتوب لها من قبل لاتجي .."
مشعل بتنهيده " على قولتك .. "
::::
نزلت من غرفتهاا وهي ناوية على تنفيذ خطّة أمهاا بالظبط .. وبكذا تضرب عصفورين بحجـر وااحد ..
لقتها جالسه بالصاله وبحضنها مجلّـه تناظرها بتمعن ..
الله يصبرني بس ..
جلست جنبها وإبتسمت بمكر ..
،
حركت عيونها لجهتها وراسها للآن ثابت مكانه .. خيير وش عندها عقرب الرمل ذي ؟
سكتت وهي تنتظرها تتكلم .. لكن السكوت طوّل ..
رفعت راسها وناظرت فيها ببرود " نعمـ !!."
باسمه وهي للآن مبتسمه " نعم الله علييك !"
لوت بوزها " بإيش أقدر أخدمك ؟! "
باسمه " ممممم ولا شي .. وش تسوين ؟"
مها " يهمك !؟"
باسمه " أكييد .. شوفي حنا وش كثر صار لنا في هـ البييت ؟! صرتي مثل أختي وأعز "
عجييييييب " أهاا مثل إختك قلتيلي ..!"
باسمه " إيه مثل إختي عندك إعترااض .؟ ماقلتي وش تسوين ؟"
رجعت تناظر المجله ببرود " مثل منتي شايفه جالسه أدّور موديل فستان لزواج تركي .. مابقى شي علييه .."
باسمه " اوووه صح . ولقيتي شي ؟"
وش عندي ؟" لا لسى .."
باسمه " ممممم طيب ! وش رايك نروح السوق ونشوف يمكن نلاقي شي جاهز حلوو .."
مها بنفس البرود " لا ماأحب الجااهز .. "
باسمه " طيب ! في عندك مجله ثانيه ؟ أبي أشوف لي .."
مدت يدها جنبها وسحبت مجله ورمتها بحضن باسمه " خذي !"
إبتسمت وهي تفتح صفحاتها " شكـراا .."
::::
ع المغـرب ..
،
أم إبراهيم " إيه من جدّي .. فؤاد تقدم لك قبل لاتدخلين المستشفى بكم يوم .. بس ماوافقت صدق ..
قلت كذا أبي عيال أحمد يفكون عنك .."
شـادن " ...... "
أم إبراهيم " يعني ؟ موافقه ولا لأ ؟"
شـادن " خلاص يختي ماعاد يهمني شي .. كل شي صار أسود قدام عيني مايهمني أتزوج فؤاد ولا ماأتزوج من الاساس .. "
أم إبراهيم " إن تمتْ نظرتك لحياتك كذا بتتعبين .. إنتي توّك تصكين 25 سنه .. باقيلك من العمر يلي بقى وش بيقدرك تتمين على نفس السواد ؟"
شادن بتعب " أنا بعد يلي صار لي يمه .. تمنيت لو إني ماجيت على هـ الدنياا .."
أم إبراهيم " أستغفرالله بس .. لاتخلين خالد يأثر عليك وتغضبين ربك بتصرفاتك .."
شادن " ..... "
أم إبراهيم " فؤاد ؟ موافقه عليه ؟"
شـادن " يمه إنتي عارفه وش سوى فيني .. هو من جرّني وخلاني أوصل لذا المواصيل ..
ولولا وجوده وتدخله في حيااتي كان أنا الحين مع خالد "
أم إبراهيم " خالد وخالد وخالد .. إلى متى وإنتي متعلقه فييه ..؟"
شادن بقوة " إليين أموت يمه .."
أم إبراهيم " طيب وفؤاد ؟"
شادن " وش فيه البلا بعد ؟"
أم إبراهيم " موافقه عليه ولا لأ ؟"
شادن " قلت لك ماعاد يهمني شي .. خلااص الواحد صار زي العشرة مايفرق "
أم إبراهيم " سلبيه ..!"
شادن " ...... "
أم إبراهيم بتنهيده " طيب يمكن تغيّر الرجال ..! هو تقدم لك وعنده علم إنك مطلقه وعندك ولد .."
شادن " هه لأنه هو السبب يمي .."
أم إبراهيم " تغيّــر .. صدقيني تغيّر .."
شادن بضيق " سوي يلي تبغينه بس فكيني من الموضوع المقرف هذا .."
أم إبراهيم " لو علي زوجتك إياه من اليوم .."
شادن بعبرة " ماأحبه يمه .."
أم إبراهيم " مالقينا من يلي تحبينهم ياشادن غير التعب والشقى .. خذيه يمكن يقدر يسعدك إنتي وولدك أكثـر من هـ الخالد .."
::::
يوم الأربعااء
.
حطّت عبايتها على راسها بحمَـاس ،، والفرحه من سمعَت الخبر مو مخليتها تنام ..
تعرفون وش يعني تشوف الكعبه ؟ هذي مو أول مره تروح فيها الحرم ..
بس أول مره تروح وتشوف بعيونهاا .. كانت دوم تلمس الكعبه ،، وتمسح ع الحجر الأسود ..
لكن ماتبصر ، ماتشوف أشكالهم .. ماتدري هي جالسه تلمس أي جزء ...
هـ الأحساس يمكن مايحسه إلا إلي مثلها .. شي وإنحرمت منه وقلبها ينبض بلهفه عليه ..
والحين صار واقع .. والواقع بيخليها تستخف من الفرحه ..
.
إبتسم وهو يناظرها شلون تنزل الدرج بخطوات هاديه ..
هـ البنت لخبطت كيانه .. وعلى قولة أمه جابت راسه .. من كان يصدق إن ليان ليــان العميا ماغيرها بتأسرهـ .. بتزلزله .. وبتخلي كل شي متلخبط فيه من يسمعها تحكي ..
ماينلام .. وهو يشوف البراءه فيها .. الخوف فيها ، والضياع .. فيها .!
هو مثلها .. ضايع .. ويبي من يرشده ويرشدها ..
بساطة تفكيرها .. و رقة إحساسها شدّته لها غصب .. وإنقلب كيانه وكل تفكيره ..
شد على قبضة يده .. وهو يحاول يثّبت نفسه .. إثقل يتركي إثقل ..
البنت ماتحب الرجال الخفيف .. لا تصير خفيّف ..!
وقفت جنب أم محمد وهي تنتظر اللحظة يلي تاطى رجلها فيها مكّه ..
وتبدآ تهلل في الحرم .. وتصلي ،، وتدعي ..
أم محمد " يلا ياتركي خلينا نمشي .."
تركي وهو يوقف بعد ماكان جالس ع الكنب " يلا يمه بس وينهم بناتك ذولي ؟"
ليان بهدوء " لمى تلبس عبايتها .. وشذى الحين نازلة .."
إبتسم " أجل أنا سابقكم .. يلا خمس دقايق ولا بمشي ترا مابقى وقت ع الطيارة .."
أم محمد " وراك يلا رح إنت بس .."
ليان " إلا صحيح عمتي .. عمي عبدالرحمن بيجي ؟"
أم محمد بزفرة " لا .. يقول مشغول ....... الله يهديه إن شاء الله .."
" آمين .."
.
مطـار الملك عبدالعزيز الدولي ..
تجمَـع الدم بوجهها .. وقلبها مو راضي يهدا ..
ناظرت المطاار حولها .. وإبتسامه واسعه على ثغرهاا ..،
× ليـان ×
وش أقول ؟ وش أحكي ..؟
ولا حروف الدنيا كلها تقدر توصف إحساسي في هـ اللحظة ..
كل شي حولي يضحك .. وفرحتي تنعاد من جديد ..
نـاظرت المطار حولي .. الله والله إنه كشخة وحلو ههه ..
إنتبهت لتركي جاي لمنَـا .. إبتسمت وأنا أعدل جلستي ..
مدري وش سوا فيني هـ الإنسان ؟
تغيـّر ، معي ومع نفسه حتى ..
شي كان من سابع المستحيلات إني أرتبط بتركي .. لكن صار وإرتبطنا ..
وليته يكون أحسن من مشعل .. الله يذكره بالخيير ..!
ممممممم وش أقول لكم عن تركي ؟.. شوفوا من معرفتي السطحيه فيه هو إنسان مغرور ..
لا وش مغرور ؟ هو شي فاق الغرور .. حنون مع خواته بشكل مجنون .. ويخاف عليهم كثير ..
رزّه .. أنا من أشوفه أتلخبط مدري فيه هيبه تخرعني ..!
طويل .. بس مو واجد يعني عادي طولة حلو .. ممم نحيّف ، عيونه عسليه ناعسه ..
رموشة كثيفه مشاءالله ، خشمة حاد .. أبيض .. لكن مو بياض الشوَام والمصاريا لا .. يعني بياض عادي ..
عنده كسرة ملح عند ذقنه محليته أكثـر .. شعره بني مره غامق .. ويميل للنعومه أكثر ..
تقريبا هو ولمَى مواصفاتهم تتطابق .. ويلي يشوفهم يقول أخوان على طول .. على عكس شذى
يلي ماقاربت لهم أبد بالملامح ..
.
تركي " يلا الحين بنمشي لمَكـه .. بعدين نريّح شوي ثم نطلع للحرم زين ؟"
أم محمد " إيه يابوي زين .. "
شذى " أقول وين بنام الليلة ؟"
تركي " همك النوم إنتي ؟ تونا بأول النهار .."
شذى " لا سؤال بس .."
تركي " حجزت في فندق قريب الحرم يعني يمدينا نروح له مشي .. وبنّـام هنااك "
لمى " زين طيب يلا قبل لايدخل وقت المغرب .. "
تركي " إيه يلا مشيناا .."
نزلوا من المطار وبدا هوا جده الرطب يسوي مفعوله ..
ركبوا بالفان يلي إستأجره تركي .. ومشوا ماسكين خط مكّـه ..
::::
سندَت جسمهاا على أسيل وهي مو قادرة تمشي .. التعب النفسي أكثر من التعب
الجسماني بكثيير .. حاسه جسمها فاتر .. مو قادرة تحرك عظمة وحده ..
والهواجيس توديها وتجييب ..
قررت وش بتقول لمساعد .. والله يستر وش بيصير ..
بعض الأحيان ، الواحد مستعد يضحي عشان أشياء كثيرة .. وهي مستعده تضحي عن كل شي ..
لأن ماعندها شي تندم عليه .. لا أم تخاف عليها .. ولا أب يوجهها ..
ولا سمعه تخاف تتلوث وتنداس ..
وكلّت أمرها لربها .. هو أدرى وأعلم بلّي فيهاا !
.
جلست ع كراسي الباص .. وهي حاسه بضيقه ..
أسيل وهي ترخي يدها من ع كتف مرام " الحمدلله على سلامتك .. وه مابغيتي تطلعيين ..!"
إبتسمت بتعب " الله يسلمك .. مشكورة أسوله تعبتك معي .."
أسيل " وش هـ الحكي ؟ مابين الأخوات شي يامراام .."
،
أخـــواات ..!
رنّت هـ الكلمة بقلب مرام كثيير .. ليتك إختي ياأسيل ليتك .. أقل شي لقيت لي الأب والأم يلي
بيحافظون علي صح .. أقل شي لقيت السمعه الزينه .. والحضن الدافي يلي يمنعني من الغلط ..
حسبي الله ونعم الوكيل في أمي .. هي من رمتني .. وخلتني لعبه بيدين أبووي ..
لا أحد يلوومني .. كلهم يستاهلون هـ الدعاوي .. إثنينهم ، كل وااحد منهم إشترك بعذابي ..
وصلوا لعند المحطة .. نزلوا ثنتينهم ومشوا شوي إلى إن دخلوا الحي ثم وصلوا للشقه ..
دقوا الباب وفتحت لهم الهنوف " ياهلا والله تو مانورّت والله .."
إبتسمت بتعب وهي تسلم عليها " منورة فيك .."
أسيل وهي تشيل طرحتها " وأخيرا طلعووك .. أففف مابغوا .."
جلست ع الكنب وبزفرة " ههههههههه لا تقولين فقدتيني ؟"
دخلت المطبخ وفتحت الثلاجه ، قالت بصوت عالي وهي تصب عصير بالكاسات " لا ماافقدتك بس إستاحشت بـ لحاالي .."
مرام " ههههههههههههههههه أقص يدي إن كنتي صادقه .. تستاحشيين وسامي موجود ؟"
إبتسمت أسيل وهي للآن تصب بالكاسات وبإستهباال " إنتي وش فيك معلقه على سامي .. ليكون حاطة عينك علييييييه ؟"
مرام " ههههههههههههههههههههههههههههههه لا كاارهه عيشتي أنا أحط عيني على شي من ممتلكااتك .."
طلعت وبيدينها الصينيه " أفاا علييك ممتلكاتي هي ممتلكاتك فدوة لك لو بغيتييه .."
الهنوف " ههههههههه والله ماأكلها غير هـ الساامي ضاع بين يدينك إنتي وياها .."
أسيل " ههههههههههه لا فديته عسسل على قلبه .."
مرام وهي تنزل الكاس وتحطه قدامها " عااش واثق .."
أسيل تستهبل و بغرور " شفتي شلون يموت على ترابي .."
الهنوف " هههههههههههههههههههههههههههه ياويييل حالي أناا وينه سامي المسكيين .."
أسيل " ههههههه مدري والله بس الظاهر والله أعلم رايح يجيب مقاضي للبيت .."
مرام " ياحليله والله مكلف على نفسه .."
أسيل " شدعوى لا كلافه ولاشي .."
إندق الباب وقامت أسيل تفتح لأنها عارفة مين بالأساس " ياهلاا والله بالحامل والمحمول .."
ضحك وهو يدخل الأكياس يلي معه ويحطها ع الأرض " الحامل والمحمول ولا بس المحمول ؟"
إنحرجت " هههههه .."
خزها " إيه تعدّلي .."
مرام " وين لسانك عمتي أسييييل ؟ أشوفه إنبلع الحين !"
أسيل بوجه أحمر وهي تناظر مرام " أقووول تعرفين تسكتيين ؟"
سامي وهو يناظرها " لييه وش كانت تحش بغياابي ؟"
شالت الأكياس من ع الأرض .. وراحت المطبخ تصرّف " ماأحش ولا شي بس تدري كلاام عذاااااااااااااااااااااااااال ..- ومطتهاا بقوة وهي تخز مرام –"
سامي " هههههههههههههههههه أصلا عادي خلها تحش زي ماتبي تقطعني قطعه قطعـة عااادي فدوة "
مرام " ههههههههههه ياعيني ياعيني ذهبت أسيل مع الرييح .. وش ذا التعزّل ؟"
سامي " ههههههههه .."
مرام تنغز " ماأقول غيير الله يذكر جزر البلياار بالخيير .."
طلعت أسيل ومدت كاس عصير لسامي " وش دخل ؟"
مرام وهي رافعه حواجبها " أبد .. بس يعني كانت بداية الإنطلاقه لكم ياالعصافيير .. – حركت حواجبها بخبث – أذكرك يووم يلز.."
قاطعتها أسيل بوجه إشتعل " إنثبـــــري .."
سامي وهو يتسند ع الكنب براحه " هههه لييه خليها تكمّل .. "
الهنوف " حرام والله راعوا شعور هـ الضعيفّه يلي جنبكم .. يوه والله تقطعّوا خدودهاا "
أسيل وهي تجلس جنب الهنوف " بعد قلبي والله ماأحد مراعي شعووري غيرك .."
إبتسمت مرام براحه وهي تحس إن التعب كله راح بسبب هـ اللمّه يلي ماتتمناها تنتهي أبد ..
الهنوف " إلا سامي صحيح مافي شي جديد بقضية فهد ؟"
سامي بزفره " لأ ، على حطّت يدك .."
الهنوف " يعني شلون ؟ بيطوّل ؟"
سامي " والله ماأدري .. إدعي له إنتي وإن شاء الله خيير .."
مرام بهدوء " إن شاء الله قريب بيطلع لك .."
الهنـوف بسرعه " أماااانه .. خلاص بيتنازل الشاايب ؟"
مرام " .......... "
أسيل بقهر " إنتي لو الله يفك أخوك من عزّة النفس الغبيه كان هو الحين جنبك ماينقصه شي .."
نـاظرت باسمه وجه مها بقوة .. وأكبر علامة إستفهام تكونّت على راس الثنتين ..
طلال " وش فيكم ؟ ليكون كلامي ماعجبكم ؟"
مها بصدمة " لأ بب..بس س .."
باسمه تكمَل " لييه طيب ؟"
طلال " كذا أريح لي ولك ولهاا .. خلونا نبعد عن وجع الرااس والمشاكل شوي .."
باسمه " بس أنا مابي أروح بين بروحي .. مرتاحه هناا .."
طلال " بس أناا مو مرتاح وحالكم قايم كذا .. خلاص دورّت شقه حليوة قريبه من هناا .. بكرة الصباح تنقلين لهاا .. ويوم لك ويوم لمها .."
باسمه " ب."
قاطعها " ليه معترضه ؟ بيت يكون لك لحالك أريح من بيت تشاركك فيه وحده .."
باسمه وهي تناظر مها " ومها بتجلس هنا ؟"
طلال رافع حواجبه " إيه أجل وين بغيتيها ترووح ؟"
باسمه " لا أبد ، مممممم طيب الساعه كم لازم أجهز ؟؟"
طلال بزفرة " يعني 11 أو 12 الظهر .."
باسمه " زين .."
ورجعت تناظر في مهاا يلي ساكته مانطقت بحرف ..
::::
[ اللهُـم أعنِّي على ذكركـَ و شُـكرك و حُسنِ عبادتكـْ ..]
،‘
ردآءات بيضاء في كل مكان .. وعبايات سودا تغلف النساء .. لتثبت إن العفه إلى الآن موجوده ..
صوت التسبيح والتهليل والتكبير يصدح من أركان المكاان بشكل يخلي القلب يدق بعنف ..
بـأطهـر بقااع الأرض ,, مكه المكرمـه ..
.
وقف سيارته بالمواقف يلي مخصصينها لزوار الحرم ..
نزل وهو يعدّل حرامه عليه .. قفل السيارة وبصوت هادي " يلا مشينا خل نلحق قبل لاتبدى صلاة العشاء .."
مشت وراه وهي ماسكه بيد شذى ، وقلبها شوي ويطلع من مكانه ..
صارت تبلع ريقها أكثر من مره .. وبطنها بدا يمغصها ..
وحماس الدنيا بعيونها .. شدت على يد شذى أكثر .. وهي تقرا
[ بـاب الملك عبدالعزيـز ]
تجمعَت الدموع بعيونها .. وهي تشوف يلي قدامها ..
ناظرت بعيون شذى .. وكإنها تسألها عن يلي جالسه تشوفه ..
هو حلم ؟ ولا علم ولا وش بالضبط ..؟
إنسابت دموعها بهدوء على خدها .. والكعبه كل مالها وتوضح قدامها ..
الشي يلي كانت تتمنى تشوفه طول عمرها شافته الحين .. ويازينها من شوفه ..
صارت تشهق بصوت عالي مو قادره تحبسه ..
إحساس وشعور يمكن ماأحد يتصورة .. وأنا نفسي ماأقدر أعبر عنه بحرف واحد ..
شي فاقد شوفته صار لك سنين .. وتوك تشوفه الحين ..
لف ناظرها وشلون تتلفت حولها وتناظر بصدمة .. وهو للآن مبتسم ..
ناظر قدامه وشاف الكعبه وحولها ألوف مُئلفه ..
تنهد وهو يدعي ربي يصلح حاله .. ويقدر يسعدها بقد مايقدر ..
هي من جات بيتهم وهو بدا بمحاولاته في إصلاح نفسه .. صار مايكلم مثل أول ..
وغيّر أرقامه ، وبدا يغير من طبايعه .. تخلى عن كل شي حرام كان يسوية ..
بس باقي رؤى ! رؤى بسسسس ..!
والله يقدرة ويعطية على قد نيته !
حس بالصيحه تدغدغ عيونه .. وندم على يلي سواه وناوي يسويه يعتصر قلبه ..
أصلا تلقائي من تشوف الكعبه تخشع كل حواسك .. وتحس نفسك ودك تصيح لين تقول بس ..
شي يخليك تفخر إنك مسلم .. وإنك تمشي على نهج الرسول – صلى الله عليه وسلم –
وعلى ملة إبراهيم .. شي يخليك ترفع راسك بفخر وتقول أنا مسلم ..
هناا .. وبالحرم بس .. المكان الوحيد يلي تضمن عمرك فيه .. لا قتل .. ولا سرقه ولانهب ..
مكاان يخلييك تعتزل الناس كلها .. وتوجه مشاعرك وأحاسيسك كلها للي خالقك ..
لله وحده ..
مكان أول ماتاطى رجلينك أرضيته .. تتجمع دموعك .. ويدق قلبك بضعف ..
وكإنك ترااجع نفسك .. والأشياء يلي سويتها بحياتك ..
ماأحد يدري .. هي دموع خوف ! أو دموع ندم ! أو دموع فرح إنك زرت هـ المكان
وضمنت أجر زيارته قبل لا توافيك منيتك يلي ماتدري متى .!
صلوا ركعتين تحية المسجد .. ثم شوي وأقام لصلاة العشاء ..
صلوها جماعه .. ويوم خلصوا بدأو بالطواف .. وليان للآن تصييح ..
إذا ماكان بصوت عالي فهو بصمت .. والصمت يجرح القلب أكثر من البوح !
راحوا للصفا والمروة .. وبدأوا يسعون ..
ويوم خلصوا كل شي وقصروا ..
جاوا بيطلعون ..
ليان " معليه أبي موية زمزم .."
لمى " تونا شاربين .."
ليان بفشلة " معليش أبي ثاني .."
شذى " هههههههههه معك حق مافي أحد يشبع منهاا .."
ليان " إنتوا إسبقوني وأنا بالحقكم أعرف مكانكم .."
ورفعت عيونها لتركي وكإنها تستأذنه ..
تركي مبتسم " لا وين تروحين بالحالك أخاف تضيعين "
لمى " أكششخ وصرنا نخاف بعد .."
ضحك " إنتي لو الله يكرمنا بسكوتك .."
لمى وهي تلف للكعبه " إدعيلي وإن شاء الله ماينرد دعائك .."
أم محمد " ههههههه لو بندعيلك بندعيلك بالرجل الصاالح يلي يهجدك .."
حمرت " لا وين بدري .. وبعدين أول شذى .."
شذى بضيق " أقول أص أص بس يازينك ساكته .."
تركي " وشو حتى هنا بتتهاوشون ؟ إحترموا المعتمرين ع الأقل .."
لمى " أقول إنت يلي أص اففف .."
ضحك وناظر ليان " خلاص إمشي أنا وإنتي .. [ ناظر أمه ] تعرفون مكان السيارة ولا لأ ؟"
أم محمد " إيه نعرف "
لمى تمد يدها " هاااااااااات المفتاح وماعلييك .."
ضحك " بشنطة أمي مو معي .."
لمى تلف لأمها " هاتيه يمه .."
أم محمد " عشان تهبلين بناا ؟ لا شكرا ، يلا بس إمشوا قدامي .. [ ناظرت تركي وليان ] وإنتوا مو تطولون بسرعه .."
تركي " إن شاء الله .. يلا ليان مشَّي .."
صار يمشي قدامها وهي وراه بمسافه بسيطة .. وبعيونه يدوّر ع الترامس يلي بكل مكان وفيها موية زمزم ..
وقفها عند وحده ماعليها زحمة ..
" يلا إشربي لين تشبعيين ههه .."
إنحرجت منه وكرهت نفسها .. تمنت لو إنها ماطلبت بس وش تسوي ماحبت تبرح الحرم وهي للحين ودها تشرب من مويته .. مع إنهم بيرجعون هنا طول ماهم جالسين بمكه ..
بس هي كذا .. تخاف تموت الحين ومابعد تسوي يلي ودها تسوية من زماان ..
صبت لها ملى الكاس البلاستيك وشربته .. وصبت لها كاسين وراه وشربتهم ..
ولو كانت بطنها تتسع لكاس زيادة كان شربت بس ماتقدر ..
تركي بهدوء وهو يناظرها شلون تشرب " والله وتحققت أمانيك يالياان .."
تحرك بؤبؤها له .. عقدت حواجبها " نعم ؟!"
إبتسم " وش دعيتي ؟"
حمرت خدودها وحمدت ربها مليون مره إنها متغطية " دعيت و ........ وبس .."
وسعت إبتسامته " علميني طيب .."
نزلت بجسمها للترمس .. وصبت لها كاس من جديد ..
وشربته غصب تبي تلهى من عيونه .. وش تقوله يعني ؟
تنهد " ماتمنيتي عبدالله يرجع ؟"
إنشد الكاس بيدها .. وماقدرت تبلع شي زياده ..
رجعت دموعها تغرِّق عيونها من جديد ..
تركي بضيق ع اليوم يلي ضيع فيه عبدالله " أنا دعييت كذا ، لأني داري إنه موجود .."
غمضت عيونها .. وفكرة إن عبدالله يكون موجود وهي ماتدري عنه بتجننها ..
إذا عبدالله موجود ليه مايجي ؟ ليه مايسأل ؟
أقل شي يسمعها صوته عشان تطمّن إنه بخيير .. مو كذا !
فاقده وجوده ، مقتنعه بشي وقلبها يقول شي ثاني ..
وهي ضايعه بين الإثنين ..
عبدالله ماكاان أخ بس ، كان أب .. وأم ، وإخت وصديق وطبيب ..
كان كل شي بالنسبه لهاا .. هي ماكانت تشوف .. بس هو كان عيونها ..
والنور يلي تشوف به ..
هو الوحيد يلي ماكان محسسها بالنقص .. على عكس البقيه ..
كان يعاملها على إنها وحده زيه .. تشوف يلي يشوفه .. وتعرف يلي يعرفه ..
يكفي إنه كــــــان أخ .. سند وعضيد تشتد به لاقسى وقتها عليهاا ..!
تركي بعد مالاحظ رجفتها " يلا خلينا نمشي تأخرناا "
هزت راسها .. وحطت الكاس الورقي مكانه المخصص .. ولحقته بهدووء ..
وعيونها ترجع لورا من فتره لفتره .. وتناظر الكعبه يلي ماودهاا تتركها أبد ..
إبتسمت وهي تتذكر الحجر الأسود يوم سلمت عليه ولمسته ..
تذكر أول أيام ماكانت تجي تعتمر .. كانت تحسه شي بارد وملمسه ناعم .. بس ماعمرها شافته ..
كانت تحس جدران الكعبه .. وقماشها يلي تدري إنه أسود .. وغير لونه ماتدري عنه أبد ...
ياما وياما تتمنى شوفت هـ المكان العظيم .. الناس . والمصليين .. والمعتمرين والمآذن ..
كل شي .. تسمع بس ماتشوف .. والسمع مو زي الشوف أبد ..
للحين تدعي لمشعل بالخيير .. لأن له الفضل بعد الله بلِّي صار لهاا ..
من كان يصدق إن ليان بتشوف هـ الأشياء كلها ..
هي نفسها ماكاانت تصدق أو حتى تحاول تقنع نفسها بذا الشي ..
لأنها بإختصار تخاف تتعلق بالوهم وتتحطم يوم تصحى .
لكن الحين ، بعد ماصارت " الأماني " على قولة تركي حقيقة ..
ماعندها مانع ترجع وتنعمي من جديد .. لأن يلي شافته اليوم .. أغناها عن مناظر الدنيا كلها .
::::
|