كاتب الموضوع :
غموض الورد
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
قبل ما ابدأ الجزء الأول .. احب انوه ان القصة حق شخصي لي ..
لا ابيح او احلل اي شخص ينسبها لنفسه ..
ومن اراد نقل القصة يحفظ لي حقي فيها ..
بسم الله ابدأ
الجزء الأول
[ الفصل الاول ]
/
\
/
\
الصيف راح وزمهرير الشتـا حـلّ
وانا فقيـرة حـال وَاهْلِـي فَقَـارَا
ياشاعري عن مَطْلَبِي لَلْبَشَـرْ : قِـلّ
نورة تِبِيْ، مِعْطَفْ هنـادي، وِيَـارا
لو يوم واحد بَدْفِـنْ الفقـر وَافِـلّ
هذا الْحِجَاجْ اللـي كسـاه الغبـارا
وأدَوْس باقدامي على فَرْشَـة الـزّل
لو نصف يوم أهْجُرْ حيـاة الطُفَـارا
هذا الفقر مَـا كَـلّ مِنَـا وَلاَ مَـلّ
ولَـهْ سطـوةٍ جبّـارةٍ مَـا تُجَـارَا
بيِدْيه سَلّ الحـال ياشاعـري سَـلّ
ولبّـس عيونـي ليـل مالـه نهـارا
كم قِلْت لَهْ دِخِيْل رَبْ السما :حِـلّ
عنّا، وكـم صَيَّحْت،فيهـا جِهَـارا
وكم قِلْت لَهْ :فارق: عَنْ ارْوَاحَنَا :وَلّ
ويِقْبِـلْ عـدوٍّ مـن عـدوّه تثـارا
يا شاعري مِنْ تَلّـة اوْجَاعَنَـا طُـلّ
ومِدّ الْبَصَرْ دَاخِـلْ وِجِيْـه الْحيـارا
تلقى بِنَا : أعمى :وأطـرم :وِمِنْشَـلّ
وتلقى الأسَى يَسْكِنْ عيون الصغـارا
و تِلْقَى هَيَاكِلْ: نَاحِلَهْ مَا لَهَا ظِـلّ
عَنْهَا يطيـح مـن النحـول الأِزَارَا
تشرب قَهَرْ :والقـوت بَحْلَوْقَهَـا ذِلّ
ورغم الفقر تلبـس عبـاة الوقـارا
ومع كُلْ طَلْعَةْ شَمْس،تِنْدَاسْ:تِنْـذَلّ
والدين وصّى لاَ ضَـرَرْ: لاَ ضِـراراَ
مَامَرُّهُـمْ دِيْـم الْرَفَاهِيّـه وبَــلّ
ظُمَى الكبود إنْ كَانْ بَـلّ الصحـارا
حِنّا: وَطَنْ والفقر غـازي ومُحْتَـلّ
والْعِرْض عن عيـن الرذيلـه تِـوَارَا
نَعْرِفْ طريق المال ونشـوف وَنْـدِلّ
بس الثمن خُـزْي :وفضيحه:وعـارا
ونَخَافْ ثوب الْطُهرْ في يـوم يُبْتَـلّ
الفقـر كافـر :والمصايـب كبـارا
تِتِلّنِـا يُمْنـي الْفَقُـرْ للخطـا تَـلّ
بالنفس كسـر وبالعيـون انكسـارا
لو تصفع العابد يديـن الفقـر ضَـلّ
وصارت له قبـور الخطايـا مـزارا
ياشاعري سَوْلَفْت لك :جُزْء مِنْ كُلّ
عن فَقُرْ عَذْرا :كَمْ وَرَاهَـا عَـذَارا
وذولا يبيعـون المزايـيـن والْـبِـلّ
سَكْـرَةْ زَمَـنْ وِلاّ الأوادم سُكَـارا
ناَظِرْ عيونـي مَابَهَـا مَاطْـر ٍ هَـلّ
جفّـت سَحَايِبْهَـا بليـل السهـارا
وتبقى قضية فَقْرَنَـا مَـا لَهَـا حَـلّ
يَا شَاعِري مَا تْـت قُلـوب الغيـارا
ورَاحَتْ وانَا اقْول الْفَقُرْ شَخْص مُنْحَلّ
أبغـى أَدَارِيْهَـا وهِـيْ مَـا تُـدَارَا
أخاف اصَرّح ثُمْ عَلى راسـي اتْهِـلّ
سُحْب المصائب من يميـن ويسـارا
بَسْكِتْ وَبَبْلَعْهَا مِثِـلْ كَاتِـمْ الْغِـلّ
وأقـول ياربـي تعيـن الفـقـارا
وسلام :يا نَرْجِسْ: وِكَادِي :وِِيَا فُـلّ
وسلام يَا كِذْبَـة غِنَـى وازْدِهَـارا ...
المكان قرية " العتيق " 375 كم غرب مدينة الرياض ...
( اسم القرية من بنات افكاري فقط )
في بيت طين جدرانه متهالكة بسقفه الخشبي اللي يكاد يسقط عليهم ... وبإحدى
ليالي الشتاء الباردة ... تجمعو حول النار ينشدون الدفا من هذا البرد القارس..
بثيابهم البالية واللي بالكاد تسترهم ..
بوجه شاحب ملته تجاعيد الزمن وقفت تناظر عيالها .. اجساد نحيلة من الجوع ...
وملامح ارهقها الفقر والألم .. التفتت الى اصغر بناتها : منيرة روحي لم بيت عمتس
جيبي ملح ..
منيرة اللي قاعدة جنب موضي تزين لها شعرها جديلتين : يمه انا كل يوم اروح
قولي لسلمان ...
سلمان لزق في ابوه وبصراخ : مابي اروح انا بردان وماعندي شي يدفيني .. قولي لحصة !
ام راكان : حصة من تغطت ماعاد تروح بيت عمك هالحزة ..
حصة بفرح : الحمدلله هذا هي امي قالتها ..
ام راكان : يعني شلون تبوني اروح انا ؟
نورة قامت ومسكت يد امها : لا ارتاحي يالغالية انا بقوم اجيبه ..
ام راكان : وين تروحين يمتس بهالليول ؟
ارتسمت ابتسامة عذبة على شفايفها : يمه بيت عمي الباب بالباب .. اقعدي ولا يهمتس ..
لبست جلالها وطلعت لبيت عمها .. طقت الباب وفتح لها محمد ولد عمها ومن
شاف نورة توزى ورى الباب : هلا نورة آمري ؟
نورة : هلا بك محمد .. وين سارة ؟
محمد : حياتس ادخلي ..
دخلت الصالة وشافت عيال عمها بس ماشافت لا خالتها ولا سارة .. ودخلت
للغرفة الصغيرة اللي يقعدون فيها واللي بالكاد تحتمل وجود شخصين : سويرة ..
ارتاعت سارة والتفتت وراها : وجع .. " وطقتها على كتفها " ماتدرين اني اخاف ..
نورة بضحكة خفيفة : يقال لتس ماسمعتي الباب ..
سارة بتأفف : خير وش عندتس جايتني هالحزة ؟
نورة تكش عليها : من زينتس يوم اجي لتس .. " ومدت لها البيالة " خوذي حطي
لنا شوي ملح ..
سارة : من وين ياحسرة ؟ نورة احنا من اسبوعين ماطبخنا ولا عندنا شي نطبخه
لا جانا شي من عندكم كليناه وانتي تعرفين ..
نورة زفرت بوجع : ادري والله .. اليوم بعد بنقعد ماتعشينا ..
سارة : وش الجديد ؟ هذانا ننوم كل ليلة مانتعشى ..
نورة : اجل وش عندتس تحوسين ؟
سارة : بجيب لأمي لبن ..
نورة : خالتي قاعدة بالصالة ؟
سارة : لا تبي تنوم الحين من طلعة النور وهي قايمة ..
نورة : زين بروح لبيتنا .. الله يعين بس !
ورجعت للبيت يدينها خالية .. لمحت وجيههم تنتظر من عندها إجابة .. كلن منتظر
وش تجيب لهم : قاضي ملحهم من زمان ..
على طول صاح سلمان : يمه شلون ماناكل يعني ؟
ابو راكان بتذمر : بس اسكت ..هذا اللي الله كاتبه ..
منيرة شوي وتصيح : يبه تكفى خل سلمان يجيبه من دكان العم مرزوق ..
ابو راكان دخل يده بمخباة ثوبه البالي وقال بأسف : والله يابوتس ماعندي ريال
واحد ..
صاحت منيرة بعدها .. ولمتها موضي تسكتها : بس يامنيرة باتسر ان شاء الله
يجيب لنا العم مساعد كل اللي نبي ..
اكتسى الحزن وجيههم وبانت علامات البؤس والأسى ..صورة تتكرر كل ليلة ..
تمر عليهم ايامهم بدون وجبات رئيسية ..
قامت بعدها نورة خذت خواتها واخوها وراحو لغرفتهم الصغيرة .. اللي ينامون فيها كلهم ..
وعقبها نامو ام راكان وابو راكان بالصالة ..
غطت خواتها وسلمان وخذت لها فانوس وقعدت بزاوية الغرفة ... مسكت الثوب
الأسود والإبرة وقعدت تخيطه .. دموعها مو راضية توقف وهي تسمع شهقات
منيرة وسلمان اللي نامو وهم يصيحون من الجوع ..
................. : وشوله تصيحين ؟ على خبرتس هذا حالنا من ربي خلقنا ..
نورة : كسرو خاطري ياموضي ..
موضي : مردهم يتعودون مثل ماتعودنا .. هاتي اساعدتس !
نورة : ماتعرفين له ..
موضي : زين علميني ..
نورة : خليني هالمرة انا بخيطهن .. واذا باعتهن ابلة لمياء بعلمتس شلون وتساعديني
نخيط ثياب اكثر ونبيعهن .. لحفي حصة زين لا تمرض علينا ..
موضي وهي تغطي حصة : ادعي ربتس يمكن باتسر يصير احسن من اليوم ..
نورة بأسى : ياليت امي جابتني ولد ..
موضي : استغفري ربتس وش هالكلام ؟ هذي قسمة رب العالمين مايجوز تعترضين ..
نورة : استغفر الله العظيم .. شسوي ياموضي عازن علي عيشتنا ولا انتي عاجبتس
حالنا ؟
موضي : هذا هو راكان ولد وماتغير حالنا ..
نورة : راكان كمل دراسته وكلها سنتين ويتوظف ان شاء الله .. البلا احنا اللي حدنا
سادس ابتدائي ..
موضي : واذا توظف راكان وش نستفيد ؟ مانشوفه الا بالسنة مرتين ولا ثلاث ..
نورة : خوفي من ربتس لا تظلمينه حرام عليتس .. لولا الله ثم راكان كان متنا من
زمان .. مو كافي مايصرف علينا وعلى بيت عمي الا هو ..
نزلت دموع موضي غصب عنها : ذبحني الفقر يانورة ..
نورة : ذابحنا كلنا بس وش نسوي ؟ حيل الله اقوى .. خليني بس اشوف شغلي كود
يجينا رزق ماحسبنا له ..
موضي : ورى ماتنومين الحين ؟ ومن اصبح افلح ..
نورة : نومي انتي .. لا جاني النوم مانيب قاعدة ..
تلحفت موضي بالبطانية اللي تغطيها هي وسلمان ونورة .. على امل الغد يحمل لهم
الأمل اللي فقدوه ..
وظلت نورة تخيط الثياب يمكن تقدر تصرف على بيتهم وبيت عمها بعد .. غلبها النعاس
في ظرف ساعة ونامت مكانها بدون ماتحس ..
/
\
/
\
بأحد احياء الرياض الراقية .. وبأحد افخم القصور .. كانت الساعة تشير لـ 9:23 م ..
صوت الأغاني يصدح بكل الجناح .. كانت لابسة برمودا جينز لو ويست وتوب ابيض
بدون سيور .. قاعدة ترقص بجنون وخصلات شعرها الكستنائي تتطاير .. انفتح الباب
ودخلت عليها رسيل وخلفها الشغالة اللي حاملة بيدها اكياس مختلف الماركات : هــآآآآي
سما تأشر بيدها بحركة راقصة : اهلين حبيبتي ..
رسيل خذت الريموت وسكرت الأغنية : سموي تعالي شوفي الأغراض اللي شريتهم ..
سما : وش الجديد يعني ؟ انتي كل يوم تروحين السوق وتتشرين اللي تبين واللي ماتبين
بعد ..
رسيل تأففت بدلع : سموي صايرة مثل طلال .. هذي شاريتهم لعيد ميلاد وفاء .. " التفتت للشغالة
اللي شايلة الأكياس بيدها " سوجي حطيهم وروحي المطبخ ..
رسيل وهي واقفة وشايلة فستان شيفون قصير وردي مموج : حلو ؟
سما : وآآآآآآو ريسو يجنن .. روعة فانتاستيك ..
طلعت الصندل ( تكرمون ) الفضي من علبته : شرايك ؟
سما فاتحة عيونها على الآخر : مرررررة فخم .. امممم بس ليش فضي ؟
رسيل : مادري عجبني كثير .. وبعد اكره اللي تطقم كل شي نفس اللون .. حسيت
هاللون يعطي فخامة .. خصوصا انه الفستان سيمبل .. وبعد ابي اكسر اللون شوي ..
سما تبوس رسيل على خدها : ياعمري احسك تتكلمين مثل خبيرات الموضة ..
رسيل : هههههههههههههه يعني بكون اكشخ وحدة في الحفلة ؟
سما : اكييييييد انتي ريسو بنت مساعد مو حي الله ..
سوجي فتحت عليهم الباب : مدام يقول كم العشا ريدي ..
سما : اوكي .. وثاني مرة عندك شي بالانترفون مو كل شوي رازة فيسك هنا ..
يالله ريسو العشا ..
شالت رسيل اغراضها وراحت لجناحها .. اما سما نزلت ركض مع الدرج ..
.................. : شوي شوي لا تتكسرين !
ناظرته وهي خايفة : اووووف وانت قاعد لي على كل شي ؟ بابي شوف طلال ..
طلال : وش هاللي لابسته ؟
سما : مو شغلك ..
قرب منها يبي يمسكها بس ركضت لابوها وتخبت وراه : بابي الحق علي ..
طلال : انقلعي غرفتك بدلي ملابسك ..
سما : شفيهم ملابسي كل البنات يلبسون نفسي ..
ابو طلال : خلاص يابوك خلها براحتها يعني ماتعرف اختك .. !
طلال وهو يناظر رسيل اللي نازلة وهي لابسة بنطلون اسود ضيق وتوب رمادي
بسيور رفيعة وبالنص علامة ديور بالاسود اللامع : شوف هذي وش لابسة بعد ..
رسيل ناظرت نفسها : وش فيه لبسي ؟ لا تقول مو كشخة ..
سما : ههههههههههههههه لا بس مسوي لنا محاضرة كالعادة ..
مشت رسيل وحبت راس ابوها وقعت جنبه ..
طلال شافهم وهم قاعدات عند ابوه : هين انتي وياها .. الايام جاية والله لاربيكم..
ام طلال وهي جاية من صالة الطعام ابتسمت اول ماشافت ولدها : ياهلا بطلال ماشاء الله
اليوم مشرفنا ..
راح لامه وحب راسها : هلا يمه .. " ولف يده على كتفها " شلونك يالغالية ؟
ام طلال ابتسمت له : بخير .. يالله العشا جاهز ..
سما قربت من رسيل وهمست : الليلة الدلال كله لحبيب القلب واحنا اللي رحنا فيها ..
ضحكو ثنتينهم وابتسم ابوهم اللي كان وراهم وسامعهم ..
قعدو على طاولة الطعام اللي مزدحمة بكل اصناف الأكل اللي ممكن حتى ماتخطر
على البال ..
رسيل : غريبة وينه سامي للحين ماجا ؟
ام طلال : بيسهر اليوم مع اخوياه ..
ابو طلال : شلون يسهر وبكرة وراه مدرسة ؟
ام طلال : طلبني وماقدرت اقول له لا ..
ابو طلال : لا ضيعيه احسن .. هالسنة الولد توجيهي ولازم ينجح بنسبة زينة ..
رسيل : مايحتاج يتعب نفسه .. كلها كم الف وياخذ الاول على المدرسة ..
طلال : ايه مو طلال اللي انكرف على وجهه وحفظ كتبه من الجلدة للجلدة ..
ابو طلال : انت الوحيد اللي ربيتك مثل ما ابي .. ولا اخوانك انشغلت عنهم
بتجارتي وشركاتي ..
التفتت ام طلال عليه بعصبية : وش قصدك يعني تربيتي هي الخربانة ؟
سما بتأفف : يااااربيه بدا موال كل ليلة ..
ابتسم ابو طلال وحب يلطف الجو : لا والنعم فيك يالطيفة بس انتي تدللينهم
بزيادة ..
ام طلال بابتسامة بسيطة : بعد عيالي ولازم ادللهم ..
رسيل متفاجأة ان النقاش ما احتد : ماشاء الله اليوم الاجواء صافية .. طلول تكفى
كل ليلة تعشى معانا ..
سما تغمز لها : ايه عشان الاشتباكات وكذا ..
طلال مافهم عليهم بالبداية بس من شاف ابتسامة امه وابوه .. طلعت منه نصف
ابتسامة : ان شاء الله لا خلصت اشغالي اجي بدري ..
سما وهي تفتح عيونها الواسعة على الآخر : واااااي مو مصدقة طلال يبتسم ؟
ام طلال : بعد عمري ولدي وليش مايبتسم ؟
سما : مادري بس دايم عابس ونفسه في راس خشمه ..
طلال وهو يقوم ومطنش كلام اخته : اليوم انا رايق ..
ابو طلال : وين ؟ ماتعشيت ..
طلال : الحمدلله .. عن اذنكم بخلص كم شغلة وانام .. وطلع رايح لجناحه ...
بعد ماخلصو الكل عشا طلعو رسيل وسما الصالة اللي
فوق يشوفون التليفزيون وقعد ابو طلال ومرته يشربون الشاهي ..
ام طلال : يااارب متى يطمن قلبي هالولد ويتزوج ..
ابو طلال : لا تتعبين عمرك معاه .. كل مافاتحته بالموضوع تضايق وزعل ..
ام طلال بضيق : من طلق هالنسرة وهو كاره طاري الزواج ..
ابو طلال : خلاص لا تجيبين طاريها لا بخير ولا شر .. راحت بحالها والله
يستر عليها ..
ام طلال : مساعد تكفى كلمه واقنعه كلها كم شهر ويدخل الـ 35 وهو بعده ما استقر
ولا فرحني بعياله ..
ابو طلال وهو قايم : انا عجزت فيه .. هذا هو عندك روحي له وكلميه ..
ام طلال : هذا انت دايم رامي الحمل علي ؟
ابو طلال من اعلى الدرج : غيري جو شوي .. قابلي عيالك بدل هالحفلات اللي
تحضرينها كل يوم والثاني ..
كانت بترد بس فضلت الصمت من اختفى زوله عن نظرها .. تأففت بقهر وقعدت
بالصالة ..
/
\
/
\
لبست عباتها وطلعت توصل سلمان ومنيرة لمدارسهم .. بالاول وصلت منيرة لان مدرستها
اقرب وبعدها راحت لمدرسة سلمان ...
سلمان : خلاص روحي البيت انا اعرف الطريق .. الحين العيال والمدرسين يشوفونتس ..
موضي : وانا وش علي فيهم ؟ لابسة عباتي ومستترة امش قدامي يالله ..
سلمان : مانيب رايح .. والله ما اروح ..
موضي : ماهو بكيفك امش عاااااد ..
وقف مكانه معند ومايبي يتحرك .. نزلت نفسها لمستواه وناظرت بعيونه : السلمي ..
ناظرها بدون مايتكلم .. ركزت نظرها عليه وقالت بصوت هادي وجاد : ماتبي تكبر وتشتغل
وتجيب لابوي فلوس ناكل منها ؟
سلمان هز راسه بإيه .. كملت موضي : زين ماراح اقرب .. ابي اشوفك وانت تدخل ابي اتطمن
عليك .. يالله لا يذبحك البرد ..
مشى معاها سلمان بكل رضى .. وقفت على بعد بيت من مدرسته وانتظرت لين شافته يدخل
المدرسة ورجعت للبيت ..
بطريقها شافت هيا بنت عمها طالعة من بيتهم : هيونة وين رايحة ؟
هيا : ابي اروح اطبخ الغدى لبيت مطلق عندهم ضيوف اليوم ..
موضي : تطبخين غدى من الحين ؟
هيا : لا هي قالت تعالي مبتسر اشوف المطبخ واقطع الخضرة وانظف معهم ..
موضي : ويعطونتس فلوس ؟
هيا : ايه ..
موضي : تكفين بروح معتس .. والله يا هيا صار لنا 3 ايام واحنا ماناكل الا التمر واللبن ..
هيا : خابرة وانا اختس .. بس الحمدلله ام مقرن وافقت اطبخ لهم عقب ماطلبتها امي ..
موضي : زين احتريني دقيقة بقول لأمي واجي معتس ..
هيا : روحي ولا تطولين ..
راحت موضي ركض لأمها : يمه يمه ..
ام راكان : وصمه .. خير وش عندتس ؟
موضي : يمه بروح اطبخ الغدى مع هيا ببيت ام مقرن بيجونهم ضيوف ..
ام راكان ما استوعبت شي : وشو ؟
موضي : بنطبخ لهم الغدى ويعطونا فلوس ..
ام راكان : اقعدي فهميني السالفة ..
موضي : يمه بتأخر على هيونة لا رجعت اعلمتس ..وطلعت ركض مثل مادخلت ..
ام راكان تصوت لها : موضي .. موضي ولعنة .. هين والله لاوريتس ..
نورة من وراها : خليها يمه تروح .. يمكن يجينا شي من غداهم ..
ام راكان تضرب كف على كف : الله كريم وانا امتس .. الله كريم ..
رجعت نورة تكمل خياطتها .. وشيخة ترتب مع امها البيت اللي مكون من غرفتين
صغااااار ملحق بوحدة منهم المطبخ وصالة ..وحمام ( تكرمون ) ..
ام راكان : حصة شوفي من عند الباب ..
لبست جلالها وركضت للباب : مين ؟
سارة : حصيصة افتحي الباب ذبحني البرد ..
حصة فتحت لها الباب وهي تطقها : مليون مرة قلت لتس لاتقولين حصيصة ..
سارة بعناد : حصيصة حصيصة " وتمد لسانها " ..
نورة مبتسمة : سويرة وش تبين فيها .. تعالي ساعديني ابرك لتس ..
سارة تناظرها بطرف عينها : هماتس تقولين فلوسها لتس بلحالتس ؟ وشوله
اعاونتس ؟
نورة سحبتها من يدها : تعالي انتي بس .. يعني ماتدرين انه لو يجينا ريال نقسمه
نصين ..
سارة : تهقين بتجيب لتس شي ؟
نورة : ان شاء الله ابلة لمياء تقول انهم يلبسونها بحفلات المدارس وللحين مطلوب
وعندها زباين بالرياض يشترونه وبسعر زين بعد ..
سارة : نوارة .. نفسي اروح للرياض .. ابي اعرف شلون عايشين ..
نورة : خلينا بديرتنا ابرك ..
سارة : اي ابرك ياحسرة .. شوفي شلون عيشتنا فقر وجوع وحالتنا حالة ..
نورة : احمدي ربتس ياسارة .. غيرتس ماعاش ..
ام راكان جات لهم بالغرفة : سويرة وين امتس ؟
سارة : راحت لم ام سالم شوي وبتجي ..
قعدو كلهم يسولفون وعقبها جتهم ام محمد : السلام عليكم
نطت حصة وشيخة ياخذون اللي بيدها
ام محمد : بسم الله الرحمن الرحيم .. بغيتن تقطعن ايديه ..
سارة : من وين لتس يمه هالخبز ؟
ام محمد : زاد من عند ام سالم وجبته لهالضعوف ياكلونه ..
سارة : واحنا شلون يعني .. نناظرهم وماناكل ..؟
شيخة خذت قطعة الخبز وقطعتها لـ 6 قطع صغيرة : كلنا بناكل اقعدو الحين ..
ضحكو عليها وتجمعو ياكلون هاللقمة اللي تسد جوعهم .. وتقويهم بأيامهم
الصعبة ...
/
\
/
\
في بيت ابو مقرن يقطعون البصل والخضار ,, ويغسلون القدور والمواعين اللي
بيطبخون فيها الغدى ..
هيا : موضي تشوفين اللي اشوفه؟
موضي : وشو ؟
هيا : لحم .. عندهم لحم واحنا مانشوفه الا بعيد الضحية ..
موضي : هذا ابو مقرن نص مزارع هالديرة وحلالها له ..
هيا : ياليتني بنته والله ..
موضي تحب يدها وجه وقفى : الحمدلله والشكر .. ترحمي على ابوتس ابرك لتس ...
هيا : اقول لا يكثر وتعالي رقي العجين زين ..
موضي : قلت لتس المرقوق ما اعرف له .. انا علي الرز والجريش ..
هيا : تصدقين موضي اني اعرف اطبخهم بس ماعمري كليتهم ..
موضي : تعلميني انتي ؟ واحنا ناكل كل شي سوا .. بس ان شاء الله بتطبخينه ببيتس
مير اصبري على راكان لين يتخرج ويتوظف ..
ابتسمت هيا بحرج : الله يرده بالسلامة ..
موضي : نطبخ الحين ولا شلون ؟
هيا : انتي سمعتي ام مقرن قالت جهزن كل شي ولا قلت اطبخن نطبخ .. تونا الساعة
ماجت 10
موضي : هههههههههههه مشتهية آكل طماط ..
هيا تناظرها مستغربة : وش اللي يضحك بالسالفة ؟
موضي : اشوفه ولا اقدر آكله ..
هيا : عادي كولي اللي تبين ...
موضي : شلون آكل من وراهم .. احس اني اسرقهم ..
هيا : لاجت ام مقرن علميها ..
ام مقرن من عند باب المطبخ : افطرن يابنات وعقبها اطبخن الغدى ..
هيا : مشكورة ياخالتي بس نبي نخلص ونروح لبيوتنا ..
موضي قبصت يد هيا .. وصرخت بألم ..
ابتسمت ام مقرن : موضي بالحافظة فيه حنيني .. كولو منه بس لاتأخرن ابي عقب
صلاة الظهر الغدى زاهب ..
وطلعت من عندهم .. ركضو ثنتينهم وفتحو الحافظة وبدو ياكلون بشراهة ...
موضي غصت بلقمتها ودمعت عينها : هيا شلون ناكل واهلنا يموتون جوع ؟
هيا تربت على كتفها بحنان : خلينا ناكل الحين .. ولا خذينا اجرتنا نشتري لهم اللي يبون ..
موضي وهي تمسح دموعها : صدز ؟
هيا : ايه صدز .. اخلصي يالله ..
افطرو البنات وبعدها قامو يطبخون الغدى .. كل الأصناف اللي يعرفونها طبخوها
لهم .. وبعد صلاة الظهر كان كل شي جاهز ..
ام مقرن : كثر الله خيركن ماقصرتن يابنات ..
موضي : خالتي نبي اجرتنا تأخرنا على اهلنا ..
ام مقرن ناظرتهم بحنية : بعد الغدى ان شاء الله .. استسلمو لرغبتها وقعدو ينتظرون ..
راحت ورجعت لهم بعد ساعة : عساها سالمة هاليدين .. يازين ماسويتن ..
ابتسمو ثنتينهم على هالإطراء ..
مدت لهم اجرتهم : هذي 100 ريال .. كل وحدة فيكن لها 50 ..
" رغم ان المبلغ زهيد .. الا انهم كانو بقمة سعادتهم لانهم بعمرهم ماملكوه .. "
كملت وهي تشوف الفرحة تشع بعيونهم : والغدى بقى منه واجد .. خوذو منه اللي
تبون ..
راحت موضي تحب يد ام مقرن بس سحبت يدها : استغفر الله يابنيتي .. هذا حقكن ..
موضي : الله يجزاتس الجنة يارب ..
ام مقرن : وياتس .. اجل تعالن شيلن التباسي حطوهن بصندوق الوانيت يوديهن عليان
الراعي لم اهلكن ..
لبسو عباياتهم وبراقعهم .. وشالو الصحون وحطوها بالوانيت ..
ام مقرن : لا قضيتن منهن ردوهن باتسر ..
هيا : ان شاء الله خالتي ..
رجعو يمشون لبيوتهم .. ورغم ان المشوار كان طويل الا انه سعادتهم نستهم تعب
هالمشوار ..
موضي : اوووف وش هالنحاسة انقطعن نعولي ( تكرمون ) ..
هيا : امشي حافية ولا وصلنا خيطيهن ..
شالتها موضي بيدها ومشت حافية .. بهالاثناء وصل عليان الراعي بصحون الأكل
ونزل طق على بيت ابو راكان الباب ..
ابو راكان : من جاينا هالحزة ؟
نورة : هذي اكيد موضي ..
سلمان اللي رجع هو ومنيرة مع شيخة ركض يفتح الباب : يبه عليان يبيك ..
ابو راكان : وانا اقدر امشي ولا اتحرك من مكاني ؟
ام راكان : خلك .. بقوم انا " لبست برقعها وطلعت له " خير ياعليان وش عندك ؟
عليان : هذا الغدى لكم من ام مقرن ..
فرحت من قلب انهم لقو شي يسد جوعهم وقربت من الوانيت شافت الصحون
واتسعت ابتسامتها : سلمان صوت لمحمد ومشعل يشيلون معنا ..
ركض سلمان لبيت عمه اللي مابينه وبين بيتهم الا جدار فاصل .. وطق عليهم الباب
ام محمد : من بالباب ؟
سلمان : خالتي ابي مشعل ومحمد يشيلون الغدى معنا ..
من سمعو طاري الغدى ركضو كلهم عند الباب ..
سارة : ماجن هيا وموضي ؟
ام راكان توها تستوعب ان بنتها ماجات : ايه صدز عليان بناتنا وينهن ؟
عليان : جايات وراي .. البيت بعيد ويبي لهن وقت على مايوصلن ..
بعد مانزلو كل الصحون .. وقفو يناظرون وهم حيل مستانسين ..
شيخة : وش هالخير كله ؟ هذا والله يكفينا اسبوع ..
التفتت لها امها وقالت بحزم : ومن قال لتس نبي ناكله بلحالنا .. جيرانا اللي مايقصرون
معنا بعد لهم حق ..
نورة : وين نحطهم يمه وبيتنا بالقوة ضافنا ؟
ام محمد : ماعليتس يابنيتي كل شي يتدبر ..
مشعل : يالله يمه نبي ناكل ..
ام محمد : هاا روح صوت لهم يجون يتغدون معنا ...
ركضو العيال يصوتون على اللي بقى من جيرانهم .. لأن اغلبهم من سمعو الاصوات
طلعو يشوفون وش السالفة ..
نورة : ادخلن يابنات .. عاجبكن حالكن والرياجيل متجمعين حولنا ..
انصاعو البنات لها ودخلو بالصالة الضيقة واللي بالكاد تكفيهم .. وبالخارج بدا توزيع
الأكل مابين جزء للرجال وآخر للحريم ..
موضي وهيا قربو من بيوتهم وشافو الناس متجمعين عندهم على طول ضحكت موضي
على اشكالهم : هههههههههههههه والله اني دارية انهم بيشمون ريحة اللحم وبيجونا ..
هيا سرعت خطواتها : يالله اخاف مانحصل لنا شي ..
موضي : هيا انتظري يالنذلة الشوك جرح رجليه ..
مشت هيا مسرعة وموضي تحاول تلحقها .. ووصلو عندهم ودخلو داخل ..
ام راكان عند الباب تصوت للبنات : يابنات دخلن ابوتسن داره .. الحريم بيتغدن عندنا ..
شالو ابوهم ودخلوه بغرفته .. وسكرو الباب المتكسر .. حطو الاكل بصالتهم وبالغرفة
الثانية وقسمو الجزء الثاني ببيت ام محمد .. ورغم الزحمة الا انهم تجمعو لاجل ياكلون
هالاكل اللي يسد جوعهم .. اما الرجال حطو غداهم تحت اشجار مزارع الديرة ..
وجيه طغى على ملامحها البؤس .. ارتسمت عليها ابتسامة رغم الألم .. صمت رهيب بين
الجموع .. ماهي الا دقايق حتى فضت الصحون والكل يشكر فيهم ..
نورة وهي تشيل الصحن من عند ابوها : هااا يبه عساك شبعت ؟
ابو راكان وهو يلحس يده : الحمدلله يابوتس هذا يسد جوعي شهر ..
نورة تحب راسه : ياجعله هني وعافية يالغالي .. وطلعت من عنده للبنات شافت الحريم
كلهم طلعو .. وقعدت مع البنات بالصالة ..
سارة : بطرن الحريم عقب هالنعمة يبون شاهي ..
نورة : وينهن ؟ ماراحن ..
هيا : الا راحن اللي يبون الشاهي امي وامتس ..
نورة : من وين لنا ..
موضي طلعت الـ 50 من صدرها ولوحت فيها قبالهم : وش تبون قولو الحين ؟
نورة عقدت حواجبها : صاحية انتي ؟ هذي خليها لا اعتزنا شي .. يبون شاهي يدبرن عمارهن ..
سارة : وهي الصادزة ..
موضي : بس مابي احد خاطره بشي وما اجيبه ..
نورة : بعد عمري انتي .. مردنا بنحتاجتس ..
سارة تغير الموضوع : ياحليلكن يابنات يازين طباخكن ..
هيا : والله لو رحت بلحالي ماقضى شي .. بس تعاونا انا وموضي ويسرها رب
العالمين ..
سارة : اجل تحرن الخطاب من باتسر ..
نورة وهي تغمز بعيونها لهيا : لا هيا محجوزة للغالي ..
سارة : اجل موضي جايتس نصيبتس ..
موضي تكش على وجهها : من وين يجي لي معرس وخواتي قبلي ما اعرسن ..؟
هذا هي نورة دخلت الـ 29 .. وشيخة بتصك الـ 26 وماعمر احد جاهن ..
هيا : ماتدرين عن النصيب .. انا انخطبت وانا اصغر منتس ..
سارة : لا تفرحين بعمرتس ترى مابعد خطبوتس ..
نورة : ايه بس مسمينها له .. مثلها مثل محمد وحصة ومشعل ومنيرة ..
سارة : انتي من صدزتس عاد محمد توه بثاني ثانوي وحصه عمرها 13 ..
موضي : هههههههههههه لا وهالنتفة منيرة 10 سنين ومخطوبة ..
سارة : توهم صغار لاكبرو اخواني وراحو للمدينة يكملون دراستهم يمكن يتغير
كل شي ..
هيا تناظرهم بحيرة : تهقون راكان شاف بنات الرياض وعافني ؟
نورة : لا ياقلبي ماهوب راكان ولد عبدالرحمن اللي يتغير .. لو راح وين مايروح
مرده لتس لا تخافين .. وبديرتنا كلن عارف البنت لولد عمها .. واخوي اصيل
ومايبيع بنت عمه ..
شيخة لمعت بعينها دمعة وهي تسمع كلامها اللي حسته مثل الخناجر تطعن بقلبها ..
رغم انها متأكدة انه محد متعمد يقول هالكلام يبي يجرحها .. بس كل كلمة انقالت
جرحتها في الصميم ..
ام راكان : قومن يابنات غسلن مواعين ام مقرن ..
سارة : وين نغسلهن فيه ياخالتي والما على خبرتس يالله يكفينا ..
ام راكان : روحن لم البير غسلوهن .. وانتبهن منيرة لاتروح معكن ..
انصاعو لها .. وقامو بكل حماس .. لبست كل وحدة فيهم جلالها وبرقعها وراحو للبير
القريب يغسلون مواعين ام مقرن ..
/
\
/
\
قاعدة في صالة قصرها الفخم بملل : توبا العشا جاهز ؟
توبا : يس مدام ..
قامت رايحة لمكتب زوجها الكبير : فيصل العشا جاهز ..
عيونه كانت معلقة على الاوراق والملفات اللي قدامه : ثواني بس ..
طلعت من عنده راجعة للمطبخ : خلاص حطي العشا ..
رجعت للصالة ومسكت التليفون ودقت رقم جناح اطفالها : حسنا نزلي روان ورنا ...
بالعادة يتعشون البنات بدري .. وتقعد هي وزوجها لحالهم لانهم يتأخرون باشغالهم
ومايرجعون البيت بدري .. ماعدا يوم الاربعاء والخميس يتعشون معاهم ..
حطت السماعة وباغتها ببوسة على خدها : ليش الحلو معصب ..
التفتت له مبتسمة : ابد مشغول بالي شوي ..
فيصل : وش مشغله ياقلبي ؟
وقفت جنبه وقالت بملل : عندي مشروع جديد .. بس موترني حيل ..
فيصل وهو لاف يده حول خصرها متوجهين لطاولة الطعام اللي بزاوية الصالة : وش
مشروعه ؟
قطع عليهم كلامهم نزلة البنات يركضون ..
فيصل بعصبية : وييييين ؟ مليون مرة قلت لكم امشو على مهلكم وش له هالطيرة ؟
ضحكو ثنتينهم ومشو بهدوء لطاولة الطعام .. وقعدو كل شخص بمكانه ..
فيصل يناظر زوجته : ماقلتي لي وش مشروعه ؟
ميساء : مادري ابي ادرسه بالاول من كل النواحي ... واذا استقريت على الصورة
النهائية بعلمك ..
طول العشا كان النقاش عن المال والاعمال واللي تحتل الجزء الاكبر من حياتهم ...
بعد العشى قعدو بالصالة .. فيصل وميساء وبناتهم ..
روان : مامي اليوم عطوني دروس في اللغة الفرنسية ..
ابتسمت لها بحب : زين ياقلبي .. ابيك تشدين حيلك وتنجحين بامتياز ...
روان بدلع وهي تمط الكلام : اذا رحت صف ثاني تحبيني ؟
ابتسمت ميساء رغم انها ادركت حجم تقصيرها مع بناتها من هالسؤال : انا احبك
ياقلبي .. وكل مانجحتي راح احبك اكثر ..
رنا : وانا ماما تحبيني ؟
قبصت خدها وباستها : اكيد احبك ..
رنا جلست بحضن امها وبدت تتدلع عليها : طيب متى اروح المدرسة ؟
ميساء : بعد سنتين ان شاء الله ..
لزقت فيها روان وصارو ثنتينهم يتدلعون عليها وكل شوي وحدة تسئلها وش كثر
تحبها ..
فيصل يناظرهم مبتسم وهو يقلب بصفحات الجريدة ..رفع عيونه وشاف ميساء
منشغلة مع البنات .. قطع عليهم ضحكهم بسؤاله : وانا متى تحبيني ؟
التفتت له وضحكت من قلب وقالت بدلع : من عرفتك وانا احبك ..
فيصل : لا لا هالكلام يبي له جلسة خاصة
ميساء : يعني ماينفع نقول اللي بداخلنا الا بموعد مسبق وجلسة خاصة ؟
فيصل ابتسم على كلامها وفهم انها تعاتبه : وين حسنا ؟
استغربت سؤاله .. : وش تبي فيها ؟
فيصل همس في اذنها : ابيها تاخذ البنات لجناحهم .. ابي اجلس معاك لحالنا ..
ميساء : وليش احنا مانروح جناحنا ؟
ضرب على راسه وهو يضحك على غبائه : ايه صح جبتيها ..
طلع هو قبلها .. وكلمت حسنا تاخذ البنات تغير لهم وتنومهم .. وراحت لجناحها
شافته متمدد على السرير وبيده اوراق .. : هذا اللي يبي يقعد معاي ..
حط الاوراق بالدرج : قلت اشغل نفسي على ماتجين ..
قربت منه وجلست على طرف السرير : مو احنا اتفقنا الشغل ماندخله غرفة النوم ؟
فيصل باسها على خدها : زين ياعمري حقك علي .. هالليلة كلها لك " ناظر ساعته
وشافها تشير لـ 11:13 م " وتونا بأول الليل ..
ابتسمت ابتسامة خفيفة .. ومسك شعرها يحركه بيده : لاعاد .. لاتقولين بتزعلين الحين ..
ميساء : لا مانيب زعلانة .. بس بقوم اتسبح ..
فيصل : اقعدي معاي شوي ..
ناظرته وابتسمت : من عيوني ..
ابتسم لها بحب وناظرها بتأمل : رجعي شعرك اسود .. كان احلى ..
ميساء تناظر بخصلات شعرها الاشقر : حرام عليك توني ماصبغته الا من 3 اسابيع
وانت بنفسك قايل لي حلو ..
ضحك عليها يوم زعلت : طيب لا تصيحين .. بعدين انا قلت لك حلو وماجاملتك ..
بس الاسود احلى .. يبرز جمال عيونك ..
تبسمت بخجل : عشانك راح اغيره .. وش تبي بعد ؟
فيصل قام يتذكر وابتسم وهو يقول لها : ابي تلبسين لي القميص الأحمر ..
ناظرته مستغربه : اي واحد ؟
فيصل : القصير ...
ابتسمت : نص اللي عندي قصار ..
فيصل : مادري شلون اوصفه .. بس اللي اذكره اني يوم شفته عليك .. ماخلا فيني
عقل ابد ...
توردت خدودها ... ومسكت يده : تعال معاي يمكن لاشفته بتذكره ..
قام معاها لغرفة ملابسها الكبيرة .. : وش هذا كله ؟ هذا لو بتوزعينه على اهل الرياض
كلن بيجيه حقه ..
ميساء : هههههههههههههه تعرفني احب اسافر واتقضى ..... وكل ماشفت شي عجبني
خذيته ..
ناظر بقمصان نومها الكثيرة : يعني بالله شلون بشوفه من بين هذي كلها ..
قعدو يفتشون وهي تضحك معاه .. وكل شوي يقول لها البسي هذا لا هذا طبعا نصهم
شاريتهم وتحطهم بغرفة الملابس وتنساهم .. ولان حياتهم روتينية فما تلبس له اصلا
الا في فترات متباعدة .. حاولت تتذكر شوي : زين متى لبسته ؟
فيصل : بيوم العيد ..
ميساء : اي عيد فيهم ؟ .. " فجأة تذكرته " اييييه عرفته عيد السنة اللي فاتت صح؟
فيصل : ايه ..
ميساء : حرام عليك تبيني البس شي عندي من سنة ؟
باس خدها : ايه عشان خاطري .. ماشفته عليك الا مرة وحدة ..
ابتسمت له : عشان خاطرك بس .. بس خلني اروح اتسبح بالاول ..
راح للغرفة وطلع اوراقه .. وهي راح تتسبح .. بعد ماتسبحت لبست قميصها والروب
وقعدت عند التسريحة تشوف شكلها .. وتجفف شعرها ..
رفع راسه ورجع الاوراق بالدرج وناداها تجي عنده ابتسم وهو يناظرها : كل ماتكبرين
تصيرين احلى ..
قربت منه وتمددت جنبه : عيونك الحلوة حبيبي ..
فيصل وهو يناظر عيونها : خذتنا الدنيا ياميساء .. لا قمت اشوفك ولا اشوف بناتي ..
ميساء : الزمن مايرحم .. واللي مايركض ورى رزقه بيضيع ..
فيصل : الله يقدرني واربي بناتي صح ..
ميساء : تصدق .. اوقات احس نفسي اقابلهم واشوف وش اللي يبونه مني .. ودي اقضي
معاهم يوم كامل انا ارعاهم بنفسي وانتبه لهم مثل اي ام بالدنيا .. بس من اروح الجمعيات
واشوف الفقر .. ارجع لشغلي وتجارتي .. ومابي بناتي يعيشون الا نفس الحياة اللي عشتها ..
ابي يحصلون كل اللي يتمنون ..
فيصل : العمر يخلص والشغل مايخلص .. لا تشيلين همه ابد ..
ميساء : بتعلمني وانت اللي دافن عمرك بالشغل والصفقات ؟
فيصل وهو ماسك يدها : خلينا ناخذ اجازة لانفسنا ولبناتنا ..
ميساء : عطني مهلة هالاربع اشهر .. وبعدها ناخذ لنا اجازة شهر كامل ..
فيصل : وعد ؟
ابتسمت له بحب : وعد ..
فيصل : اكيد .. !
ميساء : وانا عمري وعدتك بشي وماوفيت بوعدي ..
فيصل : لا والله الحق ينقال .. دايم على وعدك ..
ميساء : اجل خلاص اصبر علي .. ومالك الا اللي يرضيك ..
قرب منها والهبتها انفاسه .. وهمس لها بشوق : احبك ..
اتسعت ابتسامتها ورمشت بتوتر : وانا اموت فيك ..
لمها في حضنه وغرقها بحبه وحنانه اللي يحتاجونهم بمواجهة اوقات يغلب عليهم فيها
الجفاف العاطفي ..
/
\
/
\
قاعد بالشقة المتواضعة اللي تجمعه مع 5 من اصدقائه بأحد احياء الرياض ..
يتابع مباراة فريقه المفضل : مشاري قوم سو عشاك تبينا نبات اليوم ماتعشينا
مشاري : قلت لك مانيب قايم الا بين الشوطين .. وش مستعجل عليه انت ؟ تو الليل بأوله
راكان : ابي ارقد بدري وراي محاضرة الصبح ومثلك عارف الزحمة ووقفة الشارع لين القى لي
احد يوصلني..
عبدالله : خذ موتري وريح عمرك
راكان : وانت شلون تروح للجامعة ؟
عبدالله : محاضراتي بعد الظهر
راكان : لا ياشيخ انا بكرة محاضراتي للعصر ..
منصور : خلاص عبدالله يروح معاي وانت بعد بدل هالوقفة كل يوم خذ لك موتر على قدك ..
راكان : موتر ؟ وانا لاقي اللي اشتري فيهن كتب ومراجع ..
منصور : ماقلت خذه كاش .. كلنا ماخذينه تقسيط ..
راكان : ايه بس مكافائاتكم لكم ويجيكم فوقهن مصروف بعد انا هالـ 850 اللي اخذهن اصرفهن
على امي وابوي وخواتي
وعيال عمي وخالتي خلها على الله بس .. الله وحده العالم بحالهم ..
حتى الوظيفة اللي مشيت حالي فيها طردوني بعد ماكثر تأخيري ..
راشد : بكرة تتخرج وتتوظف ويجيك راتب وتتحسن الأحوال ..
راكان مايدري ليش ضاق خلقه من هالطاري .. قام وطلع مايدري وين يروح ..
مشى مايدري وين يروح وهو غارق بتفكيره ...
شلون تتحسن الأحوال وخواته واقف حظهم .. محد جاهم بيوم وطق بابهم ..
نورة عنست ومحد خطبها .. قرب عمرها يصك الـ 30 وماتزوجت .. رغم انها جميلة ..
وكل الديرة يتكلمون عن جمالها .. بس وين هالجمال اللي اندفن بالفقر ..
ولا شيخة اللي مسمينها لولد
خالها من صغرها وبالآخر نقلو لجدة ونساها .. وتزوج غيرها ..
ولا خالته اللي مالها بعد الله الا هو من توفى عمه ماذاقو طعم الفرح ابد .. وابوه اللي طرحه المرض من سنين وخلاه عاجز ..
وبنات عمه .. سارة و هيا ايه هيا اللي من فتح عيونه على هالدنيا وهو مايبي له زوجة غيرها ..
شلون يقدر يعيش ويعيشهم معاه .. حتى لو توظف راتبه شلون يكفي 13 شخص وهو معاهم ..
وهو صار له فترة حفت رجلينه يدور اي وظيفة يقدر يأمن مبلغ يغني اهله عن السؤال ..
آآآه ياقسوة هالزمن .. ناس ماتدري وين تودي فلوسها يصرفونها على اللي يحتاجونه واللي مايحتاجونه ..
وناس يبون اللقمة بس عزت عليهم يعيشون بجوع وفقر ..
حتى خوياه صار يحس نفسه عاله عليهم لأنه يعيش معاهم بدون مايدفع ريال واحد على المصاريف
بس لأن مشاري من ديرته متكفل بكل مصاريفه .. ومراعي ظروفه
ناظر المكان حوله بتعب .. مايدري شلون قطع هالمشوار كله بدون مايحس ..
دعا ربي يرزق خواته وسارة بنت عمه ويبعد عن كاهله هالهموم اللي اثقلته ..
وصل للشقة وهو مرهق دخل الغرفة بدون مايتكلم ..
لحقه مشاري على طول : قوم العشا ليش قاعد بلحالك .. ؟
راكان : مابي شي خلني ارقد ..
مشاري قرب منه : افا يا ابو دحيم يفداك موتري بس لا يضيق خلقك ..
ابتسم له راكان : ياليت الموتر اكبر همي .. تكفى مشاري خلني ابي انوم ..
مشاري : واذا قلت لك عشاني ؟
راكان : مشاري واللي يعافيك ..
مشاري : وربي ما اخليك .. محد خالي من الهم وانا اخوك .. قوم بس
قام راكان واستسلم لرغبة صديقه تعشى معاهم وهو مقرر اول ماتنزل المكافأة يشتري كل
الأشياء الضرورية ويروح للديرة ..
تمدد على فراشه وكل تفكيره راح للي ملكت قلبه .. شتسوي الحين ؟ اكيد نامت .. ولا سهرانة تفكر
فيه وتحاتيه وتنتظر يوم رجعته للديرة ..
ياترى كبرت تغير شكلها .. حس نفسه مجنون بهالأفكار هو آخر مرة راح الديرة من 3 اشهر ..
شلون بتتغير .. الظاهر من كثر مايهوجس فيها ماصار يركز او يدري وش يفكر فيه ..
نام وهو متأمل يحمل له الصباح بشرى تفرح قلبه ..
/
\
/
\
فتحت اللاب توب بملل تبي تضيع وقت بدل قعدة البيت اللي تضيق الخلق ..
على طول سجلت دخول اون لاين على المسن وبدت المحادثات تتالى عليها ..
تأففت بقرف : هذول وش يبون صدق ماينعطون وجه ..
صرفتهم كلهم وغيرت الحالة لأواي .. تصفحت منتداها وبدت تشوف جديد المواضيع وترد عليهم ..
هي مقتنعة انها بداخلها اساس سليم لكن الكبت اللي تعيشه واحساسها بالنقص خلاها تتعرف على شباب
كثير .. ماكانت تكلمهم بالجوال لأنها تخاف من ابوها بس ضايفتهم عندها بالمسن ..
اوقات يأنبها ضميرها ويصحى احساسها وتعطيهم كلهم بلوك ..
بس مجرد ماتحس بالاضطهاد والظلم ترجع لهم وبشغف اكثر من اول ..
دايم كانت تعتبر نفسها مثل سندريلا نفس التفاصيل والقصة .. بنت مملوحة بس انحرمت من
امها من بعد انفصالها عن ابوها وتعيش مع مرة ابوها اللي معيشتها باضطهاد ..
وكل آحلامها تنتظر الأمير اللي راح تنسى فردة [ حذائها ] " تكرمون " على عتبات قصره ويحبها ويتزوجها ..
والعمر يمشي وهي للحين مالقت هالأمير .. وكل ما احد تقدم لها رفضه ابوها بدون ماتعرف السبب ..
ابوها اللي من كثر شكه مانعها من الروحة والجية .. من البيت للمدرسة وبعدها للجامعة ..
والحين تخرجت وصارت حبيسة جناحها الفاخر .. في قصر الكل يتكلم عن فخامته ..
كان كل من يزورهم ينبهر من جماله وروعته .. وبداخلها الف علامة تعجب ..
شلون يشوفون جمال بهالمكان وهي تحسه خاوي مثل قلوب ساكنينه ..
هي تعيش بهالمكان اتعس ايام عمرها .. فاقدة الحب والحنان .. فاقدة مجرد الاحساس لوجود
مشاعر في قلوب هاللي تعيش معهم .. حتى خواتها يكرهونها
زرعت امهم بقلوبهم هالكره من
صغرهم .. واخوانها اللي يقذفونها بأوسخ الألفاظ بس لأنه امهم تكرهها ..
تحس نفسها تعيش وحيدة بهالعالم لا أهل و لا أقارب و لا حتى صديقات ابوها عازلها عن اقاربها
مايبيها تعرف شي عن امها .. وصديقاتها علاقتهم فيها عادية لأن ابوها مانعها تروح لهم ومرة ابوها ماتخليها تستقبل احد عندها ..
وهي اصلا بطبعها خجولة وانطوائية ماتدخل في الناس الا بصعوبة ..
والجوال .. والتليفون برقابة وبمسائلة بعد .. الشي الوحيد اللي تاخذ راحتها فيه النت ..
ومو دايم بعد ... لانها اوقات تقعد بالأسابيع منقطعة عن العالم لأنها تتلقى اقسى عقاب ..
اوقات كثير تحس ان اللي تسويه غلط بس من اللي يوجهها .. ؟
من اللي يحذرها من عقاب رب العالمين لو تمادت في اللي تسويه ..
من اللي يفهمها ان هالمحادثات ممكن تجر لمكالمات وبعدها مقابلات ويمكن تصوير وابتزاز ..
............. : مس ديما بابا يبي انتا
رفعت راسها وناظرتها بغضب : إيدا كم مرة قلت لك طقي الباب قبل لا تدخلين ..
إيدا تهز راسها : سوري مس .. بس بابا يقول انتا مافي شيل جوال
ناظرت جوالها جنبها وحصلت 6 مكالمات من ابوها .. هذي شلون نست جوالها على السايلنت
الله يستر اكيد الحين بيقوم الدنيا على راسها .. بكل خوف سجلت خروج من المسن ..
وحذفت الكوكيز وقفلت اللاب توب وطلعت تركض لمكتب ابوها : سم يبه ..
كان معصب ومبين غضبه من حركة رجله اللي حفظتها .. يهزها بشكل جنوني ..
ظل يناظرها بنظرات كلها غضب وهي تدعي ربها يهدي من غضبه .. وبدت رجفة يديها ..
بصراخ صحاها من تفكيرها : ساعة عشان تشرفين حضرتك ..
فزعت من صوته وارتجفت يدينها : ااا نـ ـ ـ ـ
قرب منها ومسك يدها بقوة : وشو ؟ وش اللي شاغلك
ناظرته بترجي تبيه يفك يدها : كنت قاعدة على النت وماحسيت بالوقت ..
صر على اسنانه وهزها بقوة : وليش اتصل وسافهتني ماتردين ؟
تكلمت وهي مغمضة عيونها من شدة الألم : والله نسيته على السايلنت ..
كف قوي على وجهها افقدها توازنها .. : تكلمين مين الحين ؟
نزلت دموعها غصب : يبه والله ما اكلم احد ..
شدها من شعرها ,, وتطاير الشرر من عيونه : تكلمي لا اذبحك اليوم ..
شهقت وطلعت كلماتها موجوعة : وربي ماكلمت احد ..
سحبها لغرفتها وشاف اللاب توب على سريرها رماه على الأرض الرخامية
وتكسر .. : هاتي جوالك
مدت له الجوال بيدين مرتجفة .. خذاه منها وطلع ..
طاحت على سريرها تبكي .. مو مصدقة اللي قاعد يصير معاها ..
ابوها اللي عمرها ماحست بحبه او حنانه .. حارمها من امها ومعذبها ..
تعيش قمة الظلم والتفريق في المعاملة بينها وبين خواتها من ابوها ..
و تتعرض كل يوم لكل اصناف العذاب والهوان ..
كرهت ابوها على اللي سواه لها وكرهت امها اكثر لأنها ما خذتها من هالمكان
اللي تموت فيه باليوم الفين مرة ..
تبللت وسادتها من دموعها اللي ذرفتها .. تأملت لـ 24 سنة هي عدد سنين عمرها اللي ماعرفت فيه يوم
حلو من فارقت امها .. حتى ملامح امها نستها كانت صغيرة ماتجاوزت الـ 9 سنوات تعيش عند امها ..
كانت تعيش هناك بسعادة ببيت خالها في الخبر .. بذاك البيت المتواضع مع بنات خالها وكل يوم تشوف متعب ..
متعب اللي كانت تعتبره اعز اصدقائها الوحيد اللي لو زعلت او تضايقت يزعل الدنيا لاجل يرضيها ..
وينه الحين يشوف شلون دنيتها لعبت فيها .. تبي تشوفه .. تبي تناظر بعيونه العسلية اللي كانت تتمنى تاخذ منه لونها ..
تذكرت اللحظة اللي خذاها ابوها وأوهم امها انه يبي يمشيها على البحر ..
وقبل تروح ودعت متعب وهي مستانسة انه عندها ابو .. وياخذها للبحر .. وطول الطريق
تسئل ببراءة : يبه وصلنا الدمام ؟
أحمد ( ابوها ) : لا تونا ما بعد وصلنا ..
وطال الطريق وخذت لها غفوة ماتدري كم مدتها .. فتحت عينها وشافت بيت كبير ..
نزل ابوها ونزلت وراه : يبه وين البحر .. ؟
أحمد : اليوم مايمدينا بكرة نروح ان شاء الله ..
ديما : طيب ابي اروح لماما
صرخ فيها : قلت لك بكرة ..
استسلمت له بخوف ومشت معاه لوين ماوداها ..
ماكانت تدري انه هالبيت بالرياض .. وانه المشوار كان حول الـ 4 ساعات وانه هاليوم راح يكون
آخر يوم تشوف فيه امها واهلها ومتعب .. ومن هالبيت انتقلو بعد شهر لبيت اكبر ..
وعقب ما توسعت تجارة ابوها انتقلو لهالقصر من 3 سنين ...
/
\
/
\
انتهى الفصل الأول
يمكن ما اتضحت تفاصيل كثيرة ..
وظهرت شخصيات كثيرة .. وراح تظهر شخصيات بعد ..
ما ابيكم تركزون على حفظ الشخصيات لانها راح تظهر
مع الوقت وراح تبان اهميتها ..
انتظر تعليقاتكم وارائكم وتشجيعكم لي في بداية هذه الرواية ..
تقبلو ودي
•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•
|