كاتب الموضوع :
غموض الورد
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
الجزء العاشر
[ الفصل الثاني ]
/
\
/
\
{ .. احبكِ ..
قالها .. وتساقطت كل الحروف سواها ..
وتوسدت مسامعي آهـآت قلبِ متسارعة ..
وانا هنـآ اتدثر ببقـايـآ صمتي ..
رغم طوفان مشاعري , حروفي , وربما صرخاتي .. !
تترائى لي من بين شرفات العشق كلماتي ..
فألجمها .. واتوسل اليها قائلة : رفقاً بقلبي يا انتي ..
رفقاً بذاك المتحصن باضلعي ..
تمهلي .. بل اسكتي ..
ودعيه يرسم لوحة من عشقٍ طال انتظاره ..
دعيه يهديني امنيات .. واحلام .. " بحجم الألم " ..
ارجوكِ .. للمرة الأخيرة تمهلي ..
دعيه يرتـّلها عليّه ذات شعور ..
لأعاود استرجاعها ذات حنين .. !
سمعتها بتمعن هالكلمة اللي كانت تنتظرها .. وشعورين متناقضين تصارعت بداخلها ..
احساس قاتل بالجرح واحساس صارخ بالحب وماتدري اي احساس فيهم بيطغى على
الثاني ..
فرحت انها سمعت الكلمة اللي انتظرتها من زمان وبداخلها سامحته لكن ماتبي تضعف
له بسهولة .. ماتبيه يتهاون بجرحها ويستصغر آلامها .. كانت تشوف احساس الالم
بعيونه .. وشي ابد ماعمرها شافته يمكن يكون الحب اللي تجهله ..كان يتكلم بكل هدوء
وهي تسمعه .. وارتجفت شفاهها قبل تطلع كلماتها متعبة .. : طلال لا تقول هالكلمة
ترضيني فيها ..
كمل بنفس الهمس .. : حلفت لك بالله .. ماتصدقيني ؟
غمضت عيونها تبي تطرد صورة حنين من بالها .. ماتبي تفكر بأي شي الا هالانسان
اللي قدامها .. انتظر يسمع جوابها وهو يكبت كل احساس آخر ممكن يباغته هالوقت ..
شعور صعب انك تكون صادق ويكذبك احد .. والاصعب انه يكون اغلى الناس عندك
واكثر من يهمك امره .. هزها وكأنه يصحيها من غفوتها : نورة ..
فتحت عيونها وناظرته .. : مصدقتك والله بس ابي ارتاح شوي ..
جلسها بهدوء وجلس معاها : قولي وش اللي يرضيك وانا اسويه لك ..
هزت راسها بالنفي وهي تمسح دموعها : مابي شي والله " مسكت يده وحطتها على
صدرها " بس هذا اللي يبي يرتاح ..
التفتو اثنينهم للباب وهم يسمعون صوت الطق الخفيف عليه .. رجعت ناظرته : اكيد
يبون ننزل للعشا ..
ابتسم لها وهو يحس بنبضات قلبها المتسارعة : خليك معاي الحين .. بقول لك كل
اللي بخاطري ..
نزلت راسها تنتظر انه يبوح بمكنونات قلبه .. الحين اثنينهم صارو اهدا واي كلمة
راح يقولها بهاللحظة بتكون من قلبه وراح تنتظرها هالكلمة اللي سمعتها تبي تسمعها
وتتأكد من صدق مشاعره وانها نابعة من قلبه مو كلمة قالها لارضائها وبس ..
تكلم بكل حب : لا تفكرين باللي صار اليوم .. ولا يتكدر خاطرك .. شي وانتهى من زمان
ولا عاد له اي قيمة .. ومن خطبتك وانا معاهد ربي اقطع اي شي بالماضي " ماكان
يبي يقول انه بعد ماكان يفكر فيها لان تفكيره اوقات كان يخونه لها .. " والحين انا
معاك .. وراح اكون لك انتي لحالك مثل ما ابيك انتي لي ..
كانت يده ماتزال بين يدينها وعلى صدرها ومع كل كلمة يقولها يحس بتسارع نبضات
قلبها اكثر .. كل شي حولهم كان هادي الا من صوت انفاسهم .. غمضت عيونها وكل
عرق بداخلها يصرخ " قولها .. ابي اسمعها الحين .. تكفى قولها وريحني "
رفع راسها بيده وناظر بعيونها .. عوره قلبه على شكلها كل شي فيها يقتله مايبي يكون
هو سبب جرحها .. ابتسم لها بحب وهمس : والله احبك ..
هالكلمة بس كانت كفيلة انها تنسى كل شي صار .. هالكلمة معناها انه فعلا نسى كل
شي كان قبل .. هو يحبها وهذا الاهم ومستحيل تضيع هالحب من يدها ارتمت بحضنه
وهي تقاوم كل رغبة فيها للصياح ..ماتبي تتعب نفسها اكثر لو وقفت عند كل التفاصيل
المتعبة في حياتها ماعرفت طعم السعادة .. كانت تضحك بداخلها على لقافتها اللي خلتها
تسمع هالكلمة منه ..
كان لامها بحضنه وهو حاس بكل مشاعرها .. مايبي يضعف اكثر .. مايبي يكسر كل
الاقنعة اللي تغلفه .. يبي رغم هالاعتراف يحتفظ بقوته : للحين زعلانة علي .. ؟
بعدت عنه وهي مبتسمة : لا ..
طبع قبلة رقيقة على خدها وتكلم وهو مبتسم : تحبيني ؟
بادلته الابتسامة : ايه " مسكت يدينه وضغطت عليها بقوة " ومابي شي بالدنيا يبعدني
عنك .. والله اني عذرتك وعارفة ان هاللي صار ماهوب بيدك .. بس ابيك تريحني ..
علمني وش اللي للحين ماعرفته ؟
تكلم بكل صدق : كل شي قلته لك ..
سكتت لثواني تسمعه .. ماعمره كذب عليها وهذا هو اللي مريحها صحيح انه ماتكلم
معاها عن الماضي لانه يعتبره حقه ومايحق لاحد انه ينبش فيه لكن نسيانه لكل شي
متعلق فيه مريح لها .. تكلمو كثير وقضو الليل بطوله بجلسة مصارحة .. يمكن كانو
بحاجتها بعد ما اكتفو بالصمت وكتمان المشاعر فترة مو قصيرة ..
/
\
/
\
صحت من نومها كعادتها على صوت ابوها يصحيها .. وزجاجة الخمر بيده اول
شي طرى على بالها وينهم .. وعدوها بيجون والحين صار المغرب ومحد جا شي
متعب هالانتظار اللي ماعرفت آخره كل يوم تقول بيجيها الفرج .. وتغيب شمس
هاليوم والفرج ماجاها .. حست بألم فظيع يعتصر معدتها بوقتها .. ناظرته بتعجب
ماتدري وش يبي فيها الحين .. حطت يدها على بطنها وكأنها تسكن المها وسمعت
صوت قهقهة عالية من الصالة .. غطت نفسها عنه وهي تشوف ابتسامة ابوها ..
ماتدري ليش وقتها راودها احساس خوف كبير من هالابتسامة .. الاكيد انها تحمل
وراها شي هي تجهله ..
وقبل تطول بتفكيرها صعقتها كلماته : بكرة الاعلان عن حكم القاضي .. وبترجع
امك ذليلة للبيت غصب عليها .. " وبغضب " والله لاطين عيشتها .. والله لاخليها
تندم على كل اللي سوته فيني ..
زادت آلامها وهي تسمع تهديداته .. بعد ماظنت ان نور الفجر لاح ببشائر الحرية
جاها اليوم يصحيها على واقع بقائهم في هالسجن الى الابد ..نزلت دموعها بدون
اي توقف .. قاسي هو بكل حالاته .. ولاول مرة من اختطفها تصرخ بألم : حرام
عليك يكفي اللي سويته فينا .. حرام والله اللي سويته فيني .. والله اني اتمنى اموت
في اليوم الف مرة ولا اعيش عندك دقيقة ..
تكلم بهدوء غريب عليه : امك اللي حدتني على اللي اسويه .. ولا انتو عيالي ولا
ابي شي يجيكم ابد ..
مدت يدينها المرتجفة ولامست يده بكل خوف : يبه تكفى ارجع لنا مثل اول .. ابيك
مثل ماكنت اشوفك .. ابي بس مرة تلمني بحضنك خلني مرة بس احس انك ابوي
تكفى والله تعبت .. يبه تكفى بس هالمرة ..
زاد صراخها وهي تترجاه كانت نظراته لها غريبة تمسكت فيه اكثر وهي تترجاه
كان يسمع توسلاتها اللي حركت شي دفين بقلبه .. شي من زمان اندثر بداخله مع
هالمعاصي كلها .. توه للحين ماشرب شي ولا فقد عقله توهم بأول الليل ومابدت
سهرتهم ولا يدري وش اللي بدا في قلبه الحين رفض كل توسلاتها وهو يصارع
احساس الرحمة رفعت عينها له وتكلمت بصوت بالكاد ينسمع : يبه هالمرة بس !
بعد صراع طويل من كل احساس بقلبه .. مد يده بتردد وضمها له .. وبدون اي
اعتراض او حتي مقاومة دفنت نفسها بهالحضن اللي انحرمت منه من صغرها ..
ما امهلها وقت كثير قبل مايبعدها عنه ويقوم يطلع للصالة .. جلست هي مكانها
تناظره مذهولة .. وهي تصارع آلام جسدها المتعبة وآلام قلبها الاكثر تعب ..
ضحكت على املها الغبي وهل كانت تطمح لاكثر من هذا ؟ بالنسبة لها هالحضن
اللي مالمها اكثر من دقايق شي ما كانت ابد تتصوره قامت سكرت الباب وتوضت
وهي تصلي سمعت صوت طق عنيف على باب الشقة .. وزاد خوفها وهي تسمع
صوت صرخات بالخارج مافهمت منها شي .. سلمت بسرعة وفتحت الباب وقفت
من مكانها تناظرهم .. " الحمدلله يارب .. الحمدلله يارب .. " رددتها وهي تشوفهم
يقيدون ابوها واصحابه بالأغلال .. كل الدقايق كانت سريعة تغطت بسرعة وهي
تشوف واحد فيهم جاي لها .. : انتي دانا ؟
بفرحة ماقدرت تخفيها : ايه .. انا دانا ..
مشى طالع من الشقة وهو يناديها تمشي وراه وتركو وراهم كم واحد يفتشون الشقة
باللي فيها اول ماطلعت من باب العمارة اختفت كل الوجيه الا وجهه هو وماتدري
من اللي كان فيهم اسرع للثاني .. ركضت له بكل فرحة ..
دموعها ماوقفت وهي ترتمي باحضانه ماقدرت تصدق للحين ان هالكابوس بكل مافيه
راح يودعهم .. ناظرت عادل بتساؤل : وين بياخذونه ؟
ابتسم بأسى وهو يناظره : وين يعني .. اكيد بيعالجونه اول وبعدها بيسجنونه .. " لفها
له وهو يتأملها " .. دانا تكفين طمنيني عليك ..
مشت بخطوات متعثرة له ووقفت تناظره وهو بالخلف بسيارة الشرطة حطت يدها
على فمها وهي تشوف نظراته لها .. تجاهلت نداءات عادل وقتها .. واول مامسكها
يبعدها عن السيارة التفتت له برجاء : ابي اقول له كلمة وحدة ياعادل ..
حاول يسحبها وهي رايحة له : وين بتروحين انتي ؟ وش تبين فيه بعد كل اللي سواه
فيك ..؟
كانت ماسكة فيه وتناظر ابوها من بعيد .. : ابيه يوعدني يرجع لنا مثل اول .. عادل
تكفى ابي اقول له هالكلمة بس ..
تكلم بصرامة وهو يشوف تجمعات الناس حول العمارة : وهو داري عن هوا دارك ؟
امشي معاي خلي امي تتطمن عليك تراه مايدري عنا ولا عدنا عياله بالاصل ..
كانت تقاومه تبي تروح له تطلب منه هالطلب الاخير .. يمكن بعد هاليوم ماتشوفه
وهو كان يبي يقسي قلبها عليه .. يبيها تنساه وتنسى كل شي يربطها فيه الين يتعالج
ويرجع لعقله .. تجمعو الناس حولهم وتضايق عادل من نظرات الناس .. ماحس الا
بصوت يزيد ينقذه من هالموقف : ياخي خله تروح له لو ما قالت له هالكلمة الحين
بتقعد بحسرته عمره كله ..
استسلم له ومشى معاها له .. اول ماوقفو عند السيارة شافو ابوهم اللي منزل راسه
وما يناظر احد برا .. كان هو حاقد عليه اما هي ماتدري وش اللي تحسه له تكرهه
وبنفس الوقت هو ابوها .. واول مانزل قزاز الشباك .. ضغط على يدها : تكلمي ..
ماكان عندها كلام كثير تقوله له .. لكن كانت تبي منه وعد ممكن الايام تجمعهم في
يوم مثل اي عائلة في الدنيا .. : يبه اوعدني ترجع لنا .. يبه ؟" ارتجفت يدينها وهي
تشوفه .. ماتحرك ابد ولا حتى ناظرها .. " لا ترد علي الحين بس انا راح انتظرك ..
وقفت مكانها تعد كل ثانية انتظار .. " قول اي شي تكفى .. ريحني .. " وخاب املها
في انتظار كلمات ممكن تجدد فيها الأمل ..
ومشت بدون ماتلفت له .. تدري انه ماراح يرد عليها وانها ماراح تسمع الكلمة اللي
تريحها بس يحق لها تعيش هالامنية .. ركبت السيارة مع عادل وتركت خلفها كل
ماضي موجع .. ورجعت معاه لشقتهم الصغيرة ..
بعد ما استوعبت وضعها اخير التفتت له بفرح : عادل انا رجعت خلاص .. ماعاد
بشوفهم كل يوم .. بشوف امي وخواتي ونادر ؟ " وبفرحة " الحمد لله يارب ..
كان يضحك على شكلها وعلى فرحتها .. رغم انه يدري انها تداري غصة بداخلها
بكل كلماتها يبان انها مجروحة كان يكلمها طول الطريق ويسمع ردودها المختصرة
مابين فرح وحزن وهي الغارقة في بحر هالمشاعر .. والى هاليوم ما رست على
شعور معين .. كانت تضحك اوقات وترجع بعدها بشوي تصيح .. ناظرها بخوف
على حالتها .. : دانا .. وش فيك ؟
طنشت كلامه وهي تشوف العمارة اللي فيها شقتهم .. محد بالدنيا بيفهم كل اللي
بقلبها ولا اللي صار عليها .. هم اللي عاشو مع هالأب وهي اللي تحملت تبعات
هالعلاقة الفاشلة .. هم اللي استمرو بحياتهم وهي للآن تدفع الثمن ..
تفاجأت يوم شافته قبلهم عند باب العمارة .. اكيد سبقهم يبشر امها .. " يعني مافي
جوالات .. وش هالغباء اللي فيني ؟ " نزلت بسرعة تاركة كل شي وراها ماتبي
احد بهاللحظة الا امها .. ومن وصلت للدور الثاني شافتهم واقفين عند باب الشقة
بانتظارها .. شافت الدموع بعيونهم وركضت لامها تحضنها .. ماتذكر انها سمعت
اي شي لدقائق طويلة نعمت فيه بهالحضن اللي افتقدته .. كلامهم تعليقاتهم كل شي
حولها كان مغيب الا شعور الامان اللي يكتنفها .. حست بعادل وهو يدخلهم للشقة
ويسكر الباب التفتت لهم .. لنجود ورغد ونادر .. اشتاقت لهم كثير واتعبتها هالايام
اكثر من حدود احتمالها .. لاحظت نظرات امها لها ولمساتها .. وسؤالها المتكرر
عن حالها .. حست بصدااااع فظيع يفتك فيها الى الآن تشم روائحهم .. الى الحين
وهي تخاف ان هذا حلم مثل كل ليلة وراح تصحى على وجه ابوها .. : يمه والله
مافيني شي .. محد سوا لي شي اصلا ابوي ماكان يخليهم يقربون مني ..
كانت نظراتهم لها مستفهمة ماتدري وقتها هي تكذب عليهم ولا تكذب على نفسها
هو صحيح كان يمنعهم لكن كانو يتمادون وهو فاقد الادراك وقتها .. حبت راس
امها وقبل تقوم ناظرت الكل وحاولت تستجمع كل قوة بداخلها : لاحد يسألني عن
اللي صار ابد لان محد بيحس فيني .. هذا شي وانتهى وانا ابي اعيش .. يمكن يجي
يوم واعيش .. " رجعت مسكت يد امها وباستها " الله لا يحرمني منك يمه وربي
اشتقت لك ..
حطت راسها على صدر امها ورجعت تصيح : آمين يارب ..
تمتمت وهي ماتزال على صدرها : اقري علي يمه تكفين .. فيني ضيقة مايعلم
فيها الا الله ..
كانت تشوف اللهفة بعيون بناتها وهم يناظرون اختهم واشرت لهم يخلونها على
راحتها مردها بتقعد معاهم وبيعرفون كل شي عنها .. وبدت تقرا عليها بآيات
قرآنية .. وتحصنها بالأذكار ..
/
\
/
\
رجع لشقتهم بشعور غريب ماقدر يفرح برجوعها فرحة كاملة شكلها كان يكسر
الخاطر وتعلقها بأمل رجعته تعني لها متاعب اكثر .. كان باين عليها الضياع ولو
حاولت تخفيه .. هو بالذات ماتمر عليه هالحالات بكل سهولة .. متأكد انه يبي
لها علاج ولازم تروح لطبيب نفسي .. لأن الضغوط اللي مرت فيها ابد ماكانت
سهلة .. اشياء اصعب من انه اي رجل يتحملها .. فكيف بهالبنت الحساسة ..
دخل الشقة وحط سويتش السيارة على اول طاولة صادفته وجلس على الأرض
اسند ظهره على الجدار وغمض عيونه ..
ابتسم وهو يسمع عتاب صديقه له : طيب سلم بالاول وبعدها اسرح في الحبايب
بدون مايفتح عيونه تكلم : السلام عليكم .. " رجع عدل جلسته وكمل .. " متعب
بسولف لك اللي بخاطري .. بس من الحين رجاء مابي تعليقات اسمعني للآخر ..
هز راسه له بالموافقة وهو مبتسم .. واول ماشاف يزيد هالابتسامة تنرفز : هذا
اوله ؟ اجل مانيب قايل شي ..
حط يده على فمه وهو يحاول يمسك ضحكته : والله العظيم مو قايل شي بس ياخي
الابتسامة في وجه اخيك المسلم صدقة قول وش اللي بخاطرك بنت عمتك ورجعت
لامها وش اللي مضايقك ..
تكلم وهو مركز نظره على التلفزيون : فيه شي مو طبيعي ومابي اقول لاحد هالكلام
ويظن اني اتهمه بالجنون .. بس مادري ليش احسه تتكلم بعقل طفلة .. مو كل الوقت
بس فجأة تكون انفعالاته غريبة وتتكلم بدون تفكير مثل الاطفال اللي يدورون اي شي
يتعلقون فيه حتى لو وهم ..
قاطعه باستفهام : انت يعني مو فاهم وش فيها ؟
التفت له وكمل كلامه : ادري بكل وضعه وكل ظروفه .. بس احساسه هو اللي ابي
افهمه .. يعني ادرس واتعلم واطبق .. وحتى يوم توظفت بالمستشفى صادفت حالات
واجد واي حالة تمر علي اعرف له .. الا هي ما بيدي شي اسويه اخاف اتكلم وتاخذ
بخاطره .. ويمكن تزعل علي عمتي .. واخاف اسكت .. وتضيع علينا البنت وتسوء
حالته ..
حك دقنه وهو يفكر بكلامه : قدم مصلحتها على اي شي وتكلم واكيد هم بيتفهمون
الوضع كله .. شي طبيعي ان حياتها تتغير وان الظروف اللي مرت فيها تأثر عليها
هذا واحنا رجال نتأثر كيف البنات ولا الاطفال ولا تفكر بزعلها او انها ممكن تحقد
عليك .. البنت لازم تتعالج وتعيش مثل الناس ..
بعد تفكير تكلم .. : ياخي عندنا الواحد لو قالو له روح طبيب نفسي .. يقول شايفني
مجنون هذا شلون تفهمه .. ولو هو غريب ما يهمك بس قريبك بتصير سوالف ..
متعب باستفسار : بصراحة بعد ماصارت قريبة منك خايف ترتبط فيها وهذي حالتها؟
قاطعه يزيد بكل هدوء : لا مانيب خايف من هالناحية بالعكس لا خذيته بقدر انا احل
كل اموره .. البلا لو وافقت علي وهي ماتعرف تتخذ قراراته صح .. اخاف يجي له
يوم وتندم .. ويمكن ماينجح زواجنا ..
حاول انه يمسك نفسه هالمرة لا يضحك : ماراح اقول شي لاني حلفت لك ما اعلق
عليك .. بس هونها وتهون .. خلني انا اعلمك بسالفة عجيبة ..
حط يدينه ورا راسه ينتظره يتكلم .. وكمل متعب كلامه .. : البنت اللي انحاشت من
المستشفى .. توني ادري اليوم انها رجعت من اسبوع لامها رغم اني كل يوم اكلم
اهلي بس محد جاب لي طاري الا وحدة من خواتي اليوم .. الحمدلله اللي لقت لها
عيال حلال ووصلوها لامها .. تصدق خاطري اعرف شلون حياتها الحين ..
ضحك بأعلى صوته : والله وصرنا نفكر فيه .. لا يكون الاخ مغرم وولهان ..
طقه على صدره وهو قايم : ياخي تفكيرك سقيم .. انسانة كنت تعرفها من يوم وانت
صغير وقالو لك ماتت فجأة هالبنت رجعت للحياة مايصير عندك فضول تعرف وش
يصير عليها ..
هز راسه بتأييد : ايه .. لا صارت تهمني ..
تركه ومشى طالع من الشقة ويزيد يلحق وراه : تعال وين رايح ..
مسك الباب يبي يسكره وهو يصطنع العصبية : انت اناني تحلفني ما اعلق وتتكلم
براحتك ويوم جيت انا اتكلم قعدت تعلق علي وانا توني ماقلت اللي بخاطري ..
سحبه من يده يدخله : زيييييين ادخل والله مانيب قايل شي .. اعوذ بالله ماينمزح معك
ابد ..
رجع وهو يخفي ابتسامته عنه .. ماكان يبي شي اكثر من انه يعبر عن فرحته لانه
مايقدر يقول حتى للمستشفى وين مكانها لان امها ماتبي احد يعرف وينها مؤقتا ..
/
\
/
\
اما هي من رجعت لامها وهي تحس للدنيا طعم ثاني شعور غير عن اللي كانت
تعيشه قبل .. كل احساس كانت تجهله قبل عاشته بهالايام .. علاقتها مع زوج
امها حذرة جدا .. هو متقبل وجودها مادام هالشي يسعد امها .. وهي تحاول انها
تحترمه ولو انها ماحبته للحين .. يمكن لانها تحس انه يسرق امها منها اوقات ..
احساس انها تتعلم الحب وكأنها مولودة جديدة تهدى لها المشاعر من جديد .. كل
شي كانت تختبره بحذر .. تخاف من صدمة ممكن تقلب حياتها رأسا على عقب
حتى امها اللي كانت تستغل غياب زوجها وانشغاله ببيته الثاني لتقضي معاها كل
دقيقة وكل ثانية .. تسألها عن كل تفاصيلها حتى لو سمعتها خلال هالاسبوع اكثر
من مرة .. حتى في نومها كانت كل شوي تقوم وكأنها تبي تتأكد ان بنتها رجعت
لها وتضمها..
كانت جالسة وبحضنها اختها الصغيرة تلاعبها تاركة امها مع زوجها بغرفتهم ..
رغم انها اوقات كانت تحسدهم على حياتهم معاها الا انها كانت تخاف يجي يوم
وتفقدها .. وتفقد كل شي حلو اكتشتفته مجرد ما جات لها .. ركض لها اخوها
الصغير ريان اللي للحين مابعد تعود عليها مسكته من خده وباسته : الحلو ليش
مانام للحين ؟؟؟
وابتسمت وهي تشوف امها داخلة عليها .. : من جيتي ومحد يبي ينام تراه متعود
ينام من صلاة العشا بس اليوم مسهرني مدري وش فيه ..
اشرت على اختها وهي مبتسمة : نفس شكلي بالصور يوم انا صغيرة ..
جلست جنبها وهي تاخذ ديم منها : حتى اسمها كنت ابيه مثل اسمك " قعدت لدقايق
تطالعها .. وفجأة تذكرت " ايه صح يوم الخميس بنروح الخبر لبيت خالك هو يدري
اني عرفت انك للحين عايشة بس مايدري انك رجعتي لي .. ابيه بس يشوفك واذا
وصل الكلام لابوك وقتها بعرف انه حتى اخواني كذبو علي .. وهذا احساسي والله
اني عارفة انهم يدرون من الاول بكل شي وان شاء الله ربي يكشفهم لي وحقي اللي
سكت عنه هالسنين كلها بيرجع لي ..
مسكت يد امها تترجاها : يمه لا تكفين .. فكينا من المشاكل وتعبها خلينا نرتاح
والله اني تعبت عمري كله .. ما ارتحت الا يوم ربي جمعني فيك ..
شالت ديم وحطتها بسريرها ورجعت جلست جنب ديما .. : الطيب في هالزمن
مايعيش .. ومردهم بيعرفون اليوم او باكر وكل اللي ظلموني وقذفوني فوضت
امري لله وان شاء الله بيظهر حقي عاجلا غير آجل " وبابتسامة " والاسبوع الجاي
عازمتك خالتك ام متعب .. واكيد بتشوفين افنان وجوري ومدى اختهم الصغيرة
ماتذكرينها توها بالمتوسط ..
كانت تحس بخوف من هالاختلاط المفاجيء بالناس .. ابتسمت بتردد : ان شاء
الله .. " وبارتباك " يمه ..
ام خالد بحنان بالغ : ياعيونها ..
فركت يدينها بتوتر وتكلمت : اخاف اشوف ناس كثير .. ما اعرف اسولف يوم
انا صغيرة كانو يحبسوني ومايخلوني اروح معاهم .. ويوم كبرت بس اشوف
اللي يجون عندنا في البيت بس ماكنت اعرف اسولف مع احد ولا اعرف ادخل
عليهم اخاف واحس نفسي كني رايحة لاختبار ..
مسحت على شعرها وهي تستمع لشكواها .. اول شي لفت انتباهها فيها من اول
يوم صادفتها ترددها في الكلام .. يعني جملة بسيطة ممكن تاخذ منها وقت طويل
على ماتقولها .. حتى مشاعرها تلاقي صعوبة كبيرة انها تعبر عنها مثل الكبار
تحس ان مفرداتها بسيطة .. وكأنها ماتعرف بهالحياة الا اللي هي علمته لها في
صغرها .. لاحظت عليها هالخوف من لقائها في زوجها وكأن هالرجل في يده
موتها رغم انها تدري وش كثر هالزوج طيب وماعنده اي اعتراض على وجود
بنتها في حياتها .. تركتها تتكلم الين غطت في نومها .. مددتها على السرير و
انسدحت جنبها تحضنها شافت ريان اللي حاط اصبعه في فمه ويناظرها واشرت
له يجيها .. حطته بينها وبين ديما وغطتهم .. وقعدت تتأملهم وهم نايمين كانت
تحس بخوف انها تفقدها بعد مارجعت لها تخاف يبطش هالمرة مثل المرة الاولى
ويحرمها منها .. اخلصت الدعاء لخالقها انه يحفظ لها عيالها ويبعد عنهم كل
ظالم وحاقد .. وغمضت عيونها ونامت ..
/
\
/
\
جالسة هي وميساء في بيت ابوهم من ساعة يتناقشون .. من بعد زواج احمد
اخوهم اللي صار قبل يومين وهم يحسون بفراغ بعد انشغالهم هالأيام اللي فاتت
بكل الترتيبات اللازمة كانت تلاعب رنا اللي انشغلت عنها روان بمتابعة الاناشيد
على وحدة من قنوات الاطفال .. وطول هالوقت كانت ميساء تحاول تقنعها وهي
الى هالحين مترددة .. : اول شي انتي فهميني شلون يحكمون على وحدة من شكلها
يعني من مرة وحدة خلاص هذي هي اللي نبيها ؟
ميساء وهي تأشر لرنا تروح تلعب بعيد عنها : يعني يبي لها اختراع ذرة ؟ هم
من معارف امي الله يرحمها ويمكن شايفينك اكثر من مرة .. بس هالمرة انتي
عاجبتهم .. يا لمو لا تصيرين متسرعة وفكري بالموضوع بالأول ابوي يقول
انه انسان ملتزم وهذا كان حلمك من زمان .. وفوق هذا امه كانت تعرف امي
وانتي تعرفينها الله يرحمها ما كانت تخالط اي احد الا احسن الناس .. وابوي بعد
مستحيل يغشك ابد ولو ما كان واثق في هالانسان ما جا وتكلم معاك بالموضوع
وترى انتي مو صغيرة يالمياء صديقاتك اللي كبرك كلهم تزوجو ..
بعد تردد : اوكي بفكر بس ماراح اتزوج الين يجي نقلي للرياض بالاول يعني
مو معقولة ما اشوفه الا 3 ايام بالاسبوع ..
عادت كلامها وكأنها تبي تتأكد : اوكي وشو ؟ يعني موافقة ..
قاطعتها على طول : لا وش موافقة الله يهداك .. بس ابي افكر بالاول خلوني
هالاسبوع اللي بقعد فيه في البيت اخذ وقت لنفسي وافكر ..
حطت يدها على خدها : يعني اكيد بتفكرين مو مثل كل مرة تصرفيني ؟
ابتسمت لها وهي تتكلم : والله راح افكر .. وعد مني وش تبين بعد ؟
شبكت يدينها في بعضها وهزت كتوفها : مابي الا سلامتك ..
مسكتها من يدها وكأنها تبي تقومها : يالله اجل خلينا نروح الحين لبيت خالتي
ام طلال نقعد معاهم من زمان ماجلسنا لحالنا اشغلنا هالعرس ..
ناظرت ساعتها وابتسمت : زين بس خلينا نروح نمر البيت اول ناخذ سارة يمكن
يرجع فيصل بعد ساعة .. وهذي الواحد مايأتمنها عيونها فارغة ..
طقتها على يدها : استغفر الله .. مليون مرة قلت لك دعي الخلق للخالق ..
قامت تعدل مكياجها وتشوف شكلها قبل لا يروحون لهم .. وراحت لمياء لغرفتها
تبدل ملابسها وتتجهز .. واول مانزلت شافت ميساء لابسة عباتها وقاعدة تنتظرها
تلفتت تدور بنات اختها ماشافتهم : وين بناتك ؟
وقفت وهي تتغطى : في السيارة .. بحطهم في البيت اذا مرينا سارة ..
لمياء بنرفزة : خليهم يطلعون ويشوفون الناس حرام عليك دايم حابستهم في البيت
لو رايحين عند احد غريب اقول اوكي بس خالتي ام طلال نمون عليها .. " وقبل
تتكلم ميساء اشرت لها بيدها تسكتها " اصلا بسم الله عليهم هادين ومافيهم شقاوة
تقولين يزهقون العالم منهم .. ماعلي فيك انا باخذهم ..
ضحكت ميساء وهي طالعة مع الباب : طيب ماقلت شي .. كليتيني بقشوري ..
ركبو السيارة ورجعو لبيت ميساء يمرون سارة .. وبهاللحظة تذكرت لمياء : يوه
نسيت اقول لهم ان سارة بتجي معانا .. صبر خليني اتصل فيهم ..
وعلى طول اتصلت على الثابت ومن ردت عليها رسيل : السلام عليكم
رسيل : وعليكم السلام .. وينكم تاخرتو ؟
لمياء بضحكة : عن النصب ماصار لي عشر دقايق من قلت لك بنجي .. اسمعي
بتجي معانا سارة بنت عم نورة ..
بعدت الجوال عن اذونها وهي تسمع صوت صراخ رسيل عليها : لا تكفييييييين
الا هذي .. والله انها تغث وتجيب المرض ..
كتمت ضحكتها وهي تكلمها بصرامة : ريسو خافي ربك هذي غيبة ..
سمعتها تتحلطم وماعرفت وش تقول بالضبط .. ودعتها وسكرت .. مرو على
سارة وطول الطريق وهو تشوف حركات سارة وتضحك وبنفس الوقت كانت
تفكر بهالانسان اللي متقدم لها رغم ان الكلام صار بينهم وبين ميساء وماصار
شي رسمي للحين لكن الموضوع فاجأها .. ومحتاجة وقت تستوعبه بالاول قبل
تفكر فيه .. تأملت اسلوب ميساء الذكي كانت تعامل سارة بذكاء وحرص حتى
فهمت من طريقة كلامها معاها كل تفكيرها ..
وصلو لبيت ام طلال ونزلو كلهم ومن اول مادخلو كانت عيون نورة تدور بنت
عمها ومن شافتها فرحت فيها .. وجلسو الكل بالصالة ومثل اي جلسة بعد زواج
كانت كل المواضيع عن هالزواج ابتسمت سارة وهي تسولف : يازين عروسكم
والله شي عجيب ماهوب مثل عندنا بالديرة حطو لنا خيمتين ولبسنا من هالخلاقين
وقلنا عرس " تجاهلت نظراتهم لها وكملت بنفس الاسلوب " بس عاد الله يهداها
نورة ماخلتني ارقص ..
حطت سما يدها على فمها ماتبي تضحك وتنتبه لها نورة .. : بالعكس والله وناسة
الواحد يغير شوي ..
انتبهت نورة لنظراتهم كل ماسولفت سارة عليهم .. خنقتها العبرة وهي تحس انهم
مو متقبلين سارة .. وهالشي مبين عليهم .. هي تجلس معاهم دايم بس اليوم باين
انه محد متقبل وجود سارة مهما حاولو يبينون العكس .. قامت وهي ترسم ابتسامة
رقيقة : سارة تعالي معاي شوفي الاغراض اللي شريتهم لشيخة والبنات ..
قامت معاها مستانسة .. وهي تحاول انها تمشي بهدوء .. بعد كل تهديدات نورة
لها انها تصير هادية بكلامها وتصرفاتها ..
واول مادخلو جناحها دمعت عيون نورة ومسكت سارة بقوة مع يدها : علميني
الحين وش اللي لاعب بعقلتس ؟ سارة اذا ماتهمتس نفستس فكري فيني هذول اهل
رجلي وكل ماقمتي وقعدتي عيبتي في اهلنا وديرتنا .. شلون تبينهم يقدروني اذا
انا ماحسيت بقدر اهلي ..
جلست وهي تتأفف : اشوف من جيتي للرياض صايرة دمعتس على طريف وكل
شوي تصيحين .. وش عليتس فيهم اذا رجلتس مقدرتس جعلهم يحترقون ..
تكلمت بعصبية غريبة عليها .. : سويرة اركدي لا اعرف شلون اعقلتس .. لعنبو
ابليستس وش يحترقون تراهم محترميني ومقدريني وماشفت الزلة منهم ..
وقفت وحبت راسها : حقتس علي والله ماعودها .. والله اني اسولف على نياتي
مدري العالم وش يظنون فيني
حاولت تضبط اعصابها وتبتسم لها :ماعلينا مو هذا اللي ابيتس فيه .. بعد باتسر
بتروحين معي للديرة تكفين طلبتس يابنت عمي لاتفشليني عند رجلي ادري انتس
على نياتتس وتقولين الكلمة ماتحسبين حسابها .. بس بعد مايهمني غيره ..
اشرت على عيونها بابتسامة : ابشري من عيوني .. من اول مانتحرك من الرياض
الين نوصل الديرة ماتطلع مني كلمة وحدة اصلا مانيب فاصخة الحيا يوم احتسي مع
رجلتس لا هو محرم لي ولا هو من الجماعة ومحمد والله ليقص لساني لو حتسيت ..
ابتسمت نورة على كلامها وقامو يرتبون اغراض شيخة اللي بياخونها لها للديرة اما
باقي ملابسها واشيائها الخاصة ودوها لشقتها الصغيرة باحد احياء الرياض ..
/
\
/
\
هالليلة تجمع اثنين مشاعرهم قمة التناقض هي من ملكت عليه وهي تجامله وكل
شعور حب اغدقته فيه كان من ورا نفسها .. اما هو تعلق فيها هالفترة وحبها ..
كان صادق بكل احساس حتى لو كان بأوله .. وهي كانت تبادله باحاسيس مازالت
مغشوشة ومافادت تجربة زواجها الاولى بأي شي نفس السيناريو يتكرر وهذا هو
اللي هي تبيه .. زوج يطاردها وتكون هي محور اهتمامه ويوفر لها المسكن الفخم
والمصروف اللي يخليها تشتري كل اللي تبيه .. والاهم من هذا السفرات والروحات
والجيات اللي تحبها .. ومايسمح لهم وضعهم المادي انها تلبي كل هالرغبات بحكم
انهم من عائلة مقتدرة الى حد ما لكن مو في مستوى ثراء بيت اختها وبيت عمها
او حتى اهل زوجها الاول ..
اول مادخلت منال عندها الغرفة على طول نطت فيها : جات ؟
التفتت منال وراها ورجعت ناظرتها : من هي ؟
بزعل تكلمت : من هي يعني نورة مرة طلال ..
كشرت من طاريها وهي تجلس : لا ماشفتها مع ان كلهم جو الا هي .. وش تبين
فيها .. شي طبيعي انها ماتحضر .. الا وينه للحين ما جاك ؟
حنين وهي تضبط طرحتها : الا الحين بيجي .. منووو مدري ليش احس اني تسرعت
اخاف اتطلق هالمرة بعد .. عاد في التلبفون واجامله لكن الحين شلون بقعد طول
الوقت مبتسمة له .. لا وفوق هذا اقول له كلام حب .. اووووووف ياكرهي له ..
تكلمت وهي رايحة تفتح الباب للي يطقونه : وليش مزعلة نفسك حبيه وتريحين
نفسك من هالتعب كله .. نفسي مرة بحياتي اسمع انك حبيتي ..
واول مافتحت الباب دخلو خواته منال من شافتهم كشرت وهي تشوف امها جاية
وراهم قربت من امها وهمست لها : الحين ليش شايفين انفسهم ؟ وش انا مسوية
لهم ولا وحدة تناظرني ..
لبست نقابها وهي تسمعهم يقولون ان العريس جاي : تغطي ولا تفكرين فيهم انتي
اللي بتاخذين اخوهم ولا حنين ..
تغطت ووقفت عند الباب واول ماشافت عزام داخل ركزت نظرها بخالتها اللي
كانت تستنجد فيها بنظراتها من وقت للثاني .. كان مستانس وشاق الضحكة ويتكلم
معاها بفرحة .. وهي جالسة معاه وعقلها كله يرجع للماضي وهاللي قدامها ما هو
الا طيف لشخص ثاني .. تجاهلت كل الاصوات اللي تسمعها لانها ازعجتها كانت
تبتسم له وقلبها وتفكيرها مو معاه .. نزلت للزفة وهي مازالت على نفس وضعها
الأول .. ابتسامات وضحك غير كل الصراعات اللي بداخلها .. قعدت مكانها وكل
العيون عليها .. جوها صديقاتها يسلمون عليها .. والكل قام يرقص عندها .. وهي
تضحك لهم كانت تحس نفسها مكتومة ومو قادرة تطلع انفاسها سلمت على امها
وهي تناظر فوزية ومنال بقهر مشت راجعة لغرفة العروس وهي ماسكة يد منال
وتوزع ابتسامات : منال مابي اروح معاه والله مابيه تكفين قولي لي هذا كله حلم
واني برجع معاكم ..
منال بضحكة عالية : والله مادري احزن عليك ولا افرح لك .. اصلا اتحدى لو
انتي تعرفين وش هو احساسك بالضبط .. يابنت الناس عيشي حياتك وانبسطي
يمكن يطلع هالعزام طيب وينحب ..
طنشتها وما اهتمت لكلامها رجعت الغرفة وسلمت على منال وطلعت له مع ثنتين
من خواته .. ومن ركبت معاه غرقت بافكارها دايم اذا تضايقت تكلم اي واحد من
اللي تعرفهم ويغدقون عليها كلمات الحب اللي ترضي غرورها كانت تسمع كلامه
لها وهي تكبت كل شعور حقد يكبر بداخلها على اثنين يعيشون بسعادة تشوف انها
هي اللي تستحقها .. حتى ردودها معاه جافة ماتحمل اي مشاعر ابد .. كان مستغرب
هدوئها ومستغرب اكثر شي اسلوبها معاه توقع بالبداية انه اكيد ارتباك من الموقف
اول ماوصلو الفندق ودخلو لجناحهم قعدت وهي مازالت ترسم ابتسامتها بكل اتقان
" هالليلة بس بخليها تعدي على خير .. " ناظرته بابتسامة مصطنعة وهي تتجاهل
صور المقارنة اللي تشوفها قدام عيونها ..
كان يتأملها وهو مستانس فيها .. مثله مثل اي انسان بليلة زواجه .. جلس جنبها
وابتسم لها : مبروك ياعمري للمرة المليون ..
وقفت على طول قبل مايمسك يدها : عزام اطلع شوي ابي اتسبح واغير هالفستان
مضايقني ومو عارفة اجلس فيه ..
استسلم لرغبتها وطلع بكل هدوء .. حست انها مخنوقة وجلستها معاه بمكان واحد
سجن لها .. دخلت تتسبح بعد مافصخت فستانها كرهت نفسها وكرهت كل شعور
تعيشه ماعمرها شافت الراحة من هالاحاسيس اللي بداخلها .. لا هي قادرة تحب
الناس وتعيش بسلام .. ولا هي قادرة تتقبل فكرة انه فيه بالدنيا ناس افضل منها
وهذي قسمة رب العالمين كانت دموعها تنزل وكأنها تغسل همومها اللي اتعبتها
واللي سببها غيرتها من كل اللي حولها .. طلعت وبدلت وفتحت باب الغرفة له
تممدت على السرير وتغطت .. دقايق وشافته داخل عليها .. كانت تشوف الفرحة
بعيونه .. " هذا مو طلال .. ياربي خلااااااص والله تعبت "
تجاهلت كلامه ولمساته وكل شي يصير منه .. ماتبيه الاكيد انها ماتبيه ولا تبي
تكون معاه .. كان قريب منها ويسمعها كلام الحب اللي بقلبه .. اقترب منها ولثم
فمها .. دفته بعيد عنها .. : وخر عني ..
اول ما ابتعد عنها ناظرها مستغرب صرختها .. مسكها من كتوفها وبعدت يدينه
وهي مازالت تصارخ : قلت لك وخر عني ..
بعد يدينه عنها وابتعد هو بعد .. كان يناظرها وهو مو فاهم وش اللي يصير اصلا
قدامه تكلم بانفاس متسارعة .. : حبيبتي .. وش فيك ؟
غطت وجهها بيدينها وتكلمت بكل هدوء .. : خلني اليوم .. تعبانة وابي انام روح
نام بأي مكان ..
قام واقف وهو مازال للحين مو فاهم وش فيها .. : زين بروح وانتي نامي الحين
ولا تفكرين بشي ابد ..
طنشت كلامه عطته ظهرها وتغطت .. طلع من الغرفة وسكر الباب .. ومن جلس
في الصالة وهو يفكر باللي صار الحين .. مافهم وش سالفتها وافقت عليه ويوم
الملكة حس انها شايفة نفسها عليه .. لكن بعدها وبكل مكالماتها كانت تغرقه بكلام
الحب اللي ما ينتهي حتى يوم جاها مرة زيارة بالبيت .. والحين من ركبت معاه
في السيارة وهي رايحة بعالم ثاني كان متأكد ان هاللي فيها مو توتر من الزواج
وهالليلة لانها متزوجة قبل وعاشت هالتجربة بكل تفاصيلها حتى لو كانت صغيرة ...
والحين اللي فيها اكثر من مجرد توتر .. نفض كل الافكار اللي براسه .. اذا ماعرف
اليوم مصيره يعرف بكرة .. تمدد على الصوفا اللي بالصالة .. وبعد تفكير طويل
استسلم للنوم ..
/
\
/
\
طول الطريق وعيونهم تتلاقى اكثر من مرة لا هو قادر يتكلم ويقول اللي بقلبه
ولا هي قادرة تعبر عن كل احساس يراودها .. هذي اول مرة يفترقون فيها من
يوم تزوجو ورغم ان هالفراق اسبوع بس الا انه جا بعد اسبوعين كانت مشحونة
بالعواطف اللي فاضت فيهم .. مع انه مازال على بخله الا انه افضل من قبل
وصارت تسمع منه الكلمة الحلوة حتى لو كانت اوقات متباعدة .. واول ماوصلو
الديرة انتظرت سارة ومحمد ينزلون قبلها .. وبعد مانزلو التفتت له : متى بتروح؟
ناظر ساعته وبعدها ناظرها : مو مطول بسلم على خالي وبمشي ..
وقبل ماتتكلم شافت سلمان واقف عند بابها يناظرها .. ابتسمت على شكله وهي
تشوف لهفته بعيونه .. كان ابوها بمكانه المعتاد ونزلت على طول .. سلمت على
ابوها وعلى سلمان وقعدت جنبه .. كان ماسك يدها مايبي يفكها .. رفعتها لفمها
وباستها : ياعساني ما انحرم من هالزول يبه .. شلونك ؟
تكلم وهو مبتسم .. هالابتسامة اللي عمرها مافارقته : زان لونتس بخير من الله
" والتفت لطلال " شلونك ياوليدي وشلون نورة معك عساها ماهيب متعبتك ؟
ناظرت ابوها بعتب وهي تستمع لرد طلال عليه : انا بخير الله يسلمك .. وابد والله
عساني بس مانيب انا اللي متعبها ..
ضحكت وهي تلتفت لسلمان اللي من اول يكلمها وهي مو معاه : ابوي ذاك اليوم
طاح علينا ووديناه للمستوصف وقالو السكر " حك راسه يفكر " مدري هو نازل
ولا طالع ..
لفت على ابوها ويدها على قلبها .. : يبه .. صدز انت طايحن عليهم ومودينك
للمستوصف ؟
ناظر سلمان نظرة تهديد وهو يضحك : مافيني الا العافية هذاني قدامتس الحمدلله
على كل حال قومي وانا ابوتس سلمي على امتس وخواتتس تراهن ببيت خالتتس
كانت تدري انه ماراح يجاوبها على سؤالها .. ومالها الا هم يعلمونها بالتفاصيل
كلها .. وقفت تبي تروح لهم وقام معاها طلال : تعالي خذي كل اغراض اختك
بالاول قبل امشي ..
هزت راسها برضى وراحت معاه طلع مجموعة من الاكياس ومد لها شوي منها
وشال هو باقي الاكياس .. دخلت البيت تحطهم بالغرفة ودخل هو وراها يتنحنح
لفت عليه واشرت له يدخل : تعال مافي احد كلهن ببيت خالتي ..
حط الاكياس ولف دينه حول خصرها يقربها منه : اسبوع كثير وربي .. خليهم 3 ايام
ضحكت وهي تحاول تبعده عنها : حرام عليك وانا متى اشوفهم ولا اقعد معاهم
اليوم وباتسر بنضيع بحوسة العرس .. وبعد باتسر تونا نرتاح من العرس ..
حاول يبين لها انه زعلان يمكن تغير رايها شوي .. : اجل اجيك بعده ..
ناظرته برجاء : طلاااال حرام عليك .. احنا اتفقنا من الاول على اسبوع .. والله
ما ازيدهن ولا يوم ..
قرب منها وباسها .. وهمس بحب : وربي بشتاق لك ..
نزلت راسها وهي تحاول ماتصيح قدامه طول الطريق وهي ماسكة نفسها ماتبي
الحين تضعف ويطلع اللي بالقلب كله مسكت يده وهمست بصوت مخنوق : وانت
بعد بس لا تصيحني الحين .. " وبابتسامة " اذا ولهت علي قبل لا يقضى الاسبوع
تعال ..
مسك خشمها وهو يضحك لها : اجل بجيك بكرة ..
انتبهت لسلمان اللي توه داخل مع الباب وبعدت عنه .. التفت وراه وشافه ابتسم
لها وقبل يطلع : انتبهي لنفسك ..
نزلت دمعة يتيمة حبستها طول هالوقت وابتسمت له : تروح وترد بالسلامة ان
شاء الله ..
مشى طالع من البيت وشالت الاكياس كلها تدخلها الغرفة .. ماكانت تبي تشوفه
وهو رايح .. قعدت تشغل نفسها بترتيبها قبل لايشوفون دموعها .. مسحتها بيدها
وطلعت لهم على طول .. شافت ابوها قاعد مبتسم .. راحت لبيت خالتها وقابلت
كل اهلها وسلمت عليهم .. هالمرة اللقاء مختلف عن المرة الاولى فرحتها بشيخة
وفرحتها انها بتقعد عندهم اسبوع وحزنها الكبير على فراق طلال كلها بقلبها ناظرت
الحنا اللي بيديهم وهي متعجبة ومن اظلم الليل عليهم نامت كل وحدة فيهم بمكانها
تمددت هي جنب موضي وحطت راسها على مخدتها : من زمااااان عن هالضيقة
يازينها وربي ويازين هاللمة اللي ترد الروح ..
لفت موضي عليها وبدت تسولف معاها : مستانسة وربي مانيب قادرة اصدق ان
باتسر عرس شيخة وانا اللي من رجع للديرة قلت اكيد بترجع له ..
همست بصوت ماتبي احد يسمعها : مايستاهلها ولا يستاهل ماطى رجليها .. ان
شاء الله ربي عوض عليها فيه وينسيها سعد وسنينه " وبتردد " موضي بعلمتس
شي بس لا تضحكين علي .. " هزت راسها بفرحة ".. وكملت نورة : ولا تقولين
شي بعد .. بس ابي اقول اللي بخاطري وعقب بعطيتس ظهري وانوم ..
اتسعت ابتسامتها بعد ماحست وش اللي تبي تتكلم فيه نورة .. : قولي ..
قربت من اذنها وهمست : ذابحني الشوق وانا اختس .. يالعنبو ذا الحب لاعبن
في قلبي ياموضي .. بعدت عن اذنها وهي تمسح دموعها اللي نزلت غصب عنها
وعلى طول قلبت على جنبها الثاني وتغطت بلحافهم .. ابتسمت موضي وهي
تردد كلمات نورة في بالها .. " مردتس بتشوفينه يالنوري مير البلا اللي تشتاق
ولا كتب لها ربي تشوفه " .. كبتت كلماتها بداخلها وغمضت عيونها بقوة كأنها
ترتجي النوم ويجيها .. وبعد جهد ووقت طويل نامت ..
/
\
/
\
اليوم عرس شيخة والكل فرحان بهالمناسبة .. يمكن كان الفرق بينه وبين
زواج نورة كل التخطيطات السابقة واللي نفذتها لمياء هالمرة الزواج تقليدي
مثل كل زواجات الديرة .. بسيط الى ابعد الحدود بخيام كبيرة تنصب في كل
زواج لاهل هالديرة وبكرة راح يكون حفل زواجها بالخرج .. بين اهل الوليد
وجماعته .. من بدري جاهم راكان وقبل العصر وصلو ام العريس وخواته
كانو مقررين يمشون على الساعة 11 ومايطول هالعرس لان بكرة وراهم
تعب ومجهود اكثر بعد صلاة العشا وعلى صوت الطق الشعبي تجمعو الحريم
والبنات يرقصون كانت حتى ملابسهم بسيطة .. وشيخة " العروس " مالبست
فستان ابيض اليوم .. كل هالامور مأجلة لبكرة كانت لابسة فستان ذهبي ناعم
وزينتها نورة باللي تعلمته خلال فترة اقامتها بالرياض ..
كانت نورة ماشية وتصب القهوة للحريم ووراها حصة بصحون الحلى اللي
جايبينها اهل العريس .. وقفت تناظر اذا احد يبيها تصب له او لا وضحكت
من قلب وهي تشوف سارة ماشية وجوالها بيدها .. : السوري ..
جاتها مبتسمة : هاااااه ..
ضحكت بأعلى صوتها : هويتي في دزليب ان شاء الله .. وراتس تصارخين
علي ..
وقفت متكتفة وهي تهز رجلها .. وتخفي ابتسامتها ..: مانيب صابة القهوة لو
تموتين .. وش عندتس ؟
تكلمت بصوت حاولت مايسمعها فيه الا هي : مابي منتس شي بس هالجوال
اللي بيدتس وشوله ؟ لا هو اللي شغال بديرتنا ولا شي ..
نغزتها بكوعها وهي تسكتها : اسكتي بس ابي اكشخ فيه عند جماعتنا روحي
صبي القهوة لوضحى هذا هي رافعة لتس فنجانها ..
ناظرتها نورة برجاء : تكفين طلبتس يابنت عمي خوذي الدلة وصبي لهن
وربي تكسرن رجليني ومانيب قادرة اشيل عمري من هالدوخات اللي تجيني
خذت منها الدلة وهي تحط جوالها بصدرها .. : عيبي ماقدر ارد لتس طلب
واللي تامر فيه النوري البيه ..
جلست مكانها وهي تدعي لها : ياجعلني ما خلا من هالزول قولي آمين ..
سمعت صوتها وهي تردد " آمين " دقايق وقامو مع امهم يودعون شيخة ..
ماكان وداعها هالمرة يقل عن وداع نورة حزن رغم انها هي هالمرة اقلهم
حزن عليها لانها تدري انها بتكون قريبة منها ومع هذا بكت لانها وداع ..
اما شيخة حست بقلبها يوجعها من كثر الألم اللي تحسه .. هالمرة بتفارق
اهلها ومهما حاولت تخفي مشاعرها راح تظهر ضمت امها ونزلت دموعها
اللي من اول حبستها : يمه تكفين ابوي لايصير فيه شي وانتي بعد لاتتعبين
عمرتس ترى كلنا نشتري راحتتس ولا نشوفتس تعبانة ..
رفعت يد امها وباستها .. ورجعت حبتها على راسها وعلى جبينها : ادعي
يالغالية ..
ترددت دعواتها والكل يسمعها : عسى الله يوفقتس ويسهل امرتس وعساها
تتيسر دروبتس ويكتب لتس الله بهالعرس الخير كله ..
ودعت بعدها خواتها وقريباتها .. وسلمت على كل اللي جو يسلمون عليها
ومشت معاهم .. كانو حولها خواته وامه اللي ماسكتها من يدها تمشي معاها
للسيارة ..
ركبت معاه بسيارته وراحو هم بسيارتهم الثانية .. كان الفرق بينها وبين
نورة انها ودعت كل شي بصمت لانها تعودت تخفي حزنها بداخلها كل شي
مرت عليه وتشوفه اليوم لآخر مرة وهي عايشة بين اهلها تودعه بهدوء ..
كانت ساكتة بدون اي كلام او حتي انفعالات وبداخل قلبها كل ضجيج هالكون
خوف والم وحزن وتوتر وارتباك .. مد يده ومسك يدها وارتجف جسدها
خوف .. وهالمرة بعد كان هو نقيض طلال بكل شي .. كان حاس بحجم حزنها
واغتنم هالطريق الطويل بالسوالف رغم انه خجول شوي .. لكن قدر يسولف
لها ويسمع منها ردود على تساؤلاته حتى لو كانت بسيطة ..
ساد الصمت لفترة مو قصيرة .. وغصب عنها فاض فيها الحنين .. " يارب
صبرني على فراقهم انت وحدك تعلم وش كثر عندي غلاهم يارب " ماكانت
تبيه يشوف دموعها اللي خذلتها ونزلت .. راحو للرياض لشقتهم ومن بكرة
بيروحون للخرج من اول مادخلت الرياض راحت عينها لكل المناظر حولها
وقعد هو يسولف لها عن الاحياء اللي مرو فيها وكأنه يرضي فضولها ..
ومن وصلو للشقة نزل هو وفتح لها الباب ,, مد يده ومسك يدها وهي تنزل
قفل السيارة وطلع معاها للشقة .. " الحمدلله يارب ان نورة قايلة لي على كل
شي ولا كان تفشلت اليوم عنده " جلست في الصالة وجلس جنبها شال غطاها
وهو يناظرها مبتسم : ابي اشوفك الحين زين ..
نزلت راسها بحيا وهي تحس نظراته تحرجها .. اول ماشاف حمرة خدودها
شال عيونه عنها : الف مبروك ياشيخة ..
تكلمت بصوت بالكاد ينسمع : الله يبارك في عمرك ..
كان وده يقترب منها اكثر بس خجلها يبعده شوي .. يبي يريحها هاليوم من
اي ضغط ويريح نفسه هو بعد .. قام وهو ماسك يدها : تعالي شوفي البيت ..
قامت معاه وهي ترفع عباتها مسك العباية وفصخها : هذا بيتك وانا زوجك
وشوله هالتعب كله ..
حطت يدينها على كتوفها وكأنها تغطيها .. رغم ان فستانها مو عاري الا
ان اكمامه الشيفون كانت مسبب لها احراج كبير مسك يدها وراح يوريها
شقتهم المتواضعة كان اثاثها حلو ورخيص مناسب لامكانياته ومن وصلو
غرفة النوم دخلها الغرفة وفك يدها .. : هذي غرفتك خذي راحتك وسوي كل
اللي تبين .. انا باخذ هدومي وبتسبح وابدل ..
هزت راسها بابتسامة : زين ..
ومن اول ماطلع من الغرفة وسكر الباب .. كانت تتبع كل نصايح نورة اللي
نصحتها فيها .. كل شي كانت مجهزته لها في مكانه بدت تفتش عن قميصها
اللي بتلبسه هالليلة .. جهزت كل شي وحطتهم على السرير وراحت للباب
تقفله دخلت الحمام ( تكرمون ) وتسبحت بعد مالبست وجففت شعرها فتحت
الباب وقعدت تحط روج وكحل .. تعطرت على دخلته عليها .. كانت تبي
تروح للسرير قبل يدخل بس هو فاجأها غمضت عيونها وهي تشوفه يقرب
منها مسك يدها وهمس لها : تعالي ارتاحي ..
جلست جنبه وهي تحس باحراج عمرها ما كانت فيه " الله يسامحتس يانورة
ليتتس مخليتني البس لي دراعة بدل هالفاصخ اللي جايبته لي .. وش يقول
علي الرجال والله ليقول هذي ماتستحي " كان قميصها طويل بسيور رفيعة
وعليه روب طويل من الدانتيل ومع هذا كانت تحس باحراج كبير منه لانها
اول مرة تشوفه وتجلس معاه ..
اما هو كان حاس فيها وبخجلها اللي واضح على كل تعابير وجهها وحاول
بكلامه انه يخليها تتعود عليه شوي .. غمضت عيونها تقاوم كل مشاعرها
وهي تحس فيها يلمها باحضانه .. وكل اللي بقلبها تردده " يارب وفقني ..
وانت ولي التوفيق "
/
\
/
\
بعد مارجع للرياض طلع هو وخوياه يومين كاشتين بالبر .. رغم ان الجو
بدا يصير حار الا انهم يبون يوسعون صدورهم ويغيرون جو كان مشاري
وعبدالله يطبخون العشا .. وراكان ومنصور يلعبون ورق وكل شوي صوت
صراخهم يعلى .. التفت لهم منصور : ياخي قوي النار بيذبحنا الجوع وعشاكم
ماخلص ..
طقه راكان على فخذه بقوة : اقووووول العب وانت ساكت .. ماعليك فيهم
يالدب ..
ضحك راكان وهو يسمع صوت مشاري يهاوشه .. : ماعليك فيه هالفيل اصلا
مايشبعه شي والله لو تحط له مفطح كلاه بلحاله ..
قام منصور وطمر فوق راكان بكل قوته .. : انا اوريك من هو الفيل يالزرافة
كان راكان يضحك وانفاسه مكتومة بعد ماجلس منصور على بطنه .. : وخر
عني بتذبحني .. الحقووو علي " وبصوت بالكاد يطلع " مشاري الحق علي ..
منصور بكل خبث .. : مانيب قايم الا اذا قلت لو سمحت يامنصور قوم عني ..
كذا ابي اسمعها بذوق واحترام ..
راكان وهو يستجمع انفاسه : لو سمحت " وتنفس بصعوبة " يامنصور قوم
عني ..
وخر عنه منصور وهو يضحك : اييييييييه الحين تعرف شلون تكلم منصور
ولا عاد اسمعك تقول الفيل ولا والله لا اتوطى في بطنك ..
وقف راكان وهو ماسك بطنه ويضحك : اول مرة بحياتي افهم وش معنى
اتوطى في بطنك لعنبو ابليسك خفف من هالشحوم والله اللي تقعد عليه بيموت
قعد يضحك مكانه وهو يلتفت على مشاري وعبدالله : ياعيال وين عشاكم تراكم
ذليتونا يهالكبسة ..
مسكه راكان مع كتوفه واتكى عليها : اصبر وانا اخوك الصبر زين هذا مشاري
اللي طابخ لنا ومايحتاج اعلمك عاد كبسة مشاري لا يعلى عليها ..
استمرو اغلب الوقت على مشاحناتهم بعدها حطو عشاهم وتعشو .. وبعد العشا
ضبط لهم راكان الشاهي وقعدو على نور القمر والضو اللي شابينه يتسامرون
راح عبدالله وجاب لهم المسدس : يالله ياعيال خلونا ننوم وهذا عبوه رصاص
ما اعرف له ..
اخذه منه منصور وهو يبي يحط الرصاص فيه .. قعد يلفه وهو يناظر فيه من
الداخل : ياخي هذا فيه رصاص ..
عبدالله وهو يفرش فراشه : لا والله ابوي يقول لي مافيه رصاص .. عاد شوفه
انت انا ما اعرف له ولا عمري شلته ..
قعد منصور يطالعه كذا مرة : صدقني فيه رصاص اجل وين احط هذا ؟
تمدد عبدالله على فراشه وتلحف تاركهم يحوسون فيه قام بعدها راكان وشال
فراشه يبي يحطه .. ووقف معاه منصور مد له المسدس وهو يأشر له على
داخله : شوفه مليان صح علي ؟
خذاه منه راكان وصار يقلبه في يدينه يبي يتأكد اذا كان فيه رصاص او لا
ثواني بس قبل يفجر اذانهم صوت دوي رصاصة .. جمدت الكل بمكانه قام
عبدالله من مكانه مفزوع وشاف اثنين قدامه بدون اي حركة راكان اللي بيده
المسدس ويناظر مذهول .. ومنصور اللي استقرت الرصاصة في صدره ..
تجمعو مشاري وعبدالله على منصور يبون يكلمونه وراكان مازال على نفس
وضعه ماتحرك .. الصدمة شلت رجلينه وطاح مكانه يناظرهم .. : ماااات ؟
" وبشفايف ترتجف " مشاااري علمني الحين منصور مات ؟
الكل كان مصدوم ومايعرف شلون يتصرف .. راكان اللي صوبه بدون ما
يقصد وعبدالله اللي قال لهم من البداية انه مافيه رصاص اما مشاري رغم
صدمته قرب من منصور يتحسس نبضه .. ويوم لاحظ عليه سكرات الموت
بدا يلقنه الشهادة : قول اشهد ان لا اله الا الله
جا له راكان يبعده عنه : وخر عنه انت صاحي الولد مابيموت .. منصور
رد علي .. منصور تكفى كلمني .. انا راكان رد علي وربي ما ازعلك ولا
اعاندك .. " مسك يده وهو يحسها قالب جليد .. ودموعه تنزل على خدوده
بغزاره " منصور طلبتك هالمرة بس رد علي ..
التفت على عبدالله : يا بو عابد تكفى قول له يرد .. خله يحاتسيني ..
مسكه عبدالله من كتوفه يبعده عنه .. وكمل مشاري تلقينه الشهادة .. ثواني
وسلم روحه لبارئها .. جلس راكان على الارض مغطي وجهه بيدينه : انا
اللي ذبحته .. انا اللي ذبحت منصور ..
قرب منه مشاري وعبدالله وكل واحد فيهم صدمته لا تقل عن الثاني حاولو
يهدونه ويقومون راجعين للرياض بأسرع فرصة لكن صوت صراخ راكان
مو مخليهم يركزون بشي .. قرب منه مشاري ضربه كف يصحيه من حالة
الهستيريا اللي صابته ..
/
\
/
\
انتهى الجزء العاشر
موعدنا ان شاء الله يوم الاحد
بحدود الساعة الـ 10 مساء
ان شاء الله اعوضكم عن تأخير اليوم
على خير القاكم اذا الله احيانا
•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•
|