كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الاول
كان السير مزدحما جدا عندما خرجت لورا لتصل الى المكتب واحست بان هذا يحصل دائما عندما تكون في عجله من امرها .يالله !ستنتظر حتى تسير السيارات ثانيه
تغيرت اشارات المرور فقادت سيارتها وسط الزحام الخانق وهي تفكر بلائحه الطعام التي اعدتها الحساء ,الطبق,الشراب والفريز الطازج الذي ستقدمه مع الكريما
تمنت ان يعجب ذلك كله الضيوف فعمها يعلق على ذلك كثيرا .كانت تود زياره مزين الشعر ولكن مازال لديها الكثير لتنجزه لو ان سيليا ساعدتها قليلا
سيليا ابنه عمها الجميله المـدلـله تقضي اوقاتها تحت
اشعه الشمس صيفا وفي التزلج شتاءً,كل همها الموضه والسهرات...
"عزيزتي ,لورا لن استطيع ان اساعدك بشئ والفرن الذي نصحت والدي بشرائه يخيفني كثيرا"
قالت سيليا بدلال
"انا اعلم ذلك ,فهذا ليس بجديد عليك ولكن والدك يعلق على الزياره كثيرا"
"وهل على ان اعرف من منهم؟"
"بالطبع ,عليك ذلك فهؤلاء الوحيدون القادرون على انقاذ الكوزويل من الانهيار الذي ستلاقيه"
قالت لورا ذلك واضافت
"ووالدك ينتظر الخطوه الاولى"
كانت سيليا تجهل وضع الشركه تماما وما ذكرته لورا لم يستحوذ على انتباهها ابدا فكل ماكانت تعتقده هو ان كوزويل شركه قويه لا تتزعزع
وفكرت لورا بان الذنب ذنبها ,اذ تربت في جو ترف وغنى هكذا رباها العم مارتن منذ ولدت فالشئ الوحيد الذي فعلته منذ تركت المدرسه كان اعاده تصميم لديكور المنزل
"انا واثقه مما تفعلين ولكن الن تغيري ثيابك؟"
شعرت لورا بالغضب يعتمر في داخلها وهي تنظر الى تنورتها وبلوزتها المتواضعين
"في الواقع انا لا اجلس مع الضيوف وكل وقتي يمضي في المطبخ"
"كما تشائين "
قالت سيليا وهي تهز كتفيها دون مبالاه ثم اضافت
"انت لست بحاجه لتظهري بهذه التعاسه"
تذكرت لورا ذلك كله وهي تدخل البوابه الرئيسيه .ان حماقات سيليا لا تطاق الا انها ستتحملها من اجل عمها فقط فهو الذي ساعدها عندما توفي والداها في تحطيم طائرتهم في فرنسا ,,وساعدها ايضا عندما مرت في تلك الفتره العصيبه من حياتها
بدلت ثيابها فارتدت ذاك الثوب القطني الذي طالما احبته .لم يكن لديها موقف خاص في الكاراج الانها كانت تجد دائما مكانا لسيارتها
ولدهشتها رات سياره جاكوار تتوقف في المكان لابد انها سياره احد الضيوف ,اضطرت لورا ان توقف السياره قرب الابنيه المجاوره .يالله ستضطر لحمل كل هذا
اشعلت الفرن السريع لتسخن الاطعمه وبدات تغسل الفريز وتضعهم في الوعاء الزجاجي لتسكب فوقهم الكريما عندها فتح الباب ودخلت السيده فيرغسون ,سكرتيره عمها
"اوه انت هنا"
قالت فيرغي
هكذا كان يناديها الجميع
"اذن لم تتلقي الرساله لقد كنت متاكده من ذلك .ليتني اتصلت بنفسي"
نظرت لورا مليا وقالت
"فيرغي ماذا حصل؟انت اتصلت بي فعلا ولهذا انا هنا"
"اوه لا .الامر ليس كذلك"
هزت فيرغي راسها واضافت
"لقد كان هناك رساله ثانيه لكنك كنت قد تركت لم استطيع ذلك ,عزيزتي ...انه ذنبي"
"لا تقولي لي"
قالت لورا وهي تفتح عينيها ثم اضافت
"الضيوف نباتيون؟"
"ماذا؟"
قالت فيرغي وهي تحدق بلورا
"لديهم حساسيه للفريز؟"
تابعت لورا
"او لا بد انهم بدلوا رايهم ولن يحضروا"
"لا ,انهم هنا .وتلك هي المشكله ,لم نكن نعرف ...وكيف سنعرف ؟هذا كله اصبح الان متاخرا"
قالت فيرغي ذلك وهي على وشك البكاء .فلم تستطيع ان تصدق ما ترى !السيده فيرغسون هي اقدر موظفات الشركه ,لابد ان شيئا كبيرا فعل بها
لذلك نظرت اليها لورا بابتسامه مشجعه وقالت
"لاباس فلا شئ بهذا السوء"
"وحتما هم ليسوا من اولئك الارهابيين الذين سيقومون بخطف عمي مارتن ويطلبون فديه ؟لا تقلقي لذلك .فساسمم لهم الحساء"
قالت فيرغي بنفاذ صبر
"اوه لورا...مديرهم المسؤول...هو جايسون وينغارد,زوجك السابق"
وضعت لورا الوعاء الذي تحمله بكل رويه,وانتظرت قليلا لتسيطر على اعصابها ثم قالت
"لا بد ان هناك خطأ ما فجايسون فنان وهو لا يعرف شيئا عن اعمال البناء,وهذه الشركه تعد من اكبر الشركات واضافه لذلك فاسمه لابد وان يكون موضوعا على راس القائمه ,وحتما كنت قد انتبهت لذلك انت.او عمي مارتن"
كانت تختلق الاغذار تلو الاعذار لتخبئ خلفها فمن غير المعقول ان يقتحم جايسون حياتها ثانيه وهكذا لم تسمع عنه شيئا خلال السنوات الثلاثه الماضيه ,لقد دخل حياتها مثل الغيمه واختفى تركها محطمه عاطفيا وغير قادره على تصديق ما حدث ,لقد صلت كثيرا كي لا تراه ثانيه وكنه هنا الان هنا!
هزت فيرغي راسها وهي تقول
"لقد كان ذلك اول شئ فعلته ولكن لم تضم اللائحه الا مجلس اداره الشركه والعنوان والتلكس.وما ان علم عمك بذلك حتى طلب بابلاغك وباسرع ما يكون ولكن يبدو انهم لم يستطيعوا ذلك؟"
"كان المراب مزدحما"
قالت لورا ثم اخذت نفسا عميقا
"اعلم ان عمي قلق لذلك ولكن لا باس ساتدبر الامر.فانا الان هنا وكل شئ سيكون على ما يرام ,ليس من داع لارى ...جايسون ولا يجب اعلامه باني هنا"
تصنعت الابتسامه واضافت
"لاباس"
"هل انت متاكده؟"
سالت فيرغي ثم نظرت الى ساعتها
"على ان اذهب ,وساخبر عمك بما قررت فعله لقد كان غاضبا جدا لم اراه هكذا من قبل .خفت ان يصاب بنوبه قلبيه"
نظرت لورا الى طبق الفريز امامها وقالت
"عمي وجايسون....لم يعجبا بعض ابدا"
منتديات ليلاس
لقد كان تنافرهما من الاسباب التى تدخلت في انفصالهما .كانا سعيدان حياتهما ربيع دائم انتهى بمطر عاصف
"عزيزتي لورا افعلي ما يجب فعله واتركي كل الباقي لي الا تنظفي شيئا"
قالت فيرغي بتعاطف
"سافعل ذلك"
قالت لورا ابتسمت لها فيرغي شبه ابتسامه وانصرفت بقيت لورا لوحدها اخذت نفسا عميقا لتستعيد توازنها لقد اخبرت فيرغي بانها ستتدبر الامر الا انها لم تكن اكيده من ذلك .لم يكن متوقعا ابدا...كل هذا حصل بغرابه
لقد عانيا كثيرا حتى ان جايسون لم يعترض على الطلاق عندما صممت هي وعمها على ذلك لم تتصل بجايسون او تلتقي به منذ ذلك الوقت ولطالما كانت ممتنه لذلك .لقدبترت علاقتها وطاب الجرح حتى...لماذا سيعيد تحريك الجرح ثانيه ؟اجل ان هذا ما يفعله بعودته او انه لم يتوقع وجودها.ولكنها كانت ستعلم وهو ادرى بذلك"
انه قاسي جدا ودائما كان لقد ادركت ذلك منذ زمن بعيد ستحضر الغداء وترحل تلك اسهل طريقه اما الاصعب فلاحقا عندما ستقدر على اخراجه من تفكيرها.
استعملت كل مهارتها التى تعلمتها في المعهد لتحضر الطعام انها على وشك الانتهاء .لماذا اختارت هذا الطبق المعقد فكرت لورا
كان الخدم رشيقون جدا ويقومون بخدمه الضيوف على افضل ما يرام
"لقد طاب لهم الطعام كثيرا"
قالت الخادمه ثم اضافت
"ماعدا شخص واحد...السيد مارتن فهو بالكاد لمس طعامه"
وتناولت الطبق الثاني لتخرجه فتجاهلت لورا ما ذكرت وقالت
"انتبهي فهو ساخن جدا"
عندما خرجت الفتاه وضعت لورا كل الاطباق في الجلايه واخذت تعد القهوه وتذكرت قول عمها
"كل الاتفاقات تتم مع فنجان القهوه"
كان المكيف يعمل في المطبخ الا انها شعرت بالحر وبضيق التنفس ,يالله !هذا شئ مزعج ومحرج الا انه ليس نهايه العالم
قالت ذلك وهي تحاول ان تهون على نفسها ,لقد حصل ذلك منذ ثلاثه سنوات وهي الان اكبر وانضج
دخلت الخادمه وهي تحمل الاطباق الاخيره فعرفت لورا بان كل شئ على وشك الانتهاء
كانت رائحه القهوه تملا الغرفه حيث يجلسون وتنتشر الرائحه في المطبخ سمعت صوت الباب يفتح وبدون ان تلتفت قالت
"اني ذاهبه لقد رتبت كل شئ"
"اوه هكذا اذن"
جاء صوته
"لطالما كنت ربه بيت ماهره"
كانت لورا تلتقط حقيبتها لتنصرف ,ومن هول الصدمه وقعت الحقيبه من يدها وتناثرت محتوياتها نظرت الى الارض وكانها ترى تلك الاشياء للمره الاولى استدارت بشكل آالي ونظرت اليه
كان يقف قرب الباب بشكل لا مبالي ويداه في جيبه
كانت تلك المره الاولى التى تراه فيها بلباس رسمي ...اذ لم يرتد ذلك حتى في يوم زفافهما
تمعنت فيه .كان يبدو اكب سنا قليلا ,وقد ابيضت بضع خصلات من شعره الا ان نظرته اكدت لها بانه لايزال ذاك الانسان القوي
"هل ستقولين لي باني تغيرت؟"
"لا اظن ذلك"
سرت لان نبره صوتها جاءت عاديه فاضافت
"ماذا تفعل هنا؟"
"انا هنا في عمل ,لاتتجاهلي ذلك"
قال ذلك بسخريه واضحه واضاف
"لست بحاجه لا سالك عن سبب وجودك .الطباخه الماهره والعم مارتن اللطيف هو الذي يستفيد من خبراتك كثيرا عوضا عني"
ركعت على ركبتيها واخذت تلتقط حاجياتها بتوتر واضح
"لقد نسيت هذه"
حمل قنينه العطر وناولها اياها
"شكرا"
قالت ذلك بعصبيه وهي تسحب القنينه منه
"ارتاحي لورا"
كان هناك نبره تحذير في صوته الحديدي
"ستكون طريقنا واحده طوال عده اشهر ,ولذا من الافضل ان تتحضري لذلك"
"حتى لو لم اكن مهيأه لذلك؟"
نظرت اليه بقسوه
"لقد عنيت ما قلته .جايسون ...انا لم ارغب برؤيتك ثانيه ..وما زلت اعنيه فلم ترغب بتعذيبي"
"لو ترك الامر لي""
قال بهدوء
"ماكنت لاقطع كل هذه الاميال الا.ان الاعمال يجب ان تستمر وهذا ما يحصل الان ,واتمنى ان تعتادي على ذلك"
اخذت نفسا عميقا وقالت
"اذا ...كل هذا صدفه ,ولكن كان بالامكان انجاز كل هذا عن بعد"
"هذا ما سنفعله .فهذه الشركه ليست الوحيده التى نتعامل معها ,وحتى الان لا معاهدات ولا اتفاقات قد حصلت"
"لن نركع لك ابدا"
قالت ذلك وهي ترتجف
"اوه انا اعلم ان هذا شعورك وشعور عمك الا ان كل مدراء الشركه الباقيين لا يفكرون هكذا فهم بشوق للتعامل معنا"
نظر حوله واضاف
"من الافضل ان تترك عالمك هذا ,وتخرجي لتري ماذا يحصل في العالم الحقيقي"
"شكرا اظن باني اعرف"
كان يقف بشكل يقطع عليها الطريق فقالت
"من فضلك اريد الخروج"
"لما؟"
سالها
"لقد وجهنا بعض في النهايه وكل شئت قريبا على ما يرام فلما الهروب؟"
"انا لست هاربه "
انكرت ما يقوله
"لدي اشياء كثيره لاقوم بها ,مزين الشعر"
"اه"
نظر بعيناه الرماديه الى شعرها المعقوص في اسفل عنقها بربطه كبيره
"ان الاوان لتظهري بمظهر السيده الناضجه ,فلا بد ان الزواج والطلاق قد فعلا ذلك"
تجاهل نظرات الغضب في وجهها واضاف
"ومع هذا فانا اكيد تستطيعين التخلي عن بضع دقائق من جدولك المشغول ,وتنضمي الينا لشرب القهوه فاصحابي يودوا ان يهنؤك على الطعام"
"هذا لطف منهم واستطيع ان اتلقى ذلك لاحقا"
تنفست بعمق واضافت
"لقد ذكرت بان طريقنا ستكون واحده لفتره وانا لا اظن ذلك وبالغاء هذا اليوم سيلغى كل شئ"
"هذا ليس لطيفا منك ,عزيزتي"
"لا اشعر باني لطيفه"
قالت بحده
"ولاتناديني كذلك"
رفع كتفه بلا مبالاه وقال
"وبماذا تفضلين ان اناديك ؟السيده وينغارد؟"
"لا "علا صوتها الناعم بحده
"ليس ثانيه ابدا فاول شئ فعلته بعدما ثم كل شئ هو تغير اسمي الى ما كان عليه من قبل"
"ومن قال لك بان ذلك لا يكون الا بالاسم "
نظرت الى يده اليسرى العاريه واضاف
"لقد تخلصت من كل اثاري وماذا فعلت بخاتم الزواج"
"لقد اعطيته لاكسفام"
كذبت عليه في ذلك ,لقد خباته في الدرج ,وذاك كان اخر شئ تريد ان تفكر به
"بالروحك المحبه"
قال ساخرا واضاف
"لم تتخلصي مني بسهوله ياللشفقه "
"اظن باني فعلت"
قالت لورا باقتضاب
"افضل الانصراف الان واظن بان مرافقوك ايضا وسيفتقدون غيابك"
"اظن بان العم مارتن سيقوم بالواجب فهو لم يفرح بوجودي حتى ابدا"
"وهذا يفاجئك؟"
"لا"
قال جايسون واضاف
"لم يعد هنالك الكثير من لورويل يفاجئني"
سار بقامه ممشوقه هو يقول
"لكني ما زلت قادرا على ادهاشك"
"كم هذا رائع"
|