الفصل التاسع
فجأت شعرت بالالم في راسها ,وبدات ترتجف "لورا,يالهي ما بك ياعزيزتي؟حاولي ان ترتاحي تنفسي بهدوء"
جلست بيتي بجانبها وحاولت ان تساعدها ,وبعد لحظات ظهر مايك وهو يحمل الماء بطلب من بيتي ,حملا لورا الى الاريكه,فشربت الماء وبدأ الالم يخف تدريجيا
"انا اسفه اشعر انني حقا حمقاء...لابد انه من قله النوم ,فالعاصفه ابقتني صاحيه طوال ليله الامس ولم استطع ان..."
"انت لست حمقاء,ياعزيزتي وانا كذلك ورايتك تنظرين الى الخارج وكأن شبحا ظهر لك"
"كلا ليس شبحا...انه حقيقه من لحم ودم .على الاقل هذا ما اعتقده ,وربما اخطأت"
"اذن من هو ,بحق السماء؟"
جلست بيتي بجانبها
"اعتقد...انني رايت عشيقه زوجي واحد اطفاله"
نظرت اليها بيتي وكانها لاتصدق
"انت تمزحين بالطبع ,ولكن انت لاتمزحين بهكذا امور ,يالهي لورا لقد قلت...احد اطفاله,تقصدين ان لديه اكثر من واحد؟"
"واحد اخر...هذا ما عرفه"
قالت لورا
"ولد اكبر سيكون في المدرسه على ما اظن الان"
"ليس عليك ان تقولي المزيد اذا كان هذا يزعجك ,ولكن اذا كنت ستشعرين بتحسن ,فانا مستعده للاصغاء"
"ربما انت على حق فذلك سيساعدني"
قالت لورا بهدوء وتابعت
"لقد حاولت ان يبقى كل شئ سري لانني حقا لم اتوقع ان اراه,نجحت بذلك.ولكن الان لقد عاد ومن الواضح انها ما تزال معه"
ضحكت لورا بحزن
"والله يعلم ماذا .بالتاكيد لم يعاملها بشكل جيد.فادار ظهره لها لكي يتزوجني,حتى لو كانت تلك انحرافات مؤقته.والان هو يقيم علاقه مع ابنه عمي سيليا"
"الرجل هنا...ولماذا بحق السماء تزوجته؟"
"لانني وقعت في حبه ...الحب الاعمى ...وذاك الذي يكتبون عنه في القصائد ...كما اعتقد"
بدات تخبر بيتي كل شئ من البدايه .عندما اصبحت هي وجايسون حبيبان ,والاسابيع الاخيره التى مضت وكانت بالكاد تراه .او تسمع اخباره
كل ما تستطيع ان تقوله لنفسها ان جولي كانت على حق في ماقالته عنه.اصراره على رسمها ربما لم يكن سوى فخ يجرها الى سريره .وقد نجح بذلك.
هي ليست الاولى ,وبالتاكيد ليست الاخيره,ولكن الالم ما زال في قلبها
وفجأه وفي احد الايام جاء الى المدرسه .وانتظرها في الخارج تماما كما فعل في المره الاولى ,وركضت اليه دون ان تساله اي شئ ,كان كل ماتريده ان تبقى بين ذراعيه .
"هل انتهيت اليوم؟يجب ان نتحدث"
قال جايسون
"اذا كنت قلق"
شعرت بالاحمرار يعلو خداها
"بالنسبه لما حدث بيننا,فلا داعي لذلك لا...باس"
نظر اليها وكأنه لا يعرف عن ماذا تتحدث ثم بدى يضحك
"هل تعرفين ,لم افكر بذلك ابدا...ولكن كما قلت فلن يشكل اي فارق"
امسك يدها وسارا معا في الشارع
"اريد ان اتزوجك لورا"
منتديات ليلاس
"زواج؟ولكن لماذا؟"
"للاسباب العاديه,كما اعتقد....واكثر"
لمس شعرها برقه
"حين رايتك عرفت انني بحاجه ,لان ارتبط معك جسدا وروحا واشعر بالراحه..."
"الحب؟"
"اعتقد ان هذا ما قصدت قوله.اذا كنت تعتقدين ان العلاقه الجسديه كافيه....فهذا غير صحيح بالطبع؟"
"لا اصدق انك جاد في ما تقوله"
"كيف استطيع ان اقنعك؟هل تريدين ان انحني تحت قدميك في الشارع؟"
انحنى جايسون امامها وهو يحمل يدها ويضعها على قلبه
"اوه حبيبتي لورا اريدك ان تكوني لي"
"اوه .قف جايسون ,الناس ينظرون الينا"
"ولما لا فنحن ثنائي رائع ,وانا لن اتحرك من هنا حتى احصل على الجواب لسؤالي الذي انتظره,لا تكوني لوحدك بعد الان لورا.تعالي وعيشي معي"
كان جنون وهي تعرف ذلك,ولكن كان هذا كل ما تريده من الحياه
"اجل ,,,اوه جايسون اجل في الحال؟"
"ليس هناك ما يدعونا للانتظار ,نحتاج الى شاهدان هذا كل شئ"
"ولكن اليس هناك اشخاص تريدهم ان يكونوا بجانبك؟"
"كلا "
اجاب جايسون بسرعه
"وانت؟"
ترددت لورا لحظات
"يجب ان اخبر عمي مارتن.فهو الذي يرعاني منذ ان توفي والدي"
"اخبريه اذن ,ام انك خائفه ان لا يوافق على زواجنا؟"
"كلا"
قالت لورا بسرعه.ولكنها حقا لم تكن تعرف كيف تكون رده فعلها
عادت لتخبر عمها بنبأ زواجها,ولكنه كان مسافر برحله عمل,فانتظرته وفور مجيئه قصدته الى الشركه واخبرته كل شئ
"تتزوجي؟ ماذا تقولين ...لابد انك جننت؟ ومن هو ذاك الرجل؟"
"الذي احبه,عمي مارتن...ارجوك كن سعيدا لاجلي"
بقى عمها صامت,ولم يرد عليها فخرجت وهي ترى نظراته الغاضبه
"لقد كان دائما لطيف وكريم معي"
قالت لجايسون
"ان اتزوج بهذه الطريقه....لابد انه شعر وكانني صفعته على وجهه"
"اذن تعتقدين اننا يجب ان ننتظر .وناخذ الاذن منه ثم يقيم الزفاف في الكنيسه.وهذا سيشكل فرقا"
"ربما"
"انت تخدعين نفسك.يا حبيبتي لا يمكن ان اكون زوج مناسب لك ,بنظر عمك ولاسباب عديده"
وفي احد الايام ذهب جايسون بنزهه لوحده,فعرفت بعض الاسباب التى قالها
"انه ليس جيد لك"
قال عمها مارتن
"انه رسام بالكاد يحصل على مصروفه,وبوجودك الى جانبه تكونين كجواز السفر هذا كل ماانت بالنسبه اليه,لورا انا مندهش انك لا تدركين ذلك"
"هذا غير صحيح .لا يحق لك ان تقول ذلك"
"لدي كل الحق,ياعزيزتي تعرفين كم احبك لورا,حاولت دائما ان ابذل ما بوسعي لاجلك .زواجك صدمه...ولن انكر ذلك.انت بنفسك اعترفت انك لا تعرفين عنه شئ...عائلته ,.اصله,وهذه الامور تهم حتى ولو كنت لا تعطين ذلك ايه اهميه ,من الطبيعي انه يعرف بالمدخول الذي تحصلين عليه من الشركه تحت رغبه والدك"
"اخبرته,اجل ولكن هذا حقا لا يهم ,جايسون سيكون ناجح لوحده,لوحاته تباع دائما"
حاولت ان تبتسم
"تجعله يبدو وكأنه صائد ثروات ,فانا وكأنني عانس في القرن التاسع عشر"
"اضحكي كما تريدين...ولكن انا اقول لك من الان ان اسم كازويل هو الذي يجذبه,مهما كانت الاحلام التى علقتي عليها امالك...هو بالتاكيد اعتقد انك سيليا"
"هذا شئ كريه ما تقوله"
صرخت لورا وكانها لا تصدق ما تسمع
"احاول ان اكون واقعي...شئ ربما لم تعودي تعتمدي عليه بعد اان...ولكن انا احذرك لورا شهر العسل لا يدوم للابد"
وشهر العسل انتهى قبل ان يبدا,حاولت ان تطرد كل ما قاله عمها مارتن من عقلها
هي وجايسون ,كانا يعتمدان دفتر توفير واحد.ويعيشان في شقته الصغيره,ويخططان للعيش في مكان اكبر وربما اصغر,لذلك لا داعي لصراخها حين سالها اذا كان هناك مدخول اذا حصل ما يضايقها
"بالطبع كلا"
اجابت بحده
"والدي كان الشخص القاصر بالنسبه للشركه,ابنه عمي هي الثريه وليست انا"
نظر اليها جايسون وخرج دون ان يقول ايه كلمه .عاد الى المنزل متاخرا.وتمدد على السرير بجانبها,متظاهرا انه نائم وفجأه اخذها بين ذراعيه بقسوه
"تعالي ايتها الغبيه ,فربما يجب ان اعطيك شئ بالمقابل بما انك تدفعين المال"
"جايسون انا لم اقصد ذلك لم اقصد ان..."
"كلا؟حسنا لا باس"
ولكن لم يكن الامر كذلك,ظهر اول صدع في الزواج الذي كانت تعتقده انه سيحقق لها الامان ,وبعد فتره كانت تحمل طفله في احشائها,فاعتقدت انه سيفرح مثلها
"جايسون..انت لست...اسف؟"
"كلا...ولكن لم اكن انوي ان يحصل الامر بهذه السرعه والان ربما ليس الوقت المناسب"
"لماذا؟"
سالت بعصبيه
قبلها بلطف
"لاشئ يهمك...اقصد له علاقه بك.المهم ان تهتمي بنفسك وبطفلنا"
اخذت لورا تهيأ نفسها لقدوم الطفل.وبدات شخصيتها تتغير ولكن للاسوء ,فاصبحت عصبيه وحقيقه ان جايسون يعمل بكد طوال الوقت في الاستديو لم يساعدها تذكرت لوحته
"لورا فقط"
اتصلت به عده مرات,ولكن لم تتلقى ايه اجابه ,وهذا كان يقلقها .وحين كان يعود متاخرا تساله عن عمله يجيبها باقتضاب
"عظيم"
ولكن عندما اصبح غيابه مستمرا بدات تنزعج جديا من وضعهما ,وخاصه انها بحاجه لرعايته حتى يلد الطفل على الاقل
وفي احدى المرات ,كان يحمل معطفه فقالت بعصبيه
"الى اين ستذهب؟"
"يجب ان اخرج"
"لاحظت ذلك...انت تشكل من ذلك عاده"
"ان تكوني متزوجه لا يعني ان نمضي كل دقيقه مع بعض"
قال بهدوء
"ولا يعني ان اترك لوحدي طوال الليل ..انا احمل طفلك في حال نسيت جايسون"
"احاول ان انسى ذلك..يكفي انني لا استطيع ان المسك وحتى انني سئمت من كثره المعاناه التى تشرحينها كل يوم"
"انا اسفه,.لم ادرك انني اصبحت ممله"
"لست كذلك"
قال جايسون
"فقط تحبين الامتلاك وهذا طبيعي في وضعك"
""انت ع حق ,اللعنه ...خاصه عندما يخرج زوجي كل يوم خلال الليل ,لماذا لا تخبرني اين تذهي؟لماذا؟"
بقي صامت للحظات
"حسنا ,اذا كنت تريدين ان تعرفي ساذهب لزياره والدي المريض"
دهشت لورا.فمهما توقعت لم يكن ما قاله
"والدك؟ولكن اعتقدت انه ليس لديك عائله...لم تذكر لي ابا..والان تقول ان والدك حي ومريض ,لماذا لم تخبرني من قبل؟"
"لانني قطعت كل علاقه بهم.لاسباب لست جاهز لاناقشها معك ,لا انوي ان يحصل اي اتصال بينهم مجددا,لذلك اذا كنت تفكرين بالتعرف عليهم ,فانسي كل شئ فهذا لم يحدث"
"لم تخبرهم انك متزوج؟انت تخجل بي بطريقه ما,اليس كذلك؟"
"تتكلمين كالحمقاء"
قال ببرود
"اشعر انني حقا حمقاء...كل هذا الوقت دون ان تقول هم.هل استنتج من ذلك ان لديك والده ايضا"
"اجل"
اجاب جايسون باقتضاب
"اشقاء وشقيقات؟"
"كلا...وليس لدي عم وعمات او خالات كذلك.هل اكتفيت الان؟كيف استطعت ان تخفي عني امركهذا؟"
"وبسهوله ,تحت الظروف,اريدك ان تفهمي لورا الانفصال عن عائلتي امر دائم.وحقيقه زواجنا لاتشكل اي فرق,اذا كان الامر سيتكرر مجددا,وقبل ان تسألي...كلا لن تذهبي معي"
ارتدى معطفه بسرعه
"ساعود باسرع ما يمكن,تبدين مرهقه والافضل ان تخلدي للنوم باكرا"
وقفت لورا تحدق بالباب,لم تصدق ما يحدث لا يمكن ان يكون هذا جايسون الذي احبته ,فجأه بدا االم في ظهرها ,فاقتربت من الطاوله لتنظيفها من الصحون ,وقفت لا تقوى على الحراك وعرفت انها تنزف
حاولت ان تجر نفسها قدر المستطاع ونادت المراه التى تسكن بجانبها
"هاي ياعزيزتي.تعالي انت وتمددي بينما يتصل هنري بالطبيب موردش"
استيقظت لورا فوجدت نفسها في المستشفى وجايسون يجلس بجانبها
"كيف تشعرين الان؟"
"لاباس...جايسون الطفل؟"
"لورا لقد كنت اتحدث مع الطبيب موردش وقال لا تخافي فهكذا امور غالبا ما تحصل"
قبل يدها
"لاتبكي يا حبيبتي ...دكتور موردش يقول انك ستكونين على ما يرام .وهناك فرصه ضئيله ان يتكرر ذلك معك مجددا ,لقد كنا غير محظوظين هذه المره"
"اجل"
تمتمت لورا ولم تستطع ان تمنع الدموع التى انهمرت على وجهها بغزاره.فالوقت الذي مر كان كالكابوس بالنسبه لها ,ولم تخسر فقط الطفل
عادت الى المنزل ,وشكرت السماء ان شيئا لن يذكرها بالطفله.فلم تكن قد توقت له بعد.لانها كانت في البدايه ,ساعدها جايسون بالتدد على الاريكه,واحضر لها الشاي
"لقد اتصلت بعمك"
"وماذا قال؟"
"كان متكدر ,هذا طبيعي,سالني اذا كنت تريدين ان تذهبي الى المنزل وتمضي بضعه ايام؟"
"وماذا قلت؟""
سالت لورا
"قلت...ان هذا يعود لك"
صمت للحظات
"ربما بعض التغيير سيفيدك ويحسن حالتك"
"ربما هذا سيمنعني من طرح مزيد من ااسئله"
قالت بنبره جافه
"هذا ايضا"
"اذن ربما هي فكره جيده...لبضعه ايام"
"قلت انك ستتصلين به لاحقا"
"اجل"
كان يتحدثان كالغرباء ولم يكن بامكانها ان تفعل اي شئ يكسر الحاجز
"ساحتاج بعض المال"
"بالطبع ..يجب ان ارسم بعض اللوحات فمدخولنا يتدهور"
"انها مالنا"
صرخت بعصبيه
ارسل مارتن كازويل سياره لنقلها الى المنزل فقبلها جايسون قبله خاطفه,الا ان نظرته كانت غامضه
كانت غرفتها بانتظارها ورحب بها عمها تماما كما توقعت ,حتى انه ارسل طبيبه لكي يعاينها ,رغم احتجاجها ان دكتور موردش قد فعل كل مايلزم
"لا يمكن ان تكوني متأكده ياعزيزتي...فربما يكون صفق وراثي او..."