الفصل الثامن
حدقت في الظلام واسترجعت كل شئ ,يوم دعتها جولي فران الى حفلتها بعدما قالت لها
"لورا انت لا تخرجين ابد",لمره واحده كوني شيطانيه وافعلي ما يحلو لك"
قبلت لورا الدعوه الا انها سرعان ما ودت التراجع عندما وصلت هناك كان الجو خانقا والموسيقى تصدح بصوت عال ,اخذت كأس الشراب وابتعدت الى احدى الزوايا وهي تتساءل كيف ستتخلص من هذا كله
كان رفيق جولي ادورد نحات ويدرس في احدى المعاهد ومعظم الزائرين كانوا ممن يعملون في عالم الفن ,فشعرت لورا بانها غريبه عن هذا الجو.
"عزيزتي "
قالت جولي واضافت
"بما انك لا ترقصين فهلا احضرت لنا بعض الثلج؟"
"بالطبع "
قالت لورا وهي تخرج من ذاك الصخب اخرجت جارور الثلج من الثلاجه وحاولت ان تضع المكعبات في الوعاء عندما سمعت صوتا مرحا يقول
"كنت اعلم بانك لست قريبه كما يوحي منظرك"
تفاجأت للصوت فقالت
"لم اسمعك"
سرعان ما شعرت بسخف ما تقول
"لن تسمعي شيئا بالطبع وسط هذا الضجيج"
اقترب منها وتناول جارور الثلج
"دعيني اساعدك"
"شكرا لك"
"لست جولي,بالطبع"
ارتبكت لورا لملاحظته وشعرت بالدم يتدفق الى وجنتيها ,فهو يعرف ادورد جيدا ولا يمكن ان تكون لورا رفيقه
"لا"
قالت لورا بتورد ثم اضاف
"حسنا,لندخل وننضم للاخرين"
"بالواقع...انا كنت ذاهبه"
نشفت يديها وهي تقول ذلك
"اجل,لقد لاحظت ذلك رايتك تنزوين هنا"
لم تنتبه لورا لسؤاله لانها شردت بعيدا تساءلت لورا عن عمره فهو اكبر من ادورد او حتى اكبرهم فقد تعدى الثلاثين عكس قميصه الابيض سمره بشرته
تنبهت لورا الى انه يحدق بها فقالت بانفعال
"انا هنا فقط لاني اساعد مضيفتي باحضار بعض الثلج .علي النهوض غدا باكرا للذهاب الى العمل ولذا فلن استطيع ان اسهر كثيرا"
"اشعر بانك لاتسهرين ابدا او تنضمين لهكذا حفلات"
لوى فمه وهو يقول ذلك ثم اضاف
"وبامكانك الذهاب متى اردت"
فكرت لورا بانه تفكر على صواب فيما يقول ,وبقيت طوال طريق العوده تفكر كيف كانت عيناه الرماديه تحدق بها.لقد تركت لديها تلك اللحظات شعورا غريبا ,وسخرت من نفسها لانها كانت تأمل شيئا
الا ان قلبها طار عاليا عندما حضر في اليوم الثاني امام بوابه المعهد حيث تدرس ,وحاولت ان تقنع نفسها عندما تقدم منها بانه لم يكن ينتظرها ,لابد ان ذلك مجرد صدفه
لاشعوريا وجدت لورا نفسها تسأله
"ماذا تفعل هنا؟"
"لقد اتيت لارى ان كان ثلج الامس قد ذاب؟"
امسك ذراعها وكانهما يعرفان بعضهما منذ زمن طويل وقال
"لقد تاخر الوقت للغداء وما زال باكرا تناول العشاء ,فهلا سمحت لي ان اقدم لك شرابا؟"
شعرت وكانها في حلم ,عندما سارا سويا وهي تسرع الخطى لتجاري مشيته.
"هنالك مطعما في الزاويه المقابله يقدم السندويشات نستطيع ان نقصده"
سكبت الشاي وهي تقول
"هذا سخيف جدا,فواحدنا لا يعرف حتى اسم الاخر"
"لورا كوزويل,الم تخبرك جولي باني سالتها عن ذلك؟"
هزت راسها وقالت
"ليس لدى جولي ساعات اليوم ,ولذا فانا لم اراها"
التقت العينين الرماديه بعينيه فقال
"هذا افضل,اذ ربما حذرتك منى"
"هل هناك سبب لذلك؟"
وحاولت ان لا ترتجف وهي تناوله كوب الشاي
"لا اظن ذلك"
هز كتفه بلا مبالاه واضاف
"الا انها حاولت تحذيري"
"مني؟"
قالت ذلك وهي تشعر بالدم يتصاعد الى وجنتيها ثم اضافت
"ليس هناك داع,,,اعني ماذا تستطيع ان تقول..."
نظر اليها نظره جافه وقال
"بانك لست سهله المنال"
ازداد احمرار وجنتيها فاضاف
"وقد حاولت اخبارها بان نيتي شريفه"
رطبت شفتاها وقالت
"انا...انا لا افهم ما تقول"
"هذا بسيط جدا"
قال موضحا واضاف
"انا رسام واود ان ارسمك"
وضعت فنجانها على الطاوله وقالت
"اظن ان ذلك مجرد مزحه"
"لا فالامر جدي"
نظر بتجهم واضاف
"ولما امزح؟"
"لانني لست جميله "
قالت لورا ذلك وهي تنظر اليه ثم اضافت
"واظن باني اخر امراه قد يختارها اي رسام لتكون موديلا له"
"انت تجعلين الامر بمنتهى السوء"
قال بمرح مضيفا
"ولكنه ليس كذلك,وانا لا انوي ان ارسمك عاريه,اذا كان هذا ما يقلقك"
عضت شفتيها وقالت
"ليس الامر كذلك!"
"حسنا اذن؟"
"لقد اخبرتك ولم تجيبي على ذلك"
"تعنين هذا التبرير السخيف بشان افتقادك للسحر والجمال"
قال ذلك ونظر اليها مليا ثم قال
"انا لا اريد ان ارسمك انسه كوزويل لاشراكك في مباراه جمال الكون انا ابحث عن مزايا وقد وجدتها فيك .ثم انا سادفع لك لقاء ذلك"
"ولكنك لاتعلم باني ساصلح كموديل"
كررت لورا
"لقد كنت كذلك حتى لحظات ,ولكن لاباس ستعودين كذلك ومع بعض التوجيهات ساحصل على ما اريد ان اراه"
نظرت الى يديها المعقودتين وقالت
"وما هو ذلك؟"
"لقد ذهلت لحظه رايتك في الحفله"
قال ذلك واضاف
"لقد كنت وحيده,ولم يضيرك ذلك ابدا ,لم تكن وحدتك ممله ابدا وهذا تماما ما اريده"
"لقد جعلت ذلك كمديح,ولا اظنه كذلك"
"انتظري حتى تري اللوحه"
قال لها
"ثم احكمي "
رفع احدى الصحون وقدمه لها
"سلمون مندخن"
لم تكن جائعه فاخذت قطعه
"لا زلت اجهل اسمك"
"جايسون وينغارد"
لقد شعرت بانه ينظر اليها بتحد
"هل على ان اعرف هذا الاسم؟ فانا لا اعرف كثيرا عن الرسم..."
ابتسم فبانت اسنانه البيضاء
"القليلون فقط فانا لست ذلك الفنان اللامع ...هذا لايمنع من اني اقمت بعض المعارض...في الفيلورا"
"هل هذا يعطي قيمه اكثر؟"
"كم هذا مؤثر"
شربت لورا فنجانها البارد واضافت
"وماذا تريدني ان ارتدي؟"
"اي شئ يعجبك"
"الثوب الذي ارتديته في الحفله ملائما جدا"
تناول السندويش وقال
"هل اعتبر ذلك انك توافقين؟وستقومين بالعمل؟"
"اذا كان ذلك ما تريد,فانا...موافقه"
"هذا رائع"
قال بسرور واضاف
"ساتصل بك"
ثم استرخى في مقعده وهو ينظر اليها فبدت مرتعبه عندها قال
"لا تخافي ابدا,وتناولي طعامك فانا لا اريد ان ارسم موديلا شاحبا"
"وكذلك الطاهيات"
قالت ذلك وهي تتناول قطعه الحلوى امامها فقال بتكاسل
"انت لست الاعلان الجيد لمهنتك فانت نحيفه جدا"
هزت كتفيها وقالت
"من السهل ان تكسب بعض الوزن خصوصا اذا كنت لاتهتم بنظامك الغذائي"
الظاهر ان تهتمين جيدا"
قال ذلك وعيناه تتفحصها جيدا
"الا تودين ان تكسري ذلك النظام يوما؟"
بدات تضحك فجاه وهي تقول
"ولكني فعلت"
"بامكانك تبديل رايك ساعه شئت"
علمت لورا من داخلها بانها لن تفعل ذلك ابدا ,وشعرت بالاثاره والتشويق عندما قالت لها جولي في اليوم التالي
"من بين كل الموجودين لم تختاري احدا غيره"
"الا يعجبك؟"
قالت لورا بتعجب واضافت
"لقد ظننته صديقا لادورد"
"هما ليسا على خلاف ,ولكن لاشئ متين بينهما ,لا احد يستطيع ان يخترق اسوار جايسون وينغارد.يتكلم عنه عمله كثيرا ولكنه لايذكر شيئا عن نفسه ولا عن عائلته هذا اذا كان اديه عائله.اظن بانه اتى من المجهول وهو كذلك منذ سنوات"
"هل هو متزوج؟"
حاولت لورا ان تبقى نبرتها طبيعيه
"انه لايعطي هذا الانطباع ,ولكنه من يعرف؟"
هزت جولي راسها
"ولكن ذلك لا ينفي وجود نساء "
ثم اضافت
"هناك كثيرات ولكنهن يشاركنه السرير وليس حياته وقد تأذى الكثيرات ,اوه لورا.هل انت واثقه مما تفعلين؟"
"سيرسمني فقط جولي"
قالت لورا مؤكده
"هو اخبرك ذلك.كم انت بريئه وبسيطه اظن انه وجدك جذابه لذلك"
كانت لورا قد ابعدت كل مخاوفها ختى عرفت بنفسها لمالك المرسم الذي يستاجره جايسون
ودخلت كان السقف عاليا جدا .مع نافذتان كبيرتان وفتحه واسعه في السقف بحيث تعم المكان الا ان الفوضى التى كانت لورا تتوقعها لم تكن موجوده
حياها جايسون بنفاذ صبر
"لقد تاخرت"
واخذ عنها معطفها حتى قبل ان تفعل ذلك .نظر الى تنورتها الصوفيه الطويله والستره السميكه وقال
"هل سترتدين هذه؟"
"اذا ذلك اعجبك"
قالت بعصبيه
"ولكني احضر الثياب الاخرى"
"اذن بدليهم"
تركها وابتعد عنها الى القاعه حيث سيرسمها
اخذ يرتب وضع الكرسي الفيكتوري الطراز حيث ستجلس .في حين انسدلت الستائر المخمليه من الخلف
"اسرعي ,فليس لدينا النهار بطوله"
بدات ملابسها وسرحت شعرها ,شعرت بالتوتر والارتباك,كان جايسون منشغلا بترتيب وضعيه الجلوس عندما دخلت
"هذه التنوره التافتا تلائم كثيرا"
وعدا ذلك كان هنالك صمت تام بينهما وبدا يقوم بعمله. فكان يحاول التقاط ذلك من كل الزوايا
"حسنا ,بامكانك ان ترتاحي الان,لتناول القهوه"
اوما لها صوب الطاوله حيث يضع كل ما يلزم
"ووهل ساقوم انا بذلك؟"
"الست الطاهيه؟"
"لست بحاجه لشهاده حتى تعد القهوه"
احضرت لورا القهوه والحليب في حين كان جايسون يستطلع نتائج ممله
"كيف تسير الامور؟"
"ليس تماما .فعليك ان ترتاحي اكثر,فوضعك هنا وكانك في قفص خشبي"
عضت لورا شفتها وقالت
"انا اسفه ,لقد اخبرتك بان الامر قد لا ينجح"
"نعم لقد اخبرتني"
تناول منها الابريق ثم تفحصها وقال
"والان...لورا لم انت متوتره هكذا؟"
"انا لست كذلك"
انكرت ذلك
"ولكن ...هذا وضع جديد بالنسبه لي"
"ما هو ان ترسمي؟او ان تكون بمفردك مع رجل؟"
"انت غير عادل"
"قليلا"
قال وهو يتفحصها ثم اضافت
"وعلى ان اشكر جولي لذلك"
"انا لا افهم ما تقصد"
"بالطبع تفهمين"
اقترب منها ووضع الفنجان جانبا احتضنتها بين ذراعيه فشعرت بقلبها يبتعد عنها,كانت القبله قصيره وحاره
شعرت بانها تنهار امامه وعندما رفع راسه كانت ترتجف فقال
"لقد ازيل العائق فلنتابع عملنا"
"ماذا تعني؟"
"اليس هذا ما يخفك لحظه وصولك؟الم تتشنجي كلما اقتربت منك لهذا السبب؟"
ابتلعت ريقها ,وهي غير قادره على قول اي شئ.
"كل ما اريده منك انسه كوزويل هو ان ارسمك ,لا ان اغتصبك مهما كان الانطباع الذي اعطتك اياه جولي الان اشربي قهوتك ,وسنبدا مجددا"
حاولت لورا ان تريح اعصابها فغيرت الموضوع
"لقد رايت لوحاتك في المعرض"
"حسنا وما رايك؟"
"لقد خفت قليلا بدت قاسيه...متوحشه حتى انني لم استطع ان افهمها"
"يبدو انك فهمت ما يكفي...هل انت خائفه ان ارسمك بهذه الطريقه؟"
"ربما .معضمها مباع.لابد انك مسرور بذلك"
"ربما مسرور لانني تخلصت منها ,فهي تذكرني بفتره سيئه في حياتي"
ابتسم واضاف
"هل نبدا الان؟الوقت العصيب قد يمر وكما قلت الان فتره جديده هل تجلسين مجددا وتاخذي شكلا معينا؟"
اخذ جايسون يرسمها بهدوء الا ان اعصابها كانت ما تزال مشدوده وبعد لحظات قال
"سنكتفي حتى اليوم ,تستطيعين المجئ غدا؟"
"اجل"
اجابت لورا بسرعه واضافت
"هل بامكاني ان اراها"
"ليس الان...فلن تستطيعي ان ترى شئ ,ولكن لا تخافي لورا"
جاءت في اليوم التالي ,وبدات تتردد في كل يوم حتى اصبح الاستيديو معروفا لديها ,وتجاهلت تعليقات جولي الساخره فقد شعرت لورا بانها حقا تريد البقاء مع هذا الرجل وقفت تنظر الى اللوحه للحظات فسالها
"اليس هناك ما تريدين قوله؟"
"ماذا ستدعو هذه اللوحه ؟الفتاه المجهوله؟"
"كلا"
قال
"لورا فقط"
اقترب منها جايسون ,ولمس وجهها برقه فارتجفت ثم اخذها بين ذراعيه وراح يقبلها فشعرت بانها اصبحت في عالم اخر,وتمنت ان تبقى معه الى الابد
"اوه...ارجوك توقف..."
"هل انا الاول؟"
سالها جايسون
"اجل"
تمتمت لورا بهدوء
فقبلها بلطف واخذ يداعب شعرها فوضعت يديها حول عنقه وتمسكت به
"اوه,لا تبعدني جايسون ,عدني بذلك"
"الله يعلم انني يجب ان افعل ذلك...ولكن لا اعتقد انني استطيع ...ثقي بي لورا لا تخافي"
"اجل"
كان كل ما قالته لورا وهي تدفن راسها بصدره مجددا.هي لوحدها تعذب نفسها بالذكريات الاليمه .من الجنون ان تفكر بهذه الاشياء بعد الان ومن المخجل ان تشعر حتى الان ان سحره عليها لم يختفي حتى برغم كل ما حصل ورغم انه مع سيليا الان
في اليوم التالي خرجت لورا من المنزل حتى لا تلتقي بسيليا وتستمع الى كلامها القاسي
ذهبت الى المطعم فقالت بيتي
"تعالي انه يوم حافل جرس الهاتف لم يتوقف عن الرنين ,لدينا حجز حتى نهايه الاسبوع ,انه امر رائع"
"اوه بيتي انا مسروره لاجلك"
احتضنتها لورا
"ولكن انت تستحقين ذلك ,فزوجك طباخ ماهر"
"انه ماهر في كل شئ"
قالت وهي تضحك وجلست برفقه لورا يشربان القهوه ,وكانت تلمح زوج صديقتها احيانا
"انه سعيد للغايه,فقد كان المطعم بمثابه المقامره بالنسبه لنا,احدى عماته دفعت لنا قسط التأمين كهديه زفاف وقد ربحنا ,اوه ليست الجائزه الكبرى او شئ من ذلك.ولكن عرفنا اننا يجب ان نقاوم الان او نتوقف الى الابد ,ولكن ماذا عنك ,لورا؟ هل استفدت من الشهاده التى حصلت عليها؟"
ترددت لورا
"الى حدا ما ,اساعد احيانا كازويل اذا طلب اي شئ خاص بالنسبه للطعام.ولكن هذا شئ"
كانت بيتي صامته للحظات ,وهي تتامل صديقتها
"انه بالطبع ليس من شاني ,ولكن هناك اشاعه انك تزوجت"
"اجل,هذا صحيح ...ولم ينجح الامر ونحن الان مطلقان"
"اوه...لورا انا حقا اسفه...لا اعرف ماذا اقول"
"لاباس ,لقد تخطيت ذلك الان"
ولكن هل تخطيته ,اوه يالهي ؟لا اعرف تمتمت في نفسها
"هل اعرفه ...اقصد هل التقيت به؟"
سالت بيتي بفضول
"لقد كان فنان ,اسمه جايسون وينغارد"
"وينغارد؟اوه هذا الاسم له صدى..."
"اعتقد ذلك ,انظري الى شيك اخر ليله .ستجدين اسمه بينها"
"كان هنا ليله الامس؟"
سالت بيتي بتعجب
"اجل لقد كانت حفله عائليه"
"اذن انه طلاق متمدن؟"
ارادت لورا ان تصرخ
"كلا ...انه يعذبني كثيرا ,وما زال الالم في قلبي "
قالت دون ان تسمعها بيتي ثم اضافت
"اعتقد ان بامكانك ان تقولي ذلك.ماذا حدث لجولي؟هل رايتها خلال هذه المده؟"
"اخر ما سمعت عنها انها سافرت للخارج"
قالت بيتي وكانت لورا تنظر الى الخارج حيث ما تزال سياره آلان متوقفه