المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
كان يا ما كان زمان.
كان يا ما كان زمان.....بنت حلوة صغيرة بضفائر طويلة ...
كان العالم تحت قدميها وعينيها مشرقة للمستقبل وقلبها مفعم بالحب والامل لكل البشر...
تعشق جلستها الهادئه علي صخرتها الحبيبه المعانقه للماء ...
حتي ذلك اليوم ... يوم التقت به ..أول رجل و..أول حلم لفتاة.....في تلك الليلة نظرت في المرآة وبأصابع مرتعشة بدأت بحل ضفائرها وراحت تسرح شعرها وهي تهمس لنفسها بصوت مازالت تنقصه الثقة بالنفس ..لن اعود طفلة بعد الآن ..لقد اصبحت أنثي بكل معني الكلمة ..ورغم أنه كان مرهوناً لامرأة اخري ولكن هذا لم يقوض احلامها الصغيرة ..هذا الرجل المحنك لابد أن يكون يوماً ملكاً لها ....
منتدى ليلاس الثقافي
ويوما بعد يوم كانت ثقتها بنفسها تزداد ومعها تكبر احلامها وتربو وتزداد يقيناً أن هذا الرجل حتما سيكون لها فارسا ورجلا سيكون أسير أنوثتها وشبابها, ولم يطل بها الإنتظار حتي تلقت منه عرضاً لأن تكون له شريكة مدي الحياة.. وبقدر فرحتها كانت صدمتها ..اهتز عرشها الذي بنته قشة قشة فما عاد فارس احلامها ينظر لها تلك النظرة البريئة لفتاته الشقية, لقد أصبحت بين ليلة وضحاها المرأة التي يريدها له وحده..,وناء كتفها بالحمل الثقيل ..منذ الأمس فقط كانت مجرد فتاة شقية بضفائر ولكن الآن .., لقد انقلب عالمها الصغير لقد اصبح اكبر من أن يستوعبه عقلها الصغير الذي لم يتفتح كبرعم وردة ندية لم تشع ألوانها لإشراقة شمس الصباح..اصبح مخيفاً أكثر لا شئ ثابت, لا شئ آمن , وفجأة تحول حلمها الصغير لكابوس كبير عندما بدأ فارسها بفرض قيوده علي طفولتها وتكبيل حريتها..صرخت الطفلة من داخل قضبان سجنها الجديد..
.
ولكنني مازلت طفلة...ولكن المرأة المنعكسة صورتها في المرآة ابتسمت لدموعها بتشفي قائلة بسخرية..أنت التي أردتني من البداية بل وسعيت إلي بكل الوسائل فلا تبكي علي الطفلة التي خنقتها بيديك فهذه هي الحياة يا صغيرتي..لا..لا..عادت تصرخ من جديد لصورتها في المرآة..لا..مازالت الدنيا فاردة جناحيها لأحلق بهما من شجرة لشجرة ومن بستان لاخر أحط يوماً هنا وأجول يوما هناك فلم اسجن نفسي بيدي ..لقد وجدت الحب مرة ولن يصعب علي ايجاده بعد ذلك مرات ومرات..ولم يصدق الفارس عيناه..أهي حقاً من اختارها بقلبه وعقله .. أهي حقاً التي تضحي بكل بساطة بأحلامه وأحلامها علي صخرة القرابين بدون ألم أو ندم أو دموع..هز كتفيه بكبرياء ولملم شتات نفسه وخرج من حياتها ..
ولكنه لم يخرج من قلبها..
كان ياما كان ........كان هنا زمان وفي نفس المكان بنت صغيرة بضفائر طويلة ظنت أن بإصبعها الصغير ستجد الحب ..ولكنها ما حصدت إلا السراب...وظلت وحيدة علي صخرتهاالحبيبهالمعانقه للماءاختفت ضفائرهاولايرافقها الأن إلا شعوراً مريراً بالندم علي الماضي وخوف مبهم من المستقبل ..أما الحاضر فيلتف حولها كغمامة من الضباب يمنعها من رؤية من حولها ورؤية من حولها لها.....كــــــــان ياما كــــــــان
|