كاتب الموضوع :
بسمة براءه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
** الجزء الثامن **
* دلال *
ضميت ربى وصوتي بدى يختفي من البكى ، رفضت أسوي عزومه كبيره خوف من كل شي . الله يسامحك يا جلال . طلعت معه بسيارته بدون أية همس ولا كلمة ، و ظل هذا حالنا إلين نزلنا وهو يسابقني للمصعد . دخلت بفستاني الابيض الناعم وصعدنا . ما كان ينسمع الا أصوات أنفاسنا .
أول ما دخلنا قال : مبروك .
ناظرته بحقد . بس كان منزل راسه وقال : إدخلي الغرفه بدلي . و تعالي أبيك بكلمة قبل العشا .
دخلت الغرفه وقفلت الباب . بدلت ، مسحت مكياجي . افففففف . أبي أصلي العشاء . و إلا كان ما فتحت القفل . كان واقف بدون شماغ ويناظر للشارع من الشباك .
: لو سمحت وين الحمام .
ناظرني بإبتسامه وهو يأشر على مكانه . توجهت له توضيت وغسلت وجهي بالصابون رجعت دخلت الغرفه . أخذ المفتاح . دببببببببب أوريه . صليت ولما خلصت شفته واقف عند راسي : صلي معي ركعتين السنه .
وقف قدامي وكبر . صليت معه وأول ما سلم لف علي وإبتسم : شلونك دلول ؟
: طيبه .
جلال : ما عجبتك الشقه !
: زينه .
جلال : امممممممم تتعشين ؟
: تعشيت .
جلال : وليه تتكلمين بهالطريقه ؟
: ولا شي . تعبانه وبأنام .
وقفت متنرفزه . بس وقف بسرعه وصار قبالي : شفيك .
خنقتني العبره .. نزلت راسي لان دموعي خانوني ونزلو . ضم وجهي بين إيديه وقال بهمس : يا عمري ليه الدموع ؟ أوعدك أعوضك عن كل شي .
نزلت إيديه : شتعوضني عنه . عن عمري . عن طفولتي . عن رضا عمي . عن ثقته فيني وبنفسي . شتبي تعوض لتعوض .
تكتف وقال بصوت هادي : إسمعيني دلول . الشي اللي صار مثل ما إنتي مجبوره عليه أنا بعد مجبور . فلذلك . لا تقعدين تنبشين بأشيا مضت وخلينا نبدى صح .
غطيت وجهي بكفوفي وأنا أصرخ : ما راح تفهمني . ما راح تفهمني ....
قاطعني لما نزل إيدي : بس يا قلبي بس . أنا مستعد أخذ من عمري وأعطيك و لا أشوف هالدموع تجرح خدودك .
أفلّت إيدي وصرت أضرب صدره العريض : أكرهك أكرهك . ما عندك إحساس ما تحس أنت ما تحس أكرهك أكر.....
حركت راسي بقوة . وأنا أتألم من راسي اللي مجموع ببكله كبيره تكسرت وحسيتها إنغرست براسي . جرني وأنا أتأوه حسيت إني دخت من كل شي من > قل الاكل > لقل النوم > لقل الراحه . رماني ع السرير و بمجرد ما أنحنى علي لفيت عنه وقمت ..
: غلطااااااااااااااان إذا تحسب إني بلين لك . غلطاااان .
مسك عضدي بقوة ، صارت عيني بعينه . فقلت بضعف عكس ثورتي تماماً : الله يخليك جلال .
بلع ريقه بوضوح وقال بصوت هامس : لازم تسمعيني . لازم نبدى بوضوح . هذي إن شا الله عشرة عمر . شوفي الحسنه بالموضوع . عشان خاطري إذا لي خاطر عندك . تهدين وتجين معي . جوعااان حدي ومابي أضايقك أو أخليك بدون أكل .
: تعطيني الامان .
جلال بإبتسامه : عليك الامان .
أرتخيت بجلستي : جلال . أنا ما أبي اكرهك . أنا أحبك .
جلس بهدوء : وأنا بعد أحبك . خلاص يا قلبي تعالي ناكل والله جوعان .
: بس . أبي ..
قاطعني وهو يشد يدي : تعالي بس . ترى أكلك .
جلست جنبه ولما بدى يتكلم إنطلقت وتناسيت كل شي . سولفنا عن دراستنا وعن الروحة والرده من المدرسه وعن الغدا والعشا والغسيل وكل كل شي .
وقفت وإستندت على باب الغرفه : وين تنام .
ناظرني بنص عين : بالغرفه وإلا تبين ظهري ينكسر على هالكنب .
: اتز اوكي . خليه يتكسر .
طير عيونه وانا مديت لساني وهربت لما شفته وقف . لحقني وحضني وأنا أضحك أبيه يفكني . لفني وتلاشت إبتسامتي لما شفت نظرته الغريبه تخللت نظراته .
: آآآ. اممممم .. ج . جـ .. ج لا ل.
مسح على شعري وقال بصوت هامس وواطي : دلال . حاسبي على تصرفاتك . طيب . حبيبي .
قلت بمثل نبرته : لا تقول حبيبي ولا عمري ولا حياتي ولا كل شي من ذا . إذا كل هذا يكتفى بدلول .
جلال بإبتسامه : بشرط .
: بعّد أول .
أفلتني بس ظل قريب وأشر على خده : أبي بوسه .
حسيت وجهي قلب نار . هزيت راسي بلا .
جلال : يا قلبـ.. دلول عشاني .
قلت بنبرة دلع إعتدته بطفولتي عند أبوي وبحضورهـ .. وإسمه لما كان عمري خمس سنين ..
: لوووووولي لاااااااا ..
باسني هو على خدي وحرارة أنفاسه باقيه : جيبي لي غطا من الغرفة الثانيه .
لما لقيته متمدد على أوسع كنبه موجوده قربت منه بشويش و غطيته .. هذي البداية ، الله يستر من تواليها ..
**********
* أسامة *
: الحمدلله قبلوني .
أمي : مبروك ، ومتى تباشر ؟
: بإذن الله قريب . كلمتو بسمه اليوم ؟
ربى متربعه فوق الكنبه : إيوا كلمتها تقول اليوم نفسيتها مع زوجها مره تمام أحسن من كل يوم . وقبل لا تسأل كلمنا دلال وتقول الحمد لله مرتاحه وما عليها شر إن شا الله .
إبتسمت على عفويتها : مشكوره .
هزت راسها بمرح : العفو أي خدمه سيدي أسامه .
ضحكت عليها وأنا أوقف : الله يعينك على نفسك ويعين ماهر عليك .
ذبلت إبتسامتها وبسرعه عجيبه إحمرت خدودها الممتلئيه وعيونها تعثرت بالفراغ تدور شي ترسي عليه .. ناظرت لامي وأنا أقول بحماس ومحبه ..
: يمه ، أبي وحده تشبه خواتي . أبي هالحيا وهالجمال ،، واا فديتهم يا ناااااااااس .
ربى تحمست وبعفويه : واااااااو جد أسومي بتخطب .
غمزت بضحكه : توني أقوووووول الحياااااااااا بس اللقافه . تؤ تؤ .
رميت بوسه بالهوا وطلعت للملحق .. تمددت قدام التلفزيون وغرقت بتفكيري الخااص ..
بدايةً : بسمة وحالة زوجها .....
مروراً : دلال وزوجها الدارس وتقديمه على دراسه الهندسه بمعهد بالرياض والاتفاقيات اللي عقدها مبدئياً معي ....
و بــ : ربى وزوج المستقبل اللي أبد ما أرتحت له بس أصرار أبوي وموافقة ربى حدت عن أي تصرف مني ....
وأكيد : جميله ووحملها ووحامها المغلب أهل زوجها معها ..
و الاهم : اابعااد أمي وأبوي عن أي مشكلة تحصل حفاظاً على صحتهم وراحتهم ..
نهايةً : بمستقبل بدت ملامحه تتضح باقي لي أسميه مملكه وأجيب زوجة تكون ملكة تتوج حياتي بالراحه وتشاركني همومي ..
جلست لاني سمعت أصوات من الحوش .. رفعت طرف الستاره .. توالت النبضات و ارتفعت الحراره .. تعوذت من الشيطان وانا ارخي الستاره واردد بصوت عالي .
: يــــــــا الله . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. الله يستر عليها ..
فركت راسي بقهر وأنا أصرخ أبي أبعد صورة شعرها وما شفت من ملامحها ولا شي ..
************
* جوري *
غمرت وجهي بالمخده وأنا أتنهد . أحلام اليقظه اللي أعيشها بدون ما أعطي أقرب أحبابي خبر عنها لاني حاسه إني أهدر مشاعري على الفاضي . يا الله يا هيبته تعجبني ، سوالف خواته اللي ما تخلص عنه ، شكله العالق بمخي ، عيونه الحاده الصغيره . سماره الهادي . سكسوته . طوله . حنيته . إهتمامه . شخصيته .
تعوذت من الشيطان .. قريت أذكار النوم وهو ببالي .
صحيت على صوت جوالي . حطيته على إذني و بثقل : ( نعم .
.............
: ألوه .
صوت رجولي : مرحبا يا الشيخه جوري .
جلست ، أحاول أجّمع . يمكن أحمد والا ...
الرجال : إسمعيني قبـ ........
صكيت السماعه .. نفس الصوت نقزت بسرعه ..و ركض لبرا الغرفه .
: أحمد إمسك إمسك .
كان واقف وماسك باب غرفته وعلى عيونه النوم . ناظرني بذهول : شفيك .
: مدري واحد داق ويهدد .
أحمد وهو ياخذ الجوال : خير .
نقزت وأنا اقول : هذا هو هذا هو .
رد وظل ساكت ثواني ثم قال : ( خير يا الاخو اش مشكلتك ........ اها ..... والله الدين النصيحه ...... أقول إتق الله وخل بنات الناس بحالهم .... ).
عطاني الجوال وقال بحزم : إنتبهي لعمرك لا تأمنين لاي حد مهما صار . وبس أصحى نتفاهم .
: حاضر . عن إذنك وأسفه ع الازعاج .
دخلت الغرفه ومليون فكره تتخبط ببالي . تعوذت من الشيطان ، صليت الفجر ، حاولت أرد أنام عجزت .
*********
* جميله *
صحيح دخلت بالشهر الرابع بس للان أحس بنفور من جوري وهي تتجنبني بشكل واضح وغير محرج أو جارح .. اليوم قررت أزور أهلي لان بسمه بتزورهم .. لاول مره من ماتت أم زوجها الله يرحمها .. طلعت لامي وقلت لها ..
: يمه باروح لاهلي توصيني على شي .
أمي : بالسلامه حبيبتي سلمي على أهلك .
: يوصل إن شا الله .
وقف أحمد وراي وهو يقول لامه : تبين شي يمه ماني جاي البيت لبعد موعد الحلقه .
امي : لا يا أبوي درب السلامه .
: مع السلامه .
ركبت معه وهو يردد على مسامعي كلام وسوالف كثيره عنه وعني وعن طفلنا اللي بدينا نحس فيه من رفساته وحركاته المحسوسه بداخلي ..
طول الجلسه وأسامه يتحرقص ويسأل أسئله بمعنى وبدون معنى .. غادر أبوي المكان عشان يفجر أسامه قنبلة الموسم : يمه . أبي أخطب .
إعتدل الكل منا بجلسته بإهتمام فكمل وهو يبتسم لحماسنا : بس خطبه .
امي : ببالك أحد معين يمه .
أسامه : بصراحه إيه .
بسمه برقه : ومن سعيدة الحظ اللي وقع إختيارك عليها .
ناظرني و هو يقول : إخت أحمد .
نطقت بآليه : جـــــــوري ؟!
ما قاطع نظراتنا المشحونه إلا صوت هتاف بسمه وربى : واااااااااااااااو ..
صرخت عليهن وأنا أوقف بعصبيه : لحظــــــــة إنتي وهي أصبرو . شمعنى جوري ؟
أسامه : لانها إخت أحمد . ولانكم تعرفونها . وبس .
بسمة : جميله مو لانك توحمتي ع البنت صارت كخه حكّمي عقلك .
ألتفت عليها وبصوت أعلى : إنكتمـــــــــــي .
ناظرت لآسامه اللي قال للبنات يصرفهن بهدووء : معليش بنات شوي بس . لا تزعلون .
ربى : لا ياالغلا هذا وقتك وما يصير ما نخليك تستفيد من الناس اللي بيفيدونك . يللا بسمه .
بسمة : يللا آمري لله .
أمي بهدوء : وشفيك ع البنت شايفه عليها شي ؟
: لا ، بس ، أبعرف أسامه وش شايف ؟
أسامه : وش شايف يعني ؟
تكتفت : قبل أمس تبي خدودها مثل ربى و اليوم تبي جوري . أكيد شايفها .
إبتسم على جنب : إجلسي الله يصلحك .
جلست بنرفزه فكمل : بعدين السالفه مهيب خد وقد وبس ، السالفه عشرة عمر إن شا الله وش أبي أكثر من وحده متدينه وملتزمه و أخت لاحمد اللي عرفته وعاشرته وفوق هذا زوج إختي وأبو ولدها و إنتي عارفه وأنا عارف .
خنقتني العبره : رد جميل يعني .
أمي : ما عادني فاهمه عليكم وش الجميل اللي يرده .
أسامه : سالفه يمه وانتهت . الحين حنا بالان بالوقت الحاضر وش إعتراضك ع البنت .
: إعتراضي على تسرعك وإلا وش اللي يخليك بين يوم وليله تقرر تتزوج وتسميها بالاسم .
أسامه : فكرت وربي هداني .
: أســـــــامه ، أتكلم جد وبسألك بصراحه وأسألك بالله تجاوب صدق . أنت شايفها .
ناظر لامي وقال : شفت شعرها بس ولما عرفت إنها إخت أحمد قلت يا ولد دق الحديد وهو حامي .
إستكبرت الكلمه فقلت باندفاع : نعــــــــم ! تبي تقنعني إنك شفت شعرها وأعجبتك .
أسامه : شوفو أنا بس أبي خطبه هالوقت بمعنى أصح أبي تحجزون لي البنت عشان ما تطير من يدي . أنا إستخرت وإستشرت أبوي وقال لي شاور خواتك مع أمك وأنتو أحرار والحين الموضوع من يد أمي ليدك يا جميله . شاوري زوجك وشوفي رده إذا يقبل أخطب إخته كلام إلين أستقر بوظيفتي و نخلص من عرس ربى ، خلاص وإذا لا فلا حول ولا قوة .
أرتجفت شفتي وأنا اقول بهمس : آسفه بس مدري شفيني بسرعه أطلع عن طوري .
أمي بحنيه : مو منك يمه من اللي فيك الله يقومك بالسلامه ويفرحني بشوفة عيالكم قريب ..
جلس أسامه جنبي وباس جبيني بحنيه .. ضميته كأعتذار عن اللي سويته ..
كانت جلستنا بقية اليوم هي مجرد نقاشات عقيمه عن الخطبه ..
الساعه 11 .. رجعت البيت .. أمي (أم أحمد) تنام بدري ما تتجاوز الساعه العشر ونص إلا وهي نايمه .. جوري معتكفه بغرفتها .. دخلت مع أحمد للقسم .. توجه لكتبه وصار يقلب بالتحضير وكتب منوعه للصفوف الابتدائيه الدنيا .. بدلت وجلست جنبه .. لما لصقت فيه ..
أحمد : حياتي إذا فيك النوم أطلع االمجلس .
: لا فيني كلام .
ناظرني بإبتسامته الحلوه : آمريني .
: لا بالاول خلص شغلك ، تشرب شي .
زم شفايفه وعيونه تناظر السقف لثواني : لا مو مشتهي . إذا نفسك بحاجه أشرب معك عادي .
: لالا .
صك الكتب ورتب أوراقه ثم ناظرني بإهتمام : قولي شعندك .
: لا حمودي عادي كمل شغلك .
باس خدي بخفه وهو يقول : يا روح حمودك إنتي يللا يا بنت والله كنت أتصفح بس عادي بعدين بكرا إن شا الله الحصتين الاولى ما عندي حصص يعني يمشي الحال .
بللت شفايفي بلساني وبلعت ريقي عدت مرات فحثني ع الكلام بنظرات مهتمه : توكلي على الله .
: لا إله إلا الله . حمودي . اممممممم شرايك بـ أسامه أخوي .
أحمد بعد تفكير : مواطن سعودي صالح .
وكأنه يتدارك نفسه : أووهـ أقصد أسامه .
ضحكت بتلقائيه : أحمـــــــد أنا وين وأنت وين .
مسح بين حواجبي بإبتسامه : شأسوي بأفك هالعقده . الحمـــــــــدلله أنفكت .
تنهدت وسميت بالرحمن بصدري : بجد حبيبي وش رأيك بـ أسامه .
أحمد : اللي اعرفه إنه إبن بار و أخ عظيم و إنسان صايم ومصلي وما على سمعته غبار الحمد لله .
خنقتني العبره وأنا أسمع كلامه عن عضيدي وسندي ، طول عمري أفتخر فيك يا أسامه ما أطلب غير الله يمد بأعمارنا ونفرح فيك قريب عشان أسوي لعيالك كل شي سويته لي أو لخواتي أو حتى لدلال ..
حسيت بإيده الدافيه على خدي : يا حياتي ليه الدموع ؟ أسامه فيه شي ؟ عسى ما شر .
: أسامه قرر يتزوج وووو .... يقول يبي يخطب بس عقد كلام وبس يستقر بوظيفته وكذا يبي يخطب رسمي ويتزوج .
أحمد : يبي يخطب يعني نهاية العالم وش له تبكين بدال ما تدعين له يوافقون أهل العروس و ....
قاطع كلامه لما ناظرني بذهول : ليش تقولين لي هالكلام ؟ وش رايي فيه ؟ بعدين يعقد كلام ؟ وش قصدك ؟
قلت بسرعه : يبي جوري .
حك راسه بتفكير وهو يقول : تصدقين عاد لاقين لبعض تمنيته لاختي من زمان .
بتركيز شديد : يعني ؟
أحمد بحب وهو يأشر على ذراعه : أخوك رجـــــال ينحط ع اليمين يا الغاليه ويكفي إنه أخوك عشان أعرف وش كثر حنيّن و حبيب و شلون ينحط ع الجرى يبرى .
آخر جمله قالها وهو يمسح على خدي ..
: و جــوري ؟
أحمد : أكيد راح أخذ رآيها بس هاه تتم السالفه بين العيلتين إلين يقرر يملك .
مدري ليه اتذكرت خطوبتي وتعبي وكل شي مريت فيه قبل .. ترددت أسأله بس إبتسامة شفته وعيونه المحبه شجعتني أسأل السؤال مثل ما هو ببالي ...
: أحمد ؟ اممممممم أنت ليش ما عدت تقرى من بعد . من بعد .. من بعدي ..
إبتسم : من قبلك بطلت أقرى طلعت علي إشاعات ما أقرى القرآن صح ، مشعوذ ، ساحر ، صارت تجيني أنواع الاسماء المستعاره فرفعت يدي عن القضيه وعفى الله عما سلف .
عقدت حواجبي : انزين ليش أنا يعني .
رد بثقه : بالبدايه لانك قريبة بنت سالم الله يرحمه عمك ، اللي جواهر تموت فيها سواء طالبه بالدار والا بالمدرسه ، بعدين لاني شفت عيون أسامه بعدين لاني لمحتك وصار الحلم حقيقه .
: الحلم ؟
أحمد : من قبل أتزوجك بــ عدد سنين ما حسبتها كان يتردد علي منام غريب ، كنت أشوفك أنتي ، ما ألمح منك ولا شي إلا وجهك وشعرك . تناديني وأصحى على صوتك . كنت حاس إن هالمنام رؤيه وإنه بيتحقق بس ما عرفت ولا فكرت ولا حاولت أشوف بنات خلق الله عشان أدورك . يوم اللي إتخلصنا من 70 % الاولى لمحت وجهك وعرفتك . ولان الله كتبك من نصيبي . إنتي الحين حيـــــــــاتي ، وأم طفلي ، وحبيبة أمي ، واللي طلعت عين إختي بوحامها .
رميت نفسي على صدره وأنا اقول له من أعماق قلبي : أحبـــــــــــــك .
************
* بسمة *
صحيح مر وقت على وفاة الغاليه الله يرحمها .. الا إن سند مازال متأثر .. ركبت السياره .. إخترقت سكونها وبرودها بهمس ..
: السلام عليكم ..
رد بنفس نبرتي : وعليكم السلام .
: اممممم شلونك ؟
سند : حمدلله ، كنت مع أحمد وأسامه إتصلو علي وإجتمعنا .. ما شا الله عليهم .
إبتسمت : يعني ارتحت .
سند : تقدرين تقولين .
ما صرحت بإستغرابي الشديد لانه ركن سيارته ع الكورنيش ..
سند بصيغة سؤال : تنزلين ؟
: آ .. إي عادي .
مشينا مع بعض .. عيني عليه وعينه على البحر .. استند على سور الكورنيش وعيونه تغوووص بالبحر .. آهـ يا سند .. إنت بالنسبه لي بحر .. غامض وفيك أسرار المشكله كلها مكشوفه .. بس وش بداخلك بعد ؟ .. متعلق بأطياف الماضي . طفل كبير محتاج لامه .. ورجـــــل محتاج زوجة .. و كنت أنــا محل الزوجة اللي تلبي رغبة الجسد .. الجسد فقط .. عمري ما حسيت إنك مهتم فيني لاني أنــا .. بس أنــا مهتمه فيك .. لانك أنت سند .. سنـــد وبس .. قطعت الصمت بصوت منخفض ..
: تحب البحــر ؟
سند بهدووء : و من ما يحبه ؟
: أنــا ..
ناظرني بإستغراب : ليه ؟!
: أحسه غدار . مثل الدنيا . ما لهم أمان .
سند : الدنيا ! البحر ؟ غريب تفكيرك .
: الدنيا لعبت بي وأبعدتني عن ربي . لانها خدعتني بقشورها وأشياء ما لها داعي مثل البحر . يناديك تمتطي أمواجه و تتأمله بس ما تأمن متى تهيج هالامواج وتبلعك وتاخذك لدنيا غير هالدنيا .
ضحك بخفوت .. مد يده وسحبني .. أول ما دخل السياره ..
سند : أحسك جبتي الاولي ع التالي بهالكلام .
: ع الاقل أنا راضيه بوجهة نظري .
سند : هذا اللي لازم يصير .
إشترى لنا سلاش قبل لا نوصل البيت .. نزلنا بهدووء ما في غير الصمت يلفنا ، نزل العصير على الطاوله وشغل التلفزيون بعد ما أعطاني ثوبه أعلقه جوا الغرفه .. رتبت نفسي واتعدلت له ، لقيته يضحك ؟ .. أجبرت نفسي على الابتسام لما جلست جنبه وناولته العصير ..
: شقاعد تشوف .
سند : مسرحيه مصريه بس خساره طلعت لقطة بس .. بس موت تضحك .
إسترخيت بجلستي .. لكنه إقترب مني وضم أكتافي .. كان يطوف بوجهي يناظرني .. أصعب شي إني أحس إني له أنثى بالجسد بس .. ناظر للساعه ثم وقفني معه ..
بعد نص ساعه .. اتسحبت من السرير بهدووء .. دخلت الحمام أعزكم الله .. عبيت البانيو مويا ساخنه شوي .. دخلت نفسي فيها .. غصباً عني ضيقي يكبر .. حرام عليك يا سند ، كرهتني بأكثر شي أحبه بنفسي إسمي ، يا الله .. نفسي أتشجع .. أردك عن نفسي وأعلمك إسمي .. ليش تتنهد بإسمها وانا بين إيديك ..
نهرت نفسي بقوة .. لا يا بسمه ، هذا زوجك وله عليك إن تتحملينه لا تنسين وصية أمه .. لا تنسين نفسك قوّي عمرك بالصبر ، الرسول صلى الله عليه و سلم .. صبر على أذى المشركين وكان بامكانه يدعي عليهم ويكتفي شرهم وهذا هو قدوتي لازم أصبر و أصبر رغم أن جرح المشاعر كبير ..
الصبــــــــر مثل مذاقه مُـــرٌ لكن عواقبه أحلى من العســــــل ..
انهيت حمامي بصعوبه بعد ما شربت من مالح دموعي الكثير .. رتبت البيت .. جهزت لبسه مع جزمته وأغراضه بهدووء .. طلعت من غرفتي لغرفة أمي .. جلست بمكاني لما أسولف معها قبل لا تنام .. تخيلتها بجسدها المتعب ، صوتها المهزوز إثر المرض ، مداعبتها لنا بكلامها الطيب ، وصاياها اليوميه قبل لا تنام ..
إنحنيت على مخدتها ، قبلتها وهمست ..
: سامحيني يمه إذا ضايقت روحك بزعلي عليه ، يمه يتنهد بإسمها وهو بحضني ، يبكيها على صدري ..
هزيت راسي بضيق .. يا ربي شقاعد اسوي أنــا .. يا ربي ألهمني الصواب وإجعل لي من لدنك سلطاناً مبيناً .. طلعت من الغرفه للمجلس .. أخذت أنفاس متتابعه بضيق .. مدري ليش أحس إني محتاجه أتكلم مع بني آدم يرد لي الصوت بدون ما أجرحه ما في غير .. جوري .. لان هيفاء زوجها صعب وما أقدر أكلمها بعد الساعه عشر .. طلبت رقمها بتردد لان الوقت متأخر ... لكن جاني ردها بثقل ..
: سلام ، من زمان نايمه ؟
جوري خارج التغطيه : اممممم من ؟!
: جوري ، إصحي لو أحد يدق عليك بتردين كذا .
أخذت دقيقتين صمت قبل لا تقول : بسمه ؟! خير شفيك ؟
: الخير بوجهك ..
إنفجرت صمامات الامان وبديت أبكي بصوت مرتفع فقالت بقلق بان بصوتها الكسول : بسومه يا قلبي ، صاير فيك شي ، متضايقه من أحد ..
: متضايقه من نفسي .. أنــآ المفروض اليوم أكون مستانسه .. بس كل شي يروح بسرعه لانه جا بسرعه ، أكره نفسي أكره نفسي ..
جوري : يا قلبي عليك ، شوي شوي هدي عمرك بسومه ما في شي بالدنيا يستاهل . قولي لي متضايقه عشان أم سند الله يغفر لها .
: مدري .
جوري : انزين ، شرايك تتذكرين وش اللي لازم يخليك مستانسه .
إبتسمت بين دموعي : سند ضحك هذا ثانياً ..
جوري :شي طيب .. و أولاً ؟
: أخوي ، مسيكين شاف له وحده وما نام الليل قبل لا يقول أبيها .. طول قعدتنا وحنا نتناقش فيها ..
لا رد ..
تحمست لردة فعلها لكني إستغربت الهدووء : جوري وينك ؟
جوري : يعني أخوك بيتزوج .
: لا يبي يتكلم عليها عشان لا تطير من يده ، هو قال لامي وجميله ليش يبيها .
جوري : وليش جميله بالذات مع أمك ؟
حسيت بدمي يتراجع عشان يسكن البرود أطرافي وكلي حماس أخذ رأيها قبل الكل ..
: امممممم خلينا من هالسالفه ، قولي ليش يبيها ؟
حسيت نبرتها باااااااارده : ليش ؟
: شاف شعرها . تخيلي بس شعرها ..
جوري : عن جد مصخره تبيني أقتنع أنه من شعرها إنفتن .
: لا مو أنفتن الرجال شرى على طول .
جوري بنرفزه : طيب غيري السالفه .
: لا لا ، جوري عمري خبيت عليك شي من قويت علاقتنا ؟.
جوري بملل : لأ .
: انزين ، قولي بصراحه ليش زعلتي ؟
علت صوتها بدليل إنها عصبت جد : وأزعــــــــــل ليش ؟ من بقية أهلي هو ؟
قلت بخبث : وش عرفك أني بسألك عنه .
جوري بتأتأه : مو .. كنا .. نتكلم عنه .
: هههههههههآآآي يا حبني لك .. جوري صدق صدق تميلين له صح ؟
جوري : وجـــــــــــع زين وجع وجع يا قليلة الأدب .
: أعصااااااااااابك يا حلوه ، ترى سرك ببير عميق ماله قرار ، بس وين سري ؟
جوري بصوت مرتجف وكأنها مستعده للبكى : نفس المكان .
: يعني وين ؟
جوري : أوووووووووهـ بسمــــــــــه وبعديــــــــــن .
: طيب طيب ، العروسه إنتي يا حظي ، يا حظ عينك يوم أسامه بجلالة قدره وسموه ناظر لك وأعجبتيه ، عز الله إن أمك داعية لك بليلة القدر و يوم الجمعه ساعه الاستجابه ..
لا رد ..
: جوري ؟ .. جوري وينك ؟
جوري : عن المزح الثقيل .
: والله مو مزح ، شوفي بكره إن شا الله إذا ما قالو لك وش رأيك تنخطبين لآسامه ما أكون أنــا .
جوري : يللا سهرتيني على الفاضي .
: علـــــى الفاااااضي على الفاضي بكيفك بس يكفي عدلتي المزااج سلاموو .
***********
* جلال *
كنت أضغط على الحاسبه بتركيز .. حسبي الله ونِعمَ الوكيل ، كل اللي أنا فيه بسبة نفسي الاماره بالسوء ، وبسبب راس الحيه الله لا يبارك فيها . يا الله عمري ما كرهت أحد مثل ما كرهتها .. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ، .. ما انقطعت عن دراستي ولا دلال سمحت لها تتغيب ، نبي الحياة تسير بمسارها الطبيعي . أبي أستغل كل لحظات ضعفها عشان أصير أقوى لي ولها .. هي تبي تعيش مراهقتها كمراهقه عاديه ما دخلت بمسؤلية زواج .. وأنا ما أبي مصاريف زايده حتى مع اللي قاعد أتدرب عليه عند أبو مازن صديقي .. ويبي لي وقت على ما أقدر أبتدي بأول خطوه وأقدر أدخر من شغلته ..
رميت الاوراق على جنب وسحبت مذكرتي الدراسيه ، أكره التدريس حلم حياتي أصير مهندس ، بس بهالظروف ما أقدر أصبر خمس سنوات لاني لازم أتخرج بوظيفة مرتبه وحلوه وخلال سنتين أو ثلاث بالكثير ، إذا ربي وفقني إشتغلت وساطة أبو مازن بالرياض راح تكون ضربة حظ بالنسبة لي ، ومنها أقدر أنقطع عن دلال وتعيش عمرها زي ما تحب ، علاقتي بأسامه من حسن لآحسن وأقدر بقلب مطمئن أتركها بدون غيرتي الجنونيه عليها مثل أول .. أسامه ملتزم وقلبه طيب ، على الرغم من معاملة أبوه الجافه الا إنه حاول يحتويني كل ما أجي لهم وقدر بالنهاية يضمني تحت جناح رعايته وحرصه ..
ناظرت ناحية بابها وهي تخرج بحلتها الطفوليه اللي تميزها ، حبي الكبير اللي ربيت نفسي عليه ، عمي رباني معها وصرت لها أكثر من درع حامي ، إهتمامي فيها وصلني لشفا جرف هارٍ . بس بقدرة الله إنحفظ حبي لها وإهتمامي فيها داخل مسمى الزواج ، البيت الواحد و بإذن الله راح نتوج كل هذا بـ النفس المطمئنه ..
جلست جنبي وهي تناولني دفترها الوردي : شوف ماني متأكده من الحل .
نقلت عيوني من ملامحها البرئيه لخطها المضحك ، ما قدرت أمسك عمري إبتسامه قويه إندفعت لشفاتي ..
: وش هـ الخط ؟
دلال بعتب ودلع إعتدته من صغري : جلال ، يا تشوف يا تجيب الدفتر .
ضحكت بخفه قبل لا أسحب الدفتر من جديد : خلاص توبه ..
كتمت ضحكتي غصب عني بعد ما تنقلت بين سطور حلها الدقيق قلت بتشجيع ..
: برافو عليك ، صحيح الحل .... هههههههههههه بس خطك وااو شي ثاني .
سحبت دفترها : من زين خطك أنت .
: يطلع لك يا شيخه .
مدت لي القلم اللي بيدها : وريني أشوف .
سحبته بخفه وقربت أوراقي .. كتبت لها إسمها بتفنن فقالت وهي ترخي راسها لمستواي بعفويه : ما شا الله عليك والله حلو .
نزلت القلم بهدوء ، رفعت خصلات شعرها عن وجهها . ناظرتني برعب : جلال لا تناظرني كذا .
: أضمك بس .
حاولت تتحرك بصعوبه وهي تقول : وخــر ليش تتكلم كذا ، وخر عني .
سحبتها لنفسي : تكفين يا دلول بس أضمك .
قامت واقفه ، وأنا على حالي متمسك بذراعينها ، بصراخ : اتركني اتركني ليش صوتك كذا مجنون أنت مجنون .
وقفت معها ، سحبتها بقوة لصدري ، غمرت خشمي بريحة شعرها ، تنهيده حاره تصدر مني ..
دلال بصوت مخنوق : كذا تخوفني منك ، الله يخليك اتركني .
ابعدتها بسرعه ، ضميت وجهها بين إيدي وقلت بحب : لا يا دلال لا تخافين عطيتك الامان ووعدت نفسي ما ألمسك ، بس صدقيني مو بيدي في أشياء تكون خارج سيطرة الانسان على نفسه .
طبعت بوسه على جبينها وهمست : آسف ورب الكون آسف ..
مسحت وجهها وهي تبتعد عني : أنا أدري إنه حرام أمنعك عن نفسي أبلة جواهر قالت لي بس ، أنـــا خايفه من توابع كل شي يصير / قلت الملكه وماشي عديتها لان ما في مسؤليه عليّ لكن مسؤلية . بيت وزوج صغير بدون وظيفه ولا حتى راتب يغطي كل شي يخوف . يخوفني .
: والله أني راضي وأنا ما أبي أسوي شي عشان كذا لا تطاوعيني وخليك على رأيك وأوعدك لا أصوم السنن كلها عشان ما أتهور .
دلال : يعني مو زعلان مني .
: أبــــــداً . بالعكس الله يرضى عليك دنيا وآخره .
دلال : أحبك كذا .
: روحي عني يللا .
دلال باستغراب : ليــــــــه ؟ زعلت ؟
: لالا عن التهور بس .
إنحرجت : قليــــــــــل أدب .
*************
|