كاتب الموضوع :
بسمة براءه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
** الجزء السابع **
* دلال *
سكرت المصحف وانا اقوم اتبع الصوت اللي يناديني : نعم .
ربى بملل : ليه انتي صايره انطوائيه تعالي اجلسي لك شوي .
: مالي خلق حالي .
لفيت عنها لكن سمعت صوت امي تنادي : هلا يمه .
وصلتها لقيت ابوي وملامحه متعكره : سمي يمه طلبتيني .
ابوي : ادخلي له . خمس دقايق وتطلعين فاهمه .
ارتبكت : ادخل لمين .
مشى ابوي وامي تكلمت بحنيه : عشان خاطري يمه الولد نحفان وباين عليه الهم لازم يشوفك وهو وعدني بكل خير .
هذي ثاني زياره له من شهر .. ناظرت للبسي . عادي جداً وهادي ومرتب . رتبت شعري على مراية الاستقبال . وبدفعه من امي بالكلام قدرت ادخل : تهبلين يا عمري كل يوم تكبرين اكثر .
ابتسمت بخجل وبرجفه فتحت باب المجلس . هدوووء . استوعبت اني لازم اسلم فهمست ..
: السلام .
سمعت صوت رجولي : دلال ؟
رفعت عيني بتلقائيه . يمكن لاني ما ناظرته المره الفايته ، حسيت إني قدام شخص ثاني لا يمت لجلال الطويل بكم سنتيمتر عني . هذا أطول وأعرض وله شعر بوجهه مثل ما كنا نحلم سوا . إستخرج حروف من جوفه وهو يقول بحب ظهر لي مع كل حرف ..
جلال : اشتقت لك .
رجعت شعري لورى إذني بربكه . لما حسيته تقدم تراجعت شوي فقال : لا تخافين . تعالي إجلسي بـ أتكلم معك .
جرني وجلّسني معه على كنبه مزدوجه : دلول . معقول سنه بس وكذا تتغيرين مره حليانه .
غمضت عيني وأنا أحس بكفه الدافي على راسي وسمعته يتمتم بالدعاء . ما سمحت له يقبل جبيني . لاني لفيت عنه بإعتراض .
سمعته بعد صمت يقول : دلال . أنا اتخرجت من الثانوي وقبلوني معاهد كثيره لشركات لان نسبتي والتحصيلي والقدرات ممتازه ايش رأيك بأي مجال أتخصص ؟ دلول تعبانه ؟..
هزيت راسي بلا . حسيت باصابعه تحت فكي .
رفع راسي وابتسم : دلول أنا جلال ما غيره اللي فرحان بالثانوي . يا عمري ليه هالخجل كله . أبي توعديني إنك تظلين دلال القويه الواثقه الصابره الذكيه .
تنهدت ونزلت راسي ، رجع يرفعه بس مو بأصابعه بل براحة يده . ضم وجهي بين ايديه وهمس : حليانه .
همست بضيق : شكراً . ابعد .
ناظر للباب وناظرني : أقدر أجي أشوفك كل فتره .
: لا . أرجوك . تحرجني .
إبتسم بحنيه وقرب وجهي . باس جبيني فـ أفلّت نفسي بسرعه وإبتعدت فقال بيأس : أستودعك الله .
أول ما مسك الباب الخارجي قلت بضعف : ليه سويت كذا ؟
ألتفت بعيون لامعه وهمس : إيش !
: ليه اجبرتهم يزوجونا وحنا بهالعمر .
رفعت عيني للسقف وبضعف أكبر : ما تحس أنك ظلمتني .
قال بثقه : أنا أعتبر اللي صار لصالحي . بالاولي والتالي .
إنقهرت : يعني متعمد .
إبتسم بغرابه : لحظة شيطان .
: ويعني لو صار اللي تبي تتوقع إنك بتظل تشوفني بنت عمتك الصغيره الوحيده وبس والا ..... خويه .
زم شفايفه بدون رضا : أنا ما أرتخيت معك إلا وأنا أبيك . أنتي حلم طفولتي وصباي .
: طيب . وإذا طلبت منك تطلق وتختبر مشاعرك الين تتخرج وتتوظف .
جلال بحده : نعـــــــم ! هالكلمه ما أبي أسمعها على لسانك مره ثانيه .
تكتفت و بزعل : أنا بحياتي ما عشت طفوله وأنت بهالطريقه تحرمني مراهقتي .
فتح فمه بس قاطعه صوت الباب وعمي : إنتهت الزياره يللا .
ناظرني بعتب وطلع . تعبت من التفكير العقيم تعبت . أبي أعيش عمري زي ما أبي أنا . غسلت وجهي ورحت لربى ..
ربى بملل : اهلا .
: عندك شي يسلي .
ربى باهتمام : تعالي غرفتي .
قمت وراها ولما دخلنا : اسمعيني دلول . امممممم انا صديقتي هناء . علقتني باخوها .
: كيف ؟
ربى بتردد : والحين خطبتني . تقول إذا وافقتي بتقول لامها . وأنا وافقت .
: وش المشكله ؟
ربى : مدري أحس أني تسرعت . شرايك ؟.
: لا تنسين إن أبوي وأسامه بيسألون وهم اللي يحددون إذا لك خيار بالموافقه والا لأ .
ربى : قولك .
هزيت راسي بايه وأنا اسند جسمي للجدار ..
: اففففف احمدي ربك ع الاقل عندك خيار إنك تـحتارين أو ترفضين أو توافقين شوفيني ما تخرجت من المتوسطه ومتزوجه .
ربى : بس جلال يحبك .
مسحت دمعتي بإنفعال : وأنا أحبه بس يا ترى إذا نضجت أفكارنا وكبرنا بتظل هالمشاعر وإلا . بح . خلاص . مجرد مشاعر مراهقين وأطفال .
ضمتني ربى وهي تقول : تفاءلو بالخير تجدوه .
********
* بسمة *
أحسب أيـــامي بهالبيت الاسابيع .. أربع أسابيع يعني شهر من بداية زواجي .. أقضي أغلب يومي مع أمي أم سند .. أما هو فأغلبية الوقت ساكت .. أو يرد على أمه .. أو يطلبني قدامها . ما أختلينا ببعض وإن حصل ما تكلمنا .. حاولت أصبر عليه قد ما أقدر .. و السبب صبر إختي على هجراني لها ومقاطعتي .. تكبري وتجبري من نهاية المرحلة المتوسطه بعمري إلى نهاية المرحلة الثانويه .. وقتي أقضيه بين أهتمامي بأم سند كأولويه وسند كواجب إنساني لا أكثر ..
كعادتي بعد ما نامت أمي .. دخلت غرفتي .. بدلت لبسي ببيجاما مريحة وطويله .. بمجرد ما دسيت نفسي بالفراش ..
سمعته يقول ببرودهـ المعتاد بالنسبه لي : فيك النوم .
حسيت بخجل لان صوته مخنوق ومسترخي لانه متمدد على بطنه ونص وجهه مغموس بالمخده ..
: أيوه بكره الجمعه وأمي تحب نقعد معها الضحى .
ما سمعت رده .. بس صدرت منه .. آهـ .. موجوعه بصوت واطي .. بتردد بان بصوتي ..
: سند ؟!
لف وجهه ناحيتي وهو عاقد حواجبه بألم واضح .. شغلة أصحاب المكاتب أغلب يومه قاعد لا رياضه ولا شغله ولا مشغله فطبيعي يتألم من ظهره من مدة جلسته الطويله .. قلت له بإهتمام كونه .. إبن أم سند لا آكثـر ..
: يوجعك شي ؟
رد بصوت مخنوق : ظهري .
: أسوي لك شي .
بنفس النبره : إضغطي عليه .
بإهتمام : من وين بالضبط ؟
ترددت قبل لا أمد يدي فقال بألم : يللا .
بلعت ريقي ... افففففف شهالورطه خليه ينوجع إنتي شعليك يا الملقوفه .. مديت يدي المرتجفه لامست ظهره العريض ونطقت بصوت مهزوز ..
: هنا ..
ما رد غير بـ آهـ فهمت إني لامست وجعه .. ضغطت بحركات دائريه و همست بسورة الفاتحه سبع مرات وسورة الاخلاص والمعوذتين .
رفعت يدي عنه لان عيوني قفلو خلاص .. نام على ظهره وهو يقول براحه بانت بملامحه المتعبه : شفيك .
كانت جالسه على ركبي وأقاوم إنغلاق عيوني فقلت بكسل واضح ..
: إنسدح وحط الخداديه تحت ظهرك بتريحك إن شا الله .
رفع نفسه وهو يناظرني بنظرات غريبه .. أحس إني تلخبطت من الحيا : حطيها .
حطيتها وأضطريت أنثني وأقرب حبه زياده . إنسدح فجأه فصارت يدي تحت ظهره . وجهه قريب مني وأنفاسه تحرقني وتوترني قبل لا أتكلم همس بنبره غريبه إنتشلتني من حلم مزعج يجمعني فيه لحالي بدون كوابيس الماضي ولا خيالات . غرس أصابعه الرجوليه بشعري ..
سند : إبتسام .
أضربني إقتلني بس لا تهين مشاعري لهدرجة ..أصبر عليك وأصبر .. بس لا لا مو تهين أنوثتي وتتخليني بوحده ميته عشان تشبع رغبتك .. صرخت عليه وأنا أحاول أسحب يدي ..
: إبعد عني إتركني إنا بسمه بسمه مو إبتسام حراااام عليك .
أفلت يدي بس رجع تمّسك فيني وبنفس النبره : خلاص إهدي شوي بسمه ..
ضربت صدره بضعف وأنا أردد : حرام عليك .
شد إيدي لصدره بقوة وهو يقول بتشتت : أنا خايف . منك . عليك . مني . من كل شي .
شفت دموعه وهو يقول بهمس : ساعديني أنساها .
أكثر مـن إني مستحمله عدم تقبله لشخصي ووجودي . أشوف أكثر شي مستحيل أتخيله من رجل .. دموعه .. آهـ يا قلبي .. خلاص ماني بحمل لكل هذا .. سحبت نفسي بقوة من بين إيديه وطلعت من الخنقه اللي سببها لي .. حتى لما شافني أنثى تخيلني هي .
فتحت مصحف أمي اللي يتوسد طاوله صغيره بالمجلس .. فتحته بس ما قريت منه قريت باللي حفظته بصدري .. عل وعسى يشفع لي عند ربي ويفك ضيق ويفرج كربتي .. كنت أحس بحرارة الدموع اللي لسعت شفايفي وجرحت خدي بس هذا ولا شي قدام اللي سويته بدنيتي .. يا رب عفو وغفرانك يا حي يا قيوم ..
سمعت صوته قريب مني : بسمه !
فتحت عيوني وأنا أحس بحرارة الدم اللي تصاعد لوجهي من الغضب ..
: ممكن تتركني بحالي مو كفايه كلامك السم .
حضن أيدّيَ فوق المصحف وبضعف : افااا أنا أبيك عون لا تصيرين فرعون .
قوست شفايفي بهدووء وقلت ببرود والراحه الجزئيه تحتل محل طيب بنفسي بسبب ذكر الله ..
: أنا رايحه أنام رجاءاً نأجل النقاش شوي عشان ما أقول كلام موب زين .
ما تكلم معي .. ولا رد .. تجازوته لغرفتي وبسرعه رددت أذكار النوم .. بس سمعت صوت .. صوته ‘ يبكي .. ينوح .. إيش فيه ؟؟ ليه الصوت مليان وجع !!
قمت أتتبع الصوت وعلى لساني : يا رب أستر بسترك يا حي يا قيوم .
*********
* جوري *
ربت على كفها بحب : وكيف شفتيه .
ربى بحيا : كويس وحبوب يعني مبدئياً واضح انه لسانه ياكل أكل .
: هههههههه ربي يوفقك ويتمم عليك ومتى الزواج .
دلال : قريب حيل احتمال بعد شهر أو كذا .
: ليه يعني مستعجلين .
ربى بنص عين : أحسن من اللي يقضون سنين متملكين .
ناظرت لدلال اللي أحمرو خدودها .. نزلت راسها وهي تقول : يالحسوده .
فتحت عيني للاخير : دلااااااال متزوجه .
ضحكت ربى : وإسم المحروس جلال .
: مو كنك صغنونه على هالسواليف يا قلبي عليك .
ربتت بسمه على رجلي بضحكه : عنستي . تهئ .
ضحكنا على كلمتها العفويه المرحه . بعد نص ساعه غادرت بسمه وجميله وأنا ظليت مع البنات . قال لي أحمد ساعه وأرد لك . تحلقنا حوالين بعض . دلال وأنا وربى . ألقيت عليهن محاضره عن الملابس والاشياء القريبه منها . وبعدها جلسنا على DVD شاهدنا فيلم " عيون بلا نوم " تحمسنا لاحداثه بس دق علي احمد قبل نصه .
دلال : يوه إجلسي والله إنك مسويه لنا جو بصراخك .
: الجايات اكثر ان شاء الله .
طلعت بصحبة ربى توصلني للباب . شفته .. جالس على كراسي فوق قطعه مزوعه مؤخراً ورافع رجوله على الطاولة ويقرى بكتاب رافعه حيل لوجهه . دعيت من ربي ينزل الكتاب .
أول ما صكيت باب السياره بادرني احمد : اللي ماخذ عقلك .
: هلا ، قلت شي ؟
احمد : أقول السلام لله .
: اوهـ . السلام عليكم ورحمة الله .
احمد : وعليكم السلام والرحمه . جوري يا قلبي . ليكون متضايقه من جميله .
ابتسمت : لا حبيبي لجل عين تكرم مدينه وشلون وهي لجل عينك وعينها . وعين القادم اللي يكرهني .
ضحك احمد وهو يمسك يدي : يا بعد عمري . والله . تبين شي قبل ما نوصل .
: لا سلامتك .
لزمت غرفتي عشان أرحم نفسي من تعليقات جميله وحركاتها . أحسها صايره دلوعه . مع كذا تعودت عليها بشكل كبير . فتحت كتاب "الرحيق المختوم" وجلست أقرى بسيرة الرسول عليه الصلاة و السلام .
فتحت عيني بصعوبه على صوت جوالي . أخذته ،يوه ما حسيت بحالي ، نايمه بعرض السرير وبملابسي .
(: آلوووهـ .
..:.......... (مشفــر) .)
ناظرت السماعه ،شهقت ، بسرعه قفلت اوف رقم غريب . ناظرت ساعة الجوال قريب الفجر .. فقمت توضيت وصليت قيام وبمجرد ما سلمت سمعت الآذان ... رددت مع المؤذن .. ثم صليت ونمت وأنا أردد أذكار الصباح .. اليوم هو بداية ثاني أسبوع من بداية الدراسه .. لميت المراجع اللي علي بعد ما لبست لبس الجامعه وهي السنه الثانيه لي ، اتخصصت دراسات إسلاميه .. دخلت بسمة معي بدون نقاش اللهم أسئلتني وش ناويه عليه وعملت مثلي ..
**********
* جلال *
رجعت من الجامعه هلكاااااان . رميت كتبي وعلى طول للمطبخ .
: سلام .
ناظروني : وعليكم .
: شدعوه يهودي مسلم عليكن .
بدريه : وعليكم السلام .
: أبي غدا جوعان .
سمعت صوت أم نوره : تراك صجيت أهلي بهالاسطوانه .
ناظرتها : طيب أجي جوعان وأبي أكل .
ضربت ع الطاوله : وأنا مو مستعده أتحملك لهنا وكفايه .
ابوي : تعالي يا أم نوره .
راحت وراه وهي تناظرني بنص عين . صار عندي عااادي كلامها من كثره وفضاعته صارت فيه مناعه ضد تجريحها وسمومها . بعد ما أكلت لقمتي طلعت شفتها بوجهي : تعال أبوك يبيك .
رددت بنفسي " اللهم طولك يا روح " .. لحقتها لغرفة أبوي اللي بادر ببرود : أسمعني . عرسك بعد أسبوعين .
: نعم ؟ ودراستي .
ام نوره باستهزاء : كتبك معك وعقلك براسك .
طنشتها وقلت لابوي : يبه أنت تدري إني متملك على وحده صغيره و .
قاطعتني : ومحد قالك تغلط .
: لوسمحتي ما أسمح لك تتكلمين عن زوجتي بهالطريقه .
وقف أبوي : أنا قلت لك . وخلال هالاسبوعين بأثث لك شقه بعمارتي اللي بنهاية الحي . وبريحك من الايجار .
: يبه ..
قاطعني بحزم غريب عليه مع ضعف شخصيته قدام هالمتسلطه : خلاص إنتهى الموضوع .. خذ من البطاقه اللي تبي و رح لنسابيك وعط البنت مهرها ..
ما كان في أي مجال للاعتراض . هزيت راسي بالموافقه وطلعت .
من ثاني يوم !!
لازمت شقتي . رايح راد منها . أثثتها أثاث بسيط على قد الفلوس الي عطاني ابوي وادخرت لنفسي منهم لاني عارفه ما راح يمن علي بعدين . جا معي صديقي مازن . وهو صديقي المقرب . لف معي وشاف الشقه . لما وقفنا بالمطبخ .
قلت له : شرايك . أخلي البراد ذيك الجهه .
مازن : وش فيك جلال هذي خامس مره تسأل ؟
جلست على الارض بضيق : متضايق ومو عارف شسوى .. مكافأة الجامعه ألف بس وش تبي تسوي لـ تسوي . يعني أعيش بتقشف عشان لحظة ضعف تافهه .
ضربت يد بيد مع جملتي الاخيره . نزل مازن لمستواي : ما أعرف شمعنى كلامك بالضبط . لكن أعتقد إني راح أستغلك عشان أضبط لك الوضع .
ناظرته بإستفسار فكمل وهو يشد على يدي : قوم معي في مشوار مهم لازم نسويه .
**********
* بسمه *
سلمت من صلاة العصر .. بعد ما سمعت أصوات الابواب تفتح تعلن وصوله .. مسحت على شعري أرتبه .. طلعت من غرفتي لغرفة أمي .. هزيت راسي بلا ونفس الموال ينعاد .. كانت ليلة ضيق لما جتها إغماءة سكر وحسبها ماتت بكى مثل الاطفال ليلتها ولا سكت إلا لما فتحت عينها وضمته لصدرها الحنون .. من يومها جاب ممرضه تهتم فيها بدقه مواعيد الاكل والدواء .. ليش هالبكى والممرضه تعرف شغلها .. ليش تغطون وجهها ؟ ليش يبكي كذا ؟ تراجعت بآليه لغرفتي .. جلست على السرير .. هزيت راسي وأنا أردد بضيق ..
: لا حول و لا قوة إلا بالله ، إنا لله و إنا إليه راجعون .
سحبت نفس أحاول أمنع دموعي وضيقي يكبر ويكبر : لله ما أخذ و لله ما أعطى وكل شيء عندهـ بمقدار .
غرست اصابعي بشعري .. أسمع صوتها العذب بآخر جملة نطقتها لي " ديري بالك على سند يمه " ..
صرخت بألم وغصتي تطلع من حلقي وتبعثر ضيقي .. دفنت وجهي بالمخده ..
: آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ هـ ، يــُمــه .
بعد ساعات من البكى المتواصل .. صحيت على صوت مألوف .. ناظرت لصاحب الصوت ..
جوري ؟!
مسحت وجهي بكفوفي وتلفت أتأكد من مكاني بس بادرتني : قومي صلي المغرب ، وبدلي أمك برا تنتظرك .
كنت أحس بخطواتها تتبعني .. قضيت فرضي .. ناظرت لجوري بتواهان ..
: جوري ، وش صار ؟ أنا كنت أحلم .
هزت راسها بالنفي وهي تهمس : عظم الله أجركم وأحسن عزاكم وغفر لميتكم . شدي حيلك .
دفيتها بقوة عن طريقي وطلعت برا الغرفه .. شفت أمي وخواتي وأم أحمد وجواهر .. بين البكى والسواد اللي غشى الوجيه قبل العبايات .. فتحت باب غرفة أم سند .. فاضيه .. فــــــــــــــــاضيه .. ألتفت بقوة .. كانت أمي بوجهي .. شديت على إيديها ..
: يمــــــــه ، أمي عنوود وين ؟ أمـــــــــي عنــــــــــود وين ؟
ضمتني أمي بقوة . تحركات غريبه من البنات .. سريعه ومتداخله .. وشفت نور عيني و عضيدي وسندي قدامي .. بنظراته الحنونه .. إهتمامه اللي أبد مو غريب علينا .. قرب مني بلهفته الاخويه ..
شدني عن أمي وهو يهمس لي : آفـــآ عليك يا بسمه بدل ما تدعين لها بالرحمه هذا دعاك لها تبين تعذبينها بقبرها ، وش نسوي فيك وآلآ بزوجك المنهار ، خلاص يا قلبي بس .
ناظرت لوجهه الغالي : أســامه . والله كانت صاحيه ما فيها شي . نامت وهي توصيني . مدري إنها آخر وصيه . مـــــــــــدري . آ آ آ آ هـ .
مسح على راسي عدة مرات وهو يهمس : إششششش بسك يا قلبي ،
باس جبيني وكمل وهو يناظر لوجهي الغارق بالدموع : روحي صلي ركعتين وإستهدي بالله يللا يا قلبي بنفتح البيت للعزا يللا .
رفع عينه وهو يقول بصوت عالي : يـــــا دلاااااااال ،
كمل بعد ما سمعت خطوات قربت لنا : إقري عليها . لا أوصيك .
رجع ينادي : ربــــــــــى .
توجهت لغرفتي اللي لجأت لها جوري مع أمها وإختها .. حثتني جواهر بإيمانها ونور وجهها وطيب كلامها على الصبر وصلت معي ركعتين لعل ربي يصبرنا .. وبعد ما مرت ساعات الليل الاولى برفقة من حضر يعزي من الجيران .. ما بقى الا أهلي .. وحتى أهلي كانو يستعدون للخروج .. قبل خروجهم بدقايق .. قربت مني دلال وصفعتني بكلمة خلتني أصحى من غيبوبة حــــزن ..
قربت بخطى متردده لمجلس الرجال .. ثوب أبيض وشماغ أحمر بدون عقال وهيئة إنســآن .. رمى شماغه على ذراع الكنبه وقام متوسد الجدار .. قربت منه بتردد وبعقلي ما أسمع الا صوت دلال ..
" إذا أنتي عشتي معها كم شهر بس هو عاش معها عمره كله هي أمه "
" إذا أنتي عشتي معها كم شهر بس هو عاش معها عمره كله هي أمه "
" إذا أنتي عشتي معها كم شهر بس هو عاش معها عمره كله هي أمه "
شفت نتيجة ترددي بعيوني .. إنفجر ببكى مُر وهو يجلس بوهن على الارض .. طفــــــــل وفقد أمه ..
صوت المرحومه بإذن الله ، تردد على مسامعي لما خطبتني .
" ولــدي مزاجي صحيح بس رحوووم وأنا قطعه منه مثل ما هو قطعه مني "
" ديري بالك على سند يمه "
جلست قدامه وطبعت بوسه على راسه : إذكـر الله .
ما رد إلا بصوت باكي متألم : ليه للحين عايش ؟ ليه ما أخذنــّي معهن . تعبت والله تعبت .
بلعت غصتي بالعافيه وأنا أضم رآسه لصدري وأقرى عليه باللي أحفظه بصدري ..
*************
* عيون بلا نــوم ..عمل درامي لــ‘المنشد : مهند السلطان ،‘ محمد اليحيى ،‘ راشد الدوسري .
|