استلقت على ظهرها معلنة أنها ستنام أما دونيس فبقيت يقظة تفكر في فيرونيك .
حتى استنتجت أن رأيها في الحياة يشبةرأي خالتها ،
ولكن بصورة عكسية . فكلتاهما تستثني الحب ،
الذي تعرف مما قرأته ، إنه قمة ما يختبرة البشر .
نهضت من مكانها بعد أن تأكدت من أن الفتاة الأخرى قد غفت
ثم سارت فوق سطح المركب .. . . كانت الأيام التي تمر تزيد ساقيها قوة ،
ولكن سيمر وقت طويل ، كما تشعر ، قبل أن تتمكن من الركض والسباحة كما كانت تفعل من قبل .
توقفت لتتكئ إلى قضبان السياج ثم نظرت إلى المياة التي اعتادتها ، دون أن تشعر بالخوف .
سمعت صوتا خلفها فاستدارت لتشاهد شابا في مثل سنها تقريبا,يمر من وراءها ,كان يرتدي ثياب الخدمة الرسمية التي كان يرتديها السيد كليف ,الذي قدم الغداء لهما ,عندما نظرت اليه توقف قليلا,وانحنى بأدب قائلا:
"مساء الخير يا أنسه ,أثمة ما أخدمك به؟."
فترددت قليلا ,لا تريد ان تزعج احد ,ولكن عطشها كان شديد فقالت بعد تفكير:
"أتظن ان بمكاني الحصول على زجاج من الماء المثلجة ".
"طبعا يا أنسه سحضرها لك حالا,..هل انت ذاهبة الى سطح اليخت الامامي؟ستجدين هناك بعض الكراسي المريحة ".
"صحيح ؟ شكرا لك".
تابعت السير الى حيث اشار الشاب ...لم يمض وقتا طويلا حتى عاد يحمل صينية فيها زجاجة ماء معدنية موضوعة في وعاء ملئ بالثلج المكسر.
وضع الساقي الصينية على الطاولة قربها ,وفتح القنينة ليصب لها المياه الغازية في كوب طويل ,ثم اعاد الخطاء الى مكانه....
فقالت:
"شكرا لك,لم اذق في حياتي مثل هذه المياه العذبة ,احس اني مرفه".
منتدى ليلاس
"صحيح ...أتصور ذالك ...هل اتيك بكتاب ؟.أو مجلة ازياء مثلا؟".
"لطف منك..ولكنني سأكون سعيدة ..بالجلوس هنا..هل أنت على متن اليخت منذ زمن؟".
"ليس منذ زمن..هل تعذريني الان يا أنسه؟".
حيرها تصرف الساقي الشاب قليلا..فلكنته تشبه لكنة جايسون أكثر من لكنة كليف..
ولان فكرتها عن الحياة في اوروباء مبنية على نوعية تصرفات خرافاتها الكبرى.فقد اعتقدته احد ضباط اليخت لا احد السقاة الشبان .
ذلك المشاء وقت العشاء تقدم اليها احد الضباط الاربعة الذين يخدمون على متن المركب ...شعرت بالخجل منهم ولكنهم سراعا ما جعلوها تستريح لهم اذ لم يذكر احد لظروف التي اتت بها الى اليخت بل كان الحديث على المائدة يدور بمعظمة عن الكتب,بدا ان الجميع كان يقراء كثيرا .وبما اند ونيس كانت قراءة كتبا عديدة عن الثقافات الاوربية الكلاسكية ,وعن حقول اخرى ,لم تجد أي صعوبة في المشاركة الحديث ...ولكن فيكي احسن انها خارج الحديث.فهي في اعترافها انها لم تقراء غير المجلات النسائية .
اوت دونيس باكرا الى فراشها ..لكنها وجدت صعوبها في ان تنام نوما متصلا ,وفي اخر الصباح اختارت احد المؤلفات المنشورة على الوقوف في غرفتها ,وهذا ما فتحت عينيها على ان الحياة في موطن اجدادها ,قد تغيرت كثير منذ ان غادرات وخالتها منذ ستة عشر عاما ,وقد تغيرت كثيرا ,كثيرا منذ عهد خالتها ,أي قبل الحرب العالمية الاولى .
اثناء تناولها الفطور الذي حضرته السيدة مارسيل على فراشها,راحت تفكر في هذه الحياة المترفة ,بعد اشهر الحرامان الماضية ,تلك.خلال فترة الصباح اكتشفت ان اليخت يحتوي على غرفة تجميل تعمل فيها امراتان تعادل السيدة مارشيل عمرا,كانت السيدة مارشيل قد اخبرتها ان جايسون يحب ان تبقى النساء الاتي يقصدنا يخته انيقات ..مسرحات الشعر..فيما كانت فيكي تتلقى التدليك من السيدة باد قامت الانسه هوغر بالعناية باظافر دونيس.
بعد يومين توقف المركب في ميناء جزيرة لا تبعد سوى ساعة عن مطار دولي حيث ستتمكن فيرونيك من السفر..
الى لندن للانضمام الى جانسون,لم تحس دوني سبا الاسف لسفرها.فقد اعتادت حتى قبل حادثتها على العيش في عزلة وصمت ,وقد بدات ثرثرت الفتاة تزعجها.
مع مرور الايام اخذت تنام بشكل افضل ,اما الالمها فراحت تتلاشى وصورتها في المرآة تبدلت من فتاة مهجورة فوق جزيرة الى فتاة صحيحة معافاة..
كانت ترى الخادم الشاب كل يوم ,وسمعت الاخرين ينادونه باسمه "ديفد..لكن لم تتح الفرصه لها للحديث معه الا بعد ان رسا اليخت على شاطئ الجزيرة ,حيث نزل الطاقم ليسبح,وليقيم حفلة شواء على الشاطئ,
مع اند ونيس استحمت في البركة الصغيرة فوق اليخت,الا انها لم تسبح كما كانت معتادة على السباحة منذ قبل اخر يوم قبل رحلتها المشؤمة مع خالتها الكبرى...عندما كان الشواء بيهياء اشراف السيدة كليف تسللت مبتعدة لتجرب مدى عافيتها عن طريق اكتشاف قدرتها على السباحة دون تعب ..
البينكي الابيض والاخضر الذي ارتدته تحت فستانها الخفيف,كان فوق اليخت ولكن دونيس كانت تفضل ان تسبح عارية كما اعتادت في الجزيرة التي لم تعرف موطنا سواها.
بعيدا عن انظار المحتفلين خلعت فستانها .ثم غطست حتى وصلت الى خصرها,ثم قفزة الى الامام لتختفي تحت السطح ثم تصعد على مسافة بعيدة ,منهمرا شعرها الطويل كالشلال على كتفيها.
لم تكن تحس ان هناك من يراقبها,فاخذت تضرب المياه بساعديها وتسبح الى ان احست بالم من التعب .ثم احست بالرضى عن نفسها,فبعد ايام قليلة ستسترد عافيتها تماما.
عادت الى الشاطئ فلما خرجت من الماء شعرت بدوار خفيف مفاجئ جعلها تنهار فوق الرمال,وتستلقي محدقة الى السماء ,تعبة ,مرهقة,ولكنها سعيده بنيجة اختبار صحتها.
"هل أنت بخير انسه فانيز؟".
الصوت الهادي القلق جعلها تنهض بسرعة ,التفت الى صاحبه فاذا هو دايفد الساقي مرتدي ثياب السباحة بدل بذلته المعتادة ,يقف على بعد امتار منها ,فابتسمت له..
"اه..مرحبا..انا بخير..مقطوعة النفس قليلا ,ولكن هذا امرا متوقعا.".
"انت سباحة رائعة ..كنت تقطعين الماء كسمكة القرش ".
"لقد مارسة السباحة في يومين من يومين حياتي اتحب الماء؟"
"ومن لا يحبه ..هنا؟".
"لقد امتلات بالرمل ,سأعود الى الماء ثانية لانظف جسدي.هل ترافقني؟".
لاحظت انه تردد قبل ان يقف..ثم ركضا معا ,وقفزا الى الامام ..اتبعها هو بسباحة سريعة لحوالي الاربعين متر ,بينما تبعته دونيس بكسل وقالت له بعد ان وصلت اليه.
"اعرف ان اسمك دايفد ,واسمي دونيس.كما لبد ان تعرف لذا لست مضطر لمناداتي الانسه فاينز..الان اليس كذالك؟".
"اظن ان هذا من واجبي".
"ولماذا؟ لقد فهمت من الكتب التي قراتها ان الايام قد تغيرت في اوروباء عما كانت عليه عندما كانت تعيش فيها خالتي ,كما قرات ان الجميع هذه الايام سواسية على الاقل في ساعات فراغهم".
"اعتقد هذا ..ولكن الى حد معين..وانا لي وضع خاص.."
"صحيح!ولماذا؟".
هذه المرة لم يكن هناك شك في تردده ..ولكنه قال في النهاية.
"انا لست ساقيا في الواقع..انه عمل مؤقتا بالنسبة لي,ولكنه يشرفني بطريقة ما,ان اقوم بعملي جيد ..وكانه عمل دائم".
"اذا لم تكن ساقيا..فمن انت؟".
"لا شيء حتى الان..لقد تركت المدرسة منذ اشهر قليلة وبعد ان انتهي من مهمتي هنا ,سابدا دراست القانون ..من وصاية والدي ان يجرب كل اولاده في ما بين سن الطفولة وسن الرشد عملا لا يتناسب مع مستواهم ,فقد بدا والدي حياته من لا شيء .وهو لا يحب من يرث ماله دون تعب ,او من يأخذ الحياة الجيدة كا مر واقع..
اثناء الحديث الداثر بينهما كانا يسبحان عائدين الى الشاطئ...حالما وصلا الى اليابس وقفت دونيس فعصرت شعرها ثم جففته..
"ليتك تخبريني عما حدث يوم انقذتموني...لقد سألت فروينك لكنها قالت انها لم تكن في اليخت يومها ..".
"هذا صحيح ..فالانسه توماس لم تكن معنا..كان على اليخت ستة ضيوف..ولكنني اظن ان السيدة كونر كان ضاق ذرعا من رفقتهم ,وبعد العشاء خرج الى الشاطئ وحيدا ..
وعندما عاد يحملك بين ذراعيه ظن الجميع انه فات الاون على انقاذك ..لكن ها انا انظر اليك الان ! انت مذهلة ..اذا كان يحق لي القول ...انسه..
فضحكت واحمر لونها..فقد ازدادت وزنا بفعل وامتلات اردافها وعادت كما كانت ,لكن قبلا لم يقل لها أي شب انها مذهلة ومع انها تعلم انه يبالغ الى انها اسعدتها سماع هذا..
اردف..
"ما ادهشني ان السيد كونر منع ان يتسرب الخبر الى وسائل الاعلام ,لكنه دون شك ضغط على ضيوفه لاخفاء الخبر..فهو شخصية قاصية كما يقولون ومصاب بعقدة من الاعلام ..لهذا لا تعلم امي وشقيقته أي شيء عن حياته الخاصة".
"وماذا تعني؟؟".
"لاشيء في الواقع..اظن ان معظم القصص عنه ما هي الا اشاعات ..ومبالغ فيها".
"وما هي تلك القصص؟".
"يدعونه باسم جيسي كونر ,وهذا يعني انه زير نساء ..فلنغير الموضوع.لم يكن من حقي اثارته,فانا اعمل عنده واحبه".
"وانا مدينة له بحياتي".
وصلا اثناء يسرهما الى حيث يحتفل الجميع..احسست تونيس ان معظم الرجال كانوا ينظرون اليها بطريقة جعلتها تتمنا ان ترتدي أي شيء غير ملابس السباحة..
كانت معتادة على البقاء عارية تقريبا ,ولكنها لم تكن معتادة على ان يرمقها الرجال بنظراتها ...هي لم تنكر انها لم تمانع عندما نظر اليها ديفد بتلك الطريقة...الى ان الامر مختلف الى هولاء الحفنه من الرجال ينظرون الى جسدها..ولكنهم سرعان ما اشاحوا بنظرها بعد ان احمر وجهها من جراء نظراتهم الفاحصة..ارتدت فستانها بسرعة...ثم انظمت الى النسوة الثلاثة..
بعد ثلاث ايام سمعت السيدة مارشيل والسيد باد..تتحدثان عنها,وما سمعته قبل ان تدرك انها معنية بالكلام جعلها تضطرب .سمعت السيدة مارشيل تقول..
"اوه..صحيح انها جميلة حقا..ما ظن احد ان تكون هكذا عندما جاء بها السيد كونر الى المركب..ميتة اكثر من حية..اذ اردت راي..فهذه الفتاة ستضرب فرونيك توماس على راسها..لذالك لا اظن اننا سنرى تلك الفتاة ثانية..فلابد انها هربت ...وستحل محلها فتاة اخرى عما قريب.".
منتدى ليلاس
تطوعت السيدة باد با بداء وجهة نظرها..
" اوافق الراي..لايمكن مقارنة الفتاة الشابة فانز بالفتاة توماس..فهذه بريئة كالطفلة ..وذالك واضح من الاحمرار الذي كساء وجهها عندما كاد عيون الرجال تخرج من محاجرها وهم يرونها في ثوب السباحة ..اما تلك الفتاة فبعيدة عن البراءة كل البعد "..
"حسنا كل ما ارج وان يلاحظ السيد كونر كل هذه البراءة قبل ان يقرر ان تكون الفتاة التالية على لائحته"..
وهنا ادركت دونيس ان عليها الا تسمع المزيد ...
واضطربت من القليل الذي سمعته ,فصعدت الى غرفتها,واخذت ونظرت الى نفسها في المرأة..
هل حقا جميلة؟
هل يعقل ان ينقلب الرجل الذي تظنه المحسن اليها الى فاسق عديم الضمير يتوقع منها مكأفاته على كرمه بمشاركته الفراش؟..
بعد يومين.وفي وقت كان متوقع حضور طائرة جايسون الى مطار قريب من الجزيرة حيث يرسؤ اليخت على شاطئها..كان يجري لدونيس فحص شامل في البلدة نفسها بناء على طلبه..
عندما عادت الى اليخت ,كان على متنه ...ولكنه لم يكن على سطحه...لذا لم تشاهده الى قبل وقت وجيز من العشاء..وذالك في وقت كان المركب فيه قد انطلق من جديد فوق مياه البحر..
نظرت دونيس الى نفسهاغي المراة بينما كانت السيدة مارشيل تصفف لها شهرها..كانت تعلم انها تغيرت كثيرا منذ راها جايسون اخر مرة ...ولكن هل هي بنظره جميلة وفق المقاييس التي يحددها في المرأة.
تمنت الا يراها جميلة حتى لا ينقلب عرفانها للجميل الى مرارة .كما لابد ان يحصل فيما لو حاول ان يورطها في ذالك النوع من العلاقة التي بينه وبين فرونيك..
ولكنها كانت ترى في عين السيدة مارشيل نظرة شخص يراقب حملا ذاهب الى الذبح....