كاتب الموضوع :
f_troy2010
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الـــجـــزء الــــثــــانـــــي والأخــــيــر كادا القلق والذنب يقتلان اياد وهو بانتظار خروج الطبيب الذى اخبرهم انها بخير عضويا ولكن لا
تستطيع النطق نتيجة الصدمه
لم يفهم ما اخبره به الطبيب دخل غرفتها وحاول ايقاظها
اما صبا فقد سقطت مغشيا عليها
استيقظت وجدت باسل بجانبها وممرضه تفحص نبضها نهضت مسرعه وقالت : اين همس ؟
قال : لازالت نائمه واعادها للفراش مره اخرى قائلا : لازلتى متعبه
قالت : يجب ان اراها
ذهبوا اليها فوجدوا اياد لايزال جالسا وكان جبلا من الهم قد وضع على كتفيه
لم تكترث اليه صبا ولكن هرعت الى همس التى كانت غادرت حجرتها ورفضت ان يوصلها احد
ذهبوا الى بيت عمتها فوجدوها تفترش الارض وحولها اكوام من الصور تقلب بها جلست صبا بجانبها تكلمها لم تجبها وعندما الحت عليها اخذت تجمع الصور وذهبت الى فراشها كشفت صبا الغطاء عن وجهها فقامت بدفعها
ولكن اسرعت اليها فى الفور فاحتضنتها
بكت صبا وقالت : انا بخير حبيبتى عادت همس مره اخرى للفراش لتكتب شيئا لتريه اليها
كتبت : استحق الموت لقد تركته اولا لذلك ذهب لانه غاضب منى اسفه ابى
ضمتها صبا وقد اختلط بكاءهما وقالت : همس لقد كان يحبك دوما هذا قضاء الله
اخدت تهز راسها تاره بالايجاب وتاره بالنفى وازداد انتحابها لتلقى بنفسها فى صدر صبا
كان اياد ينظر اليها من جانب الباب وبداخله يقول : انا السبب انا من وضعها عليها هذا الضغط وقبل وفاة والدها ظلت هكذ شهر تقريبا وعادت الى العمل تحت الحاح ثلاثتهم عليها ولكن لم تعد لديها الحماس للعمل كما كانت
وذات يوم جاء باسل لاياد وقال : طلب منى احد اصدقائى ان اقوم بتصميم غلافا لكتابه
ساجعل همس هى من تصممه سيكون مفيدا برايى ما رايك انت ؟
ابتسم اياد وقال : موافق بالطبع
عندما اخبروها رفضت ولكن الحوا عليها حتى وافقت
وكان له تاثير ساحر عليها اصبحت تبتسم مجددا والغلاف يكتمل شيئا فشيئا
دخل اياد عليها وهى منهمكه بلوحتها قائلا : ان هذه الفتاه تشبهك كثيرا
التفتت اليه قال : هل افزعتك مجددا لم اقصد هذه المره صدقينى
عادت همس للوحتها غير مكترثه
قال اياد : انا اسف لم اعتذر منك الى الان
ولكن حقا فقدت صوابى حينها ستسامحينى اليس كذلك ؟
ابتسمت واخذت ورقه لتكتب شيئا ولكنه اخذهم منها وقال : لا انطقى لن تتحسنى وانت تعتمدين على هذا
هيا انطقى همس ه ... م ..... س
اخذت تحاول حتى نطقت الميم بصعوبه وفشلت فى الباقى
ابتسم ابتسامة المنتصر ثم قال بصوت مرتفع : صبا باسل اخفوا من امامها جميع الاوراق والاقلام لقد نطقت حرف الميم تحت اصرارى المعروف من يترك ورقه خلفه سيتكفل بغداء الجميع هذا اليوم ونظر الى همس وقال : اما انتى سافتش حقيبتك بنفسى يوميا واريد ان اجد ورقه او قلم لاريكى وجهى الاخر
انتهت اللوحه ونجحت همس فى نطق بعض الحروف القليله تحت الحاح الجميع كلما اتوا يرددوا امامها الحروف حتى نطقت بالقليل منها
وفى يوم لاحظ اياد تاخر همس وصبا هادئه لا تفعل شيئا فذهب ليسالها اجابته بانها تغيبت لان عمتها مريضه
وستضطر للجلوس بجانبها بضعة ايام
ذهبوا اليها فى اليوم التالى للاطمئنان على عمتها
واثناء انصرافهم قال اياد لهمس: لا تظنى انك قد تخلصتى من الفروض المنزليه التى اعطيها لكى
لم تفهم همس اما هو فغادر دون توضيح
فى الصباح دق جرس الباب فتحت همس لتجد طفلا
اعطها زهره حمراء وهبط مسرعا اغلقت الباب وهى
مندهشه من تصرفه وهنا رن هاتفها لتجد رساله صوتيه من اياد
يقول فيها : لا تسعدى كثيرا بتلك الزهره فهذا هو فرضك المنزلى حتى تعودى مره اخرى لن اريحك منى
ما هذه ؟ زهره انطقى ورائى هيا اخذت تنطق معه بالفعل ز .. ه .. ر .. ة قال : جيده لا باس بك
اخدت تضحك قال : كفى ضحكا الكلمه الاخرى
ما لونها ؟ احمر انطقى أ .. ح .. م .. ر
وخلال ست ايام توالت وصول الزهرات لهمس
باختلاف الوانها
لاحظت عليهم بعض الذبول فقامت بوضعهم بكتاب لديها
وعند عودتها بعد تحسن عمتها
وجدت لوحه على الجدار بجانب مكتبها مدون عليها الوان تلك الزهرات لم تستطع اخفاء ابتسامتها
ولكن لاحظت من يربت على كتفها قائلا: ارى من ابتسامتك انك مستعده للاختبار
كان اياد يقولها بشكل جدى اما هى فلم تستطع مجاهدة ضحكها
قال : انا لا امزح هناك اختبار وعقاب ان لزم الامر واشار بعصى صغيره بيده
عادت همس شيئا فشيئا الى طبيعتها المرحه
ولكن مجرد ايام وانقلب ذلك المرح الى شرود دائم وبكاءاحيانا
وصبا بحيره شديده لا تعلم كيف عادت اسوء هكذا
ذات يوم بعد انتهاء العمل ذهب اياد وصبا اليها لايصالها كعادتهم بعد وفاة والدها وكانت تكتب شيئا وفور رؤيتها لاياد طوت الورقه والقت بها بعيدا
هبط اياد وقال : ما هذه ورقه ام انا مخطىء ؟
انتى محظوظه لانى تناولت الغداء اليوم ولكن غدا استعدى للغرامه
تبطأت صبا ذراعها وهى تهمس اليها قائله : لا تقلقى سأعد الغداء عنكى غدا
وبعد وصولهم للسياره اكتشفت صبا نسيانها لهاتفها فصعد اياد لجلبه وقبل ان يغادر عاد الى الورقه التى القتها همس وقرأ ما بها واذا بابتسامه صغيره تعلو وجهه
فى اليوم التالى ذهبت صبا الى اياد
وقالت : هل علمت ان همس ستغادر الى الاسكندريه
اندهش وقال : لما ؟
قالت : دون اسباب تريد العوده لبيتها القديم بعد ان غادرته زوجة ابيها
ذهب الى همس وقال : هل انتى جاده بذلك اومأت راسها بالايجاب
قال : دون تفسير
اشاحت بنظرها الى الجهه الاخرى
قال : حسنا ولكن انتظرى اسبوعا من اجلى اتفقنا
وافقت همس اما صبا قالت وهى مندهشه من تصرفه : انت توافقها
قال : نعم ولكن ليس قبل اسبوع
وعاد مجددا الى مكتبه لحقت به صبا وقالت : هل طلبت مساعدتك لتوافقها الراى
ابتسم اياد وقال : لا تقلقى لن ادعها تذهب فقط انتظرى
مرت ثلاثة ايام ولم يحدث شيئا وقد اوشك صبر صبا ان ينفذ تماما وبعد انتهائهم من العمل هذا اليوم
قال باسل : يوجد اجتماع قصير لمناقشة مغادرة همس ومن سيحل محلها
نظرت صبا فزعه الى اياد الذى تجاهلها وذهب للحظه
ثم عاد وهو يحمل كعكه ضخمه مدون عليها همس وصبا
قال باسل واياد سويا : كل عام وانتما بخير
ثم اردف باسل قائلا : قبل اطفاء الشموع تمنوا امنيه
امسكت كلا منهما بيد الاخرى واغمضوا اعينهما ثم اطفئوا الشموع
ذهب باسل وصبا لجلب الاطباق والعصير فهمت همس باللحاق بهم ولكن اياد اعترض طريقها قائلا : لا تذهبى
اشارت انها تريد مساعدتهم
قال : اقصد ظلى هنا لا تغادرينا
اشاحت بنظرها عنه واستمرت بالذهاب ولكنه اعترض طريقها مجددا قائلا : لن تذهبى لانى احبك وانتى ايضا
اخذت تبكى وهى تحاول التملص منه بالمغادره ولم تفلح
اخرج ورقه من جيبه وقال : ما هذا اسمى اليس كذلك ؟
ابتسم وقال : كنت اشعر بذلك والان هو حقيقه
اخذت تهز راسها بالنفى وهى تحاول الخروج من الغرفه وهو متشبث بيديها
قائلا : لم انتى عنيده دوما ؟ اخرج من جيب سترته
علبه بها خاتمين وقال : اليوم خطبتنا انسه همس
ثم جذبها من يدها وقال هيا سنخبرهم نزعت يدها منه
ولكنه لم يبالى واخذها مره اخرى وقال : اريد ان ارى الخواتم لصبا
اخذت تحاول النطق وبكاءها ينمعها حتى قالت : ا .. ا.... ا .. اياد صبا تحبك
عاد اليها وقال : اعيدى هذا نطقتى اخذ يضمها ويقول : احبك احبك
دفعته وقد اشتد بكاءهاوقالت : الم تسمع قلت صبا تحبك
تبدلت ملامحه وقال : ماذا تقصدين ؟ لم افهم كيف تحبنى؟ تحبنى ...... ولم يكمل
نظر اليها غاضبا وقال : لا تسيئى اليها افهمتى اذا كنتى ترفضينى فلا تختبئى ورائها صبا شقيقتى ولن اسمح لكى باهانتها وهم بالمغادره ولكنه نظراليها ساخرا قائلا : وكيف علمتى هل اخبرتك
قالت همس : دون ان تخبرنى كيف لم تشعر بها الى الان
استدار ذاهبا وقال : ان اردتى المغادره غادرى
قالت همس : اياد من اجل صبا لا تخبرها بما حدث اليوم
قالت هذا ثم سمعوا تحطم زجاجى بالخارج
خرج اياد ولكنه تجمد من الصدمه لرؤيته صبا وقد تحطم جميع ما بيدها من اكواب
اسرع باسل اليها وقال : اسف دفعتك بشده
اخفت صبا ارتباكها بجمع الزجاج المنثور بيديها المرتجفه
نظر اليها اياد كانه يريد قراءة ما بعينيها وقال : هل تاذيتى
ابتسمت صبا و قالت : لا ووجهت نظرها الى باسل وهو يبعد يديها عن الزجاج قائله : لا باس ساجمعه
لف باسل يديها بعصبيه فى طرف قميصه
وهو يقول : انت تنزفين هيا للنظف هذا الجرح
اما اياد فقد ظل متسمرا حتى لم يلحظ همس وهى تغادر مسرعه
جلست صبا بمكتب باسل ليطهر لها الجرح كانت يديها ترتجفان بشده ودموعها الحاره تكاد تحرق وجنتيها
ضمد لها جرحها ولم يفلت يديها للحظات
انتبهت لتخرج مراه من حقيبتها لتصلح ما افسدته الدموع
وتتصنع وجها ضاحكا وهمت بالخروج وهى تقول : شكرا باسل على كل شىء اراك غدا
ولكنه اغلق الباب بقوه وقال لما تصنعتى عدم سماع شىء
قالت : ان هذا يخصنى لن اسامحك ان اخبرت احدا بما رايت
قال : وانا ساسمح نفسى ان تركتك هكذا ؟
ابتسمت اليه محاولة طمئنته وقالت : لا تقلق الامر هين
وهمت بالخروج ولكن نظرت اليه قائله : لا تعلم كم انا ممتنه لن انسى ما فعلته اليوم ما حييت
قال : وانت لا تعلمين كم انا ممتن لانى احببتك انتى وليس سواكى
قالها وقد ابتعدت لم تستطع سماعها
كانت همس قد اسرعت الى بيت عمتها واخذت تقبل صورة صبا قائله : اسفه لم اتعمد هذا صدقينى ولكن لا تبكى حبيبتى لن ازعجك مجددا سامحينى
كانت صبا واياد بطريق عودتهم الى المنزل لم يغب عن تفكيره ما حدث كان ينظر الى الطريق تاره واليها تاره دون جدوى لانها اغمضت عينيها
وعند وصولها اسرعت بالصعود ولكنه لحق بها وقال : ما بكى ؟
قالت : لا شىء متعبه
اجلسها معه على الدرج
وقال : هل اذيتك كثيرا؟...... سامحينى
ابتسمت اليه وقالت : اياد اذهب للنوم فالارهاق يجعلك تقول اشياء غريبه
وهمت بالصعود مجددا ولكنه اجلسها وقال : لم تنجحى بخداعى
نظرت اليه غاضبه وقالت : ما بك اليوم ان لم يكن عندك غير هذا فساغادر
امسك يديها وهى تتوسل اليهما الا ترتجفان امامه
وقال : حقا لا تعلمين ما بى حسنا كما تريدين ولكن ثقى انى قد اقتل من يبكيكى مره اخرى حتى لو كنت انا هذا الشخص
نزعت يديها منه وقالت : وانا سئمت هذا التدليل لم اعد تلك الصغيره التى تهرع اليك كلما عوقبت لقد كبرت ولا احتاج لقلقك مجددا
ابتسم ابتسامه صغيره وهو يتفحص وجهها ذهابا وايابا وقال : اعلم كبرتى كثيرا تصبحين على خير اراكى غدا
اسرعت الى غرفتها تختفى داخل الاغطيه محاوله ان تمحو ما حدث اليوم ولكن دون فائده حتى اشرقت الشمس على وجهها مره اخرى
كم تريد الاختفاء لا تريد رؤية احد تتمنى ان ينتهى عالمها اليوم ليعمها السلام مجرد ليله قلبت حياتها راسا على عقب
واثناء تلاحق افكارها سمعت انذار سيارة اياد يتعجلها بالاسفل
وعند ذهابهم الى الشركه فوجئوا بعمة همس تحضر بعض الاوراق المتعلقه بالعمل واخبرتهم انها عادت الى الاسكندريه مره اخرى
بعد انصرافها القى اياد الاوراق غير مكترثا
قالت صبا : الم تحاول منعها بالامس
قال اياد : ولم افلح لنعد للعمل امامنا الكثير للننجزه
ذاب اياد بطاحونة العمل الدائره دون توقف يبقى الى وقت متاخر وصبا تعود وحدها بسيارته
ذات يوم راها باسل لا تزال بالسياره ترتكز براسها على المقود نقر على الزجاج وقال : انت بخير ؟
قالت : نعم ولكنى لا اريد العوده
تمشوا كثيرا حتى المتها قدميها جلست بجانب الطريق لتنزع حزائها وظلت تضحك حتى انتبه الماره
اقترب باسل منها وقال : صبا ما بكى هيا نذهب الجميع ينظر اليكى
اشتد ضحكها وقالت : دعهم ينظرون ولكن سرعان ما انقلبت ضحكاتها العاليه الى بكاء مؤلم نظرت اليه
وقالت : ماذا افعل هل ادعى عدم معرفة شىء
امسكت براسها وقالت : لقد اوشكت على الجنون مر اسبوع ولا اكف عن التفكير
جلس بجانبها وقال : واجهى الامر واعلمى ما تريدين توقفى عن مشاهدة الامر من بعد كانه لا يعنيكى
نظرت اليه وكانه قد حسم شيئا داخلها وقالت :محق يجب انهاءه وبسرعه
ثم نهضت وقالت : اسفه اثقلت عليك مؤخرا ولكن رغما عنى فانا اصطدم بك عند وقوعى بالمتاعب
ابتسم وقال : دون جدوى فانا لا افعل لكى شيئا
ابتسمت اليه وقالت : انت تشبه همس كثيرا
ضحك وقال : اشبهها كيف ؟
قالت : دائما تنجح فى اخراج ما اريد قوله
ثم تنهدت وقالت : كم اشتاق اليها لم تتعمد ذلك اعلم واشعر بها الان ليس حالها افضل منى
قالت هذا وقد وصلت
قال : اصعدى الان خذى قسطا من النوم لكى تستطيعى التفكير جيدا
قالت : حسنا تصبح على خير باسل اراك غدا
اجبرت نفسها على النوم تلك الليله
اما هو فظل منتظرا حتى اطفئت اضواء حجرتها وغادر بعدها
استيقظت فى اليوم التالى اخذت حماما ساخنا وارتدت اجمل ثيابها ثم ذهبت الى والدتها التى لا تغادر الغرفه غالبا بعد وفاة والدها
قالت : صباح الخير امى
قالت : صباح الخير حبيبتى تبدين اليوم فى غاية الجمال
ابتسمت وقالت : هل اطلب منك شيئا ؟
قالت : ماذا حبيبتى ؟
قالت صبا : عدينى ان يظل هذا الامر بيننا
ظهر القلق على ملامح والدتها وقالت : اعدك ما الامر ؟
وبعد ان انهت حديثها مع والدتها هبطت لتذهب هى واياد سويا ولكن لم ياتى منذ الامس
اسرعت الى الشركه لتجده نائم على اريكه بمكتبه ايقظته وقالت : لما لم تعد الامس؟
قال : غفوت دون ان ادرى
قالت : ساعد بعض القهوه انهض وكفى كسلا وفى طريقها قابلت باسل الذى اندهش لتبدل حالها بهذه الطريقه قالت : أاعد لك قهوه ؟
قال : لا شكرا
قالت : لا سأعد لك معنا ولكن لا تهزأ منى فلست ماهره مثلك بصنعها
جلس الثلاثه واخذوا يتجاذبون اطراف الحديث و لم يذهب ذلك بوجوم اياد
واثناء حديثهم سالت صبا باسل قائله : انت ليس لديك اخوه اليس كذلك ؟
قال : اجل
ابتسمت وقالت : انه قاسم مشترك بيننا فجميعنا وحيد دون اخوه
قال باسل : بالفعل
قالت صبا : ولكن انا واياد اوفر حظا منكم فنحن اخوه رغم اختلاف اباءنا وامهاتنا لم نخبركم بهذا من قبل اليس كذلك ؟
قال باسل : تخبرونا بماذا ؟
قالت : اننا اخوه بالرضاع
نظر اليها باسل مندهشا اما اياد فانتفض واقفا وقال : اعيدى ما قلتيه
اتسعت عيناها من الدهشه وقالت : انت ايضا لا تعلم
ودخلت فى نوبه من الضحك المستمر
صرخ بها اياد وقال : توقفى من اخبرك بهذا
قالت : اخبرنى اعلم هذا منذ الصغر كيف لم تخبرك والدتك انها ارضعتنى لمرض امى حينها
قال اياد : وابى يعلم
قالت صبا : لا ادرى ولكنى اعرف ذلك منذ زمن
لم ينطق ولكنه ضمها بشده وقال : لا تدرى كم احبك
واخذ يجمع اشياءه وهو يهمس قائلا : تلك البلهاء تعتقد انها تعلم كل شىء
ثم قال : اعتذر منكم عندى موعد هام واشار الى صبا وقال : اخبرى ابى انى قد اتاخر اليوم
قالها وغادر
اسرعت الى النافذه لتراه يبتعد بسيارته مسرعا
شعرت بامعائها تتمزق جلست الى اقرب مقعد
لتواجه باسل الذى قال لها مؤنبا : هكذا تواجهين الامر
اغلقت عينيها من شدة الالم وقالت : اجل ولنعد للعمل شعرت بخدر فى ساقيها فعادت للجلوس
ثم نظرت اليه بدموعها المختنقه بعينيها
وقالت : باسل لقد تعبت حقا من اجلى لا تذكرنى بهذا الامر مجددا
قال : كما تشائين وانصرف من الغرفه
ولكن توقف عند سماعه بكاؤها فالصق راسه ببابها
وسرعان ما استجابت دموعه لدموعها وقال بداخله : صبا ماذا افعل ؟ أاخبره ؟ لو اعلم ان بهذا سعادتك لن اسمح له بالذهاب ماذا افعل لاوقف تلك العبرات الصغيره
هل اخبرك بحبى حسنا احبك ... احبك ... احبك
لم تجدى نفعا اليس كذلك ؟ ولكنى لا املك لك غيرها
فى اليوم التالى عاد اياد بهمس التى طلبت من صبا ان تنفرد بها
وقالت : هل حقا انتى واياد كما قال
قالت صبا : وماذا قال ؟
قالت همس : انكم اخوه
قالت صبا ضاحكه : وما فى ذلك ؟
قالت همس : انتى كاذبه
انفعلت صبا وقالت : ولم اكذب بامر كهذا ؟
قالت همس : من اجلى
ضمتها صبا وقالت : اتحبينى الى هذا الحد همس انا احب اياد لانه اخى اختلط عليكى الامر صدقينى
اخذت همس تبكى وقالت : لا استطيع تصديقك بداخلى غصه لا يمكننى تجاهلها
مسحت صبا دموعها وقالت : انها هواجس اريحى ذلك الراس الجميل من تلك السخافات ثم وكزتها مازحه وقالت : الست سعيده سنصبح عائله ولن نفترق ابدا
ظلت هكذا حتى استطاعت اقناعها
كان باسل يرقب حديثهما خلسه وهو يردد بداخله :
صبا هل انتى حقيقه ؟ هل يراكى الجميع هكذا ؟
ام انا فقط ؟ رجاءا لا تجعلينى احبك اكثر يا اجمل القصائد واعذبها لحنا
تم الزفاف ومضت بضعة شهور وقد برعت صبا خلالهم فى اخفاء الاماها جيدا حتى مل جسدها ذلك الاحتمال واعلن تمرده حتى الاطباء لم يستطيعوا فعل شىء
طوال اسبوعين خسرت خلالهم من وزنها الكثير
لم يكن باسل افضل حالا لم يجرؤ على رؤيتها فى تلك الحاله ولكن ما يعلمه من همس واياد جعل حياته تقترب من حافة الهاويه
اثناء انهماكهم بالعمل ذات يوم فوجئوا جميعا بدخول صبا
صاحت همس : صبا حبيبتى واسرعت لاحتضانها
قال اياد : لما لم تخبرينى لجلبك معنا ؟
قالت صبا : اردت ان افاجكئم
اما باسل فلم ينطق ظل ينظر اليها غير مباليا بانتباهم اليه
مجرد اسبوعان يفعلان بها هذا
قطعت صبا هذا الصمت وقالت له : الم تسعد برؤيتى كنت انوى الا اكلمك لم تسال عنى او تاتى
قالت همس : لقد كان ياخذ تقرير مفصلا عنك كالمحققين يوميا
صافحها قائلا : هل انت بخير الان ؟
قالت : الحمد لله لقد اشتقت اليك والى الشركه كثيرا فهمس واياد اراهما يوميا
قال : وانا ايضا اشتقت لكى
لاحظ انها تتشبث بالمقعد جيدا ثم جلست وقد اصفر لونها اخذت همس تتفحص وجهها
ابتسمت صبا وقالت : لقد نسيت تناول الافطار
اسرعت همس لتعد لها شيئا
اما باسل خرج مسرعا لوشوكه على الاختناق اخذ يجرى مبتعدا عن الشركه ثم جلس ليلتقط انفاسه وهو يبكى قائلا : لما تفعلين هذا بى لم اعد استطيع الاحتمال اكثر من ذلك
عاد بعد ساعه ورغم كل شىء فرح لرؤيتها تعمل مجددا
احضر اياد الغداء للجميع احتفالا بها واثناء تناوله جاء لباسل مكالمه خرج للحظه ثم عاد وقد بدا عليه الانزعاج
قال اياد : ما بك ؟
قال : ابى يريدنى ان اذهب الى دبى
قال اياد : لماذا ؟
قال باسل : لاعمل مع عمى فى شركته هناك فهو يلح عليه كثيرا بذلك
قالت صبا : ولم لا ؟
نظر اليها باسل قائلا : هل تريدينى ان اغادر
قالت : لا بالطبع ولكن هذه فرصه جيده
ابتسم ساخرا وقال : معكى حق ولكنى لا اريد
قال ذلك وغادر الغرفه غاضبا
نظرت صبا اليهم وقالت : هل قلت شيئا سيئا
قالت همس : انه متوتر جدا هذه الايام
خرجت اليه صبا وقالت : باسل هل ازعجتك اسفه لم اقصد
نظر اليها وقال : هل يزعجك وجودى حقا ؟
اندهشت وقالت : تزعجنى كيف تفكر هكذا ؟ لم اعد افصح عما بداخلى لسواك ساصبح وحيده لو غادرت ولكن لن احتجزك بجانبى انت صديق رائع ولن استغلك اكثر من ذلك
قال : انا لست صديقك ولم افعل ذلك من اجل الصداقه انا احبك
تفاجات من كلماته وقالت : ما تشعر به شفقه ليس حبا
قال : انظرى الى وكفى غباء هل اشفق عليكى لقد تعبت من كتمان تلك الكلمه صبا احبك ساغادر الى دبى اذا تزوجنا ونسافر سويا
قالت : لن استطيع ظلمك هكذا
قال : هذا اهون مما انا فيه امسك بيديها وقال : انظرى انتى تتلاشين تدريجيا وانا عاجز عن فعل شىء وافقى لن ارهقك بما لا تريدين فقط اعطى صبا فرصه للحياه مجددا
تركته مسرعه الى مكتبها وكلماته لازالت تتردد بداخلها دون توقف قد قررت النسيان ولكن لم تنسى بعد
وبعد عدة ايام ذهبت صبا اليه وقالت : ان جرحى لازال يؤلمنى ولا اعلم موعد شفاؤه فهل ستقبل بى هكذا ؟
كانت عيناه ترقصان فرحا لم يجبها ولكن اسرع الى اياد وقال : حدد موعدا مع والدك لكى اخطب صبا
قال اياد مندهشا : تخطب من ؟
قال باسل : صبا وخلال اقرب وقت لاننا سنغادر سويا الى دبى
وافق خالها اما باسل فقد كان يجهز كل شىء بمنتهى السعاده وهذا ما كان يمزقها حتى قررت التراجع اكثر من مره ثم تتوقف عن تلك الخطوه
حتى تم الزفاف وودعهما الجميع
جلست بالطائره لتجد كل شىء قد اصبح مبتعدا صغيرا
امسك باسل يدها وجدها مثلجه
قال : هل تشعرين بالبرد ؟
قالت : لا مجرد توتر لركوبى الطائره
ابتسم وقال : لانها المره الاولى لقد سافرت فى صغرى عدة مرات مع ابى ستعتادين الامر
كان كل شىء يبدوا مثاليا فالمنزل الذى اعده عم باسل رائعا والعمل ايضا فقد اخذها معه فى شركة عمه ولكن ظلت عدة شهور لم تستطع التاقلم بعد وباسل لا يمل المحاوله
واثناء وجودها باحد مواقع البناء اغشى عليها ذهب باسل اليها كانت لازالت فاقده للوعى واخبره الطبيب انها حامل فرح فى البدايه ولكنه اخذ يفكر فى ردة فعلها عندما تستيقظ
قاطعه صوتها قائله : اين انا ؟
قال : بالمشفى لقد تعبتى قليلا وجاءوا بك هنا كيف تشعرين حبيبتى ؟
قالت : انا بخير لا داعى من وجودى هنا لنعد لمنزل
طوال الطريق الكلمات تتوقف قبل نطقها حتى وصلوا منزلهم
قال : صبا اريد ان اخبرك شيئا
جلست وقالت : ماذا ؟
ابتسم ابتسامه صغيره وقال : اخبرنى الطبيب انك حامل
قالت : ولما تقولها هكذا الست سعيدا ؟
قال : بالطبع ولكنه توقف عندما راى ذلك الوجه الضاحك الذى حرم منه مؤخرا
قال : هل انتى فرحه بهذا ؟
قالت : بالتاكيد انا احب الاطفال ساصنع له اجمل حجره واقص عليه اجمل الحكايات
ابتسم وقال : لا انت تعدين الحجره وانا اقص الحكايات
قالت : لن تستطيع سردها مثلى اختر شيئا اخر
وهنا هاتفتها همس كانها شعرت بها وكادت تطير من الفرح لدرجةانها ارادت الذهاب اليها ولكن صبا منعتها لانها كانت توشك على الولاده
فى اليوم التالى قاموا باخذ اجازه وذهبوا لشراء حاجيات الطفل وكل عطله اسبوعيه اصبحت تلك نزهتهم اختاروا حتى اسم المدرسه التى سيلتحق بها وعند علمهم انها فتاه تخيروا الكثير من الاسماء واستقروا على (ملك ) بالنهايه
وبعد سبع اشهر اصيبت صبا ببعض الضعف حتى توقفت عن العمل للراحه التامه
جاء باسل من العمل ذات ليله ليجدها تجرب بعض الاثواب ويبدو عليها عدم الرضا حتى لم تلحظ قدومه
قال مازحا : ما كل تلك الفوضى التى صنعتيها
لم تجبه احتضنها وقال : ما يزعجك الى هذ الحد
قالت : انظر جربت جميع ثيابى شكلى اصبح رهيبا بتلك البطن
قال : على العكس تبدين جميله
قالت : لا تسخر منى
قال : انا لا اسخر منك وسعيد لان ملك ستكون معنا بعيد زواجنا غدا
نظرت الى بطنها وقالت : كيف ؟
قال : لانها تستمع الينا ومايقلقك لن يراكى احد سواى وانا يعجبنى هذا كثيرا
خلدوا للنوم بعد عدة ساعات ولكنه استيقظ فى منتصف الليل ولم يجدها بجانبه بحث عنها
وجدها تبكى بالشرفه وحدها وهى تحتمى بشال خفيف من البرد
ضمها اليه وقال ما يجلسك بالبرد وحدك
قالت : لا شىء شعرت ببعض الالام فخفت ان اوقظك وورائك غدا اجتماع هام
قال بانفعال : قومى بايقاظى مهما كان الامر تافها بنظرك
كانت لا زالت دموعها تتساقط وهى تحاول الابتسام
قال : لا زالت الالام مستمره لنذهب للمشفى اذن
قالت : لا داعى ان ظهرى يؤلمنى قليلا فقط
قال : لم البكاء اذن ؟
ارتجف صوتها وقالت : اخشى ان تداهمنى تلك الالام وانا وحدى
اشتد ضمه اليها وقال :اطمئنى حبيبتى لن يحدث هذا
ثم قام بحملها الى غرفتها
قالت : استطيع السير
قال : اعلم
وضعها بالفراش
جلس بجانبها مقتربا من بطنها وقال : صبا لا تتدخلى فى هذا الامر
قالت : اى امر
لم يجبها ووجه كلامه الى بطنها قائلا : لقد المتى امك اليوم وجعلتيها تبكى ايضا لن نذهب معا الى نزهة الشاطىء
قاطعته صبا : لا نزهة الشاطىء هذا كثير ستغضب منى هكذا لن اخبرك بشىء بعد ذلك
اقترب منها وقال بصوت خافت : لا يصح ان تقاطعينى امامها لن تستمع الى كلينا مجددا
همست اليه وقالت : ولكنى تكلمت بصوت خافت
قال : لا لم يكن خافتا مؤكد سمعتك
قالت صبا : حسنا لن اتكلم
عاد مجددا لابنته المعاقبه قائلا : هل تدرين لن احضرادوات الزينه التى اتفقت معكى عليها
قاطعته صبا مجددا قائله : مهلا متى اتفقتما على ذلك ؟ لم تخبرنى
قال : حقا لقد نسيت كنتى نائمه على الارجح
وهم ان يكمل قائمة العقابات الصارمه حتى اقتربت منه صبا هامسه وقالت : يكفى هذا لم تفعل شيئا لكل ذلك
ثم قالت : ملك قومى بالاعتذار من ابيكى وهو سيسامحك
قال : وما ادراكى انى سافعل ؟
قالت صبا : من اجلى انظر كم هى نادمه
قال : حسنا سنذهب الى الشاطىء وساحضر ادوات الزينه ولكن ان تكرر الامر فلن اتغاضى عنه مجددا
ظلا يكلمان ملك حتى غفت صبا وراسها بحجره كالصغار استيقظت لتجده لتجد لازال نائما على نفس الوضع
قالت : باسل استيقظ ستتاخر ؟
قام وهو يحرك عنقه يمينا ويسارا
قالت له معاتبه : لم نمت هكذا طوال الليل
قال : لم ارد ايقاظك انت بخير الان ؟
قالت : نعم نمت جيدا ولكن لا تكررها مره اخرى انظر ان عنقك يؤلمك
قال : لا يؤلمنى ساعد اليكى الافطار واذهب ووضع الهاتف بيدها وقال : هاتفينى مهما كان الامر تافها اتفقنا
قالت : اتفقنا
ذهب هو الى عمله وصبا ظلت تنتقل بين محطات التلفاز حتى شعرت بالملل الشديد قامت للسير قليلا
ودخلت مكتب باسل
اخذت ترتب بعض الفوضى المنتشره بارجائه واثناء ترتيبها للكتب سقط منها كتاب وما ان سقط حتى تناثرت منه الكثير من الاشياء لانه كان مجوفا من الداخل جلست بصعوبه لتجمع هذه الاشياء شعرت انها مالوفه لديها فهذا القلم قد اعطته الى باسل منذ زمن
وغلاف شيكولاته من نوعها المفضل زهره جافه من الصنف الذى تحب
جميعها قصاصات لا تنفع لماذا يحتفظ بها هنا وهى تجمعهم وجدت ورقه مطويه قامت بفردها وقراتها كان بها القليل من الاسطر
حبيبتى صبا قد يظننى البعض مهووسا ان راى تفاهة تلك الاشياء ولكن لا اهتم فهذه الاشياء قد تبدو تافهه ولكن قد لمستها اناملك فلم تعد كذلك قد اريكى اياها يوما اذا سمعت منك احبك فانت لم تقوليها لى يوما وحتى هذا الوقت ساظل اجمع تلك الاشياء لتخبرك كم انتظرت طويلا لا تسخرى منى اذا قراتى هذا اتفقنا
اغرقت الورقه بدموع صبا التى ظلت تقبلها ثم اعادت الكتاب الى موضعه وفى طريقها الى الفراش فوجئت بدوار شديد حاولت التشبث بشىء ولكن لم تفلح وسقطت بقوه على الارض وهى تنزف بشده كان الهاتف على بعد خطوات منها حاولت جلبه ولكن لم تستطيع وغابت عن الوعى تماما
كان باسل منهمكا بعمله ولكنه شعر بانقباض بصدره هم ان يهاتفها ولكن وجد هاتفه يرن كانت همس التى اتى صوتها متلهفا قائله : مرحبا هل صبا بجانبك ؟
قال : لا انا بالعمل
قالت : عندما تعود هاتفنى لان هاتفها لا يجيب وانا قلقه عليها
تجمد من الخوف وقال : حسنا ساهاتفك لاحقا
اسرع بالانصراف واخذ يحاول مهاتفتها دون فائده
وعندما اتى كانت قد نزفت الكثير من الدماء
حملها مسرعا الى المشفى ومنه الى غرفة العمليات ظلت بها لساعات وهو نظره معلق بالباب لا يحرك ساكنا حتى خرج الطبيب وقال : لقد رزقت بطفله جميله
قال غير مكترثا : اين زوجتى ؟
قال الطبيب : ستظل تحت الملاحظه بعض الوقت لقد تاخرت باحضاراها
قال : لم افهم هى بخير ام لا ؟
قال الطبيب : لا اعلم الان ليس امامنا الا الدعاء
تشبث بالطبيب وقال : اين هى اريد الجلوس معها
وافق الطبيب تحت توسلاته
هاتف همس ليطمئنها عليها ولكن لم يخبرها بالحقيقه ثم ذهب للجلوس بجانبها وسط الاسلاك واصوات الاجهزه حولها
اخذ يقبل يديها باكيا وهو يقول : انا اسف لم تجدينى بجانبك لم اكترث لخوفك بالامس لن اغفر لنفسى ما حييت
ولكن هل تكرهينى لدرجة انك تريدين تركى هكذا؟ سافعل ما تريدين اذا اردتى ان ننفصل ساوافق اذا قررتى العوده لنعد حتى لو اردتى ان اختفى عنك ولكن لا تذهبى انتى من اجل ملك لم ارها حتى الان لن اذهب اليها حتى تستيقظى
كانت صبا تشعر انها باعماق بئر عميق تناديه ولكنه لا يسمعها قالت : اسمعك باسل لم يلتفت استجمعت قوتها
لانتشال نفسها من تلك البئر وقالت : باسل
التفت اليها وقال : صبا تكلمتى اليس كذلك ؟
ابتسمت لانها نجحت بلفت انتباهه
اخذ يضحك متجاهلا دموعه المتلاحقه اشارت اليه ليقترب اقترب منها وهو يحاول منع دموعه من السقوط على وجهها
قالت له : احبك حبيبى اغفر لى انك تسمعها للمره الاولى
حمد لله انه اعطانى تلك الفرصه ان رحلت قبل ان تعلمها ..... لم تكمل لانه اسكتها بيده قائلا :ترحلين ؟ الى اين ؟ لن اسامحك ان رحلتى وحدك ؟هل استطيع الاستمرار دونك ؟
ابتسمت اليه وقامت بمسح دموعه ثم غابت عن الوعى مجددا
اخذ يكلمها لم تجبه صرخ بالاطباء لانقاذها ظل هذا الحال ثلاثة ايام وهو مستيقظ يراقب هل ابتسمت .. رمشت قليلا .. بل حركت اصابعها ... عينيه لا تفارقنها ذهابا وايابا حتى استيقظت هذه المره بعد ان زال الخطر دون عوده اخذ يبكى وهو يحتضنها وهى تقول : لا تبكى حبيبى انتهى الامر هل رايت ملك ؟
اما براسه بالنفى
نظرت اليه معاتبه وقالت : الى الان
قال : لم استطع تركك ابنتنا قويه وستتفهم قلق والدها
قالت وهى تبتسم : يجب عليك ارضائها ان غضبت
اغلقت صبا الصندوق ووضعته بحقيبه واغلقتها جيدا
ثم نهضت وهى تحمل ملك وقالت : هل جهزتى اغراضك ؟
قالت ملك : وضعت الدب الكبير والدميه الشقراء
قالت صبا : ساجمع لكى باقى الاشياء هل تشعرين بالجوع
قالت ملك : لا اريد قطعة حلوى
قالت صبا : بعد الغداء
قالت ملك وهى غاضبه : واين الغداء ؟
قالت صبا : الن تنتظرى والدك ؟
قالت ملك : لقد تاخر
كان باسل قد جاء ولكن مختفيا منهما قام بالانقضاض على ملك مدغدغا اياها وقال : ستاكلين من غيرى لا توجد حلوى اليوم
عانقته ملك ونهض حاملا اياها وقال لصبا : هل جهزتى الاشياء للعوده
قالت : لم يتبق الا القليل
واشارت الى مجموعه من ربطات العنق وقالت : سترتدى الزهريه ام البيضاء
كانت ملك تعبث بتلك الربطات جلس بجانبها وقال : ملك ستختار لى وانتى اعدى الطعام فانا اتضور جوعا
قالت صبا : هكذا اذن ملك قومى باعداد الطعام لوالدك
قال : صبا انا لا امزح
قالت : وانا ايضا
نهض وقال : الن تجلبى الطعام
قالت : لا دع ابنتك تحضره لك
قال : حسنا وهمت بالخروج ولكنها صرخت عندما حملها فجاه وقال : ساكرر هذا مره اخرى الن تحضرى الطعام
لم تستطع الاجابه من كثرة الضحك
قال : لم استمع الى الاجابه
قالت : لا لن احضره
قال : اذن ستظلين هكذا
وهنا تدخلت ملك التى شعرت ان ابيها لا يلتفت اليها وقالت : احملنى انا هى كبيره انا التى يجب ان تحملها
جلس ليصعدها على كتفيه واصبح يحملهما الاثنتان
صبا على ذراعيه وملك على كتفيه واخذ يسير بهما ذهابا وايابا ثم قذف بها على الفراش وصاح بهما : اريد الطعام فورا
اسرعت كلاهما بجلب الطعام
فى الصباح جلسوا ثلاثتهم بالطائره وسرعان ما غفت ملك فور صعودها
ولكن صبا قد دب هاجس مخيف داخلها قالت : ماذا لو نتأ جرحى مجددا بعد عودتى
ونظرت الى باسل وقالت : الهى لا تحرمنى تلك السعاده لا اريد سواه
انتبهت الى يد باسل المداعبه ليديها قائلا : هل لا زلتى تخافين الطائره
قالت :قليلا اسندت راسها على كتفه حتى وصلوا القاهره
كانت تهبط سلم الطائره بخطى ثقيله وقالت : ما هذا الرعب الذى دب بداخلى
انتبهت من افكارها على صوت همس وهى تناديها وهى تشير اليها من بعيد اسرعت كلا منهما الى الاخرى وتعانقا عناقا طويلا ووسط بكاءهما قال اياد : كفى بكاءا ثم نظر الى باسل وقال : انظر هذا ما يبرعون به
لم تستمع اليه همس وظلت متشبثه بصبا التى كادت ترقص من السعاده عندما رات اياد ولم تشعر بشىء
وقالت بداخلها : اشكرك يا الهى
قالت همس : يوسف سلمت على عمتك صبا
قالت صبا وهى تصافحه :يوسف تعرفنى
قال : نعم اعرفك ان امى تتحدث عنك كثيرا
قالت ملك : انتى خالتى همس وانت خالى اياد
قال اياد : نعم وانتى انسه ملك هيا فلنسرع لان جدتك تنتظر
وقبل خروجهما من المطار قالت ملك ليوسف : هل تعلم ان ابى قويا جدا
قال : انا ايضا
قالت : ان ابى يحملنى انا وامى سويا هل يستطيع خالى اياد فعل ذلك
اسرعت صبا لتغلق فمها وقالت : ملك اصمتى
قالت : ابى انه لا يصدقنى
نهرتها صبا وقالت : ان لم تصمتى ...... ولم تكمل لان باسل حملها بين ذراعيه
همست اليه : باسل انزلنى
قال : اخبرتك انه لا يجب ان نتشاجر امامها
قالت صبا : باسل لا تمزح الجميع ينظر
كان جميع من بالمطار من يبتسم نحوهم وهناك من يصفق
وهمس واياد يضحكان على صبا التى تخفى راسها بكتفه وهى خجله
وملك تجرى خلف ابيها وتقول : انا ايضا يا ابى
وقال : لا لن احملك لانك اغضبتى امك
قالت : اسفه لن اكررها
قال اياد :انا ساحملك حبيبتى لا تغضبى
تمت بحمد الله
|