لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


من حكايات زورك نيميسيس .. حكاية الباليرينا

ليس مهما أن أرحب بكم .. وليس ضروريا أن تستقبلوني بترحاب .. دعونا نتفق على ما سيحدث .. أنا هنا لأكتب .. وأنتم هنا للقراءة .. ليس من الضروري أن

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-04-10, 03:08 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157769
المشاركات: 61
الجنس ذكر
معدل التقييم: Zork Nemesis عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Zork Nemesis غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي من حكايات زورك نيميسيس .. حكاية الباليرينا

 

ليس مهما أن أرحب بكم .. وليس ضروريا أن تستقبلوني بترحاب .. دعونا نتفق على ما سيحدث .. أنا هنا لأكتب .. وأنتم هنا للقراءة .. ليس من الضروري أن يعجبكم ما سأقول .. وليس علي أن أصدع رأسي بتحملكم .. لذا لنبتعد عن المجاملات .. أنا شيخ مسن من النوع الذي لا يروق لأحد .. وأنتم مجموعة شباب فضوليين من النوع الذي لا يروق لي .. هكذا نكون قد ابتعدنا عن الرسميات البغيضة التي يصر البشر على استخدامها فيما بينهم .. اسمي ليس مهما .. يمكنكم مناداتي باسم زورك .. ولا أود سماع كلمة واحدة عن معنى هذا الاسم .

أعرف أن الكثير أتى يستمع إلي للبحث عن متعة الرعب .. أنا هنا لأخبرهم أن القبور تكتظ بأمثالهم من الذين ظنوا أن الرعب متعة جميلة .. ثم ماتوا وفي أعينهم نظرة ملتاعة عندما عرفوا الحقيقة ..

لا رعب في حكاية خيالية ألفها شخص ما أثناء فترة تأمل ... الرعب هو ما تسمعه على لسان صديق ملتاع يحكي لك بعيون متسة ما حدث معه يوما .



سأتيح لكم الفرصة لمعرفة أكثر .. ليس مني لأنني مصاب بداء الملل السريع .. ستسمعون كل شيء منهم .. بألسنتهم .. هم يعرفون كل شيء .. لأنهم رأوه رأي العين .. لا تسألوني من أنا .. تذكروا أنكم هنا لتسمعوا .. لا لتسألوا ... وإن لم يعجبكم ما سمعتموه فاذهبوا وفجروا رؤوسكم .. لن يحدث فارقا عندي .. تماما كما أنه لو انتزعت روحي مني في أحد نوبات الصرع الذي ابتليت به فلن يحدث فارقا لديكم ... هكذا اتفقنا

لا أدري ما الذي ذكرني الآن بأنني أكره البحر جدا ... ربما هي رائحة مرت علي لثانية .. لا أدري .. لكنني أكره البحر .. أعرف أن هذا لا يعنيكم في شيء لكن لهذا قصة .. و أعتقد أنني أفضل أن أحكيها اليوم .



الباليرينا



حكاية الباليرنا


"من ذا الذي قال أن البحر جميل ... إن البحر كالسفر قطعة أخرى من العذاب "

قال لي هشام بنظرة خائفة :
- هل تظن أننا سنموت هاهنا ؟
قلت له وقد بدأت أكره هذا الذعر :
- لا أدري .. فقط تمسك جيدا لأنك إذا وقعت فلا تظن أنني سوبر مان الذي سيقفز وسط كل هذا لينقذك ..
قال بغيظ من وراء أسنانه :
- وأنت تأكد أنك إذا وقعت فسأقطع يدك إذا مددتها لتتعلق..
قلت له بنفاذ صبر :
- اسمع .. ليس من مصلحتنا أن نتشاجر الآن .. لا بد أن نفكر في شيء ما للخلاص من هذا الموقف ..
- أحمد ...
- ماذا تريد ؟
- أحمد
- ماذا تريد أيها الغبي ؟
- أحمد انظر وراءك أيها المعتوه
لكن القدر لم يمهلني لحظة أخرى لأفعل .... لقد انتهى كل شيء فجأة ..

مهلا .. إن البداية صادمة تماما .... من هذين الإثنين ؟ ... وماذا يفعلون هنا ؟ ... ثم ماهذا الظلام الحالك الذي يحيط بهما حتى نكاد نراهما بصعوبة ؟ ... وحتى نعرف إجابة على أسئلتنا هذه علينا أن نعود بالزمن يوما واحدا ... نعود إلى الإسكندرية ...

نحن في عام 1998 ... في مدينة الإسكندرية المصرية .... أجمل مدن مصر على الإطلاق بإجماع المصريين أنفسهم ..دعكم من الأهرامات وشمسها الحارقة ... القاهرة وزحامها الخانق ... نحن نتحدث هنا عن الإسكندرية ... ونحن أيضا في عام كأس العالم الذي أقيم في فرنسا .... إنها المباراة النهائية ستقام اليوم ... احتشد الناس في ( القهاوي ) المنتشرة في كل شارع ... والتي يبدو أنها ستكسب اليوم أكثر مما كان يحلم أصحابها طوال حياتهم ...إن البرازيل صعدت بقوة كعادتها ... وفرنسا كذلك ... البرازيل لها جمهور عريض ... وفرنسا لها أيضا معجبيها .... هناك رونالدو ... وهناك زيدان .... ونحن كنا وسط كل هذا ...

لن أعرفك بنا لأن هذا صار مملا .... أنت تعرفني وتعرف ابن خالتي هشام من قراءتك للقصص السابقة – إذا كنت قرأتها - ... وإذا لم تكن قرأتها فيكفيك أن تعرف أنني أدعى أحمد وهذا الشاب بجواري هو ابن خالتي هشام ... كنت في ذلك الوقت في الرابعة عشر من عمري وهو في الثالثة عشر .... صديقان عزيزان أكثر منا أقرباء ... كنا نحتشد مع الجموع لمشاهدة المباراة النهائية المنتظرة .... الشوط الأول ينتهي لصالح فرنسا بمفاجأة ... الصيحات تهز الشوارع وأظن أنها كانت تصل لفرنسا نفسها .... لامجال اليوم للسيارات أن تذهب لأي مكان ... الناس أصبحوا في كل مكان .... في الواقع لم أجد شيئا في العالم يمكنه أن يفعل هذا بالناس سوى كرة القدم ... أنت ترى العجوز الذي سيموت بعد قليل يشجع بحماس بابتسامة خالية من الأسنان .... وترى الصبية الصغار يلعنون ذلك القانون الذي حكم بأن يكون الكبار طوالا هكذا كالعواميد ... فهم لايرون أي شيء تقريبا .... كان يوما حافلا بالهتافات .... وكما تعلمون جميعا .... فازت فرنسا بجدارة بثلاثة مقابل صفر ...

في اليوم التالي ذهبنا للشاطيء وحدنا .... كنا قد هربنا من أبي بصعوبة ... فلو رآنا أبي لأخذ يذكرنا أننا نحن الكبار الذين يجب أن نأخذ الصغار معنا إلى البحر ... هذا ممل جدا كما تعلمون .... إن الصغار في البحر يقتلونك مللا ... يجبرونك ألا تذهب وحدك لتتمتع بالجزء العميق من البحر خوفا عليهم أن تبتلعهم موجة ما وهم على الشاطيء ... يجبرونك في إصرار أن تشاهد كل تلك القلاع السخيفة التي يصنعونها بالرمال ..... لذا فقد هربنا هذا اليوم لنتمتع بالبحر وحدنا تماما ....

دعوني أنقل لكم الكاميرا إلى هذا المنظر لأدخلكم في جو المصايف المصرية قليلا ... رمال واسعة .... تنتهي ببحر يبدو هادئا نوعا ما هذا اليوم ... الشمسيات اصطفت في ثلاث صفوف لاترى أبدا أين تبدأ وأين تنتهي ... هناك العديد من الباعة المتجولين الذين يمشون على الشاطيء لعرض بضاعتهم مصدرين تلك الأصوات الغريبة التي لاتدري كيف تدربوا عليها .... لكنها تقوم بالمطلوب منها تماما ... وهو لفت الأنظار .... أصوات الموج مختلطة بأصوات صرخات الصبية الذين يقفون في مواجهة الموج شاعرين بأنهم أبطال يتصدون لأعتى قوى الطبيعة .... إنه البحر ....هل اتضحت الصورة الآن ..... بإمكاننا الآن إذن أن نبدأ قصتنا ....

ابحث معي عن شاب أسمر يشمر بنطاله ويضع قلما وراء أذنه كالنجارين ... فسيكون هو مؤجر الشمسيات الذي نحتاجه .... هاهو هناك ..... كان الكرسي الواحد بجنيهان ... والشمسية بخمسة جنيهات .... كان هذا كفيلا بتحطيم مدخراتنا لهذا اليوم لكننا كنا قد حسبنا حساب كل شيء .....

كانت في ذهننا خطة جميلة هربنا من أجلها اليوم من الصغار ... كنا نريد أن نؤجر ( باليرينا ) وهذه الكلمة تركية وترجمتها في مصر ( بدال ) ... اعذرونا فنحن قضينا طفولتنا كلها في تركيا .... هذا البدال هو قارب يحوي أربعة كراسي .. اثنين أماميين يلتصقان ظهرا لظهر باثنين خلفيين ... وهناك بدال في مواجهة كل كرسي من الكرسيين الأماميين .... بتحريك هذا البدال – الذي يشبه بدال الدراجة قليلا – يتحرك القارب في البحر ... وهناك عصا توجيه في منتصف القارب بين الكرسيين الأماميين لتوجيه القارب يمينا وشمالا .... سنسمي هذا القارب من الآن فصاعدا باسمه الذي يعرف به في مصر .... البدال ..

ها نحن نمشي على الشاطيء ... وليس هناك أمتع من المشي على الشاطيء ... المياه الباردة تداعب قدميك الحافيتين ... تأتي وتروح عليها في كل موجة ... ملمس الرمال المبللة رائع جدا ... قال لي هشام في شرود :
- هل رأيت كيف كانت تنظر لي إيمان أمس ؟ ...
قلت له في شرود أنا الآخر :
- هه ؟
قال بغيظ :
- أقول لك هل رأيت كيف كانت نظرات إيمان لي أمس ؟ .. أراهن أن هذه الفتاة تحبني ...
قلت له :
- ألازلت مهتما بهذه الفتاة ... اصرف نظرك عنها تماما يا عزيزي فهي أكبر منك بسنتين ...
- لكن السيدة عائشة ...
- أعرف أعرف ... أكبر من النبي هذه معلومة قديمة ولاتظن أنني لا أعرفها حتى الآن .... لكنك شيء والنبي شيء آخر تماما كما لابد أنك تعلم ...
- أنت مغرور يا أحمد ... بل أنت تغار ... نعم تغار لأنك لم تحب حتى الآن ... ولو استمررت على هذا المنوال فلن تحب أبدا في حياتك ...
قلت له منهييا هذه المناقشة التي أصبحت تتكرر كل يوم :
- هاهو هدفنا ..... انظر ..

رأينا شابا أسمر البشرة – وكل الناس هنا سمر البشرة بفعل الشمس – يتكيء على بدال أحمر يتصدر مجموعة من البدالات الأخرى المختلفة الألوان..... إنه الرجل الذي نحتاجه ... إنه مؤجر البدالات ... ترى ماذا نختار ... الأحمر ينذر بالخطر .. إنني أرى الأزرق أفضل وأهدأ بكثير ... الأصفر يشعرك بالمرض ...
قال هشام :
- أظن أننا سنختار الأسود
- نعم فهو أجملهم .... يبدو أنيقا كالأشباح ..
- وهل الأشباح أنيقة ؟
- ليست أنيقة لكن لونها هو الأنيق ..
- فليكن .. إننا نادرا مانتفق على شيء ... سنختار الأسود ...
الساعة بعشرة جنيهات .... ياللسفاحين .... إذن سنؤجر ساعتين ... نريد أن نتجول في البحر بحرية ولا تجبرنا صافرة ما على الرجوع ... لا يجبرنا على الرجوع شيء سوى أن نمل كل هذا ... أو ألا نجد موضوعا آخر نثرثر فيه ....

هاهوالرجل يدفع بالبدال الأسود في البحر ... وهانحن قد جلسنا على الكرسيين الأماميين ... إنه يبعد الناس عن طريقنا بصافرته .... الكثير من نظرات الناس التي لاتدري هل هي حاقدة أم حانقة على ذلك الشيء الأسود الذي يضطرهم للابتعاد عنه ... والآن فلأبدل بكل قوتي ..... إن هشام يبدل بكل قوته هو الآخر .... لن يهزمني .... لن أكون أول من يتعب هنا .... أبدل بقوة أكبر وأكبر ... إنه يزيد من سرعته ... إنه عنيد إذن .. لكن ليس معي .... البدال تحت قدمي يدور بسرعة هائلة ... لو انحشرت قدمي فيه لتهشمت عظامها تماما ... لكنني لست مبتدئا .... وهشام كذلك ... إن لنا باعا طويلا في تأجير ( الباليرينا ) في تركيا ... وهي هناك أفضل بكثير مما لديهم هنا ....

إن الشاطيء أصبح بعيدا نوعا ما ..... ها أنا أبدل أكثر ...... وأكثر وأكثر ..... تبا لقد بدأت أتعب نوعا ما .... لكنني لن أهدأ .... لكن الإنسان له حدود ...
منتدى ليلاس الثقافي- هشام ... هذا يكفي الآن ... إنني أرى الشاطيء بصعوبة ..
- هل تعبت ؟
- نعم تعبت وأنت كذلك فلا تكابر ولنتوقف هنا قليلا ...
وهكذا توقفنا ........ البدال يدور كالمجنون تحت قدمي ... وقفت على الكرسي ونظرت إلى الشاطيء ... لقد ابتعدنا كثيرا حقا .... كانت انطلاقة موفقة جدا .... هذا أفضل ... جلست مرة أخرى وأخذت أبدل بهدوء مع هشام .....

- أحمد ..
- همممم
- هل كلمتك إيمان عني يوما ؟
- لا لم تفعل ...
- لا تكن سخيفا ... لابد أنها قالت لك شيئا ما ... أي عبارة ما وسط الكلام ....
- إنها ثرثارة بشكل مرعب لذا أسرح في وسط كلامها في ألف شيء ... ولا أدري في نهايته فيم كانت تتحدث ..
- كيف لك أن تتجاهل هذا الملاك وهو يتحدث ؟
- إن تركيا مليئة بالجميلات ... وهن أجمل من إيمان هذه بكثير ..
- أنت أحمق كعامة الناس ... هل تظن أن الرجل لا يحب المرأة لايحبها إلا لجمالها ...إذن لكان كل الناس أحبوا مارلين مونرو أو جينيفر أنيستون ..
- إذن لماذا يحب الناس ناسا آخرين مثلهم ؟
- أنت لن تفهم .... أنت تحب شخصا ما لأنه هو هو ... وليس شخصا آخر ..
- هه ؟
- أعني أنك تحب الشخص بعيوبه كلها ومزاياه .. فإذا اختفى عيب من عيوبه فسيضايقك هذا ... لأنك أحببته لأنه هو ..
- هشام ... يبدو أن الحديث سيتخذ مسارا مملا .... فلتحب إيمان أو تحب غيرها و أتمنى لك التوفيق ..

أحاديث طويلة ومجادلات عقيمة بيننا في كل شيء ... أتينا على سيرة كل شيء .... حتى موزنبيق أظن أننا ذكرناها .... إن مزية البحر الوحيدة هو أنه يعطبك إحساسا بأنه يجب أن تثرثر في شيء ما مع الشخص الذي يمشي بجوارك ... فإن كنت تمشي وحدك فلتثرثر مع نفسك ..... لكن مهلا .... هناك شيء ما ...
- هشام ... ألم تلاحظ أن الشاطيء قد اختفى تماما ؟
وقف هشام وتطاول بأقصى مايمكنه محاولا أن يرى شيئا ما يصلح أن يكون الشاطيء .... لكنه فشل ....
- نحن قد توغلنا كثيرا يا عزيزي .... إني لا أستطيع أن أحدد اتجاه الشاطيء أساسا فضلا عن رؤيته ....

هذا مقلب ساخن ..... أرى جبلا ما يبدو من بعيد ..... لكن هل هو الشاطيء ؟ ... هل كان المكان الذي نقطن فيه يحوي جبلا كهذا ؟ ..... لا أرى أي أرض .... ترى هل نتجه إلى الخلف ؟ ... أم أننا أساسا الآن متجهين إلى الخلف .... أين اتجاه الأمام ؟ .... هل هذا اليمين ؟ ... وقفنا كالمعتوهين نحاول تحديد مكان شيء ما لكننا فشلنا .... كان هناك جزيرة ما صغيرة جدا لايتعدى حجمها حجم غرفة نومك ... إنها تبدو قريبة نوعا ما ....

- أحمد .. هل نتجه لهذه الجزيرة ؟ ....
- لا أدري .... فعلا لا أدري أين ذلك الشاطيء اللعين .
- لا بأس سنتجه للجزيرة ... ربما رأينا شيئا ما من فوق هذه الصخور ....
- فليكن
اتجهنا إلى الجزيرة .... وبعد عشر دقائق كاملة وصلنا إليها .... على أحدنا أن يظل هنا في القارب بينما يصعد الآخر على هذه الصخور محاولا أن يرى شيئا قد يدلنا على الشاطيء ....
بقيت أنا في القارب وذهب هشام إلى الجزيرة ... هاهو يصعد الصخور .... لقد اختار صخرة مناسبة ووقف عليها وضيق عينيه محاولا أن يزيد من حدة الرؤية .... نظرت إلى تعابير وجهه محاولا استخلاص أي شيء يراه .... ولما فشلت سألته ..
- هل وجدت شيئا ما ؟ ...
- لا أرى أي شيء من هنا ....
أخذ ينظر حوله في كل الاتجاهات .....
- كم نظرك ياهشام ؟
- سته على سته ... وأشك أنه سبعة أحيانا ...
- ياللغرور ... حاول أن ترى قاعدة ذلك الجبل هناك إذن .....
- ليست ظاهرة من هنا ...
- إذن تعال إلى البدال قبل أن أمل من هذا كله وأتركك هنا ...

نظرت إلى السماء .... إن الشمس ليست موجودة أيضا ..... أنت لا تجد شيئا تحتاجه أبدا ... حتى الشمس .... كيف أحدد الاتجاه إذن ؟ .... إن هذا مستحيل حقا .... هل ننتظر الليل لنحاول تحديد الاتجاه بمساعدة النجوم ... أنا أعرف كيف يتم هذا .... لكن لا ... لن ننتظر هنا إلى الليل .... مهلا .... أين يتجه الموج ؟ ... إنه معدوم هنا تقريبا .... شيء محبط ... إن أمامنا حل واحد .... أن نختار اتجاها ما ونمضي فيه على أمل أن يكون هو اتجاه الشاطيء ....

- ترى أي اتجاه نختار يا أحمد ؟ ...
- هذا سؤال سخيف .... كل الاتجاهات تبدو متماثلة ....
- هل نعود إلى الوراء إذن ؟
- ربما .... لكن ما أدراك أننا لسنا الآن متجهين إلى الشاطيء حقا ....
- ما احتمالات أن يصيب الاتجاه الذي سنختاره ..
- خمسة وعشرين في المئة ..... وخمسة وسبعين في المئة سيخطيء ...
- أظن أننا لن نبقى هنا طوال حياتنا ..... سنعود إلى الوراء ....
- حسنا .... كم الساعة الآن ؟ ....
- الخامسة والنصف بعد العصر ...
- ماذا إذا حل علينا الليل هاهنا يا هشام ؟
- لا ترعبني أرجوك .... فلنحاول ما بوسعنا ...

وهكذا أدرنا دفة القارب الأسود لنتجه إلى الوراء ...... وأخذنا نبدل في شرود .... وفي كل دقيقة ننظر حولنا ... علنا نرى شيئا ما يدل على الطريق ...... إنه موقف لن تشعروا بخطورته إلا لو كنتم مكاننا .... تبا للثرثرة وما تؤدي إليه .... تبا لإيمان وسيرتها ....

- أحمد لن تصدق ما سأقوله لك الآن .... هل تعرف فيم أفكر الآن ؟
- فيم تفكر ؟
- في إيمان ...
شعرت بأنني مقبل على ارتكاب جريمة ما وأنا أقول له :
- لو أتيت على ذكرها ثانية لن ترى هذا القارب الأنيق ثانية ...
- إيمان ...
- اخرس
- إيمان .... إيمان .... إيمان .... إيمان .....
- أيها السخيف اصمت ...
- إيمان
وهنا قمت من مكاني ودفعته دفعة خفيفة لكنه تمسك بالكرسي ضاحكا .... قلت له ...
- لو رميتك الآن فسأرتاح كثيرا ..... ولن يشعر أحد بجريمتي ... ستكون جريمة كاملة ...
- حسنا حسنا .... اهدأ ..

أنظر إلى الساعة ... السادسة والنصف .... إن المغرب قد حل وقد اقترب المساء كثيرا ..... ترى كيف سيبدو البحر في الليل ..... يالحماقة التي وضعنا أنفسنا فيها ..... لابد أن كل شياطين العالم تمرح هنا عندما يحل الليل .... هل هناك أسماك قرش ؟ .... يبدو أنني أفرط في مشاهدة الأفلام الأجنبية هذه الأيام .... أنا متأكد أن الليل سيحل علينا هنا ..... لكن هل سنقضي ليلتنا على القارب ؟ ....

إن النور بدأ يخفت .... المساء بدأ يتكلم .... أين تلك الشمس ؟ .... ظللنا صامتين كالقبور لا نتحدث لمدة نصف ساعة أخرى ..... سرحت في شيء ما لا أذكره ...... وأنا أنظر إبى مياه البحر الرتيبة ..... وفجأة عندما أفقت وجدت المياه أصبحت سوداء مظلمة ..... إن الظلام قد حل أخيرا ..... كففت عن التبديل .... لابد أننا قد اخترنا الاتجاه الخطأ إذن ...... كنت أعرف هذا .... إن حظي لم يخدمني مرة في شيء أحتاجه منه .... كانت أمامنا ليلة طويلة .... لكنها كانت ليلة رهيبة ..... حقا كانت ليلة سوداء رهيبة .....

الظلام الشديد السواد ... لا نسمع حتى صوت ذبابة .... أكاد أرى هشام بصعوبة ..... هل هذا الكيان الأسود المذعور هو هشام أم تراني قد أصبحت وحدي تماما ؟ ... لكن هناك شيء مسل في هذا كله .... الأمواج ..... أصبحت تقذفنا هنا وهناك بهدوء وكأننا فوق أرجوحة عملاقة ....

- أحمد .. أمازلت هنا ؟
- وأين يمكنني أن أذهب أيها الذكي ؟
- هل تسمع هذه الأصوات ؟
- هل تقصد الأمواج ؟
- لا ... أصغ السمع .... هناك صوت آخر .

إن هذا الأبله يخيفني .... أعرف هذا .... لكنه يبدو مذعورا حقا ..... فلأصغ السمع ... ربما سمعت شيئا ما .... مهلا ... هناك صوت ما .... ترى كيف يمكن أن توصف الأصوات بالكلمات ..... إنني أعجز عن وصفه ... لكنه صوت غير طبيعي وسط كل هذا السواد .... لن أحاول التظاهر بالشجاعة .... أنا خائف جدا هذه المرة ..... خائف لأنني وحيد .... وإذا مت هنا لأي سبب فلن يشعر بي أحد .... يقولون أن من يموت غرقا يكون شهيدا ... هل هذا صحيح ؟ .. لا أذكر أين سمعت هذه المقولة .... لكن هذا الصوت ..... إن اثنين يسمعان نفس الصوت يعني أنه ليس خيالا ....

والآن فلأمارس هواياتي ..... إنها النجوم ..... هذا هو النجم القطبي .... أراه من هنا بوضوح شديد .... القمر عبارة عن خيط ملتو كان هلالا منذ أيام ..... هذا يزيد من الظلام .... حسنا ... عرفت الآن اتجاه الشمال ..... كيف أحدد اتجاه الشاطيء إذن ؟ .... شمال الإسكندرية يعني تركيا .... هذا لا يفيد بشيء ..... لكن مهلا .... أين اتجاه القبلة .... المفترض أن تكون في الجنوب الشرقي لنا ..... وقفت واتجهت ناحية الجنوب الشرقي ..... إذن فهذا هو اتجاه القبلة ..... نحن كنا نصلي على الشاطيء في هذا الاتجاه .... في الواقع لو مشينا ناحية الجنوب أو الجنوب الشرقي سيعني هذا أننا نتجه إلى شاطيء الأسكندرية حتما .... فليكن ..... لن نظل هنا طوال حياتنا .... فلننطلق ...

ترى أين هذا البدال اللعين ... لا أراه حقا مع أنه تحت قدمي .... إنني ألمسه الآن ..... حسنا فلنبدل الآن ..... لا أدري كم من الوقت قد مر علينا ونحن نبدل ..... ربما ساعة .. ربما ساعتين .... كنت سرحا في كل شيء .... كل شيء حصل لي في حياتي تذكرته الآن ..... بين لحظة وأخرى أنظر إلى النجم القطبي لأتأكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح .... لكننا كنا سيئي الحظ جدا في هذه الليلة المشئومة ....

التبديل صار أصعب نوعا ما .... أصوات الموج أصبحت أعلى ..... القارب أصبحت أبذل جهدا كبيرا لتعديل مساره ... ياللهول ... إن الأمواج بدأت حقا في التكلم .... مضت عشر دقائق أخرى ..... الوضع أصبح أسوأ بكثير ... الموج يصطدم بالقارب فيتناثر الماء البارد على أجسادنا .... مهلا ..... إني أسمع نفس الصوت الغريب ... لكنه يبدو أقرب هذه المرة ..... إنه يبدو مثل ..... لا أدري .... كففنا عن التبديل لأننا أيقنا أن هذا مستحيل .... نأمل فقط أن يهدأ الموج نوعا ما ...... لكن البحر الذي صرت أكرهه بعد ذلك كان يكرهنا ..... لذا فقد كان قاسيا علينا في تلك الليلة ...

أصبح القارب يعلو ويعلو ثم يهبط مع كل موجة ..... فجأة تصطدم موجة بنا من أحد الجوانب فيهتز القارب لأعلى وأسفل ..... بعض الماء قد دخل إلى القارب .... لكنه مصمم بطريقة يستحيل أن يغرق معها حتى وإن امتلأ بالماء ... هذا مطمئن نوعا ما ..... مرت الدقائق أو الساعات لا أذكر بالتحديد وانتقلنا من وضع التبديل إلى وضع التمسك بجدران القارب خوفا من الوقوع ..... ماهذا الصوت اللعين ؟ .....

- هشام ... . ماهذا الصوت برأيك ؟
- أعتقد أنه كيكو وجدها فرصة جيدة للانتقام منا .
- الأمر لا يحتمل المزاح أيها السخيف ..
- وماذا يحتمل الأمر إذن .... إنه صوت شيطان .... شيطان يعيش في هذه الأجواء وهو غاضب لأننا اقتحمنا عالمه بدون استئذان .
- هل لازلت تفكر في تلك اللعينة إيمان ؟
- ليس هذا من شأنك ...
- لولا أحاديثك الطويلة عنها ماكنا انجرفنا إلى داخل هذا البحر اللعين .
- لا تشتم البحر .... سمعت مرة أن له آذانا يمكنه أن يسمع بها ..... ووسيلة انتقامه هي الأمواج .....

موجة أخرى صعدنا معها ثم هبطنا .... المياه تزداد داخل القارب ..... هشام يثرثر في شيء ما لكنه يتوقف بين حين وآخر ليسمع ذلك الصوت الغريب الذي لا أدري كيف أصفه .... أصبحنا نضطر إلى رفع أصواتنا حتى يسمع بعضنا بعضا ......

هشام بدأ يفقد أعصابه ..... أصبح عصبيا ويتحدث في شيء ما بعصبية ويضرب بيده واجهة القارب التي أمامه من لحظة إلى أخرى .... إن الناس يفقدون أعصابهم بسرعة ولا أدري ما السبب .....هل أنا بارد أم أن أعصابي حديدية .... كل ما أشعر به الآن هو الرعب من ذلك الصوت الذي لا أتوقع أنه سيكون خيرا بأي حال من الأحوال ....

قال لي هشام بنظرة خائفة :
- هل تظن أننا سنموت هاهنا ؟
قلت له وقد بدأت أكره هذا الذعر :
- لا أدري .. فقط تمسك جيدا لأنك إذا وقعت فلا تظن أنني سوبر مان الذي سيقفز وسط كل هذا لينقذك ..
قال بغيظ من وراء أسنانه :
- وأنت تأكد أنك إذا وقعت فسأقطع يدك إذا مددتها لتتعلق..
قلت له بنفاذ صبر :
- اسمع .. ليس من مصلحتنا أن نتشاجر الآن .. لا بد أن نفكر في شيء ما للخلاص من هذا الموقف ..
- أحمد ...
- ماذا تريد ؟
- أحمد
- ماذا تريد أيها الغبي ؟
- أحمد انظر وراءك أيها المعتوه
لكن القدر لم يمهلني لحظة أخرى لأفعل .... لقد انتهى كل شيء فجأة ..

إن البحر المتوسط يكرهنا .... وهو يجند كل قواه ليجعلنا نعيش أسوأ لحظات حياتنا .... الآن عرفت ما هو ذلك الصوت اللعين .... لم يكن شيطانا غاضبا كما توقع هشام .... كان أسوأ بكثير ..... كان سفينة ........ سفينة نقل بضائع لا تدري أين اولها وأين آخرها ..... في موقف آخر كان هذا سيكون مشهد نجاتنا .... لكن لحظنا الأسود في هذه الليلة الجهماء ... كانت تلك السفينة متجهة نحونا .... نحونا مباشرة .......

هنا بدأت أفقد أعصابي بدوري أنا الآخر .... إن هذه السفينة لن ترانا .. ستصدمنا وتسحقنا بقسوة حتما ......... إنها كبيرة حتى أنني أحتاج لرفع رأسي حتى أراها كاملة ..... إنها تبدو بعيدة نوعا ما ... أمامها ما يقرب من عشر دقائق لتصل إلى هنا .... لا زال هنا ك أمل إذن ..... اعتدلت على الكرسي .... نظرت إلى هشام الذي لن أصف لك حالته تاركها لخيالك الخصب ..... اعتدل هشام بدوره على الكرسي ..... وبدأنا التبديل ..... وجهت الذراع بحيث يتجه القارب بعيدا عن هذا الشيء الضخم ... بدلت بكل قوتي ..... هذا مستحيل طبعا في وجود كل هذه الأمواج .... لكننا لو لم نفعل لمتنا هنا كالجرذان ... كم أكره البحر والسفن والقوارب وكل هذه المصطلحات البحرية الكريهة ......

إن المياه التي بداخل القارب تجعله أكثر ثقلا ..... لا وقت لإخراجها بالطبع .... القارب نفسه أسود .... وكأنه قارب تجسس .... لن يرانا أحد ولو استخدم منظارا مقربا ..... تسارعت دقات قلبي الذي لم يبلغ الخامسة عشر بعد ...... لكنني أبدل بكل ما تبقى لي من قوة ..... هشام يبكي .... لا ألومه .... فقط نظرت إلى السفينة وأخذت أبدل بقوة أكبر كالمجنون ..... إن هرمون الأدريناين الذي يفرزه الجسم في ساعات كهذه يجعلك تشعر بقوة غريبة .... كل ما أريد أن أقوله أن الوضع لم يكن مطمئنا أبدا ...... هذه السفينة ستصطدم بنا حتما ...... بدأت أحسب في عقلي ماذا يمكن أن يحصل لنا نتيجة هذا الاصطدام ..... هل ستصطدم برؤوسنا فتهشمها .... أم أنها ستصطدم بالقارب فتكسره وتقلبه وتجرفنا إلى أسفلها ... لا ... هذا لن يحصل ..... إن الحل الوحيد هو التبديل ..... التبديل بكل ما أتاك جسدك من قوة .... صرخت في هشام :
- اسمع .... كف عن البكاء الآن .... بدل بكل قوتك يا هشام وإلا سنموت حقا في هذا اليوم ...
- آآآآآآآآآآ إهيء إهيء إهيء .....
- هشام هيا بدل ولا تضع الوقت في بكاء سخيف .....

نظر لي بوجهه الوسيم خائفا .... أنا أشفق عليه حقا ..... هل سأراه اليوم آخر مرة ..... فليكن ... سأقوم بدوري حتى النهاية ...... أستمر في التبديل .... والسفينة تقترب بسرعة ..... هناك فكرة ما في ذهني .... إنها لا زالت تختمر .... لكنها الحل الوحيد لإنهاء هذه المهزلة ..... علينا استثمار طاقتنا في شيء ما ...... قمت من مكاني .... مستعدا لتنفيذ الفكرة ...

- هشام ... قم من مكانك الآن وتعال معي ....
- سنيف ... سنيف سنيف ....... ماذا ... إهيء تريد ؟....
نظرت لعينيه مباشرة ... ثم إلى السفينة ...... جففت له دموعه قائلا :
- اسمع ... لن ننجح أبدا في موضوع التبديل السخيف هذا ..... سنقفز من البدال ونسبح بكل قوتنا مبتعدين ..
- لكن ... السفينة ستسحبنا إليها ....
- هي لازالت بعيدة نوعا ما ..... يمكننا أن نستثمر كل قوتنا في السباحة بعيدا .. ما رأيك ؟
- لا أدري حقا ..... سنيف ..... سنبف .....
- لا بد أن نفعل هذا ... لن نظل في هذا القارب ننتظر الحادث المروع .
- وكيف سنعود للقارب مرة أخرى ..... ربما تصطدم به السفينة وتكسره تماما وتقذفه بعيدا .... عندها سنموت غرقا ...
- فلندع الله ألا يحدث هذا ..... وإذا حدث سنكون قد نلنا شرف محاولة النجاة .... ولا تقلق أنا سأعلمك طريقة الطفو على الماء ..... هيا بنا ...
- فليكن ...
- هشام ...
- همم ؟
- لا تبتعد عني في السباحة .... فلنبق متجاورين .... هيا الان ....

قفزنا معا من على سطح البدال الأسود الأنيق ....... يالبرودة الماء ...... غصت لمسافة طويلة ...... أخذت أسبح تحت الماء بكل قوتي محاولا أن أكسب مسافة طويلة حتى ينتهي نفسي ..... إن نفسي طويل يصل لدقيقية في بعض الأحيان .... وكذلك هشام ..... لقد تدربنا على هذا طويلا في المسابقات التي كنا نعقدها بيننا مرارا ..... هانحن نسبح تحت الماء ..... أسمع صوت السفينة من تحت الماء أعلى بكثير من فوقه .... فالأصوات تنتقل أسرع تحت الماء .... درست هذه المعلومة ذات مرة ..... لم أتخيل أنها حقيقية جدا هكذا ..... لازلت أسبح بقوة .... ثم أخيرا صعدت إلى السطح ......
- هاااااااااااااااه ..... هه .... هه .... هه ..... هه ..... هشام ....
- هه ... هه .... هه ... هه .... ماذا تريد ؟
- إن الأمل كبير .... فلنسبح الآن مبتعدين ......

وسبحنا كالأسماك بعيدا عن السفينة ..... أنا لا أرى القارب الأسود حقا ..... لقد اختفى في الظلام ...... هذا يجعل وضعنا سيئا جدا ...... لقد ابتعدنا عن السفينة كثيرا .... والآن وقفنا لنراها وهي تمر ....... هاهي .... أراها الآن عن قرب ...... ماهذا الاسم الذي عليها ... اسم معقد لا أذكره ..... إنها تحجب الرؤية تماما .... إنها لا تزال تمر من أمامنا ..... كم هي طويلة ....... ألا تنتهي أبدا ؟ ..... أنظر محاولا تحديد نهايتها فلم أستطع ..... كيف بنى الإنسان هذا الوحش الطويل ...... إنها تجذبنا نوعا ما إليها لكننا نبتعد سباحة في كل مرة لأننا كنا بعيدين عنها مسافة كبيرة ......هاهو ذيلها ..... أقصد نهايتها ....... أخيرا ...... لو كان هذا الشيء اصطدم بنا لكنا الآن في عداد الأموات ..... الأموات المفقودين ...... الذبن اختفوا في ظروف غامضة .....

تذكرت شيئا طريفا ..... كم ساعة ونحن في هذا القارب .... إن صاحب القارب لو كان شريرا ..... لحاسبنا – إذا عدنا – على كل ساعة ...... ووالدي سيقتلني حتما ..... إن البر يدخر لنا مشاكل من نوع آخر ..... لكنه أفضل من الموت غرقا على أي حال ....

- أحمد ....... هل اصطمت السفينة بالقارب ؟
- لا أدري ..... لم أسمع شيئا كصوت اصطدام ... إن السفينة صوتها عال جدا يغطي على كل شيء ....
- دعنا نبحث عنه إذن .... أنا تعبت من السباحة .....
- فليكن ....

ربع ساعة أو أكثر ونحن نسبح وننظر في كل الاتجاهات ..... أين هذا القارب الأسود ؟...... فكرة من كانت أن نختار الأسود ؟..... لا أذكر ..... ماعيب الأبيض ؟..... أو الأصفر ؟..... كان كلاهما سيكون مفيدا جدا الآن .... لن نتحسر على الماضي ..... سنبحث عن هذا الشيء الآن .....

- أحمد ..... أيها الأحمق ..... لقد رأيته .....
- ..........
- هناك ... هناك .... هيا تعال ....

هل يمكن أن يكون البحر قد نسانا بعض الوقت ....... إن القارب هناك ..... إنه أجمل شيء أراه في هذه اللحظة ...... تدفق الأدرينالين في عروقي من فرط الحماس و سبحت بكل قوتي ......

- أحمد .... سنرى من منا سيصل للقارب أولا ...
- أيها المغرور ..... كان يجب أن تقول هذا وأنت بجانبي ..
- هاهاهاهاها .
- لن تهزمني ....

لكنه وصل أولا ..... أراه يصعد على القارب ويقفز فرحا كالمجانين ....... وصلت بدوري إلى القارب ..... يا إلهي .... لقد كان هذا موقفا عصيبا حقا ..... كم أكره البحر ...... فلنرتح قليلا هاهنا ....

- أحمد وهشام ..... اختارا شيئا ما أعاقبكما به على ما فعلتما ....
- .............
وهنا ارتفعت حدة صوته :
- كل العائلة كانت تبحث عنكما في كل مكان ... حتى الجيران .....
- قلت لك يا أبي أن .....
- اخرس ...... أنت المخطيء أولا وأخيرا .... لولا أن ذلك القارب قد انطلق للبحث عنكما لكنتما ذهبتما إلى الأبد ...
- لا أدري حقا ماذا أقول لك .... فلتعاقبنا بأي شيء .....
- لقد حولتما هذا المصيف إلى جحيم .... لم يعد أحد له رغبة في البقاء يوما آخر ...
- لقد تسببتما في .......................... إلخ ....

أخذ أبي يتحدث ويتحدث ..... والكل يؤيده .... أمي في حال صعبة وخالتي كذلك ..... لكن هذا كله محتمل ..... محتل جدا ..... أخي الصغير يشمت فينا بضحكته الشريرة .... تبا لك ... فقط عندما يذهب أبي .... سأقتلك .....

كانت ليلة صعبة ..... كرهت فيها البحر ..... لم أعد أحب منظره أو المشي على كورنيشه ...... وهشام كذلك .... وأعتقد أن لنا أسبابنا .

 
 

 

عرض البوم صور Zork Nemesis   رد مع اقتباس

قديم 03-05-10, 02:05 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 133319
المشاركات: 14
الجنس ذكر
معدل التقييم: rrr1077 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
rrr1077 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Zork Nemesis المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

قصه جميله وممتعه حقا
ولكن كنت دائما اعرف ان الطبيعه تستحق المغامره
بالتوفيق

 
 

 

عرض البوم صور rrr1077   رد مع اقتباس
قديم 03-05-10, 06:28 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157769
المشاركات: 61
الجنس ذكر
معدل التقييم: Zork Nemesis عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Zork Nemesis غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Zork Nemesis المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

الطبيعة وحش في غاية الجمال و القوة ..

 
 

 

عرض البوم صور Zork Nemesis   رد مع اقتباس
قديم 21-06-10, 10:08 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2007
العضوية: 57064
المشاركات: 157
الجنس أنثى
معدل التقييم: سكوت عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سكوت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Zork Nemesis المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

 
 

 

عرض البوم صور سكوت   رد مع اقتباس
قديم 21-06-10, 10:20 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157769
المشاركات: 61
الجنس ذكر
معدل التقييم: Zork Nemesis عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Zork Nemesis غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Zork Nemesis المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

العفو عزيزي سكوت .. مرورك نور المكان

 
 

 

عرض البوم صور Zork Nemesis   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حكايات زورك نيميسيس .. حكاية الباليرينا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:24 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية