كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
أتخذ ممراً على يسارها فتعقبته إليان ثم قال:
"للجناح الرئيسي غرفة جلوس خاصة تطل على القناة
ولوح بيده مشيراً إلى باب يقع في المقابل تماما:
"وفيه حمام وإلى اليسار غرفة ملابس فيها خزانتين كبيرتين مثبتتين في الحائطوهناك مفروشات إضافيه وسرير لك أن تستخدميه حتى...."
قدحت عيناها بشرر أزرق:
" حتى**ماذا؟"
"حتى تصبحي على أهبة الإستعداد لتشاركيني غرفتي"
أحست بغضب كادت معه ترتجف حتماً:
"وهذا ما لن يكون أبداً!
ارتفع حاجباه فوق عينين كانتا تحتجزان عينيها بنظرة تقويمية ساخرةوقال لها ببرود تبعث القشعريرة:
"عزيزتي إليان عليك في سبيل زواج متكامل مشاركتي غرفة نومي"
"في مثل هذا المنزل الضخم هناك غرف نوم أخرى سأختار منها واحدة"
"هناك العديدولكنك لن تقيمي إلا في غرفتي"
ارتفع ذقنها كبرياء وتحدياً:
"أقسم أني لن أقيم فيها"
"ستقعين في النهاية نائمةوعندما يحدث أن تقعي أنقلك بكل بساطة إليها
صاحت به :
"إيها الشيطان الأخرس لن يكون لك ذلك"
"وكيف ستمنعينني؟"
وخفق قلب إليان بألم ثم أحست بتوقف قلبهافلم يكن هناك إلا فتحه واسعة تفصل غرفة الجلوس عن غرفة النوم التي ليس بين الغرفتين باب يؤمن الخلوة
اندفعت تقول:
"أنت خالِ من الشعور والإحساس
لم تستطع من شدة الغضب إتمام كلامها فقد فقدت النطق ولم تقدر إلا على قول كلمة واحدة"متوحش"
لمع بريق في إعماق عينيه عاد فأخفاه بنجاح:
"أقترح عليك حمل جوزف إلى مهده قبل أن يتشوش تفكيره ويرتبك من شدة الغضب البادي عليك سأتوجه إلى المطبخ لأعد بعض القهوة
تملكتها رغبة شديدة في قذفه على ظهره ولكنها عجزت عن ذلك بسبب الطفل الذي بين ذراعيها
وضعت الطفل في المهد ثم غطته بلطف ولكنها تريثت بعض الوقت حتى غفا
وبعد ذلك عادت إلى غرفة النوم ومنها إلى الحمام الفاخر
كان عليها أن تعقم زجاجات الحليب وتهيئها توقعاً لإستيقاظ الرضيع في الليل
كما كان عليها تحضير حقائبها الضرورية فكان أن خرجت بحثاً عن المطبخ
كان المطبخ واسعاً فخماًمجهزاً بأحدث المعدات الإلكترونية التي لو رأتها في ظروف طبيعية لعبرت عن سعادتها
قال لها أرماندو وهو يضيف السكر إلى القهوة التي أعدها:
"ستجدين ما تحتاجينه في الخزانة
"شكراً لك
فقال لها وكأنه يقر أمراً واقعاً:
"ثمة زوجان يقومان يومياً بالمحافظة على نظافة المنزل وما يحيط به وقد اعتدت الإستعانة بموسسة تزودني بالطعام اللازم عندما أقيم الحفلات"
منتديات ليلاس
"إن من يملك هذا النظام الرائع في حياته لن يحتاج إلى زوجة أبداً "
قال لها بخشونة:
"لا تعبسي هكذا يا إليان"
"أنا لست عابسة!أنا بكل بساطة غاضبة جدا ولا أرغب في محادثتك"
وضعت بحركات متوترة وجبة الرضاعة التي حضرتها في البراد
فقال لها أرماندو بصلابة لا تلين:
"ستبقى ترتيبات غرفة نومك على حالها"
"لن أرضى أبداً مشاركتك الغرفة التي تأوي إليها"
لاحت إبتسامة طفيفة على طرفي فمه وعلت وجهه نظرة ساخرة:
"لماذا لا تتناولين بعض القهوة؟"
"أفضل شرب الماء"
فهز كتفيه غير مكترث ثم احتسى ما في كوبه وقال:
"سأكون في الخارج غداً لأن علي تفقد مسار العمل في مواقع عديدة لقد دونت أسم ورقم هاتف مربية أطفال مشهورة اتصلي بها إن أردت الخروج سأترك لك مفاتيح المنزل والسيارة إضافة إلى بعض المال "
"لدي مالي الخاص"
"إعتبري المبلغ يلفة على حساب مصروف المنزل لا تجادلي!
ودون أن ترد استدارت لتملأ كوب ماء بارداوبعد ذلك خرجت من المطبخ شامخة الرأس تعبة إلى حد لا يصدق
"سآوي إلى فراشي"
"سأريك قبل أن تذهبي الطريقة التي يعمل بها نظام الأمان في المنزل "
بعد خمس دقائق توجهت إلى الجناح الرئيسي وجسمها يرتجف غضباً
ما إن وصلت إلى غرفة الجلوس واندست في السرير حتى أغمضت عينيها وهي تصم أذنيها عن صوت المياه الجارية في الحمام المجاور وما زادها انزعاجاً أنها عجزت عن النوم حتى بعد أن أطفأ أرماندو أضواء غرفته
غرقت دون ريب في النوم لأنها استيقظت بحدة تشعر بالغربة والضياع فرقدت جامدة تفكر في ما أيقظها
"ربما هو جوزف؟ربما تشعر بالإنزعاج بعد هذا السفر الطويل خرجت من سريرها قلقة وسارت بصمت إلى مهده
حينما حدقت عيناه الواسعتان إليها دون أن ترمشا هزت إليان رأسها مبتسمة
ثم غيرت له ودثرته جيداً ولكنه راح يبكي ويبكي حتى غدا بكاؤه عويلاً
حملته متمته له بنعومة
"مشاكل؟"
التفتت دهشة إلى مصدر الصور فإذا أرماندو على مقربة منها:
"أنه قلق لأنه خسر وجبة طعامة الأخيرة ويبدو أن السفر أزعجهمنتديات ليلاس
"أعطني إياه ريثما تسخنين له المرضعة"
"أستطيع حمله بسهولة إلى المطبخ فلا تزعج نفسك"
"إذهبي وسخني المرضعة يا إليان"
ثم حمل جوزف بهدوءفلما حاولت مناقشته عاد الطفل للبكاء بحدة فتركته وتوجهت إلى المطبخ تتعثر في سيرهاأخرجت أنبوب الماء مياهاً حارة تغلي فسحبت يدها من تحت المياة
الساخنة وعضت على شفتها متجاهلة الألم ثم راحت تسخن المرضعة
التي حضرتها سابقاً وبعد ذلك قفلت راجعة إلى غرفة النوم
كان أرماندو يجلس على حافة السرير يهز الطفل فشعرت بغيرة لأن الطفل كان مستلماً له
أرادت أن تنتزع جوزف منه وأن تخرج من الغرفة التي تضم السرير الضخم والرجل الديناميكي الذي بدأ مسيطراً على كل شيء دون جهد
قالت بثبات:
"سآخذه الآن "
لمست يداها يديه فأرسلت اللمسة شحنة كهربائية في أوصالها فكرت في أن السبب هو الكراهية دون شك
ثم راحت تهتم بحاجات جوزف حتى أوشك على الإغفاء
فاطمأن قلبها خاصة وأنها غداً ستكون وحيدة مع الطفل دون أرماندو
الذي يبعث وجوده إليها الإزعاج وستسعى عندئذ إلى استكشاف المنزل والسياحة ولكن ستبقى هناك مشكلة لن تحل بسهولة ألا وهي التكيف مع زوج لا تحتـــاج إليـــه أو تـريده
........نهاية الفصل الرابع.........
|