كاتب الموضوع :
f_troy2010
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الـــجـــزء الـــثـــانـــى
وفور دخولها من باب منزلها اصطدمت بزائر كان على وشك الخروج أشار إليها لتحيتها فأومئت برأسها ولكن ظلت متسمرة إنها تعرفه رأته أكثر من مره ولكن أين ؟ .... أجل بالعيادة عندما صفعت الطبيب هو من ضحك منها وجعلها تبدو كالحمقاء انه يتدرب يوميا مثلها أيضا احضر لها أشيائها عندما لحقت بسارق دفترها ماذا أتى به ؟
أفاقت على صوت أبيها قائلا : هنا ما بكِ أفسحي الطريق ؟
احمر وجهها خجلا وهمت بالذهاب إلى غرفتها ولكن سمعت صوت زائرهم يقول : كدت أنسى ....أنسه (هنا) أليس هذا دفترك لقد فقدتيه بالأمس بالعيادة.
اتسعت عيناها من الدهشة وظلت أنفاسها تتلاحق .
قال : ألا يخصك ؟
انتزعته منه ودخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها .
أسندت قلبها بيدها شعرت انه سيقفز من بين الضلوع ركضا إليه .
قلبت الدفتر بلهفة حتى وصلت لسطوره الجديدة
اشتقت إليكِ كثيرا كثيرا ..... لم أتى لأن أمي مرضت
لم تتعرفي على بعد أن كنت بجانبك ولم يجول بخاطرك أن أكون أنا.......
أراكِ غدا........ أحبك
قبلت الدفتر مائة مره وألقت بنفسها على الفراش تقرأ كلماته مره تلو الأخرى حتى غفت وهى تحتضن الدفتر .
في الصباح قبل أن تذهب أوقفها والدها ليحدثها قليلا
قائلا : هل تعرفين هذا الشاب ؟
ارتبكت ثم قالت : لا.. انه يأتي إلى العيادة لأنه يعانى من كسر ويبدو انه شفى تماما .
قال والدها : لقد تقدم لخطبتك ما رأيك ؟
صمتت ولم تجب......
قال أبيها : حسنا سأطلب من أخيك السؤال عنه .... ذهبت من أمامه مسرعه
ظلت شاردة تماما حتى نادتها جيداء عدة مرات وفى المرة الأخيرة انتبهت
قائله : (جيداء) جئت كيف حالك ؟
قالت (جيداء) : كيف حالي أنا ؟ ماذا حدث هل مزقتي الدفتر ؟
ابتسمت (هنا) قائله : لقد جاء إلى منزلي ......
كادت أن تخرج شهقة من فم (جيداء) ولكن تداركت نفسها........
وقالت : جاء.... ؟ من هو..... ؟ وماذا فعل.... ؟ ولماذا آتى..... ؟
قالت (هنا) : أعطاني الدفتر وخطبني من أبى .
قالت (جيداء) : وأنتي موافقة ؟
صمتت (هنا) قليلا ثم قالت : حقا لا اعلم أخشى الاستمرار ولا أستطيع التوقف .
قالت (جيداء) : ما اسمه ؟
قالت (هنا) : لا أدرى؟؟ .
أخذت (جيداء) تضحك وقالت : إلى الآن .
لم تنتبه إليها (هنا) لتعلق نظرها بباب المكتب .......
قائله : ها هو كيف علم أنى اعمل هنا ؟.
التفتت (جيداء) وقالت : هو.... من يقف عند الباب ؟
أومأت (هنا) برأسها .
قالت (جيداء) : انه (أيهم) .
استيقظت (هنا) من خدرها وقالت : كيف علمتى..... ؟
ضحكت (جيداء) وقالت : انه ابن عمى يا له من قدر غريب .
اقتحم المكتب فأوقفه احد العمال ليسأله من هو ؟
قال (أيهم) : أنا خطيب انسه (هنا) وأشار إليها .
لم تنطق ظلت مشدوهة .....
أما هو فتقدم ليصافح (جيداء) ثم جلس بقرب (هنا) قائلا: ستظلين مندهشة ؟ كيف حالك اليوم ؟
خرجوا سويا وهى لا تزال صامته قال : (هنا) ألا نستطيع الكلام إلا عن طريق الدفتر أخرجيه إذن .
نظرت إليه قائله : لما تريد الارتباط بي ؟
ضحك وقال : لما برأيك ؟
قالت : لا اعلم ؟ لما أنا ؟
قال : لأني احبك .
قالت : أنت واثق لقد مررت بحب سابق وأين ذهب؟
قال : كل ما اعلمه الآن أنى احبك أنتي وليس سواكي .
قالت : سأفكر لا أستطيع إجابتك الآن .
لم يجب إذ تعثر فأمسكته وقالت : ألا تزال ساقك تؤلمك ؟
قال : لا قد التئم الكسر والطبيب لا يرى من داعي لذهابي وأنا أصر أنها ليست بخير .
أخذت تضحك .
تكررت رؤيتها له بالعيادة لشهر تقريبا وفى يوم احضر لها باقة من الزهور فطلبت منه الخروج للتحدث .
أخذت ترتب كلماتها بداخلها جيدا ثم قالت : هل تعلم أن والدتك لا تحبني
قال : هل ستقيمين معها أم معي ؟ ثم هي ستحبك مثلما أحببتك أنا ابنها الوحيد وفوجئت بلصه جميله قد سرقتني منها لابد أن يكون ردة فعلها هكذا بالبداية.
توقفت عن السير وقالت : أيهم أنا موافقة ولكن عدني أولا إذا تغير قلبك نحوى اتركني اذهب ولا تبقيني من باب الاعتياد أو الشفقة .
قال : لم تصرين أنى قد أتغير نحوك ؟
ابتسمت قائله : لقد اعتدت حدوث هذه الأشياء .
جاءني مرضى بغتة دون مقدمات وتحول مسار حياتي ولكن الله يجعلني احتمل افتقاد الأشياء .. افتقدت اللعب والتنزه والجري أشياء كثيرة.
فإذا تغير قلبك اخبرني ولا تقلق سأحتمل مهما كان مؤلما ولكن لن أتقبل شفقتك تجاهي .
ابتسم وقال : اتفقنا
ذهب هذه الليلة إلى والدته وقال : أمي سنذهب غدا لنتمم خطبتي (بهنا) رسميا .
أجابته دون اكتراث : حسنا .
قال : لما تجيبيني هكذا ؟
قالت : وهل سيفيد لن تستمع إلى ؟ لم ارتاح أبدا لتلك الفتاه ....
قال : اعلم وكنتى ترتاحين إلى (سهي) وماذا فعلت؟
كفى عن سيطرتك لم اعد صغيرا .
ابتسمت ساخرة وقالت : أرأيت لا فائدة من رأيي.
قال : طابت ليلتك أمي .
تمت الخطبة قبل سفر اخو (هنا) بأسرته للخارج وتلاه بأسابيع قليلة الزفاف .
وبعد أسبوع ذهبوا إلى الاسكندريه لقضاء بعض الوقت وكانت (جيداء) انتقلت أيضا هناك .
استيقظ (أيهم) مبكرا فارتدى ثيابه وهى لازالت نائمة اخذ يوقظها مناديا إياها تارة ومدغدغا تارة دون فائدة .
حتى أتى ببخاخ الملابس واغرق وجهها .
انتفضت من النوم قائله : حذارى أن توقظني بتلك الطريقة مجددا .
قال : ألا تريدين الذهاب للشاطىء ؟ حسنا سأذهب وحدي .
قامت مسرعه بارتداء ثيابها .
وعندما ذهبوا قام بتطويق خصرها بذراعه لتترك العصا ثم توقف وقال : -انزعي حذائك
ضحكت وقالت : لازلت تذكر ؟
قال : اجل بالطبع .
قاموا بنزع أحذيتهم وما إن بدأت تخطو حافية على الرمال حتى دخلت بنوبة من الضحك دون توقف .
اخذ يضحك هو أيضا قائلا : ما بكى ؟
قالت : إن الرمال تدغدغ أقدامى .
قال : لما لا تدغدغني أنا أيضا .
قالت : وأنفاسها تكاد تنقطع من كثرة الضحك ........... وما أدراني ؟
قامت بارتداء حذائها ليكملوا سيرهم وإذا برجل مسن يشير إليها ملوحا
وكزها (أيهم) قائلا : من هذا ؟
قالت : انه طبيبي لم اذهب له منذ سنوات .
نظرت إليه وهى تبتسم قائله : أتعلم انه اخبرني انه إذا استمر الوهن حتى عضلة قلبي سأتوفى وأنا نائمة دون أن يشعر احد .
نظر إليها باستياء وقال : أأخبرك هكذا مباشرة ؟
قالت : نعم
اخذ يلتفت حوله قائلا : أين ذهب هذا الحقير الخرف.
قالت : انه مجرد اعتقاد ولكن لا أظن أن عضلة قلبي ستضعف وهو ينبض دائما بالحب فانا أحببت أمي وأبى وأحب وقت الفجر ورائحة البحر واحبك أيضا .
قال : أيضا ؟؟
قالت : نعم ثم نظرت إلى ساعتها وقالت : سنتأخر على (جيداء) و(طارق) .
انتهت العطلة وأشرقت شمس يوم جديد استيقظت هنا لتعد الإفطار وثوبا أنيقا لتعود به للعمل بعد عطلة الزفاف وأخرجت له أيضا حله جديدة
وقبل ذهابهم وضعت عليه لمساتها الأخيرة من ربطة العنق إلى نوع العطر وقالت : أنت الآن جاهز للخروج معي . وهمت بالانصراف ولكنه أوقفها قائلا : انتظري ثم امسك منديله وقال : ما الداعي لظل الجفون هذا ؟ ثم قام بمسحه .
قالت : لم أضع شيئا .
قال : وحمرة الشفاه لما ؟
نظرت جيدا بالمرآة وقالت : لم أضع أي مساحيق .
احتضن وجهها بين يديه وقال : لما إذن تبدين جميله هكذا ؟
قالت : لأننا سنتأخر .
قال : سنتغيب يوما واحد لن يحدث شيء.
قالت : سأذهب وحدي إذن .
زفر وقال : حسنا حسنا هيا .
أوصلها واخبرها أن تنتظره ليقلها بالعودة .
ذهب إلى البنك الذي يعمل به وانهمك بالعمل حتى جاءت الثالثة كان يوقع بعض الأوراق . فهاتفته (هنا) لتخبره أنها ستذهب وحدها اخبرها أن تنتظره ربع ساعة فقط.. هبط مسرعا وإذا به يرى والدته تستند على سيارته
رحب بها فقالت : ألا تنوى دعوتي على بيتك ؟
قال : بالطبع أمي سأذهب الآن لأقل (هنا) هيا بنا.
قالت : ولما لا تأتى وحدها .
قال : لأني أريد ذلك .
صمتت طوال الطريق أما هو فهاتف (هنا) وقال : أنا بالأسفل اهبطي .
انتظر عشر دقائق لم تخرج دخل ليراها وجدها تجلس على السلم وشخص يجلس بجانبها .... انه يحتضنها هم أن يلكمه ولكن وجده يمسك رأسها فقط لأنها تنزف .
أسرع إليها قائلا : ماذا حدث ؟.
اخبره الرجل : أنها تعثرت وهى تنزل الدرج .
حاول إيقافها ولكنها كادت تسقط مجددا .
قام بحملها إلى المشفى فأخذت بضعة قطب بموضع الجرح .
قالت له والدته أنها ستزورهم بوقت أخر .
أخذت (هنا) قسطا من النوم ثم استيقظت لتجده بالمكتب يقلب ببعض الملفات .
قالت : هل تناولت غدائك ؟.... لم يجبها
قالت : ألا تسمعني ؟
غادر الغرفة وجلس أمام التلفاز متصنعا الانشغال به .
قالت : هل تخاصمني ؟
قال : لما ......هل حدث شيء؟
ضحكت وقالت : أنت تمزح أليس كذلك ؟
قال : من هذا الذي كان يجلس بجانبك ؟
قالت : متى ؟
قال ساخرا : عندما سقطتي من على الدرج ؟
قالت : لم انتبه .
قال : أتتذكرين الطبيب عندما حاول إصلاح تدريبك.......
وكيف صفعته وقتها لما لم تصنعي نفس الشيء مع هذا الشخص ؟
قالت : ستستمر هكذا ؟
قال : أبدا كما تشائين لن أتحدث به مجددا .
ظلت القطيعة حتى المساء وعند النوم أدار ظهره إليها فنهضت بعصبيه وأخذت وسادتها وبعض الغطاء وذهبت لغرفة الجلوس .
استيقظت كعادتها باكرا ذهبت إلى الغرفة لإحضار ملابسها .
وجدته لازال نائما ولكن منكمشا بالفراش دون غطاء فقد ألقاه أرضا .
أخذت تحدث جلبه بالغرفة لكي يستيقظ دون جدوى.
تقدمت نحوه بحذر وتحسست جبينه وجدته محموما بشده أخذت تضع له بعض الكمادات الباردة لفترة ليست بقصيرة . استيقظ وجد شيئا باردا على جبهته وهى قد أراحت رأسها على المقعد للوراء .
أراح رأسها جيدا ثم قبلها بموضع الجرح استيقظت أخذت تتحسس وجهه قائله : زالت الحمى أخيرا .
ثم تذكرت القطيعة فنهضت ولكنه ضمها قائلا : اشتقت إليكى من الأمس إلى الآن لا تفعلى ذلك مره أخرى انظري ما حدث .
قالت : أنا أيضا من أمرضك .
ضحك وقال : منذ طفولتي وأنا لا يستقر على الغطاء أبدا .. كانت أمي تستيقظ عدة مرات لتعيده على .
قالت : علمت الآن لما تزوجتني لأعيد عليك الغطاء.
اخذ يضحك ضحكا مختلطا ببعض السعال
وقال : اجل بالتأكيد .
قامت بنزع يديه قائله :سيدي عاملة الغطاء تستأذنك لكي تصنع لك بعض الحساء
ظل متمسكا بها قائلا : أنا لست جائع الآن .
قالت : توقف يا سيدي عن أفعال الصغار. هل زالت عنك الحمى الآن؟ .
اخذوا يتناولون الغداء وقالت : لم اذهب إلى التدريب منذ أيام جسدي يؤلمني .
قال : أسف فأنا السبب .
قالت : سأفعل بعض التدريبات حتى اذهب بالغد .
وبعد قليل شعرت بنعاس شديد وما إن غفت لدقائق حتى أيقظها قائلا : عذرا ولكن أمي قادمة بعد نصف ساعة .
قامت متثاقلة ولكن تذكرت حديث (جيداء) عن تلك السيدة فانتقت ثوبا أنثويا رقيقا وببعض لمسات من أدوات الزينة أصبحت فاتنة تماما .
دخل عليها وقال : كل هذا لأمي إنها محظوظة وهم أن يضمها ولكن دق الباب فذهبا لاستقبالها .
وفور فتحهم الباب فزعت هنا لوجود أمراه غريبة الشكل بملابس شديدة القصر والضيق تتأبط ذراع والدته ولكن ما افقد (هنا) صوابها أنها حاولت جذب (أيهم) لاحتضانه فور رؤيته قائله : (أيهم) لم أرك منذ مده ولكن لم تدعها (هنا) فقد جذبته منها وقامت باحتضانها هي ثم أجلستها بدفعها إلى اقرب مقعد ......
ودفعته هو بمقعد بالجانب الآخر .
قالت : والدته ألا تذكر (سحر) جارتنا بالبناية المجاورة .
قال : نعم اذكرها جيدا .
ولكنه تلقى لكمه من (هنا) فقال : أتذكرها ولكن قليلا.
تدخلت المرآة اللعوب بالكلام قائله : ألا تذكر عندما لعبنا لعبة الاختباء بالغرفة المظلمة فوق السطح وأغلق علينا الباب ليله بأكملها .
نظر إلى (هنا) وهو يخاف ما ستفعله .
قامت (هنا) بالنهوض فقالت والدته : اجلسي حبيبتي .
قالت (هنا) : سأحضر كوب ماء .
دخلت المطبخ وقامت بالاتصال (بأيهم)
وقالت : غادر إلى غرفة المكتب بدون أسئلة .
قال هامسا : كيف اترك أمي ؟
قالت (هنا) : أمك .....سأهتم بها فاثر السلامة واستمع لما أقول .
قام معتذرا متعللا ببعض العمل .
وعندما عادت وجدت أمه لحقت به هي واللعوب بغرفة المكتب وأجلستها بجانبه
عندما رأى (هنا) تدخل نظر إليها نظرة عديم الحيلة .
جلست (هنا) واللعوب لا تكف عن تذكيره بالغرفة المظلمة ولعبة الاختباء .
قامت (هنا) مجددا فقالت حماتها : اجلسي حبيبتي لما تغادرين .
قالت : سأحضر بعض الفاكهة .
قالت اللعوب : لا تجهدي نفسك لست غريبة أين المطبخ ؟
نظر (أيهم) إلى (هنا) وهى تكشر عن أنيابها
قائله : لا أحب أن يعبث احد بأشيائي .
قالت (سحر) اللعوب : كما تشائين حبيبتي .
وقبل أن تغادر (هنا) الحجرة أخذت تتأوه
قائله : قدمي ....قدمي ....(أيهم) لقد اصطدمت بالمقعد .
نهض مسرعا وقال : أين ؟
قالت (هنا) : بكاحلي اعتقد انه التوى أوصلني حبيبي إلى المطبخ .
حتى غابت عن أعينهم فتركت ذراعه واكتفت بالعصا استدار للعودة......
قالت : أين تذهب سر أمامي وانتظرني سنعود سويا .
ظل منتظرا وهى تسكب العصير بالأكواب وأحضرت بعض الفاكهة حملتها هي وأعطته العصير ليحمله .
ثم حذرته قائله : إن رايتك تنظر لتلك الحولاء أو تكلمها لن تعلم ماذا سيحدث .
اخذ يضحك قائلا : حولاء لم انتبه لذلك .
قالت : بالطبع وكيف ستنتبه وأنت مشغول بلعبة الاختباء والإمساك بها في الظلام .
اخذ يضحك ولكن صمت عندما رأى جدية ملامحها استدارت للذهاب ولكن عادت فطبعت قبله على خده نظر إليها مبتسما قالت : لما تبتسم أمضى أمامي .
وفى الطريق للمكتب لاحظت أن اللعوب ترمقهم
تكلمت (هنا) من بين أسنانها وقالت : اقترب .
قال : نعم ماذا قلتي ؟
كررت كلامها من بين أسنانها .
أجابها هو أيضا من بين أسنانه قائلا : لما تتكلمين هكذا ؟
لاحظ الحزم على وجهها فاقترب قالت : اضحك بصوت مرتفع .
ضحك قالت : أعلى لم تسمعك الحولاء .
ضحك مجددا ولكن لم ترضى عن ضحكته فقامت بدغدغته بظهره اخذ يضحك حتى كاد أن يسقط ما بيده وهى بدورها أصدرت ضحكه رائعة .
قالت والدته : لما تضحك ؟
لم يستطع الإجابة فقد نظر لهنا وانفجر في الضحك مجددا .
قالت والدته : أيهم هل أنت بخير ؟
اخذ يجاهد ضحكه وقال : نعم أنا بخير .
قالت المرآة اللعوب (لهنا) : أين تقومين بصبغ شعرك؟
قالت هنا : إن أيهم هو من قام بصبغ شعري وقد أعجبه اللون كثيرا أليس كذلك وقامت بركله .
انتبه وقال : اجل لقد صبغته فانا أحب تلك الأشياء .
قالت اللعوب : رائع إن اللون أعجبني هل تقوم ... ولم تكمل .
إذ قالت (هنا) : أيهم ارني وجهك أدارا لها وجهه نهضت فقامت بالجلوس على حجره وقالت : أسفه حبيبي لقد لوثتك بأحمر الشفاه مره أخرى وقامت بمسح وجهه جيدا وهو ينظر إليها يجاهد ضحكه كثيرا
نهضت أمه مسرعه .
قالت (هنا) : لما نهضتي يا أمي لم أهنيء بعد بالجلوس معكى .
قالت بغضب : في وقت لاحق .
تصنعت السهو وظلت جالسه على حجره ثم قالت : أسفه فنهضت لمصافحتها وهى تستند برأسها على كتفه .
وبعد أن أغلق الباب اعتدلت وقالت : ما رأيك بما حدث ؟
اخذ يضحك وقال : أنا فخور بكى لم اعلم أنى تزوجت مبدعه بهذا الشكل .
قالت : ما يأتي بهذه إلى منزلنا ؟
قال : ابنة الجيران وأمي أحضرتها ما ذنبي ؟
قالت : اخبر والدتك أنى لا استقبل هذه النوعيات ببيتي .
قال : (هنا) أتغارين من تلك انظري إليكِ واليها لا يوجد وجها واحدا للمقارنة .
قالت : أنا أغار ؟ ومن تلك الحولاء ؟ وأنت بالأمس كنت تغار منه ؟
قال : لا بل عليكِ .
قالت : وأنا بالمثل حسبتني أمك طيرا ضعيفا سيصمت عند اختطاف ماله .
قال : إنها تتحدث عن طفولتها ألم تلعبي وأنتي طفله؟
قالت : لعبت ولكني لم اختبىء بالغرفة المظلمة مع احد .
استمر بالضحك وقال : حسنا سأخبر أمي .
تركته وذهبت إلى الغرفة وعادت وهى تحمل الغطاء والوسادة لتضعها بغرفة الجلوس .
قال : مجددا .
دفعته خارجا وأغلقت الباب .
قال : حسنا أنعمى بالنوم لا زلت مريضا وأنت ستكررينها كما تشائين .
مضت ساعة قامت بفتح الباب بحذر لتراه لازال واقفا أم لا .....
تسللت إلى الغرفة وجدته نائم وقد ألقى الغطاء مجددا قامت بإعادته جيدا ثم صعدت بهدوء لتنام مكانها وضعت يدها لتحس جبينه وإذا به ينظر إليها مبتسما قائلا : أهلا بعودتك كيف حالك ؟
قالت : لقد عدت من اجل ضميري إلى أن تتزوج بأخرى تقوم عنى بتلك المهمة .
قال : فكره جيده ما رأيك (بسحر) ؟ ستتفاهمان جيدا .
قالت : لطيف للغاية . ثم استدارت لتعطيه ظهرها .
قال : أتعلمين كنت اسخر من الذين يحنون لأيامهم قبل الزواج الآن علمت لما يفعلون ذلك .
قالت وهى لازالت مستديرة : جيد جدا انك تعلمت شيئا توقف عن الكلام وأغلق الضوء .
مضت عدة شهور وعاد (أيهم) ذات يوم إلى المنزل
حاول الدخول ولكنه كان مغلق من الداخل سمع صوتها تقول : أغمض عينيك وسأفتح الباب .
سارت به وهى تغمض عينيه قائله : ما لأكلة التي تحبها كثيرا ولا أجيد صنعها ؟
ابتسم وقال : البطاطس بالفرن .
قالت : لا أجيدها ... أنا أبدع بها .
قال : إذن حساء الملوخية .
قالت : هكذا إذن لن اصنعه لك مره أخرى .
قال : ألا تتقبلين المزاح أبدا .
لم تجبه ولكن وضعت شيئا بفمه .
اخذ يتذوقه وفتح عينيه قائلا: ( ورق العنب ) انه رائع . وجلس يأكل بالمطبخ .
قالت : أأغمضت عينيك من اجل هذا انظر إلى جيدا.
قال : جميل هذا الثوب وعاد إلى الطعام .
قالت : ليس الثوب .
نظر مجددا وقال : أنت جميله ولكن لا اعلم أين الاختلاف .
قالت : شعري لقد قصصته ما رأيك به ؟
اخذ يدقق النظر وقال : كل ما تفعلينه رائع .
جلست وقالت : لو علمت انك لن تلاحظ لما فعلت شيئا .
لم يجب وظل منهمكا بالأكل .
ابتسمت وقالت : هل أعجبك ؟
قال : مذهل .
قالت : اعلم فانا أبدع بتلك الأمور .
قاطعهم صوت هاتفه كانت والدته قالت : أريدك بشيء هام لا تتأخر .
نظر إلى الطعام وقال : ألا يمكن تأجيله ؟
قالت : لا انتظرك وأغلقت الهاتف .
نهض وهو ينظر إلى ورق العنب آسفا وقال وهو يضع البعض في فمه : (هنا) أبقى لي شيئا .
قالت : لن آكل حتى تعود .
قال : لا أنا امزح لا اعلم يمكن أن أتأخر .
قالت : سأنتظرك أيضا حتى لو تأخرت .
قذف لها قبله في الهواء وقال : إلى اللقاء .
ذهب إلى والدته قالت : هل تناولت غدائك ؟
قال : نعم .
قالت : اجلس إذن فالموضوع قد يطول .
قال متعجبا : ما الأمر ؟
قالت : (سهي) عادت .
يتبع ...
|