كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وخرجت من المطعم وهي تلوح لها بسرعة، كانت الساعة بعد الثانية بدقائق عندما دخلت سارة ردهة جناح بيتر في مكاتب الشركة، وعلى الفور رافقتها السكرتيرة إلى غرفة الانتظار الخاصة به.
واسترعى انتباهها صوت فتح الباب، فاستدارت لترى بيتر واقفاً بالباب، وسألها:
- هل تغذيتي؟
فهزت رأسها بالإيجاب وقالت:
- وأنت ؟
فابتسم بسخرية كاملة :
- لقد احضرت لي سكرتيرتي القهوة وبعض السندويشات منذ ساعة؟، هل نذهب؟.
وبقدرة الخبير المتمكن ، مارس بيتر كل سحره لإقناع مصممة الأزياء بالكشف عن آخر تصاميمها، و أجمل فساتينها، وتمت مشاورة سترة سارة بعد اختيار عدة اثواب، وتم تخفيض الانتقتاء النهائي إلى ثوبين، واحد شعرت أنه مثالي ، من الحرير البني القائم ، المسترسل على الجسم بأكمام طويلة و ياقة من أفضل تصميم ، وبدأ أن لونه متكامل مع لون بشرتها و شعرها الكستنائي، وقال بيتر:
- سنأخذ الاثنين معاً.
وعندما خرجا من محل الأزياء ..قادها على طول الشارع إلى محل آخر وقال بثبات:
- الأحذية الآن.
ومن هناك خرجا ليدخلا محل جواهر قريب، وأمام هلعها الشديد وضع خاتم سوليتر من الماس في يدها، وقالت محتجة في اللحظة التي ابتعد بها البائع :
- لا أريده!.
- الجميع يتوقع أن يكون لديك واحد مثله ، اعتبريه جزءاً من الملابس.
- خواتم في أصابعي .. اجراس في أحذيتي.. ماذا سيلي؟
- عقد ذهبي، سلسلة رفيعة ، كما أعتقد ، اقد اقترح الصائغ هذا كمناسب للثوب.
- سأعيدها إليك بعد سنة واحد عشر شهراً و ثلاثة أسابيع.
في الطريق إلى حفلة العشاء، كشف لها بيتر أن نيكولا سيمضى عطلة آخر السنة معهم، وفكرة أن يكون برفقتها أحد تمضى معه أيامها ملأت قلب سارة بالفرح.
أمام عدد السيارات المصطفة خارج المنزل، شهقت سارة و أدركت أن هذه السهرة ليست حفلة عشاء عادية، وتساءلت في نفسها بفضول عما إذا كانت بولا ستكون موجودة.
وقابلتهما السيدة لاندرسون بالترحاب فابتسمت لها سارة ابتسامة مشرقة، وقال بيتر:
- يبدو أن الجميع قد سبقونا.
- بالطبع فضيوف الشرف يجب أن يصلوا آخر المدعوين.
ونظرت سارة في القاعة ولاحظت أن الأمر أسوأ مما كانت تظن ، الحفلة كلها كانت وكأنها تمثلية زائفة صممت خصيصاً لجذب الانتباه إلى زوجة بيتر لاندرسون، فليساعدها الله.
ونظرت قمر الليل إلى بيتر من طرف عينها وتمتمت:
- أشعر وكأنني للعرض.. وفي غير مكاني! هل يكون السبب أن أمك تحاول أن تثبت شيء ما؟
- لو أنك من أصل يوناني، ومن عائلة من نخبة الجميع، لكان القبول بك أكيداً.
وفضلت سارة أن لا ترد، وسمعت صوتاً ينادي "بيتر!" والتفتت لتشاهد فتاة تضع يدها على ذراعه و أجاب بأدب.
- بولا.
كانت جميلة ، لها بشرة رائعة النعومة بلون البورسلين الأبيض، وعينان كبيرتان واسعتان سوداوان بلون الفحم، قسمات كاملة، وجسد ملفوف بدا أنيقاً في الثوب الذي ترتديه.
يتبع..
|