كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وهي ترتب الثياب برزت في ذهنها خطة، ستأخذ السيارة وتذهب مباشرة الى المطار، وتأخذ أول رحلة..إلى أي مكان، طالما هو بعيد من هنا.
وتركت مذكرة صغيرة علقتها على المرآة، ثم بنظرة أخيرة على الغرفة حملت حقيبتها ونزلت السلم.
- سارة..هل أنت خارجة؟
- نيكولا..ماذا تفعل هنا.
وأخفت بسرعة التوتر ، الذنب، والخوف، وأبطأت سيرها لتقف أمام الباب.
- ظننت أنك لن تعود إلى المنزل قبل المساء.
وانتقلت عينا نيكولا من الحقيبة إلى ملامحها المتوترة.
- لقد ألغيت الألعاب الرياضية، واتصلت بوالدي فسمح لي بأخذ تاكسي للعودة إلى المنزل..ما الأمر ياسارة؟ أين أنت ذاهبة؟
ياإلهي ..أيمكن أن تكون بهذه الشفافية؟ ورفعت الحقيبة:
- أتعني هذه ؟ إنها بعض ما سأستغني عنه لصالح أعمال الخير، كنت في طريقي لأتركها في مكان مناسب .
- حسناً ، أتمانعين أن أرافقك؟
- سأتأخر يانيكولا..سأذهب للتسوق.
- إذا..سأراك فيما بعد.
- أجل..
وحاولت أن تبتسم ابتسامة مطئمنة، وجمعت قمر الليل كل ماتحتاجه من قوة لتقطع ماتبقى من خطوات نحو الباب تفتحه، ثم تحركت إلى الخارج وسارت بسرعة نحو الكاراج.
تحتاج إلى مكان هادئ لتجمع شتات مشاعرها، كانت قد توصلت إلى خطة، ولكنها بحاجة إلى إخفاء آثارها حتى لا يعلم بيتر إلى أين ذهبت، ولأجل هذا فهي بحاجة إلى الوقت الكافي.
وبدا لها بإلهام مفاجئ ، أن المنزل على الشاطئ قد يكون آخر مكان يفكر بيتر أن يفتش عنها فيه، ومفتاح المنزل ضمن عدة مفاتيح أعطاها لها بيتر خلال الأسابيع الأولى من زواجهما.
وبتسوية أمر وجهتها، أدارت سارة سيارتها نحو الطريق العام، ولتصل إل هناك قادت السيارة بأقصى سرعة لتعزل نفسها عن بيتر،
كيف ستكون ردة فعله أمر لم يعد يهمها، أما نيكولا فقد كان لها أكثر من أخ صغير، وهجرانها له سبب لها أكثر من وخز ضمير.
كانت الريح تنفخ بقوة مازحة الرذاذ المالح من مياه البحر بالمطر المتساقط، وأدارت سارة السيارة نحو مدخل المنزل لتقف أمامه ، ثم أمضت بضع دقائق متوترة تبحث عن مفتاح باب الكاراج، وأدخلت الى السيارة إلى المخبأ الأمين، وأخذت حقيبتها من مقعد السيارة الخلفي ، وسارت نحو المنزل.
كان الجو بارداً وهرعت سارة إلى الدفء داخل المنزل، وأغلقت الباب خلفها، كان المنزل مازال كما هو عندما تركوه منذ أسابيع ما عدا ظهور بعض الغبار على المفروشات، وصعدت نحو احدى غرف النوم، واختارت واحدة في آخر الممر، غير قادرة على استخدام تلك التي شاركت بيتر فيها آخر مرة.
وفركت ذراعيها من البرد، ونزلت لتفتش عن مفتاح إدارة التدفئة المركزية، ولكنها لم تجده، وكان هناك مدفأة عادية في الصالون ولكنها لم تكن تعمل او ما إذا كان هناك حطب للاستعمال.
يتبع...
|