كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كانت صوفي في المطبخ تحضر الطعام للعشرين مدعو من ضيوف نيكولا، ودخلت سارة قاعة الحفلة ليصم أذنيها صوت الموسيقى الصاخبة، ودارت في الغرفة لتتأكد أن كل شيء على مايرام، وكان بيتر قد أقفل على نفسه في المكتبة، بعد تلقيه مكالمة عبر البحار منذ نصف ساعة.
وبدا على الحفلة كل مظاهر النجاح، ورمقت سارة اليكس مبتسمة،وقد اختار ان يكون الساقي، وكان الرجل الكبير الوحيد في الفرقة، ماعداها.
- سارة..هاي..سارة!
والتفتت لتلتقي بابتسامة نيكولا، ودمعت عيناها وهي تلاحظ سعادته الغامرة :
- هاي.. أكل شيء على مايرام؟
- عظيم ..كل شيء عظيم! تعالي وارقصي معي.
- أنا...
- أجل... فالحفلة فكرتك، وأريدك أن تمرحي معنا ايضاً.
ووافقت ، ووضعت قمر الليل الأطباق من يدها على الطاولة وتبعته إلى منتصف القاعة، قائلة :
- رقصة واحدة فقط.
وأخذت ترقص بانسجام مع الموسيقى الصاخبة، وعندما انتهت الرقصة ، حاولت ان تنسحب ولكن نيكولا أمسك بذراعها.
- رقصة أخرى.. أنت راقصة ماهرة.
- وأنت كذلك.
لم تكن توي البقاء اكثر من عشر دقائق، ولكنها وجدت صعوبة بأن ترفض عندما طلبها صديق له للرقص، وقبل أن تدرك كانت قد رقصت مع العديد منهم، وهي تضحك و تتمتع، كما لم تفعل منذ وقت بعيد.
وقالت أخيراً:
- اوه..أرجوكم..أعتقد أنني بحاجة إلى شيء منعش بعد كل هذا الجهد!.
- لقد حسبت انك بحاجة إلى هذا.
والتفتت خلفها لتواجه نظرة بيتر الساخرة، كم مضى عليه هنا؟ وقبلت منه بابتسامة كوب عصير الفاكهة المثلج، وتمتمت:
- شكراً.
وازاح نظره عنها ببطء والتقى بنظرات ابنه:
- يبدو أن الأمر على مايرام .
ورد نيكولا رداً متحمساً وانتقلت نظرات سارة من الأب إلى الأبن ، كانا متشابهان كثيراً ، ومن الواضح أن نيكولا سيرث ملامح أبيه النحيلة، وعرض العضلات بعد سنوات، وقفتهما كانت متشابهة، الثقة السهلة بالنفس، الذي يضيفه الثراء، اضافة إلى الجو الرجولي الذي يوفره جنسهما الواحد.
النظرات التي كان نيكولا يتلقاها من الفتيات الموجودات تشير إلى أنه قد أحرز بعض التقدم في هذا المجال الذي تمتع به بيتر لعدة سنوات، ومع قليل من الحظ قد يكون نيكولا أقل قساوة، وأقل عناداً، ولهذا فهو لا يمتلك السخرية التي تطغى على بيتر.
والتفت نيكولا لسارة قائلاً:
- هل ستبقين معنا قليلاً، اصدقائي يقولون إنك رائعة.
تمتم بيتر :
- آراء أطفال.
وردت سارة على نيكولا:
- لطف منك أن تطلب مني هذا، ولكنني وعدت صوفي أن أساعدها في المطبخ.
وقال نيكولا مصراً :
- بعد العشاء ، أبي وأنت ايضاً.
- سنشاركهم العشاء ، ثم نعود بعد قبل أن ينصرف الجميع، لو بقينا سيظن اصدقاؤك أن لدينا دافعاً خفياً للبقاء.
- اعتقد أن معك حق.. اعذراني هليغا لوحدها، سأراكما فيما بعد!
يتبع..
|