كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لم تكن المسافة بعيدة، أقل من نصف ميل، وبعد بضع دقائق أخذت تركض، وأكدت لنفسها أن هذا ليس من الخوف بل للرغبة في الوصول و الدخول إلى دفء المنزل هرباً من هذا الطقس الرديء.
وتنهدت بارتياح عندما وصلت إلى المدخل الخارجي، ودون اكتراث ضغطت على الجرس وأبقت أصبعها عليه، آملة أن تجيبها صوفي أو الكس السائق أو حتى بيتر، وتمتمت من بين أسنانها :
- أوه .. هيا أجيبوا.
ثم صرخت مجفلة عندما فتح الباب وظهر بيتر.
وجرها إلى الداخل وصفق الباب بغضب:
- بحق السماء! أعتقد أن لديك تفسيراً جيداً لهذا!
- لديّ تفسير.. وحالما أتخلص من هذه الملابس المبللة سأقوله لك.
- وأين كنت بحق الجحيم؟ لم أسمع صوت لسيارة.
- هذا لأنني أتيت سيراً على الأقدام.
وشعرت بالرضى عندما ظهر عليه أنه فقد السيطرة على الكلام، فانحنت وخلعت حذاءها المبتل، وأخرجت ذراعيها من أكمام المعطف.
- اتركي ذراعيك حيث هما!
- وهل ستخرب السجادة؟
- إلى الجحيم بالسجادة! اصعدي إلى فوق، وسأرسل صوفي لتساعدك في حمام ساخن.
- لايمكنك إيقاظها في مثل هذه ساعة، أستطيع تدبير نفسي.
- وهل أنت مدركة كم الساعة؟
- لا تلعب دور الزوج الشرير ، لن يفيدك الأمر.
واستدارت قمر الليل وركضت صاعدة الدرج نحو غرفتها،وعبرت الغرفة ثوانٍ امتلأ الحمام بالبخار، وخلعت ملابسها، ثم أضافت كمية من الصابون المعطر، واغرقت نفسها بالماء ملأ المغطس.
وسرت الحرارة ببطء إلى جسدها البارد، وأغمضت عينيها، تتمتع بالاسترخاء في المياه الساخنة، وبعد فترة دخل عليها بيتر، ففتحت عينيها باندهاش وقالت:
- ماذا تفعل هنا؟
- أذكر أنني سمعت مثل هذا الحديث من قبل.
وبهدوء تقدم نحوها وأخذ منشفة وقال:
- اجلسي لأجفف لك شعرك...
- لن تفعل!
- اقبلي مساعدتي بالطريقة التي أعرضها عليك.
ومد يده داخل المغطس وجذب السدادة ، وفي بضع ثوانٍ انسابت المياه من المغطس.
- إذا كنت تريدين تجنب نزلة برد ، فعليك الإسراع إلى الفراش.
- أنت دائماً تعطيني الأوامر، أليس كذلك؟ لا تقترح أبداً، أو تطلب.. أنت فقط تصدر الأوامر، وتتوقع أن تطاع دون سؤال! لن اقبل السيطرة من مستبد ظالم مثلك..
وصرخت من الألم وهو يقوم بتجفيف شعرها دون الاكتراث ببشرة رأسها الرقيقة، وقالت له:
- لأجل السماء! هل عليك أن تكون قاسياً هكذا؟.
- قاسي؟ ياإلهي! أستطيع أن أخذ رقبتك بين يديّ و أكسرها هل تعلمين هذا؟.
- ولماذا ؟ وما الخطأ في لقاء أختي للعشاء معها، ثم الذهاب إلى المسرح؟ لابأس إن أنت تعشيت في الخارج وعدت ساعة متأخرة ، ولماذا لا يسمح لي؟
يتبع..
|