كاتب الموضوع :
the chandlier
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كان هناك نوع من الرضى فى اختيار الملابس المصنوعة بجمال لتناسب ذوق زبونة مفضلة , وتقديم النصائح لشراء الاحذية , والاكسسوار , والحلى كذلك .. سعادة الزبونة وولائها المستمر , هو مكافئتها , الى درجة انها حين تشترى الملابس وتوابعها , تكون قد وضعت فى ذهنها ارضاء زبونات معينات لمحلها .
لم يكن هذا مجرد عمل , ولم تعتبره يوماً كذلك , وهى تش بامكانية بيع المحل او التقاعد لتتركه بادارة بائعة مدربة .. لم يخطر هذا ببالها يوماً رغم انها ترجح ان تصل الى وقت تفكر فيه بالاولاد .. انجابها لطفل مسألة مهمة للاتحاد الذى يؤمن قانونياً دمج ثروة العائلتين واستمرارهما الى جيل اخر .
لكن متى سيحث هذا وكيف , هذا ما لم يقرر بعد .. لقد وافق ميغيل على اقتراحها بالانتظار سنة او اثنتين , واعتبرت ان سن الثلاثين قد يكون العمر المناسب للتخلص من موانع الحمل .
لكن لماذا تفكر هكذا فجأة ؟ هل لان كاميل تمثل تهديداً لها ؟
اللعنة .. ليس لديك ولد تستخدمينه كوسيلة تفاوض .. وهذا اقل من سلاح .
الجرس الالكتروني اوقف دفق افكارها , وجمدت لابقاء ابتسامتها جاهزة وهى تتعرف الى كاميل .
اذكر الشيطان يظهر امامك !
قالت كاميل وهى تتقدم الى حيث القمصان الحريرية .
-لقد استمتعت بغداء مطول .. ثم امضيت ساعة او اثنتين استعرض المحلات .
واخذت تنتزع التاليق كيفما اتفق :( لقد لمحت شيئاً هنا بالامس فكرت ان اشتريه ).
ثم اخذت تصف القميص , وسمت علامته التجارية وحجمه , ثم نظرت الى هانا شزراً وكأنما هى التى اخفته .
-لقد بعته بالامس .
منتدى ليلاس
-اطلبي لي واحداً .
كان طلبها امراً , وليس طلباً . كتمت هانا انفاسها بضع ثوان قبل ان تطلقها مجدداً ببطء , وقالت بهدوء :( استطيع المحاولة .. على اى حال , كل شئ هنا محدود الكمية ).
نظرت كاميل اليها طويلاً , متفحصة :( اتصلي .. فأنا اريده ).
تفحصتها هانا بدقة , ثم رمت بالتهذيب من النافذة :( لا يمكنك دائماً الحصول علة ما تريدين ).
ولم يكن هناك مجال للخطأ فيما تعني .
تفحصت المرأة الفرنسية اظافرها المطلية باتقان , ثم وجهت نظرة حاقدة الى هانا :( انت مخطئة يا عزيزتي .. انا احصل دائماً على ما اريد )
-حقاً ؟ ربما حان الوقت لئلا تحصلي عليه .
قالتها بنبرة ساخرة .
فردت كاميل وكأنها قطة متوحشة على وشك الانقضاض :( اذن , انت تنوين القتال ؟).
قد يتحول هذا بسرعة الى مواجهة حارة :( انا لن اقدم لك ميغيل على طبق من فضة ).
-ولماذا .. انا لا انتظر هدية منك , بل انا امد يدي وآخذ ما اريد .
احست هانا بأصابعها تتكور فى راحتها , وكان كل ما عليها فعله , هو ان تبقى هادئة .
-حتى ولو لم يكن لك ؟
-لانه ليس لى يضيف نكهة من التحدي . الزواج ؟ وما هو ؟
وزادت التركيز على فكرتها بهزة كتف فرنسية .
-مجرد قطعة ورق .
-جربي ذكر العهد والإخلاص الدائم , الثقة والصدق .
وسمت ضحكه المرأة الشفقة "( يا للطفلة المسكينة , انت ساذجة جداً وتؤمنين بالمثل العليا ).
مثل عليا ؟ إنها تعرف الحقيقة مثل غيرها ..واكثر .. لانها تضع خططها وهى تدرك جيداً ان هناك من يتخذ اى واجهة , لو اعتقد انها لصالحه .. "لوك" كان الشخص الوحيد الذى تمكن من وضع الغشاوة على عينيها .
سألتها هانا متعمدة :( ماذا لو رفض ميغيل لعب لعبتك ؟).
انفجرت كاميل بضحكه عابثة , ونظرت اليها بإشفاق :( هذا ليس خياراً )
-انت واثقة جداً من نفسك ؟
-بل واثقة من ..
وصمتت ثانية ثم اضافت :( .. قدراتي حبيبتي )
-لوحدك ؟
-ربما نتفق على مهلة اسبوع منذ الآن . ولن تعودي بعدها واثقة هكذا من نفسك .
بهذه الكلمات الوداعية خرجت كاميل من المحل , وسرعان ما اختفت عن الانظار.
|