كاتب الموضوع :
the chandlier
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
المكان هادئ جداً .. لا صوت مجاور يزعج .. أسوار عالية , وأشجار باسقة ترسم الحدود , فتضفي على المنزل جو عزلة تامة , وتجعل من الصعب التصديق أن مدينة تضج بالحياة النابضة , على بعد كيلومترات.
كان بإمكانها ان تكون فى اى مكان , فكرت بمرح . وراحت لبضع ثوان تتخيل مكاناً بعيداً عن هنا , حيث لا هاتف , لا التزامات اجتماعية , لا شئ يلهي .. هى فقط , مع ميغيل ,يسترخيان تحت أشعة الشمس , ويلأكلان متى أحسا بحاجة للطعام , وينامان عندما يرغبان بذلك .
لكن هذا مجرد خيال .. والواقع هو مجرد فترة استراحة قصيرة ما بين اللقاءات المتعددة والأجتماعات .. أينما كانت , فى باريس , روما , مدريد او فرانكفورت .. ويوم منتزع هنا وهناك , ودائماً على مسافة قصيؤة من الهاتف النقال ,ومكالمة مهمة تخترق سحر اللحظة حتماً .
هذه هى الحياة وايقاعها السريع , الحاجة لعقد الصفقة التالية للبناء والتوسيع والدمج , والمغامرة فى مجالات جديدة .. ودائماً سباقون ومتقدمون على المتنافسون .
الحياة مثل دوامة الخيل فى مدينة الملاهى , تستمر فى التحرك , ما إن يمتطئ المرء ظهرها حتى يصعب عليه الترجل .
قد تستطيع إقناع ميغيل بتخصيص فترة عطلة ضمن جدول اعماله .. ليذهبا الى هاواى حيث اشعة الشمس , الموج والرمال , حيث سير الحياة يخلو من الهموم .
لم تسمع هانا صوت الماء الخفيف حين غطس ميغيل برشاقة فى البركة .. لكن مع بروز رأسه قريباً منها , عرفت انها لم تعد وحدها .
استدارت نحوه :( هاى .. لقد عدت مبكراً ).
توقف ميغيل ليمسح الماء عن وجهه , ويمرر كلتا يديه على رأسه تاركاً شعره يماثل الابنوس الاسود اللماع .
منتدى ليلاس
-وهل من المستحيل ان ارغب فى رؤية زوجتي ؟
أمالت رأسها جانباً , ونظرت اليه مفكرة :( هممم .. ربما ).
مازحها بخفة :( غراتسياس أمادا , على هذه الثقة ).
تقدم منها أكثر وضم خصرها اليه , فخدرت رجفة عمودها الفقري , وتقوس جسمها نحوه طائعاً .
وتشابكت يداها فوراً على مؤخرة عنقه . وبدأ العناق بطيئاً , حلواً , ثم ×ذ يتحول الى شئ أصبح مقدمة للوعد بالحب .
وببطء ابتعدت هانا عنه , وأنزلت يديها بأسف من حول عنقه .
-سيكون العشاء جاهزاً قريباً , وكلانا بحاجة الى حمام وعلينا ارتداء ملابسنا .
تركها ميغيل , وعيناه مليئتان بمشاعر متقدة :( أعتقد أنه من الافضل ان نستمتع بحمام متكاسل ).
وجاء دورها للمزاح :( ونتأخر على العشاء .. ونفسد طعام البحر الذى تعده صوفيا ؟).
طبع قبلة قوية سريعة على خدها :( يمكن للعشاء ان ينتظر ).
قطعت البركة بسرعة لتصل الى الحافة . ثم شدت نفسها لتصعد , ولتقف بحركة رشيقة واحدة , وهى تدرك ان ميغيل يفعل مثلها . وبحركة واحدة التقطا منشفتيهما , وجففا جسديهما , ثم ربطا المنشفتين حولهما وسارا نحو الابواب الداخلية .فى منتصف صعودهما السلم , رفع ميغيل جسمها النحيل على كتفه وحملها ما تبقى من الطريق .
سألت ووجهها قرب ظهره العريض :( هل هذا تصرف رجل الكهف ؟).
وأحست بضحكته بدلاً من ان تسمعها .
-وهل لديك اعتراض ؟
|