كاتب الموضوع :
the chandlier
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رنين جرس الهاتف مجدداً قطع أفكارها , فردت على المكالمة , واهتمت بزبونة اشترت تنورة وبلوزتين , ومنديل حريري جميل .. ولدى عودة سندي , أخذت حقيبة يدها وقطعت الشارع لتتناول الغداء فى مقهى فخم .
طلبت هانا عصير وسلطة , وأرتشفت الاول وأكلت الثانى ببطء .. لكنها عافته تماماُ وطلبت العصير مجدداً .
فى العادة تأخذ وقتاً كافياً لتأكل قبل العودة الى المحل لكنها اليوم اختارت ان تتفرج على بضعة محلات , لتبحث عن الحلى الأثرية الرائعة . لفت نظرها قرط , فدخلت المحل , وجربته , ثم اشترته فى لحظة تهور .
كانت الساعة تقارب الثانية حين عادت الى المحل , والرابعة حين غادرت سندي فى نهاية يوم عملها , وفى الخاكسة والربع . اقفلت المحل وقادت سيارتها الى المنزل .
وبقدر ما جهدت فى المحاولة , كان من المستحيل ان تصرف من رأسها التفكير بكاميل .. ما ظنته فى البداية لعبة مكشوفة , ثبت الآن ان فيه نوايا مبيته جيداً , والتعامل معها قد يشبه السير عبر حقل ألغام .
الأمر المؤكد .. أن ميغيل لها .. وهى تنوي القتال من أجله , من أجل زواجهما , وحياتها . وصممت على هذا وهى تضع السيارة فى المرآب , وتدخل المنزل .
كانت صوفيا فى المطبخ تحضر العشاء .. فحيتها هانا بمحبة وهى تتجه نحو البراد .
قالت لها مدبرة المنزل وهى تستخدم سكين المطبخ ببراعة كبيرة :( هناك رسالة لك واثنتان للسنيور .. وضعتها فى مكتب السنيور ).
أخرجت هانا زجاجة ماء بارد , وصبت بعضاً منه فى كأس :( شكراً .. سأقرؤها بعد دقيقة ).
داعبت انفها رائحة حادة لذيذة , وتمتمت بإعجاب :( همم .. شئ ما , له رائحة لذيذة ).
قالت صوفيا :( إنه طعام البحر .. سأقدمه مع خليط من السلطة ).
رفعت كأس الماء الى شفتيها , وشربت جرعة طويلة . ثم تحركت الى فرن الطبخ ورفعت الغطاء عن الطنجرة التى تغلي . كان مغرياً جداً ان تتذوق حبة بلح البحر المتصاعد منه البخار , وبسرعة , تناقلت الصدفة من يد ال أخرى وهى تفتح شقيها , وتخرج قطعة اللحم النضرة .
سألتها صوفيا :( أتريدين ؟ سأخرج بعضاً منها وأضعه فى طبق ).
فهزت هانا رأسها نفياً :( لا .. سأوفر هذا للعشاء ).
ودمدمت معدتها طلباً للطعام .
-سأذهب لأستحم وأغير ثيابي .. هل عاد ميغيل ؟
-لقد اتصل السنيور منذ ساعة .. سيتأخر .. سأقدم العشاء فى السايعة .. هل هذا مناسب ؟
استمتعت هانا بلحم بلح البحر , وألحقته بكأس ما آخر .. ربما تسبح فى بركة السباحة اولاً . لديها من الوقت ما يكفى وهى تشعر بتململ غريب , وبحاجة الى تنفيس بعض الطاقة المتوترة . منتدى ليلاس
لزمها دقائق فقط لتصل الى غرفة نومها , ودقائق أخرى للتخلص من ثيابها وارتداء ثوب سباحة ازرق مكون من قطعتين .. ثم أخذت منشفة شاطئ من خزانة البياضات , وخرجت بسرعة عبر الابواب الزجاجية الواسعة فى مؤحرة المنزل الى المساحة المكسوة بالبلاط حول البركة .
تنفست بعد قليل قائلة لنفسها .. هذه هى الجنة . وتحركت بضربات واثقة فى المياة المالحة الممزوجة بالكلور .
لم تسمح لنفسها ان تغرق فى التفكير , بل ركزت على الملمس الحريري للماء على بشرتها , وعلى خفة وزن جسمها والحركات المحسوبة لذراعيها وساقيها .
|