كاتب الموضوع :
the chandlier
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
3 -خطوط المعركة
استيقظت هانا متأخرة , ونظرت الى الساعة , ثم هرعت الى الحمام .
بعدها أرتدت ملابسها ووضعت الزينة الأساسية فى وقت سريع قبل أن تجري بخفة نحو الطابق السفلي.
كان ميغيل على وشك ان يرشف آحر قطرة من قهوته حين دخلت المطبخ ... فخفق قلبها خفقات سريعة .
نظر اليها فشعر بعذاب خفيف أرجف ثغرها ... هل تعي مدى جمالها ؟ إنه جمال يذهب الى ما هو أبعد من النظر , إلى عمق روحها ... فى هذه اللحظة , كانت شفافة جداً ... وهذا ما حرك قلبه الى أبعد الحدود والمقاييس .
راقبها وهى تتناول كأساً وتصب لنفسها عصير برتقال طازج ... ثم أخذت قطعة توست وغطتها بالمربى .
سألت بصوت طبيعي :( لماذا لم توقظني ؟) .
قضمت التوست , وألحقتها بجرعة قهوة حلوة .
بدا لها بكل جزء منه المدير التنفيذي للشركة المتحدة ... بذلته لا شائبة فى تفاصيلها , وربطة عنقة حريرية سوداء تستريح على قميص ابيض ناصع .
-لقد حلت الساعة .
وتطلع الى ساعته :( وسننطلق بعد قليل ... لماذا لا تجلسين ؟) .
هزت رأسها :( لا وقت لدي ).
اللعنة ... إنه يبدو رائعاً , وارادت ان تدس اصابعها فى شعره , وأن تحضنه وتضمه بقوة وشغف كبيرين.
أفكار خطيرة ... وابتلعت رشفة كبيرة من قهوتها . لو أستسلمت للأفكار , فستتأخر اكثر على عملها ... وهذا لن يفيد !
لذا , أنهت التوست وابتلعت آخر رشفة من القهوة , ثم أخذت موزة وتفاحة من وعاء الفاكهة الفضي , والتقطت مفاتيح سيارتها , ولحقت به الى المرآب .
فتح ميغيل الباب , ونظر اليها بثبات من فوق سطح الجاغوار :( ليلة متململة ... فطور لا يذكر , وطعام سريع , ليس بالطريقة المثلى لبداية اليوم ).
هزت كتفيها بلا مبالاة :( سوف آخذ القهوة .. وشئ آكله فيما بعد ).
وأراد ان يدق عنقها النحيل .
-تأكدي من ان تفعلى .
منتدى ليلاس
فتحت باب السيارة واندست وراء المقود :( حاضر سيدي ).
نظر اليها نظرة قاتمة .. ثم ادار المحرك وقاد السيارة ببطء نحو الأبواب .
سباب هانا المنخفض لا مس الجو بخفة , وترافق مع تنهيدة ساخطة .
العمل بإنتظارها ولا وقت لديها للتأخر إذا ارادت ان تفتح المحل فى الوقت المحدد .
بعد ثوان , خرجت من الطريق الداخلية متجهة نحو شارع"توراك" بمزاج يفكر فى كيفية التخلص من ذروة زحام السير فى الصباح .
كان من الرائع ان تستيقظ بين ذراعي ميغيل .. ففى تلك اللحظات كان يتبادلان الأحاديث الحميمة .
وتراءت قسمات وجه كاميل بسرعة فى رأسها .. متطفلة ومعذبة بشكل غامض .
هل هذه قوة أفكار ما بعد الفراغ ؟ وسارعت لطرد المرأة الفرنسية من رأسها , مركزة على ما سوف تعمله اليوم .
كان من المقرر أن توصل خدمات الشحن البحري كمية من البضائع الجديدة هذا الصباح , فوضعت فى ذهنها ان تختار بدلة مذهلة لتعرضها فى الواجهة مع الاكسسوار , وإعادة ترتيب وفرز البضاعة الموجودة .
وحين فتحت أبواب المحل , كانت قد نسيت وجود كاميل .. مؤقتاً .
وخلال الساعة التى تلت ذلك , توقفت يدها مرتين فوق الهاتف .. إنها بحاجة ماسة الى سماع صوت ميغيل , ولو لالقاء التحية عليه . برنامج الايام التالية , أصبح عادة صباحية فقط .. اللعنة , ستتصل به وتطلب منه لقائها لتناول الغداء .. وتستطيع سندي إدارة المحل لمدة ساعة , أو أكثر لو كان ذلك ضرورياً .
ومن دون تردد طلبت رقم هاتفه النقال . لكن , المكالمة تحولت الى الرسائل الصوتية , فتركت اسمها , ودعوتها , ثم شغلت نفسها بعمل روتيني .
وفى الساعة العاشرة وصلت سندي , وهى صديقة لها تحب الأزياء , وترحب بعمل جزئي خلال وجود ابنتها فى المدرسة , وتبع ذلك وصول الشحنة .
فض البضاعة , وتفحص الفواتير , والتحضير للعرض القادم إستغرق بعض الوقت .. كما أتى زبائن للشراء إضافة الى عابري سبيل غير جادين أرادوا التفرج فقط .
تلقت مكالمات هاتفية عدة ليس من بينها واحدة من ميغيل , وحين قاربت الساعة الحادية عشر ونصف يئست هانا من إتصاله .
قالت سيدني وهي تناولها الهاتف النقال :( إنه الرجل ).
ابتعدت هانا بضع خطوات :( فكرت فى أن نتناول الغداء معاً ).
أخذت نفساً خفيفاً ثم زفرته :( بإمكاني الذهاب فى أي وقت من الآن حتى الثانية ).
قال ميغيل :( أنا مرتبط باجتماعات طوال بعد الظهر .. ألا يمكنك الانتظار حتى الليل ؟).
وبدا متسلياً , وكأنه حزر سبب الأتصال .
-طبعاً .
قال باسترخاء :( ماستالويغو , كوريدا ).
وقطع الاتصال .
سألت سندي بعض لحظات :( هل تنهين العمل فى الواجهة ام انهيه انا ؟).
وأشارت هانا الى التمثال المكسو بالملابس :( تفضلى ).
منديل مرخي بذكاء .. حلية "بروش" أنيقة ستضيف اللمسات الأخيرة , إضافة الى حذاء عالى الكعبين وحقيبة يد مماثلة . وهذا شئ لن يستغرق أكثر من دقائق .
|