كاتب الموضوع :
the chandlier
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رفعت أطباق الحساء , وقدم الطبق التالى . ونظرت هانا الى السلمون المدخن المعروض بفن , والمنقوع فى الخضار المخللة , مع طبقة من السلطة الناعمة التقطيع ...وأحست بقابليتها غلى الطعام تختفى .
وتلوى التوتر داخل معدتها ,فأخذت رشفة من العصير , ثم ألتقطت شوكتها محاولة اعطاء الطبق حقه.
ميغيل رجل جذاب , يمتلك رجولة بدائية تجذب النساء كالمغنطيس . مرت أوقات أحست خلالها بالتسلية لمحاولة نساء اخريات مغازلته ... وعرفت أن هذا العبث هو مجرد لعبة لا ضرر منها.
لكن حدسها حزرها من ان كاميل لا تتطابق مع لائحة "لا ضرر" منهن ... وهذا ما أزعجها أكثر من ان تعترف بذلك ... فقد أثارت هذه المرأة فى ذهنها أسئلة لا تمتلك إجابات عليها.
هل يمكن ان يغوى ميغيل ؟ هل سيكون متعجرفاً بما يكفى لينغمس فى غلاقة خارج الزواج ؟ بطريقة ما لا تعتقد ذلك ... لكن هل تعرف حقاً ؟.
زواجهما كان حلاً مناسباً مشتركاً أساسه العمل ... ولم يكن الحب مشكلة ... على الأقل , ليس من جهه ميغيل , فهو يهتم بها , وهذا يكفي كما تقول لنفسها .
شئ واحد كانت متأكدة منه ... أنها تريد علاقة مبنية على الثقة والأخلاص ... لا على الأدعاء والأعذار الفارغة.
-ألست جائعة ؟
استدارت هانا نحو زوجها , والتقت نظرتها بنظرته الثابتة ,فلمحت فى عينيه سؤالاً لم تستطع تحديده. استجمعن ابتسامة خفيفة :( قلق على ... ميغيل ؟).
كان لقربه منها تأثير مثير للأضطراب ... فقد جعلها تشم نوعية عطره الغالى الثمن , الذى يمتزج مع القطن المغسول حديثاً ... بشرته السمراء ناعمة , مع ذلك , هناك لمحة من ظل على خديه بالرغم من انه حلق ذقنه منذ ساعة فقط.
-قلق عليك ؟ دائماً .
منتدى ليلاس
فردت بهدوء :( أنت بذلك تحمى استثماراتك ).
ولمحت لمعان الغضب فى عينيه ,لكن مر بسرعة الى درجة اعتقدت معها انها واهمة .
وافق بنعومة :( طبعاً ).
وحاولت النظر بحماس الى طبق ممتاز من المعجنات .
وكانت كاميل منهمكة فى الحديث مع ميغيل . فاستدارت هانا الى الضيف الجالس الى جانبها الآخر , ووجدت نفسها عالقة فى نقاش حام حول مزايا التعليم فى المدارس الداخلية فى استراليا مقابل المؤسسات المرتفعة الأسعار فى ما وراء البحار ... واستمر هذا الحديث حتى الأنتهاء من تناول المعجنات , وازاله الأطباق وتقديم يخنة لذيذة من طعام البحر .
قالت هانا فى محاولة لجذب اهتمام كاميل عن ميغيل :( ذكرت غرازيلا انك مهتمة بالأزياء ).
-أنا عارضة ازياء .
ثلاث كلمات اوضحت كل شئ .
-هل تعملين لدار ازياء محدد ؟
رسمت كاميل ابتسامة متعالية :( لأى دار تقدم أجراً مرتفعاً أكثر )
-لقد حضرت فى باريس آخر عروضات الموسم .
وتتذكر جيداً انها لم ترَ صورة كاميل فى زوايا المعرض . فمثل هذا الجمال الصارخ , لا يمكن ان تفوتها ملاحظته ... أنها متأكدة.
-لقد عرضت فى ميلانو وروما .
رفعت يدها لترد الى الوراء خصلة شعر فى حركة هدفت الى تركيز على اظافرها وتقاسيم وجهها الرائعة .
لا شك انها صرفت ساعات لترتدى ملابسها وتصل زينتها حد الكمال ... وقت اطول بكثير من الغشرين دقيقة التى سمحت هانا بها لنفسها !
كان الطبق الرئيسي مؤلفاً من لحم السمك مع السلطة الشهية , فأكلت جزءاً يسيراً من لحم السمك اللذيذ , بإستمتاع مزيف .
قالت كاميل مع انهاء هانا ما فى طبقها من سلطة :( اعتقد ان لنا صديقاً مشتركاً ).
يبدو هذا ممكناً نظراً لمعرفتهما بصناعة الأزياء الأوربية , وقالت موافقة وهى ترفع كأس العصير لترتشف منه :( أنا واثقة من هذا ).
-لوك دوبوا .
ولمع الاسم كالفضة على الهواء , ولم يكن أقل توهجاً من طريقة تقديمه المحسوبة .
وشعرت هانا بسكون يشمل المائدة كلها , وكأن الحديث توقف فجأة ... أم أن هذا حدث فى مخيلتها فقط ؟
اشتدت اصابعها على الكأسوهى تعيده الى الطاولة , ولم يتحرك ميغيل . لكنها أحست بتحرك عضلات جسمه تحت البذلة الفاخرة .
قالت بهدوء :( لوك ليس واحداً من أصدقائي ... ولم يعد يحق له ان يدٍٍعي هذا منذ ثلاث سنوات ).
رفعت المرأة الفرنسية حاجباً فى حركة عدم تصديق ظاهر
-لقد طلب منى بشكل خاص ان أبلغك تحياته .
كان بأمكان هانا ان تطأطئ رأيها ببساطة وتنسحب من الحديث , لكن مثل هذا التصرف قد يفسر لصالح كاميل ... وما يجرى هنا حذرها منأنها بحاجة الى المواجهة .
قالت هانا لهدوء :( أجد هذا صعب التصديق ... فنحن لم نفترق على وفاق ).
يتبع...
|