كاتب الموضوع :
the chandlier
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-المواجهة
كم من الوقت ستأخذ كاميل لتَنظيم مجابهتِها ؟
كَانَ من المفترض ان يكون اليوم ، خَمّنت هانا ، فإذا بذلت المرأة الفرنسيةُ جهوداً لإكتِشاف خططِ ميغيل ، ستدركَ انه من المنتظر أَنْ يَعُودَ إلى البيت اللّيلة .
تَوَقُّع الوقت والمكان جعلها حاده ، وبمنتصفِ النهار كَانت تصبح محطمة الأعصاب . أصبح مفهوماً بأنَّ كاميل تَختار الوقت الذي تكون فيه هانا وحدها ، ما يعني الساعةَ التي تأخذها إلين لإستراحة الغداء ، أَو فوراً بعد ذلك عندما تزور هانا المقهى .
معرفتها لوجود رودني سبيرس بشكل مخفي زاد إطمئناناً .
دقّقَت هانا في ساعتها ، وأشارت إلى إيليان أنها يجب ان تَذْهبَ للغداء ، خلالها دَقَّ الهاتفَ ثلاث مراتَ ، ثلاثة زبائنِ اتصلوا ليأخذوا طلبات ، شخصان إختارا التَجَوُّل ، وكاميل لم تظهر بعد . التَوَتّر العصبي تصَاعدَ بمرور الوقت كما طَلبت سلطة وعصيرِ جزرِ في المقهى دفعت الحساب ، ثمّ إختارت أحد المناضدِ الفارغةِ الثلاث وجَلست .
السلطة كَانتْ ممتعةَ، عَرفتْ ذلك لأنها كثيراً ما طَلبتْها . على أية حال ، اليوم يُمْكِنُ أَنْ
تأْكلُ طباشيرَ ، وشهيتها كَانتْ غير موجودةَ .
جَلست هانا لأكثر مِنْ نِصْف سّاعة، ثمّ طَلبتْ زجاجة ماء شربتها في ربع الساعة التالية ... ولم تري اثراً لكاميل .
فى الثانية الا عشر دقائق , خرجت هانا الي الشارع , وزارت منصة بيع صحف قريبة , حيث أختارت بطاقة لترسلها الي سيندي ثم علدت أدراجهل الي المحل .
غادرت إيليان العمل في الساعة الرابعة , وبعد ساعة من هذا تفحصت هانا الأقفال , وشغلت جهاز الانذار , وأقفلت المحل , ثم سارت نحو موقف سيارتها .
منتدى ليلاس
اندست في البورش وأقفلت الباب . وضعت المفتاح في جهاز التشغيل , ثم شهقت وقد صعقتها الدهشة مع انفتاح الباب من الخارج .
مالت كاميل الي الأمام ورمت مغلفاً كبيراً على حجرها :" فكرت أنه يجب أن تحصلي على هذه ".
وتراجعت الي الخلف وهي تهم بأقفال الباب :" على فكرة . . الرحلة الي بيرث كانت رائعة حبيبتي ".
من اين اتت ؟ سألت هانا نفسها بصمت . ثم سمعت صوت المحرك , فاستدارت لتؤي كاميل خلف مقود سيارة تتحرك بسرعة نحو المخرج .
بعد ثوان , ظهر رودني سبيرس من مكام خفي :" هل أنت بخير ؟".
-أنا بخير .
ولم يبد مقتنعاً :" سأتصل بالسيد سانتاناس ".
حاولت هانا أن تبتسم , وكادت أن تنجح .
وبسرعة طلب رودني رقماً هاتفياً :" المجرمة رمت مغلفاً . . دقيقة اتصال واحدة . . أجل زوجتك بخير . سألحق بها الي البمنزل ".
وقطع الاتصال .
-هل انت بخير الآن سيدتي ؟
إنها بخير كما ستكون ابداً .
-بالتأكيد .
بعد ثوان خرجت من الموقف وانضمت الي صف من السيارات الزاحفة على طول شارع "توراك" .
بيرث ؟ لماذا ذكرت كاميا بيرث ؟
استلزم الأمر دقائق عدة للوصول المفرق المؤدي الي المنزل , وتحركت بسرعة مروراً بشوارع سكنية عديدة قبل الدخول الي منزلها .
كانت سيارة ميغيل "الجاغوار" متوقفة امام الباب الأمامي , وأوقفت البورش خلفها .
ما ان دخلت البهو حتي وجدته هناك , طويلاً متأملاً , عيناه قاتمتان وهو يتفرس جسمها الصغير .
وتحولت نظرته الي المغلف الكبير في يدها فأخذه منها , ثم أمسك ذقنها وعانقها بقوة . أمسك يدها وقادها معه :" دعينا نأخذ هذا الي المكتب . . أعتقد أن كلينا بحاجة الي قهوة ".
دخلت هانا بصمت الي الغرفة الكبيرة المليئة بصفوف الكتب , وراقبته يأخذ إبريق القهوة الكهريائي ويملأ فنجانين بالسائل البني الذهبي .
تناولت فنجاناً , وارتشفت منه رشفة طويلة وهي تسند وركها الي المنضدة .
أشارت الي المغلف :" ألن تفتح هذا ؟".
-بعد قليل . . اولاً هناك امر يجب ان تعرفيه .
نظرت اليه ملياً , ثم قالت ببطء :" لا اعتقد انني ارغب في سماع هذا ".
-يبدو ان كاميل اكتشفت انني سأكون في بيرث فلم تأخذ طائرة مبكرة الي هناك وحسب . . بل حجزت غرفة فى الفندق ذاته .
لاحظ النظرة المصدومة السريعة قبل ان تسيطر عليها بنجاح . . وأحس برغبته قتل كاميل للدمار الذي بدت مستعدة للتسبب فيه .
قالت هانا بمرارة :" لات تقل لي . . فهذا المغلف لا يحتوي فقط على الصور المعدلة التي شاهدناها , بل على لقطات أخذت في الفندق مع الوقت والتاريخ الظاهرين "
وتشابكت نظراتهما بحدة :" وماذا غير ذلك ؟ وانت تغادر غرفتك كاميل واقفة فى الممر وخلفها يظهر رقم الغرفة , فهل يجب ان اتفحص هذا ؟".
-بل اسوأ . . كاميل مستلقية شبة عارية في فراش مشعث . . ولانه ليس فراشي الامر لا يهم . . فمعظم العرف متشابهة .
|