كاتب الموضوع :
the chandlier
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
7- الحارس الشخصي
كانت هانا تتناول فطورها حين رن جرس الهاتف , وردت عليه بعد الرنة الثالثة .
-صباح الخير .
صوت ميغيل بلكنته الخفيفة التف حول أعصابها وشد على شيء فضلت أن تتجاهله .
- هل نمت جيداً
لا ... بل اشتقت إليك كثيراً .
- شكراً لك .
وبخها :" هذا ليس رداً ".
هل يساعدها يا تري انه بقي مستلقياً من دون نوم حتى الفجر تقريباً ؟
قالت :" هذا كل ما أنا مستعدة لأقوله ".
حذرها بنعومة :" اغضبي كما تشائين كويريدا , لن يشكل هذا فرقاً ".
- هذا كلام غامض . أعتقد أن لمكالمتك هدفاً؟
ولم يعرف ما إذا كان فضل أن يضمها أم أن يدق عنقها :" ذكريني أن أضربك ".
منتدى ليلاس
- ضع يداً على ... لسوف ...
- هل فقدت القدرة على الكلام ؟
صححت هانا بسخرية " الخيارات كثيرة جداً ".
ليتجنب خطر شن هجوم عليه مجدداً نقل الحديث عن الرجل الذي استأجره لحمايتها .
'رودني سبيرز اثنين وثلاثون سنة ، من رجال الشرطة السابقين ، متوسط الطول ، ضخم الجثة , عيونه زرقاء. ويقود سيارة هولدن زرقاء داكنة " وأعطى رقم التسجيل. " سيكون في البيت في عشر دقائق لتقديم نفسه ".
" تالياً أنت سَتُخبرُني كم هو خبيرُ في القتال من غير سلاح ِ وكم هو ورامي ثاقب "
لَمْ يُجبْ ميغيل ، الذي في رأيها كَانَ اعلاناً بالتجنّبِ : " ما عَدا التعارف الأولي هذا صباحِ ، سَيَبْقى بشكل مخفي في الخلفيةِ . أنت لَنْ تُلاحظَينه. ولا اي شخص آخر. '
لمّحتْ بشكل متهكم " هذا يَبْدو أشبه بالظُهُور في مشهد مِنْ فيلم المخبر الرخيص " .
" تساهلي معي ".
" وكم ستستمر هذه الذريعةِ ؟ '
" إلي القدر الذي يحتاجه ".
" هَلْ أَرفه عنه على الفطورِ والعشاءِ ؟".
بعثت ضحكة ميغيل الخفيفة صدماتِ إندِفعت أسفل عمودها الفقري " لديه العديد من الايام , كويريدا . يجب ان اتأكد من العناية بك اثناء الليل ".
أشارت هانا بنغمة طريفة : " يا ملاكي الحارس ".
" يُمْكِن أَنْ تَشْكرَيني ".
ردت بعنف "أفضل أن أضربك ".
" هَلْ لديك أيّ خطط لللّيلة؟ ".
- العشاء مع والدي .
- لماذا لا تبقين معهم ليلاً ؟
هذا كثير . . . انه لا يحتمل !
- لقد تجاوزت السن الذي احتاج فيه جليسة أطفال .
وأخذت نفساً عميقاً لتسيطر على غضبها .
- ألست تبالغ في عملية الحماية ؟
رد بخشونة :" لا . . . افعلي ما أقوله , أرجوك ".
- سأفكر بالأمر .
أراد أن يصل إليها عبر الخط ليهزها . العناد والاستقلالية لا يتقاربان ! مع ذلك هاتان الميزتان هما ما يعجبه فيها , لكن ليس وهي على مسافة عدة آلاف من الأميال . قال :" لا أريد أن أراك منزعجة أو متألمة , كوميرندي ؟".
-حسن جداً , لقد أوضحت وجهة نظرك .
وسمعته يتنهد .
-غراتسياس .
رافقت صوفيا رجلاً يتناسب وصف الحارس الشخصي إلى غرفة الفطور , و أخفضت هانا صوتها قائلة :" وصلت الخيالة ".
- سأطلبك فيما بعد .
اتصل بها , فأبلغته أن لوك لم يتصل أو يظهر في المقهى .
مر اليوم جيداً . وصلت بضاعة جديدة اختطفتها زبونات عديدات . . . واتصلت رينيه لتقول إن الخطة تغيرت وأنهم سيتناولون العشاء في المطعم .
-سأذهب إلى البيت أولاً لأغير ثيابي ثم ألتقي بكما هناك في السادسة والنصف .
هل عليها أن تخبر رودني سبيرس ؟ وفيما هي تفكر بطلب رقم هاتفه النقال , اتصل بها ليسأل عن برنامجها الليلي . . . وسجل التغيير بحذر .
تفحصت هانا المرآة وهي تخرج من موقف السيارات , فلمحت سيارة الحارس تلحق بها على مسافة قريبة .
ثم فقدته فى زحمة السير لمدة ساعة , ولم تلمحه مجدداً إلا بعد أن تركت المنزل فى طريقها الى المطعم .
وفكرت بصمت . . . ليس هناك ما يدعوه لأن يكون ظلاً لكل تحركاتها . . . متى يأكل هذا الرجل بحق السماء ؟ هامبرغر وبطاطس مقلية على الطريق ؟ ويجب أن ينام في وقت ما . . . بالتأكيد ؟
لا بد أن ميغيل يدفع ثروة صغيرة , لكن هذا لن يمنعها من إعطاء رودني مئة دولار ليأكل في المطعم .
قالت حين اعترض :" اعتبرها مكافأة , سأسبقك وأتأكد من أن تحصل على طاولة ".
وهذا ما فعلته . وما أن جلست بضع دقائق حتى وصلت رينيه وكارلو إلى بهو المطعم .
حيتها رينيه بلهفة :" حبيبتي . . هل انتظرت طويلاً ؟ لقد علقنا في زحمة السير ".
كانت أمسية بهيجة , والطعام ممتاز . كل طبق قدم بإحساس متميز وفن , وشربت هانا العصير مع وجبة الطعام , وراحوا يتبادلون الحديث عن أخبارهم .
سألت رينيه وهي تلتقط ثمار البحر من طبق السلطة , ثم تلتهم قطعة دجاج .
- كيف حال سندي ؟
- لقد خرجت من المستشفي هذا الصباح .
نظرت رينيه إلى ابنتها ملياً :" قد يتصور المرء أن ظهور لو كفى حفلة جمعية مرضي سرطان الدم الخيرية كان متعمداً , وليس مصادفة ؟".
هزت هانا كتفيها قليلاً :" لست أدري. . ولا يهمنى ".
- ألا يزعجك وجوده في المدينة ؟
- ولماذا يزعجني ؟ إنه ذكري سيئة . . أفضل نسيانها .
- ألم يحاول الاتصال بك ؟
سألت بخفة :" ما هذا ؟ استجواب ؟".
فقال والدها :" يجب ان تخبرينا إذا حاول إزعاجك ".
- لن تتاح له الفرصة .
فزوجها ذو السلطة تكفل بهذا . . ونظرت نحو طاولة الحارس , لترى أنه يكاد ينهي طعامه .
بإمكانها ان تسر بهذا لأبويها . . لكن ما الجدوى من اقلاقهما ؟ وصرقت النظر عن أتراح أن تلحق بهما الى منزلهما لتبيت ليلتها هناك فهي لم تقم بهذا فى أي مناسبة أحري كان ميغيل مسافراً , ولو أقترحت هذا الآن فستثير ريبتهما . . بلا فائدة ؟ فى رأيها , احتياطات ميغيل زائدة عن اللزوم . . كما أن المنزل والأرض المحيطة به مجهزة بنظام أمان . منتدى ليلاس
حين أخذ الساقي الأطباق الفارغة , رفضت هانا الحلوى والجبن وقبلت القهوة . . كانت وجبة متكاسلة , والأمر الجيد أنها حظيت بصحبة والديها بعيداً عن المسرح الاجتماعي .
قالت رينيه :" يجب ان نناقش أمر عيد الميلاد حبيبتي . فكرت في أن أقيم حفل غداء هذه السنة , وأدعو إستيبان ".
- عيد الميلاد ؟ ولماذا . . انه . .
ذكرتها امها :" إنه لا يبعد أكثر من تسعة اسابيع حبيبتي . وأول الاحتفالات الاجتماعية التي تسبق الميلاد ستبدأ الأسبوع المقبل ".
يا للسماء . . هل الوقت قريب هكذا ؟
- سأبحث الأمر مع ميغيل . . لكنني واثقة من أن الغداء سيكون أمراً رائعاً .
-حسن جداً . . هذه مفاجأة جيدة .
سمعت هانا كلمات أبيها قبل أن تشعر بيد تلامس كتفها .
-ماذا تريدين ان تبحثي معي كويريدا ؟
|