كاتب الموضوع :
the chandlier
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ومن دون كلمه اخري , استدارت على عقبيها وخرجت ثانية .
كان فى الشارع مطاعم انيقة مماثلة .. وسوف تذهب الى مكان آخر . بعد خمس دقائق كانت تجلس الى طاولة وقد اعطت النادل طلبها حين اندس شخص فى المقعد المقابل .
قال لوك للساقي :" مهما كان طلب السيدة , اجعله طلبين ".
نظرت هانا اليه نظرة جليدية :" ماذا تحاول ان تفعل بحق الجحيم ؟".
أشار بذراعه :" نحن فى مكان عام ".
ثم هز كتفيه وسألها :" لماذا لا يكون الغداء مع شيء من الذكري ؟".
رفعت هانا حاجبيها متسائلة :" ولأي هدف ؟".
حاول ان يبدو مخذولاً .
-لماذا عزيزتي .. قضينا أوقاتاً طيبة معاً .
ابتسمت له بمرارة :" لزمني ثلاثة أشهر لأكتشف أن سحرك كان تمثيلاً ".
-ليس طوال الوقت .
لم تعر كلامه أهمية تذكر :" أوه . . أرجوك . . الجاذبية كانت بإتجاة حساب ابي المصرفي ودخلي السنوي . . أما أنا , فلا صلة لي بالأمر ".
جاء الساقي بكوبين من القهوة بالحليب , وفتحت مكعب السكر ورمت محتوياته فى السائل . وفعل لوك مثلها . . قالت تصل رأساً الى لب الموضوع :" كم دفعت لك كاميل لتفعل هذا ؟".
فتح يديه بإشارة استرخاء :" وما دخل كاميل بإنتظاري لمشاركتك القهوة ؟".
-لا تظنني حمقاء .
منتدى ليلاس
وصل النادل يحمل طبقين من الطعام , يحتوي كل منهما على سندويش سلطة , وحين استدار مبتعداً لمع ضوء آله تصوير قريبة , ولمحت مصوراً فتوغرافياً يسارع فى الخروج .
قال لوك بابتسامة ساخرة :" دفعت ثمن السفالة ".
فى لحظة عابرة وضح كل شيء . فوقفت هانا , بحركة غاضبة , وأخرجت من حقيبتها ما عليها من حساب ورمته على الطاولة ثم خرجت الى الشارع .
اللعنة . . كان يجب ان تري فى هذا خطة مدبرة ! لوك يلعب لصالح من يدفع الثمن الاعلى . وهي هنا كاميل , وهذه خطوة مدبرة أخري فى الطريق الشيطاني نحو هدفها الرئيسي . . ميغيل . والآن , هناك دليل مصور . . لقد تشاركت هانا وجبة طعام مع لوك . ولا يحتاج الأمر ذكاءاً خاصاً لمعرفة كيف تنوي كاميل استغلال الصورة .
تعالي صوت زمور سيارة . . فتوقفت هانا فجأة , وهمست مرتجفة :" يا إلهي العزيز . . ".
وأدركت أنها تجاوزت الرصيف الى الشارع . . تماسكي !
بعد دقائق دخلت المحل , ولمحت نظرة ايليان المتعجبة . . فابتسمت بكآبة , وقالت :
-بهذا السوء . . هه؟
-هل انت بخير ؟
حاولت هانا استعادة رباطة جأشها .
-لم تسر الأمور كما أشتهي .
-شخص ما ؟
-انت طيبة . . هل حصلت اي مشكلة وانا غائبة ؟
-بعت قميصين , ومنديل , وسجلت طلبين .
-أحسنت .
-لم يطل غيابك . . هل تناولت الطعام ؟
فقدت شهيتي .
أوليست هذه هي الحقيقة ؟
كانت الساعة قد تجاوت السادسة حين وصلت الى البيت . . وتناولت الوجبة التي حضرتها صوفيا لها . . ثم دخلت المكتب لتتصل بميغيل على الهاتف النقال . . لكنها سمعت رسالة صوتية .
لعله خرج مع اليخاندرو للعشاء . وتركت له رسالة , ثم استحمت وارتدت بنطلون جينز , وقميص قطني .
اتصلت أمها . وقبلت هانا دعوتها على العشاء فى الامسية القادمة . . وتبادلتا حديثأً مطولاً لمعرفة اخبار بعضهما . بعدها شاهدت فيلما تلفزيونياً قبل ان تأوي الى الفراش محاولة القراءة .
كانت الساعة تقارب الحادية عشر حين أجفلها رنين الهاتف فجأة , مما أضطرها لرمي الكتاب والتقاط السماعة . أطلقت شتيمة موجزة حين انزلقت السماعة من يدها .
بعد ثوان , تمالكت نفسها ونطقت بالتحية . سمعت عبر الهاتف صوت ميغيل الأجش :" هلى ايقظتك ؟".
قالت فوراً :" لا , كنت اقرأ ".
ضحكته المنخفضة جعلت جسمها يقشعر .
-لقد تركت لي رسالة لأتصل .
ترددت , ثم اختارت موضوعاً تافهاً :" انا . . كيف تسير الامور ؟".
سألها بصوت هادىء خطير :" ما الامر ؟".
-ما الذي يجعلك تظن ان هناك شيء خاطئاً ؟
تشدق بهدوء مخادع :" كوريدا , لا تخادعي ".
-لقد جاء لوك الى المقهي المقابل للمحل خلال فرصة الغداء . . ورفضت انا انضم ليه .
وكادت ترى قسمات وجهه تقسو :" هل هناك المزيد على القصة ؟".
-نعم , فقد لحق بي الى المطعم الآخر وجلس الى طاولتي بعد أن طلبت الطعام . . ثم , حين احضر الساقي الطعام , ظهر مصور فجأة والتقط صورتنا وكأننا نتشارك الطعام .
-أوقع بك .
قالت هانا ببؤس :" كان يجب أن اتوقع هذا ".
-سأتولي امره .
وكان صوته كالفولاذ المسنون ومماثل فى الخطورة , فسألته :" ماذا ستفعل ؟".
ابتسم ميغيل بتجهم على الطرف الآخر من الخط واجاب :" سأتأكد من انه لن يقترب منك مجدداً ".
وانتظر ثانية :" والا سيواجهني ".
ارتجفت هانا :" ميغيل . . ".
-فى الغد , سيكون هناك من يحرسك ويتبعك كظلك .
وفهمت المعني :" لست بحاجة الى حارس شخصي !".
ساد صمت قصير , ثم قال بقسوة :" هذا قراري هانا ".
-الا يجب أن يكون قراري انا ايضاً ؟
-تقبلي هذا كاحتياط وقائي .
تابعت وقد اغضبها استبداده :" وإذا رفضت ؟".
-سيبقي الحارس الشخصي .
أخذت نفساً عميقاًً , وزفرته ببطء :" أنا لا احب الرجال المستبدين ".
رد بإيجاز :" عنيدة . . يمكن لأليخاندرو أن يدير لأمر الصفقة بمفرده . . سأحضر فى الطائرة بعد ظهر يوم الاربعاء ".
وتوترت :" لا تقطع صفقة عمل هلمة لأجلي ".
-أنت , آمانتي , اكثر اهمية من اية صفقة عمل .
-أنا . . أم مصالحي المستثمرة فى مؤسسات سانمار ؟
منتدى ليلاس
قال بنعومة باردة :" من حسن حظك أن قارة بأكملها تفصل بيننا الآن . . وإلا لكنت وبختك جيداً ".
-لتجرؤي على قول الحقيقة ؟
أحست من بعيد انه يحاول بشدة أن يسيطر على اعصابه .
سينتظر هذا .
واكتفت هانا بأن قالت :" ليلة سعيدة ميغيل ".
وقطعت الاتصال .
ياللرجل المتغطرس ! حارس شخصي ! هل هو مجنون ؟ تناولت الكتاب , وحاولت العودة الى القراءة , الى القصة وشخصياتها , لكنها أقفلت الكتاب ورمته فوق السرير .
احتياط وقائي . . حقاً ! وآلمت اسنانها الجزء الطري من شفتها السفلي . . من غير المحتمل ان يفعل لوك شيء مؤذياً جسدياً . . وتشك فى ان يخاطر بحياته , او احد اطرافه , او السجن , مهما كان الثمن الذي تعرضه عليه كاميل . . أم انها قد تكون مخطئة ؟
لم تكن هذه فكرة مريحة . . فكرة ابقتها مستيقظة لوقت طويل بعد أن اطفأت المصباح قرب السرير .
وغزت الكوابيس منامها . . سلسلة من الاحداث المرعبة , قوة غامضة تدفعها من الخلف بأتجاة سيارة مسرعة . والاكثر ترويعاً , قيادتها لسيارة من دون مكابح لا تستجيب لضغط قدمها حين تحتاج اليها .
نهــــــاية الفصـــــــــــــــل الســـــــــــــــادس
|