كاتب الموضوع :
the chandlier
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
بين رجلين-5
اختارت هانا للحفل ثوباً طويلاً من الحرير الأزرق يناسب قامتها النحيلة ، ذا ياقة مرتفعة حتى العنق ، وطيات ناعمة تصل الي الركبتين . أما الحذاء فأزرق بكعب دقيق ، وزحملت حقيبة يد مزينة بالحلي أكملت بها هندامها .
كما تزينت بغقد من الماس ، معلق بسلسة ذهبية رفيعة ، وقرط يماثله من سوار ألماسي في معصمها .
ومع مقدار قليل من التبرج ركزت على عينيها ، مع لون وردي خفيف لون شفتيها . وراجعت شعرها الي الوراء رفعته ( بشينيون) ناعم متقن .
كان اتلحدث الخيري الهام يدين بنجاحه السي لجنة ناشطة ، واسعة الخيال ، قامت بتحضير لائحة دعت فيها نخبة من مجتمع المدينة ... موقع فخم ، وطعام وشراب رائعين ، وتسلية على أرفع المستويات .
كان هذا الحدث ، في نهاية السنة ، من ارقي المناسبات الخيرية والأموال المجموعة منه تذهب الي جمعية مرضي سرطان الدم .
بدا ميغيل متألقاً في بذلته السوداء الرسمية ، وقميصه الأبيض وربطة عنقه . التفصيل الرائع أبرز كتفيه العريضين ، وجسمه الرجولي الطويل كان يعكس صورة رجولية قوية ،هي مزيج من الإثارة والقسوة التي لا ترحم ، يضاف اليها نغمة لا تقاوم منالسلطة ، تجعل تأثيره مهلكاً.
-مستعدة ؟
منتدى ليلاس
قابلته هانا بابتسامة متلالئة : ( الي المعركة ؟ ).
ضحكته الخشنة تسببت لها برعشة رائعة سرت على طول ظهرها : ( هل هذا رأيك بالمناسبة الإجتماعية الليلة ؟).
حركت انفها ، وقالت بمرح : ( ستكون مناسبة مذهلة ... مع اللاعبين المعتادين).
واضافت في سرها : بمن فيهم كاميثل . وراحت تدعو السماء بحرقة ألا تكون أميرة المجتمع من بين الضيةف ، هذا ما فكرت فيه بعد ساعة وهي تجلس على مقعد محجوز لها ، وتري اسم كاميل مدون على بطاقة وضعت على مقعد بجانب مقعد ميغيل .
الللعنة ... هل يمكنها ان تنقل البطاقة خلسة ؟ ولازمتها الفكرة فعملت على تنفيذها بسرعة حيث استبدلت بطاقة المقعد مع ضيف يجلس قبالتهما .
كان اليخاندرو و ايليس إضافة مرحب بها . وكل من رأي ميغيل واليخاندرو معاً لاحظ فوراً صلة القرابة بينهما ، إذ كانا بطول واحد ، ويمتلكان عرض الأكتاف ذاته ، البنية الجسدية المتناسقة والحركة الرشيقة نفسهما ، حتى قسمات وجهيهما تحملان شبهاً واضحاً ، من الملامح المنحوتة ، الي العيون السوداء الثاقبة ... وذلك الفم الحساس الجميل .
والدهما اخوان ، وتركا بلهما سعياً الي الثروة في بلاد أخري ، ونجحا وتزوجا ، وانجب كل منهما ابناً .
يسكن اليخاندرو في سيدني مع زوجته ايليس وولداهما الصغيران ... اما اسم عائلة ((سانتاناس )) فمعروف ومحترم في دوائر الأعمال ... ويشارك كل من اليخاندرو وميغيل معاً في بعض المشاريع المالية .
عانقت هانا ايليس بحرارة : ( رائع ان اراك ، متى وصلتهما ؟ ).
-منتصف النهار ولم يستخدم اليخاندرو الهاتف الخلوي سوى مرة واحدة ولم يفتحه بعد ذلك .
ومنحتها ابتسامة لا تقاوم ثم اضافت : ( وانا لم اتصل بالمربية سوي مرتين ) .
لمعت عينا هانا بمرح : ( وهل هذه المرة الأولي التي تتركينهما في المنزل ؟ ).
-بل المرة الثانية ... ولا اجد الأمر سهلاً .
قال اليخاندرو متشدقاً وهو يميل الي الأمام ليقبل خد هانا :
-لديها حاجة ملحة للسؤال عن احوالهما .
-طبعاً .
ارسلت ايليس الي زوجها نظرة طويلة من النوع الذي يجعل اعصابهانا تقشعر حسداً .
اشارت هانا بيدها : ( سنجلس معاً ) .
وراقبت ايليس تجلس على كرسي ثم تربت على الكرسي بجانبها : ( اجلسي بجانبي ... لدينا اشياء كثيرة نتكلم عنها ).
في المكان موسيقي هادئة ، وقد جلس معظم الضيوف . ولم يعد هناك سوي مقعدين فارغين وهي ترتدي ثوباً احمر قاتم يغطي جسمها المتناسق ، وكانه جلد ثان لها .
تحولت نظرة هانا الي شريك كاميل ، وجمدت ثوان غير مصدقة وقع الصدمة قبل ان تغطي تعابير وجهها بقناع هادئ .
لوك دوبوا .
ياللسماء ... مرت ثلاث سنوات منذ رأته آخر مرة .
يومها ، كان خليعاً فاسقاً يعتاش على حساب النساء الثريات ... شابات او غير شابات ، هذا ما لم يكم يزعجه ... مصور فتوغرافي محترف كان يستخدم مهارته لفتح لأبواب امامه في عالم الأثرياء والمشهورين .
كان يجب ان تعرف ، فلثلاثة اشهر في باريس ، مارس سحره الكبير عليها . . . دعاها للعشاء ، وراقصها .
منتدى ليلاس
وراقبت هنانا كامبل وقد بدأت تشق طريقها نحوهم وهي تجر لوك وراءها . واجبرت نفسها على ان تحافظ على ابتسامة مهذبة وهما يقتربان .
هل لاحظ ميغيل دخولهما . هل عرف لوك ؟
واقشعر ظهرها ارتباكا لمجرد التفكير بردة فعله حين يعرف .
إلا انها تشك في ان يكون الرجلان قد التقيا من قبل . . . وارتفعت رغبة في الضحك هستيرية ، ثم ماتت في حنجرتها .
ياللسماء . . كامبل ولوك يجلسان الي طاولتهما ؟ يا لظلم القدر ؟
شعرت هانا بالحظة التي شاهدهما فيها ميغيل . . ولم تستطع سوي التساؤل عما إذا كان احدا آخر قد لاحظ ردة فعلها على ظهورهما وكأنها حيوان غابة احس بالعدو وينتظر هجومه .
بدت كاميل مثل قطة ارستقراطية تسللت لتوها لتلتهم الكافيار والكريما .
-ميغيل . . هانا .
نظرة واحدة الي تعابير وجه كاميل اللطيفة ، كانت كافية لمعرفة ان دعوة لوك متعمدة .
وظنت هانا ان وجهها سيتشقق اثر جهدها لأبقاء البسمة مثبتة على شفتيها وهي تحيي المرأة الفرنسية : ( كاميل ).
لا يحتاج الامر الي عبقري للوصول الي استنتاج صريح . . فحتى الشخص الذي لا بشك بشئ يمكن ان يرتاب بنية كاميل لافتعال الشر .
|