لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


بحر الهوى ليليان بيك /كتابه

بحر الهوى روايات احلام 10 الكاتبة: ليليان بيك الملخص: كانت عيناه تلاحقانها. . . تتبعانها أينما حلت. زملاؤه ينادونه بالرئيس, يدعي بأنه يجوب العالم على

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-10, 02:42 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
Thanks بحر الهوى ليليان بيك /كتابه

 


بحر الهوى

روايات احلام

10

الكاتبة: ليليان بيك

الملخص:

كانت عيناه تلاحقانها. . . تتبعانها أينما حلت. زملاؤه ينادونه بالرئيس, يدعي بأنه يجوب العالم على غير هدى, وهي حائرة في امره, تبحث عن حقيقة الرجل المختبئ خلف مظهره.
عندما عادت كاتي من عطلتها في جزر الباهاما, التقته من جديد, لكنها ودت لو أنها لم تواجه الحقيقة المؤلمة: أن الرجل الذي وهبته قلبها مختلف عن هذا الرجل المخادع القاسي كاختلاف الصيف و الشتاء.
فلماذا فعل بها ذلك؟ لماذا اوقعها في حبه دون رحمة او شفقة؟ خاصة أنه مرتبط بامراة اخرى لا يريد, على ما يبدو, ان يتخلى عنها.



 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان  

قديم 18-04-10, 02:45 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

-لا كلام
أحست كاثي وهي تنظر إلى قاعة الانتظار في الفندق, بحثا عن أصدقائها, أنها مراقبة. وبدل أن تلتففت لمعرفة مصدر القوة السحرية الصامتة الغريبة,تابعت البحث عن وجهين مألوفين بين هؤلاء السياح.
ول تجد صديقيها, مع أنهما طلبا منها الانتظار في هذا المكان, وعليها الآن أن تتحرك. . . في سبيل الابتعاد. . . عماذا؟ التفتت أخيرا لأن الغريزة استولت على تفكيرها المنطقي و أجبرتها على النظر إلى ذلك الحضور فهي لم تستطه إيجاد وصف أفضل خاصة وهي تشعر بأن نظرات مقلقة تركز على التحديق فيها بطريقة مزعجة.
كان اول انطباع طالعها عن هذا الشخص الذي وتر احديقه إليها أعصابها صورة وجه ملتح, لرجل مديد القامة أكثر من الحد الطبيعي بقليل, ينسدل شعره الطويل بعض الشيء و ينظر إليها بطريقة أخفقت قلبها من الانزعاج.
ورمقته كاثي بنظرة أملت منها أن تجمد الدم في عروقه. فكان رده أن لاحت على فمه ابتسامة بعدها ارتشف جرعة من كأس كان يحمله. كان يجلس على طاولة التقديم الطويلة المرتفعة في المقهى, ويستمر في التحديق إليها من فوق خافة الكأس.
لكنها لم تلبث أن أشاحت بصرها عنه بسرعة جغلت شعرها يتطاير. . . ثم أخذت تنظر إلى ما حولها مجددا. . . ألن تأتي فيرا و ادي أبدا؟ عادت أدراجها عبر الممر وصولا إلى فناء المدخل. لكنها لم تجد لصديقيها أثرا. و بما أنها اتفقت على لقائهما في مقهى الانتظار, فقد أجبرت نفسها على العودة إليه وقررت أن تتجاوز ذلك الغريب مشيحة بصرها عنه.
لكن الغريب ذا الشعر الأسود لم يكن قد تحرك. خوف غريب جعل كاثي تفتش عن مقعد فلما رأت طاولة فارغة ذات مقاعد ثلاثة تقع في الزاوية اليمنى للنوافذ الممتدة إلى السقف ولجت المقهى بشموخ بقدر ما أوتيت من شجاعة.
قسمت وقتها بين النظر إلى الممر, و بين النظر من النوافذ إلى الجبال البعيدة. كان خلف جدود الفندق عالم غريب ساحر. امعنت النظر أكثر فأكثر متأملة الفيلات البيضاء الحديثة, و الشقق السكنية المنتشرة على سفح التل إلى مسافات قريبة.
أحست بحركة قريبة منها, فاستدارت لترحب بصديقيها. ولكن الوجه الذي رد لها نظراتها لم يكن لأحدهما, بل كان لصاحب الجسد المديد النحيل الغريب وقد جلس في مواجهتها ماد الساقين تحت الطاولة الزجاجية بينهما.
حدق إليها بثبات بعد أن رد رأسه إلى ظهر المقعد, وعقد ذراعيه قليلا فوق قميصه الأبيض غير المزرر تماما, كان يرتدي سروالا ضيقا. . . بدت أهدابه منخفضة إلى حد منع عنها رؤية الانطباع الذي تكون لديه.
لديه كل الحق في أن يكون حيث أراد. إذ لا قانون يحول دون تركيز بصره حيث يشاء. . . لكن ثمة قانون اجتماعي غير مكتوب يفرض على الانسان عدم التحديق إلى الناس بهذه الطريقة الغظة لأن ذلك نوع من انتهاك خصوصية هذا الشخص.
مدت يدها عبر الطاولة لتتناول مجلة لكنها لما فتحتها و جدتها مطبوعة باللغة الإسبانية لغة أهل البلد. فأعادتها بسرعة, ونظرت إليه و كأتها تتحداه أن يضحك من جهلها.
لكن عينيه لم تبتعدا عن التحديق إلى وجهها لحظة. فجعلها ذلك تحمر خجلا أكثر مما لو ضحك. مدت يدها لتتناول مجلة ثانية بعد أن تأكدت من أنها مطبوعة باللغة الانكليزية. لكنها لم تستطع التركيز, فأخفضت المجلة إلى مستوى عينيها بحيث تستطيع النظر من فوق حافتها.
شعرت بالراحة لأنها استطاعت تأمل ذاك الغريب بحرية بعد أن تناول المجلة التي تركتها, وراح يقرأها و كأنه يعرف خير معرفة تلك اللغة. ربما يعرف تلك اللغة فعلا. هذه الفكرة لم تخطر على بالها إلى الآن. ومع ذلك فثمة شيء ما فيه كان يلح على ذاكرتها. . . هل رأته في مكان ما من قبل؟ يا ترى هل شاهدت هذا الوجه الذي كسته اللحية سابقا. كانت عيناه سبب إزعاجها ولا شك في أن فيهما مفتاح السر. . . ولكن أي مفتاح؟
سمعت صوتا يناديها:
-هاي. . . كاثي. . . انزلي من عليائك و انضمي إلينا!
رفعت نظرها بدهشة, ثم افسحت كجالا لصديقيها للجلوس فلاحظت أن ذا اللحية مستغرق في قراءته. لكنه أشاح بصره عن المجلة ليحدق باهتمام صريح إلى الوافدين الجديدين.
كانت يد ادي تمسك يد فيرا وهما حديث العهد بالزواج فقد تزوجا منذ خمسة أسابيع, ولكن يبدو واضحا من طريقة تلاعب فيرا بالخاتم في اصبعها أنها لا تزال تحس به جديدا.
منذ خمسة أشهر خططت كاثي مع صديقها مايك, لقضاء عطلتها مع فيرا وادي, لكن بعد ان انفصلت عنه, ألغي حجزه للعطلة. وقالت لهما كاثي يومها:
-ليس من المستحسن أن تكون ثلاثة فقط. سألغي حجزي ايضا.
فقالت فيرا التي تعمل مع كاثي في شركة الاستيراد و التصدير نفسها.
-إذا الغيت حجزك فسنلغيه نحن أيضا. فهل تريدين إفشال عطلتنا؟
ما زاد الامور تعقيدا قرارهما المفاجئ في الزواج. قال ادي وهو يضحك:
-لا عليك حتى يوم الاجازة نكون قد غدونا زوجين قديمين وعندها ستخفف صحبتك عني الحمل!
لكن نظرة واحدة غليهما الآن أعلمتها أنهما أصبحا بعد خمسة اسابيع من الزواج اكثر تعلقا ببعضهما بعضا. و أكثر شوقا إلى الحب.
ومال ادي ليقول:
-نحن آسفان على تأخرنا في تبديل ملابسنا بعد السياحة. . . فأنت تعرفين النساء اللاتي لا يقر رايهن على الفستان المناسب.
فأجابت فيرا محتجة:
-كيف تقول هذا وأنت من أخرني!
رفع ادي كتفه مبتسما:
-أنت تفهمين كيف تحصل تلك الأمور.
فابتسمت كاثي:
-أتصور ذلك. تبدين رائعة في هذا الفستان يا فيرا. لقد كنا معا ساعة اشتريته.
فهزت فيرا رأسها موافقة, ونظرها يبتعد عن كاثي, وعندما لحقت اتجاه عينيها اشتد وجهها احمرارا عندما وجدت أن الغريب ذا اللحية السوداء و الشعر الأشد سوادا لم يحرك نظره عنها رغم وجود صديقيها.
والتفتت فيرا بحيرة إلى كاثي, التي شدت على شفتيها بقوة, لتظهر لصديقتها شدة غضبها من وقاحة هذا الرجل, همست لها فيرا:
-هل تريدين أن نرحل؟
كانت كاثي على وشك الموافقة عندما وقف الغريب الذي انحنى قليلا لكل من فيرا و اديو ثم سار مبتعدا ببطء. سألتها فيرا وهي تنظر إليه:
-ما كل هذا؟ هل وجدت صديقا جديدا؟
-لم أتبادل معه كلمة واحدة. فكل ما فعلة منذ وصولي هو التحديق إلي وكانني صورة على جدار. . . لقد احرجني كثيرا. . .
قال ادي مبتسما:
-لا شك في أنه معجب بك. . . ولو لم أكن رجلا عجوزا و متزوجا. لأعجبت أنا بك كذلك.
أمام هذا التصريح الجريء, مدت زوجته يدها لتشده من شعره.
كانت النباتات الاستوائية تزين فناء المدخل في هذا الفندق الضخم الذي صمم خير تصميم. عندما دخلوا المطعم لتناول العشاء تلك الليلة تقدمتها فيرا باتجاه طاولتهم التي اعتادو الجلوس عليها.
واجهت كاثي في جلستها باب المطعمو كانت تصغي بعض الاصغاء إلى حديث رفيقها, تضحك احيانا, على أمل أن لا يلاحظا توجه نظراتها إلى أي ضيف جديد يفد إلى المطعم.
الرجل الذي كانت تترقب رؤيته, لم يدخل المطعم وحده, بل برفقة ثلاثة رجال كانوا جميعا يرتدون الملابس الرسمية. ووجدت كاثي نفسها تمعن النظر أكثر فأكثر إلى هذا المظهر الجديد للغريب الذي لم تتركها عيناه لحظة, و ها هو الآن يبدو اكثر غرابة لأنها لم تجد لشخصيته الأولى أي أثر.
ألقى نظرة سريعة إلى ما يحتويه المطعم ثم و كأنه قد علم ما يريده بعد ذلك مرت عيناه بكاثي و كأنها شجرة في غابة مليئة بالأشجار. أحست كاثي بالتوتر لأنه بدا و كانه لم يتعرف إلى الفتاة التي حدق بقسمات و جهها وقتا كافيا لأن تطبع في ذهنه قسماتها جيدا, ولعل هذا ما أغضبها في نفسها إذ كان عليها ألا تعطي هذا الامر كل هذه الأهمية.
أبعدت الرجل عن تفكيرها ثم أعادت انتباهها إلى رفيقيها, فعرفت من استغراقهما في الحديث معا أنهما لم يلاحظا ابتعادها عنهما. فسألت:
-ما هو برنامجكما الليلة؟
فاجابت فيرا:
-كنا نتجادل بشأن هذا. . . أريد الجلوس في قاعة الاستراحة للقراءة.
سارع زوجها للقول:
-وأنا اريد ان ارقص. . . هيا. . . انظري إلى الامر من وجهة نظري, بامكانك القراءة في اي وقت.
-اتعني أن أدعك تنفذ ما تريد. . . حسنا. . . هذه المرة فقط.
التفتت إلى كاثي:
-سنرقص, ولكن علي تبديل ثوبي.
-ليس مجددا؟
فارتفعت يد فيرا تلمس شعره بحنان.
-ولماذا تظنني أحضرت كل هذه الفساتين إن لم يكن فرتدائها لك يا حبيبي.
فابتسم في وجه زوجته, ثم التفت إلى كاثي قائلا:
-أنت تعرفين متى تبدين أكثر جمالا؟
فصاحت فيرا مدعية الفزع:
-ادي. . . !
فضحكت كاثي , وأرجعت رأسها إلى الوراء, ثم قالت بخبث:
-لا. . . لست أعرف يا ادي. . . اخبرني.
فرد عليها بنظرة تحمل الحرج, ثم مد يده لزوجته:
-هيا بنا فيرا. . . أنتما المرأتان ستسيطران علي!
نظر إلى زوجته نظرة مغزى, فصاحت واعدة:
-سنعود بعد نصف ساعة يا كاثي. و إذا لم يكن الرقص قد بدأ سنتناول شرابا. احجزي لنا طاولة في الزاوية إذا وصلت قبلنا.
نظرة إلى ساعتها أعلمتها أن النصف ساعة التي قدرتها فيرا لتغيير ملابسها قد انقضت. قصدت قاعة الرقص وهي تأمل أن تجدهما بانتظارها هناك لكن أملها لم يتحقق فهي دائما تصل قبلهما. . . أينما كان موعد اللقاء. لقد اعتادت على الانتظار. لكن الانتظار اليوم ملأها قلقا. . .
بينما كانت تقف في الممر انتقلت عيناها إلى قاعة الرقص و إلى الطاولات التي رأت أن بعضها مشغول وبعضها الآخر فارغ وقد سرها أنها وجدت إحداها تقع في زاوية معتمة.
بينما كانت تتجه إلى تلك الطاولة لمحت مجموعة من الرجال يجلسون إلى احدى الطاولات. كانوا أربعة, ولكن أحدهم بدا مميزا بطوله الفارع و ببذلته الأنيقة. . . و بلحيته السوداء. . .
جلست إلى طاولة معدة لأربعة أشخاص ثم راحت تشغل نفسها في ترتيب محتويات حقيبة يدها. ولكنها بعد أن استنفذت كل الأسباب التي تحول دون أن تلتفت إلى ما حولها, ادارت رأسها إلى حيث الطاولة الطويلة في الزاوية. املها في ان يكون الرجال الأربعة قد ذهبوا, خاب. فهم ما زالوا حيث هم في مكانهم لكن أحدهم كا نيحدق فيها الآن فسبب لها حرجا شديدا جعلها تشيح بوجهها عنه وهي تتوسل بصمت أن يصل صديقاها ليريحاها من هذا الشعور الفظيع بالعزلة وسط حشد من الغرباء.
انجذبت عيناها من جديد غلى المجموعة التي بدا الآن انهم جميعا ينظرون إليها. فبعد أن حدثهم ذو اللحية بما تجهله التفت الآخرون إليها وهم يكملون الاصغاء إليه, وكان يحدثهم بأسلوب آمر محركا يده بحسم متما كلامه وهم يهزون رؤوسهم مذعنين. فهل يستخف بها امامهم؟ هل هذا سبب ابتساماتهم الساخرة؟ أحست بوجنتيها تحترقان. . . ايضحكون عليها لأنها تجلس وحيدة. . .
عندما شاهدته يدنو منها تحركت لتقف هاربة. لكنها ادركت أن هذه الحركة خالية من اللياقة أمام هذا الرجل ذي العينين الساخرتين والابتسامة الهازئة. عادت لتغرق في مكانها. وهي تضم يديها لتترك نظرها يطوف عبر النافذة سعيا إلى منظر البحر المعتم وراءها.
صوت جر الكرسي من مكانه أجفلها من شرودها الزائف. فلما شاهدته ينظر إليها رافعا حاجبيه سارعت إلى القول:
-أنا آسفة هذه الطاولة محجوزة.
-وهل تنتظرين صديقيك؟
كان صوته خفيضا وعميقا ولغته الانكليزية المفهومة أعلمتها انها لغته الأم. وهذا يجيب عن سؤال تبادر إلى ذهنها بشأن أصله. لكن ثمة اسئلة كثيرة تحتاج ردود. فماذا يفعل هو هنا, في هذه الجزيرة الجميلة الواقعة في جزر البهاما, على أرض قيل عنها أنها جزء من القمر.
كما أن هناك سؤال آخر. . . لن تعرف رده. . . لماذا اختفى الرجال الثلاثة الذين معه بعد إشارة منه. . . إنهم اصدقاء. . . أي انهم متساوون مكانة.
-أجل, أنا بانتظار صديقي. . . لذلك أنا آسفة, فهذه الطاولة محجوزة.
-وهل لديك صديقان؟
جلس على احد المقاعد ثم أشار إلى ما تبقى و أكمل:
-لكن المقاعد أربعة.
-أجل . . . صديقان, لكننا نحب أن نبقى ثلاثة, لا أربعة.
عاودها الغضب الذي اعتراها بعد الظهر عندما حدق إليها. ابتسم وهو يسند ظهره غلى ظهر المقعد مخللا يده في لحيته:
-لكن في هذه اللحظات, أنت وحدك فقط. وإلى أن يصل رفيقاك, لا أظك تمانعين لو رافقتك. . .
كيف لها أن ترفض وله الحق في الجلوس حيث شاء. فهزت رأسها ثم لاذت إلى الصمت مترقبة بيأس الوافدين زوجا زوجا لكنهم جميعهم ما كانوا الزوج الذي تترقبه.
-هل لي أن أقدم لك شرابا؟
سؤاله شد تفكيرها إلى وجوده. فردت عليه بصوت حاد أكثر من اللزوم.
-لا. . . شكرا لك.
وعادت لتهذيب الرد بإضافة:
-سانتظر إلى أن يحضر صديقاي. ولكن أرجوك أطلب ما تريد لنفسك.
رفع رأسه بسخرية ثم رفع يده طالبا الساقي و أعطى طلبه, متكلما بإسبانية طلقة أدهشتها. فهل كانت مخطئة بشان هويته؟

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان  
قديم 18-04-10, 02:48 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



-هل تتمتعين بإجازتك؟
جاءها صوته مع انبعاث الاصوات الموسيقية الصادرة عن الفرقة الموسيقية التي بدأت العزف. وازاحت كاثي مزهرية الورود التي تتوسط الطاولة بينهما ثم أجابت:
-نعم. . . أظن هذا. لم نمض هنا سوى يومين.
لاحظت ان عيناه تحملقان في يديها فعرفت انه يبحث عن خاتم له صفة خاصة. رفع بصره عن يديه ليحطه على وجهها:
-أتظنين فقط أنك تتمتعين؟ ألا تعلمين أن كل شخصين يشكلان رفقة ممتازة أما الثالث فكأنه شوكة في الخاصرة؟
ضحكت كاثي حتى ارتد رأسها إلى الوراء, فتركزت نظراته على قسمات وجهها ثانية. لكنه لم يشاركها الضحك. أحست بالصدمة تسري في عمودها الفقري وقد لاحظت فجأة شدة وسامته. فكرت. . . لو أنني فقط أتمكن من رؤية وجهه, لو أن وجهه متحرر من اللحية و الشاربين. . . يوما ما. . . ستقنعه امرأة ما بأن يزيل كل هذا. تمنت دون أن تشعر بان تكون هي هذه المرأة. . .
وضع ما طلبه أمامه, فنقد الثمن فورا مرفقا بعلاوة لا شك أنها مرتفعة نظرا للانحناءة التي قام بها الساقي له.
قالت موافقة:
-الثالث شوكة في الخاصرة. . . لكنني استبقيت ألمها لنفسي.
-لا بد أن هناك سبب.
قالت له على مضض:
-لقد انفصلت عن صديقي, فألغى حجزه للإجازة.
ضاقت عيناه لحظة, ثم ابتسم و علق:
-وهذا ما تركك وحيدة.
-لقد اسأت التقدير حولي مرة أخرى سيد. . . أنا آسفة, لا أعرف اسمك.
-باركو! جريج باركو. . . و قبل أن تسألي, انه اختصار لاسم جريجوري. . . و أنت كاثي. لقد سمعت صديقاك يناديانك, كاثي ماذا؟
-لونرغان.
ولم ترد . . . يبدو أنه يعتبر بأن أمامه صيدا ثمينا فهي دون رفيق, وهذا يعني أنها عرضة لملاحقاته, فسألته:
-هل زوجتك معك سيد باركو؟ أو ربما صديقتك؟
فابتسم وكأنه فهم صدها له.
-لا. . . للسؤالين.
اندفعت عيانها نحو المدخل, لتجد ادي هناك يبحث عنها. أما هو جريج باركو فتبع اتجاه نظرها. . .
قالت له وهي تقف:
-أرجو ان تعذرني.
شقت طريقها بين الجموع. . . وعندما واجهت ادي قال:
-آسف يا كاثي, لن ننضم إليك الليلة, هل لديك مانع؟
ابتسمت:
-دعك مني يا ادي. . . سأكون على ما يرام. لدي رفيق هو ضيف لم أدعه, لكن بالنسبة للظروف الحاضرة, لا بأس بوجوده.
-أليس هو ذلك الرجل الذي لم يرفع عينيه عنك طوال العصر؟ حسنا, على كل الاحوال من المفترض أن تكوني على ما يرام, اتركيه بحيرة. وبعيدا عنك.
فضحكت كاثي:
-أهذه نصيحة من الهم ادي؟ حسنا. . . أعرف تماما كيف أعتني بنفسي خير عناية.
-سنراك إذن صباحا ساعة الفطور.
راقبته يبتعد وهي تشعر بأنها عرضة لخطر داهم. فكل الناس حولها يمرحون ويضحكون أو يرقصون أما هي فتبدو الشاذة الوحيدة بينهم. ما كان يجب أن ترافق صديقيها في هذه الرحلة. أما الآن فالخير لها العودة إلى غرفتها. تحسست حقيبتها لتكتشف أنها نسيتها و أن عليها العودة إلى الطاولة في مطلق الأحوال.
سألها جريج باركو:
-لا. . . ولقد عدت لأستعيد حقيبتي. . . هذا غريب. . . لقد ذهبت! هل رايت من أخذها؟
لم يرد على سؤالها, بل سألها:
-وهل تسمحين لي أن أحل مكانهما؟
-ولكن يجب أن أجد حقيبتي. . . أرجوك اتساعدني؟
فابتسم و كأنه يتمتع بحيرتها:
-اجيبي عن سؤالي أولا. . . ثم أجيب عن سؤالك.
-أوه . . . أجل. . . أجل. . . ! والآن قل لي هل رأيت حقيبتي؟
-لقد اتفقنا اولا على أن أكون رفيقك الليلة. صحيح؟
ردت بنفاذ صبر بهزة من رأسها. . . فأكمل:
-ثانيا, أجل لقد رأيت حقيبتك. لقد شاهدت يدا أخذتها.
-ولكن ألم توقفها؟
كان يستند إلى الكرسي, مادا ساقيه عاقدا ذراعيه وابتسامة تريح الخطوط حول فمه. عزفت الموسيقى وبدأ الراقصون بالرقص فقال بهدوء:
-اليد التي رأيتها. . . كانت يدي. . . أتريدين حقيبتك؟ ها هي تفضلي.
سحب الحقيبة من جيبه, ثم أمسك يدها بشوق.
-لماذا فعلت هذا؟ ألا تعرف أنك بذلك تخيفني؟
غاصت في المقعد. فمال إلى الأمام, و أطبق يديه فوق الطاولة. تراقصت عيناه البنيتان بمرح أم بسخيرة يا ترى؟
لم تستطع أن تحدد انطباعه جيدا بسبب هذه اللحية التي تخفي انفعالاته قال لها:
-أنت إحدى اثنتين إما ممثلة قديرة أو أن ذاكرتك بحاجة لتحليل.
-عم تتكلم.؟ أتعني أنني أردت إيجاد عذر للعودة إليك مستخدمة حقيبتي لهذا الغرض؟
-أنا أميل إلى هذا التفسير.
دفعت كاثي كرسيها إلى الوراء ووقفت, فأمسك ذراعها يحثها على الجلوس.
-لقد وافقت على أن تكوني رفيقتي الليلة يا كاثي, الا تذكرين؟
بدا لفظه اسمها غريباو و مغريا. كما أن الشعور الذي احسته عندما لمسها كان له تأثير صوته الخقيض العميق, دقت في داخلها أجراس الخطر فهي فتاة في الثالثة و العشرين من العمر وهذا يعني انها قادرة على فهم ما يسعى إليه.
ولكن من يدري, فلعلها بعد امسية واحدة برفقته تفضل البقاء وحيدة أثناء العطلة. أعجبتها هذهر الفكرة التي عنت على بالها ثم قررت الموافقة على السهر معه لتتجنب اسئلته.
-هذه الامسية فقط. . . سيد باركو.
-هل ترين أن قضاء بضع ساعات برفقتي ستكون افضل من قضاء الأمسية وحيدة؟
هزت رأسها مبتسمة فكان منه أن راقب الابتسامة دون أن يردها بأخرى ووجدت هذا تجربة غريبة. فالرجل يثير فضولها. ثمة غموض غريب حوله خاصة وجهه المختبئ خلف هذه اللحية. قال لها:
-هل آتيك بشيء تاكلينه؟ أم ببعض الشراب؟
-لا شيء. . . شكرا.
-ألن تناديني جريج؟ ألا يمكنك هذا؟
كانت عيناه تضحكان فاشتدت خفقات قلبها وهي ترد له ضحكته.
-قد أقدر. . . هل لي ان أحاول؟ جريج.
-عظيم. . . إنها تتكلم لغتي!
تمنت لو تعرف المزيد عنه, عدا تلك اللكنة الخفيفة في كلامه. . . سالته:
-أنت انكليزي؟
-انكليزي؟ ولي اسم كهذا؟ يا إلهي يا امرأة. . . أنا اسباني! فخور بما ورثته والآن هيا يا بنا يا جميلتي كاثرين. . . هيا بنا نرقص.
خلع سترته ليضعها حول الكرسي, ثم تقدم ليقف قربها. بعد هذه الدعوة , علمت أنها لن تستطيع الرفض, فليس ذلك فحسب بل أنها ما عادت ترغب في الرفض, فلمسة يده لجيدها جعلتها ترغب بالمزيد من اللمسات. التقطت حقيبتها ثم نظرت إليه وإذ بقلبها ينقلب رأسا على عقب. أحست بالهزيمة امامه, لكنها قالت:
-أنا آسفة. . . لا أرغب في الرقص.
اشتدت ذراعه حول خصرها.
-اوه. . . لكنني أرغب في الرقص.
أخذ حقيبتها من يدها ليدسها في جيب سترته:
-ستكون بأمان هنا.
أحست بالروعة بأن تكون بين ذراعية. . . ولكنه لم يقفل المسافة بينهما, بل كانت يده على ظهرها ممدودة بينما الأخرى متشابكة كع يدها. ابتسم لها, لكنها أحست بالقلق الشديد حتى عجزت عن رد ابتسامته. . . فقال بصوت منخفض:
-هوني عليك كاثي. . . فأنا لا أخدعك. فتحت هذا المظهر رجل صادق شريف نظيف.
فضحكت كاثي:
-أنت تصوب إلى الهدف جيدا. فهل هذا مؤثر على كل نسائك؟
اجتاحت قسماته الجديه:
-أتقصدين أن ذلك لم يكن له أثر عليك. صدقينني أنه ليس من عادتي إقامة علاقة قصيرة مع النساء.
سمعا تصفيرا خفيفا من جانبهما فالتفتت كاثي حيث ادار جريج نظره. فإذ بأحد رفقائه الثلاثة يرفع إبهامه عاليا, فصاح بهم بلكنته الإسبانية الصريحة:
-اوتش. . . اغربوا عن وجهي.
ابتسمت كاثي لهم اولا ثم لجريج.
-لماذا يضحكون, ألم يسمعوك تتكلم بهذه الطريقة من قبل؟
-قلة من الناس يسمعون هذه اللهجة مني. . . لكنك تخرجينني عن طوري.
أحنت رأسها إلى جانبها متسائلة:
-كيف؟
-تجعلينني ارغب في تمثيل دور الأبله وما ذلك كله إلا لإرضائك و إضحاكك.
في كلماته مغزى, ولكن هذا المغزى ضللها. وهي لو حاولت التفكير فيه, فستقلق. و أرادت أن تسأل: لماذا. . . لماذا؟ و لكن كل ما قالته كان:
-أحب الضحك لأنه يجعلني احس بأنني على ما يرام.
-إذن علي مضاعفة لعب دور الأبله.
كان كلامه خفيضا, عذبا, وهو يحني رأسه لتستقر شفتاه على شعرها دون أن تعترض مع أن المنطق يقتضيها ذلك. قالت لعقلها الباطن مدافعة: هذا يعجبني. . . وهو يعجبني كذلك.
سألها:
-هل صديقاك في شهر عسل؟
-نعم. . . ولا. لقد كانا مخطوبين عندما حجزنا لهذه الرحلة. ثم قررا فجأة منذ خمسة أسابيع الزواج.
-ألا يزعجك أن تكوني الشاذة بينهما؟
نظرت إليه, ثم قالت دون أن تعي الحزن في كلامها:
-وما رايك؟
-رأيي أنك تبدين كالحمل الضائع.
فضحكت:
-لكنني لست كذلك الآن. ليس وأنا. . .
أدركت ما كانت على وشك أن تقوله, فاشاحت بوجهها عنه:
-انس الامر.
توقفت الموسيقى لكنه لم يتركها. بل ركز عينيه على عينيها المرفوعتين إليه:
-انسى ماذا؟ و كيف انسى و أنت معي؟ كوني نبيلة و اعترفي أنني على صواب.
-أنت رفيق طيب.
فضحك عاليا:
-هذه مراوغة تعتمدها المرأة التي لا تريد الاعتراف بأن رجلا يعجبها!
-ولكنك تعجبني حتى الآن. . . و لكن. . . و لكن ألا تظن أن هذا مناف للعقل قليلا؟ لقد التقينا بعد ظهر اليوم. ولا أعرف شيئا عنك. على الأقل أنت تعرف أنني في إجازة. بينما على ما أظن أنك لست كذلك.
لم تكن كاثي تتوقع هذه التقطيبة.
-ومن أخبرك أهو حدسك؟
-هل هو حدسي؟
ابتسمت له ثم عاودوا الرقص, وقد عاد إليه مرحه, فقالت:
-لقد كنت على حق إذن. . . أنت هنا للعمل لا للهو؟
-صحيح. أنا هنا للعمل. . . و للهو. ولم لا يكون لي ذلك و أنا في جزيرة لها هذا المناخ الرائع و هذه المناظر الخلابة؟
-وبماذا تعمل؟ هل تمانع لو سألت؟
-في الاستيراد و التصدير و الأعمال الحرة. . . تمويل مشاريع و ما شابه.
-أعرف ما يعني هذا. فأنا أعمل في شركة استيراد و تصدير. . . تدعى ايستمان كوربريشن العالمية. أتعرفها؟
-وكيف لا أعرفها و أنا أخوض في ميدان هذا العمل؟ هل مقر عملكم في نيويورك؟
-اجل . . . و أنت أين مقركم؟
كان في رنة صوتها لهفة غريبة, فابتسم لها:
-العالم كله مقر لي.
-أوه. . . لشركتنا فروع في لندن و باريس أيضا.
-هل قصدتها يوما أم تفضلين العمل في نيويورك؟
-للعمل في نيويورك أفضلية, لكنني مع ذلك أحب العمل في بلد غريب عني.
توقف الكلام بينهما قليلا, فلاحظت أنه ضمها إليه أكثر. . . كانات التجربة مثيرة لها, ذاك أن جسدها كله قد عادت إليه الحياة فلفته إثارة غريبة وتسارع فيه كل شيء.
أقلقها الإضطرار إلى الاعتراف بأن هذا الغريب هو مصدر انتعاشها لكن ما الفائدة وهي تعلم أنها بعد هذه الليلة قد لا تراه ثانية .

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان  
قديم 18-04-10, 02:52 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



2-محيط القلب


عندما انتهى الرقص, امسك يدها ليجرها نحو الباب:
-أرغب في تغيير المنظر فهل لديك اعتراض؟
-لدي شعور بأن لاعت**** أو لاعدمه النتيجة نفسها. فأنت لا تهتم أبدا باعت****.
بدت الفكرة مسلية له. . . فسأل:
-ما الذي جعلك تعتقدين ذلك؟
وصلا إلى المصعد, و توقفا بانتظار وصوله فنظرت إليه مفكرة:
-لست أدري. . . ثمة شيئا بشأنك.
وصل المصعد, فولجاه. . . واستمرت:
-يراودني الشعور بأنني رأيتك في مكان ما.
ضغط على الزر:
-صحيح؟ كنت على موعد غرامي معك يوما؟ ربما تكونين إحدى النساء المنتشرات في ماضي؟ لا يمكن أن يكون هذا صحيحا, و إلا لتذكرتك, دون شك في هذا.
-أعرف. . . ! في مجلة. . . لا. . . ليس. ليس فسي مجلة ولكن في شيء مشابه.
خرجا من المصعد. . . وهي تردف:
-ولكن هذا ليس صحيحا كذلك. فلك لحية, تلك الصورة التي أفكر فيها, لم يكن لصاحبها لحية.
-لو كنت مكانك لتخليت عن التفكير.
كان يسير بسرعة حتى اضطرت إلى الركض. كانت الأنوار داخل المطعم خافتة لكن الناس كانوا يغجون فيه.
عندما وصلا إلى شرفة مسقوفة معتمة كادت الريح توقف أنفاس كاثي, فتمنت عندها لو أنها جلبت معها سترة, ارتجفت لكن جريج لم يىحظ. لأنه غرق في تامل الطبيعة المحيطة بهم مع أنه لم يبد و كأن أفكاره منصبة على التلال المظلمة من الحمم و الرماد البركاني الخامد التي تتشكل على شكل أسنان منشار عن بعد.
الصوت المنبعث من المطعم كان يكسر الصمت الذي بدا لكاثي عميقا بشكل غير عادي. فالمدينة تصعد أصواتها الخاصة التي تناقض صمت التلال البركانية البعيدة التي لا تبعد سوى رفعة نظر إلى البعيد. سألها جريج:
-كم من الجزر شاهدت؟
-بقدر ما يمتد نظري بعيدا عن هذه الشرفة في ضوء النهار. أما باقي الوقت فقد قضيته على الشاطئ.
-لتكتسبي لون الشمس؟ أمن أجل الاستلقاء على الشاطئ جئت إلى هذه الجزيرة؟
-أنا واحدة من ثلاثة, و إذا وجدت نفسي ضمن الأقلية, فأنا مضطرة للذهاب معها. . . أليس كذلك؟ مع أنني أشك في أنهما يريان في هذه الأيام أحدا سواهما وفي هذه الظروف الراهنة كان لطفا منهما أن يتركاني أتعلق بأذيالهما.
-وهل تحبين أن تتعلقي بأذيالهما؟
أخست بأن عليها قول الحقيقة:
-أنا. . . لا. لا أحب ذلك. لكنني لا أحبذ الذهاب إلى أمكنة برفقة حشد من أناس لا أعرفهم, مهما أظهروا من ود.
بقي بضع لحظات صامتا لا يجيب لكنه لم يلبث أن استدار ليسند جسده إلى جدار الشرفة ثم ابتسم:
-إذن أنت لا تتمتعين بإجازتك. . . فلما لم تلغي الإجازة مع أنك كنت على علم مسبق بأنك ستكونين وحيدة دون رفيق.
-لقد عرضت هذا لكنهما أصرا على مرافقتي. بحجة أنهما بعد خمس أسابيع من الزواج سيكونان زوجين قد ملا بعضهما بعضا, لكن الذي وجدته أنهما ازدادا تعلقا حتى باتا لا يقدران على إشاحة أنظارهما عن بعضهما البعض.
التفتت إليه ضاحكة, فرأت رأسه ارتد إلى الوراء من الضحك وسالها:
-هل أنت حقا دهشة كما يبدو في صوتك؟ إن كنت كذلك فأنا دهش خاصة و أنك كنت على علاقة مع رجل مؤخرا.
أصبحت وجنتيها بحمرة الغسق.
-نعم كنت على صداقة معه لككنه لم يكن يوما حبيبا. . . و إن كنت تشك في قولي فلك ذلك, لكنني لا أقول إلا الحقيقة.
تقدم نحوها, ليرجع شعرها الذي طار به الهواء إلى الخلف, ولكن الخصلات عادت فورا. فابتسمت له من خلالها, فكان أن امتدت يداه, معا هذه المرة, لتعيدا الخصلات إلى مكانها, ثم أمسك وجنتيها براحتيه ليرجع وجهها إلى الوراء قليلا, ثم جذبها إليه.
كان عناقا من النوع الذي يقول "أنت هنا و أنا هنا كذلك" . لم يكن فيه أي غاية أو استغلال لها في سبيل المزيد من التعارف. ولهذا تمتعت به, مسرورة في حين كانت الريح تهب عليهما نافخة تنورتها, مداعبة شعره. قال لها بنعومة:
-أنت فتاة طيبة صغيرة.
كانت لهجته مشبعة بلكنته الإسبانية التي أطلق لها العنان دون اكتراث, فضحكت له, وهي تسأله سؤالا يوحي بأن جزءا منها يمزح و الجزء الآخر يلح في معرفة الحقيقة.
-كم امرأة قلت لها هذا خلال رحلاتك؟
خاطبت نفسها قائلة: من الخطأ الإعجاب كثيرا بهذا الغريب الحاد العينين, الجذاب. ومن الغباء الكامل التمتع بعناقه كما فعلت.
لكن السؤال لم يرق له وقد بدا ذلك ظاهرا في الطريقة الغريبة التي انخفضت فيها حرارة عينيه. لكن ابتسامته لم تلبث أن عادت إلى توهجها وهو يجيب:
-المئات إن لم أقل الآلاف. فنسائي ينتشرن فوق كل البسيطة.
لاشك في أنه شعر بتصلب جسدها, لذا شدها إليه أكثر فأكثر ثم مدد يديه فوق ظهرها, أرجفتها لمسته لكنه حسب أن الريح هي السبب لذا أحاطها بذراعه الأخرى.
قال لها لهجة هادفة بشكل غريب:
-كنت امزح. فليس من عادتي التجول في العالم سعيا إلى التقاط النساء لأنال منهن ما أريد, ومن ثم لأتابع ذلك مسيري.
نظرت كاثي في عينيه وهي تحس بشيء من الأسى يلف نفسه حولها و كأنه نفحة ريح. قالت:
-لكنك ستجعل مني استثناء لهذه القاعة؟
قال بلهجة جاده جدا:
-وهل ترغبين في هذا؟
-أنت بالتأكيد تعرف الرد على سؤالك.
-أملت بعد تشجيعك إياي بأن يكون ردك نعم.
انسحابها السريع من بين ذراعيه لم يعطه الفرصة إلى منعها من الابتعاد عنه.
-أنا آسفة لأنني أوحيت إليك بهذا الانطباع.
بدا على صوتها الصدمة, وقد التفتت لتحدق إلى الظلمة:
-لست أفهم لماذا لا تستطيع امرأة ابداء إعجابها برجل دون أن يأخذ هذا الأمر على محمل خاص.


بقي يمعن النظر فيها فترة طويلة تبعها بقوله:
-إذن أنت معجبة بي. . . وهذه بداية جيدة. هيا بنا سأرافقك إلى غرفتك. لف ذراعيه على كتفيها فسارت معه وهي تسأله:
-بداية ماذا؟
دخلا المصعد.
-بداية صداقة يبدو كأن لها قيمة غالية لك.
وجدت أصوات الراقصين في الغرفة المكتظة, وأصوات الموسيقى التي تزايدت حدتها, متنافرة جدا مع الهدوء الذي كانا في رحابه.
قال لها وهو يدخل قاعة الرقص:
-تعالي معي. . . سأحضر سترتي.
بينما كانا يجتازان القاعة باتجاه طاولتهما شاهدت أحد اصداقئه يعود من حلبة الرقص وذراعه حول كتفي فتاة جذابة. رفع هذا الرجل يده بالتحية وناداه:
-مرحبا أيها الرئيس.
لم يرد جريج لكنها سألته ما إن وصلا إلى الطاولة:
-أحد اصدقاؤك ناداك.
كان يخرج حقيبتها من جيب سترته, ويمد يده إليها. . . فأجاب:
-وهل فعل؟
ثم أمسك بيدها ليخرجها من طريق آخر, فسألته وهي تسرع لتتابع خطواتها مع خطواته:
-لماذا. . . ناداك بالرئيس؟
في المصعد, أخذ ينظر إلى الإعلانات الملصقة على جدران المصعد:
-يجب أن يكون أحدنا مسؤولا عن العمل في مرحلة ما.
-أتعني أنك أنت المسؤول؟
-مكتبي لا يحمل لائحة تقول الرئيس ولكن من المعروف تماما عموما أن هذه صفتي.
فابتسمت, وسألها مقطبا:
-لماذا ابتسمت؟
-ابتسمت لمعرفتي أن الرجل المرموق يحتاج إلى امرأة مرموقة لمرافقته. وهذا يعني. . . انك ستبتعد عني تعد هذه الأمسية, باحثا عن أنثى أرفع مستوى من سكرتيرة وضيعة. و لكن قد تكون محظوظا, لأن لا النساء يعتلين مراكز نافذة حتى في أيامنا هذه.
وأدارت المفتاح في القفل و فتحته. ما إن وضعت قدمها في الداخل فأضاءت الغرفة حتى أمسكها بكتفيها, ثم نظر يمنة و يسرى في الممر, و دفعها قليلا أمامه. عندها انغلق الباب وحده.
قال لها بعد أن ادارها لتواجهه:
-لا تهزئي بي عن طريق تسجيل النقاط, خاصة إذا كان الموضوع الذي تحاولين التذاكي فيه بعيدا عن معرفتك. فالرجل المرموق لا يفتش عن مثيلته بل عمن هي أدنى منه مستوى خاصة عندما يكون بعيدا عن موطنه. . . إذن تعالي إلى هنا يا ذات المستوى الوضيعو ودعيني أتذوق طعمك عن قرب.
حاولت كاثي التخلص, لكن ذراعيه التفتا حولها. فصاحت به:
-لا تقم بهذا! أنا لست كما تظن.
سحق عناقه كل اعتراضاتها, فأخمدت قوته فيها كل أثر للمقاومة ختى استسلمت أخيرا مجبرا إياها على الاسترخاء, طالبا منها الاستجابة التامة التي دفعتها أخيرا إلى أن تشهق التماسا للرحمة.
عندما رفع عينيه وجدتهما مليئتين غضبا. . . أحست بالارتباك. إنها هي المعتدى عليها, ألا يجب أن تكون هي الغاضبة؟
تسارعت نبضاتها لا غضبا بل إثارة مما فعله بها فقد أذكى لهيب النيران في داخلها. . . انباها عقلها بأن ذراعيها ما زالتا تلفان عنقه عندها سارت إلى سحبهما ثم راخت تبحث عن حقيبتها التي وجدتها قد وقعت أرضا.
أما ذراعاه فكانتا على خصرها فلما ردت بصرها إليه, اكتشفت أن المرح, الممزوج بالسخرية قد عادا إليه ثانية. قال بنعومة:
-لقد وجد الرجل الرفيع المستوى امرأى رفيعة المستوى لكنها تبدو دون طموحات إدارية. حسنا يا كاثي, ما هو ردك نعم ام لا؟
دون تفكير, مررت اصبعها على شاربه لتخفضه نحو لحيته و تسأله دون أن تلتقي بعينيه:
-لماذا كل هذا؟
-ولماذا لا؟
-لماذا؟ . . . للإجابة عن سؤالك أقول لا أنا آسفة.
فتركها وابتعد ثم فتح الباب ليسير في الممر, بعد أن تركها منزعجة.
جلست كاثي وحدية على طاولتها . . . طبقها مليء ببقايا فطورها الذي تناولته لتوها. وفنجان الشاي الفارغ على الصينية. . . منذ فترة طويلة تخلت عن التفتيش عن صديقيها, لعلمها أنهما تناولا فطورهما في غرفتهما.
ولكن عينيها استمرتا في المراقبة, بحثا عن الرجل الطويل الأسمر الذي وجدت تفكر فيه له ليلة أمس, أكدت لنفسها, وبثبات, بأنها لن تراه ثانية.
خرجت غلى الممر القصير الذي يقود إلى المدخل الرئيسي للفندق. فوجدت صديقيها ينزلان السلالم المستديرة يدا بيد, مسرعين إليها و على وجهيهما اعتذار صادق. لكن كاثي بدلت ابتسامتها العريضة بأخرى فاترة فهما و غن كانا في شهر عسل عليهما معرفة أنها وحيدة في هذا المكان. ألا يقدران على بذل شيء من الجهد ليصحباها كما حدث في بداية الرحلة؟
سألها ادي:
-أليس معك رفيق؟ بقد ظننا أننا نصنع خيرا بتركك معه وحدكما.
لاحظت فيرا تقطيبة كاثرين فأضافت:
-أنت تعلمين, كنا نحاول تركك تضعين خططك وحدك.
حاولت كاثي تجاهل خفقان قلبها, فقالت:
-إذا رغبتما في البقاء وحدكما فلا تقلقا علي. سأكون سعيدة كل السعادة قرب المسبح وحدي.
فصاحت فيرا:
-ولكن هذا ما كنا ننويه.
لم تكن كاثي في الواقع ترغب في يوم آخر تحت الشمس. فالمناظر الغريبة و الغامضة حولها كانت ايماءاتها لا تقاوم, لكنها كانت تعني ما تقول لجريج بشأن إحساسها بأنها وحيدة وسط جمهرة من السواح الغرباء. لكنها قالت لفيرا:
-سأصعد لأرتدي ثوب السباحة. ثم أنضم إليكما في البقعة ذاتها.
وجدت ثياب صديقيها قرب الصخور البركانية الناتئة من البحر, تشكل حاجزا صغيرا فوق الرمال الذهبية. فجلست كاثي هناك, ووضعت حقيبتها المحتوية على ثيابها ومناشفها قربها. لم يكن من الصعب عليها اكتشاف مكان فيرا المرتدية ثوبا قرمزيا. أما زوجها فكان غير بعيد عنها.
صاح صديقاها بالتحية وهي تتقدم لتغمس جسدها في البحر, ثم تسبح. وبعد فترة وقفت لتتأمل ما حولها فإذا بها تجدهما فعلا عائدين إلى الشاطئ. راقبتهما وهما يلعبان فوجدت من الأفضل ان تعطيهما مزيدا من الوقت يقضيانه وحيدين لذا استلقت على ظهرها تطفو على وجه الماء تاركة لعينيها ان ترتويا من زرقة السماء الصافية. بدا لها من هناك شجرة نخيل عالية تمتد أمامها على مدى نظرها ثم راحت تتأمل التناقض في ما بين الصخور البركانية الخشنة و بين الشجيرات الخضراء اللماعة التي تمتد من حافة الرمال إلى مدخل الفندق.
بعد أن رأت أنها قد منحتهما وقتا كافيا قررت العودة إليهما فلما دنت منهما احست بحرارة الرمال تحت قدميها. مدت يدها إلى المنشفة مبتسمة لهما وهما مستلقيان معا برضى.


لقد انتصف الظهر, وهاهي مستلقية إلى جانب صديقيها. تراقب, بشيء من الحسد, مراكب سيارات السياح المنطلقة بهم نحو التلال.
دون أن تعي راحت عيناها تبحثان عن جريج باركو مع علمها بأنها لن تجده. فكيف لرجل له تلك الجاذبية أن يزعج نفسه ثانية بالسعي إلى فتاة رفضت صخبته باسلوب فج كما فعلت هي؟
لما بدا لها أن فيرا و ادي نائمان. وقفت كاثي ببطء وهدوء لتربط شعرها الذي ما زال مبللا من جراء سباختها الأخيرة. اتجهت نحو الصخور التي أخست بها خشنة تحت قدميها ويديها. اثناء تسلقها كانت تتساءل عن الحكمة في تسلق مثل هذه الصخور الخادة الخشنة.
بعد أن وجدت مكانا مريحا, نوعا ما, للجلوس, غطست قدميها في بركة ماء صغيرة, ممتعة النفس ببرودة الماء على قدميها و بحرارة الشمس على ظهرها. بينما كانت هناك سارحة صاح بها أحدهم فالتفتت تنظر إلى صاحب الصيحة. كان رجلا يقف على مقربة منها على الرمال اشقر الشعر مرتديا قميصا أبيض قصير, وسروالا قصيرا, حافي القدمين, باسم الوجه وكأنه يعرفها.
سرعان ما عرفت كاثي الرجل فابتسمت له ثم استدارت لتعيد بصرها إلى المياه الصافية. فهذا الرجل لسبب ما تجهله وجدت نفسها ترغب في تجاهله لئلا يلاحقها لكنها في هذه اللحظة رأت ان تفكيرها السليم يخبرها بأنها على خطأ في ما تفعل. بعد قليل سمعت وقع خطوات تخطو خلفها تبعها صوت رجل مال ليجلس قربها:
-وحدك؟
بقيت صامتة.
-اتتمتعين بإجازتك؟
فهزت رأسها وهي تراه مصرا على محادثتها, لكن ألا يصر كل الرجال على ملاحقة الأنثى؟ فتابع:
-يا لحسن حظك. . . أنا هنا للعمل.
كان عليها أن ترد بعد ان تأملته مليا:
-لا يبدو عليك ذلك.
فضحك, وقد سره أنه انتزع منها الكلمات:
-ألا نحتاج جميعا إلى المرح؟
ولم يتلق ردا, فتابع:
-لا تبدين و كأنك تمرحين كثيرا. بإمكاننا المرح معا؟
لمس ذراعها. . . فابتسمت كاثي لنفسها وقد راته يسعى إلى معرفة اخلاقها. ممتحنا بذلك استعدادها و استجابتها له. فما كان منها إلا أن انسلت إلى المياه مبتعدة عنه فصاح الرجل:
-هاي. . . لا تتركيني هكذا ونحن لم نتعارف جيدا!
أخذت تراقب الآثار التي تتركها قدماها على الشاطئ, وصاحت من فوق كتفها:
-أشكرك على ما تقدمه من تسلية لكني أحب أن أكون وحدي, مع صديقاي.
وصل إليها ليسير إلى جانبها فتابعت وهي تبتسم:
-لا أبحث عن علاقة عرضية. . . آسفة.
بحثت عن رفيقيها فوجدتهما قد ذهبا, احسبا أنهما يتصرفان بذكاء الآن؟ أطلق الرجل تنهيدة:
-آه. . . حسنا. لا يمكن للمرء الربح الدائم.
رفع يده محييا ثم انطلق في حال سبيله.
التقطت كاثي منشفة لتجفف قدميها وساقيها. ثم دون قصد منها التفتت إلى الوراء فإذا بها تجد رجلا يشير بإبهامه إلى الأسفل, علامة الفشل, إلى رجل , أطول منهو أنحف, ذي جسد أسمر أدكن و لحية طويلة تغطي جزءا كبيرا من وجهه.
كان ينظران إليها ويتحدثان. وكان جريج باركو يهز رأسه بينما الرجل يكمل كلامه عندها شعرت بالغضب يجتاح نفسها فهو كما يبدو واضحا بها كل الوضوح إن ذاك الرجل كان يمتحنها مستخدما زميلا له طعما لها!
أدارت لهما ظهرها, وهي تشد على شعرها أكثر من الحد المفروض لتجفبفه. . . لكنها فجأة أحست بيدين تستقران على يديها, تثبتهما وتضغطهما على قمة رأسها. فوقفت بسرعة متصلبة وهي لا تكاد تقوى على التنفس. مضمومة الشفتين. . . يالوقاحته! كيف يجرؤ على العودة لمتابعة علاقتهما من حبث توقفت ليلة أمس!
دون سابق إنذار استدارت مبتعدة عنه لتحدق فيه مخاطبة:
-الآن. بعد أن امتحنتني بواسطة ذاك الرجل الذي تسيره كما تريد وجدت أخلاقي رفيعة فقررت منحي السعادة برفقتك ثانية!
انزلت المنشفة عن رأسها لينسدل شعرها إلى كتفيها, ثم أردفت قائلة:
-اسمع يا هذا أنا لا أرغب فيك رفيقا. . . لذا الخير لك أن تنصرف لتعرض صحبتك على امرأة أخرى وهن كثيرات كما تعرف.
بدت عيناه باردتين و كأنهما تأخذان برودة الريح, ثم استدار على عقبيه وصعد المنحدر الرملي, مستوي الظهر معتدل القوام.
هاهو يبتعد. . . وعليها أن تواجه أمر خروجه من حياتها نهائيا. في هذه اللحظة شعرت بالانزعاج من فكرة خسارته بسبب كبريائها الغبي, لكنها رأت أنها أكثر غباء لأنها سمحت له بأن يصبح, في وقت قصير, مهما إلى هذا الحد في حياتها.
-جريج. . . لا تذهب. . .
خرج منها الرجاء دون أن تعي فكان أن لعنت نفسها مئات المرات لأنها كشفت عن ضعفها أمامه. هذا الضعف الذي سيكون له سلاحا لا شك في أنه سيستخدمه.
وقف في مكانه مسمرا دون أن يلتفت. أما هي فحبست أنفاسها تنتظر منه متابعة الطريق, لكنه فاجأها بالتفاتة إليها لكنه بقي بعيدا عنها وهو يسأل:
-لماذا؟ أأفيدك حارسا لك أم رجلا يتم عددكم إلى أربعة؟ . . . أم لعلك قررت أن نكون ثنائيا منفصلا معا؟
جردتها تصرفاته الباردة و هجومه الساخر من القدرة على الرد فها هو شهر في وجهها السلاح الذي زودته به! وبعد لحظات سوف يطلقه نحوها.
-أنت تعجبني يا جريج. . . لقد قلت لك هذا . . . و تعجبني صداقتك.
لكن قلبها اخبرها بأنها تشعر أكثر من الصداقة بكثير. إلى أين سيوصلها غباءها الذي جعلها تتعلق بأذيال رجل للمرة الثانية وبهذه السهولة؟ ألم تحفظ أمثولتها جيدا عن عدم مصداقية الرجال بعد ما فعل مايك بها؟
لكم هذا الرجل يختلفعن مايك في كثير من الوجوه. وما عليها سوى الوقوف على مقربة منه لتشعر بموجات القوة المنبعثة منه, إنه كالصخرة التي تحافظ على حرارة الشمس وقتا طويلا بعد أن تغرب.
تقدم منها, فأحست به, وبقوته, دون أن يلمسها حتى ابتسم لها, فعمت السعادة قلبها وشعرت بأن الحواجز كلها تزول بينهما.
عندها فتح ذراعيه فرمت نفسها بينهما, حتى استراح خدها على صدره. راحت لحيته تغرق جبهتها. دفعتها جانبا ثم ابتسمت له قائلة:
-إنها تعيق طريقي. . . لماذا لا تحلقها؟
نظر إلى البحر, ثم , إليها:
-هذا ما لن أفعله!
-لكنني أريد رؤية الرجل المختبئ خلفها.
ملأت الابتسامة وجهه:
-قد لا يعجبك ذلك الرجل.
-بل ربما (أحبه).
تلوت على وجهه لمحة عزلة, ثم ذهبت:
-وهذا ما لن يكون يا فتاتي الطيبة الصغيرة لأنك على الأرجح ستكرهين ذلك الرجل.
ضمها إليه بشغف, ثم أبعدها قائلا:

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان  
قديم 18-04-10, 02:53 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

-لا أريد أن تفوتني ابتسامتك التي أريدها أن تحيط قلبي.
-إلى متى تريدها أن تحيط به؟ إلى الأبد؟
-إلى الأبد.
فابتسمت رغم شعورها بالاضطراب:
-ألن ترميها بعيدا. بعد انتهاء العطلة عندما سنفترق أو عندما تتزوج فتكون لك عائلة؟
نظرت إلى لحيته الكثة و كأنها غابة مظلمة تطبق عليها مانعة عنها النور. . . كانت و كأنها تبحث عن مستقبل ليس موجود هنا. قال لها:
-لقد قلت لك إنني أجوب العالم. . . فماذا يمكن لرجل مثلي أن يفعل بزوجة و اولاد؟
إنه سؤال يصعب أن تجيب عنه لذلك أغمضت عينيها لتخفي الألم السريع الذي اجتاحها. أما هو فخفف قبضة ذراعيه اللتين تلفانها فالتفتت لتعرف سبب فعله ذاك فإذا بها تجد صديقاها يراقبانها و كأنهما على وشك إظهار ذكائهما مرة أخرى, فما كان منها إلا أن سارعت إلى رفع ذراعها ملوحة لهما قائلة:
-إن صديقي واقفان هناك. . .
-اتركيهما و شأنهما, ألا ترين أنهما لا يرغبان إلا بالبقاء معا. لا شك في أنهما مسرورين لأنك وجدت لك رفيقا.
بدا صوته فظا, فرفعت نظرها إليه. لكنها رأته ينظر إلى البحر ثانية, ثم, دون أن ينظر إليها أخذت يده تطوف على ظهرها العاري و كأنما أفكاره كانت تسبب له ألما. بدا لها و كأنه بحاجة إليها. . . أو لأي امرأة كي تخفف من آلامه.
وعى أخيرا ما كان يفعل, فتوقفت حركة يده, ثم استراحت راحة يده على كتفها. نظر إلى عينيها الحائرتين فسألته:
-جريج. . . من كنت تلمس الآن؟ لم يكن أنا. . . لا يمكن. . . لقد كنت بعيدا عني. . . أهي فتاة كنت تعرفها؟
فابتسم:
-ويا لها من فتاة كنت أعرفها.
فهزت كاثي رأسها, آملة أن يعرف بأنها تتفهم أن نواياه لم تكن لإثارتها, بل هي رد فعل على التفكير في امرأى أخرى يفتقدها.
جلست أمام أغراضها. تبحث في حقيبتها عن مشط. أما هو فجلس بجوارها. ثم مدد ساقيه الطويلتين و أسند جسمه إلى مرفقيه. لملمت كاثي خصل شعرها لتربطها إلى الخلف. ودون أن تدير رأسها سألته:
-هل أخذت إجازة من العمل ؟
مرر اصبعه فوق عمودها الفقري من الأعلى إلى الأسفل ثم عكسيا, مما جعلها تستوي في جلستها ثم تستدير مبتسمة فقال بصوت صارم:
-أنا المسؤول , لذا لا أحتاج إلى إذن.
أخذت كاثي ترسم الخطوط فوق الرمال, و قالت:
-لا بد أن من الرائع أن تستطيع القول: صحيح يا رجال. . . أو أيها الفلاحون أو أيها الحثالة, أو أي شيء يقوله الرؤساء لأتباعهم. . .
امتدت ذراع مثل الخطاف وبقوته لتلتف حول عنقها و تجذبها نحو صاحبها:
-لك وقاحة الشيطان, آنسة لونرغان. بم تخالينني أنادي الرجال العاملين معي؟
أمسكت أصابعها ذراعه:
-جورج, تيد, دايفد, وكيف لي أن أعرف؟ أرجوك اتركني.
مرر يده الأخرى على مقدمة جسدها لتستقر على خصرها:
-أنت حفنة من البهجة الكالمة.
جذب رأسها نحوه ليصبح نظرها أعلى منه. كانت عيناه في شبه إغماضة لكنها لمحت أن النظرة الضيقة المفكرة في عينيه تعود ثانية وهذا ما جعل قلبها يقفز و ينضم إلى سرعة نبضاتها في سباق نحو خط النهاية. سألته:
-كيف لك أن تعرف؟
ثم أدركت الاحتجاج وهو يديرها بين ذراعيه, ثم استقلت مقطوعة الأنفاس إلى جانبه فوق الرمال. ضربات قلبه ملأن أذنيها, وكانت قد أحست بها تضج تحت ملمس يديها على قفصه الصدري فسارع إلى الامساك بيديها ليغطيها براحتيه ثم استلقيا معا بهدوء يصغيان إلى الأمواج المتكسرة على رمال الشاطئ وإلى أصوات الناس الآتية من بعيد عبر الريح.
قالت له:
-أنا عطشى.
فأدار وجهها وقبلها:
-هذا أفضل؟
قاومت لتفلت منه:
-أجل . . . أجل,, ولم أعن هذا, و أنت تعرف!
استند إلى مرفقة ليبتسم لها. بعد أن بحثت في حقيبتها نظرت إليه.
-ألا تزعجك لحيتك في هذا الحر؟
-هذا من شأني. . . أليس كذلك؟
في لهجته حسم و حزم لا شك فيهما. فعبست مضطربة فلما رآها قد توترت حاول أن يلطف الأجواء.
-قلت لك إنك لن تعجبي بالرجل المختبئ تحت هذا الدغل.
أخرجت من حقيبتها زجاجة ماء معدني كبيرة, وقالت:
-هذا هراء كامل. فأنت ستظل الرجل نفسه بلحية أو بدونها.
-لقد ظننتك عطشى.
فابتسمت, وفتحت الغطاء عن الزجاجة.
-اوافق على تغيير مسار الحديث.
بينما كانت ترفع الزجاجة إلى فمها توقفت قائلة:
-لم أحضر معي كوبا. فهل تمانع فيما لو بدوت سيدة غير أنيقة للحظات؟
تدحرج على جانبه ليسند رأسه إلى يده.
-أتعرفين شيئا؟ ليتك تعرفين كم أحب الا تكوني انيقة لا للحظات فحسب بل لوفت اطول خاصة في الوقت الذي نكون فيه في ظلام يدثره البدر من حولنا.
ردها الوحيد كان الابتسام, ثم الشرب من فم الزجاجة. عندما رفعتها عن فمها أحست بالمياه تتساقط فوق ذقنها. فانشغلت في البحث عن منديل ورقي, فلم تلاحظ يدا ضخمة سمراء, تمتد, إليها, تمسح البلل عن وجههاو ثم تجففها بقميصه.
-شكراز كنت لأقوم بهذا العمل بنفسي. إلا أنني لم أرغب في إهانة مشاعر الرجل الحساس الذي تحت لحيتك.
قفز إلى ركبتيه ليمسك بخناقها:
-أيتها العفريته اللعينة!
التقت عيناهما, وبدأ شعور مختلف يساورهما. . . ومرت الثواني. . . و انفاسهما تزداد تقطعا و تهدجا و أعصابهما توترها. شفتاهما ترتجفان انتظارا.. . انتظار ماذا؟
مرت اللحظة دون أن يقدم على شيء و إذ به يعود إلى وضعه السابق, فتناول منها الزجاجة التي قدمتها إليه ثم ارتشف منها بعض الرشفات.
أعادت كاثي الزجاجة إلى الحقيبة. ثم حدقت في البحر جالسة محتبية. لقد بدأت تحس بالسعادة التي يسببها وجود هذا الرجل التي لا تكاد تعرفه في الواقع مع أن شيئا في داخلها يشعرها و كأنها تعرفه منذ سنوات سنوات. لكن أيشعر هو بما تشعر هي؟ ربما من الغباء الاعتقاد بأنه يكن لها شيئا خاصا فهي ليست سوى امرأة أخرى في لائحته الطويلة.
تملكها الفضول لتعرف إلى أين وصلت أفكاره. التفتت إليه, فابتسم. بالنسبة له يبدو أن التهاب المشاعر بينهما قد خبا. ومع ذلك فهي لا تزال تحس بالعلامات اللاذعة في محيط قلبها.


 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:37 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية