لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-10, 02:58 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



3-لا أمس أو غد

وقفت كاثيرين في غرفتها تنظر من خلال النافذة المفتوحة ذات الستائر المتلاطمة إلى البحر الذي أوشك على أن تعمه هدأة الليل و عتمته.
لم يبرح تفكريها ساعة افتراقها عن جريج الذي طلب منها تناول العشاء برفقته, لكنه في الواقع لم يكن طلبا لأنها عندما أخبرته بأنها ستتعشى مع فيرا و ادي, اجابها بخشونة مؤكدا على أنها لن تتعشى معهما الليلة.
كانت في كل الأحوال لا ترغب في الجدال معه لذا لم تعقب على تأكيده مع ان عقلها حذرها من مغبة الوقوع في ورطة تشبه تلك التي وقعت فيها مع مايك. فالخير كل الخير لها في إبعاد هذا الرجل عنها أميالا و أميالا. لكن شيئا ما في داخلها طلب منها أن تترك و شأنها فهي لا تبتغي أكثر من صداقة في هذه الإجازة. (( وإذا خسرت قلبي. . . فهو قلبي. . . و أنا حرة به. . . )).
عندما اتصلت بفيرا, ابتهجت بالخبر, فقالت:
-لقد وقع في حبك يا كاثي. . . بعد أن راقبناكما بعد الظهر, أستطيع أن أؤكد لك هذا يا عزيزتي. . . ثقي بعمتك فيرا فهي تتعرف إلى الحب من أول نظرة!
و أنكرت كاثي, لكن فيرا تمنت لها التوفيق. . . بعد فترة وجيزة نظرت إلى ساعتها, فهي تعد الثواني والدقائق حتى لحظة بقائهما. إنها تبذل قصارى جهدها لئلا تبدو عليها اللهفة. ومع ذلك فقدماها تحسان بالشوق إلى ملامسة أرض المصعد. . . لكن لماذا تتأخر. . . أتعاليا و تكبرا؟
لكن الفراق وشيك فلم يبق لها إلا القليل و القليل من الوقت لتكون بصحبته. . . بعد لحظة كانت توصد باب غرفتها وتتجه نحو المصعد. ما إن خرجت منه حتى وجدته بانتظارها. . . شاهدته. . . ولن تنسى أبدا لمعان عينيه, أو ابتسامته المشرقة التي أضاءت قسمات وجهه وهي تقترب منه. أخذ يدها اليمنى بيده اليسرى, جذبها إليه.
أرجعت رأسها إلى الوراء, تسأله:
-هل سأكون الوحيدة الغريبة على طاولتك التي تضم أربعة, بدل طاولتي التي تضم ثلاثة.
-هذا صحيح. . . و لكنك ستضطرين إلى الجلوس على ركبتي, هل لديك مانع؟
فضحكت. . . ثم راحت تؤرجح يديها الرطبتين دليل السعادة. ما إن ألقت نظرة سريعة حتى علمت أن صديقيها لم يصلا. سألته:
-أين هم زملاؤك؟
-هناك عند طاولة الشراب الكبيرة.
قادها إلى طاولة تقبع في الظل, فلما جلست سألته:
-هل كنت لتصحبهم لو لم تلتق بي متخذا إياي رفيقة عطلتك؟
كانت تقصد إثارته. لذا انتظرت منه ردا سريعا لاذعا لكن رده أدهشها:
-كنت لأصحبهم لو لم تأسرني فتاة ذات نظرة تائهة تقبع في رحاب عينين زرقاوين ساحرتين.
-أنا اخترتك؟ لكنني وجدتك تنظر إلي نظرة. . . لم تعجبني.
بعد أن رأى الغضب يعلو وجهها.
-لكنك أحببتها. . . كوني صادقة. لقد أرضت غرورك الأثنوي, مجرد معرفتك أن رجلا قد رغب فيك بعد انفصالك عن صديقك. و هذا بحد ذاته حدث جارح.
رمقته من فوق لائحة الطعام:
-اوه؟ كيف؟
-الانفصال عن رجل مهما كان لا شك في أنه مدمر.
راحت تدرس لائحة طعامها دون أن تقرأ كلمة, ثم اجابت:
-لقد سمعت هذا من قبل ولست أدري, ربما لك تجربة من هذا النوع؟
ساد صمت طويل, لم تجرؤ خلاله على النظر إليه. لأن سؤالها كان فظا فيه قلة ادب فهي إلى الآن لا تعرفه معرفة تخولها الحكم على ردة فعله. قال أخيرا بعد أن استطاعت استراق النظر إلى تعابيره التي بدت حازمة:
-اقترح خلال هذه الفترة أن نقبل بعضنا بعضا على ما نحن فيه.
-دون ماض أو مستقبل؟ فقط الحاضر؟ لا امانع في هذا!
لكن قلبها كان يقول: بل امانع. . . أمانع. غطت شفتيها المرتجفتين بلائحة الطعام. لكن ما ادهشها سماع صوته العملي:
-حسنا. . . فلنقرر ماذا سنأكل.
وجدت كاثي صعوبة في فهم الكلمات الإسبانية المدونة على اللائحة, فتخلت عنها قائلة:
-اختر أنت يا جريج فلا شك في أنك تعرف طعم كل هذه الاطباق المسجلة في هذه اللائحة من الغلاف إلى الغلاف.
تقدم الساقي بعد أن استدعاه جريج فراح يدون بسرعة طلباتهما على دفتره الصغير في هذه الأثناء تحولت أنظار كاثي عنه, فشاهدت صديقيها, اللذين شاهاداها في اللحظة نفسها فلوحا لها معا أما فيرا فخصتها بابتسامة مشجعة.
راقب جريج ما يجري بابتسامة, بعد لحظات كان الجميع يبذل جهده للتظاهر بأن الزوج الآخر غير موجود.
-يبدوان سعيدين بإبعادك عنهما.
جعلتها برودة كلامه ترتجف:
=ألهذا تقضي وقتك معي؟ ألتفسح المجال في إبعادي عن إزعاج الطرف الثالث, والاهتمام بمتطلباتهما؟
-ألهذا السبب تحسبينني صادقتك؟
-صادقتني؟
كان يجب أن تبقي السؤال في سرها, لأنها بسؤالها هذا كشفت كرهها لهذا.
-أليست الصداقة هو ما تقدرينه أكثر بين الرجل والمرأة؟
مع رجال آخرين, ونساء أخريات. . . ربما. . . و لكن ليس معك أنت ومعي أنا. . . لكنها قالت ببرود:
-أظنك تصادقني. . . لأنك مللت صحبة زملائك و . . . أخسست بالحاجة إلى صحبة امرأة.
بدت عيناه للحظات قاسيتين لكنهما لم تلبثا أن استرختا مع أن كلماته بقيت مصدر عذاب:
-يا لذكائك في استنتاج هذا لكنني سأرد لك تقديرك المفعم بالشكوك. فأنا أظن أنك تسمحين لي بالتودد إليك لملء الفراغ, مؤقتا, بعد خسارتك صديقك.
حدثها بلهجة تحد لم تستطع الرد عليها. فكان أن استبدلت الرد بالقول:
-ألم نتفق. . . بلا ماضي أو مستقبل؟
-يا لمراوغتك؟ في البداية تطلقين في وجهي لكمة تحد, ثم تراوغين عندما أردها و تعرضين علي يدك طلبا لهدنة.
تناولت الطعام بشهية, ثم ابتسمت عبر الطاولة وقالت:
-لكن ألست فتاة طيبة صغيرة وذكية؟
كان كلامها تقليدا رائعا للكنته الإسبانية باللغة الانكليزية. . . فضخك بصوت مرتفع. ثم توقف ليرفع الشوكة المليئة بالطعام إلى فمه.
-يجب أن أدربك كي تحسني لكنتك الإسبانية.
تابع الطعام.
-التدريب ليس ضروريا. . . فوجودك معي وتحدثك إلي بهذه اللكنة ستجعلني أتكلم بعد فترة وجيزة اللغة نفسها.
ابتسامتها كانت باردة وهي تتلفظ الرد, ثم وضعت الشوكة من يدها و قالت متجهمة:
-أرجو أن تنسى ما قلته.
استعادت قسماته الدفء. . . فرفع كوب شرابه:
-لا بد أن ذاكرتي قد توقفت عن العمل. . . لا أمس. . . أو غد. فلنشرب نخب الحاضر في هذا المكان و في هذه اللحظات.
رفعت كوبها وشربت.
أثناء احتسائهما القهوة سألها:
-أتحبين أن يصحبك في هذه الجزيرة مرشد سياحي ذا خبرة متواضعة؟
برقت عيناها:
-أتعني انك ستأخذني؟
-أضيئي أنوار هاتين العينين الساحرتين في كل مرة تنظرين إلي و سألبي لك أي شيء تريدينه يا فتاتي.
مدت يدها لتغطي يده فوق الطاولة:
-جريج. . . إذا صحبتني لرؤية الجزيرة, فسأحبك إلى الأبد.
-وهل ستحبينني؟ هيا بنا إذن. . .فالوعد بحياة كاملة بين ذراعيك أروع من أن أستطيع مقاومته.
حاول النهوض, فضحكت كاثي:
-أنت تعرف أنني لا أعني هذا في هذه اللحظة؟
أمعن النظر مليا في شفتيها المنحنيتين المنفرجيتين ثم ارتفعت كتفاه:
-إذن علي الانتظار إلى الغد, لبدء حياتي الجديدة.
-لكن فرص الحياة انتهى أوانها.
-اجل . . . انتهى أوانها.
قال تلك الكلمات ثم ارتشف ما بقي كوبه من شراب.
اثناء مغادرتهما المطعم التفتت إلى صديقيها لتلوح لهما فإذا بهما قد غاداراه, لكنها لمحت أحد زملاء جريج, وهو ذاك الرجل الأشقر نفسه, فأشار بإبهامه إلى أعلى إشارة النصر. استدارت مضطربة لتجد أنه كان يراقب ما يجري بدوره. فقالت له:
-أتمنى لو أن صديقك هذا يتوقف عن هذه الإشارة. ولا بد أن لها سبب, هل يشجعك؟ هل تراهنت معه على أنك ستحصل علي قبل نهاية العطلة؟
أصبحا في المدخل, ابتسم لها وهما يسيران جنبا إلى جنب:
-لا. . . ولكنك اوحيت إلي بفكرة.
جذبت يدها من ذراعه واتجهت نجو السلم, دون أن تبتعد التفت ذراعه حول خصرها, فاضطرت للتوقف.
قال بلكنة قوية غير مفهومة:
-ألا يمكنني المزاح معك؟
سرعان ما تبخر غضبها فكان ان ضحكت له والتصقت به, عندها ارتفعت ذراعاه تلفانها وارتفعت ذراعاها لتفانه أيضا. تلاشت الأصوات القريبة لكنها عادت فشعرت بالمرح.
-ماذا ستفعل الليلة؟ هل ستذهب إلى الرقص؟
-إذا كان هذا ما ترغبين فيه؟
-لا تهتم بي, لقد وافقت على العشاء فقط. و إذا أردت الرقص فثمة فتيات كثيرات مستعدات إلى مشاركتك الرقص.
-لكن هذه الفتاة الوحيدة هي كل ما احتاج إليه.
انسحبت بعيدة عن ذراعيه متجهة إلى السلم:
-آسفة ولكن هذه الفتاة الوحيدة ليست لتلبية حاجاتك, أنا ذاهبة إلى غرفتي.
ارتقى السلم إلى جانبها, دون ان يقول شيء, أو يشير إلى نواياه. عند قمة السلم الثاني, انقطعت أنفاسها من سرعة القلق, وسعيها إلى البقاء على ذات المسافة منه. عندما توقفا التفتت إليه.
-أشكرك على مرافقتي إلى هنا كما أشكرك على العشاء.
فضحك, بعد أن خمن نيتها:
-لا بأس. . . لقد تمتعت بهذا.


قصدت غرفتها وحدها ثم راحت تبحث عن المفتاح في حقيبتها, لكنها وجدته يقول لها:
-اسمحي لي.
أخذ المفتاح منها ثم فتح الباب. التفتت إليه قبل أن تدخل متمنية له ليلة سعيدة. . .
عندما دخلت و استدارت لتوصد الباب, وجدته قد أوصده لها ثم استند إليه, ويداه في جيبه, يحدق إليها ثم سألها:

-أتريدينني أن أخرج؟
نظرت إليه عبر المرآة أمامها و أجابت ببطء:
-بإمكانك البقاء قليلا. . . على أن لا تعتبر ذلك دعوة مني إلى بقائل. . . أو . . . إشارة.. . إلى أنني مستعدة. . . أو راغبة. . . في . . .
انتزع نفسه عن الباب ليسير فوق السجادة باتجاه أبواب الشرفة المفتوحة وهو يقول:
-لن أسيء الظن.
وقف في الشرفة ينظر إلى الخارج فانضمت إليه, عندها أفسح لها المجال للوقوف قربه. ولم يكن قد لامسها, لكنها أصبحت متناغمة معه تحس بأنهما متلامسان.
لم يكن تفكيرها يتسلل نحو عاطفة عميقة, بل نحو حاجة. حاجة مؤلمة لأن تحس به. . .صحيح أن معرفتهما لن تمكث سوى فترة عابرة لا تعدو أن تكون أياما قليلة, لكنها ليست معرفة بسيطة أبدا فهذا المزاح و هذا العناق و ذاك الضحك. لا يمكن تسميته إلا بأنه معرفة تبهج القلب وتسره.
-كاثي. . . ؟ صديقالك هناك في الأسفل.
جذبها صوته من تفكيرها, فمالت فوق سياج الشرفة لتراقب صديقيها اللذين يتسلقان الصخرة ذاتها التي تسلقتها في وقت سابق من النهار, فعلقت قائلة:
-إنهما كطفلين صغيرين.
-أحس أن في لهجتك شيئا من الحسد.
تطاير شعرها وهي تلتفت منكرة قولة, لكنها عادت فهزت كتفيها.
-لقد وجدا سعادتهما معا. و أنا سعيدة لأجلهما. . . فكل ما أتمناه أن تدوم علاقتهما.
-الأمر الذي لم يتم معك؟
-إذا كنت تشير إلى صديقي السابق, فنحن لم نكن هذه المشاعر قط.
-ألهذا تركك إلى فتاة أخرى؟ إلى فتاة مندفعة و جريئة؟
-أي عكسي, كما أعتقد أنك تشير؟ ولكن بإمكاني الضحك و بإمكاني أن أجعل من نفسي بلهاء كما يفعلن.
-أنا واثق من هذا.
قال قوله ذاك بلهجة حانية فصدمها تلطيفه أجواء غضبها.
-لو أردت أن تعرف, فالفتاة التي ذهب معها سادية النزعة لا تطالق. لكنه أحب هذه السادية.
-بعض الرجال يحبون ذلك. . . لكنني عكسهم تماما.
ارتد رأسها إلى الوراء لتتمتع بالنكتة وقالت:
-حقا؟ لقد كدت تخدعني.
-قد أجعلك . . . تدفعين ثمن سخريتك. . . لكنني لن أفعل. على الأقل ليس بعد.
أحست بالرجفة تسري في عروقها من مرأى منظره و تحسس كلماته.
بعد سكوت قصير سألها:
-أين تسكنين؟
--في ضواحي الغربية لمدينة نيويورك. . . بيتي لا يبعد عن مكان عملي كثيرا.
-هل تعيشينر وحدك؟
لم يتبادر إلى ذهنها ان تذكره بأنهما اتفقا على نسيان الماضي. التفتت لترد فتطاير شعرها.
-كنت أعيش مع فيرا في شقة مؤلفة من غرفتين إلى أن تزوجت. أما الآن فأنا أعيش هنا وحيدة. . . و أنت أين تعيش يا جريج؟
شعرت في العتمة و كأن عينيه قستا.
-أخبرتك بأنني أجوب العالم.
-لكن لا شك في أن لك منزلا مستقرا. . . طبعا؟ سقف فوق رأسك. أم أنه سقف شخص آخر؟
استدار نحوها ببطء, فلاحظت ضيقا في عينيه:
-بالنسبة لمعرفة عابرة, أنت تسألين الكثير من الاسئلة الدقيقة فلا حق في أن تسأليني عن المكان الذي أضع فيه رأسي المتعب؟
هل يعلم بالضبط كم آلمها رده؟
-لقد سألتني الأسئلة ذاتها تقريبا. ومع ذلك لم أقطع رأسك! بل أجبتك بكل أدب و لباقة.
مد ذراعه إلى يدها التي تناولها ثم جذبها إليه بيد ورفع إليه ذقنها بيد اخرى:
-أرجو قبول اعتذاري. . . ألا أستحق بسمة؟ كي أضيفها إلى مجموعتي الخاصة!
-ماذا ستفعل بالمجموعة؟ هل ستضعها في البوم كما يفعل جامعو الطوابع؟
-تعجبني هذه الفكرة, كما تجبينني أنت.
تجاهلت كلماته وتابعت الحديث:
-إذن عندما تفترق, ستنتزعها من ألبومها الخاص لتضعها مع مثيلاتها من ابتسامات النساء الأخريات, بل ربما مع ابتسامات المرأة التي قد تحبها إلى درجة الزواج منها.
اشتدت اصابعه على ذقنها حتى أوشكت على أذبتها:
-الحب إحساس لا بناقش.
جرها إلى الغرفة ثم أوصد الأبواب و جذبها إليه معانقا. قوة ضغطه جعلت رأسها يرتد إلى الخلف حتى اضطرت إلى التمسك بكمي سترته. راحت أصابعه تداعب من عنقها من خلال ياقة الفستان. . . كانت يده باردة مثيرة كل الإثارة تجول فوق جسدها إلى أن استقرت على كتفها, بدا و كأنه يتوقع منها نفضها بعيدا فلما لم تقم بأي حركة تابعت أنامله التغلغل في حنايا جسدها حتى شهقت كاثي.
ارتد رأسها إلى الخلف تهمس بإسه. لكن رده كان أن جذبها إليه ثانية يعانقها بتلهف في حين راحت يداه تمتلكانها و تغيظانها بقسوة تامة.
في هذه اللحظات لم يعد يهمها أنها تجهل كل شيء عنه فكل ما تعرفه الآن كان إحساسها القوي به هذا الاحساس الذي لم تشعر به تجاه أي رجل في حياتها. فلمسته تثيرها و شخصيته ترمي حولها شباكا ورديا تعزلها عن العالم و تغرقها في عالم هو.
أخيرا تركها لكنه لم يترك يده القابضة على يدها. قال بصوت مهتز:
-أجد أنني لن أستطيع مقاومتك.
-لست أدري كيف يمكنك قول هذا ونحن لم نلتق إلا أمس.
-لكنني لم أستطع نزع نظري عنك منذ رأيتك. فما رأيك بهذا الانجذاب منذ النظرة الأولى؟
-لدأ تعارفنا أمس ومع ذلك أشعر و كأنني أعرفك منذ زمن بعيد, بعيد. لا يجب أن نتورط كثيرا فليس من التعقل أن نلتقي ثانية.
عادت ذراعاه ترقدان خلف ظهرها, تجذبانها إليه أكثر فأكثر:
-لماذا المقاومة؟ لدينا بضعة أيام ننتزعها من الزمن. هذا كل ما سيكون الأمر عليه. . . فالجاذبية موجودة بيننا فاستسلمي يا كاثي.
أمسكت يداها بكتفيه:
-لقد تخطيت منذ فترة وجيزة الم الهخر. لقد كان مايك لطيفا, رائعا, تأكدت الآن أنه لم يكن يناسبني. . . ومع ذلك فقد تألمت. . . ولا أريد المزيد من الألم يا جريج.

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان  
قديم 18-04-10, 03:01 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



أصبح جديا كل الجد:
-وهل تلمحين إلى أنك ستتألمين عندما سنفترق حتى و إن كانت معرفتنا لم تدم إلا يومين؟
نظرت إليه مفكرة, لو قالت أجل فسوف تبوح بسر لم تكن قد باحت به حتى لنفسها. . . و إذا أجابت لا ستكون كاذبة. ولهذا لزمت الصمت.
لم يقطع هذا الصمت, بل استمر في التحديق إليها, و لكن أمام عينيها الفائقة الحساسية, بدا لها متراجعا في نفسه. . . كان و كأنه يبتعد عنها. . . لذا اندفع خدها ليجد صدره.
تحركت يداه اللتان راتا تلمسان كل موقع مثير في جسدها, كما فعل تماما عندما كانا على الشاطئ خلال النهار. . . أحست بالإثارة, فمدت يدها إلى يديه لتوقفهما على خصرها, وكأنها تحاول تقديم الراحة له.
لكنه بلطف أبعدها عنه. . . وقال, امام خيبة أملها:
-عمت مساء يا كاثي.
عندما ابتعد عنها أحست بالفراغ و الهجر.
-هل . . . هل ساراك في الغد؟
فابتسم:
-فتشي حولك. . . فقد تجدينني.
نهضت كاثي باكرا. . . ارتدت سروالا أبيض, و قميصا مشمشيا مستدير الياقة و سترة بيضاء.
لكن ما ادهشها أنها وجدت فيرا وادي ينتظرانها في ردهة الفندق. بادرتها فيرا:
-أرجو أن لا نكون قد اخطأنا يوم أمس في المطعم؟
قال ادي:
-بدوتما حميمين جدا معا. . . حتى ظننا أنه لمن المخجل إزعاجكما.
فابتسمت:
-لا بأس. . . و لأكن صادقة أقول أنه قد سرني ان تخمينكما كان صحيحا. فنحن. . . أقصد أنه يعجبني.
كيف لها أن تعرف إذا كان يبادلها الإعجاب؟ لقد قال الكثبر من كلمات الغزل لها. و لكن كل الرجال يفعلون هذا عندما يرغبون في امراة. . . ؟ سألتها فيرا:
-هل سترينه اليوم؟ اعني ثمة وقت محدد لمقابلته.
فتدخل زوجها:
-أتعلمين ما يقال: حب الإجازات لا يدوم.
فضحكت كاثي, ثم صمتت بعد أن شاهدت الرجال الأربعة لكن ما آلمها أن جريج بدا و كأنه لم يرها لذا نظرت إلى صحنها الفارغ:
-أجل . . . سأراه. . . إنه هناك, غارق في ما يشبه المؤتمر مع زملائه.
فسألها ادي:
-زملاؤه. . . أتعنين أنه هنا في عمل؟
-هذا صحيح. . . إنه يعمل في مجال الاستيراد و التصدير و تمويل المشاريع. و زملاؤه ينادونه بالرئيس. . . لقد سمعتهم.
-رئيس ماذا؟ من أين هو؟
فرفعت كتفيها:
-لقد سألته. لكنه لم يخبرني. بل قال إنه يجوب العالم.
-ربما يكون مستشارا ماليا. . . يؤجر خبرته. لذا يضطر إلى أن يكون دائما في مواقع العمل حيث يحتاجون إلى خبرته.
سألتها فيرا:
-هل سمع بالشركة التي نعمل فيها. . . ايستمان كوربريشن؟
فهزت كاثي رأسها وقررت أن تدير دفة الحديث إلى قناة أخرى آمن من هذه فقالت:
-سأطلب طهام الفطور. . . هل سترافقينني؟
كان عليهما للوصول إلى طاولة الخدمة الذاتية, المرور بالرجال الأربعة الذين بدوا غارقين في نقاشهم. ملأت طبقها, ثم عادت ثانية للمرور بهم و هي على استعداد تام لتجاهله لها للمرة الثانية, لكنها فوجئت عندما استدار الرجل الأشقر غامزا لها. و لكن هذه الحركة لم تفت دون أن يلحظها الرجل الذي يلقبونه بالرئيس.
استقرت عيناه الباردات عليها, دون أن يبتسم و كأنها غريبة عنه وهذا ما جعلها تغضب غضبا عميقا من تصرفاته الغريبة.
أمضت مع صديقيها فترة الضحى في زيارة محلات الفندق ثم بعد ذلك جابوا شوارع العاصمة ناسو, يتأملون جدران الأبنية البيضاء وشرفاتها, أو يقطعون الشوارع بين السيارات و الباصات.
كانت الشمس طوال الوقت تلوح أجسادهم, بينما الريح كانت تنفخ في شعرهم متلاعبة بملابسهم. ثم لم يلبثو أن وجدوا طريقهم إلى الميناء الصغير الذي يحتوي على اكبر أسطول صيد في جزيرة نيو بروفيدنس.
عندما عادا إلى الفندق ركض الزوجان نحو غرفتهما, معتقدين ان كاثي ستلحقهما. لكن لما استدارت فيرا إليها رأتها تلوح لهما من البهو ثم حركت شفتيها بما معناه (أراكما وقت الغداء).
غرفت في مقعد عريض, تقنع نفسها بأنها بحاجة إلى الراحة. لكنها كانت تعرف أن ذلك ليس السبب الحقيقي, فعيناها اللتان تعرفان السر راحتا تجوبان البهو بحثا عن الشخص الطويل الملتحي. في البداية فشلتا, ولكنهما فيما بعد وصلتا إلى هدفهما. كان يتكئ إلى طاولة الشراب في المقهى حاملا كأسا يرفعه إلى شفتيه, لكن عينيه استمرتا في التحديق فيها. هذه فرصتها الآن في التظاهر بأنه غير موجود. . . ردت له نظرته الباردة متعمدة, ثم تقدمت نحو السلالم, مستقيمة الظهر واثقة الخطوات مرسلة إليه رسالة( أغرب عن وجهي).
دخلت غرفتها غاضبة, ثم تعرت لتدخل الحمام. استحمت بسرعة بالماء الفاتر الذي انتشر فوق كل جسدها.
لفت المنشفة حولها. و أسدلت شعرها على كتفيها. ثم رفعت رأسها لكنها شهقت حالما رأت الرجل الواقف أمامها, عاقد الذراعين متقاطع الكعبين مستند غلى مدخل غرفة الحمام. منذ متى يقف هنا؟
صاحت به وهي تمسح قطرات الماء عن وجهها وفمها:
-هذه غرفتي. . . اخرج منها!
فأجابها ببرود:
-لو لم تكون راغبة في أن أكون هنا لأوصدت بابها.
-لكنني أوصدتها, أنا واثقة من هذا.
لكنها تذكر بانزعاج أنها اثناء فورة غضبها ضربت الباب بقوة, و لكنها لا تذكر انها أوصدته. رد ببرود:
-هل كنت لأدخل لو كان مقفلا؟
كان سؤالا معقولا. لكن المنطق فيه أزعجها, فقالت:
-إذن أنت محق و أنا مخطئة. . . لقد دخلت الآن. . . فهل لك أن تستدير؟
ثبتت المنشفة حولها جيدا ثم أكملت:
-حاملا نفسك في طريقك إلى الخارج.
لكنه لم يتحرك بل بقي حيث هو. . . و قال:
-لكنني كنت أسير في طريقي, وها قد وصلت إلى غابتي. . . هنا. . .في غرفة نومك. . . استجابة لتلك النظرة النارية التي رمقتني بها و أنت صاعدة إلى هنا. كانت الرسالة تقول بوضوح:" هل تسمح في أن تتبعني إلى حيث أذهب" و تبعتك.
دفعته بصدره, وصاحت:
-بل كانت تقول " أغرب عن وجهي". . . و أنا لم أدعك إلى غرفتي.


لكنه بقي راسخا كالجبل, فأصيبت بالذعر. أمسكت راحتاه وجهها فراح يلامس شفتيها المرتجفتين بإبهميه, ثم أخفض رأسه حتى أصبح فمه في موازاة فمها, و أبقاه حيث هو يحدق في عينيها. وسألها:
-لماذا ترتجف شفتاك؟ أمن الشوق أو منى الخوف؟
كان من المستحيل أن تجيب لأن السبب الأمران معا. شدت يداها المنشفة أكثر إلى جسدها. أما صوته فعاد عميقا يتلاعب بها و بأعصابها المشدودة:
-هل أنت خائفة؟
أجابته هذه المرة:
-أجل . . . أجل ! أرجوك جريج دعني و شأني!
لكن رده كان أن سحقها بذراعيه, وإذ بها تجد نفسها دون أن تعي ما تفعل تمد ذراعيها متعلقة بعنقه, تتقبل عناقه و كأنه له مطلق الحق فيه. و كأنها و عدته بأن تكون له إلى الأبد.
عندما تركها أخيرا, نظر إلى عينيها الامعتين. كان كمن يقرأ رسالة فيهما, رسالة هي نفسها لم تعي ما تبلغه إياها. تحركت يداه إلى رباط المنشفة, و كأنما كانت تحت تأثير تنويم مغناطيسي, سمحت له أن يفعل ما يريد دون احتجاج. . . في هذه اللحظات كان يقدر على فعل ما يشاء بها.
لكنه لم يلمسها. بل عادت عيناه ثانية, وقد أصبحت جادة بعمق, تحرق في تجوالها بشرتها, و كأنه فنان يتامل عارضة أمامه سعيا إلى إتمام رائعته الفنية.
قال بصوت ناعم:
-أنت أجمل مما تصورت.
في اللحظة الثانية كان يتحدث إليها من عند الباب.
-تناولي غداؤك ووافيني إلى بهو الفندق. سأرافقك في نزهة.
عندما نزلت السلم غلى البهو وجدته في انتظارها. . . كان استقباله لها هذه المرة أكثر حذرا. وقفت أمامه تبتسم في وجهه قائلة:
-لقد أطعت أوامرك. و ها أنا هنا, جاهزة و منتظرة.
أمسك ذراعيها ليقربها منه:
-وراغبة؟
فقطبت, ثم ابتسمت و أجابت:
-لا.
-آه يا امرأة. . . إن لك قلبا قاسيا!
عاد إلى لكنته, مما جعلها تضحك وتهز رأسها:
-بل إنه رقيق جدا. . . فعلا.
-قد اطلب منك إثبات هذا.
-تستطيع, لكنني أرفض إطاعة كل أوامرك. قد تكون رئيسا لزملائك, لكنك لست رئيسي سيد باركو.
-تعالي إلى الخارج و كفي عن الثرثرة الحمقاء. كما يقول الإسبان.
ضحكت ثانية, وهي تتبعه لتمسك يده ثم نظرت إليه لتعرف ردة فعله, لكنه لم يعارض, فلو كان يعارض ذلك لسحب يده منها.
ابتعدا بالسيارة عن المدينة إلى داخل أ**** الجزيرة الغامضة. صاحت كاثي بإثارة وهي تنحني إلى الأمام لتلتقط كل ما يمر بها للذكريات القادمة:
-لم أشاهد هذا من قبل! حيثما تنظر تبدو الأرض فارغة سوداء.
-إنه الفراغ الذي قدمت أنا و زملائي لأملأه.
-إنه مشروع رهيب. . . لماذا لا يتر كالناس الأمور كما هي. فيبقى هذا الجمال و هذه الأسرار كما هي.
-وأين كان ليجلس السياح في خلال زيارتهم؟ هل كانوا سينصبون خيما فوق الغبار الأسود؟ ألا تعلمين أنه لو لا عملنا و تمويلنا لما كنت هنا.
انعطف بالسيارة ليتجاوز عربة سياحية . ثم اكمل:
-في الواقع أجد غرابة في أن تعترضي على التطور, ألا تعلمين أن ايستمان كوربريشن, الشركة التي تعملين فيها, تشارك في مشاريع الإعمار هنا؟
تراجعت في مقعدها لكن عينيها استمرتا في تأمل ما يحيط بها:
-أعلم هذا, لقد أخبرتني فيرا, فهي تعمل في قسم المشاريع العالمية. بينما أعمل أنا في قسم شؤون الموظفين. أتعامل مع الناس لا مع المشاريع. لقد اقترحت القدوم إلى هنا بعد أن سمعت عن الجزيرة من رئيسها.
فابتسم:
-إذن فكري قبل أن تنتقدي في المرة القادمة!
فتنهدت:
-أظن أن ما قلته منطقي, لكن هذا لا يوقفني عن الاعتراض على ما تفعله يد البشر من تخريب في الجمال الطبيعي الطلق.
-نقطة رابحة, آنسة لونرغان. أعتقد أنه من الخير للشركة أن تعملي في أقسام هامة فيها.
التفتت إليه سعيا إلى مجادلته فلما وجدته يضحك اكتفت بأن تمتع النفس بالمنظر الفريد أمامها, منظر الجبال و الأودية المخبأة بعض الشيء و منظر السماء الزرقاء الخالية من الغيوم, و منظر البحر القابع بعيدا.
-كل هذا رائع. . . و كأنه مو كوكب آخر. . . كيف تكون؟
-من جراء البراكين. ليس في هذه الجزيرة ينابيع وهي عرضة للعواصف التي تسبب أضرار واسعة و ليس فيها غابات, ومع ذلك يتمكن السكان من زراعة ما يقرب من الواحد في المئة من أرضها بالخضار و الفاكهة, و خاصة الأناناس و الموز, و ثمة الكرمة التي تتيح لهم انتاجا جيداو و كلها بسبب التربة المذهلة. . . وهم يستفيدون جيدا من الندى ليلا.
-لا بد أن سكانها يعملون بمشقة.
-هم مضطرون إلى هذا مقاومين بذلك الصعاب. قد تكون هذه الأرض هي أول أرض و طأها كولومبس ثم وفد إليها المستوطنين في القرن السابع عشر.
كان يمر بهما بين الفينة و الأخرى قرى صغيرة بيوتها ذات أسطح بيضاء, تقف لامعة وسط التراب البركاني الرمادي. لكن بدا لها بين الحين والآخر أشجار النخيل المعزولة تتحرك أوراقها العريضة باستمرار مع الريح.
في حدائق تلك البيوت تنمو الازهار الحمراء أو النباتات الاستوائية, والدغلات الصغيرة و الخضار. حيوية هذه الحدائق كانت تتنافر بشكل قوي مع الامتداد الأسود الذي يحيط بالقرى.
تابع جريج كلامه ليقطع حبل أفكارها:
-الرماد البركاني يحتوي على معادن مفيدة. لهذا ترين السكان ينثرونه فوق الأرضو فهو يفيد الأرض و ينمي النبات و ذلك بالتقاطه الرطوبة التي فيها.
هزت كاثي رأسهاو مسحورة بكل شيء تراه. . . فالبحر ليس بعيدا عنهما الآن, ها هما يقتربان من قرية تعطي الملجأ لا لأهل البلد بل للسياح. قال جريج:
-هذه املاك تحاج إلى تطوير. فهل توافقين على تطويرها؟
تأملت مجمع الشقق السكنية و الفيلات التي بدت مكتظة بالناس الذين يقضون عطلاتهم, بل فلنقل أفضل ايام عمرهم. ابتسمت كاثي:
-يبدو المكان رائعا. . . فبرك السباحة منتشرة في كل مكان, و الشاطئ الرملي معد للعب الأولاد. و الرمال و كأنها ذهب خالص. هذا إضافة إلى الشمس, إن هذا المكان يبدو و كأنه الفردوس.
فابتسم لها:
-إذن الفردوس حولنا هذا هو التأير الذي تتركينه في. معك أضعر و كأنني في الفردوس.
قوله العفوي هذا كاد يفقدها توازنها. ماذا يعني؟ هل هو جاد؟ ايريد شيئا منها؟
تقبلت الاسئلة رأسا على عقب في رأسها.
قالت له مازحة وهي تشعر بالارتباك.
-أنت تقدم الإطراءات الجميلة. . . يا سيدي!
فقال بخشونة:
-هذا ليس بالإطراء. . . إنها الحقيقة.

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان  
قديم 18-04-10, 03:09 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



4-سيد الأسرار

لن تفهم هذا الرجل أبدا حتى وهي تحدق فيه, كانت كاثي تجده قد تبدل إلى الجد. . . فنظرت إلى الأمام وقالت:
-هل لنا أن نعود الآن ؟
كان النهار قد أصبح قاتما, مع أن الشمس ما زالت مشرقة. بعد أن أوقف السيارة قرب مدخل الفندق سألته كاثي:
-هل تطل غرفتك على البحر؟
هز رأسه, ثم فتح لها باب المدخل, فتابعت:
-إنها إذن غرفة جميلة.
توقف ليديرها إليه:
-نعم هي جميلة فهل تريدين دعوة إليها؟
اصطبغ و جهها بالاحمرار فأطرقت رأسها. لماذا لم تدرك من قبل كيف ستبدو له اسئلتها؟
-لكنك لن تحصلي على دعوة.
التفتت إليه وقد اشتد احمرار وجهها:
-أرجو أن تعذرني. . . شكرا على النزهة و على اضطرارك إلى التكيف مع رفقتي الساذجة.
فامسك بذراعها:
-تنازلي عن كبريائك يا امرأة. فإن كنت قد أغضبتك فأنا آسف. . . لا شك في أنك تعرفين ما هي ردة فعل الرجل عندما يسأل سؤالا كهذا.
تحررت منه:
-في المرة القادمة سأكون أكثر حذرا هذا إذا كان هناك من مرة اخرى.
توجهت نحو السلم, فتبعها:
-تناولي العشاء معي الليلة.
-لست أبالي أكان هذا أمرا أم دعوة, فالجواب هو نفسه:لا! شكرا لك!
نظر إليها عندما وصل إلى قمة السلم ثم هز كتفيه وقفل عائدا. أما هي فرمت نفسها على المقعد في غرفتها مرتجفة من الغضب و الإحباط.
شكرت الله لأن فيرا و ادي يشاركانها الطاولة هذه الليلة. فعندما سيدخل جريج و زملائه ستعطيه ظهرها, و تمضي و قتا ممتعا برفقة صديقيها.
مضت الأمسية كما أرادت, فعندما دخل انتقلت من مقعدها إلى مقعد آخر محدثة ضجة, لتجذب انتباهه ثم تظاهرت بالتمتع بنكتة قالها ادي, و ضحكت بصوت مرتفع أكثر من صوت فيرا, معطية بذلك انطباعا بأنها تمضي وقتا سعيدا.
قبل نهاية الوجبة بقليل كان ادي قد اقنع زوجته بمرافقته إلى الرقص, وقالت فيرا لها:
-تعالي معنا, لا شك في أنه سيبحث عنك. فهو لم يكف لحظة عن التحديق إلى ظهرك بنظرة توحي بأنه يود لو يحطم لك عنقك. أتشاجرت معه؟
هزت كاثي كتفيها:
-لقد طلب اصطحابي إلى العشاء. . . لكنني رفضت.
فصاح ادي:
-أهذا كل شيء؟ بالله عليك! لا عجب في أنه ينظر غليك بغضب.لا ريب في أنك جرحت كبرياءه.
لكنها لم تشرح لهما بأنه كان البادئ بجرح كبرياءها:
-لن أرافقكما, شكرا. هيا متعا نفسيكما. سأكتب بضع بطاقات بريديه إلى بعض الأصدقاء.
سألتها فيرا ثانية قبل أن يفترقا في البهو:
-هل أنت واثقة؟
فهزت كاثي رأسها مؤكدة, فتابع رفيقاها طريقهما.
لم تكتب البطاقات, بل قررت القراءة. . . لكنها اكتشفت أن اتخاذ القرار يختلف عن تنفيذه. فالكتاب كان جيدا, لكنه لم يأسر اهتمامها لذا تركته و استلقت على الفراش, محاولة قراءة مجلة. . . تصفحتها بسرعة قارئة منها قصتين قصيرتين.
عاد القلق ليطفو و كأنه غطاس اكتفى من الغطس و إذ به يقول لها: أتركي هذه الغرفة, اخرجي, حركي ساقيك قليلا. أطاعت مشاعرها لئلا تنكر عليها حقها, مهم كانت راغبة في مقاومة هذه المشاعر.
ما إن أنزلت قدميها عن السرير حتى رن جرس الهاتف. فغاص قلبها و توترت أعصابها, لكنها أمسكت السماعة بشيءمن الثبات:
-نعم؟
-هل ترقصين معي؟
جاء السؤال مباشرا ملؤه الثقة. . . و كأنها تجلس أمامه على الطاولة قربه. فصوته العميق المنخفض أشعرها بوجوده يغمر الغرفة, لاو كأنه فعلا إلى جانبها. ومع ذلك فقد كان ردها مقتضبا:
-لا. . . شكرا. ابحث عن شريكة أخرى.
أخفضت السماعة إلى مكانها. ثم وضعت يديها بين ركبتيها, منتظرة رنين الهاتف ثانية, لالكنها لم تتلق سوى الصمت. تصاعد غضبها من فشله للمرة الثانية, بأن يقنعها بتغيير رايها.
سأخرج للسباحة. سأغير ملابسي و أغطس في البحر. . . بعد سبع دقائق اكتشفت ان المياه باردة جدا في هذا الليل حيث لا شمس تدفئ الجو. لكنها لم تهتم. . .عندما غطست جسدها دفعة واحدة في الماء شهقت من البرد. لكنها قاومت رغبتها في الهروب و بقيت لحظات تحت الماء ثم خرجت إلى السطح لتلتقط نفسا عميقا تبدأ بعده بالسباحة.
اتجهت نحو الصخور التي جلست فوقها يوم امتحانها احد زملاء جريج. أغضبتها تلك الذكرى فكان أن أعطتها مزيدا من القوة لتضرب بذراعيها الماء و تندفع عبر البحر الهادئ البارد.
صاح بها صوت فجأة:
-انتبهي إلى هذه الصخور!
تجاهلت التحذير, فهي تتذكر تماما خشونتها, وحدة أسنانها و تركيبتها البركانية. ورغم حذرها انزلقت ساقها أثناء تسلقها الصخور, فجلست تحدق في العتمة تفحص موضع الإصابة باهتمام جعلها لا تحس باقتراب سابح نحو الصخور. لم يظهر عليها التوتر إلا بعد ان تسلق بحذر و جلس قربها. فسالته:
-لماذا تبعتني؟ هل وجدت كل النساء مشغولات بشركائهن؟
-من قال إنني تبعتك؟ ربما جئت هنا لأحقق رغبة خاصة. . . أسبح. . .كما تفعلين أنت بالضبط.
-فماذا تفعل إذا بجلوسك قربي؟
نظر إليها نظرة افتتان:
-أنت. . . بعد أن بدوت بصورة فينوس الشابة تسألين رجلا هذا السؤال.
أحست بوجهها يحترق, ومع ذلك راحت تحدق فيه محملقة, على أمل أن تحرجه, فابتسم و كأنه يرحب بتحديقها فيه. مضت بضع لحظات كي تدرك أن نظراتها انقلبت من رغبة في الانتقام, إلى نظرة إعجاب بتقاسيم وجهه الصارمة, وقوة بنيته.
فقال ساخرا:
-أتتأكدين من أنني رجل حقا؟ و لكنني لست بحاجة لأؤكد لنفسي بأنك أنثى. . . فهذا ما يبدو جليا كالشمس لأي رجل قد تقع عينه عليك خاصة و أنت في ثوب السباحة.
نزلت بسرعة و حذر إلى المياه, فسبحت من الصخور باتجاه الشاطئ. حيث أصبح خلفها عندما وصلت إلى الشاطئ التقطت منشفتها ثم راحت تجفف جسدها. أما هو فاستخدم منشفته بسرعة ثم ألقاها ليتناول منشفتها من يديها. . . فقالت محتجة:


-أشعر بالبرد يا جريج. . . أرجوك دعني أجفف نفسي.
لم تكد تراه في العتمة فانوار الفندق تلقي بعض النور على الشاطئ الخالي من الناس لكن هذا النور لم يمتد إلى مسافة بعيدة.
لم يأبه بقولها بل راح يجففها بضربات قوية خشنة دفعتها إلى أن تقول, وهي تتمنى أن لا يتوقف, لأنه لم يترك منها جزء إلا و جففه:
-هذا عظيم.
الإثارة التي كانت تولدها حركته فاقت قدرتها على الاحتمال فهي تريد أن تلمسه ايضا. فقالت له:
-والآن شعري. . . أريد أنى أجففه أيضا.
فأعاد إليها المنشفة, فرفعتها لتجفف شعرها. . . و عندما أحست ىبيديه تلامسان خصرها, أجفلت متمنية لو أنها لم تسترجع المنشفة منه. فملمس يديه على بشرتها العارية غدا امرا لا يحتمل.
سقطت المنشفة فوق الرمل, فجذبها إليه حتى أصبحا نصف مستلقين فوقها ثم انسلت ذراعه إلى ما تحتها, ليسند لها ظهرها بيد و يسند رأسها باليد الأخرى ثم انحنى يعانقها بقوة آلمتها و دفعتها إلى الاسترخاء بين ذراعيه.
تنهد البحر و تكسرت أمواجه زاحفة إلى أقدامهما. كان المد يرتفع لكن كاثي الغارقة في بحر عواطفها لم تع ما يحدث فالهلال ارتفع إلى السماء و النجوم لمعت بصفاء. . . و المحيط تتقدم مياهه رويدا رويدا. . . و عما قريب ستغرقهما إن بقيا حيث هما. صاحت به:
-المد. . . المد يا جريج!
جر نفسه مبتعدا لكنه لم يبتعد إلا مسافة قصيرة قصيرة جدا ثم تمتم:
-فليأت و ليحملنا و ليطف بنا إلى البعيد و نحن متعانقان إلى الأبد.
قالت بإلحاح:
-جريج. . . أغراضنا ستبتل. . . و أنا أحس بالبرد.
أحست بالقشعريرة تسري في اوصالها فأعاد إليه ارتجاف جسدها بين ذراعيه رشده.
وقف, ثم جذبها إليه, فسارعت هي إلى التقاط منشفتها قبل أن تصل إليها مياه البحر. ثم ابتعدت لتجفف قدميها و تنتعل حذاءها. وعادا إلى طبيعتهما. . . هو غادرته تلك العاطفة الجامحة وهي لك يعد يدلها على كل ما حدث منذ قليل إلا ارتجاف شفتيها و خفقات قلبها وحرارة جسدها.
ارتدت الروب, ثم سارت نحو الفندق وهو يرافقها و استخدما المصعد, لكنهما لم يتحدثا, مع أن عينيه لم تبرحاها لحظة واحدة.
استدارت إليه وقد وصلا إلى أعتاب غرفتها.
-شكرا على مرافقتك. . . عمت مساء.
تناول المفتاح من يدها ثم فتح الباب لها و أشار إليها بالدخول. تراجعت ثم رفعت يدها فها هو قد تبعها.
-المفتاح ما زال معك!
-سأعيده, عندما أحصل على ما أريد.
أخفضت عينيها لإخفاء مشاعرها المضطربة. . . يجب ألا تكشف له مدى شوقها إلى تسهيل ما يريد, فكل شيء فيها, عقلها عاطفتها قلبها. كان يميل إليه. . .
رفعت نظرها إليه فزعة. هل أدرك ما يجول في خاطرها حتى قبل أن تفكر فيه؟ و لمعت عيناه. فأغمضت عينيها لثوان شاكرة لأنه فشل في معرفة ما تفكر فيه. ولكن أراد هذا أم لم يرده, إنه الآن يمتلك قلبها. . . و حبها. . . قال لها صوت داخلي هادئ:اعترفي بهذا!
امتدت يداه إلى خصرها, و جذبها إليه:
-أنت لم تتفوهي بكلمة, و لكنني أقسم أن هناك الكثير الكثير مما يدور داخل هذا الرأس.
أجابت:
-هذا فقط لأنني أفكر في خير وسيلة للاعتذار منك, و للقول إنني آسفة. . . فأنا لا أقوم بهذا.
أرخى قبضته قليلا وقد بدا عليه التسلية:
-لا تقومين بماذا؟
تصرفه أربكها فأجابت:
-أن. . . أمنح. . . امنح الرجال ما يريدون.
أضاءت وجهه ضحكة. . . فقطبت, وقد حارت كيف يستطيع الضحك في الوقت الذي ترفضه فيه امرأة. رفعت أصابعه وجهها:
-حتى و إن كان ما يطلبونه ابتسامه؟
ضحكت كاثي, فغمرها إحساس بالراحة ممزوجا بخيبة الأمل. ففتح فمه صائحا و كأنه يريد التهامها:
-لقد ضحكت! سألقي القبض على هذه الضحكة.
التفت ذراعاه حول جسدها النحيل, تغلفانها و كأنها مشدودة إليه بفعل ريح هوجاء.
-ماذا ستفعل بالضحكة. . . هل ستعطيها صفحة كاملة من البومك؟
فكر قليلا:
-سأقوم بأفضل من هذا. لأسجلها على شريط, ثم أعيد الاستماع إليه في لحظات وحدتي واضطرابي.
-وحدتك. أحقا ليس لديك زوجة؟
بدا للحظات بعيدا عنها, وكأنه غير موجود في هذا المكان بل في مكان آخر. فقسماته الصارمة أعادت القلق إلى عينيها, لكنه لم تمض إلا هنيهات حتى اعتلت ابتسامة طرفي فمه. فقال وهو يبتعد:
-ليس لدي زوجة. . .
ثم توقف عند الباب ليكمل:
-تصبحين على خير يا كاثي.
فأسرعت راكضة إليه, مصممة على طرح سؤال, حتى وإن كانت قناعتها تقول لها (لا).
-غدا ستكون في العمل على ما أعتقد؟
-لا. . . سأغير عادتي, فأجوب الجزيرة برفقة أنثى.
أحست بخيبة الأمل, حتى كادت تبكي, فاستدارت, وقالت بقدر ما أوتيت من هدوء:
-آه. . . فهمت.
فادارها ثانية إليه:
-لا لم تفهمي. . . فالانثى ستكون أنت.
بدت سعادتها واضحة كنور الشمس إن لم يلاحظها فهو أعمى.
-سأكون جاهزة. . . متى؟
-عند الضحى. . . سأراك في البهو. . . هه؟
فهزت رأسها:
-في البهو إذن.
أحنى رأسه لقبل خدها و يقول بخبث:
-لا يجب أن تظهر عليك السعادة بهذا الشكل الذي يبعث على الاشمئزاز. . . فالرجل صياد, و المرأة هي الصيد. . . ولكن عندما أبدأ بملاحقتك, و تركضين, اركضي إلي.
امتدت يدها تعبث بلحيته, فضربها عليها ممازجا, ثم رفعها إلى فمه. . .
أغمضت كاثي عينيها من تأثير أشعة الشمس لكن ذلك منعها من التمتع برؤية المناظر الخلابة التي كانت تمر بهما اثناء اجتيازهما الطريق فكيف لهذه الجزيرة الاستئثار بفضولها وهي تعلم أن لم يبق لها سوى وقت قصير تمضيه مع هذا الرجل.
قالت و عيناها الزرقاوان حزينتان:
-الكاميرا. . . لقد نسيت الكاميرا! ماذا سأفعل؟
أجاب بسرعة :


-لدي كاميرا. إنها في المقعد الخلفي, اخبريني ماذا تريدين أن تلتقطي من صور ثم أعطيني عنوانك لأرسلها إليك.
وافقت وقد ارتفعت معنويات قلبها للتفكير بأن الارتباط معه لن يتوقف نهائيا . . . ثم علمت أن الفكرة مستحيلة . . . فبعد اليوم, لن تتقاطع حياتهما أبدا.
قررت بعد صمت ان لا تعطيه العنوان. فالانفصال التام هو أفضل لها فما فائدة إطالة العذاب؟
سألته, بعد أن وجدت في نفسها بعض الرضى لقرارها هذا:
-إلى أين نذهب؟
-إلى حيث تقرر السيارة.
راحت تتامل الشواطئ من نافذة السيارة. فلاحظت أنها تبدو فارغة. و أن بعضها مغطى بالرماد البركاني الأسود. بينما أجزاء أخرى تلمع بالرمال الذهبية.
قال لها جريج:
-سنبتعد عن الساحل الآن. . . إلى الداخل.
-تبدو لي الجزيرة أكثر سحرا كلما شاهدتها . . . ثمة اسوداد حيثما نذهب, بدلا من التراب البني الذي نراه في بلادنا.
-هذا الرمل يضعه عادة المزارعون, إنهم ينثرون فوق التربة التي ينثرون فوقها البذار.
-أتعني أن الرماد يساعد على نمو الزرع؟
-إنها قبل أي شيء تحمي الزرع من الريح, ثم إنها تمتص رطوبة الجو و تعطيها للزرع, و هذا هام للغاية لأنه كما ذكرت لك سابقا لا منابع مياه فيها و المطر لا يكاد ينهمر.
-من أين لك كل هذه المعلومات؟
فنظر إليها بسرعة:
-إن عملي يفرض علي معرفة هذه الامور. . . و لكن أي مرشد سياحي يعمل في الجزيرة سيقدم لك هذه المعلومات.
فابتسمت باغراء:
-إذن فأنا لدي مرشد سياحي خاص.
فرد بخشونة:
-لكن أجري مرتفع مع السياح الوقحين.
فابتسمت مرة أخرى.
بدأت البقع الخضراء تنتشر هنا و هناك. ارتقت السيارة بهما حتى وصلا إلى قمة التلة, التي دفعت كاثي إلى أن تصيح بذهول من رؤية البقع الخضراء التي تزين التربة السوداء. فقال جريج:
-هذه حقول الكرمة في جالزيرة. أعرف أن من الصعب التصديق أن الكرمة تنمو هنا, و لكن هذا سببه إخلاص المزارعين لأرضهم.
تابعا سيرهما ليمرا أمام ملاحات حيث كانت مضخات الهواء ترفع المياه من البحر لتصبه في برك واسعة ضحلة. قال لها جريج:
-بعد تبخر المياه, يرفع ما يتبقى من ملح كي يصبح كالأهرامات الضخمة, و هناك كذلك مصانع تكرير للملح. وبما أن قطاع السياحة مزدهر الآن, فهذه صناعة ضرورية.
تغيرت أمامهما معالم الأرض. فشرح لها أن هذه منطقة بركانية. . . شاهدت كاثي بانبهار كيف أن لون الجبال تغير من الأسود إلى الزهر, فالأحمر , و الأخضر, ممتدا إلى مسافات بعيدة. تابع جريج الشرح:
-بعد مسافة قصيرة سنصبح في منطقة جبل النار أي فوهة البركان.
توقفت السيارة قرب أسفل منحدر. فدعاها جريج للنزول و الإحساس بالريح تلفح وجهها. . . ثم توجها لتناول الغداء في مطعم مستدير في إحدى المنتجعات المبنية خصيصا للسياح. . . كان الطعام رائعا, و المياه المعدنية جاهزة على المائدة, إضافة إلى عدة أنواع من عصير الفواكه.
كانت مسرورة لأنها في هذا المكان شعرت بأنها تريد أن تمسك بكل لحظة بين يديها لتعصر كل السعادة التي فيها.
الماضي نام بكل أمان في تفكيرها, أما المستقبل فقد غدا ظلاما. ولا تملك في هذه اللحظة إلا الحاضر الذي تريد أن تعيشه و أن تتنشقه و ترتبط به إلى نهاية العطلة حيث يأتي الفراق.
خرجا ثانية, فالتقط جريج كل صورة طلبتها منه. . . ففي المطعم التقط لها منظر الطبيعة الساحرة في الخارج. كان المنظر يرسم بروعة دغل مقطوع الأغصان يمتد إلى الشاطئ الرمادي.
كان البحر عن بعد أدكن يرتمي على أقدام شواطئه الزبد الأبيض. لم استطع كاثي إلا تأمل هذا المنظر الجميل القريب برهبة و سعادة.
جذبتها ذراع جريج إليه و قال لها هامسا:
-مع أن هذه الأرض جميلة, فهناك ما هو أجمل ينقص هذا اليوم. هل أعرضه عليك؟
ضمها إليه معانقا, و عندما ابتعد أمسكت به و أعادت ضمه إليها ردا على بادرته. أضاءت عيناه, لكنها لم تلبث أن لاحظت أن نورهما قد خبا و حلت مكانه نظرة لم تفهم ماهيتها. . . لكن ذلك لم يجعلها تشعر إلا بأنها لن تكون يوما أشد سعادة مما هي عليه الآن.
قال جريج:
-نحن لم نتصور بعد. . . و لابد من التعويض عن هذا.
مدت إليه يديها في البداية.
رفع كاميرته ليلتقط لها الصورة كما هي, فاحتجت صارخة. ثم دنت منه لتنتزع الكاميرا منه, لكنه اوقفها بحدة. فابتعدت خطوات متالمة من قساوة يديه فضحك.
-تبدين ككلب مشنب الأذنين! لم أقصد النباح لكن هذه القطعة غالية الثمن, و أنت بحاجة إلى أن تتعلمي كيفية استخدامها.
سرعان ما صفا وجهها, فالرجل الذي أصبحت تعرفه الآن, قد عاد إليها. فطالبته:
-أرني كيف.
بعد أن علمها طريقة استخدامها وقفت غير بعيدة عنه ثم وجهت الكاميرا إليه فطالعتها صورة مخيفة لرجل يرتدي بذلة رمادية يحيطه جو من السلطة, تظهر عليه ملامح تظهره و كأنه بعيد المنال. انتزعت الكاميرا بسرعة عن عينيها ونظرت إليه لتطمئن إلى أن الصورة التي شاهدتها كانت وهما من نسج خيالها. . .سألها:
-ما بالك الآن؟
-لا شيء. . .أتريث قليلا كما يفعل الفنانون المحترفون.
ازدادت ابتسامته اتساعا من جوابها, و بقيت متريثة إلى أن بدأت البسمة تتلاشى, عندها ضغطت الزر, لتلتقط الصورة. . . عندما يرسل الصور لها, وهي تعلم أنه سيفي بوعده, ستتمكن من ضم صورته إليها حيث ستضعها قربها على وسادتها حيث تنام.
قاطع تفكيرها معلقا:
-أتمنى أن يكون تأملك إياي قد أوصلني إلى مقاييسك العالية.
تناول منها الكاميرا متابعا:
-اظن أن من واجبي رد التحية لك. و ترك عيني تستكشفك عبر الكاميرا.
-أتمنى . . . لو نلتقط صورة مشتركة لنا معا.
-ليس ذلك بأمر صعب.
التفت فيما حوله فوجد أبا شابا لعائلة صغيرة, فتقدم منه, و تبادل معه بضع كلمات, فهز الرجل رأسه, ثم أخذ يصغي و جريج يشرح له طريقة استخدام الكاميرا, ثم أعطاه إياها بحذر.
اتسم الرجل وهز رأسه محييا كاثي فردت له ابتسامته, ولف جريج ذراعه حول خصرها و همس:
-هيا اظهري أسنانك.
عندما ضحكت, التقط الرجل لهما الصورة فسألهما الوالد الشاب.
-صورة أخرى.
ضغط من جديد على زر الكاميرا فالتقط لهما صورة وهي تريح رأسها على كتف جريج.
فصاحت محتجة:
-لا. . . الغ هذه!
ضحك جريج ثم ادارها ليغمرها بين ذراعيه, و تكتكت الكاميرا ثانية. . .و افترقا, وفتحت فمها لتحتج بقوة أكثر. . . لكنها اكتشفت أن الوالد الشاب لم يكن هو من التقط الصورة. . . بل هو ذلك الرجل الأشقر زميل جريج. . .

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان  
قديم 18-04-10, 03:11 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


5-في أحضان ذراعيه
دفعها جريج عنه, عابس الحاجبين مضموم الشفتين ثم اقترب من الرجل و أسمعه بضع كلمات ابتعد بعدها الرجل محبطا.
كان وجه جريج عاصفا وهو يرجع الكاميرا إلى حقيبتها. فسألته و الحدة ظاهرة عليها:
-هل ثمة خطب ما؟
-لا شيء يستوجب القلق. لكن الزملاء أحيانا يتجاوزون حدودهم.
تجرأت على القول:
-وخاصة عندما يزعجون رئيسهم.
تنهدت شاكرة عندما رأته يبتسم, ثم تناول يدها.
-سنذهب الآن إلى أماكن قد غارت في الأرض وهي تدعى المناطق البركانية الحديثة.
عندما وصلا إلى تلك المنطقة وجدا العديد من السياح فشرح لها أن هذا المكان هو أشهر موقع في الجزيرة:
-ثمة بحيرة تحت الأرض, يقال أن سرطانا أعمى فريدا اشقر اللون يعيش فيها. مهما يكن الأمر. . . سيري بحذر. . .لأننا سنذهب إلى ناد ليلي.
فابتسمت بإغراء:
-لا شك في أنك من رواده.
-بما أنك قررت انني من رواده, فلا حاجة للإجابة. . . ؟
أمسك بيدها ضاحكا:
-فلندخل.
حبست كاثي أنفاسها عندما رأت المنظر الذي طالعها وهو منظر حديقة غناء ترتفع فيها النباتات و الأشجار الاستوائية بشكل ساحر. قال جريج:
-يبلغ طول بعض الأشجار تسعة أمتار, كما أعتقد.
كانت النباتات, الشجيرات الشائكة, والأشجار و الأزهار الاستوائية حول حجارة السلم الذي يقود إلى بركة انعكست على صفحة كبيرة منحوتة يتسلل منها نور يلقي ظلاله على وجه الماء فيتلألأ. في وسط تلك الصخرة نحتت قاعة زهرية اللون ياوي إليها السياح.
بهد تناول الشراب المنعش في ذلك المكان الهادئ الساحر البارد’ غادراه تاركين وراءهما هذا السحر الذي لن تنساه أبدا.
أمسك يدها وهي ما تزال غارقة في دائرة التعويذة السحرية التي فرضتها تلك المغارة عليها, قال لها:
-هيا فلنعد إلى منزلنا.
-منزلنا؟ ولكن منزلي بعيد. . .
-أي مكان سيكون منزلي إن كنت أنت فيه.
انتهى العشاء, فاقترح جريج أن يتمشيا على شاطئ الفندق الخاص. . . لكنه لن يعرف أبدا أنها شعرت وهما يسيران يدا بيد فوق المنحدر المرصوف باتجاه الرمال الذهبية, بأنها قد تذهب معه, حتى آخر العلم, جيئة و ذهابا, لو طلب منها.
أصبحا فوق الرمال, والشفق ما زال ينير الشاطئ. لفت يدها على خصره, و ضعت الأخرى على سترته ثم راحت تبحث في عينيه عن أفكاره. لكنها لم تجد شيئا. . . تركت أصابعها تصعد إلى أن وصلت إلى ربطة عنقه التي أرختها مبتسمة.
لكنها عادت فردعت نفسها منتظرة ردة فعله الذي لم يكن اكثر من ابتسامة. عندها اكملت عملها لتنتزع الربطة و تلفها ثم تضعها في جيب سترته. بعد ذلك مدت يدها لتفك الزرين الأولين من قميصه. تراحعت قليلا لتسأله:
-هل تمانع؟
-لو كنت امانع, أيتها العفريتة المجنونة, لأعلمتك منذ ان بدأت.
-هذا ما ظننته. . . ستكون الآن أفضل حالا و أكثر راحة.
مد يده إلى ياقة فستانها قائلا:
-لدي ما يحثني على رد جميلك.
-ماذا ستفعل؟
وضعت يديها فوق يديه. فقال بخبث:
-أريد أن أفتح لك ياقتك لكنني لن أتوقف عندها فقط لأنني إذا فككت أزرارك. . . ستصبحين افضل حالا.
فشهقت ثم أمسكت بياقة فستانها:
-أوه. . . لا. فأنا لا أرتدي شيئا تحت فستاني.
نحى يديها بعيدا عن ياقتها ثم وضع يديه مكانهما:
-هذا سبب إضافي لإكمال ما بدأته.
أمسكت يداها معصميه أما عيناها فغرقتا في عينيه:
-انت رائعة.
عادت يده إلى خصرها و ارتفعت يدها إلى خصره. . . إنها تحب أن تشعر به قريبا منها, تحب طوله الفارع و شعره الأسود و حركة جسده. في عينيه البنيتين أسرار تعلم أنها لن تعرفها يوما. فماذا يا ترى خلف هذه اللحية التي لن تعجبها يوما. . . أخفضت رأسها إلى كتفه. . . وهي تقول لذاتها أحب كل شيء فيه. . . حبا لا أمل فيه. لكن الحب يجب ان يؤمل الإنسان بل يجب ان يغنيه بالمشاعر وأن يملأ فراغ قلبه. و أقفلت تفكيرها تجاه الألم الذي ستحس به يوم تقول له مضطرة وداعا.
احست به يجذبها إليه قائلا:
-أين تهت, لقد ضيعتك أفكارك. . . بماذا كنت تفكرين؟
رفعت كاثي كتفيها:
-ليس من شيء مهم. . . كنت أتساءل عن مقومات الزواج الناجح.
وأدارها لتواجهه.
-أخبريني أنت.
كان يقفان في ظل جرف صخري يتسلق البحر إلى الرمال التي تلقي عليه الشمس نورا ضئيلا يرسلها إليها الغسق. اما الريح فراحت تهب بقوة.
امالت رأسها إلى جانب واحد:
-حسنا. . . لا بد من المرح و الضحك, والصداقة, كما قلت من قبل.
-إذن. . . الحب يأتي على آخر لائحة الاولويات في العلاقة بين الرجل و المرأة؟
-آه. . . الحب. . . هذا أمر مختلف.
-أخبريني ماذا تسمين الحب؟
-حسنا. . . أنا ومايك . . . كنا نتعانق و. . . لست أرى سببا للخزض في التفاصيل, لكنه لما كان يتمادى كنت أطلب منه التوقف.
فتظاهر بالرعب:
-أوه. . . يا إلهي! . . . أشفق عليه بسبب العذاب الذي مر به!
ضحكت كاثي ثم رمت رأسها إلى الوراء لتجمع شعرها البني بعيدا عن وجهها. في هذه اللحظة هبت ريح قوية حملت معها بعض الرمال تنثرها في الجو فكان إن ضرب رذاذ الرمل بشرة كاثي كالدبابيس. فشهقت, وغطت وجهها بذراعيها, أبعدها جريج عن مصدر الهواء, ثم أخرج منديلا مسح به وجهها و عينيها اللتين تأذتا من الرمال و قال:
-رفرفي عينيك بقوة.
ثم ساعدها لنزع ما بقي عالقا من غبار في جفنيها.
بعد لحظات سألها:
-هل أنت بخير الآن؟
فهزت رأسها مبتسمة. و عيناها مبتلتان من الدموع و أمسك بها من تحت ذراعيها, ثم جذبها نحوه فلامست بشرتها الناعمة صدره الخشن. ثم لم تلبث, في هذا الوقت الذي تكاد تطبق فيه الظلمة على آخر ملامح النور, أن استوت في وقفتها تبحث عن وجهه لأنها شعرت وهي بين ذراعيه بقبضته تضغط عليها بغضب قال:
-أريدك. . . يا إلهي كم أريدك!
التزمت الصمت لأت قلبها كان يضرب بقوة لم تسنطع معها إخراج أي صوت. . . فتابع:
-أجيبيني . . . اللعنة عليك. . . لماذا لا تقولين اذهب إلى الجحيم!
تمكنت أخيرا من إيجاد صوتها:
-لأنني . . . أنا أيضا أريدك.
بعد لحظات من السعادة المحرمة, ابتعدت عنه بعض الشيء دون أن تتركها ذراعاه, قالت بخجل:
-أنا. . . لم أقم بشيء كهذا من قبل. . . ولكن إذا أردت. . .؟
أنهت كلامها بما يشبه سؤال يخرج من أعمق أعماقها حيث بدت و كأنها طائفة فوق هذا البحر الواسع الفارغ.
-الليلة. . . يجب أن يتم هذا الليلة. . . فغدا سأكون بعيدا.
انتزعت نفسها من بين ذراعيه مبهورة ثم وقفت تنظر إلى البحر الذي كانت تسمعه دون أن تراه. كان المد يرتفع, وكأنه محيط من السعادة تظوف فوقها. . . فهل أحس البحر أيضا أن هذا هو اليوم النهائي؟
اليوم الأخير.. . ضربت طبول قلبها. . . لترسل رسالة يأس. . . كيف ستتمكن من مواجهة الأيام الباقية في الإجازة بل كيف لها قضاء حياتها الفارغة بدونه؟
لم تدرك أنها وقعت في حب هذا الرجل إلى هذا الحد إلا في هذه اللحظات. استدارت ببطء فرأته يضع يديه في جيبه و ينظر إليها نظرة مستقرة, ثابتة.
دنت منه, ووضعت راحة يدها على صدره, فإذا بها تحس بأنفاسه تتسارع, و خفقات قلبه تضج. التفت يدها تغمره, لكن يديه بقيتا حيث هما, عندها قالت بصوت مرتجف:
-لقد ارتكبت ما لا يمكن غفرانه. . . لقد وقعت في الحب و أنا في إجازة. . . لكن الأمر لم يعد يهمني. . . أنا أعرف أننا على وشك الافتراق فأنت ذاهب. و بإمكانك نسيان أنني قلت لك ما قلت. . . أما أنا. . . أنا فلن أعلق أهمية حقيقية عليه. سأجبر نفسي على النسيان كما أجبرت نفسي على نسيان مايك. . .
-لا ريب في أنني سأتغلب على ما أصابني.
تدفقت دموعها دون إنذار عندها تحرك جريج ليعانقها ملاطفا وهو يهزها. نفخت الريح بقوةو و كأنما تحاول إبعادهما عن بعضهما, كانت الأمواج يزداد صخبها مع أنهما ابتعدا عن الشاطئ.
تناهى إليهما أصوات ضاحكة تدنو منهما فافترقا وقد رأيا مجموعة من الشبان الضاحكين الصاخبين تقترب منهما. لكن يده لم تدعها دون أن تحثها على الذهاب إلى الفندق حيث رافقها إلى باب غرفتها الذي فتح ثم أشار عليها بالدخول ليعيد لها بعد ذلك المفتاح. . . انتظرت أن يودعها بادب و أسى, لكنه دخل معها, وأضان النور.
أمسك وجهها ليرفعه:
-أريد قضاء الليل و أنت بين ذراعي.
ازدادت زرقة عينيها عتمة لتمتزج مع عينيه البنيتين:
-أنت تمزقني يا جريج. . . خاصة بعد ما قلته لك.
-أريد أن أحس بك بين ذراعي ولو مرة. . . مرة واحدة في عمرنا.
كانت تحس بأنها موافقة, لكنها تعلم أن عليها أن لا تدعه يخمن ما تريده خشية أن يظنها سهلة المنال وقالت:
-أمهلني بعض الوقت, سأتهيأ للنوم ثم أفكر مرة أخرى حتى إذا ما عدت أعلمتك بقراري.
هبطت ذراعاه بعيدا عنها ثم ارتد على عقبيه دون أن يتكلم. . . و كان قد تناول المفتاح الذي أعطته له. . . دون أن ينظر إلى الوراء.
في الوقت الذي عاد فيه, كانت قد ارتدت غلالة نوم شفافة تمتد على طول جسدها كله, يغطيها روب مماثل يرتفع ويهبط من تأثير النسيم وهي تلتفت لتحييه. كان يرتدي روب المنزل. شعره مبلل من الحمام, كذلك لحيته. مد يده إليها, ليمر أصابعه في شعرها, ثم ليلمس وجنتيها, و عنقها. نزع عنها الروب ثم رماه أرضا.
أرخى كتفي غلالة النوم, ثم راحت أنامله تلمس بشرتها الحريرية. . . فارتد رأسها إلى الوراء من السعادة.
اسودت عيناه للحظات ثم أرجعها إلى الوراء ليستلقيا فوق السرير. حيث ضمها إليه بين ذراعيه. يلمس بشرتها براحة يده الآن, أنامله. . . عندما بلغا حدا لا رجعة عنه. . . أحست به يتوقف, فظنته ينتظر تشجيعا منها وهذا ما فعلت . . . لكنه لم يحرك ساكنا. كيف تخبره بأنها تريده؟ كيف تقول له إن كل ما تقوم به يدفعها إليع حبها له؟ و كأنما قرأ أفكارها. . . فرد عليها مبتسما:
-لا. . . لا. . . اخبرتك أنني أريدك أن تقضي الليل بين ذراعي. لكنني أرفض أن أنتزع منك طهارتك يا فتاتي الحلوة. فإن كنت ستسمحين لرجل آخر بأن يفعل ذلك فهو شانك. . .اما أنا. . . فسأتوقف عند هذا الحد قبل أن تأميريني بالتوقف كما كنت تفعلين مع حبيبك السابق. كما أنني سأتوقف لأمنع عذاب جسدي, هذا إن لم أذكر عذاب ضميري.
أمسكت ذراعه:
-لكنني لن آمرك بالتوقف. . . ليس أنت. . . أنا. . . في الغد ستسافر. . . ولن أراك ثانية.
تدحرج إلى جانبه. . . ليسألها:
لنفرض أنه نتج شيئا عن هذا الأمر تصوري بما سنشعر.
-لن أعلمك بالأمر سأترك مشاكلي إلى نفسي و سيكون طفلي.
-وطفلي أيضا.
-لكنك اخبرتني أنك جوال. . . فكيف لي أن أعرف مكانك. و كيف لي أن أعلمك.
جذبها إليه ليضع خدها على صدره, ثم قال بلكنته:
-سأضمك إلي. . . بعد فترة من الزمن ستتذكريني يا فتاتي الطيبة الصغيرة, على أنني الرجل الذي تراجع عنك بمحض إرادته. دون أن تدفعيه إلى هذا أولا. والآن اجذبي الغطاء فوقنا لاطفئ الأنوار.
خرجت تنهيدة نبعت من أعمق أعماقها. . . استطاعت بعد ذلك أن تخمد بعض الإخماد النار المتأججة في ذاتها لتشعر بدفء ذراعيه. ****ة مكتفية بوجوده قربها هذه الليلة. تمتمت وهي تغفو:
-يجب عليك. . . إزالة هذه اللحية. . . التي تحجب وجهك الحقيقي عني.
-سيكون لك ذلك يا حبيبتي سأحلقها. أقسم لك. . . لكنني أحذرك مرة أخرى و أؤكد لك أن النتيجة لن تعجبك.
في الصباح الباكر تركها, لكنه قبل أن يخرج عانقها بشغف فردت له عناقه بشغف مضاعف غير خجلة مما تفعل. أليسا حبيبين و إن كانت علاقتهما لم تتم.
سألها:
-ألن تبتسمي لي؟
غمرت ابتسامتها وجهها لكن تلك الإبتسامة لم تمنع جسدها من الارتجاف. تأملها بضع لحظات ثم ذهب.
رن الهاتف وهي ترتب حاجياتها. فقفزت إليه. ثم وبخن مفسها لأنها تترك مخيلتها تتغلب على منطقها:
-فيرا؟ اجل لقد تأخرت. . . استغرقت في النوم, لكنني لست جائعة.
فسألته فيرا:
-ماذا حل بك و به. . . لقد طار العصفور. . . أعرفت بهذا؟ لقد كنت و ادي ننتظرك في البهو عندما نزل أنيقا.
-هل شاهدكم؟
-لقد نظر إلينا كمن يبحث عن شخص ما. . . فعمن تظنينه يبحث يا ترى؟ كان يحمل حقيبتين و يبدو مستعجلا. بدا حقا رجلا ذا سلطة.
-هل قال شيئا؟
-بدا مشقولا جدا و مستعجلا. لكنه هز رأسه ثم تمنى لنا عن بعد السعادة.
وأنا. . . ألم يتمنى لي كل السعادة؟ أحست بالغصة! فقالت فيرا وقد تملكها القلق:
-ما بك ؟ ألم تعلمي بأنه مسافر؟
-أجل. . . كنت أعلم.
لابد من أن صوتها بدت عليه آثار الصدمة لأن فيرا حثتها:
-ابكي يا عزيزتي , اتبعي نصيحة عمتك فيرا. . . و دعي كل شيء يخرج من نفسك. . . لقد كان هذا غرام عطلة. . . لا يدوم أبدا أليس هذا صحيحا؟
أحست بالسرور لأن فيرا لم تتمكن من رؤية وجهها.
بعد جهد جهيد ردت عليها تؤيد رأيها ثم اتفقت معها على اللقاء القريب لكنها ما إن وضعت السماعة حتى انهارت على الكرسي تغطي وجهها. لقد قال لنها أنها ستذكره على أنه الرجل الذي تراجع من تلقاء نفسه. و كان عند كلمته. . . لقد بقي طوال الليل يضمها إليه لكن شيئا لم يحدث عدا ذلك. قدرته في السيطرة على أعصابه ما زالت تحيرها. . . فلو أنه فعلا ذلك الرجل الذي يجوب العالم, ولا سبب لديها لتشك في هذا, لماذا لم يكمل ما بدأه إلى النهاية راميا كل النتائج خلف ظهره.
نزلت بالمصعد إلى حيث قد تجد صديقيها اللذيم كالعادة لم يكونا هنا.
جلست تنتظر وهي تتأمل السياح المنتشرين على المقاعد حولها كما تأملت النزلاء الذين يدخولن و يخرجون عبر الأبواب الزجاجية. . . ومع ذلك لم تنتبه لذاك الرجل الذي دنا منها.
لم تعد إلى أرض الواقع إلا بعد أن أحست بأن شخصا قد احتل الجزء الآخر من المقعد المزدوج الذي تجلس عليه. شعره كان أشقر, و تعابير و جهه كريهة. . .سألها:
-هل أنت حزينة على حبيبك الضائع؟
واولا ظروفها لما استثنت غياب الإحترام من كلامهو ومع ذلك ردت بحدة:
-ماذا تعني؟
-أنت تعرفين تماما ما أعني. . . السيد باركو. . . انصحك بنسيانه يا حلوتي.
شحب وجهها, و بدا على معذبها أنه يتلذذ بعذابها:
-لماذا؟
-لماذا؟ . . . لأنه على وشك الزواج. . . هذا هو السبب.
-أتعني أن هناك فتاة تنتظره في بلاده؟
-أعني أن لديه فتاة تنتظره, واضعة في اصبعها خاتما من الياقوت والألماس, إنه ثري. لذلك قلت لك أن تنسيه. . . انه أبعد من أن تصلي إليه.

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان  
قديم 18-04-10, 03:18 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



الرجل الوهم
قضت رحله العوده الى الوطن وهى تتظاهر بقراءه مجله اما فيرا وادى فقد اظهرا تفهمهما لواقعهاواحترامهما لعزلتها خاصه عندما اخبرتهما بان جريج كان خاطبا من قبل ان تتعرف اليه
عانقتها فيرا وادى قبل ان يتركاها عائدين الى منزلهما وهو عباره عن غرفه فى منزل والديها ...... ينوى ادى يوما ان يشترى منزلا خاص بهما
فتحت باب شقتها ثم دفعت نفسها دفعا الى الدخول لكنها كادت تتعثر بسبب كومه من الرسائل والصحف التى بقيت تصلها حتى وهى غائبه
تناولت الرسائل التى وجدت بينها بطاقات بريديه من اصدقاء يمضون العطله فى انحاء شتى من العالم اضافه الى فواتير واعلانات لكنها رات فى اسفل هذه الرسائل مغلفا كبيرا سميكا كتب عليه العنوان بخط اليد وهو مرسل من نيويورك .كان هذا المغلف هو ماتنتظر ان يصلها بياس.
رمت كل شئ من يدها وسارعت الى غرفه الجلوس وفتحت المغلف فاذا بها تجده مليئا بالصور الملونه التى لم تجد بينها اى رساله فتشت عبثا عن شئ ما يدلها على عنوان او اى شئ من هذا القبيل ولم تجده فكل ما وجدته كان ورقه منتزعه من دفتر ملاحظات تحمل كلمات الى كاثى ....... من ج
حدقت الى الكلمات فتره طويله كيف له ان يكون قاسيا الى هذا الحد فهو قد ضن عليها حتى بتوقيعه الذى ارادت ان تحتفظ به فى ذاكراتها
اثارت الصور ذكراياتها حتى كادت تجهش بالبكاء لكنها لم تلبث ان اعادت الصور بيدين مرتجفتين الى المغلف ثم ابعدت نظرها بعيدا فلم تطالعها صور الغرفه التى هى فيها الان بل صوره البحر الازرق ورماله الذهبيه الممتده الى مالا نهايه وصوره رجل مديد القمه يقف قربها ويمد يده لينتزع نظارتها الشمسيه كى يشاهد عينيها اللتين كما قال لها هما اشد زرقه من لون البحر
امضت كاثى اليوم التالى تغسل وتنشف الثياب وتحضر نفسها الى العوده الى العمل لكن روحها المعنويه كانت منخفضه.
الترحيب الذى لاقته من زملائها فى المكتب كان حارا فقد اخذ مدير قسم شؤون الموظفين اجازته باكرا وترك مساعدته لاعباء تبلغ ضعف واجباتها العاديه
قالت الانسه جيفرسون مساعده المدير بلهجه الاعتذار:
انا اسفه لاننى ساطلب منك فى اول يوم لكى فى العمل البقاء وقتا اضافيا هذا المساء لطباعه هذه الرسائل؟
وافقت كاثى لانها غير مشغوله بشئ اخر بل انها لم تنزعج من اضافه اعباء اخرى الى كاهلها. بعد تناول وجبه عشاء خفيفهفى مطعم الموظفين فى الطابق العلوى خرجت من المصعد لتتجه نحو مكتبها متسائله كم سيلزمها من الوقت لانهاء هذه الرسائل.
لمحت وهى تسير نحو مكتبها رجل مديد القامه اسود الشعر يوشك على دخول غرفه .كان يرتدى بذله رماديه وربطه عنق كحليه لكنه بدا اليوم حليق الذقن وكانه احس بان شخصا يحدق فيه لانه صوب نا ظريه اليها


ارتفعت يدا كاثى الى فمها ثم الى حنجرتهاواحست بالممر يدور بها ويميل من جانب الى اخر فتحت عينيها جيدا تاكدت من انه يقف على بعد خطوات منها
شعرت بخدها تحت ملمس يدها باردا كالثلج فقد عرفت الان اين رات هذا الوجه من قبل..... لقد شاهدته هنا فى مجله شركه ايستمان كوربرشين السنويه....هو اذن احد رؤساء الشركه الكبار ومع ذلك اسمعها مالاعدد له من الاكاذيب
جاءها صوته باردا وتعبير عينيه متحفظا:
هل استعدت وعيك من الصدمه؟
اجل.... شكرا لك
صعب عليها منع ذاتها من النظر الى وجهه الذى راحت تبحث فيه عن حراره ملتهبه ربما ولت الى الابد
مسح خده ثم قال:
لقد وفيت بوعدى اما حذرتك من انك ستندمين عندما احلقها؟
ماتفعله لايعنينى اليس كذلك.....
لم تدر كيف تمكنت من اظهار عدم الاكتراث
اذن لقد عرفت ان لدى خطيبه ....... من اخبرك؟
زميلك الاشقر.
لاحظت ان شفتيه المليئتين قد اصبحت فى خط مستقيم من الغضب رفع يده لينظر الى ساعته ثم سالها ماذا تفعلين هنا؟.
اعمل هنا
اعرف هذا لكننى اعنى فى مثل هذه الساعه؟
اعمل وقتا اضافيا حسب طلب مساعده المدير فهو فى اجازه
هز راسه ثم استدار مبتعدا فقالت
شكرا على الصور التى ماكنت اتوقع وصولها ذلك اننى ما اعطيتك عنوانى.


اجابها بعدم اكتراث فرق كبريائها لقد طلبت من سكرتيرتى البحث عنه فى ملفك وهذا وعد اخر وفيت به
ترددت ..... انا لان احساسها بان جرحا عميقا مازال ينزف فى داخلها سالته:
هل تفى بكل وعودك؟
احس كلاهما بان السؤال جدى جدى وخطير جدا فاجاب:
كل الوعود.....بلا استثناء
لم تستطع كاثى هز راسها بسبب الالم الذى احست به فتحت باب مكتبها ودخلت تسير غير متوازنه لترمى نفسها فوق كرسيها وتريح مرفقيها على الطاوله وتضع وجهها بين يديها ....ثمه الكثير ما قاله الكثير من الاكاذيب الكثير من الحديث العذب الكثير من الساعات السعيده الزائفه الكثير من العبث الغرامى الانانى.
هى لاتنكر بانها كانت تعرف انهما سيفترقان لكن ليس بهذه الطريقه ليس وهذه الهوه التى لايمكن ردمها او الوصل بين شقيها بينهما.سالتها الانسه جيفرسون عندما دخلت :
هل تشعرين بشئ؟
هزت راسها : ببعض الصداع
لو اخبرتنى لما رضيت ببقائك الخير لك الان بالذهاب.
هزت كاثى راسها رافضه بقوه كيف تذهب الى المنزل لتشعر بذلك الفراغ؟امسكت بسرعه بالاوراق ثم شرعت فى الطباعه
رن جرس الهاتف فى غرفه المساعده فلم تتحرك كاثى من مكانها بل تركت الانسه جيفرسون فرصه الاجابه عندما انتهت الانسه جيفرسون من المكالمه التفتت الى كاثى قائله:
لقد اتصلت سكرتيره السيد باركو فقالت انه موجود فى الشركه حاليا منذ يومين او اكثر وقد راك ويعتقد انك مريضه لذا بلغها بان تعودى الى منزلك
لاحاجه لان اعود الى منزلى انسه جيفرسون
ولابد ان المراه الرماديه الشعر اللطيفه قد لاحظت لهجه الرجاء فى صوت كاثى فقالت :
لقد لاحظت انك تتمسكين بفرصه العمل هذه لكن يجب ان تذهبى ياعزيزتى فالامر صادر من السيد جريجورى نفسه.
سيد جريجورى؟
اجل نحن ندعوه بهذا الاسم للتفريق بينه وبين والده رئيس الشركه والمسئول عن المكتب الاوروبى الرئيسى فى مدريد يقال اته عندما يتقاعد والده سيتولى بنفسه رئاسه الشركه لقد حسبتك تعلمين ذلك بعد سته اشه من العمل فى الشركه
ابتسمت كاثي:
عندما نتحدث نحن السكرتيرات معا لانناقش امور رجال السلطه
ظهرت السخريه فى صوتها فردت الانسه جيفرسون ذلك الى الم راسها فلم تعلق وراقبتها وهى تضع الغطاء فوق الطابعه ثم قالت:لقد سمعتك تتحدثين خاج الغرفه الان ولقد ظننت اننى سمعت صوت السيد جريجورى
عرفت كاثى ان عليها ان تكون صادقه:
نعم صحيح لقد كنت اتحدث مع السيد باركو
انتظرت الانسه جيفرسون ثم ادركت انها لن تحصل على توضيح فعلقت:
لم اكن اعرف انك تعرفينه ياعزيزتى. تناولت كاثى سترتها وحقيبتها
انا لااعرفه بما للكلمه من معنى. بل الواقع يؤكد انها تعرفه بكل ما للكلمه من معنى
بعد ليله اخرى من الارق والسهاد نهضت كاثى باكرا من فراشها استحمت وانتعشت لكن ارتفاع معنوياتها تلاشى اثناء دخولها مبنى المكاتب التى تمثل ايستمان كوربريشن
استخدمت السلم فى صعودها الى الطابق الرابع الذى فيه مكتبها امله ان يقلل ذلك من فرص لقائها بجريج باركوومع ذلك فقد وجدت عيناها تبحثان فى كل الزوايا عن ذلك الرجل الاسود الشعر
وصلت قبل الجميع لانها كانت على عجل فلما دخلت فيرا تبادلتا التحيه كانهما لم يشاهدا بعضهما منذ زمن بعيد
لقد سمعت ان ابن السيد باركو موجود هنا وسيبقى بضعه ايام ........ كم احب ان اراه! يقولون انه شخصيه رائعه
لم تكن الانسه جيفرسون وصلت وهذا ماترك لكاثى حريه الكلام:
من اخبرك عنه؟
امسكت فيرا ورقه رسميه من اوراق العمل
الم تنظرى مره الى الاسماء فى اسفل الصفحه!السيدج.والسيدج...والسيد ش
من هو السيد ش؟
شاين باركو اخو السيد جريجورى باركو وابن السيد جورج باركو الاصغر ثمه اسماء اخرى عديده اقرئيها
وهل شاين مدير عامل كالاخرين؟
جلست فيرا على حافه مكتب كاثى استعدادا للاقاويل
اظن ان من المفروض ان يكون هكذا انتى تعلمين مايقال ان فى كل عائله ابنا ضالا اخبرنى رئيسى ان شاين هو ذلك الابن فى عائله باركو انه لم يزر المكاتب منذ سنه تقريبا ولااحد يعرف مكان وجوده
بعد نظره الى ساعه الشركهعلمت كاثى ان الانسه جيفرسون قد تدخل فى اى لحظه فابتسمت لفيرا:
فيرا......ثمه شئ لابد ان تعلميه!هل تذكرين جريج؟
حسنا انه ليس من النوع الذى لاينسى!هل علمت عنه شئ؟
بل اكثر من هذا لقد شاهدته وتحدثت اليه انه هنا يا فيرا...فى هذا المبنى.....انه السيدج باركو ابن السيد جورج باركو
جريجورى!لايعقل ذلك....لقد كان اسمه جريج......لا.....
صدمتها الحقيقه فتابعت شاهقه؟
اهو اختصار لجريجورى..........
اتسعت عيناها فاضافت كاثى:
يبدو بدون اللحيه شخصا مختلفا لقد حذرنى بان الرجل الذى تحت اللحيه لن يعجبنى وقد كان محقا فهذا الرجل الجديد لم يعجبنى
لكنك مازلت...... هل اجروء على القول....تحبينه
هزت كاثى راسها:
لم يكن سوى افتتان
لكن قلبها صاح لم يكن افتتانا بل كان حبا ومازال
قالت فيرا تواسيها:
ايتها المسكينه هو خاطب كذلك عليك التفتيش عن رجل اخر هذه افضل طريقه لنسيانه
توجهت نحو الباب فضحكت كاثى على هذه الحكمه التى خرجت من فم صديقتها التى احبت وهى فى السابعه عشرا من عمرها رجلا واحدا وتزوجته وهى فى الثانيه والعشرين فتحت فيرا الباب لتجد الانسه جيفرسون على اهبه الدخول فحيتها وقالت لكاثى:
اراك فيما بعد

قالت الانسه جيفرسون لكاثى وهى تملس شعرها : لقد قابلت منذ قليل جينى سكرتيره السيد باركو.التى قالت انهم بحاجه الى مساعده مكتبيه وقد سالتنى ان كان بامكانى الاستغناء عنك وقد اضطررت الى الموافقه عندما يطلب الرئيس.......
مدت يدها ثم هزت كتفيها مردفه :
لقد وعدنى بسكرتيرتين جديدتين بدلا عنك
بدت الحيره على كاثى
هل طلب هذا بنفسه حقا ام ان جينى صاحبه هذه الفكره الرائعه؟
صاحب الفكره قطعا هو السيد باركو
دخلت الى مكتبها.......
لكن كاثى كان لها اراء اخرى بشان هذا الموضوع فبعد تلك العلاقه فوق جزيره لاشك انه لايريدها قريبه منه الى هذا الحد
عادت الانسه جيفرسون بعد ان تخلصت من حقيبتها وسترتها:
المشكله هى ان زوج جينى قد توظف فى نيو جيرسى ....وهى مضطره الى ترك عملها لمرافقته وهذا ماحدا السيد باركو الى التفكير فى ان تتولى وظيفتها
احست كاثى بوجنتيها تحترقان فتمنت لو ان الانسه جيفرسون لا تلاحظ احمرارهما وسالتها بحيره حقيقيه
لم انا؟
هذا ما تحدثت عنه مع جينى التى كانت تعتقد كما اعتقد انه لايعرف بوجودك
دعتها سكرتيره السيد باركو قائله:
تفضلى انسه لونرغان السيد باركو على الهاتف ساعلمه ما ان ينتهى عن وجودك
ابتسمت المره الشابه الجذابه لكاثرين وسالتها:
هل ادهشك سماع هذا التغيير؟
فضحكت كاثى:
ولكنه تغيير لم يتم بعد
ابتسمت السكرتيره:
سيتم.فما يقوله السيد باركو ينفذ فى هذه الشركه على فكره انا جينى
وانا كاثى
هزت جينى راسها وكانها تعرفها ثم نظرت الى الهاتف
يبدو انه انهى مكالمته
رفعت السماعه:
سيد باركو الانسه لونرغان هنا
ثم وجهت كلامها الى كاثى بعد ان اقفلت الخط:
يقول ان بامكانك الدخول
ابتسمت مشجعه ثم اردفت:
لاداعى لهذا التوتر كله فهو لن ياكلك او يعضك
رددت لنفسها: اعرف هذا فهو ينصب الشرك فقط وضع الطعم ويزينه بالاكاذيب الجميله ثم يعصر الحياه من القلب عندما يطبق الشرك على فريسته
ما ان دخلت حتى هب واقفا عن الكرسى حتى انها تساءلت هل يظهر هذه الكياسه لسكرتيرته فى كل مره تدخل عليه فيها
كاثى
شئ ما عاد الى الحياه مجددا عندما سمعته ينطق باسمها لو اغمضت عينيها لعاودتها ذكرى وجودهما معا على الشاطئ غارقين فى حب ملتهب والمد يطق عليهما
اشار الى كرسى لتجلس فقبلت بسرور عاد الى الجلوس فتلاقت عيناهما مجددا عينان باردتان لاتعبير فيهما بل صمت قطعه بعد فتره غير وجيزه صوته: حسنا
احست بالم فى صدرها: كيف امكنك هذا؟
كيف امكننى ماذا؟
ان تجعلنى اؤمن بما اؤمن به ان تجعلنى اعتقد بانك وحيد تجوب العالم من مكان الى اخر دون ارتباطات او استقرار
ان كنت قد استنتجت هذا كله مما قلته فلايمكنك ان تلومينى؟
ولكن هذا كان مما قلته.........
فقاطعها:
لكننى الان اقول شيئا اريدك سكرتيره لى ستدربك جينى قبل ان تترك.... راتبك سيزداد ومركزك سيرتقى
قالت بصوت متوتر:
لن اكون سكرتيرتك!اقول لك لااريد الوظيفه او المركز لك ان ترميه فى بحيره شكرا على هذا العرض
اطبقت اسنانه وكذلك قبضتاه اللتان رفعهما ليضرب بهما الطاوله لكنه عاد فردع نفسه عن ذلك قبل ان تصلا الى غايتهما ثم لم يلبث ان انزلهما وارخاهما على الطاوله
ان خيرتك بين قبولها وبين طردك من الخدمه فايهما تختارين؟
الطرد
لم تستغرق عيناه سوى ثانيتين لتوصل الجليد الذى فيهما الى عينيها
اذن فليكن الطرد اعلمى انه منذ الان سيصلك ماتدين به الشركه لك
شحب وجهها الى درجه الابيضاض:
لايعقل ان تقصد ما تقول؟
رن جرس الهاتف فرفع السماعه واصغى ثم قال :
نعم اعطنى المكالمه
اخذ يتحدث ويبحث بين الاوراق عن وثيقه مهمه.فوقفت متجهه نحو الباب كانت يدها ترتجف وهى تمسك مقبض الباب واستدارت لتخرج فلمحته يراقبها اثناء خروجها
بعد وجبه المساء اتصلت بفيرا التى رفضت تصديق كلمه مما قالته:
السيد باركو لايفعل شيئا كهذا..... خاصه لك..... اعنى بعدما حدث فى العطله
لم يحدث شئ..... اعنى واقعيا لم يحدث شيئا
حسنا اقبل هذا لكن لماذا رفضت عرضا يشبه الهديه؟لابد انك مجنونه ياكاثى! لاا ريد اغضابك لكنك صديقتى اذا لم يتصارح الاصدقاء فمن يتصارح؟
اعرف اننى مجنونه لكننى لم استطع قبولها العمل معه والبقاء معه يوما بعد يوم اتعرفين ماذا يعنى هذا
كل ما استطيع قوله انك مجنونه مرتين:مره لانك رفضت الوظيفه! ومره لانك وقعت فى حبه ......الم يدفعك خبر خطوبته الى بعض التعقل
اتقصدين ان خطوبته يجب ان تجعلنى ادرك انه ابعد من منالى؟انت على حق فلو قلت لنفسى مرات ومرات انه خاطب لتمكنت من التصديق ولكن هذا الامر لم يعد يهم فلن اراه بعد اليوم
صحيح.....لكن المؤسف انه اضطر الى طردك اتظنينه يمنحك كتاب توصيه؟
امل الايصل مثل هذا الطلب اليه فى الشركه.....لاننى ساعطى اسم مدير شؤون الموظفين عندما يلزم الامر فانه كان مديرى المباشر


بعد ان ذهبت صديقتها سارعت الى درج خزانتها تبحث عن الصور ثم راحت تحدق فى كل واحده فيها وفى النهايه تخلت عن الادعاء بانها ليست المتعلقه بذراع جريج او هى التى تحدق فيه بمثل هذا الحب فمن الاسهل كما اكتشفت ان تتقبل واقع ان ذلك الرجل ليس جريجورى باركو وان ذلك الملتحى الضاحك المسترخى هو شخص مختلف عن ذلك الحليق الحاد الذهن الثلجى النظرات الذى طردها هذا الصباح
رن جرس الباب فهبت من مكانها تلقائيا مسببه بذلك تبعثر الصور على الطاوله ثم لما فتحت الباب احست بان المبنى باكمله يهتزام ان اهتزازها هو الذى هز المبنى عندما رات الرجل الواقف امام الباب
لو اننى علمت اننى اذا وضعت لحيه زائفه ستبتسمين لفعلت ذلك
تبتسم؟ انى لها الابتسام وهى تتذكر البوم الطوابع الذى وعد ان يجمع فيه ابتساماتها فاجابته بقساوه:
نفذت من الابتسامات قبل ان تنتهى اجازتى
ثم لاشعوريا فتحت الباب وهى تلعن نفسها انها اذنت له بالدخول
لما راى الصور مبعثره سالها:
ماذا كنت تفعلين؟ اتصبين جام غضبك عليها؟
لو فعلت لكانت الان ممزقه شر تمزيق
انحنت تجمع الصور التى التقطها لها ثم نظرت اليه فاليها ومدت يدها لترميها فى سله المهملات لكن شيئا ما ردعها واوقفها وجعلها بدلا من رميها تضعها على قلبها
ابتسم وكانه يقرا خواطرها
هل قررت التخلص من الرجل نفسه بدلا من الصور؟
انت على حق فهذا الرجل كان رجلا محبا كان انسانا خياليا اما الحقيقى فانه كابوس
شكرا على هذا كان على ان اضع تلك اللحيه لتعودى عندها الى احلامك
لكن تلك اللحيه لم تكن مستعاره بل كانت وهما كالجل الذى تقمصها لقد اطلقت مالاعددله من الاكاذيب وهذا مالن اغفره لك
كان صامتا جامدا فاستدارت تنظر اليه لكنها كانت حركه غبيه فقد شاهدته جالسا مادا ساقيه كانه فى مكان ينتهمى اليه كانت عيناه تبتسمان لهجومها ........ جسدها وكيانها وروحها التى تذكرت لمساته جعلتها ترغب كل الرغبه فى رمى نفسها بين زراعى هذا الرجل لاذاك الطاغيه الذى كان وراء المكتب


عقد ذراعيه ثم اطرق راسه منتظرا وكانه يتوقع منها اظهار كل الغضب الذى يعتمل فى داخلها
نظرت الى الصور التى مازالت تمسك بها وقالت:
لقد ادعيت ان لازوجه لك لكنك اهملت ان تقول ان لديك خطيبه فماذا تدعو ذلك اذا لم يكن مراوغه؟
بقى صامتا وقد ضاقت عيناه........
جلست وقد احست بحاجه ملحه الى الراحه ثم اردفت بصوت حل الاسى فيه مكان الغضب:ذلك الكلام السخيف عن اعجابك بابتسامتى كان كذبا كذلك لقد قدمت لى كل تلك الاطراءات لتحصل على ماتريد
وقف جريج عن كرسيه وامسك ذراعها ثم شدها ليجذبها اليه راحت يداه تنسلان الى شعرها البنى الناعم لترفع راسها اليه
او تظنين هذا؟
افلتت منه ثم التفتت اليه:
لن ادعك تلمسنى....... فانت رجل خاطب ليس من حقك العبث الا مع خطيبتك
شدت اصابعه على مؤخره شعرها وكانه لم يسمع ماتقولفقد بد مصمما على تنفيذ مايريد فاسترخت بين يديه بدون مقاومه
عندما اغمضت عينيها نسيت كل مايحيط بهما فى الشقه وتذكرت فقط غرفه فخمه فى فندق ساحر وامواج تتكسر على الشاطئ فى الخارج كان سهلا كذلك ان تتصور ان الرجل الذى يضمها هو ذلك الرجل الملتحى الموجود فى الصوره
لذلك عندما بدات تتقبل عناقه وترده اليهتلف ذراعيها على رقبته فعلت ذلك بشوق كامل دون ان تتراجع

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:13 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية