كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
هي حتى لم تتخيل أية عافية كهذه، هي لم تدخل في رأسها ، هي كانت محتجزة في بؤسها على مايك، وفي كرهها و احتقارها الذاتي حول قضاء ليلة مع غريب، لدرجة أنها لم تنتقل أبعد الى عالم السبب و التأثير.
جلست في شقتها في الصمت وشعرت كحيوان صغير في شرك.
ماذا ؟ ستفعل؟ للحظة قصيرة أخذت بعين الاعتبار الاجهاض، لكن سرعان مادخلت الفكرة في رأسها حتى طردتها بمزيد من السرعة.
كانت ناتاشا مطلية بعمق بالشعور الأخلاقي، هي ستفضل أن تفشل نفسها بدلاً من قتل كائن حي آخر، خاصة اذا كان طفلاً، طفلها هي قد لا تريده، لكنه كان حقيقة، هو كان حياً، هي طردت أية فكرة لانها حياته.
سيكون لديها طفل ، هي لن تكون قادرة على اخفاء حملها عاجلاً أو آجلاً عائلتها ستكشف ، والعالم كله سيكتشف، لقد قبل أن الحب و السعال لا يمكن اخفاءهما، ذلك ينطبق حتى على الطفل.
أمضت الليل كله جالسة هناك، تفكر وتفكر، وتنظر الى المستقبل المظلم بدون شعاع ضوء فيه، ضائعة في اليأس الذي جعل الأمر أسوأ بمعرفة أنها الوحيدة التي عليها أن تلام ، لاعذر لديها ، ولا طريقة لتخفيف حالتها.
في الصباح عيناها كانتا مجوفتين ووجهها شاحب، بائع الحليب قد تأخر، هي سمعت صوت زجاجاته في الشارع عبر الطريق كان راديو جيرانها يذيع موسيقى صاخبة، شخص ما في مكان كان يصرخ على شخص آخر.
وضعت ناتاشا يديها على أذنيها، الحاجة للنوم و الكرب العقلي جعلاها في تلك اللحظة على حافة التفكير بالسير الى النهر و القفز في مياهه الداكنة الباردة، لكن حتى ذلك هي حرمت منه، كان عقلها مقفلاً عبر ذلك الطريق للهرب، نظرت الى قمم أسطح لندن وتعجبت كيف ستجتاز الشهر القليلة التالية.
طرقة على الباب جعلتها تقفز ، ترددت و الطرقة جاءت من جديد أعلى ، ذهبت ناتاشا لتفتح الباب وشعرت بصدمة الالم عندما نظرت الى مايك.
هوكان شاحباً مثلها و الظلال تحت عينيه.قال وبتردد قلق في صوته:
- هاللو.قمر الليل
----------------------------
يتبع**
|