كاتب الموضوع :
f_troy2010
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الأول مــــــــن "اليوم الخامس " سطعت الشمس ......
مشرقة تختال بأجمل أثوابها لوناً لتُداعب الأسماك التى تتراقص بالمياه طرباً لدفء الصباح .
إستيقظ عمر وهو يتحسس الشىء البارد على جبهته وضع الكماده جانباً
وهم أن ينهض ولكن وجد عيون صباحه بجانبه وأصابعها الصغيرة تحاول إحتواء يده أراد أن يوقظها لتستريح بغرفتها ولكن "لا بأس ببعض الأنانيه" فعاد للوساده ليتأملها وتلك الخصلات تُخفى الكثير
خاف ان يزيحها فتستيقظ فإكتفى بِقُربها ليَستكين جبينه إلى جبينها ويحتوى أنفاسها بداخله
وما هى إلا دقائق وغفا مستسلماً لقلبه الطامع دائما بالمزيد
استيقظ مجددا ولكن لم يجدها بجانبه وباب المنزل نصف مغلق وصوتها تتحدث مع أحد بالخارج .
نهض مسرعاً وأطل برأسه ليرى من معها وكمن فقد عقله جذبها من ملابسها بقوه إلى الداخل
وهى تنظر ورائها لتعرف من يجرها على هذا النحو وقبل أن تنطق دفعها إلى الاريكه
وخرج مغلقا وراءه الباب حاولت فتحه مجدداً ولكن تراجعت عندما سمعته
وهو يعطى لضيفهم ما يستحق من ترحيب فإكتفت أن تسترق السمع .
قال عمر : ألم أُخبرك قبل هذا أن تبتعد عنها ما جاء بك أتريد خِطبتها منى مجددا ؟ .
قال خالد : أجل وسيحدث هذا رضيت أم أبيت .
أخفت ملك وجهها بيديها كأنها علمت ما سيحدث .
ارتطاما ..... اوانى زهر تكسر ........ لكمات وتأوهات .
لم تستطع الصبر اكثر ففتحت الباب ووجدت عمر يجثو فوق صدره ويزيده لكمات .
وعندما رأها صاح بها : أدخلى وأغلقى الباب .
رأت الدماء تسيل من جبينه فأسرعت إليه لتسد الجرح بيديها نزع يدها وحملها تقريباً إلى المنزل وأغلق الباب مجدداً
أما خالد فنهض منهك القوى وقال : لا تعتقد أنك تغلبت على تركتك تضربنى لأن خسارتك كبيرة
أعترف بذلك ويكفينى هذا فأنا لست ضعيفاً مثلك وأحصل دائما على ما أريد.
ضحك عمر وقال : أنا ضعيف وأنت لا تنتمى الى فئة الرجال مطلقاً , كيف حال زوجتك العزيزة ؟ .
بهت الأخر وقال : لم تعد زوجتى أقصد لن تعد .
إبتسم عمر بهدوء وهو يدخل المنزل ثم قال : بلغها تحياتى .
صاح به خالد : لما تتمسك بها ألم تتركها .
إلتفت إليه وإبتسم مجدداً بنفس الهدوء وقال : ليس من شانك أتركها أُعيدها ألم تعلم أن إسمها
ليس مَلك بل مِلك لعمر ولى حرية التصرف معها .
قال هذا ودخل صافعاً الباب بوجهه فغادر الأخر على الفور .
كانت منذ قليل ملتصقه بالباب لتستمع إليهما وعندما إقترب تراجعت مسرعه وهى تنتفض لصفعة الباب
قال : يُعجبك ما يحدث أليس كذلك ؟ .
صمتت وهى تحاول البقاء هادئه ثم همت بالمغادره إلى غرفتها
فجذبها من ذراعها قائلاً : لم أُنهى حديثي بعد .
حاولت تحرير يدها ولكن لم يُفلتها فقالت بحده : أترك يدى .
لم يُعر لكلامها شيئا من الإنتباه ولكن أمسك يدها اليسرى الخاليه من خاتمه وقال ضاحكا : لذا نزعتى الخاتم فهو لن يتجرأ هكذا إذا لم يأخذ موافقتك أولا , هل يُسعدك الطمع الذى يُطِل من عينيه ؟
دفعته وقالت وهى تنظر إليه من بين دموعها : ماذا تريد منى أعلم ماذا تريد أجل يسعدنى خالد بكل مافيه فهو يحبنى بجميع الأحوال ولكن أريد أن اسالك شيئاً من جعل طمعه يزداد إلى أن يُصبح إصراراً إلى هذا الحد من تركنى ولم يكترث بما أشعر , إلى الآن لا أعلم ماذا فعلت وبما أخطئت ليحدث هذا ولكنى متأكده أن أمرنا كان خطئاً من البدايه ولم يكن ....
صمتت ولم تكمل
أكمل هو وقد خضعت عيناه لبكاؤها : لم يكن حباً تقصدين ذلك .
أخفت وجهها بيديها وأشتد بكاؤها فإحتضن وجهها الباكى بين يديه قائلا : لاتبكى حبيبتى أعلم أنه لم يكن حباً كان شيئاً أخر لن يعرفه غيرنا فالحب شيء قد إستهلكه الكثيرون ولن يكفينا أليس هذا ما كنت تقصديه
لملمت شتاتها من صدره وقالت : لقد تَعِبت ولا أريد الاستمرار أقنعتنى بفراقنا أتشعر بالسعادة الآن ؟ .
إختنق صوته وعيناه بالبكاء وقال : كونى سعيده أنتِ أيضاً وأعلمى أننى لن أمتلك إلا قلباً واحداً وهو يفيض بهذا الشىء الذى لم يكن حباً إياكِ أن ترتابى بهذا .
أسرعت إلى غرفتها باكيه وهو تهالك على مقعد وقال " تَعِبت لن أحتمل المزيد "
شعر بلزوجة الدماء على رأسه وتذكر الفجر الذى فاته فذهب ليغتسل مُسرعاً بالخُطى من جانب حجرتها فربما يُلهبه الوقوف اكثر قربها .
وبعد أن إنتهى من الصلاه وجدها تجمع أشيائها بعشوائيه , ثم اغلقت الحقائب وتأهبت للخروج .
قال : إلى أين ؟ .
قالت : سأغادر .
قال : ويوسف ؟
قالت : سأخبره الآن .
أسرعت إلى غرفة يوسف ثم عادت بفورها وقالت : أين هو ؟
قال : بالغرفه لازال نائما .
قالت : ليس موجوداً والفراش مُرَتب كما هو .
أسرع إلى الحديقه وهى إلى المطبخ ودورات المياه وعلى الشاطىء وحول المنزل والمنازل المجاوره
فقد أغلق هاتفه ولا يستطيعون الوصول اليه , عادوا الى المنزل بعد أن أضناهم البحث .
أخذت ملك تبكى وقالت : السياره أمام المنزل أين سيذهب وحده هكذا .
قال عمر : السياره يبدو أنها معطله .. و السائق لم نره اليوم .
قالت ملك : لم يأتى أيضا منذ يومين .
هاتفه عمر ربما يجده معه وبعدها تهالك على الأريكه بجوارها وقال : لقد ذهب للمشفى لعمل بعض التحاليل .
أخذت منه الهاتف وأخذت تصرخ بيوسف لتسببه لهم بهذا الرعب
وأخبرته أنها ستغادر ولكن طلب منها أن تنتظر حتى يأتى
فأسرعت بعودتها إلى الغرفة وعمر خرج ليجلس بالحديقه حتى يأتى " صمام الأمان "
إستغرق يوسف ساعة بالوصول ومجرد وصوله
صاح بهم : أين أنتم هناك مفاجأه .
أسرعت إليه ملك وقالت : هذا وقت المزاح أين كنت ؟ .
قال يوسف : ملك أنتِ أختى لستِ زوجتى فوفرى تَسلُطك هذا هناك من يحتاجه غيرى .
وأردف وهو يشير إلى عُلبه بيده : إلى أين ستذهبين ألن تحتفلى بعيد مولدك أحضرت كعكتك المفضلة .
قالت : لا أريد شيئاً سأغادر .
قال يوسف : ولكنى أحضرت الكعكه وإنتهى الأمر ستذهبى عندما نحتفل جميعاً بعيد ميلاد أختى الحبيبة .
وهمس إليها قائلاً : أخبرنى الطبيب أن الأدوية تأتى بنتيجة أخيراً .
ضحكت وضمته إليها قائله : حمداً لله سأبقى وسأحتفل كما تشاء أشكرك يا ربى .
ثم قبلته من خده وقالت : أنت أجمل أخ بالعالم .
ضحك وقال : سأحضر لكِ كعك دوماً فهو يجعلك لطيفه .
قال عمر بعد إن إستمع إلى حديثهما وتهامسه معها : أعطنى التقارير لأراها .
أخذ يبحث بالحقيبه التى يحملها فلم يجدها فقال : على الأرجح تركتها بالمشفى .
ودون أن يكمل هاتف عمر طبيبه المعالج فوجده قد غادر فطلب من الممرضه البحث عن تقارير يوسف وحفظها إن وجدتها
أخذ يوسف يُرِى لمَلك بعض الملابس التى إبتاعها وهو بالسوق
وبعد قليل سمعوا طرقاً خفيفاً للباب فنهض يوسف مسرعاً إلى الباب .
قالت ملك : أتنتظر أحداً ؟ .
إبتسم وقال : صديقة .
ضحكت ملك وقالت : ألك صديقات لم تخبرنى من قبل .
لم يُجبها وفتح الباب لتدخل صديقته عندما رأها عمر وقف كمن لدغه ثعبان لا بالأحرى رأى حيه
فهى نرمين زوجة خالد وزميلة عمر بالدراسه "سارقة مكانه بالجامعة "
وكانت قد تَجملت بشتى الطرق من الشعر الأشقر الى ملامحها الإصطناعية
إبتسمت بهدوء وأشعلت سيجارتها دون أن تبادرهم بأى كلمه فقط صافحت يوسف وجلست وهى تنتقل بعينيها بين ملك وعمر الذى قد استفاق من الصدمه وقال : لما جئت بهذه إلى هنا ؟ .
إبتسمت نرمين وهى تنفث بدخان سيجارتها تجاهه .
فقال يوسف وهو يمسك بذراع ملك خوفاً أن تنقض على ضيفته : سيده نرمين ضيفتى وستحتفل معنا بعيد ميلاد ملك .
قالت ملك : حسناً فلتحتفل مع من شئت أنا سأغادر .
قال عمر : إنتظرى سنغادر سوياً .
قالت نرمين : "سوياً" عمر ألم تنفصلوا بعد ؟ .
حدق بها بنظره إرتعدت منها ثم قال : لا تنطقى إسمى إتفقنا .
قال يوسف : وإذا علمت أنها تستطيع إخراجك مما أنت فيه وتبرئتك .
صاح عمر به : لا أريد تلك البراءه .
قال يوسف : لما من أجل من ؟ ثم نظر إلى ملك وقال : عذراً يا ملك أنتِ اختى ولكنكِ بجانبى
أما عمر فيجب أن أُبرء إسمه بأى وسيلة أم ستعارضينى بذلك .
جذبها عمر من يدها وقال : هيا معى لن أتركك هنا .
ونظر ليوسف وقال : لن أسامحك على ما فعلت .
قال يوسف : كما تشاء أنت اخى لست صديقى لن أكتفى بالتأسى على ما حدث لك
وأنتظر موت أمى أو أبى عند دخولك السجن وتلويث إسمك للأبد وما الثمن إنفصالك
عن ملك فلتنفصلوا ستعتادون الأمر وستحتملونه أما أبائنا لن يحتملوا .
كادت ملك على السقوط بعد الدوار الذى أصابها به يوسف الذى أسرع إليها وقال : أنتِ بخير.
ولكن عمر نزع يده من عليها وقال : لا تقترب منها أو منى مجدداً .
ذهب يوسف فأحضر إليها بعض الماء أما هى فإلتفتت لعمر وقالت : هذا هو السبب .
قال : لا صدقينى
تنهدت براحه وقالت : لا تقلق لقد إسترحت الآن لما لم تخبرنى ووفرت الآلآم تلك الأيام .
أراحها على الاريكه وقال : إستريحى قليلاً .
إلتفتت لنرمين وقالت : ماذا تريد منى يا يوسف وسأفعله ؟ .
قال عمر : لن أتركك هنا سنذهب إلى أمى .
فإبتسمت اليه وقالت : "امى" أنظر تقولها وهى ليست أمك بل أمى أنا وأنا أقول "أبى" وهو أبيكَ أنت
محق ما بيننا لم يكن حباً بل يشبهه قليلاً ولكنه أشد دفئاً وأكثر بريقاً لذا يرغب البعض بإنتزاعه
لن يستطيعوا لا تقلق فلن يمتلكه غيرى وغيرك مهما حاولوا حتى لو إفترقنا سيظل دفئه يُحيينا .
قالت ليوسف : ماذا تريد ؟
هم عمر ان يمنعها ولكنها قالت : من أجل أنس .
قال يوسف : فلنبدأ ككل يوم أكملى حكايتكما .
إبتسمت ملك وقالت : أُكملها لما ؟ وأنت تطلب أن ننهيها , وهى لما ستهتم لنا او للحظاتنا سويا .
قالت نرمين وهى تطفىء ما تبقى من سيجارتها : لا بأس أشعر بالضجر وسيسلينى ما سأسمعه
إنها المره الأخيرة على أية حال فتحدثى كما شئتِ .
إلتفتت ملك إلى عمر وإبتسمت رغم بكاءها وقالت : لم يتبقى إلا القليل أليس كذلك ؟
نظر إلى يوسف نظره يملؤها الغضب ولكن يوسف تحاشاها
بدأت ملك كعادتها كل يوم ولكن باكيه هذه المره : إنتقلنا إلى منزلنا الجديد الذى ذهبنا للتسوق
من أجله عشرات المرات حتى أثثناه كما أردنا وأهم حجرة كانت لأنس فقد كانت أوفر الغرف حظاً
من لون الطلاء الذى إنتقيناه له وكان بزرقة السماء تماماً وبالسقف صنعنا له بعض النَجمات المضيئة
التى كانت تُضحكه كلما أغلقنا الضوء .
أما نحن فكلما ذهبنا للنوم ينظر كلانا للأخر لا نصدق "هل حقا نتوسد نفس الوسادة بعد ذلك الفراق"
وكانت تلك عطلة زفافى الحقيقيه فالأخرى رغم فرحتها لم أشعر بها لأنى لم أنتقل من منزلى
فلم أجد الكثير من الفروق ولكن الان هذا بيتى انا وانا فقط المسؤله على ما فيه
لم أجد عمل فإستراح عمر لذلك خوفاً على من الإرهاق وإتفقنا أن ننتظر حتى أجد عملاً يستفز قدراتى
ولا أُجهد نفسى لمجرد الجلوس إلى مكتب إكتفيت بمطالعة الكتب وشبكة الإنترنت
حتى أرى كل جديد بتخصصى بجانب رعايتهما التى لا تعتبر من المهام الهينه مطلقاً
فكلا منهم له زوقه بالطعام عمر يُحبه حار وأنس كجميع الأطفال عكسه وهذا كمثال فقط
رغم تعلق كلاً منهما بالاخر حتى أنه بدأ يخبره بأجزاء السياره عندما إبتعنا واحده
"مجنون عمر أيريد أن يعلمه القياده بهذه السن " .
تحسنت أحوالنا الماديه كثيراً بعد عمله بمشفى أستاذه الإستثمارى ولكن بجانب ذلك لم أعُد أراه تقريباً
حتى يوم العطله يقومون بإستدعائه .
بالماضى كنا لا نجلس إلا قليلاً ولكن بهذه الأيام إنعدم هذا القليل ولم أغضب منه
على العكس كنت أَرِقُ له فقد زاد إرهاقه كأن المشفى لم يعد بها غيره .
بعيد ميلاده أخذت أفكر قبلها كيف سنحتفل به وهو يغادر مبكراً ويعود متأخراً للغايه .
ووجدتها .... قبل الفجر بساعة قمت بإيقاظه نظر إلى بنصف عين مفتوحه وقال : كم الساعه ؟
قلت : الثالثه فجراً .
فجذب الغطاء مجدداً وقال : أيقظينى بعد ساعة لأصلى الفجر .
جذبت منه الغطاء وأضئت الحجرة
بعد عبارات الغضب لأنى أيقظته صمت عندما رأنى أقف أمامه مرتدية ثوب زفافى
إعتدل وهو يبتسم قائلاً : ما هذا هل سنتزوج مجدداً ؟ .
ضحكت وقلت : أجل ما رأيك ؟ .
جذبنى بجواره وقال : لا مانع مطلقاً .
نهضت وقمت بجذبه من الفراش وقلت : هيا أريد أن أُريك شيئاً .
شَعُرت به خَجِلاً منى عندما رأى ما صنعته من أجله
جلسنا وهو يتحاشى النظر إلى فقلت : ألن نطفىء الشموع ؟ .
ضمنى وقال : أحبك ......لا تكفى أليس كذلك ؟
تشبثت به وقلت : بل هى فقط تكفينى .
قَبِل جبينى وقال : مُرغم على هذا التقصير سامحينى .
سمعنا حركه بجانبنا فوجدنا أنس قد إستيقظ وأخذ يعبث بالبالونات ولكن عندما لاحظ ثوبى يبدو أنه أعجبه أخذ يُمسك بالأشياء اللامعه به وهو يضحك ضحكته التى أعشقها عندما يُظهر تلك السنتين الاماميتين
فيبدو حينها كأرنب صغير , أغلقنا الضوء وأطفئنا الشموع نحن الثلاثه .
صمتت قليلاً وقد إنسابت دموعها فضمها عمر وقال : لا تُكملى رجاءاً
إبتسمت وقالت : من أجل أنس أخبرتك .
نظر ليوسف وقال : إذا حدث لها شيء لن أتساهل معك مطلقاً .
ربتت ملك على يده وقالت : إهدأ أنا بخير .
أكملت : " كان عمر يزداد إنشغالا بأشياء كثيره ليس فقط عودته بوقت متأخر هى ما تؤرقنى
ولكن ما أشعر به كلما رأيته كأن جبلاً من الهم قد إنصب فوق كتفيه ولا يستطيع إزاحته
حتى وهو بجانبى يضمنى كمن يطلب الأمن والإختباء من المجهول
وعندما أسأله يخبرنى أنه يفتقدنى ليس أكثر فأقترب منه وأغوص برأسى فى صدره ربما يُذهِب حُزنه
الذى يُميتنى كل ليلة .
بعد تلك الأيام بدأنا نتشاجر وستسألون متى بالهاتف عندما أهاتفهفيحتد على لأتفه الاسباب
ويعود مساءاً وأنا أُقسم وأتوعد أن لا أكلمه فلا أجد من نفسى بمجرد سماع خطواته على الدرج
إلا أننى أسبقه وأفتح الباب فيضمنى بشدة .
كنت أشعر أن هناك أمراً كبيراً مخيفاً ولكن ما هو لا يخبرنى
فقط يقول : أفتقدك " أى إفتقاد هذا الذى يفعل به ذلك " .
حتى أتى هذا اليوم يوماً طويلاً لم يسبق أن رأيت يوماً بطوله
عندما قذف أحدهم جريدة من عقب بابنا , كنت مستيقظة للتو فتحت الباب قليلاً لأرى من بالخارج فلم
أجد أحداً , أغلقت الباب وأمسكت بتلك الجريده وبمجرد النظره بالصفحه الأولى فقط جمدت الدماء بعروقى
" طبيب المشفى الإستثمارى يُهدد الممرضات للحصول على أدوية مُخدره بدون تصريح "
" بالصور كيف تحرش طبيب المبادىء بإحدى ممرضاته "
الكثير والكثير من العنوايين .........
أغرقت الجريدة ببكائى ثم دق الباب وقبل أن أفتح أُلقى بمغلف فتحت الباب لأرى من ألقاه
وجدت طفلاً يهبط مسرعاً أغلقت الباب وفتحت المغلف وأنا أخاف ما به
وجدت الكثير من الصور .........
جعلتنى اتقيىء وازداد بكائى وانا اقلبها جيدا "هذا عمر لا ليس هو "
هاتفته فوجدت هاتفه مغلق فهاتفت يوسف كنت حينها أبكى وأسير يميناً ويساراً لا أعلم ماذا أفعل
وأنس حبيبى ينظر إلى وقد بدأ يبكى هو أيضا فجاهدت نفسى وإبتسمت وأجلسته بحجرته ليشاهد الرسوم المتحركه ورفعت مستوى الصوت حتى لا يسمعنى .
دق الباب مجدداً كان يوسف قال : ماذا حدث ؟
ألقيت بنفسى بصدره وأعطيته الصور وقلت : أنظر .
فألقاها كمن لدغه ثعبان وقال : ما هذا ؟
قلت : عمر .
قال : إنتظرى .
أخذ يُلملم الصور وينظر إليها جيداً وأنا لا أعلم لما ينظر بها , وبعد تفحصه بزوجى الذى ظننت حينها أنى لم أعرفه يوماً .
ألقى بهم وقال : إجلسى وإهدئى كلهم مزيفين ولكن قام بتركيبهم فنان محترف يمكن أن يُخدع بها حتى بعض الخبراء .
مسحت دموعى وقلت : حقا أم تقول هذا فقط لتُهدئنى .
قال : أقسم لك أنها مزيفة .
وجلس بجانبى وجعلنى أرى أشياءاً طفيفه عندما تلاحظها ترى بالفعل التركيب واضح .
سمعنا حينها المفتاح يدار بالباب كان عمر, إبتسم قليلاً وقال : السلام عليكم .
قام يوسف بمعانقته عندما رأى ما به كان يبدو خائر القوى ولكنه تحول إلى شخص أخر
عندما رأى الصور أمامى على المنضده دبت به شراسه لم تنتمى إليه يوماً وعيناه توهجتا بالغضب
وهو ينظر إلى ودموعه تسبقه قائلاً : هل صدقتيهم أنتِ أيضاً ؟
إحتضنته وإرتفع بكاءنا ولكنه ظل يردد : هل صدقتيهم ؟
قلت : لا وإزداد تشبثى به .
ولكنه أبعدنى وقال : لم يتبقى شىء لقد وصمونى للأبد .
ولم يكتفوا بذلك بل وصلوا إليكى أخذ يجمع الصور والجريده وهو يُخفيهم من عيوننا بالمغلف ودموعه لا تتوقف .
قال ليوسف : إبق هنا حتى أعود .
فسددت الباب بيدى وقلت : لن تذهب خذنى معك .
أبعدنى وقال : يجب أن أنقذ إسم إبنى .
فتح الباب فجهشت ببكاء غبى ليتنى لم أفعل ذلك فعاد وضمنى قائلاً : سأكون بخير .
ونظر إلى يوسف يوصيه بى وذهب لم أدرى بعدها ما حدث إلا وأنا بالمشفى ويوسف بجانبى يبكى بصوت أيقظنى تلفتت حولى وقلت : أين عمر ؟
وجدت أبى وأمى يبكيان أيضاً ولم يجيبنى أحد .
صرخت بهم باكيه : ماذا حدث ؟ وأين أنس ؟
أريد أن أراه إزداد بكائهم دون إجابه فصفعت يوسف وقلت : أين أنس أئتنى به ؟
لم يستطع فقد فارقنا أنس ولم يعد معنا بتلك الحياه المظلمه .
لم أهنىء به كثيراً فقط أربع سنوات أنجبته وأنا بالثامنه عشر لا أعى بعد معنى الأمومه
فلعبنا سوياً وأصبح رفيقى بغياب أبيه .
لم أعى حينها ما حدث إلا بمرور أسبوعان على إعطائى المهدئات كلما إستيقظت حتى هدأت قليلاً
وقص لى يوسف ما حدث عندما عاد عمر ليضمنى بعد فتحه للباب هبط أنس ونحن بالطابق الثانى
وسبقه إلى السياره التى غفل تركها مفتوحه فصعد بها وركب عمر ولم يلحظ وجوده بالمقعد الخلفى
هذا ما عَرفه يوسف ووجود شاحنه قد دهست سيارتهم ومات سائقها
كان عمر لازال بغيبوبه إمتدت ثلاثة أسابيع أفاق بعدها
فإبتسم لى عندما رآنى فإحتضنته غافله ما به من جروح وكسور
عندما علم بموت أنس لم يبكى أو يفعل شيئاً فقط قال : أريد يوسف .
وعندما جاء قال : خذنى إلى المنزل .
ذهبنا ولكنه لم يدخل إلى غرفتنا بل إلى غرفة أنس ساعده يوسف للجلوس على أحد المقاعد
فوجد بجانبه بعض السيارات الصغيره قام بتشغيلها على يده ثم أوقفها ليُقبلها ويضعها مكانها مجدداً
ثم أغلق الضوء ونظر إلى السقف المضىء بالنجمات , جلست بجانبه ولكنه لم ينتبه إلى
لم يبكى يومها ولا بالأيام التى تليها حتى برئت جراح جسده
والجرائد لا تكف عن ملاحقته بالصور وشهادات الممرضات كأنه كان متفرغا لأخذ تلك الصور مع هؤلاء المشبوهات .
كنت أخبئها منه ولكنه عندما يراها لا يكترث ويلقى بها جانباً دون إهتمام .
لم يعد يفعل شيئاً غير الجلوس وحيداً بغرفة أنس المظلمة
وحدها الصلاة التى تُخرجه منها ليتوضأ ويعود بها مجدداً ليصلى .
خشيت عليه كثرة الجلوس بتلك الغرفه فإدعينا أنا ويوسف أن أمى مريضه وتريده
وكانت بالفعل مريضه ولكنها لم تطلبه يومها جاء يوسف فذهب معه
وعند عودته دخل الغرفة كنت جمعت كل الدمى حتى قمت بإخفاء النَجمات المضيئه بالسقف بطلائها جيداً
صرخ بى : لما فعلتى هذا ؟
إحتضنته وقلت : إهدأ حبيبى أليس قضاء الله ويجب أن نصبر .
كأنه لم يسمعنى أخذ يتلفت مجددا كالتائه ويقول: كانت تضحكه تلك النجمات كثيراً
أخذتِ أيضاً اللوحات توجد واحده قام برسمنا فيها نحن الثلاثه , كانت تُعجبه الألوان .
بكى أخيرا ودفعنى عنه قائلاً : أنتِ لا تحبينى كنت أراه وأسمعه بالغرفه أحيانا لن أراه هكذا مجدداً
أخذت أبكى فإقترب منى ومسح رأسى بيدين مرتجفه قائلاً : لا تبكى .
صمت قليلاً ثم قال : لن أراه مجدداً أليس كذلك ؟
ثم جلس على أرضية الحجره الفارغه وقال : صدقينى لم أعلم بوجوده بالسياره لو رأيته لأخرجته
قبل أن يقوموا بدهسنا , سمعته وحاولت جلبه ولكن هناك من ضربنى بقوه على رأسى ولم أشعر بشىء بعدها .
إشتد بكائى وبكاؤه الذى حبسه طيلة أشهر طويله وأخذ يضمنى ويقول : رائحتك مثل أنس .
غفا بين ذراعيى بعد أن بللنا أرضية الغرفه ببكائنا وعندما إستيقظت لم أجده
بحثت بالشقه ولكن لا أحد فذهبت لأبى وأمى ولم أجده أيضاً هناك
مر شهر وقد بحثت عند جميع أصدقاؤه وأقاربنا ولكن لا أثر له
فعدت إلى غرفتنا بمنزل أبى وطرقت جدار فراشنا وبكيت عالياً ربما يسمعنى ويأتى .
كان يوسف بهذه الأيام بدأت أعراض مرضه فى الظهور دون أن ننتبه لذلك
ولكنه لم يتركنى يوماً دون أن يبحث معى أو دونى .
حتى جاء هذا اليوم بجانبى وأنا أبكى بالفراش فقبل جبيبنى وقال : لقد وجدته .
إنتفضت واقفه وقلت : أين ؟
أعطانى العنوان ثم أوصلنى وعاد على الفور
كان بأخر مكان خطر ببالى بالفندق الصغير الذى ذهبنا به بالعطله
طرقت الحجره ويدى على عين الباب كى لا يرانى
ظل يقول : من ؟
وأنا لا أجيب
حتى فتح الباب صُعِقت لرؤيته إشتد نحولا كأنه لم يأكل منذ غادرنى
وبمجرد أن رأنى إختطفنى بين ذراعيه ليضمنى تلك الضمه المؤلمه كلما إشتد افتقاده لى
لم أدرى كم من الوقت مر ونحن هكذا إستيقظت وجدته يجلس بالظلام على مقعد بجانب الفراش
إقتربت فجثوت على الأرض بجانب مِقعَده وقلت : ما رأيك سنسافر ونعمل معا هناك
وأمى وأبى ويوسف سنراهم لأنى سأدخر من دخلنا الكثير صدقنى سأستطيع فقط دعنا نغادر.
إحتضن وجهى بيديه وقال : لا أستحقك .
قبلت يديه وقلت : دعنا نغادر من أجلى .
قال : لا سننفصل يكفيكى ما حدث .
قلت كأنى لم أسمعه : من سينفصل عن من أنا وأنت , ألا يكفى أنى حُرِمت من إبنى تريد حرمانى منك أيضاً .
أبعدنى عنه بقوه وقال : لم أعد أُريدك أو أُريد شيئاً فما حولى إلا الموت .
أخذت أبكى ولكن دون أن يُرجِعه عن قراره فقد أخذنى بالقوه وركبنا عائدين مجدداً .
وعندما عدنا وجدنا ما حدث ليوسف قد حدث والقضيه لا زالت قائمه
ورغم أننا قد وكلنا أكثر من محامى بمساعدة يوسف الذى أصبح يمتلك أَشهَر شركة برمجه
بالوطن العربى على رغم صغرها ولكن عمر موقفه لازال سيئاً ويزداد سوءاً .
نظرت إلى عمر وقالت : ألم أقل لم يتبقى إلا القليل ولكنى سأسألك سؤالاً ما ذنبى بكل هذا ؟
قال عمر : ذنبك أنى أحببتك .
يتبع ...
|