كاتب الموضوع :
f_troy2010
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
"اليوم الرابع" إستيقظت ملك ....
قبل أن يغادر الخيط الأبيض أخيه الأسود ويُعلن المُؤذِن عن الفَجر .
أخذت تفتح عينيها وتغلقهما حتى أفاقت ورأت يوسف أمامها فإعتدلت على الفور
وقالت بفزع : ما بك هل انت بخير ؟ .
ربَتَ يوسف عليها ليُطمئنها قائلا : أنا بخير أريد أن أخبرك بشىء قبل ان يصحو عمر .
مسحت عن وجهها ما تبقى من نوم وقالت : ماذا ؟ .
جلس بجانبها وقال هامسا : أتعلمين من جاء الان ؟ خالد .
قالت بتعجب : من ! ولما ؟ .
قال يوسف : أنا أخبرته أن يأتى اليوم لأساله عن تلك المعلومات التى ستُفيد عمر بالقضيه وأردت أن يكون بهذا الوقت لكى لا يشعر عمر .
تابعته بعينين حائره مستحثه له أن يكمل .
فقال يوسف : بالبدايه تشككت به لم أنسى أنه كان يحاول التودد إليكى أثناء سفرعمر ولكنه أرانى أدلة صدقه وبأن هناك من دبر لعمر كل ذلك كما توقعنا .
قالت ملك : من هو ؟ .
قال يوسف : لن يُفيدك أن تعلمى الآن ولكنى أخبرتك لتعلمى أن الأمر قد خطط له بمهارة شديده وأن عمر برىء من كل ما نسبوه إليه .
بكت وقالت : وهل تظن أنى أشك بهذا .
ثم تشبثت به قائله : من سيكرهه الى هذا الحد ؟
ضمها يوسف ليهدئها وقال : لن أُخبرك فلن يُفيد أن تعلمى فقط أخبرتك لتعلمى أن أخى هو أخى لم يتغير وأتركى الباقى لى سأتكفل به لا تقلقى .
ثم أردف وهو ينظر نحو باب الغرفه : الشىء الذى ستفعلينه والذى سيُفيد عمر حقاً أن تلتزمى الصمت والهدوء وإلا لن أُخبرك بشىء لكى أحافظ عليه .
نهض وقال سأذهب لأوقظه الآن فقد حانت الصلاة وقبل أن يغادر إلتفت إليها مبتسماً وقال : أتعلمين لما كنت أغار منكِ بالصغر لحدسك الذى كنت أنكره داخلى وأقول إنها مصادفات علمت اليوم أنه لا وجود للمصادفات وأن قلبك من أنقى القلوب لذا يشعر أكثر من قلوب الأخرين .
قالت ملك : ماذا تقصد ؟ .
قال يوسف : لا شىء .
غادر وتركها غارقه بالحيره القاتلة لم يُنقذها منها إلا صلاة الفجر وسجودها ودعاءها الذى قد أطالته حتى خدرت ساقيها "اللهم ارزقنا السلام مجددا "
عادا من جولة الصباح ليجداها كالعاده تُعد الإفطار فإغتسل كلاً منهما حتى إنتهت وجلسوا لتناول الطعام
كان عمر يأكل بشهيه هذا اليوم ووجهه مرتاحاً بعد قسطاً وافياً من النوم .
ولكن يوسف لا يُحب الأجواء الهادئه فقال متصنعا البراءه : لقد إستيقظت بالأمس ولم أجدك على الأريكه فذهبت لغرفة ملك فلم أجدها أيضاً
وعندما نظرت من النافذه وجدتكما أمام الشاطىء وكنت تحيط ملك بالشال فأردت أن أنضم للحديث معكم ولكن الهواء كان بارداً فأثرت العوده الى فراشى الدافىء .
ظلا متسمران وقد إحتبست الكلمات بحلقيهما
حتى قالت ملك : أ....أ ..أنا ايضا شعرت بأحد يخرج فوجدته عمر وكنت أريد أن أساله شيئاً .
إبتسم يوسف قائلاً : خمنت هذا وأعلم أيضا أن عمر لا يُحب العُتمه ولكن الطقس بارد ليلاً أخشى أن يُصاب أحدكما بالبرد فمن سيعتنى بى حينها .
قال هذا وأخذ كوب الأعشاب الدافىء الذى أعدته ملك وقال : سأسبقكم لكى نُكمل عندما توقفنا بالأمس .
إتفقوا أن تُكمل ملك من نزهة الشاطىء .
بدأت فقالت : كان أخر إختبار لعمر بالجامعه أخذنا دون ترتيب وجمعنا أشيائنا بعشوائيه
لنذهب نحن الثلاثه فى رحلة لإحدى الشواطىء الهادئه كان الطريق طويلاً بالحافله
وعمرمشغولاً بأنس كلما مررنا على شىء يخبره بإسمه وبعد فترة غفا أنس وتبعناه أنا وعمر
ولكن لغفوه قصيره وإستيقظنا على بكاء طفل بجانبنا فزعنا أنا وهو خوفاً على أنس
ولكنه كان نائماً بحجرى فتلفتنا وجدنا إمرأه شابه هادئة الملامح تحاول تهدئة طفلها
فيزداد صِراخاً نهضنا إليها لنحاول المساعده كان الطفل المسكين يشتعل من الحراره
ولحسن الحظ كان معى خافض للحراره طبيعى التركيب فأعطتيته إليه وما من دقائق حتى بدأ طفلها فى الهدوء وغفا بعد قليل .
مر الطريق ونحن نتبادل معها اطراف الحديث وانس وطفلها قد بدأوا فى اللعب وهما على حجرينا
إندهشت هى لزواجنا بتلك السن وبعدها روت علينا ما حدث لها قصتها كانت مقاربه لقصة أمى كثيراً
ربما لذلك بكيت وأنا أسمعها ولكن عمر وكزنى لكى لا أجدد أحزانها
فهى أرمله شابه ولديها طفل وتذهب من مدينتها الصغيره إلى القاهره فى زيارات كثيره
لإتمام أوراق المعاش لزوجها التى إمتلئت بالتوقيعات والطوابع وأشياء كثيره تَعِبَت من سردها دون جدوى
فطرأت لى فكره ربما يستطيع أبى المساعده فى مشكلة تلك المرأه فهو يعمل بمجال التعليم
مثل زوجها وبالفعل هاتفناه ووُفِقَ أبى والحمد لله لحل مشكلتها فهو والحمد لله ذو سيرة طيبه عند الجميع
وصلنا جميعا وكانت المرأه بنفس المدينة التى كنا نقصدها فأوصلناها أولاً وبعدها ذهبنا لفندق صغير
حجزنا به وفور رؤيتى للفراش تهالكت عليه كانت عندى رغبه مُلِحه للنوم
ولكن زوجى العزيز لم يدعنى فقد جذبنى من الفراش ولم يتركنى حتى أَذعَنت لأوامره
لنقوم بنزهة بذلك الوقت فإغتسلت وبدلت ملابسى وأحضرنا أنس وذهبنا للشاطىء .
كان المكان هادئاً فلم أرى أحداً غيرنا وكان لنَسيم البحر المُنعش مفعوله فقد زادت رغبتى بالنوم أكثر
على عكس عمر الذى كان يمرح مع أنس بالمياه وهو يعلمه السباحة بهذه السن لأن أبى علمه أيضاً وهو بنفس العُمر وبعد قليل جاء ووضع أنس بجانبى فقد غفا من كثرة اللَعِب ألبسته ثيابه وظللنا جالسين كان الجو رائعاً بالفعل فلا يوجد أحد حولنا ورغم الظلام لم أشعر بالخوف كنت أريد أن أجلس هكذا أطول وقت ممكن رغم إرهاقى الذى لاحظه عمر
فقال : أمرهقه الى هذا الحد أم لازلتى متأثره بقصة المرأه ؟ .
قلت : حقاً تألمت من أجلها فهى صغيرة على تلك الهموم .
فقال وبعينيه بريق المزاح : بالفعل فهى شابه جميلة .
لم أُجبهُ .
فقال وبريق المزاح يشتد بعينيه : ماذا تفعلين إن أحببت غيرك ؟ .
صَمتُ قليلاً .
فقال : الجواب صعب لهذه الدرجه ؟ .
قلت : بالتأكيد فأنا أفكر أى طُرق القتل أشد إيلاماً .
إنفجر ضاحكاً وقال : أنتِ تقتلين.....لا تستطيعن أن تُشاهدى دجاجه وهى تُذبح .
قلت : سأتعلم لا تقلق .
أخذ يضحك .
فقلت : وماذا إن كان العكس وأحببت غيرك ؟ .
إبتسم وقال : لا هذا من الأمور المستحيله .
إغتظت منه وقلت : ولما ؟ لا توجد مستحيلات .
قال وهولا زال مبتسما : لا توجد مستحيلات عدا أن تُحبى غيرى .
شعرت بالضيق من كلماته فقمت بالنهوض ولكنه أجلسنى مره أخرى قائلاً : زال عنك النوم أخيراً كنت أعلم أن هذا سيوقظ جميع حواسك .
لم أجبه وأشحت بوجهى عنه .
فأحاطنى بذراعيه ثم قال : إن أحببت غيرك هل أكون عمر؟
وهل سيظل الحب حباً إن خلا من حبى لكِ .
قلت "وقد أرضى غرورى قليلاً " : لما لا تتكلم دائماً هكذا .
أراح جبينه إلى جبينى وقال : لستُ جيداً بتلك المُغازلات .
قلت : أرغب أحياناً أن أكف عن حُبَك .
نظر إلى متشككا فى أن يكون ذلك مزاحاً
قلت : أمراً مؤلم أن تكون دائم التفكير بشخص إلى أن تشعر بقلبك يتفتت إلى أجزاء صغيرة
ويعود فى الإلتئام بمجرد رؤية ذلك الشخص وهكذا أنا ولا أستطيع أو أريد أن أكُف .
قَبَل جبينى وقال : أُحبك يا بيتى .
ضَحِكت وقلت : بيتُك .
هز رأسه مؤكداً وقال : بيتى وموطنى وفراشى الدافىء ورائحة ذلك البحر وعبير زهره غنى إليها عصفور جميل دونك سأصبح دائم الهجره , فقبل أن تَمَلى حُبى أخبرينى أولا أين أذهب منكِ ؟ .
فقدت الكلمات مجدداً ولا أدرى إن كُنت أتوهم أم أن الدقائق قد تلكأت بالفعل
لم أفق إلا على صوت بعض الناس يأتوا من بعيد فَحَمَل أنس وغادرنا .
كانت العطله كحُلم لا أريده أن يُفارقنى لم أُخطط لها و كانت أسعد أيام حياتى أو من أسعدها فأسعد يوم لم أذكره بعد .
عُدنا ونحن بحاجه إلى أسابيع طويله للنوم ولكن لم نلبث أن أفرغنا أغراضنا
حتى أتتنا صاعقه قلبت حياتى رأساً على عقب قام مجلس إدارة الجامعة بتعيين نرمين كمُعيده بدلاً من عمر
مرت عدة أيام نبحث الأمر إلى أن علمنا أنها مسألة وساطة
فهذه رغم أنها بالمركز الثانى ولكنها إبنة عميد الجامعه , وببساطه ضاع حقه من أجل الوساطة المقيتة
شَعُرت بعالمى ينهار هذه المره رغم أن عمر يَدعى أن الأمر لا يعنيه بعد أن رفع دعوى قضائيه على
مجلس إدارة الجامعه وهو يعلم جيداً كيف تسير تلك الدعاوى فى بلادنا ولكنه رفعها أخذاً بجميع الأسباب
تلك الهزيمة التى باتت تسكن عينيه تُشعرنى أن إرتباطنا المُبكر سبباً لكل هذا , دموعى بتلك الأيام كانت صديقتى الوفيه .
وبإحدى الليالى جاء مُتعباً بعد دوامة العمل بالمشفى والمستوصفات الانهائية .
تناولنا العشاء وجلس لملاعبة أنس قليلاً ثم نام بين يديه تأملت تلك الهالات حول عينيه وبدأ بكائى
"ماذا أفعل كى أُخفف عنك حتى حُلمك بالجامعه قد سُرِقَ منك ليتك تشتكى "
إستيقظ على صوت بكائى فنهض فزعا وقال : ما بكِ ؟ .
وإلتفت حوله فوجد أنس نائم بجواره فتنهد بإرتياح وعاد ليسألنى مجدداً : ماذا حدث ؟ .
قلت : لنتحدث غداً ؟ .
إعتدل وقد ذهب من عينيه النوم وقال : أخبرينى الآن ماذا حدث .
أخذت أبكى فلم يفهم ما أقوله بالبداية .
فهدئنى قليلاً وقال : أخبرينى بهدوء .
قلت : أعلم أنى من تَسبب ببعثرة حياتك على هذا النحو وهذا الشعور يميتنى ببطء كل ليلة .
صاح بى : ألهذا تبكين ؟ .
وأخذ يقلب كفيه ويقطع الغرفه ذهاباً وإياباً ثم إقترب منى وقال بصوت من قد نفذ صبره : إلى متى سأستمر بإثبات حبى لكِ وأنتِ إلى متى سيذول هذا الإعتقاد من ذهنك " عمر أنا من يعرقل طموحك أنا السبب بكل شىء " , ألستُ رجلاً بنظرك يستطيع تحمل مسؤلياته ؟ .
لم أُجبه فإزداد غضبه وقال : هل تشعرين بالندم لأنك قد إرتبطتى بى كان يَلزَمِك شخص جاهز أليس كذلك ؟
إنتفضت من كلماته وقلت : أتعتقد بى هذا ؟ .
قال : أنا لا أستطيع فَهمِك أعمل طوال اليوم ولا أراكم إلا لساعتين قبل النوم فماذا تريدين إذن ؟ .
خبئت وجهى بيدى وجشهت بالبكاء وقلت : أُريدك أنت .
هدأت عاصفة غضبه وجثا بجانبى وهو يزيح يداى من على وجهى
وأخذ يمسح دموعى ثم ضمنى إليه وقال : أنا بجانبك حبيبتى لما البكاء اذن ؟ .
قلت وأنا أتفحص وجهه كمن يريد التأكد : هل أنت عمر ؟ . وأومأت برأسى نفياً
ثم أردفت : أين حُلمك الذى كان يضيء عينيك , كل ما يشغلك أن توفر لنا بيتاً وشيئاً فشيئاً ستغفله تماماً.
قال : أتريدين أن نظل هنا دائما أنس عمره عام ألن يحتاج غرفه قريباً .
مسح عن وجنتاى ما تبقى من دموع وقال : أتريدين مساعدتى حقا توقفى عن البكاء لأن هذا ما يُرهقنى بالفعل وإستمرى بالدعاء لنا
أراح رأسى للوساده ودثرنى بالغطاء جيدا ثم قال : نامى الآن لتستعدى غداً فانا سأدعوكى أنتِ وأستاذ أنس للغداء بالخارج .
قلت : ولما التكاليف لا أريد .
أغلق الضوء وإتجه مره أخرى للفراش ثم أحاطنى بذراعيه وقال : نامى قبل أن نبدأ شجاراً من جديد .
ذهبنا للغداء وكان بالفعل له تأثير جيد فقد هَدأتُ كثيراً لتواجده بيننا
يبدو أن هذا ما أفقدنى أعصابى تلك الأيام كان يُمتعنى رؤيتهما سوياً وهما لا يَملان اللعِب
وكل منهما يتبارى فى دغدغة الأخر , وجميع من بالمطعم يلتفتون إلينا ويضحكون
وانا أقرأ سراً الآيات كى لا يُصيبنى بهم مكروه .
عدنا بعد أذان العشاء بقليل فوجدنا زائر غريب لم أره من قبل
أخذت أنس وإتجهت لغرفتى وعمر صافح الرجل بحرارة وعَرفهُ بأبى
إنه استاذه تذكرت حينها أنى رأيته عندما ذهبت إليه مرة بالجامعه .
غادر الضيف وترك عمر غارقاً بحيره .
بعد قليل أحضر الشاى لنحتسيه سوياً بالشُرفه وقال : كان يوماً جميلاً أليس كذلك ؟ .
تذوقت الشاى بإستمتاع وقلت : أستطيع تمييز مذاقه بين مئة كوب , كيف تُعده لذيذاً هكذا ؟ .
ضحك وقال : أنتِ الوحيده التى تقول هذا أعددته لأبى مره تناوله ولكن منعنى بعدها أن أصنعه له مره أخرى .
قلت : ماذا قال لك الضيف وتركك هكذا .
قال وهو يتجنب النظر إلى : إنه حزيناً لما حدث وبعض جُمل المجاملات المعروفه .
قلت : أخبرنى أنا لست غبية ماذا حدث يا عمر ؟
ضحك وقال : سأُخبرك لأُريح نفسى لقد رشحنى لمِنحَة الماجستير هذا العام بالجامعة .
فرحت وقلت : حقاً .
قال : أجل ولكن لا تبتهجى كثيراً لن اسافر .
قلت : ولما ؟ .
قال : لن اترككم هنا وأذهب لأدرُس وجودى هنا أهم .
قلت : ستسافر لا نقاش بذلك .
قال : لما ؟ تريدين التخلص من شعورك بالذنب لقد مللت حقا .
قلت : أليست فرصه لن تتكرر .
قال : هناك سأركز فقط على الدراسه وأعود بعد أربع سنوات لأؤثث منزلاً دون نقود أولويات حياتنا أهم من الطموحات والأحلام مُحتَمَلة الحدوث .
قلت : يمكن أن تعمل هناك ونؤثث منزلاً كما تريد ولكن ستعود بما تطمح له .
حاولت إقناعه بشتى الطرق ولكنه غضب منى وإتهمنى بالقسوه لتَقبُل بتعاده بتلك البساطه .
فإمتنعت عن الطعام والشراب لفتره حتى وهنت صحتى تماماً وإضطر بعدها للموافقة
دفعته لذلك السفر حتى وافق وأصبحنا بالمطار وأنا لا أدرى أو أرى شيئاً سوى مغادرته وفراقنا لأربع سنوات
شعر بإرتجافى فإشتد ضمه لي وإختلط بُكائنا رغبت أن أقول إبقى لا يَهمُنى ان تكون طبيباً مرموقاً
أريدك بجانبى أنت أمانى بتلك الحياة ولكن الكلمات تبعثرت ولم أجد لها محلا .
فقط أتشبث بذراعه كمن سيأخذوه من أمه حتى جذبنى أبى عند سماعنا نداء رحلته
وأخذوا يهدئونى بكلام لم أسمعه فقد كان نظرى مُعَلق بهِ حتى رأيته عائداً إلينا مهرولاً .
هل عَدلَ عن الفكره ..... ؟
وقبل أن تتلاعب بى الأمانى وجدت أنس على ذراعه غفلت أن أخذه منه فأعاده إلينا وضمنى مجدداً ثم أسرع إلى الطائره
حلقت الطائره وعيناى تحلقان معها وأبى يحتضنى وهو يبكى لفراقه وانا أنظر إليهم
"كيف وافقتونى على تلك الحماقه"
توقفت ملك عن الكلام عندما رأت عمر وهو يُغلق سترته جيداً
قال يوسف : عمر تبدو مريضاً .
قال عمر : لا الجو بارد فقط .
أسرعت ملك باحضار شىء ساخن له وأخذت تُلِح عليه أن يرتاح قليلاً ولكنه أصر أنه بخير
فأكملت مضطره : مر اليوم يليه أخر حتى مللت عدها ولولا الدراسه وأنس الذى ألاحقه طوال اليوم
لكى لا يكسر شيئاً أو يؤذى نفسه ما إحتملت
وأصعب لحظاتى عندما ينام الجميع يأتينى خوف لا أعلم مصدره ويجرفنى الحنين إلى جدارنا الخشبى وطرقنا إليه سويا .
وبإحدى أيام الجامعه كانت هناك رحله ولم أسجل إسمى بها فلم أعتاد الذهاب بهذه الرحلات .
فذهب معظم الطلاب لدفع الرسوم وأنا ذهبت إلى المكتبه لأُنهى أحد الأبحاث .
فوجدت كتاب عن البلده التى يسكنها عمر فرحت به وجلست لقرائته وغفلت ما جئت لأجله
كنت اقطع السطور بلهفه كأنه يكلمنى من بينها أو ربما أجده يُلَوح لى بالصور المرفقه
إستسلمت لبكائى وأخذت ألتفتت حولى خوفاً أن يشاهدنى أحد , وما خفت منه قد حدث .
فقد كان خالد يجلس بالمقعد المقابل لى إنتفضت عندما رأيته
فأعطانى منديلاً لأجفف دموعى وتعللت أنها من الغبار الذى يغطى الكتب .
فقال : لما لم تسجلى إسمك بالرحله ؟ .
قلت : لا أريد .
قال : لما أنتِ تحتاجين الترفيه ولو قليلاً ؟ .
قلت وقد بدا على الضيق : زوجى لن يوافق أن أذهب وحدى .
إبتسم ولا أعلم إن كان يقصد بها السخريه أم لا ثم قال : فليأتى إذن المهم أن ترفهى عن نفسك فالجميع يرى أنكِ تعيسه .
رغبت أن أصفع ذلك الأبله الذى لا يفقه أو يفهم شيئاً
ولكن انقذه منى هاتفك عندما أخبرتنى أن أنس مريضا فأسرعت بالذهاب
وإذا به خلفى طلب أن يوصلنى ولكنى رفضت وركبت سيارة أجرة
صعدت الدرج مهروله والحمد لله وجدت أبى قد أحضر الطبيب وأعطاه دواءاً جعله يستغرق بالنوم
أحتضنته وقد كنت بحاجه لأى سبب فإنخرطت فى بكاءٍ شديد .
فسمعتنى وأتيت لترى ما حَلَ بى ولكن دق الباب كان خالد إستقبلته أنت وأخبرته أنى نائمه ولن أستطيع مقابلته فإنصرف
وعدت لكى تعلم ما أبكانى هذا اليوم فأخبرتك بما فعله خالد بالمكتبه و بشجارى أنا وعمر القديم بسببه
كنت على وشك أن تلحق به وتوسعه ضرباً ولكنى أشعرتك بتفاهة الموضوع
بعد لحظات ذهبت إلى غرفتك وعدت إلى وبيدك هاتف وقلت : هذه هدية ميلادك هذا العام تستطعين مهاتفة عمر منه الان
وتركتنى لتشملنا الخصوصيه التى حُرِمنَا منها
فكنا نتحدث خلال الأسبوع مرة او مرتين عن طريق الإنترنت ولكن وسط الجميع
وفوق هذا أفتعل إبتسامه كى لا يشعر بالقلق وهو يكفيه ما فيه
أعلم أنها سذاجه ولكن عندما التقينا هذا اليوم عن طريق ذلك الكتاب شعرت به حقاً ينادينى بين تلك السطور
راودتنى تلك الأفكار وأنا أطلب رقمه بأصابع مرتجفه , اخشى أن يلحظ ما بى .
لم أكمل الرقم عدة مرات وأخر مرة أكملته وهممت أن أُغلق الهاتف ولكن سمعت رنيناً
انتظرت بلهفه ان أفاجئه وبعد لحظات أجاب : أجل من ؟ .
إرتبكت الكلمات بحلقى لثوانى وبعدها تكلمت بصوت عالى : عمر أنا ملك .
صَمتَ قليلاً ثم قال : ملك سأطلبك مجدداً أنا بالعمل , وأغلق الهاتف
" أى عمل هذا كنت سأحدثه لدقائق فقط " , ألقيت بالهاتف وأخذت أبكى
ثم ذهبت إليك وأخبرتك ببرودة عمر معى بالهاتف
فتعجبت وقلت : إنتظرى فالعمل بالخارج لا مكان به لتلك الروابط العائليه .
كنت أعلم أنكَ غير مصدق لما تقول ولترفع من معنوياتى
قلت : أو ربما سَيطرُق الباب الآن ويُفاجأنا
وإذا بالباب يطرق بالفعل نهضت بدون حجاب وفتحت الباب ولكنى تراجعت مسرعه " لم يكن هو "
بالفعل كنت غبيه هل سيأتى الينا بدقائق
ولكنكَ صحت بى : ملك .... عمر ..عمر .
هرولت للصاله مجدداً ولم أجد أحداً فأعطيتنى باقه كبيره من زهورى المفضلة وعُلبة مُغلفه .
ثم قلت : هل هذا عدل ؟ .
قلت وأنا مندهشه من تلك الهدايا ومن كلامك : أى عدل تقصده ؟ .
قلت : ألم تستطع أمى أن تُنجب فتاة أخرى قبل أن تتزوج أبى .
وأُقسم كنت سأرسل اليها باقة زهور اكبر من هذه حتى لو فعلت ستصبح أختى أيضاً أعلم أنى لستُ محظوظاً
أخذت أضحك ثم أسرعت إلى الغرفه وأغلقت الباب خلفى فسمعتك تقول : من دقائق كان يوسف ذو أهمية والآن يُغلق بوجههِ الأبواب سأذهب إلى حاسوبى الحبيب وأرجو أن لا تنقطع الكهرباء لكى يغلق بوجهى الباب هو أيضا .
كانت هناك بطاقه على الزهور بها
الى أرق الزوجات وأكثرهم طفوله .....
أحبك حبيبتى .....
كل عام وأنتِ بخير .
دق الهاتف حينها فألتقطته مسرعة وإذا به يضحك قائلاً : من أين جئتِ بهذا الهاتف يوسف أليس كذلك ؟.
قلت : أنتظر ما معنى الى أرق الزوجات هل تزوجت أخرى شقراء ذات عيون زرقاء ؟ .
ضحك وقال : ما رأيك بالفكره أليست جيده فأنا أجلس مع أربع شبان ويصنع كل منا الطعام يوماً
ثم أردف وقال : وافقتى أليس كذلك كنت أعلم أنك سترقين لحالى سأبدأ بالبحث من الغد والمواصفات كما أردتى شقراء ذات عيون زرقاء وأنس بذلك سيحصل على أخوات جميلات .
ولكنه هل سيغار منهن أم لا ؟ لن أقلق فأنتِ سَتُفهمينه .
لم أُجب .
فقال : ملك أنتِ معى .
قلت : أنا معك كنت فقط أبحث عن السكين الذى سأرسله إليك مع بضعة أكياس صغيرة .
فإشتد ضحكه " إشتقت إليك " .
قلت : هل الجو شديد البروده ؟ .
فقال : متجمداً فقط .
قلت : هل تستطيع فتح النافذة لثوانى ؟ .
قال : فتحتها لما ؟ .
قلت : إحتوى الهواء ثم أزفره مره أخرى .
قال : لما ؟ .
قلت : سأحتويه أنا وأنتِ بالمِثل .
وبعد أن أحتوى كل منا أنفاس الأخر بالخيال فقط قال : هل تضعين عطر .....
قلت : كيف علمت ؟ .
قال : أشم رائحته حولى .
دقائق قليله ولكنها بعثت بى الحياة مجدداً وقد أوشكت أن تغادرنى دون عودة .
مرعامان من شقاء الإبتعاد وأنا بنهاية عامى الجامعى الأخير وأنس بعامه الثالث .
مرعامان وتبقى عامان سيتجدد بهما ألمى الذى لا أحتمله منذ الآن .
مهاتفته تريحينى مؤقتاً ولكن سرعان ما تذهب تلك الراحه أدراج الرياح
ويعود لى القلق والبكاء وأشياء كثيرة تجتمع على كلها دفعة واحدة .
مر شهر على أخر اتصال بيننا هاتفه مغلق دائماً , حتى الإنترنت كان أملى الأخير لم يعد يظهر به .
أمى دائمة البكاء ليلاً نهاراً وأبى صامت ولكنى أعلم ما به .
ماذا سنفعل , حوادث الاختطاف لكثير من الاسباب تزداد حول العالم وسط الحروب التى تطحن العرب
يجب ان أذهب لأبحث عنه .
فكرت فى عرض الفكره على يوسف فوجدته قد سبقنى بالتفكير وجهز مال كافى لكلينا
ولم يتبقى إلى أن تكون أوراقى جاهزه للسفر معه فقد وفرت له عبقريته بالحاسوب العمل
كمصمم محترف لبرجمة الحاسوب بأحد فروع الشركات العالميه رغم أنه لم ينهى دراسته بعد .
جهزت أوراقى التى سأحتاجها للسفر وبين تلك الاوراق رأيت شهادة ميلاد أنس
لقد غفلت يوم مولده نظرت إليه وهو يعبث بأحد عرباته الصغيرة .
فدَمِعت " لم يتذكرك امك او اباك "
أخذته وكنت سأنادى يوسف ليذهب معنا ولكنى وجدته منهمك بحاسوبه ولم يلحظ دخولى غرفته
لهوت معه بإحدى الحدائق ثم طلب منى وجبته المفضله
فذهبنا الى مطعم كنا نرتاده دائماً أنا وعمر , أخذ كل منا يطعم الأخر بفمه وأنس يضحك ويصفق .
مرت بنا إحدى النادلات معها دورق مياه فإنزلق منها وإنسكب بأكمله على أنس
صرخت بها وأخذت أهدئه بعد أن دخل فى نوبه من البكاء لضحك بعض الأطفال المتواجدين بالمكان
ماذا أفعل سيصاب البرد كنت سأهاتف يوسف ولكن هاتفى قد أُغرق هو الأخر بالمياه
فحملته وهممت بمغادرة المطعم ولكن رأيت خالد يمد لى ستره , " لا اعلم من أين يأتى "
أسرعت بأخذ الستره لأحيط بها أنس طلب منى الجلوس قليلاً وأحضر لأنس شيئا ساخنا
ثم أشار إلى إمرأه شابة تجلس على إحدى الطاولات فإنضمت إلينا .
وبعد المصافحه وعبارات الترحيب الممله علمت أنها زوجته .
كانت ترمقنى بنظرات كارهة لا أعلم لما ؟
هل تعلم أنه كان يريد الزواج بى يوماً ؟
تذكرت نرمين بالفعل ثنائى رائع ........... ؟
هممت أن أحمل أنس وأغادر .
ولكنه إستوقفنى قائلاً : هل عاد زوجك أم لا زلتى تجهلين أين هو ؟
قلت وقد إستحوذ الغضب على ملامحى : من أشاع انى لا أعلم مكانه لقد هاتفته اليوم وسيأتى لزيارتنا خلال أيام .
قال : أرجو ذلك .
وهنا تدخلت الناعمه قائله : إنه قلق لأن الكثيرين يلجأون للزواج بأجنبيات أماناً من قسوة الغربة .
نهضت وألقيت الستره بوجهه وقلت : عندما يعود سأخبره بأفعالك هذه ومتأكده أنه سيلقنك ما تستحق
وقبل أن أنهى جملتى وجدت يوسف أمامى وقد إنقض على خالد .
قائلاً : هل تتبعها أم ماذا ؟ عمر مسافر ولكن أنا هنا ولن ننتظر حتى يأتى وسألقنك ما تستحق .
فجذبت يوسف لأُنهى الموقف وعندما سألته كيف علم بمكانى أخبرنى أنه إفتقد ضجيج أنس
فأخبرته أمى أننا ذهبنا إلى أحد المطاعم فتبعنى إلى هنا لأن هذا مطعمنا المفضل
عدت إلى المنزل وأنا فى شدة الغضب من عمر , لما تفعل بى ذلك ؟
اخذت ابكى حتى المتنى عيناى وغفوت , إستيقظت بالصباح وذهبت إلى الجامعه لأرى نتيجة أخر العام
وبعد غد سنسافر أنا ويوسف للبحث عن عمر .
فوجئت عند ذهابى للجامعه بصديقاتى وقد صنعوا إحتفالاً بسيطاً لأنى كنت الأولى هذا العام .
تظاهرت بالفرح فلم أشعر لتفوقى بأى طعم ولكنى وجدت يوسف يلوح لى من بعيد وهو يحمل أنس
"دائماً يا يوسف تعلم كيفية إسعادى ...."
كان يوم الثانويه شبيهاً بيومى هذا ولكن شتان بينهما كان به عمر وطوق الياسمين .
رأيت أنس يأتى نحوى وهو يسابق خطواته الصغيره وبيده زهرة حمراء
أقبلت عليه فحملته وأخذت أُقبله فأعطانى الزهرة وورقه كانت بيده .
" تهانينا متفوقتى الجميله ......
افتقدتك ................................
احبك ............................................. "
تَلفتُ حولى وكدتُ من الصدمه أن أُسقط أنس "مؤكد احلم" .
إقترب منى يوسف وقال : تبدين كالبلهاء ما بكِ ؟ .
أشرت إلى إتجاه الباب ولم أنطق .
قال : عمر ... أعلم لذا جئت بأنس .
ثم قال هامساً : لا تحملقين هكذا تبدين كالبلهاء لا أعلم لما يحبك عمر إلى هذا الحد ؟ .
كانت الأرض هلاميه تحت أقدامى لم أكترث إليها واستمررت بالسير وأنا أنظر نحوه "هل هو حقا" ؟ .
أقترب بخطواتى البطيئه وهو يخترق جموع الطلاب كالسهم لينتشلنى من بينهم ويضمنى لدرجة الألم
فعلمت حين شعرت بذلك الألم أنى مستيقظة لست أحلم .
إستراحت دموعى بصدره وهو يتكلم ويعتذر لكن لا أستطيع سماعه فقط أُعيد النظر إليه وأقول : جئت حقا
لم يُجيب ولكنه إزداد إلتصاقاُ بى .
حتى أخرجنا يوسف من غفوتنا عندما شعر أن لقائنا قد خرج عن السيطرة فالجميع ينظر ويتهامس
أسرعنا بالخروج وأنا خجله من الموقف فإصتدمنا بخالد الذى بُهتَ عند رؤيته لعمر وهو يحوطنى بذراعه حتى غفل أن يتحرك من أمامنا فدفعه يوسف قليلاً وقال : نريد المرور , فإستدار مسرعاً للخارج .
أخذ يوسف يُضحكنى كيف تفاجأ بوصول عمر وعندما سأله عنى أخذه هو وأنس دون أن يترك له فرصه للإستفهام وأتى به إلى .
طوال ذلك الشهرالذى إنقطع إتصاله بنا
كان بإحدى البعثات الطبيه لأحد القرى الإفريقيه الصغيرة تَحَدث عما شاهده هناك من أمراض
لم يسمع أحد عنها والناس يعالجونها بطرق تقليدية لا تُجدى .
"كنت لازلت لا أصدق هو أمامى حقا ....
فقد الكثير من وزنه .........
وما هذه اللحيه الخفيفه ........
أتزيده وسامه ...........
لا أنا من تراه وسيماً بجميع أحواله"
ذهابه الى تلك البعثه كان سيختصر عامان من فترة الماجستيرهرب منها الكثير
أما هو فسعى إليها كى يعود قريباً .
صرخت به : ماذا لو أصابك أحد أمراضهم كنت ستختصر الكثير ليس عامان فقط .
قَبَل راحة يدى وقال : لقد عدت .
قلت : ولن تذهب دونى إلى أى مكان مجدداً .
لم يجبنى وإبتسم فقلت : لما تبتسم ؟ ونظرت بالمرآه ثم قلت وأنا أتفحص وجهى هل بوجهى شىء ؟
قال : الكثير .
فزعت وقلت : ماذا ؟ "ربما بعض الشحوب فأنا لم أستعد إلى زيارته "
طوق خصرى بذراعه وهو ينظر معى بالمرآه وقال : هل كان يُسعدك غيابى أم ماذا ؟
قلت : انا ! لما ؟
قال وهو يشير بوجهه إلى وجهى بالمرآه : أُنظرى إزددت جمالاً أما أنا فقد فقدت من وزنى الكثير أصبحت قبيحاً بجوارك .
قلت : بالطبع أنا الأجمل لديك كل الحق .
قال : هكذا إذن انا فى شدة الإمتنان إليكِ .
قلت وأنا أُقلب وجهه بيدى يمينا ويسارا : تبدو وسيماً عندما فقدت ذلك الوزن ينقص شىء وأخذت أقطب حاجبيه بيدى وهو يقول : ماذا ؟ .
قلت : أُقطب حاجبيك هكذا وقطبت حاجباى ليقلدنى .
وهو يضحك قائلاً : لقد جننتِ .
لم أدعه حتى عبس بحاجبيه وهو ينظر إلى نفسه ويقول : أبدو كئيباً ما يُعجبك بى هكذا ؟
جلست على المقعد أمامه وأنا أميل بوجهى يميناً ويساراً ثم قلت : تبدو وسيماً للغايه هكذا لا تبتسم .
إبتسم بالمرآه وقال : أحب الإبتسام فالإبتسامه بوجه الأخرين صدقه.
قلت وقد بدا على الضجر : أعلم ولكن ظل هكذا قليلاً .
وفر عمر ثمن الشقه من خلال عمله أثناء دراسته بالخارج , بدأت الحياه تبتسم الينا " او كما ظننا " وخصوصاً عندما قابل أستاذه مجدداً لشكره وقد طلب منه أن يعمل بمشفاه الإستثمارى .
وكانت البدايه لأشياء كثيرة ......
إنتبهت ملك على يوسف وهو يهمس إليها ويقول : لقد نام عمر
ذهب كلاهما الى غرفته ولكن ملك لم تستطع النوم فخرجت لتتفقد ذلك النائم
كانت أنفاسه الحاره تخرج من فمه و جسده يرتجف بشده تحسست جبينه وجدته يشتعل
أحضرت بعض الماء ووضعت له كمادات ففتح عينيه قليلا وعندما رأها إبتسم وقال : جئتِ افتقدتك كثيرا.
قامت بتغير الكماده التى تكاد تشتعل من حرارة راسه
فأفاق مجددا وضمها إليه قائلاً : لا تذهبى عند خالك مجدداً لقد تزوجنا فلماذا يبعدوكِ عنى ؟
قالت : إسترح أنتَ مُتعب .
قال : لا لستُ مُتعب أنتِ تبدين مريضه , لقد رأيت حُلماً به أشياء مفزعه لقد قتلوا أنس وقتلوكى أنتِ أيضاً وأنا أصرخ بهم ولا أستطيع فعل شىء .
أخذت تبكى فمسح دموعها وقال : ألم اخبرك أن لا تبكى مجددا .
إبتسمت وقالت : حسناً ولكن إهدأ وإسترح فأنت مُتعب .
قال : معك حق سأوقظ أنس هكذا .
ثم جذب عليه الأغطيه وقال : سأنام فأنا مُتعب للغايه ولكن لا تغادرى وشبك يديه بيديها وقال : هكذا كى لا تستطيعى المغادره .
ربتت عليه وقالت : لن أذهب إلى أى مكان .
قال : لا تصدقيهم يا ملك وإبتعدى عنهم كى لا تحترقى .
قَبَلت يديه وقالت : سأفعل كل ما تخبرنى به .
ضحك وقال : إشتقت إليكِ لا تجعليهم يأخذوكى مجدداً .
قال ذلك وأستغرق بالنوم
وهى أخذت تبدل الكمادات والحراره تهبط شيئا فشيئا فقبلت جبينه المحموم وقالت :
" أيجب أن تصاب بالحمى كى تخبرنى بكل هذا , إسترح حبيبى سأؤرق كل من حرمك النوم طيلة تلك الأيام"
نام كلاً منهما هو على الأريكه وهى جاثيه بجواره تستند برأسها على طرف أريكته فلا تدرى أيهما المحموم
إقترب يوسف منهم بحذر فوضع غطاءاً على ملك وبدل لعمر الكماده وقبل أن يغادر إحتضن كلاً منهما بعينيه التى إختنقت بالكثير من الدموع فأسرع إلى غرفته قبل أن يُدركوا وجوده بقربهم .
كانت ليلة باكية محمومه ولكن مرت .
يتبع ...
|