كاتب الموضوع :
f_troy2010
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الـجـزء الـثـانـى مـــــــــن " الــيـــوم الــخــامـس " قال عمر : ذنبك أنى أحببتك .
عندما دخلت هذا المشفى كان بداخلى الكثير من الطموح العلمى والمادى
حققت الطموح المادى نوعاً ما والحمد لله .
أما الطموح العلمى فقد كنت أسير بمعدل معتدل برسالة الدكتوراه , حتى حدث ما حدث .
لن أُنكر إحاطة أُستاذى لى بالكثير من العنايه وتذليله الكثير من الصعاب
كاد الوضع يبدو مثالياً لولا أنى رأيت نرمين التى تربطها قرابه بعيده بأستاذى
تعمل بإحدى أقسام المشفى لم يبشرنى حينها بخير
ربما قد أنستنى الأيام سرقتها لمكانى بالجامعه فما كان قد كان , ولكن وجودها هنا يُقلقنى
إسترحت لخاتم الزواج الذى يُطَوِق إصبعها ربما يكون قد روضها خالد هذا .
لم تتعدى أحاديثنا إلا بعض المناقشات لزملاء نفس المهنه وكان هذا كفيلاً أن يريحنى
لولا هذا الشغف الذى يتردد نحوى بنظراتها فيجعل القلق يتسرب إلى نفسى مجدداً
ووجدت الحل سأتجاهلها صدق إحساسى أم خاب .
بتلك الايام أوكل أستاذى لى إدارة المشفى لكونى الأقرب إليه
بين باقى زملائى رفضت ذلك لأنى بذلك لن أرى عائلتى إلا للحظات خاطفه
ولكنه ألح إلحاحا أشبه بالرجاء لأنه سيغادر لخضوعه لجراحه عاجله
وما كان منى إلا أن أُذعِن لصاحب أفضال كثيره يجب أن أرد إليه ولو بعضها
لو علمت ما سيحدث لطلبت منه أن أفعل اى شىء سوى ذلك الرجاء ولكن ما فات قد فات .
إزددت إبتعاداً وحرماناً من ملك وأنس كنت أتمنى أن تغضب أو تصرخ بى كما تفعل باقى الزوجات
وعلى العكس أصبحت أكثر أمومه فالزوجه مهما بلغت بحبها لزوجها أقصى أمانيها أن يقترب منها
فعند عودتى أجدها تنتظرنى مها بلغ تأخرى وكان خجلى منها لا يحتاج إلا ملاحظه أو تخمين
فأتوارى منها بما أعدته من أشياء حمام ساخن وطعام شهى وأُسرع بالذهاب إلى الفراش
لأختبىء من أمى الجديده وما يُغلفها من غفران لإهمالى لها .
أُغلق الضوء لأُحكم خطة الهروب من تلك الحبيبه الساكنه بجانبى واكتفى بضمها بالظلام
دون أن تفضحنى عيناى فالإبتعاد أصبح يضعفنى أكثر امامها
وأتسائل دوماً متى سيأتى هذا الملل الزوجى الذى أسمع عنه كثيراً فكلما مر يوماً تَعلُقى بها يزداد
ربما لأننا لسنا كأى زوجين ولكن ما يميزنا لا أعلم .
تمر تلك الأفكار خاطفه لدقائق قليله فقط ولكنها تُشعل الضوء من جديد
ولا أعلم إن كانت تفعل ذلك عن قصد لكى ترى عيناى هكذا دون إدعائات أو إختباء
على أية حال فقد زادت حاستها الأنوثيه ونضجت تلك الطفله كثيراً
وهذا النضج جعلها تعلم ما بى بمجرد أن تتردد أنفاسى بجانبها
تبتسم لى لتسبح عيناها بداخلى تخترق ما افكر وتسمع كل شىء
هل سمعتِ " لما أحبك هكذا ؟ إشتقت إليكِ , توقفى عن النظر هكذا لا زالت نظراتك تُربكنى تماماً
كطرقك للجدار , كنتِ تطرقين قلبى كل ليله دون أن تشعرى "
تكتفى بهذا القدر من السباحه وتقول : لما تغلق الضوء ؟
قلت وأنا أحاول أن أُخفى بعض الشىء عنها : لأنى متعب .
تقول : أتعلم هذه النظره أصبحت تُغرينى أكثر من عبوسك .
يصيبنى الفضول فأقول : أى نظره ؟ .
تبتسم وقد عادت للسباحه بعينيها مجدداً ثم تقول : هذا الذنب الذى يسكن عيناك أحبه ولكن لما تشعر بهذا؟
أكاد أستسلم كعادتى أمامها وأعتذر ولكن هل سيفيد الاعتذار عن كل هذا التغيب وإهمال أنس وتركها وحدها أغلب اليوم و ...و
وقبل أن أنطقها تُغلق فمى بأناملها وتقول : أُحبك .
لا أجد من الإجابات إلا أن أُذعن وأَسكن بكيانى إليها وقد أيقنت كل اليقين أن ذلك الملل الزوجى
الذى يتحدثون عنه خرافه كخرافة طائر العنقاء أو أن ذلك الزواج ليس كزواجنا
فكيف سأمل منها أو متى وأنا أشعر أن كلمة أُحبك لم تعد تكفينى إليها
فلا يسعنى إلا الصمت أمامها وأقول هى تعلم .
أعود وقد أذهَبت ملك بأمومتها الجديده كل تعب أو إرهاق عدا تعب القلب الذى إعتدته من إفتقادى لها
ولكن المثاليه ليست من قوانين دنيانا جاء المشفى طبيب شاب قدم إلى مكتبى مباشرة
وعندما علمت أنه "إبن أخو" أستاذى رحبت به كما إستحق فرحت هذا اليوم وهاتفت أستاذى
ربما يحلنى من تلك الأمانه التى أثقلتنى حقاً ولكن إشتد رفضه وإصراره على وجودى بدلاً منه بالمشفى تحيرت بالأمر فأخبرنى أن إبن اخيه هذا طامع بسرقة المشفى وهو يريد حماية إرث إبنتيه منه
وبدأت المتاعب عندما فصل هذا الطبيب أحد العاملين لعدم إطاعته بأمر قد رفضته بالسابق
ذهبت إليه بهدوء ووضحت له الموقف ولكنه طردنى من مكتبه أمام الجميع
وقال : توقف عن التظاهر بالبراءه فأنا أعلم أمثالك تتسلق على أكتاف غيرك لتصل إلى ما تريد .
لم أجد حلاً أمام تلك الإهانه إلا بطرده من المشفى وإعادة العامل المفصول
بهذا اليوم كنت أشعر بأمانة أستاذى تطوق عنقى والهواء لا يمر الى رئتى
فذهبت لأبى كان حينها يعتنى ببعض النباتات التى تنمو بنافذتنا
أخذت أساعده وقد خفف عنى كثيراً مجالسته رغم أنى لم أبُح بما أضيق به
ولكنه باغتنى بسؤاله : ما جاء بكَ اليوم ؟
قلت : إفتقدتك .
قال : وماذا ايضا ؟
لم أُجبه ولكن سألته : أبى إلى أى مدى تستحق الأمانه من عناء ؟
إبتسم وقال : لما تسألنى ألا تعلم ؟
قلت : بلى أعلم ولكن أحب سماعك ؟
قال : أليست الأمانه معلقه بعنق من يحملها ؟
قلت : نعم .
قال : لقد أجبت نفسك تستحق عناء المحافظه على حياتك ومهما بلغ ثمن حفظها يجب أن نؤديها إلى أهلها أليس كذلك يا حافظ كتاب الله؟
إبتسمت وقلت : أجل يا أبى الحبيب .
مسح على رأسى وإبتسم قائلاً : تماما كما كنت صغيراً ما يؤرق إبنى الحبيب ؟
قَبَلت يديه وقلت : لا شىء فقط أُحب الحديث معك .
قال: إطمئن مهما بلغ هذا الثمن ستجده عند ربك .
"كم أحبك يا أبى دائماً يستطيع إختراق همومى وإذابتها
ربما لو بقى أنس بجانبى كان سيقول على مثل هذا لا أعلم فأبى شخص إستثنائى"
عدت يومها الى "بيتى" فوجدتها تكمل ما بدأه أبى من غرس الأمن وسقيه بفؤادى هى وأجمل ثمرات حبى لها أنس .
مر أسبوع والوضع بالمشفى مستقر ولكن لا أشعر بالاستقرار بداخلى
كثيراً ما أفتقد أنس لم أعلم حينها لماذا والآن علمت ؟
غذى هذا الاحساس سيارة تتبعنى أينما ذهبت ورسائل تهديد سخيفه لم أهتم لها وحسبتها عبث لا يهم
ولكن بهذا اليوم عندما اقتنصت فرصة فراغى لعدة ساعات فإصطحبت ملك وأنس إلى إحدى الحدائق
إشتقت حقا للتنزه معهم , وكان أنس سعيداً بهذا اليوم كثيراً أنهى طعامه وطلب المزيد
وهذا أسعد ملك فظلت تطارده بالفاكهه وهو منشغل باللعب معى
وعند الأرجوحه أتانى هاتف فإستدرت فقط وأنا امسك بجوانب الأرجوحه
ولكن أنس باغتنى بهبوطه منها كى يلحق بهرة صغيرة
أغلقت الهاتف وأخذت أتبعه حتى وجدته قرب نافوره مياه يتحدث مع شخص
أسرعت فحملته وكان هذا الشخص الطبيب " قريب استاذى "
سألنى : إبنك ؟
قلت : نعم .
ضحك وقال : ذكى مثلك إهتم به وحافظ عليه .
عدت لملك وقد دب ذعراً بقلبى فأنهيت النزهه وعدنا جميعا للمنزل.
بهذه الأيام كنت لا أُطاق أغضب لأتفه الأسباب فالسياره المجهوله لا تكف عن ملاحقتى
ورسائل غريبه تصلنى وبالنهايه لا أجد من اصب عليه غضبى غير ملك
وعند عودتى بالمساء تسبقنى بفتح الباب .
أردت كل ليله أن أحكى لها حتى أرتاح من ظنونى ربما أكون واهماً
ولكن لم أُرد إفزاعها فأكتفى بقربى منها لأستمد بعض الأمن الذى حُرمت منه بالخارج
باليوم التالى عدت إلى المشفى فجمعت الأوراق الموجوده بالخزانه وكنت قد جَلَبت ما يوجد منها بمنزلى وأسرعت بالذهاب إلى أحد البنوك ووضعت هذه الأشياء به وتركت المفتاح بحوذة يوسف
كان شعورى أن هناك شيئاً قادماً لا محاله فالسيارة تتبعنى أصبحت متأكد لا مجال للشك
وقد رواغت منها كى لا يعلموا شيئاً عن الأوراق .
وكانت الخُطوه الأخرى هى الذهاب للأمن لأنهى تلك المسأله من جذورها
إستقبلنى الضابط بحفاوه وترحيب غريبين شجعنى أن أسرد له كل شىء حتى أنتهيت
فإبتسم وقال : ماذا تشرب ؟
قلت : لا شىء .
أمسك بالأوراق التى دُونَ فيها ما سردته وقال : سيارة .. مكالمات ...وطبيب شاب هل ذكرت لى إسمه
وقبل أن أنطق دخل علينا الحارس يُعلم الضابط بوجود ضيف ذهب لإستقباله
وإذا به نفس الطبيب " قريب أستاذى " وكانت بينهم من المصافحات والتحيات الحاره ما أخبرنى به
أنه صديقه منذ زمن طويل
ولكنى لم أكترث ولم أنهض لمصافحة يده الممدوده لى
فتعجب الضابط فقلت له : تريد أن تعلم من أتهم؟ ها هو فأنا لا أملك أى عداوات وهو يطمع بمشفى عمه التى أثقلتنى أمانتها .
ضحك الضابط وقال : أثقلتك أمانتها .... ! فلتتركها إذن ودع الأمر بين أبناء العائله الواحده سيستطيعون حله .
لم أكترث لكلامه وقلت : وبلاغى أريد أن أعلم ما سيُفعل به ؟ .
إبتسم الضابط وإقترب منى قائلاً : أى بلاغ أنا أصغر أصدقاء هذا الرجل سناً بهذا المكان الذى يزدحم بأقاربه ولكنى أُخمن أنه يحترمك لذا لم يفكر بإيذائك .
نهضت مسرعاً وقلت : تعنى أن الأمر قد إنتهى .
إبتسم الضابط مجدداً وقال : ما رأيك أنت ؟
قلت : برأيى قد إنتهى أيضاً .
إقتربت من الطبيب الشاب وقلت : لم تنجح بإثارة ذعرى للأسف خابت مساعيك .
إبتسم إبتسامه مثل إبتسامة الضابط وقال : أمتاكد من هذا ؟
رددت مسرعاً : دون شك .
قال : كما تشاء ولكن لا تغفل أنى قمت بتحذيرك .
خرجت من هناك وقد أوشكت على الإختناق فإستقبلتنى نسائم حاره لفحت وجهى
تعجبت كانت بنفس الشارع المشفى التى وُلِدَ بها أنس
قادتنى خطواتى إلى هناك كانت ملك متهالكة القوى وأنا أقف بجانبها عاجزاً عن فعل شىء
سوى قراءة بعض الأيات وهى تنظر إلى بين الحين والحين .
هل الخوف مرتبط معى بنفس الشارع الذى يكتظ بالكثير من الطلبه والإزدحام والتسارع على تلك الحياه
أخطئت يا أبى عندما جئت بنا إلى تلك المدينه كان يجب أن تذهب بنا بعيداً لنكن مزارعين بسطاء وننعم بالأمن .
هل هذا هو ثمن سهر الليل وأكواب القهوه , الدراسه ليلاً نهاراً ,العمل بالصباح والمساء
وإبتعادى عمن أُحب و مستقبل أنس الذى أؤمنه مع مستقبلى الذى لم يُؤَمَن بعد .
" لم أعلم حينها أن الثمن لم أدفعه بعد "
هاتفتنى بهذه اللحظه ملك وقبل أن أنطق بأى شىء قالت : أنتَ بخير ؟
قلت : نعم .
قالت : أنس يريدك .
طلب منى بعض المثلجات ولعبه جديده أسرعت بالذهاب إليهم
وأثناء طريقى هاتفتنى زوجة أستاذى وهى باكيه لتخبرنى انه دخل بغيبوبه
ولا يعلم الأطباء متى سيستفيق وأوصاها أن تخبرنى بحفظ وعدى معه .
مضيت بطريقى وأنا مُثقل الخطى وصعدت إلى بيتى بخطوات أكثر تثاقلاً
فملك ستحاصرنى عينيها ولن تُفلتنى حتى أُخبرها بكل ما بى .
عانقنى أنس فور دخولى ثم إنشغل عنى بما أحضرته له من حلوى وألعاب ليتركنى لأمه
التى لن تقتنع بأى إدعاءات ولا تنطق فقط تُرسل عيناها لتفعل بى ما تشاء .
تأتى وتذهب حولى لتُحضر فاكهه وبعض العصير وأشياء أخرى
وعندما يأست منى جائت بجانبى وقالت : ما بك ؟ .
أجلستها حجرى وأخفيت وجهى وهمى بصدرها .
فأعادت سؤالها وهى تطلع بوجهى .
فقلت : إشتقت إليك ِ .
إحتضنت وجهى بيديها وقد إختنقت دموعاً بعينيها وقالت : أتريد البكاء ؟
" كيف علمتى ؟ " قلت : جميل هذا العطر .
عبثت بشعرى وقالت : منذ فتره لم تُسمعنى هذا الكلام إشتقت إليه .
قلت : لأنك عطره دون عطور .
قبلت جبينى وقالت : أخبرنى ما بك ؟
قلت : أُحبك .
لم تقاطعنى وإستسلمت لسكونى إليها وهى تخلع عنى هموماً لم أعد أُطيق حِملها .
إستيقظت على عطش شديد وبعد أن شربت سمعت أنس ينادينى فذهبت إليه طلب أن يشرب هو أيضاً
ثم جلس وقال : لا أريد النوم إلعب معى .
وكان لدى رغبة مُلحَه للبقاء معه تلك الليله لعبنا على حاسوب صغير جلبته له
وبعد أن فرغنا ومللنا منه قال : أبى أريد أن أجلس قليلاً بجوار تلك النجوم .
قلت : الموجوده بالسقف ؟
قال : لا الموجوده بالسماء كم عددها ؟
ضحكت وقلت : لا أعلم .
قال : إسأل أمى ؟
ضحكت أكثر وأخذت أُقَبله وقلت : وهى أيضا لا تعلم ولا أحد يعلم غير الله .
قال : حسناً دعنا نصعد إليها قليلاً ونعود قبل أن تستيقظ أمى .
قلت : لما ؟
قال : أريد أن أكلمها وأعلم أسمائها .
قلت : سأعلمك أسماء بعضها غداً وأصنع معك نجوماً لامعه ونلصقها بفراشك ما رأيك ؟
قال : حسناً هيا لننام إذن ؟
إتجه تجاه فراشه ثم عاد مجدداً وقال : لقد حفظت اليوم آيتين .
قلت : حسناً قم بتلاوتهم أمامى .
كنت أريد أن أُبقيه معى دون نوم لأكبر فتره ممكنه .
أعاد تلاوتهم أمامى وأخذنا نتلو معاً ما سبق له حفظه حتى رأيته يخطىء بها من أثر النوم
قبلته وحملته إلى الفراش وتمددت بجانبه فأمسك يدى وقبلها وكانت أول مره يفعل ذلك .
فإندهشت وقلت : هل أخبرتك أمك بذلك ؟
قال : لا أنت تقبل يد جدى وجدتى أيضا أليس صحيحاً ؟
قبلت رأسه ويديه وقلت : بلى حبيبى هذا هو الصحيح أتعلم أيضاً أنت تجلس دائماً بقلب أبيك
لم يلحظ تلك الكلمات فقد غفا تماماً بين يدى تأملت برائته الممتعه ثم غفوت بعده بقليل .
وبالصباح استيقظت عليه وهو يقبلنى ويعبث بأنفى كى أصحو.ودعتهما كعادتى كل صباح
وقبل أن أفتح الباب إقترب منى أنس وأخذ يجذبنى لأهبط إلى مستواه
فهمس إلى : لا تنسى اليوم سَتُعلمنى أسماء النجوم .
همست إليه أنا أيضا وقلت : لا لم أنسى ولكن إنتظرنى لا تنام .
قال هامساً : إتفقنا .
ضممته ثم أسرعت بالمغادره .
وهناك وجدت هذا الطبيب يجلس بمكتبى ومعه نرمين لم أتعجب فكلاهما تربطه قرابه بأستاذى ولا أستبعد تحالفها معه .
قلت : ما جاء بك ؟
قام الطبيب بإغلاق الباب وقال : إجلس لنتحدث .
قمت بفتح الباب فأُغلقه مجدداً .
وقال : هذا لمصلحتك أن يتم الأمر بهدوء .
قلت : ماذا تريد ؟
قال : إترك الأمر .
قلت : يمكنك المغادره أنا مشغول .
قال : إذن أنا مضطر .
أخذ يضع صور وبعض الأوراق على مكتبى دققت النظر بهم
فقال : ما رأيك تبدو جذاباً بهذه الصور .
"كانت صوراً إباحيه بها وجهى ولكن لست أنا"
ألجمتنى قذراه وعفونة ما وصل إليه هذا الشخص .
فقال وهو يبدو على ملامحه الإنتصار : هذه الأشياء الآن بالصحف توقعت أن تراها بطريقك إلينا .
أمسكت بعنقه حتى كدت على خنقه وقلت : لن أعطيك شيئا وهذه الصور سأثبت تزويرها أهذا كل ما لديك
دفعنى بعيداً وقال : لا لازال الكثير بيدى أتدرى شيئاً عن الأدويه المخدره المفقوده من المشفى ومن قام بسرقتها ؟
صمت قليلا وقال : لا بل ليس هذا فقط أترى هذه الصور جيداً , زوجتك الجميله يمكنها أن تأخذ صوراً طبيعيه ليست مزوره وهناك من ينتظر ببابها لأعطيه إشارتى .
فقدت كل ما أملكه بحياتى من صواب وأخذت اضربه بكل ما حولى حتى أدميت وجهه
ولم أكف حتى جذبتنى نرمين من فوق صدره .
وقلت وأنا ألهث بعد إنهاكى له : لقد وصمتنى وسأستطيع تبرئة نفسى ولكن إن مسست زوجتى بشىء إختبىء جيداً لأنى لن أتركك بل سأستمتع بتمزيقك حياً .
أسرعت بالخروج وكانت نرمين ورائى فإستقلت المصعد معى
وقالت : لا تقلق معى جميع الأدله على برائتك .
قلت : أين أرينى إياها ؟
قالت وهى تقترب منى : إنفصل عنها أولا وسأعطيك كل ما تريد .
دفعتها بعيدا وقلت : لا أريد منكِ شيئاً .
قالت : ولا تبرئتك من تلك التهم ؟ .
قلت : لا شأن لكِ .
وكان المصعد قد توقف فإنقضت على تحاول تقبيلى ولم تدعنى حتى قمت بدفعها أرضاً
ثم أسرعت بالهروب من ذلك المكان القذر .
ذهبت إلى ملك وهناك وجدت نفس الكم من الصور أمامها لم أعى حينها أى شىء حولى
ولم ألحظ وجود يوسف كنت أريد أن أعلم هل صدقتهم هى ايضاً فبهذا سيتمزق أخر الخيوط التى تربطنى بتلك الحياة الجاحده ولكن رحمة الله أكبر من بحارغدرهم فلم تصدق شيئا .
كانت تبكى وترتجف بين يدى أردت أن أصرخ وأبكى أنا أيضاً
وما إستطعت أن أفعل إلا أن تركتها فَزِعاً ومضيت بطريقى أتخبط بالأفكار التى تتلاطم بى جيئةً و ذهاباً
لا أدرى كيف سأُنقذ إبنى وحبى وحُلمى بمدينة حَسبتَها مدينتى ولكنها أنكرتنى ولم تعد تنتمى إلى .
أفقت على الطريق وقد إزداد إزدحاماً وأنا لازلت تائه لا أدرى أين أذهب ولمن ألجأ
فأخذت أبكى وأدعو ما إستطعت من الدعاء حتى سمعت ذلك البكاء الذى أعرفه
إلتفتت فوجدته بالمقعد الخلفى يبكى خائفاً أخذت أكلمه ليهدأ وهدأ بالفعل عندما دهستنا تلك الشاحنه
التى كانت تنتظرنا حاولت تفاديها ولكنها حطمت السياره وأنس إندفع من الزجاج الأمامى
مرتفعاًبالهواء إثرالارتطام صارخاً بى ثم سقط بالأرض ووجهه قد أُغرق بالدماء لم أتبين منه سوى عينيه وهو ينظر نحوى ويشير إلى بيديه الصغيره كى أحمله كان حطام السيارة يُعيقنى عن تحريك ساقاى ولكن حاولت بإستاماته حتى فتحت الباب ولكن ضربنى أحدهم بمؤخرة رأسى ولم أدرى بعدها إلا وملك تخبرنى أن أنس قد فارقنا وتركنى معها بتلك الحياة لنواجه عفونتها وحدنا .
ولم يردعهم ذلك ولم يتوقفوا بل ظلت التهديدات بقتلها هى هذه المره
أو يلوثوها كما لوثونى , وأستاذى لازال بغيبوبته .
إرتفع صوت ملك بالبكاء فإقترب عمر منها وقال : هل كنتِ تريدين أن أتركك إليهم وأنا لا أملك من أسلحتهم العفنه شىء فضلت أن أبقى وحدى اُقتَل أو أتى بحقى ولكن بعيداً عنكِ يكفينى فقدانى لأنس .
لا يبدوا أن ملك قد سمعته فقد إنقضت على نرمين تصفعها حتى أمسك بها يوسف ولكنها دفعته عنها وقالت : فعلت كل ذلك من أجل أن تحتفظى به خذيه لا أريده لو أخبرتينى لتركته لكِ وأبقيت إبنى بجوارى
أبعدتها نرمين وقالت : كنت أدرى أنكِ لم تحبيه ولكنه لم يستمع ظل متمسكاً بكِ .
قالت ملك : أجهدتى نفسك وساومتى الشخص الخطأ فأنا لم أحبه تزوجته فقط لأعود لمنزلى بعد أن أبعدنى أبيه وكان ساذج كفايه ليظن أنى أحببته يوماً .
ثم أمسكت بهاتفها وطلبت رقم وقالت : خالد أسرع لتأخذنى من هنا أنتظرك .
قالت نرمين: أرايت هذه من عاندت قدرك معى من أجلها فلتتركها لخالد فقدرهما سويا ....
لم تُكمل فقد فَزعَت من مشهد عمر وهو يجذب ملك تجاه غرفتها
قائلا : أجننتى أترك من لمن سأقتلها هنا وأقتله إن إقترب منها .
ثم همس لملك وقال : أتعلمين ما هو علاج المجانين أنا لا أعلم ولكن أُخمن أنه الحبس
وسأحبسك هنا وأظل بجوار الغرفه حتى تعودى لصوابك لا تقلقى حبيبتى سأُحسن معاملتك .
دفعته ملك وقالت : ألا تمتلك شيئاً من الكرامه أتركنى أنا أمقتك منذ يومنا الأول .
إستمر عمر بجرها نحو الحجره وقال : وأنا لا أطيقك ولكن لن يَمَسِك غيرى .
قالت وهى تحاول التملص منه : لن أسامحك فأنت قتلت إبنى لو عاد بى الزمن لقتلته بأحشائى على أن يكون لى شيئاً منك .
فقال يوسف : ولما تحتفظين بإبنه الأن لما لم تقتليه وتذهبى لخالد ؟
تلعثمت ملك وقالت : إبن من ؟ أنت كاذب .
قال يوسف : وهذه التحاليل كاذبه أيضا لقد جلبتها من حقيبتك .
أصابها الدوار فضمها عمر إليه وقال : إهدئى أيتها الكاذبة أنا أعلم .
إنتفضت بين ذراعيه وقالت : منذ متى ؟
إبتسم ووضعها على الأريكه وقال : من يومه الأول أيتها الكاذبة .
نظرت لنرمين وقالت : لا تصدقيهم لقد إتفقا سوياً على تلك الخدعه سيأتى خالد ويأخذنى .
رمقت نرمين يوسف بنظره مُزريه وقالت : كنت أعلم أنك لن تختلف عن أخيك .
قال يوسف : لقد إتفقت معكِ أن أساعدك فى إنفصالهما على أن تعطينى أدلة برائته ولكن مأسآتى بالحياة حبى لهؤلاء المزعجين .
نهضت نرمين وهى تطفىء سيجارتها قائله : أتعلم كانت الأدله بحوذتى لقد فعلنا به كل شىء حتى يترك
تلك المشفى ولكنه كان شريفاً أتمنى لكَ التوفيق معها يا عمر حتى لو جثوت أمامى فلن أُعطيك شيئاً
أخذ الباب يطرق بإلحاح نهضت ملك وقالت : خالد أتى سأذهب معه وأتركه لن يرانى مجدداً صدقينى .
جذبها عمر وقال : خطوه أخرى وستصبحين أنتِ وخالد هذا فى عِداد الموتى ؟ .
أسرع يوسف بفتح الباب فإنتشر بالمنزل الكثير من الرجال يحملون أسلحه وبعض الأجهزه الاسلكيه
قال أحدهم بصوتٍ غليظ : من منكم عمر طاهر ؟
تقدم منه عمر وقال : أنا .
حالت ملك بينه وبين الضابط وقالت : ماذا تريدون منه لم تثبت إدانته بعد .
إنتبه عمر إليها فأخفاها خلفه ولكنها عادت مجدداً لتحول بينه وبين الضابط وتسد الطريق بذراعيها ولكنه منعها مجدداً فوضعت غطاء المائده على شعرها وقالت وهى تشير إلى نرمين : هى من فعلت ذلك وقتلت ابنى صدقنى معها الأدله .
قالت نرمين : أى أدله أنا أزور زميل الدراسه عمر لأواسيه بمِحنته ولكن يبدو أن زوجته قد جُنَت .
قال يوسف : معكِ حق فأختى أحيانا تعانى بعض الهلاوس أنظر دائماً تطلب منى جلب الحلوى فهى تهذى منذ مات طفلها .
وأعطاه الكعكه ففتح الضابط العُلبه وكان ما بداخلها ليس كعكاً بل جهاز تصنت قد وضعه يوسف بالإتفاق مع الشرطه دقائق بسيطه وأخذوا نرمين وهى تهذى لعمر بالتوعد والإنتقام .
كان خالد مع رجال الشرطه تقدم لعمر وقال : فعلت بها ذلك إنتقاماً لخيانتها لى ولم أفعله من أجلك ولكن إعتنى بملك .
لم يُجبه عمر فقد ذهب مع رجال الشرطه لإكمال التحقيق وملك تجرى خلفه باكيه هم أن يعود إليها
ولكن أشار إليه يوسف وأدخلها المنزل قائلاً : سيعود حبيبتى .
ظلت جالسه بالنافذه ترقب الطريق حتى يأتى .
كانت ليلة بطيئه ترفض المرور ولكن مرت .
يتبع ...
|