أجاب ببشاشة :
_في مونتاسورو, لقد طلبوا مني الترشح لانتخابات الرئاسة, علي لائحة غير سياسية بالطبع.
فقال كونراد:
_ماذا؟.
_وهكذا بدأت حملة للتمويل.
انتصب كونراد في وقفته وقال عابساً:
_ليس بأموال بيتر هيلير.
فقال الجد موافقاً وقد فقد شيئاً من بشاشته:
_لا,رغم أنها كانت ستفيدنا, ولكن كان علي أن أدرك أن هناك عيباً في الفتاة حين أقترح ذلك. ما كان علي أن أجمعكما معاً. تلك الفتاة تعض.
تجاهل كونراد معظم هذا الكلام وقال بصوت غريب :
_هل أقترح هو هذا؟.
منتديات ليلاس
فأجاب :
_نعم, كنا نتناول الغداء معاً, فتلقي مكالمة تلفونية منها,وبعد ذلك قال....ما هذا؟.
قال الجملة الأخيرة فجأة وهو يري كونراد....كونراد المنطقي الهادئ يقبض يديه وكأنه يريد أن يضرب شخصاً ما.
ثم قال بصوت هادئ لم يسمعه منه من قبل:
_دعني أستوضح هذا,هل طلبت فرانسيسكا من أبيها أن يطلب يدي للزواج؟.
رفعت جدته حاجبيها, بينما قال الجد :
_حسناً, فهمت أن هناك شاباً كان قد...
ولوح بيده بارتباك, فقال كونراد بنفس الهدوء :
_"نبذها ؟".
_هذا ما حدث,نعم".
فقال :
_إذن كنت أنا مجرد منحة للتسرية عنها.
فقال الجد :
_الآن, يا كونراد......
فقاطعه كونراد :
_وقد اختارت المنحة بنفسها, ما تريده فرانسيسكا تحصل عليه فرانسيسكا.
فقال الجد بارتباك أنما متعاطفاً معه :
_إنها فتاة وقحة .
تجاهله كونراد وهو يتابع :
_بابا سيشترينني لها .
قال فيليكس بعظمة :
_وعرش مونتاسورو وتقاليدها ليست للبيع ولو مقابل كل التبرعات في العالم.
صفقت الملكة السابقة ماكينة غسيل الأطباق بعنف لا يستلزمه الأمر,وقالت لزوجها :
_كفي هراء, يا فيليكس, ليس لتبرع أبيها صلة بالأمر. وكونراد سيحكم علي الأمر بنفسه كعادته دوماً.
انتبه كونراد من غضبه غير العادي, وما زال فكه يهتز متوتراً, ويبدو أنه لم يستطع السيطرة عليه. لكنه عندما تكلم, تكلم ببطء كالعادة :
_نعم. سأفعل ذلك.
تبادل جداه النظرات, كانا يعرفان معنى تغير ملامحه هذا, ولم يكن يبشر بالخير إلي فرانسيسكا هيلير.
قال الجد متوتر الأعصاب:
_هذا يعني أنه لا حاجة بك إلي رؤية تلك الفتاة مرة أخرى, أليس كذلك؟.
ابتسم كونراد. كانت ابتسامة بطيئة للغاية ولم تصل إلي عينيه البتة. وقال:
_آه, بل هناك حاجة لذلك.
وكانت جملة ناعمة رقيقة لكنها مهلكة.
كان غاضباً جداً عندما استدار بالسيارة داخلاً إلي الشارع العام.
لا بأس. ما كان له أن ينعتها بأنها قارصة اللسان عديمة الجمال,كما أنه ما كان له أن يدعها تسمعه, وكان عليه أن يتحداها في اللحظة التي وصل فيها إلي البيت, ولا يسمح لها بأن تدعي بأنهما لم يتقابلا من قبل, كان عليه أن يعتبرها مخادعة كأبيها, ويقول لها هذا في وجهها.
اندفع بسيارته الرانج روفر الكبيرة في الشوارع المزدحمة عصر يوم السبت,لم يكن, في العادة, يسوق سيارته في هذا الشارع في مثل هذه الساعة.
بعد تعليم الصباح,كان عادة يقضي وقته مع الأصدقاء, وغالباً ما كان يمضي الأمسية مع فتاة صديقة, لكنه منذ عرف فرانسيسكا هيلير, كره بشكل غريب أن يتصل بأي من أولئك النساء الماهرات المحنكات الموجودة أسماءهن في دفتر عناوينه.
ولأمر ما, زاد ذلك في غضبه,وهو يفكر في أن ما يلزم فرانسيسكا هيلير, صدمة بعد صدمة,انفجار يهزها هزاً, ويجعلها تتساءل عن تلك الثقة بأن بإمكانها أن تجعل العالم اللعين كله يرقص علي أنغامها, وأخذ يفكر في ما يمكن أن يهز فرانسيسكا هيلير.
سألتها جاز :
_حسناً, هل حصلت عليه؟.