فقد الملك السابق ابتسامته المهذبة أخيراً :
_ماذا تظن الآنسة هيلير ؟.
سرت في جسدها سخونة منهكة شعرت بها في خديها, ثم قالت :
_لم أقصد قط...
الآن كانت هي المخطئة,تتخبط وتعتذر, فيما هذه الأسرة المتكبرة تنظر عبر أنوفها المعقوفة إليها متعالية.
لقد انتصر عليها, لقد وصفها بعدم الجمال وسلاطة اللسان, ثم قذف بها إلي الذئاب, وحملقت فرانسيسكا في الأمير كونراد بكراهية حقيقية.
كانت الملكة تنظر مفكرة, ثم قال الملك السابق ببرودة بالغة :
_السلالة واضحة جداً, لم يشك قط أحد بها, ولا حتى الشيوعيون والفوضويون. ربما لا يريدون ملكاً, لكن الشك لم يتملكهم أن لأسرة دوميتيو الحق .
قالت وهي تصرف بأسنانها :
_لقد أساء الأمير كونراد فهمي .
خفض الأمير كونراد بصره إليها باهتمام زائف ثم قال برقة :
_آه؟ وكيف؟ لقد قلت أنه غالباً ما يثبت أن الناس غشاشون في النهاية .
قالت شاعرة نحوه بالكراهية :
_نعم,أعرف هذا,لكنني كنت أتكلم بوجه عام, وليس بوجه خاص, ليس عن...
فقاطعها :
_ليس عني ؟.
قال هذا برقة بالغة وتحد ظاهر,وقف شعر فرانسيسكا وكأنها حيوان شعر بالخطر. وقالت بيأس :
_ولا عن أي شخص هنا .
ونظرت إلي أبيها ضارعة, ولكن لم يكن هناك عون من تلك الجهة, لأنه كان مصعوقاً.
ثم قالت الملكة السابقة بهدوء :
_لدي فرانسيسكا وجهة نظر .
استدارت لها الأعين بدرجات مختلفة تتراوح بين الذهول والتحدي,فابتسمت قائلة :
_ربما ليس بالنسبة إلي شجرة العائلة, بل بالنسبة للوثوق بأي إنسان هذا منطقي للغاية, كان بإمكاننا, أنا وأنت, أن يكون عملنا أفضل, يا فيليكس, لو كنا أكثر حذراً من الناس .
وجاء دور بيتر لكي يتصلب جسده, مشتماً رائحة إهانة, وكبح كونراد ابتسامة ثم أشاح بوجهه, ولكن ليس بالسرعة الكافية, فقد رأتها فرانسيسكا, وقررت أن الكراهية هي أحسن من أن يستحقها.
الهزيمة, هذا ما كان الأمير كونراد يستحق, أرادت أن تمحو تلك الابتسامة عن وجهه, وترغمه علي الاعتراف بالخطأ والشعور بالمذلة.
فجأة تنهد الملك السابق قائلاً :
_معك حق طبعاً يا عزيزتي, هذا الجيل الشاب أكثر دنيوية مما كنا نحن عليه .
بدا أنه لم يكن يقصد المديح,وقالت الملكة السابقة بنعومة :
_ربما إذن تريد الآنسة هيلير أن تري شيئاً من العادات القديمة, تقيم الجالية المونتاسورية حفلة كل عام في عيد ميلاد كونراد الأسود بطل مونتاسيرو وهذا العام يذهب إيراد الحفلة إلي متطلبات المستشفيات,وسنكون مسرورين جداً لو حضرت الحفلة بصفتك ضيفتنا يا عزيزتي .
منتديات ليلاس
الصمت المتوتر الذي تلا هذا القول كان دليلاً واضحاً علي أنها تكذب, ذلك أن الملك السابق لن يكون مسروراً أبداً, كما أن الذعر بدا واضحاً علي الأمير كونراد.
كان هذا ما جعلها تقرر الحط من قدره,ولكن الإذلال ينبغي أن يؤجل,وحالياً ستكتفي بإذعانه المذعور,وأجابت بسرور :
_ما ألطف هذا منك !.