كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وكما قالت جاز. لم يساعدها الناشرون بشيء فقد قالت السكرتيرة:
_صدقيني ليس في مذكرة سموه مكاناً لمزيد من الظهور شخصيا في مكان عام.
وهكذا فشلت خطة فرانسيسكا, ولم تكن مسرورة لذلك, طبعاً, بعد أن أقحم أبوها نفسه في حياتها العاطفية. كانت رفضت أن تراه.
كانت, في الواقع, متمسكة بكرامتها إلى أن قال لها :
"لكنني كنت على صواب, وأنا دوماً كذلك",عند ذلك فقدت أعصابها وأخبرته بأن يعود إلى نيويورك.
وهكذا, أن تتصل به الآن وتطلب منه العون للاتصال بأسرة مونتاسورو المالكة, هو مذلة حقيقية لها. لكنها عادت تقنع نفسها بالقيام بذلك بعد أن تذكرت أنه طالما أعلن أنه لا وقت لديه للأسرة المالكة,
وهكذا لن يقدمهما للأسرة المالكة بنفسه, وإنما سيوجهها إلي صديق صديقه ليقوم بذلك عنه, هذا إذا شاء أن يساعدها.وهكذا اتصلت به.
لم يكن بيتر هيلير قد عاد إلى نيويورك, ولكنه كان يتناول الغداء في مكان ما فخم, فقد سمعت أصوات أدوات المائدة تقرقع.
قالت وهي تحاول أن تنسي لقاءهما الأخير:
_مرحبا يا أبي, كيف حالك؟.
فقال مسروراً:
_فرانسيسكا, إذن فقد صفحت عني لأنني كنت على حق؟.
تخلت عن المقاومة, قائلة:
_ شكراً, أنا بخير, أنا بحاجة إلى خدمة.
- اطلبي. ولكن بسرعة لأن لدي ضيفاً.
اختصرت طلبها بجملة واحدة. وتلا ذلك صمت قال أبوها بعده ببطء:
_أتريدين أن تقابلي الأمير كونراد؟.
أجابت:" نعم ".
ساد صمت آخر أطول. ثم قال أبوها فجأة:
_يمكنني تدبير هذا الأمر. وسأتصل بك فيما بعد.
ثم قطع الاتصال حتى قبل أن تتمكن فرانسيسكا من شكره, ربما كان هذا أفضل بالنسبة إلى الظروف.
وما كانت لتتفلسف بهذا الشكل لو أنها رأت وجه أبيها بعد أن أقفل الخلوي ووضعه في جيبه. أسند ظهره إلى الخلف في كرسيه الوثير, وابتسم عبر المائدةبدا لمضيفه العجوز, أشبه بقط عثر على صحن قشدة, ولم يكن معتاداً على هذا, فشعر بالضيق.
ومنحه مضيفه ابتسامة عريضة عريضة, ثم انحنى إلى الأمام يقول:
_والآن, لدي معاملة لأجلك...
.............
قال كونراد دوميتيو بحزن:
_لا, أبداً."
كان لديه موقف ضد مشاريع جده اللاعقلانية, وقد علمته التجارب أن يقول "لا" باكرا ويبقي على قوله هذا.
فقال جده:
_لكنك لم تسمع فكرتي بعد.
بدا على وجهه الأشبه بوجه ضفدع مغضن, مزيج من الأمل وجرح الكرامة. خفض حفيده الطويل بصره إليه بتفهم كبير, كانت الريح التي تهب عبر الملعب تعبث بشعر فيليكس دوميتيو الخفيف, فارتجف... أخرج كونراد قفازين من جيب معطفه وناوله إياهما, لكنه لم يلن وهو يقول:
_لست بحاجة إلى سماع ذلك. لقد خرجت من سريرك صباح سبت ممطر وقبل الثامنة, لكي تخبرني بهذا... وهذا يعني أنك تعلم أنني لن أوافق.منتديات ليلاس
فقال جده نائحاً:
_أنت كثير الشك.
وأدخل يديه في القفازين ثم أخذ يضرب الأرض بقدميه للتدفئة. لم يكن حذاءه المصقول مصمما للسير الذي تغطيه المياه القذرة والرمال, وبدا الحذاء مبتلاً بالماء.
وقال كونراد بجفاء:
_علمتني التجارب.
|